يرزقنا الله أطفالا فنسر ونفرح لفلذات أكبادنا , لطالما خصهم الله بقوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) , وكل أهل يسعون لأن يكون أولادهم الأفضل على كافة المستويات والأصعدة, وطبعا تبدأ التربية منذ الصغر أي منذ نعومة الأظافر فيكون من السهل تلقين الطفل التوصيات والطرق المحددة لسلوكه, وذلك حسب عادات وتقاليد كل مجتمع , وحسب البيئة المحيطة بكل أسرة وتوجهاتها العامة في الحياة .
وما لفت نظري في الآونة الأخيرة رغبة الأمهات بأن يكونّ أولادا , ذوي شخصية قوية لكي يستطيعوا التعاطي مع مشاكلهم والتعامل مع أقرانهم وليستطيعوا إثبات وجودهم في الحياة , وتدبير مشاكلهم وتخليص أمورهم في المجتمع
وبالتالي الأمهات والأهل بشكل عام يطربون لسماع أولادهم يرددون عبارات تظهر شجاعتهم و قوتهم المبالغ فيها, بحيث تكون التعابير كلها حول أن الطفل سوبرمان أي الرجل القوي والأبطال المحاربين أو حتى أبطال الأفلام الذين يبدون كالشجعان السفاحين الذين يحملون السيوف ويقطعون الرقاب ولا يهابون حتى الموت , وأحيانا ترى الأهل أنفسهم يرددون عبارات كهذه .
فهذه تقول لطفلها أنت سوبرمان وأخرى تشبهه بالرجل العنكبوت وثالثة أجدها تنعته أبو شهاب لمنعه من التألم أو النواح وغيرهم من أبطال الأفلام والمسلسلات لظنها انه يأخذ ما بتلك الشخصية من صفات وحسنات, وقوة ورجولة والقصد طبعا حث الطفل ليكون شجاعا لا يهاب شيء , وربما لإسعاده وجعله يتقوى معنويا بحيث لا يشعر بالضعف بين أقرانه وأصدقائه , ولكن هذه الصفات وهذه الألقاب تزرع في نفوس ملائكتنا الصغار مفاهيم من نوع آخر والأم لا تعلم عندما تقوم بذلك أنها تزرع في نفس الطفل شخصية تحمل من السلبيات والإيجابيات على حد سواء, فنجد أطفال يزداد نزوعهم للعدوانية ولأفعال الشر وربما لإيذاء رفقائهم بالكلام المسيء والضرب والتعالي عليهم أو التنكيل بهم على اعتبار أن الطفل اقتنع أنه أقوى من سواه وأكثر قدرة على تحقيق أموره بقوة عضلاته , وأيضا لا بد من الإشارة أن الطفل كائن مستكشف للعالم من حوله , وأيضا هو كائن لا يستطيع بخبرته القليلة والحديثة تقدير أبعاد الأمور ومخاطرها فهو يأخذ بالجانب المسلي والممتع لحب الاستكشاف والمغامرة والتفوق لديه وعدم معرفته بأمور الحياة كما يجب أن يعرفها .
فيتصرف الطفل بما تمليه عليه رغبته وبما يتناسب مع محبته في الشعور بالسعادة والحبور, فيتهور ويرتكب الحماقات إلى أن يعجز الأهل عن نهيه وكبح جماحه عن أفعال مؤذية , فربما يؤذي صديقه أو يكسر ألعابه أو حتى يهدد بالتكسير والضرب والجرح وغيرها من أعمال القوة وأكثر ما يؤسف أن حالات من استعراض القوة والتي يقلدها الطفل من أجهزة العلام قد أدت إلى القتل الغير متعمد.
وبالتالي يجب التوجه في مثل هذه الحالات للأهل أولا وللأم بالتحديد لكي ينشئوا أولادهم على الصفات الإيجابية بعيدا عن العنف , والقريبة أكثر من الوداعة والسلام والمحبة وروح التعاون,فنفوس الأطفال صافية صفاء السماء فبدلا من أن نلبدها بالغيوم الداكنة والضباب فلماذا لا نرسم عليها بألوان كأقواس القزح فكلما ساهمنا بإنشاء جيل مفيد ولديه روح المسؤولية وخلاق في قيمه ومبادئه ازدادوا أطفالنا جمالا وفرحا وكان وجودهم وحضورهم أكثر تحببا ورقة وقربا .
والأمر الآخر والمهم جدا هو مراقبة ما يراه الطفل ويتابعه على شاشة التلفاز والفضائيات و حتى على ألعاب الكمبيوتر والإنترنت, فألعاب الكمبيوتر تغذي النزعة العدوانية لدى الطفل بينما يوجد الكثير من الألعاب تغذي خيال الطفل وأفكاره وتنمي روح الفكاهة لديه فلماذا لا تكون خيارتنا من الحيز الإيجابي؟! فإن لم توجد رقابة في الأسواق والمحطات فيجب أن تكون الرقابة من الأهل ,والأنترنت بحر واسع جدا ومن الخطأ ترك الطفل يبحر في ذلك العالم دون توجيه من الأهل وهو بمرحلة من العمر غير قادر على التمييز بين ما هو جيد وما هو سيء مع التأكيد على أن الإنترنت ينمي ذكاء الطفل ويدربه على البحث عن معلومات مفيدة ولذلك يجب مراقبة هذا الاتجاه وتنمية مهاراته , وطبعا الأم هي العنصر الأكثر تواجدا في البيت وبأكثر الأوقات مع الطفل ولذلك تقع المسؤولية الأكبر عليها ...
فمسؤولية التربية تبدأ من الأسرة وصولا للمدرسة وتستمر في المجتمع وتنمى وتتقوى بتجارب الحياة, بحيث يكون كل شيء موجه وقريبا من الطرق التربوية السليمة والتعليمية, فمشاهدة أفلام الدمار والقتل والأنفجارات كلها تزرع في نفس الطفل العنف و العصبية والتوتر الذي يجعله بحالة مربكة نفسيا واجتماعيا هو وأهله معا .
فالتوجيه الحسن فدائما يخلق شخصية متعاونة قادرة على التكيف والتلاؤم مع المجتمع المحيط ومع الأقران والأصحاب بكل المجتمعات
فلا مجال للنجاح امام أي علاقة إنسانية إذا خلت من الاستعداد للعطاء والبذل. فالنفس البشرية منذ الأزل جبلت على حب وتقدير الذين يعطون ويبذلون والطفل ما هو إلا كائن يقدم على ما يجبل عليه من محبة وروح تعاونية فيقدم بقدر مانزرع في نفسه وروحه قيم وروح محبة للعطاء والبذل نجد بالمقابل نفسا صافية وروح طيبة وقلب معطاء محب للناس وللخير
ولا يخلو الأمر من فروق فردية , بحيث يكون للأطفال ميل أكثر من غيرهم لطباع معينة وهنا لا بد من توظيف مهارات الأهل بالتعاون مع المدرسة والمحيط العام لجعل الطفل أفضل بكل الاتجاهات , وأقدر على حل مشاكله لكن دون التعرض للآخرين بقصد الإيذاء أو التنكيل .
فالله خصنا نحن البشر دون كل الكائنات الأخرى بالقدرة على تربية أطفالنا معنويا ونفسيا وليس فقط جسديا , والعناية بهم ليكونوا رجال منتجين ونجباء وأمهات فاضلات خيّرات وليس العكس , فبورك كل عمل يكون الخير غايته والحب والسلام طريقا له , وكل ذلك لبناء نفوس جميلة ومجتمعات صالحة لبناء الأوطان والأمم والوصول بها لأعلى المستويات .
وما لفت نظري في الآونة الأخيرة رغبة الأمهات بأن يكونّ أولادا , ذوي شخصية قوية لكي يستطيعوا التعاطي مع مشاكلهم والتعامل مع أقرانهم وليستطيعوا إثبات وجودهم في الحياة , وتدبير مشاكلهم وتخليص أمورهم في المجتمع
وبالتالي الأمهات والأهل بشكل عام يطربون لسماع أولادهم يرددون عبارات تظهر شجاعتهم و قوتهم المبالغ فيها, بحيث تكون التعابير كلها حول أن الطفل سوبرمان أي الرجل القوي والأبطال المحاربين أو حتى أبطال الأفلام الذين يبدون كالشجعان السفاحين الذين يحملون السيوف ويقطعون الرقاب ولا يهابون حتى الموت , وأحيانا ترى الأهل أنفسهم يرددون عبارات كهذه .
فهذه تقول لطفلها أنت سوبرمان وأخرى تشبهه بالرجل العنكبوت وثالثة أجدها تنعته أبو شهاب لمنعه من التألم أو النواح وغيرهم من أبطال الأفلام والمسلسلات لظنها انه يأخذ ما بتلك الشخصية من صفات وحسنات, وقوة ورجولة والقصد طبعا حث الطفل ليكون شجاعا لا يهاب شيء , وربما لإسعاده وجعله يتقوى معنويا بحيث لا يشعر بالضعف بين أقرانه وأصدقائه , ولكن هذه الصفات وهذه الألقاب تزرع في نفوس ملائكتنا الصغار مفاهيم من نوع آخر والأم لا تعلم عندما تقوم بذلك أنها تزرع في نفس الطفل شخصية تحمل من السلبيات والإيجابيات على حد سواء, فنجد أطفال يزداد نزوعهم للعدوانية ولأفعال الشر وربما لإيذاء رفقائهم بالكلام المسيء والضرب والتعالي عليهم أو التنكيل بهم على اعتبار أن الطفل اقتنع أنه أقوى من سواه وأكثر قدرة على تحقيق أموره بقوة عضلاته , وأيضا لا بد من الإشارة أن الطفل كائن مستكشف للعالم من حوله , وأيضا هو كائن لا يستطيع بخبرته القليلة والحديثة تقدير أبعاد الأمور ومخاطرها فهو يأخذ بالجانب المسلي والممتع لحب الاستكشاف والمغامرة والتفوق لديه وعدم معرفته بأمور الحياة كما يجب أن يعرفها .
فيتصرف الطفل بما تمليه عليه رغبته وبما يتناسب مع محبته في الشعور بالسعادة والحبور, فيتهور ويرتكب الحماقات إلى أن يعجز الأهل عن نهيه وكبح جماحه عن أفعال مؤذية , فربما يؤذي صديقه أو يكسر ألعابه أو حتى يهدد بالتكسير والضرب والجرح وغيرها من أعمال القوة وأكثر ما يؤسف أن حالات من استعراض القوة والتي يقلدها الطفل من أجهزة العلام قد أدت إلى القتل الغير متعمد.
وبالتالي يجب التوجه في مثل هذه الحالات للأهل أولا وللأم بالتحديد لكي ينشئوا أولادهم على الصفات الإيجابية بعيدا عن العنف , والقريبة أكثر من الوداعة والسلام والمحبة وروح التعاون,فنفوس الأطفال صافية صفاء السماء فبدلا من أن نلبدها بالغيوم الداكنة والضباب فلماذا لا نرسم عليها بألوان كأقواس القزح فكلما ساهمنا بإنشاء جيل مفيد ولديه روح المسؤولية وخلاق في قيمه ومبادئه ازدادوا أطفالنا جمالا وفرحا وكان وجودهم وحضورهم أكثر تحببا ورقة وقربا .
والأمر الآخر والمهم جدا هو مراقبة ما يراه الطفل ويتابعه على شاشة التلفاز والفضائيات و حتى على ألعاب الكمبيوتر والإنترنت, فألعاب الكمبيوتر تغذي النزعة العدوانية لدى الطفل بينما يوجد الكثير من الألعاب تغذي خيال الطفل وأفكاره وتنمي روح الفكاهة لديه فلماذا لا تكون خيارتنا من الحيز الإيجابي؟! فإن لم توجد رقابة في الأسواق والمحطات فيجب أن تكون الرقابة من الأهل ,والأنترنت بحر واسع جدا ومن الخطأ ترك الطفل يبحر في ذلك العالم دون توجيه من الأهل وهو بمرحلة من العمر غير قادر على التمييز بين ما هو جيد وما هو سيء مع التأكيد على أن الإنترنت ينمي ذكاء الطفل ويدربه على البحث عن معلومات مفيدة ولذلك يجب مراقبة هذا الاتجاه وتنمية مهاراته , وطبعا الأم هي العنصر الأكثر تواجدا في البيت وبأكثر الأوقات مع الطفل ولذلك تقع المسؤولية الأكبر عليها ...
فمسؤولية التربية تبدأ من الأسرة وصولا للمدرسة وتستمر في المجتمع وتنمى وتتقوى بتجارب الحياة, بحيث يكون كل شيء موجه وقريبا من الطرق التربوية السليمة والتعليمية, فمشاهدة أفلام الدمار والقتل والأنفجارات كلها تزرع في نفس الطفل العنف و العصبية والتوتر الذي يجعله بحالة مربكة نفسيا واجتماعيا هو وأهله معا .
فالتوجيه الحسن فدائما يخلق شخصية متعاونة قادرة على التكيف والتلاؤم مع المجتمع المحيط ومع الأقران والأصحاب بكل المجتمعات
فلا مجال للنجاح امام أي علاقة إنسانية إذا خلت من الاستعداد للعطاء والبذل. فالنفس البشرية منذ الأزل جبلت على حب وتقدير الذين يعطون ويبذلون والطفل ما هو إلا كائن يقدم على ما يجبل عليه من محبة وروح تعاونية فيقدم بقدر مانزرع في نفسه وروحه قيم وروح محبة للعطاء والبذل نجد بالمقابل نفسا صافية وروح طيبة وقلب معطاء محب للناس وللخير
ولا يخلو الأمر من فروق فردية , بحيث يكون للأطفال ميل أكثر من غيرهم لطباع معينة وهنا لا بد من توظيف مهارات الأهل بالتعاون مع المدرسة والمحيط العام لجعل الطفل أفضل بكل الاتجاهات , وأقدر على حل مشاكله لكن دون التعرض للآخرين بقصد الإيذاء أو التنكيل .
فالله خصنا نحن البشر دون كل الكائنات الأخرى بالقدرة على تربية أطفالنا معنويا ونفسيا وليس فقط جسديا , والعناية بهم ليكونوا رجال منتجين ونجباء وأمهات فاضلات خيّرات وليس العكس , فبورك كل عمل يكون الخير غايته والحب والسلام طريقا له , وكل ذلك لبناء نفوس جميلة ومجتمعات صالحة لبناء الأوطان والأمم والوصول بها لأعلى المستويات .