• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

قصة المدائح التاريخية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصة المدائح التاريخية

    مؤلِّف هذه الاناشيد الكاهن القديس رومانس الشاعر – من مدينة حمص في القرن الخامس للمسيح. خدم في بيروت ثم في القسطنطينية.

    تتألف من 24 بيتاً بعدد احرف الابجدية اليونانية. تتناول كل اسرار حياة العذراء واعيادها بدءاً من بشارة الملاك جبرائيل. وكان المؤمنون يصلونها بتواتر وايمان.

    ارتباطها بتاريخ الحماية المسيحية

    وتمر الايام والسنون. واذا بالمملكة البيزنطية المسيحية مهددة من كل جهة، واذا بالحضارة المسيحية التي كانت تلك المملكة تمثّلها وتحميها، اصبحت معرضة لغزوات الامم الغربية من فرس وآبار وعرب وغوط وصقالبة ومجر.

    في سنة 614 اجتاح الفرس بلاد المشرق، فدمّروا انطاكية ودمشق، واستولوا على اورشليم وقتلوا فيها في يوم واحد اكثر من مئة الف مسيحي، وهدموا مزاراتها المقدسة، وسبوا رهبانها وكهنتها واساقفتها وبطريركها، وانتزعوا عود الصليب المكرَّم من على هيكل الجلجلة، وعادوا به الى بلادهم غانمين. فثار عليهم هرقل ملك الروم وكسرهم، واسترجع الاسرى وعود الصليب.

    ولكن الفرس ما لبثوا ان اعادوا الكرّة في سنة 626، فهاجموا البلاد المسيحية وبلغوا اسوار القسطنطينية، وشدّدوا في حصارها، حتى قنط الشعب المسيحي فيها. وبالجهد استطاع الملك هرقل ان يخرج من المدينة ويجتاز صفوف المحاصرين لكي يذهب الى الاقاليم ويجمع الجيوش ويقودها لفكّ الحصار عن العاصمة.

    كان في اثناء غيابه قد سلّم القيادة والحكم للبطريرك المسكوني سرجيوس، الذي توكل على الله ولم يهمل وسائل الدفاع الحربي. وكانت ليلة السابع من آب سنة 626 الموعد الذي حدّده الفرس للهجوم على المدينة. فأمر البطريرك، واذا بالجيش والشعب كله يجتمع فوق اسوار العاصمة يقضون الليل ساهرين، وقوفاً، شاكي السلاح. وعلت من صفوف المؤمنين ابيات "نشيد المدائح لوالدة الاله" الذي كان وضعه رومانوس الشاعر الحمصي، واذا بالشعب كله يردد بعد كل بيت تلك اللازمة الرائعة: "افرحي يا عروسة لا عروس لها"، او اللازمة الاخرى: "هللويا".

    لم يكن هذا نشيد حرب، ولم تكن فيه اصلاً أي اشارة لجهاد او معركة او حصار. لكن تلك الابيات الملهمة، التي تضمنت اجمل ما ابتكره الشعور المسيحي من مديح للعذراء والدة الاله، كانت في ساعات الخطر تندفع طوعاً على شفاه المؤمنين وتصعد الى السماء متوسلة خاشعة.

    واذا بصفوف الاعداء تتحرك تحت جناح الظلام. وعبثاً انتقلت ابصار المؤمنين المحاصَرين الى مياه البوسفور لعلّها تبصر في ظلام الليل سفن الملك هرقل تحمل النجدة للعاصمة. وعبثاً نظر البطريرك الى ما تبقى من الجيوش المسيحية، وقارنها بجيوش الفرس الوثنيين... ولم يبقَ له من ملجأ إلا السماء...

    واذا بالاعجوبة المرتقبة تتم. فتظهر في السماء سيدة عظيمة جميلة ترفع يدها وتدفع الجبوش البربرية الى الوراء. واذا بجحافل الفرس تتخاذل وتتراجع، واذا بها تتخبط في الظلام وتتحارب، واذا بغوغائها يملأ الفضاء.

    وما تطلع الشمس حتى تبيد الرؤيا، ويبيد معها الاعداء المحاصرون. فهرع الشعب الى الكنائس، وملأ الساحات والشوارع. وارتفعت اصوات المرنمين تنشد من جديد "نشيد مدائح والدة الاله". ولهذه المناسبة وضع البطريرك لهذا النشيد التقليدي مقدمة جديدة تشير الى اعجوبة انقاذ العاصمة، وتعلن العذراء الطاهرة "قائدة لا تغلب" وسلطانة المدينة المالكة، فكان القنداق الشهير: "نحن عبيدك يا والدة الاله..."، وقد جاء في اصله اليوناني: "انا مدينتك يا والدة الاله..."

    وامر البطريرك باقامة عيد سنوي احياءً لذكرى هذه الاعجوبة. فكان ما أمر، وكان عيد "الاكاثستوس" في السبت الخامس من الصوم. وقد دعي العيد بهذا الاسم، الذي يشير الى "عدم الجلوس"، لان نشيد المدائح منذ ذاك الحين الى يومنا هذا يرنّم به وقوفاً اكراماً للعذراء، كما ترنم به الشعب القسطنطيني في ليلة 7 آب سنة 626 وهو واقف على اسوار مدينة القسطنطينية يحمي عاصمة الحضارة المسيحية الشرقية ضد هجمات البربر.


    ملقين كل همكم عليه لأنه يعتني بكم



Working...
X