كل فرد قد واجه من قبل الموقف الآتي … يستيقظ طفلكم في منتصف الليل حرارته مرتفعة ، أو يأتي من الحضانة ممسكاً ببطنه…
وتتسائلون: هل يمكن أن أعطاءه الدواء الذي أخذه في المرة السابقة؟
رغم أن هذه الفكرة تبدو مغرية خاصةً إذا كان الوقت غير مناسب للذهاب للطبيب أو حتى الاتصال به، إلا أنها في الواقع فكرة غير جيدة.
ما هو الدواء الذي يجب أن يأخذه طفلكم؟
يؤكد أطباء الأطفال على ضرورة استشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل أي دواء خاصةً الطفل في عمر الثانية أو أقل.
كما أن وصف الطبيب دواء معين لطفلكم لا يعني أن تعطوه نفس نوع الدواء في المرات التالية، حتى لو بدا لكم أن طفلكم مصاب بنفس الحالة.
يقول أحد أطباء الأطفال :
أحياناً أتلقى تليفونات من أهالي بعض الأطفال يشكون من أن طفلهم لم يتحسن بعد تناوله الدواء، فأقول لهم أنني لم أر طفلهم منذ فترة، فيوضحون لي أنهم قد استخدموا نفس نوع الدواء الذي قد وصفته له في المرة السابقة. بالطبع لن يتحسن الطفل بهذا الشكل."
كما يوضح أن الطبيب يستطيع أن يحدد الاختلافات الطفيفة بين الأعراض المختلفة، وعلى هذا الأساس يصف الدواء المناسب، فالكحة على سبيل المثال ليست واحدة، قد تكون كحة جافة، طرية، أو ناتجة عن حساسية، أو لها أي سبب آخر.
عندما تأخذون طفلكم إلى الطبيب، ذكروا الطبيب بالأدوية التي يأخذها طفلكم بشكل منتظم؛ لأن بعض الأدوية قد تسبب خطورة إذا أخذت مع أدوية أخرى معينة.
إذا حدث وأعطيتم طفلكم أي دواء دون استشارة الطبيب، اقرأوا النشرة الداخلية للدواء؛ لكي تعرفوا إن كانت هناك أدوية معينة تتعارض مع هذا الدواء. هذا الأمر هام خاصةً إذا كان طفلكم يخضع لعلاج بسبب إصابته بحالة تستمر لوقت طويل، مثل الربو أو التبول أثناء النوم.
هناك عامل أساسي هام يجب أن يراعى عند إعطاء الطفل أو أي شخص بوجه عام أي دواء، وهو تاريخ الصلاحية للدواء.
كما أن تاريخ الصلاحية هام للغاية. لا يجب أن يعطى الدواء بعد انتهاء تاريخ الصلاحية المكتوب على العلبة.
إن طريقة التخلص من الأدوية المنتهية الصلاحية أمر في غاية الأهمية أيضاً، ولا يكفي أن نلقي بزجاجات وعلب الأدوية المنتهية الصلاحية كما هي في سلة القمامة، بل يجب أن يتم تفريغ زجاجات الأدوية في الحوض، أما بالنسبة للأقراص فيجب تذويبها في ماء ثم إلقائها في الحوض.
و إذا كانت أقراص الدواء مغلفة بطبقة واقية يجب دقها ثم تذويبها في ماء.
هذه الاحتياطات هي لحماية الآخرين وحماية طفلكم أيضاً. لأن بعض الأشخاص يجدون الأدوية منتهية الصلاحية في القمامة فيعيدون بيعها مرة أخرى، كما أن الطفل الصغير يمكن أن يأخذ أدوية من سلة القمامة ويشربها أو يأكلها، مما قد يؤدي إلى إصابته بتسمم.
عند شراء الدواء لا تعتمدوا على أن الصيدلي قد راجع تاريخ الصلاحية، بل يجب أن تراجعوه أنتم بانفسكم، ولا تقبلوا مطلقاً شراء أدوية تاريخ صلاحيتها منتهية.
عند شراء الدواء، يجب أن تتأكدوا من أنه هو الدواء الذي قد وصفه الطبيب بالتحديد. أحياناً يحدث خطأ ويتم صرف نفس نوع الدواء ولكن بالتركيبة الخاصة بالكبار على أنه دواء للأطفال، مما قد يؤدي إلى خطورة شديدة على الطفل بسبب الجرعة الزائدة. لذلك إذا اقترح الصيدلي دواءً بديلاً لعدم توافر الدواء الموصوف من قبل الطبيب، أفضل شيء هو أن تتصلوا بالطبيب وتسألوه.
كيف تقنعون طفلكم بأخذ الدواء؟
إن إعطاء الدواء للطفل الصغير يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لأبويه. عندما تفاجئون بأن طفلكم قد أغلق فمه بشدة ولا يوافق على فتحه، أو عندما يصرخ رافضاً أخذ الدواء، ستتسائلون، "كيف سنجعله يوافق على أخذ الدواء؟"
عند إعطاء الدواء للطفل، هناك بعض النقاط التي يجب الالتزام بها. كونوا حاسمين. الأطفال عادةً لا يحبون تناول الأدوية – ولكن تناول الدواء ليس أمراً اختيارياً. اجعلوا صوتكم هادئاً ولكن حاسماً، واقترحوا عليه بعض الاختيارات المقبولة. يمكن أن يختار الطفل المكان الذي يأخذ فيه الدواء، ماذا يريد أن يشرب بعد تناول الدواء، من يعطيه الدواء، ولكن لا يمكنه رفض الدواء. في النهاية قد تضطرون لغصب الطفل على أخذ الدواء إذا لم يكن هناك بديلاً آخر.
استخدموا دائماً الملعقة أو الكوب الموجود مع الدواء لوجود علامات قياس تسهل تحديد الكمية الموصوفة للطفل الملاعق المنزلية تختلف فى أحجامها فلا تعتمدوا عليها.
بعض الأمهات يفضلن استخدام قطارة أو سرنجة، بالطبع بدون إبرة لإعطاء الدواء للمولود أو الطفل الذي يقاوم أخذ الدواء. إذا أردتم ذلك، تخلصوا أولاً من الإبرة بالطريقة السليمة، ثم قربوا السرنجة أو القطارة من مؤخرة حنجرة الطفل؛ لكي يبلع الدواء تلقائياً.
عندما يصف الطبيب الدواء، اسألوا عن أهمية الالتزام بالوقت المحدد. بالنسبة لبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، الالتزام بالوقت المحدد للدواء أمر هام للغاية؛ لأن تأخير الدواء قد يؤثر على فاعليته. اللبوس كثيراً ما تكون اختياراً مناسباً للأطفال الصغار الذين لا يحبون أخذ الدواء. قبل إعطاء اللبوس، قوموا بتدلكيه بكمية بسيطة من الفازلين؛ لكي يدخل بسهولة أكثر.
أما بالنسبة لنقط العين أو الأذن فإعطاؤهما للطفل يعتبر تحدي للأم والأب. عند اللجوء لاستخدامهما، قد تحتاجون لمساعدة شخص آخر لتجنب حدوث أي إصابات للطفل نتيجة حركته المفاجئة. بالنسبة لنقط العين، شدوا الجفن السفلي برفق إلى أسفل، ثم ضعوا النقط.
ماذا تفعلون إذا تقيأ طفلكم الدواء؟
إذا تقيأ طفلكم الدواء، يجب أن تعرفوا أهمية الجرعة التي لم يتناولها طفلكم، ولماذا تقيأ الدواء. إذا كان هذا الدواء مضاد حيوي، حاولوا إعطاءه جرعة أخرى في أقرب وقت. إذا لم يكن توقيت الدواء أمر هام، انتظروا حوالي ساعة قبل أن تحاولوا إعطاءه الدواء مرة أخرى.
إذا كان طفلكم قد تقيأ لأنه لم يستطع الاحتفاظ بأي شيء في معدته، اتصلوا بالطبيب واسألوه إذا كان هناك دواء يمنع القيء (كثيراً ما تتوفر هذه الأدوية على شكل لبوس).
إذا كان قد تقيأ لأنه كان يبكي، أو لأن الدواء طعمه سيء، حاولوا إيجاد طريقة بديلة لإعطائه الدواء، مثل إعطاء الدواء مع بعض العصير أو الطعام المفضل له، وذلك لإخفاء طعم الدواء. إذا خرجت لبوسة بالكامل، حاولوا إدخالها مرة أخرى، ولكن بعد تليينها، واتركوا طفلكم نائماً على بطنه لمدة 5 دقائق على الأقل (اشغلوه بفيلم كرتون أو احكوا له حكاية)، واشرحوا له أنه لا يجب أن يذهب إلى الحمام قبل نصف ساعة على الأقل.
كلمة عن المضادات الحيوية:
المضادات الحيوية ليست لكل الأمراض، ولا يجب إعطاءها دون استشارة الطبيب. يعلق أحد أطباء الأطفال على استخدام المضادات الحيوية قائلاً:
"بعض الأمهات والآباء لا يشعرون بالراحة إلا إذا وصف الطبيب مضاداً حيوياً" قد أخسر مريضاً إذا لم أصف له مضاداً حيوياً، ولكنني لا أصف مضاداً حيوياً إذا لم يكن المريض في احتياج له.
" الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية يؤثر على فاعليتها عند الاحتياج الفعلي لها. المضادات الحيوية هي أدوية فعالة لمقاومة البكتيريا، لكن إذا استخدمت بطريقة غير سليمة، يمكن بالفعل أن تقلل من قدرة الجسم على مقاومة المرض.
كما يوضح : "أغلب أمراض الشتاء أمراضاً فيروسية، والمضادات الحيوية لا تفيد إطلاقاً في القضاء على الالتهابات الفيروسية."
فإذا قال لكم الطبيب أن طفلكم لا يحتاج لمضاد حيوي، أو أي دواء آخر، صدقوه! أحياناً شوربة الدجاج والراحة وبعض عصير البرتقال يكون هو أفضل علاج!
طريقة إسعاف الطفل في حالة تناوله للأدوية بالخطأ:
لابد عند بلع الطفل حبوبًا من الدواء أن يتقيأ ويجب مساعدته على إخراج ما في معدته وتنظيف فمه من بقايا حبوب الدواء. لذا لابد أن يتناول كوباً من الماء المالح لمساعدته على الاستفراغ للإسراع بنقله إلى المستشفى مع الاحتفاظ بعلبة الدواء أو السائل الذي تناوله الطفل وإذا كان الدواء الذى حصل عليه الطفل غير معروف بهويته يتم الاحتفاظ بالقىء في وعاء لتقديمه للمستشفى كما يمكن تقديم كوب ماء أو كمية قليلة من البيض المضروب أو النشا في كوب من الماء وذلك لتبطين جدار المعدة. وفي بعض الحالات التى يشرب فيها الطفل مادة الفنيك ففي تلك الحالة يمكن غسل المعدة مع إعطاء الطفل منبهات وبياض بيض أما في حالة البوتاس الكاوي يتم إعطاءالطفل بيضا مضروبا باللبن وملعقة حمض الأيدروكلوريد على كوب ماء. أما في حالة بلع الطفل أدوية منوم ففي تلك الحالة يغسل معدته بمحلول فوق المركز لملح الطعام للمساعدة على القيء مع تناول أحد المنبهات التي يصفها الطبيب.
إرشــادات هامــة:
• لا بأس من خلط الدواء بالعصير أو بكمية بسيطة من الطعام الطري، لكن لا تخدعوا طفلكم وتقولوا له أن طعم الدواء مثل طعم البمبوني، أو أن طعمه جميل.
• ضعوا الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال، فحتى الفيتامينات يمكن أن تمثل خطورة على الطفل لو أخذت بكميات كبيرة.
• اتبعوا الإرشادات الموجودة على الدواء، والتي أخبركم بها الطبيب. بعض الأدوية يجب أن تحفظ بالثلاجة، وبعضها يحتاج للرج قبل الاستعمال، وأخرى يجب أن تؤخذ أثناء الأكل أو قبل الأكل، إلى آخر هذه الإرشادات الخاصة بطريقة تناول الأدوية وحفظها.
هذه النصائح والإرشادات لها غرض فيجب اتباعها بدقة.
• بعد تناول الدواء، أعطوا لطفلكم بعض الماء البارد أو بعض العصير.
• لا تعطوا أسبرين أو الأدوية التي يعتمد تكوينها على الأسبرين للأطفال أقل من 12 سنة، خاصةً إذا كانوا يعانون من أعراض البرد أو الأنفلونزا، أو الجدري المائي. لقد ثبت وجود علاقة بين استخدام الأسبرين ومتلازمة "ريز" وهي حالة نادرة، ولكنها أحياناً تتسبب في الوفاة.
• عندما تشكون في أي شيء، اتصلوا بالطبيب. طبيب الأطفال معتاد على اتصال الأهالي به، وهم منزعجين للسؤال عن أي شيء يخص صحة أطفالهم، ويجب أن يرحب طبيب الأطفال بالرد على أي أسئلة من أجل مصلحة الطفل المريض .