«غومبيرت» الألمانية تحدد سرعتها القصوى بـ220 ميلا في الساعة
10-06-2009
في مصنع قديم لأجهزة وأدوات الخياطة في مدينة التينبيرغ في ما كان يسمى ألمانيا الشرقية إبان الحكم الشيوعي، يقع مقر شركة لا يهدأ العمل به، فالفرق التلفزيونية تزوره باستمرار، ومن مختلف أنحاء أوروبا، لتنقل وقائع إنتاج أحدث طراز من سيارة وحيدة تصنعها باسم «غومبيرت أبولو سبيد»Gumpert Apollo Speed)). إنها سيارة من نوع غريب.. وسبب غرابتها أن البعض يعتبرها أسرع سيارة على الإطلاق أنتجت في العالم حتى الآن، رغم أنه لم يجر التثبت من ذلك بعد، وإن كانت تؤكد ذلك شهادات بعض سائقي التجارب الذين قادوها على حلبات السباق، إضافة إلى شهادات هواة السرعة من الأثرياء والميسورين الذين يتوافدون جماعات على مقر الشركة طمعا في تجربتها وشرائها، وإن كان شرط ذلك الانتظار في صف طويل حتى يحين موعد تسليمها لهم، بالنظر إلى الطلب الواسع عليها.
وبشهادة الخبراء الذين تسنى لهم قيادتها وتجربتها هناك إجماع على أن السيارة الوحيدة الأسرع منها قد تكون ـ حتى إشعار آخر ـ سيارة «بوغاتي فيرون» ذات الألف حصان وحصان من القوة، لكن «غومبيرت أبولو سبيد» أسرع من «باغاني زوندا» و«فيراري إنزو» اللتين كان يعتقد، حتى وقت قريب، أنهما الأسرع في العالم إلى أن ظهر الطراز الجديد من هذه السيارة الألمانية الرائعة. فالمهندسون في ذلك المصنع الصغير لا يزالون يحاولون تعزيز قوتها أكثر فأكثر، وسرعتها أيضا التي تتجاوز الـ 220 ميلا في الساعة، على الرغم من استحالة وجود سائق يستطيع قيادتها بهذه السرعة الهائلة حتى ولو للحظات قليلة.
صحيح أن «بوغاتي فيرون» أسرع منها بثلاثين ميلا في الساعة كما يقال، إلا أن هذا يعود فقط لكونها تتفوق عليها بالقدرة الحصانية بمقدار 300 حصان مكبحي («غومبيرت أبولو سبيد» مجهزة بمحرك جبار من «أودي» بشحن توربيني مزدوج قوته 700 حصان)، لكن «غومبيرت» تخلت على صعيد التصميم الانسيابي عن الجنيح الخلفي الكبير الذي كان يجعلها تلتصق بالأرض وتتشبث بها بشكل متوازن جدا، خاصة على المنعطفات الشديدة فقد وجد المهندسون أن هذا الجنيح يعيق من سرعة السيارة بفعل مقاومته للهواء، فأزالوه من الطراز الجديد ولو على حساب توازن السيارة واستقرارها، وبذلك أصبحت «غومبيرت» الجديدة سيارة أسرع بكثير من الطراز السابق، ولكن عندما يصل الأمر إلى المنعطفات والطرق الملتوية، فقد يأخذ الأمر منحى آخر.
لذلك لم يجر بعد التحقق من سرعتها القصوى بشكل دقيق، وإن كان الصانعون يؤكدون أنها تتجاوز الـ 220 ميلا في الساعة بكل تأكيد. لكن الأمر المؤكد أنها تستطيع الوصول إلى سرعة 62 ميلا في الساعة انطلاقا من سرعة الصفر خلال ثلاث ثوان فقط في تسارع يقارب تسارع سيارات الجائزة الكبرى (فورميولا واحد).
وهناك المزيد من التحسينات والإضافات واللمسات الناعمة والخشنة التي أضيفت إلى الطراز الجديد، منها مثلا ما جرى على مقدمتها بغية تحسين انسياب الهواء وتخفيض الضغط المولد من جراء السرعات العالية. ومع إزالة المزيد من الجنيحات الخاصة بتحسين تشبث المركبة بالأرض، أعيد تشكيل نسقها وإضافة ذيل شبه جديد لها، مع تعديل بعض أجزاء الهيكل. كذلك أضيفت لمسات تعزيزية أخرى على المحرك ليتحول محركها «الاودي»، سعة 4.2 لتر «في8»، من قوة 641 حصانا مكبحيا كما في الطرازات السابقة، إلى قوة 700 حصان مكبحي. وجرى تقوية باقي أجزاء السيارة مثل الهيكل السفلي (شاسي) المصنوع من الفولاذ المتين، الخفيف الوزن، والمؤلف من 700 قطعة منفصلة جرى طلاؤها جميعها بمسحوق خاص لحمايتها من الصدأ. وهناك أيضا قفص من الألياف الكاربونية الذي روعي في حال تحطمه ـ وهو أمر مستبعد بسبب متانته ـ أن يتحطم بطريقة موجهة سلفا حماية للسائق والراكب الجالس بجانبه.
كما أن بعض أجزاء أسفل المركبة مصنوعة من الألمنيوم. وهناك عدة نواحي في هذه السيارة يمكن مقارنتها مع تصميم السيارات التي تشارك في سباقات «ليمان» لاختبار طاقة التحمل والتي تدوم 24 ساعة متواصلة. «غومبيرت» لم ترخص بعد كسيارة متفوقة للطرقات العادية، وإن سمح لها بالسير مؤقتا على طرقات معينة. ويقول الصانعون إنهم يعملون لتصبح «غومبيرت» قادرة على السير قريبا على جميع الطرق العادية بشكل قانوني تماما.
ويقول السائقون الذين تسنى لهم تجربتها على حلبة الشركة في أحد مطارات مدينة لايبزيغ العسكرية القديمة، إن أحد مآخذهم على السيارة هذه هو طريقة الدخول إليها من بابين ثقيلين يفتحان إلى الأعلى، مما يعني استحالة فتحهما إن كانت السيارة متوقفة قرب سيارة أخرى. كما أن المقصورة ضيقة وتشعرك بالضيق بعد فترة جلوس قصيرة داخلها. كما لا يمكن تعديل وضع المقعدين لأنه لا يوجد مقعدان، بل «مصطبتان» بوسادات وتنجيد جلدي جيد هما جزء من تركيبة السيارة وهيكلها. ويمكن تعديل وضع الدواسات وعجلة القيادة، لكن الأخير يظل قريبا جدا من صدر السائق.
وشاشة جهاز الملاحة الإلكتروني عبر الأقمار الصناعية تعمل أيضا كشاشة للكاميرا الخلفية الخاصة بالرجوع إلى الوراء، أما الرؤية الأمامية فجيدة باستثناء الرؤية إلى الاتجاهات الأخرى. واللافت هنا أن المناورة بالسيارة في المناطق الضيقة، وعلى المنعطفات تبقى نقطة الضعف الوحيدة بها. واستخدام دواسة القابض (الكلاتش)، وذراع نقل الحركة، ثقيل بعض الشيء. وإذا كنت من غير المجربين على قيادة السيارات المتفوقة مثل هذه السيارة، فإن أي ضغط خفيف على دواسة البنزين من شأنه أن يطلق العنان للسيارة وإيقاظ الوحش النائم داخلها، مما قد يخرجها عن سيطرة اليد غير الخبيرة في مثل هذه الأمور. أما محرك السيارة فقد ثبت وسط جسمها، وهو المكان الملائم له في السيارات السريعة. وناقل الحركة تتابعي سداسي السرعات، وأي خطأ في استخدامه قد يكلفك غاليا على صعيد التصليح والترميم، والسلامة أيضا. أما عزم الدوران فهو 630 رطل قدم لدى دوران المحرك بسرعة 4500 دورة في الدقيقة.
يبقى أن سعر السيارة في بريطانيا حدد بـ 429 ألف جنيه إسترليني، لكن الأهم من سعره بالنسبة للراغب في شرائها هو إيجاد الطرقات الصالحة لقيادة مثل هذا الطراز المتقدم من السيارات الرياضية
10-06-2009
في مصنع قديم لأجهزة وأدوات الخياطة في مدينة التينبيرغ في ما كان يسمى ألمانيا الشرقية إبان الحكم الشيوعي، يقع مقر شركة لا يهدأ العمل به، فالفرق التلفزيونية تزوره باستمرار، ومن مختلف أنحاء أوروبا، لتنقل وقائع إنتاج أحدث طراز من سيارة وحيدة تصنعها باسم «غومبيرت أبولو سبيد»Gumpert Apollo Speed)). إنها سيارة من نوع غريب.. وسبب غرابتها أن البعض يعتبرها أسرع سيارة على الإطلاق أنتجت في العالم حتى الآن، رغم أنه لم يجر التثبت من ذلك بعد، وإن كانت تؤكد ذلك شهادات بعض سائقي التجارب الذين قادوها على حلبات السباق، إضافة إلى شهادات هواة السرعة من الأثرياء والميسورين الذين يتوافدون جماعات على مقر الشركة طمعا في تجربتها وشرائها، وإن كان شرط ذلك الانتظار في صف طويل حتى يحين موعد تسليمها لهم، بالنظر إلى الطلب الواسع عليها.
وبشهادة الخبراء الذين تسنى لهم قيادتها وتجربتها هناك إجماع على أن السيارة الوحيدة الأسرع منها قد تكون ـ حتى إشعار آخر ـ سيارة «بوغاتي فيرون» ذات الألف حصان وحصان من القوة، لكن «غومبيرت أبولو سبيد» أسرع من «باغاني زوندا» و«فيراري إنزو» اللتين كان يعتقد، حتى وقت قريب، أنهما الأسرع في العالم إلى أن ظهر الطراز الجديد من هذه السيارة الألمانية الرائعة. فالمهندسون في ذلك المصنع الصغير لا يزالون يحاولون تعزيز قوتها أكثر فأكثر، وسرعتها أيضا التي تتجاوز الـ 220 ميلا في الساعة، على الرغم من استحالة وجود سائق يستطيع قيادتها بهذه السرعة الهائلة حتى ولو للحظات قليلة.
صحيح أن «بوغاتي فيرون» أسرع منها بثلاثين ميلا في الساعة كما يقال، إلا أن هذا يعود فقط لكونها تتفوق عليها بالقدرة الحصانية بمقدار 300 حصان مكبحي («غومبيرت أبولو سبيد» مجهزة بمحرك جبار من «أودي» بشحن توربيني مزدوج قوته 700 حصان)، لكن «غومبيرت» تخلت على صعيد التصميم الانسيابي عن الجنيح الخلفي الكبير الذي كان يجعلها تلتصق بالأرض وتتشبث بها بشكل متوازن جدا، خاصة على المنعطفات الشديدة فقد وجد المهندسون أن هذا الجنيح يعيق من سرعة السيارة بفعل مقاومته للهواء، فأزالوه من الطراز الجديد ولو على حساب توازن السيارة واستقرارها، وبذلك أصبحت «غومبيرت» الجديدة سيارة أسرع بكثير من الطراز السابق، ولكن عندما يصل الأمر إلى المنعطفات والطرق الملتوية، فقد يأخذ الأمر منحى آخر.
لذلك لم يجر بعد التحقق من سرعتها القصوى بشكل دقيق، وإن كان الصانعون يؤكدون أنها تتجاوز الـ 220 ميلا في الساعة بكل تأكيد. لكن الأمر المؤكد أنها تستطيع الوصول إلى سرعة 62 ميلا في الساعة انطلاقا من سرعة الصفر خلال ثلاث ثوان فقط في تسارع يقارب تسارع سيارات الجائزة الكبرى (فورميولا واحد).
وهناك المزيد من التحسينات والإضافات واللمسات الناعمة والخشنة التي أضيفت إلى الطراز الجديد، منها مثلا ما جرى على مقدمتها بغية تحسين انسياب الهواء وتخفيض الضغط المولد من جراء السرعات العالية. ومع إزالة المزيد من الجنيحات الخاصة بتحسين تشبث المركبة بالأرض، أعيد تشكيل نسقها وإضافة ذيل شبه جديد لها، مع تعديل بعض أجزاء الهيكل. كذلك أضيفت لمسات تعزيزية أخرى على المحرك ليتحول محركها «الاودي»، سعة 4.2 لتر «في8»، من قوة 641 حصانا مكبحيا كما في الطرازات السابقة، إلى قوة 700 حصان مكبحي. وجرى تقوية باقي أجزاء السيارة مثل الهيكل السفلي (شاسي) المصنوع من الفولاذ المتين، الخفيف الوزن، والمؤلف من 700 قطعة منفصلة جرى طلاؤها جميعها بمسحوق خاص لحمايتها من الصدأ. وهناك أيضا قفص من الألياف الكاربونية الذي روعي في حال تحطمه ـ وهو أمر مستبعد بسبب متانته ـ أن يتحطم بطريقة موجهة سلفا حماية للسائق والراكب الجالس بجانبه.
كما أن بعض أجزاء أسفل المركبة مصنوعة من الألمنيوم. وهناك عدة نواحي في هذه السيارة يمكن مقارنتها مع تصميم السيارات التي تشارك في سباقات «ليمان» لاختبار طاقة التحمل والتي تدوم 24 ساعة متواصلة. «غومبيرت» لم ترخص بعد كسيارة متفوقة للطرقات العادية، وإن سمح لها بالسير مؤقتا على طرقات معينة. ويقول الصانعون إنهم يعملون لتصبح «غومبيرت» قادرة على السير قريبا على جميع الطرق العادية بشكل قانوني تماما.
ويقول السائقون الذين تسنى لهم تجربتها على حلبة الشركة في أحد مطارات مدينة لايبزيغ العسكرية القديمة، إن أحد مآخذهم على السيارة هذه هو طريقة الدخول إليها من بابين ثقيلين يفتحان إلى الأعلى، مما يعني استحالة فتحهما إن كانت السيارة متوقفة قرب سيارة أخرى. كما أن المقصورة ضيقة وتشعرك بالضيق بعد فترة جلوس قصيرة داخلها. كما لا يمكن تعديل وضع المقعدين لأنه لا يوجد مقعدان، بل «مصطبتان» بوسادات وتنجيد جلدي جيد هما جزء من تركيبة السيارة وهيكلها. ويمكن تعديل وضع الدواسات وعجلة القيادة، لكن الأخير يظل قريبا جدا من صدر السائق.
وشاشة جهاز الملاحة الإلكتروني عبر الأقمار الصناعية تعمل أيضا كشاشة للكاميرا الخلفية الخاصة بالرجوع إلى الوراء، أما الرؤية الأمامية فجيدة باستثناء الرؤية إلى الاتجاهات الأخرى. واللافت هنا أن المناورة بالسيارة في المناطق الضيقة، وعلى المنعطفات تبقى نقطة الضعف الوحيدة بها. واستخدام دواسة القابض (الكلاتش)، وذراع نقل الحركة، ثقيل بعض الشيء. وإذا كنت من غير المجربين على قيادة السيارات المتفوقة مثل هذه السيارة، فإن أي ضغط خفيف على دواسة البنزين من شأنه أن يطلق العنان للسيارة وإيقاظ الوحش النائم داخلها، مما قد يخرجها عن سيطرة اليد غير الخبيرة في مثل هذه الأمور. أما محرك السيارة فقد ثبت وسط جسمها، وهو المكان الملائم له في السيارات السريعة. وناقل الحركة تتابعي سداسي السرعات، وأي خطأ في استخدامه قد يكلفك غاليا على صعيد التصليح والترميم، والسلامة أيضا. أما عزم الدوران فهو 630 رطل قدم لدى دوران المحرك بسرعة 4500 دورة في الدقيقة.
يبقى أن سعر السيارة في بريطانيا حدد بـ 429 ألف جنيه إسترليني، لكن الأهم من سعره بالنسبة للراغب في شرائها هو إيجاد الطرقات الصالحة لقيادة مثل هذا الطراز المتقدم من السيارات الرياضية
Comment