يجتمع نادي ليفربول الإنجليزي لكرة القدم وسكان مدينة ليفربول مع كل العاملين أو المهتمين بكرة القدم في إنجلترا في الخامس عشر من أبريل كلعام لإحياء ذكرى كارثة هيلسبورو، أسوأ كارثة يشهدها أحد الاستادات في تاريخ الرياضة البريطانية.
سيعيش يوم 15 أبريل 1989 طويلا في ذاكرة كل جماهير نادي ليفربول لأنه اليوم الذي شهد مقتل 96 رجلا وسيدة وطفلا سحقا بسبب التدافع أمام الأسياج الأمنية باستاد هيلسبورو خلال مباراة الدور قبل النهائي ببطولة كأس إنجلترا بين ليفربول وفريق نوتنجهام فورست.
وملعب هيلسبورو الخاص بنادي شيفلد وينزداي تم إنشاؤه عام 1899 وتم بناء المدرج الغربي للملعب الذي يستقبل جماهير الفريق الزائر، استعدادا لكأس العالم 1966 بانجلترا، بحيث تبقى الجماهير واقفة لان المدرج لم يكن مزودا بمقاعد في ذلك الوقت.
كان الملعب محاطا بشباك من حديد لمنع الجماهير من الدخول لأرض الملعب أو رمي المقذوفات، خاصة أن ظاهرة الشغب كانت متفشية بشكل كبير في الملاعب الأوربية في ذلك الوقت.
إضافة إلى أن المدرج ككل كان مقسما بواسطة شبابيك أخرى لتسهيل مهمة رجال الأمن في التحكم بالكم الهائل من الجماهير، وقد تم تخصيص هذا المدرج الذي يتواجد خلف أحد المرميين لجماهير ليفربول الكبيرة.
دخلت الجماهير كعادتها إلى الملعب متمنين رؤية ما سيقدمه فريقهم من أداء، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بسبب الزيادة الهائلة في عدد الجماهير بالمقارنة مع سعة الملعب وتحديدا المدرج الخالي من المقاعد (مدرج الكارثة الغربي الخاص بجماهير ليفربول).
فمع تمجهر من المشجعين خارج الاستاد، فتحت الشرطة البوابات بأحد جوانب الاستاد وثبت لاحقا أن هذا القرار كان كارثي، فمع زيادة عدد المشجعين بدأ التكدس وبدأ التدافع ما تسبب في حالة أختناق للعديد من الأشخاص وكانت الكارثه.
إضطرت شرطة الملعب إلى التدخل في محاولة لإخلاء المدرج وإخراج المتسببين في الزحام، لكن محاولاتها بائت بالفشل الذريع، فإضطرت الشرطه لكسر الحواجز وخلع الشباك الحديديه المحيطة بالملعب نفسه، لكنها تأخرت في إتخاذ هذا القرار الذي كلف العديد من الأشخاص حياتهم.
وأسفر تكدس الجماهير عن إصابة مئات آخرين وانتهى التحقيق الذي ترأسه اللورد جاستس تايلور إلى قرار إزالة جميع الأسياج الأمنية وتطبيق نظام الجلوس الإجباري بجميع الاستادات.
وعقب وقوع الكارثة مباشرة ألقت بعض وسائل الإعلام اللوم على الجماهير نفسها، لكن تقرير تايلور أكد أن فشل الشرطة في التعامل مع الموقف كان السبب الرئيسي وراء الكارثة حيث أوضح التقرير أن الشرطة لم يكن من المفروض أبدا أن تفتح بوابات الاستاد بعد امتلائه.
أكد كيني دالجليش مدرب ليفربول آنذاك أنه حضر شخصيا أو أناب أي عضو آخر بالجهاز الفني للفريق لحضور جنائز جميع ضحايا الحادث، وهو الأمر الذي أوقع تأثيرا كبيرا على المدرب الاسكتلندي لاحقا حيث اعتزل دالجليش التدريب في عام 1991 (عرف لاحقا أنه كان يعاني من الاكتئاب).
قال داجليش: "لم أستطع أن أنام بعد هذه المباراة المؤلمة، بكيت لما فيه الكفاية عندما شاهدت القتلى ما بين أطفال وشباب وكبار".
لوحة بأسماء الضحايا الـ 96
قدم نادي ليفربول لوحة شرف رخامية كتب عليها أسماء كل الضحايا الذين فقدتهم مقاعد المشجعين خلال تلك المباراة المأساوية التي راح ضحيتها 96 قتيل وأكثر من 700 جريح تراوحت أعمارهم ما بين الـ 14 والـ 68 عام، وفي كل عام يقوم نادي ليفربول بإحياء الذكرى يوم الخامس عشر من ابريل.
فيتم تغطية بوابات "شانجلي جيتس" الشهيرة بالزهور من أعلاها إلى أسفلها ومنذ وقوع الكارثة يتذكر ليفربول الضحايا بالوقوف دقيقة حداد قبل أي مباراة له تتزامن مع ذكرى الكارثة وهو ما تفعله باقي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في أقرب مباراة إلى يوم الخامس عشر من أبريل.
وخلال الأسابيع والأشهر والأعوام التالية للكارثة بدأ ظهور حملة هليسبورر للعدالة وهي منظمة قدمت المساعدة لأسر ضحايا الكارثة سواء من القتلى أو المصابين للحصول على المساندة القانونية في صراعهم من أجل العدالة.
يؤكد ستيفن جيرارد قائد ليفربول حاليا أن يوم الكارثة الشهيرة سيعيش في ذاكرته إلى الأبد بسبب وفاة ابن عمه (جون بول جيهولي) الذي لم يكن عمره يتجاوز العشرة أعوام وقتها في الحادث.
قال جيرارد الذي كان في التاسعة من عمره وقت الحادث: "شعرت بصدمة كبيرة وحزن عميق عندما رأيت المشاهد الحية لتلك الكارثة".
وأضاف: "كانت الصدمة كبيرة وظللت أفكر إذا ما كان هناك أي شخص نعرفه بشكل شخصي موجودا في هذه المباراة. ولسوء الحظ بالنسبة لي ولأسرتي أننا تلقينا الخبر المفزع في الصباح التالي عندما قيل لنا أن أحد أفراد العائلة كان موجودا في الاستاد ولقي حتفه بشكل مأساوي".
ويؤكد جيرارد أن كل من تربطه أي صلة بليفربول يعرف كل شيء عن هذه الكارثة وما تعنيه بالنسبة للجماهير.
"إنه أمر محوري وشديد الأهمية بالنسبة للنادي.. فهؤلاء الـ 96 لم ولن يتم نسيانهم أبدا، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا في الحادث. لكن من المهم أيضا أن نتذكر كل فرد من هؤلاء الـ 96 على حدة وليس كعدد 96 وحسب".
وأضاف جيرارد: "لطالما دافع هذا النادي عن العدالة وسيستمر في هذا الدفاع. لقد أصبحنا مترابطين بقوة منذ ذلك اليوم وهذا يظهر أي نوع من أندية كرة القدم نحن، فنحن نتكاتف سويا في الأوقات العصيبة. لا يجمعنا ما يحدث على أرض الملعب وحسب ولكننا أيضا كيان واحد خارج الملعب".
ويقيم نادى ليفربول قداس صلاة في ملعبه (أنفيلد) أحياء لذكرى الكارثة.
قال جيرارد: "نذهب إلى قداس الصلاة في كل عام ومازال الآلاف من الأشخاص يشاركون ذلك اليوم مما يثبت أن جماهير ليفربول ولاعبيه لن ينسون أبدا هذه المأساة".
لقطات من الكارثة.. ومراسم العزاء التي يقيمها ليفربول سنويا
سيعيش يوم 15 أبريل 1989 طويلا في ذاكرة كل جماهير نادي ليفربول لأنه اليوم الذي شهد مقتل 96 رجلا وسيدة وطفلا سحقا بسبب التدافع أمام الأسياج الأمنية باستاد هيلسبورو خلال مباراة الدور قبل النهائي ببطولة كأس إنجلترا بين ليفربول وفريق نوتنجهام فورست.
وملعب هيلسبورو الخاص بنادي شيفلد وينزداي تم إنشاؤه عام 1899 وتم بناء المدرج الغربي للملعب الذي يستقبل جماهير الفريق الزائر، استعدادا لكأس العالم 1966 بانجلترا، بحيث تبقى الجماهير واقفة لان المدرج لم يكن مزودا بمقاعد في ذلك الوقت.
كان الملعب محاطا بشباك من حديد لمنع الجماهير من الدخول لأرض الملعب أو رمي المقذوفات، خاصة أن ظاهرة الشغب كانت متفشية بشكل كبير في الملاعب الأوربية في ذلك الوقت.
إضافة إلى أن المدرج ككل كان مقسما بواسطة شبابيك أخرى لتسهيل مهمة رجال الأمن في التحكم بالكم الهائل من الجماهير، وقد تم تخصيص هذا المدرج الذي يتواجد خلف أحد المرميين لجماهير ليفربول الكبيرة.
دخلت الجماهير كعادتها إلى الملعب متمنين رؤية ما سيقدمه فريقهم من أداء، لكن سرعان ما تغيرت الأمور بسبب الزيادة الهائلة في عدد الجماهير بالمقارنة مع سعة الملعب وتحديدا المدرج الخالي من المقاعد (مدرج الكارثة الغربي الخاص بجماهير ليفربول).
فمع تمجهر من المشجعين خارج الاستاد، فتحت الشرطة البوابات بأحد جوانب الاستاد وثبت لاحقا أن هذا القرار كان كارثي، فمع زيادة عدد المشجعين بدأ التكدس وبدأ التدافع ما تسبب في حالة أختناق للعديد من الأشخاص وكانت الكارثه.
إضطرت شرطة الملعب إلى التدخل في محاولة لإخلاء المدرج وإخراج المتسببين في الزحام، لكن محاولاتها بائت بالفشل الذريع، فإضطرت الشرطه لكسر الحواجز وخلع الشباك الحديديه المحيطة بالملعب نفسه، لكنها تأخرت في إتخاذ هذا القرار الذي كلف العديد من الأشخاص حياتهم.
وأسفر تكدس الجماهير عن إصابة مئات آخرين وانتهى التحقيق الذي ترأسه اللورد جاستس تايلور إلى قرار إزالة جميع الأسياج الأمنية وتطبيق نظام الجلوس الإجباري بجميع الاستادات.
وعقب وقوع الكارثة مباشرة ألقت بعض وسائل الإعلام اللوم على الجماهير نفسها، لكن تقرير تايلور أكد أن فشل الشرطة في التعامل مع الموقف كان السبب الرئيسي وراء الكارثة حيث أوضح التقرير أن الشرطة لم يكن من المفروض أبدا أن تفتح بوابات الاستاد بعد امتلائه.
أكد كيني دالجليش مدرب ليفربول آنذاك أنه حضر شخصيا أو أناب أي عضو آخر بالجهاز الفني للفريق لحضور جنائز جميع ضحايا الحادث، وهو الأمر الذي أوقع تأثيرا كبيرا على المدرب الاسكتلندي لاحقا حيث اعتزل دالجليش التدريب في عام 1991 (عرف لاحقا أنه كان يعاني من الاكتئاب).
قال داجليش: "لم أستطع أن أنام بعد هذه المباراة المؤلمة، بكيت لما فيه الكفاية عندما شاهدت القتلى ما بين أطفال وشباب وكبار".
لوحة بأسماء الضحايا الـ 96
قدم نادي ليفربول لوحة شرف رخامية كتب عليها أسماء كل الضحايا الذين فقدتهم مقاعد المشجعين خلال تلك المباراة المأساوية التي راح ضحيتها 96 قتيل وأكثر من 700 جريح تراوحت أعمارهم ما بين الـ 14 والـ 68 عام، وفي كل عام يقوم نادي ليفربول بإحياء الذكرى يوم الخامس عشر من ابريل.
فيتم تغطية بوابات "شانجلي جيتس" الشهيرة بالزهور من أعلاها إلى أسفلها ومنذ وقوع الكارثة يتذكر ليفربول الضحايا بالوقوف دقيقة حداد قبل أي مباراة له تتزامن مع ذكرى الكارثة وهو ما تفعله باقي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في أقرب مباراة إلى يوم الخامس عشر من أبريل.
وخلال الأسابيع والأشهر والأعوام التالية للكارثة بدأ ظهور حملة هليسبورر للعدالة وهي منظمة قدمت المساعدة لأسر ضحايا الكارثة سواء من القتلى أو المصابين للحصول على المساندة القانونية في صراعهم من أجل العدالة.
يؤكد ستيفن جيرارد قائد ليفربول حاليا أن يوم الكارثة الشهيرة سيعيش في ذاكرته إلى الأبد بسبب وفاة ابن عمه (جون بول جيهولي) الذي لم يكن عمره يتجاوز العشرة أعوام وقتها في الحادث.
قال جيرارد الذي كان في التاسعة من عمره وقت الحادث: "شعرت بصدمة كبيرة وحزن عميق عندما رأيت المشاهد الحية لتلك الكارثة".
وأضاف: "كانت الصدمة كبيرة وظللت أفكر إذا ما كان هناك أي شخص نعرفه بشكل شخصي موجودا في هذه المباراة. ولسوء الحظ بالنسبة لي ولأسرتي أننا تلقينا الخبر المفزع في الصباح التالي عندما قيل لنا أن أحد أفراد العائلة كان موجودا في الاستاد ولقي حتفه بشكل مأساوي".
ويؤكد جيرارد أن كل من تربطه أي صلة بليفربول يعرف كل شيء عن هذه الكارثة وما تعنيه بالنسبة للجماهير.
"إنه أمر محوري وشديد الأهمية بالنسبة للنادي.. فهؤلاء الـ 96 لم ولن يتم نسيانهم أبدا، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا في الحادث. لكن من المهم أيضا أن نتذكر كل فرد من هؤلاء الـ 96 على حدة وليس كعدد 96 وحسب".
وأضاف جيرارد: "لطالما دافع هذا النادي عن العدالة وسيستمر في هذا الدفاع. لقد أصبحنا مترابطين بقوة منذ ذلك اليوم وهذا يظهر أي نوع من أندية كرة القدم نحن، فنحن نتكاتف سويا في الأوقات العصيبة. لا يجمعنا ما يحدث على أرض الملعب وحسب ولكننا أيضا كيان واحد خارج الملعب".
ويقيم نادى ليفربول قداس صلاة في ملعبه (أنفيلد) أحياء لذكرى الكارثة.
قال جيرارد: "نذهب إلى قداس الصلاة في كل عام ومازال الآلاف من الأشخاص يشاركون ذلك اليوم مما يثبت أن جماهير ليفربول ولاعبيه لن ينسون أبدا هذه المأساة".
لقطات من الكارثة.. ومراسم العزاء التي يقيمها ليفربول سنويا