حدا قرا كتاب " التفكير العلمي " للدكتور فؤاد زكريا ؟؟؟؟
طيب هي جملة افكار صغتها بنفسي .... و مع الأستعانة بالكتاب و بعض المصادر ..
ملاحظة : لا تستغربوا اذا لقيتو الموضوع بمكان تاني ....
بتمنى انو الاقي مين يناقشني و يضل معي حتى النهاية ....
ان التفكير العلمي هو نمط او الية تفكير تصلح الجميع الحالات .. و هو ليس مقتصرا على العلماء وحدهم
و طبعا فان التفكير العلمي يساعدنا على مواجهة مشكلاتنا الحياتية و الاجتماعية بطريقة افضل و اكثر فاعلية
و يسهم في نشوء علاقات اجتماعية افضل و امتن ....
و بحال تعميم التفكير العلمي يصبح لدينا مجتمع تقدمي و حضاري كما لم يكن من قبل .
و طبعا ان التفكير العلمي .... مرتبط بالعلم .. و يظهر هذا الارتباط اكثر بحال جعلنا التفكير العلمي منهجا
في الابحاث العلمية و التطوير الصناعي .... الخ
من المؤكد ان التفكير العلمي يشكل ارضية قوية لقيام الابحاث و التطوير ... ناهيكم عن كونه دعامة اساسية
للمجتمع ... و اداة لردم التصدعات الاجتماعية و المشكلات الداخلية ...
و طبعا هناك دائما عقبات في وجه التفكير العلمي .... و بوجه العلم نفسه .. و بشكل رئيسي اكيد هناك
جهات تسعى لتقويض كل ما له صلة بتطوير المجتمع و نهوضه .. طبعا كلنا نعلم دور الامبريالية و الاستعمار ...... الخ ... فلا داعي للدخول في كلام مملل !! لأنه بالاول علينا اصلاح ما بانفسنا .
لماذا التفكير العلمي ؟ و لماذا الان ؟
كيف نهضت اوروبا ؟ لننظر الى التاريخ ... بدأت النهضة الاوروبية منذ ان اصبح العلم و الاسلوب العلمي
يسودان الفكر الاوروبي .. عندها فقط بدات الثورة الصناعية .... اذا فقد حسم الغرب الموضوع منذ زمن
اما نحن ... فمازلنا نجادل حتى اليوم : هل الاسلوب العلمي في التفكير هو الامثل ؟! هل التفكير العلمي هام
لهذه الدرجة ؟! ... كل ذلك و الدول المتقدمة .. وصلت الى القمر و غزت اسواقنا بمنتجاتها التكنولوجية
التي لا غنى لنا عنها .. و الان يمسكوننا من اعناقنا ... و الفضل يعود لتخلفنا و الذي كثيرا ما نعتز به !!
التغني بأمجاد الماضي لايحقق شيئ ولا يفيد بشيئ .... و اصلا نرى اليوم ان كل العلوم التي تم التوصل اليها في العصر الاموي و العباسي .... استفاد منها الغرب أ كثر مما أستفاد منها أصحابها !!
و طبعا هناك دائما من يسعى للوقوف بوجه التطور و العلم في الداخل ... سواء كان هذا الموقف بسبب الجهل
أو تنفيذا لأوامر خارجية ... يمكن الوقوف بوجه العملاء لكن حين تكون المشكلة عدم ادراك و استيعاب اهمية
العلم و المنهج العلمي في التفكير ... فهنا لدينا مشكلة .
و البعض من ذوي العقول الساذجة يعتبرون العلم عدوا لهم .. و يخافون منه و يعملون دائما على الوقوف بوجهه.
العلم لا يتبع لأمة ما أو دولة .. أو نظام سياسي ... فالعلم يسمى عن مثل هذه الامور ... و العالم انسان لا يهدد أحدا ... طبعا قد تتدخل السياسة أو عوامل أخرى بالعلم ... لكنه يبقى علما ... أما المشكلة تكمن بأستخدامنا لهذا العلم .
و طبعا كل المعارك التي تشن على العلم .. و على الاسلوب العلمي في التفكير ... هي معارك خاسرة بالنهاية
و أقصى ما قد تحققه هذه الحملات الشرسة هو تأخير التطور العلمي فقط .... و أكبر مثال نجده هو حالة العلم في
أوربا بالقرون الوسطى ... ففي النهاية حسم الأمر و أعترف الجميع بفضل و أهمية العلم و التفكير العلمي .
ما هي المعوقات و المشكلات التي تقف بوجه التفكير العلمي ؟
طبعا قد تكون هذه العقبات مصطنعة ... لكن نتحدث هنا عن سمات و مظاهر رئيسية كانت تعيق التفكير العلمي
منذ القدم ... و مازالت بعضها تعمل عملها المخرب اليوم و خصوصا في منطقتنا ..
1 _ الأسطورة و الخرافة : يمكن القول ان العقل البشري جعل من الاساطير و الاوهام نمطا للتفكير في الماضي
حيث سيطر هذا التفكير على البشرية جمعاء و لالاف من السنين ... السبب الرئيسي هو ان القصص و الخيال
قد يعطي الانسان اجوبة " مهدئة " ... تريح باله على الاسئلة التي تنشأ بشكل طبيعي عند ازدياد الوعي لدى الناس ... فعندما رأى الانسان القديم البدائي النار ... و اثرها ..... حتما طرح أسئلة (( ما هي النار ؟ لماذا تحدث ...الخ )) .... و عند عدم وجود أجوبة حتمية تنهي النقاش ..... بدأ الفكر الخرافي بالعمل ... ورد هذه الظاهرة
للقوى الخارقة للطبيعة ... أو الأرواح ... الخ (( طبعا هون كان في عشرات الاسباب الاسطورية ))
و طبعا كانت الاساطير و القصص تنتشر بسرعة كبيرة ... و تتناقلها الشعوب _ مع بعض التعديلات أحيانا _
و كان كل شيئ يفسر على أساسعا تقريبا : البرق , المطر , حركة النجوم و الكواكب ...... الخ
و المشكلة مستمرة حتى اليوم _ ولو بصورة تنخفض تدريجيا _ البعض مازال يشك بقدرة العقلية العلمية على ايصالنا للحقيقة ... و في الوقت نفسه يتمسكون بالفكر الاسطوري الذي يعطينا عدد لانهائي من الاجوبة ..
(( طبعا تختلف الاجوبة تبعا للناس .... و الانسان في هذه الحالة يتمسك بفكرة واحدة و يرفض الاجوبة العلمية بحال تعارضت مع أفكاره التي تعلمها في المدرسة و البيت .. و يرفض ايضا كل الافكار الاسطورية الأخرى أيضا ))
لاحظو أننا اذا اتبعنا الفكر الخرافي و القصص .. يمكن ان نجد ان اي من الافكار صحيحة ... لكن التعلق بشيئ واحد سببه (( نوع الخرافة السائدة حولنا )) ..... هكذا كانت الحال لدى الامم و الشعوب القديمة ... (( دائما في استثناءات )) .
و غالبا أيضا يتم تعديل او اعادة صياغة المعتقدات الاسطورية بما يتناسب مع اخر المكتشفات العلمية !!
و هذا بسبب التمسك و التعصب لهذه الافكار .... فيجب على أصحابها أن يواكبوا اخر المعطيات و الابحاث العلمية .... ليماشوا أساطيرهم مع العلم ... لكي لا تموت هذه الاساطير ... و جراء التعديلات المستمرة قد تنعكس هذه الخرافات تماما (( بتتغير 180 درجة )) بالمقارنة مع الوضع البدائي لها .
فالناس الذين كانوا يعارضون حقيقة علمية ما ...... قد يتعصبون لها بحال توافقت مع معتقداتهم ....
و بعد التماشي مع العلم يزعمون أن لهم الفضل في مثل هذا الاكتشاف ...
2 _ السياسة : قد تؤثر على العلم بأن تحدد أ تجاهه .. فمثلا خلال الحروب قد يركز العلم على الابحاث العسكرية
باوامر من الحكومة ... و قد يمنع بعض العلماء من مغادرة بلدانهم لأسباب سياسية ....
و قد نحصل على تماذج بين السببين 1 و 2 .. بحال النظام السياسي في دولة ما لا يعترف بالعلمية كمنهج في التطور .... طبعا في الماضي كان هناك " توحد " بين السببين ...
هذه هي الاسباب الرئيسة ... طبعا احيانا توجيه العلم من قبل الدولة قد يكون ضروريا (( كفترات الحرب ))
لكن بشكل عام تقييد العلم يؤثر سلبا عليه ... و بما ان العلم هو الاداة الفاعلة للتفكير العلمي : (( يعني الفكر العلمي يستخدم العلم من اجل للتقدم و التطوير )) ... فعندما يقيد العلم .. تخبو العقلية العلمية في المجتمع و لا تعطي مفعولها .
و طبعا هناك اسباب اخرى ..كشهرة احد العلماء مثلا .. او تقديسه .. بحيث تصبح أعماله مقدسة في بعض الاحيان !! (( لا أدري لماذا يميل الناس أحيانا لتقديس الاشياء ! ))
و الامر ليس محصورا على العلماء فقط ..... المهم ان كل الاراء المخالفة تصبح غير مقبولة (( كالعادة ))
و قد لا تاخذ بعض النظريات العلمية حقها من البحث نتيجة ذلك .
اما اجتماعيا فالتفكير العلمي لا غنى عنه هذه الايام .. فهو يحل مشاكلنا الاجتماعية .... او حتى الشخصية : (( مع الجيران ... اذا الكل شغلو عقلون و فكرو بشكل منطقي )) .... فالمنطق سمة من سمات التفكير العلمي ..
(( هذا ما يفسر معاداة البعض للمنطق ))
و طبعا التهيئة الفكرية لأفراد المجتمع ضرورية للمجتمع نفسه .... و الفكر العلمي بحال تعمم و اصبح سمة من سمات المجتمع ... يصبح لدينا قاعدة متينة للتطور و اللحاق بمن سبقونا ... نهيكم عن التخاص من الفروقات بين الافراد و تكوين مجتمع متماسك .... و تسهيل حياتنا اليومية ..... و حل مشكلاتنا بطريقة افضل .
" نحن لا نرى العالم كما هو .... بل نراه كما نريد ان يكون "
هذا هو الاستنتاج الذي توصل اليه المختصين في علم النفس... فنحن البشر نريد ان يكون العالم حولنا متناسبا مع
اعتقاداتنا و انحيازاتنا ... ويؤكد العلماء ان هذه الحالة هي من العوائق الكبرى التي تقف في وجه التطور الفكري
او المعرفي سواء كان ذلك على الصعيد الفردي او الاجتماعي ....
ما سبب وجود المشكلة بالاصل و كيف يمكن التخفيف من هذه الحالة او حتى ازالتها ؟
السبب الرئيسي للحالة هو اننا احيانا نجعل من انفسنا جزء من اعتقاداتنا (( اي نتوحد معها )) ... و عندها يكون كل تشكيك بهذه الاعتقادات _ مهما كان بسيطا _ سيعتبره الوعي الباطني تهديدا لانه يعتقد ان اي مس بهذه الاعتقادات او الافكار الراسخة هو مس بالانسان (( صاحب هذه الافكار )) و خطر عليه .... و يجب علينا
نفهم المسالة جيدا فمثلا : اذا كنت احب التفاح .. هذا لا يعني انني تفاحة .
لكن للاسف فهذا غالبا ما يحصل .
طبعا العلم يعرض المشكلة لكنه يقدم حلا لها : من اجل التخلص من هذه المشكلة يجب ان نضع انفسنا على بعد
متساو من كل الافكار او الاتجاهات عندما نواجه افكارا غريبة عنا .. و عندها فقط تتوضح الصورة الكلية
و لكن و بما اننا لا نستطيع ان نكون حياديين دائما ... عندا على الاقل يجب ان نفصل انفسنا عن ما نعتقد به
ستظل الامور غير مكتملة في هذه الحالة .. لكن هذا افضل من ان نضع انفسنا داخل اعتقداتنا لاننا عندها لن
نرى شيئا .
و حسب الابحاث ايضا انه عندما تصطدم افكار جديدة او غريبة ... بعقولنا و نحن بحالة " التوحد مع اعتقاداتنا "
فهذا يمكن ان يؤدي الى حالة من جنون الارتياب و خوف و قلق ناتج عن التنافر الادراكي الذي يصيب عقلنا
الباطن .... و يمكن تشخيص هذه الحالة من تغير مزاج الشخص فيضبح مزاجه ساخر و منتقد لاي راي او فكرة
جديدة .. حتى لو لم يستطع هذا الشخص ايجاد اي عيب في هذه الفكرة .
و ايضا وضع لنا العلم قائمة باربع مراحل يمر بها قبول الناس للافكار الجديدة او الغريبة عنهم :
1 _ توصف الفكرة على انها خيالية و مستحيلة .. و ان كل من يؤيد هذه الفكرة هو مخرف و مجنون
2 _ يقال عن الفكرة انها تحوي بعض " المنطق " لكنها مازالت ضعيفة و لا تستحق الجدال حولها
3 _ بعد ان تنهال علينا الاشواهد و الامثلة التي تدعم هذه الفكرة ... نبدا باعطاء الفكرة اهميتها و يبدا
عقلنل بالاستجابة ز
4 _ بعد ان نقتنع بالفكرة و تتلاشى كل اعتقاداتنا ... يتسابق الجميع لاثبات انه اول من عرف بالامر و دافع
عن الفكرة المطروحة .
الان يجب ان اوضح ما هو " الاتنافر الادراكي " .... قام بوضع هذا المصطلح عالم النفس
Leon Festinger
و يقصد به : الشعور غير المريح الناتج عن رؤيتنا (( بالمعنى الواسع للكلمة )) لامور او حقائق يجب ان لا
تكون موجودة (( بحسب راينا )) ..... و اذا كان هذا التنافر قويا و لم يتم التخفيف منه قد يتحول لحالة من الغضب
و الخوف او العداء .. ضد كل هذه "" الامور التي لا يجب ان تكون حقيقية ""
و يقوم العقل الباطني لدينا باستخدام اساليب عديدة للهرب من حالة التنافر الادراكي هذه :
1 _ الاعتقاد بما يعتقده الاخرون : عندما تطرق اي فكرة غريبة عنا الباب ... يتجمع سكان المنزل مع بعضهم
بهدف حماية افكارهم من هذا " الاعتداء ! " ... و يصبح افراد المنزل اكثر تمسكا باعتقاداتهم المسبقة من ذي
قبل .
2 _ اعتبار كل من يتبنى " الافكار الغريبة " هو شخص غريب عنا و هذا ما يفسر اطلاق الالقاب التي تحط
من شان هؤلاء الاشخاص .. و تستخف بارائهم .. و عندها نحاول ايجاد صفات مميزة لدى هؤلاء " المخالفين "
لكي نقنع انفسنا ان هذه الصفات هي التي كانت وراء تبني " المخالفبن " لهذه الافكار " المخالفة "
" ان النفس البشرية تخاف التغيير ... و تكافح دائما للحفاظ على الوضع الراهن "
مستني النقد و المداخلات
طيب هي جملة افكار صغتها بنفسي .... و مع الأستعانة بالكتاب و بعض المصادر ..
ملاحظة : لا تستغربوا اذا لقيتو الموضوع بمكان تاني ....
بتمنى انو الاقي مين يناقشني و يضل معي حتى النهاية ....
ان التفكير العلمي هو نمط او الية تفكير تصلح الجميع الحالات .. و هو ليس مقتصرا على العلماء وحدهم
و طبعا فان التفكير العلمي يساعدنا على مواجهة مشكلاتنا الحياتية و الاجتماعية بطريقة افضل و اكثر فاعلية
و يسهم في نشوء علاقات اجتماعية افضل و امتن ....
و بحال تعميم التفكير العلمي يصبح لدينا مجتمع تقدمي و حضاري كما لم يكن من قبل .
و طبعا ان التفكير العلمي .... مرتبط بالعلم .. و يظهر هذا الارتباط اكثر بحال جعلنا التفكير العلمي منهجا
في الابحاث العلمية و التطوير الصناعي .... الخ
من المؤكد ان التفكير العلمي يشكل ارضية قوية لقيام الابحاث و التطوير ... ناهيكم عن كونه دعامة اساسية
للمجتمع ... و اداة لردم التصدعات الاجتماعية و المشكلات الداخلية ...
و طبعا هناك دائما عقبات في وجه التفكير العلمي .... و بوجه العلم نفسه .. و بشكل رئيسي اكيد هناك
جهات تسعى لتقويض كل ما له صلة بتطوير المجتمع و نهوضه .. طبعا كلنا نعلم دور الامبريالية و الاستعمار ...... الخ ... فلا داعي للدخول في كلام مملل !! لأنه بالاول علينا اصلاح ما بانفسنا .
لماذا التفكير العلمي ؟ و لماذا الان ؟
كيف نهضت اوروبا ؟ لننظر الى التاريخ ... بدأت النهضة الاوروبية منذ ان اصبح العلم و الاسلوب العلمي
يسودان الفكر الاوروبي .. عندها فقط بدات الثورة الصناعية .... اذا فقد حسم الغرب الموضوع منذ زمن
اما نحن ... فمازلنا نجادل حتى اليوم : هل الاسلوب العلمي في التفكير هو الامثل ؟! هل التفكير العلمي هام
لهذه الدرجة ؟! ... كل ذلك و الدول المتقدمة .. وصلت الى القمر و غزت اسواقنا بمنتجاتها التكنولوجية
التي لا غنى لنا عنها .. و الان يمسكوننا من اعناقنا ... و الفضل يعود لتخلفنا و الذي كثيرا ما نعتز به !!
التغني بأمجاد الماضي لايحقق شيئ ولا يفيد بشيئ .... و اصلا نرى اليوم ان كل العلوم التي تم التوصل اليها في العصر الاموي و العباسي .... استفاد منها الغرب أ كثر مما أستفاد منها أصحابها !!
و طبعا هناك دائما من يسعى للوقوف بوجه التطور و العلم في الداخل ... سواء كان هذا الموقف بسبب الجهل
أو تنفيذا لأوامر خارجية ... يمكن الوقوف بوجه العملاء لكن حين تكون المشكلة عدم ادراك و استيعاب اهمية
العلم و المنهج العلمي في التفكير ... فهنا لدينا مشكلة .
و البعض من ذوي العقول الساذجة يعتبرون العلم عدوا لهم .. و يخافون منه و يعملون دائما على الوقوف بوجهه.
العلم لا يتبع لأمة ما أو دولة .. أو نظام سياسي ... فالعلم يسمى عن مثل هذه الامور ... و العالم انسان لا يهدد أحدا ... طبعا قد تتدخل السياسة أو عوامل أخرى بالعلم ... لكنه يبقى علما ... أما المشكلة تكمن بأستخدامنا لهذا العلم .
و طبعا كل المعارك التي تشن على العلم .. و على الاسلوب العلمي في التفكير ... هي معارك خاسرة بالنهاية
و أقصى ما قد تحققه هذه الحملات الشرسة هو تأخير التطور العلمي فقط .... و أكبر مثال نجده هو حالة العلم في
أوربا بالقرون الوسطى ... ففي النهاية حسم الأمر و أعترف الجميع بفضل و أهمية العلم و التفكير العلمي .
ما هي المعوقات و المشكلات التي تقف بوجه التفكير العلمي ؟
طبعا قد تكون هذه العقبات مصطنعة ... لكن نتحدث هنا عن سمات و مظاهر رئيسية كانت تعيق التفكير العلمي
منذ القدم ... و مازالت بعضها تعمل عملها المخرب اليوم و خصوصا في منطقتنا ..
1 _ الأسطورة و الخرافة : يمكن القول ان العقل البشري جعل من الاساطير و الاوهام نمطا للتفكير في الماضي
حيث سيطر هذا التفكير على البشرية جمعاء و لالاف من السنين ... السبب الرئيسي هو ان القصص و الخيال
قد يعطي الانسان اجوبة " مهدئة " ... تريح باله على الاسئلة التي تنشأ بشكل طبيعي عند ازدياد الوعي لدى الناس ... فعندما رأى الانسان القديم البدائي النار ... و اثرها ..... حتما طرح أسئلة (( ما هي النار ؟ لماذا تحدث ...الخ )) .... و عند عدم وجود أجوبة حتمية تنهي النقاش ..... بدأ الفكر الخرافي بالعمل ... ورد هذه الظاهرة
للقوى الخارقة للطبيعة ... أو الأرواح ... الخ (( طبعا هون كان في عشرات الاسباب الاسطورية ))
و طبعا كانت الاساطير و القصص تنتشر بسرعة كبيرة ... و تتناقلها الشعوب _ مع بعض التعديلات أحيانا _
و كان كل شيئ يفسر على أساسعا تقريبا : البرق , المطر , حركة النجوم و الكواكب ...... الخ
و المشكلة مستمرة حتى اليوم _ ولو بصورة تنخفض تدريجيا _ البعض مازال يشك بقدرة العقلية العلمية على ايصالنا للحقيقة ... و في الوقت نفسه يتمسكون بالفكر الاسطوري الذي يعطينا عدد لانهائي من الاجوبة ..
(( طبعا تختلف الاجوبة تبعا للناس .... و الانسان في هذه الحالة يتمسك بفكرة واحدة و يرفض الاجوبة العلمية بحال تعارضت مع أفكاره التي تعلمها في المدرسة و البيت .. و يرفض ايضا كل الافكار الاسطورية الأخرى أيضا ))
لاحظو أننا اذا اتبعنا الفكر الخرافي و القصص .. يمكن ان نجد ان اي من الافكار صحيحة ... لكن التعلق بشيئ واحد سببه (( نوع الخرافة السائدة حولنا )) ..... هكذا كانت الحال لدى الامم و الشعوب القديمة ... (( دائما في استثناءات )) .
و غالبا أيضا يتم تعديل او اعادة صياغة المعتقدات الاسطورية بما يتناسب مع اخر المكتشفات العلمية !!
و هذا بسبب التمسك و التعصب لهذه الافكار .... فيجب على أصحابها أن يواكبوا اخر المعطيات و الابحاث العلمية .... ليماشوا أساطيرهم مع العلم ... لكي لا تموت هذه الاساطير ... و جراء التعديلات المستمرة قد تنعكس هذه الخرافات تماما (( بتتغير 180 درجة )) بالمقارنة مع الوضع البدائي لها .
فالناس الذين كانوا يعارضون حقيقة علمية ما ...... قد يتعصبون لها بحال توافقت مع معتقداتهم ....
و بعد التماشي مع العلم يزعمون أن لهم الفضل في مثل هذا الاكتشاف ...
2 _ السياسة : قد تؤثر على العلم بأن تحدد أ تجاهه .. فمثلا خلال الحروب قد يركز العلم على الابحاث العسكرية
باوامر من الحكومة ... و قد يمنع بعض العلماء من مغادرة بلدانهم لأسباب سياسية ....
و قد نحصل على تماذج بين السببين 1 و 2 .. بحال النظام السياسي في دولة ما لا يعترف بالعلمية كمنهج في التطور .... طبعا في الماضي كان هناك " توحد " بين السببين ...
هذه هي الاسباب الرئيسة ... طبعا احيانا توجيه العلم من قبل الدولة قد يكون ضروريا (( كفترات الحرب ))
لكن بشكل عام تقييد العلم يؤثر سلبا عليه ... و بما ان العلم هو الاداة الفاعلة للتفكير العلمي : (( يعني الفكر العلمي يستخدم العلم من اجل للتقدم و التطوير )) ... فعندما يقيد العلم .. تخبو العقلية العلمية في المجتمع و لا تعطي مفعولها .
و طبعا هناك اسباب اخرى ..كشهرة احد العلماء مثلا .. او تقديسه .. بحيث تصبح أعماله مقدسة في بعض الاحيان !! (( لا أدري لماذا يميل الناس أحيانا لتقديس الاشياء ! ))
و الامر ليس محصورا على العلماء فقط ..... المهم ان كل الاراء المخالفة تصبح غير مقبولة (( كالعادة ))
و قد لا تاخذ بعض النظريات العلمية حقها من البحث نتيجة ذلك .
اما اجتماعيا فالتفكير العلمي لا غنى عنه هذه الايام .. فهو يحل مشاكلنا الاجتماعية .... او حتى الشخصية : (( مع الجيران ... اذا الكل شغلو عقلون و فكرو بشكل منطقي )) .... فالمنطق سمة من سمات التفكير العلمي ..
(( هذا ما يفسر معاداة البعض للمنطق ))
و طبعا التهيئة الفكرية لأفراد المجتمع ضرورية للمجتمع نفسه .... و الفكر العلمي بحال تعمم و اصبح سمة من سمات المجتمع ... يصبح لدينا قاعدة متينة للتطور و اللحاق بمن سبقونا ... نهيكم عن التخاص من الفروقات بين الافراد و تكوين مجتمع متماسك .... و تسهيل حياتنا اليومية ..... و حل مشكلاتنا بطريقة افضل .
" نحن لا نرى العالم كما هو .... بل نراه كما نريد ان يكون "
هذا هو الاستنتاج الذي توصل اليه المختصين في علم النفس... فنحن البشر نريد ان يكون العالم حولنا متناسبا مع
اعتقاداتنا و انحيازاتنا ... ويؤكد العلماء ان هذه الحالة هي من العوائق الكبرى التي تقف في وجه التطور الفكري
او المعرفي سواء كان ذلك على الصعيد الفردي او الاجتماعي ....
ما سبب وجود المشكلة بالاصل و كيف يمكن التخفيف من هذه الحالة او حتى ازالتها ؟
السبب الرئيسي للحالة هو اننا احيانا نجعل من انفسنا جزء من اعتقاداتنا (( اي نتوحد معها )) ... و عندها يكون كل تشكيك بهذه الاعتقادات _ مهما كان بسيطا _ سيعتبره الوعي الباطني تهديدا لانه يعتقد ان اي مس بهذه الاعتقادات او الافكار الراسخة هو مس بالانسان (( صاحب هذه الافكار )) و خطر عليه .... و يجب علينا
نفهم المسالة جيدا فمثلا : اذا كنت احب التفاح .. هذا لا يعني انني تفاحة .
لكن للاسف فهذا غالبا ما يحصل .
طبعا العلم يعرض المشكلة لكنه يقدم حلا لها : من اجل التخلص من هذه المشكلة يجب ان نضع انفسنا على بعد
متساو من كل الافكار او الاتجاهات عندما نواجه افكارا غريبة عنا .. و عندها فقط تتوضح الصورة الكلية
و لكن و بما اننا لا نستطيع ان نكون حياديين دائما ... عندا على الاقل يجب ان نفصل انفسنا عن ما نعتقد به
ستظل الامور غير مكتملة في هذه الحالة .. لكن هذا افضل من ان نضع انفسنا داخل اعتقداتنا لاننا عندها لن
نرى شيئا .
و حسب الابحاث ايضا انه عندما تصطدم افكار جديدة او غريبة ... بعقولنا و نحن بحالة " التوحد مع اعتقاداتنا "
فهذا يمكن ان يؤدي الى حالة من جنون الارتياب و خوف و قلق ناتج عن التنافر الادراكي الذي يصيب عقلنا
الباطن .... و يمكن تشخيص هذه الحالة من تغير مزاج الشخص فيضبح مزاجه ساخر و منتقد لاي راي او فكرة
جديدة .. حتى لو لم يستطع هذا الشخص ايجاد اي عيب في هذه الفكرة .
و ايضا وضع لنا العلم قائمة باربع مراحل يمر بها قبول الناس للافكار الجديدة او الغريبة عنهم :
1 _ توصف الفكرة على انها خيالية و مستحيلة .. و ان كل من يؤيد هذه الفكرة هو مخرف و مجنون
2 _ يقال عن الفكرة انها تحوي بعض " المنطق " لكنها مازالت ضعيفة و لا تستحق الجدال حولها
3 _ بعد ان تنهال علينا الاشواهد و الامثلة التي تدعم هذه الفكرة ... نبدا باعطاء الفكرة اهميتها و يبدا
عقلنل بالاستجابة ز
4 _ بعد ان نقتنع بالفكرة و تتلاشى كل اعتقاداتنا ... يتسابق الجميع لاثبات انه اول من عرف بالامر و دافع
عن الفكرة المطروحة .
الان يجب ان اوضح ما هو " الاتنافر الادراكي " .... قام بوضع هذا المصطلح عالم النفس
Leon Festinger
و يقصد به : الشعور غير المريح الناتج عن رؤيتنا (( بالمعنى الواسع للكلمة )) لامور او حقائق يجب ان لا
تكون موجودة (( بحسب راينا )) ..... و اذا كان هذا التنافر قويا و لم يتم التخفيف منه قد يتحول لحالة من الغضب
و الخوف او العداء .. ضد كل هذه "" الامور التي لا يجب ان تكون حقيقية ""
و يقوم العقل الباطني لدينا باستخدام اساليب عديدة للهرب من حالة التنافر الادراكي هذه :
1 _ الاعتقاد بما يعتقده الاخرون : عندما تطرق اي فكرة غريبة عنا الباب ... يتجمع سكان المنزل مع بعضهم
بهدف حماية افكارهم من هذا " الاعتداء ! " ... و يصبح افراد المنزل اكثر تمسكا باعتقاداتهم المسبقة من ذي
قبل .
2 _ اعتبار كل من يتبنى " الافكار الغريبة " هو شخص غريب عنا و هذا ما يفسر اطلاق الالقاب التي تحط
من شان هؤلاء الاشخاص .. و تستخف بارائهم .. و عندها نحاول ايجاد صفات مميزة لدى هؤلاء " المخالفين "
لكي نقنع انفسنا ان هذه الصفات هي التي كانت وراء تبني " المخالفبن " لهذه الافكار " المخالفة "
" ان النفس البشرية تخاف التغيير ... و تكافح دائما للحفاظ على الوضع الراهن "
مستني النقد و المداخلات
Comment