المطارد السماوى

[cloude]

كان كل يوم جمعة يأتي ذلك الشاب خلف جامع الحسين في السوق الكبير ويفرش على الارض
بضاعته التي كانت عبارة عن مجموعة من الكتب وأشرطة الفيديو والكاسيت. ويبدأ في الإعلان عن هذه البضاعة بلهجته المصرية الواضحة.
وجامع الحسين القابع في منطقة شعبية في وسط مدينة عمان هو من أكبر الجوامع التي في المدينة و في كل جمعة اعتاد جمهور المصلين ان يخرج من الجامع عقب صلاة الجمعة فيجد الكثير من أصحاب المكتبات والباعة المتجولين مفترشين ببضاعتهم أمام الجامع يعلنون عنها . ما بين بائع للعطور وبائع للبخور وبائع الاعشاب الطبية.. وبائع الكتب الاسلامية التي في العادة تكون اما للداعية الاسلامي أحمد ديدات أو الشيخ الشعراوي.. وبائع أشرطة الكاسيت التى أما أن تكون القرآن الكريم أو سلسة الدروس الدينية التي يلقيها الداعية الاسلامي عمرو خالد .
هذا السوق الكبير كان حول الجامع وأمامه.. ولكن إذا سرت قليلا من حوله ودرت خلف سور الجامع ستجد ذلك المصري وحوله بضاعته.. وكان يعلن عن هذه البضاعة على الملا
- اقرأ كتاب الحياة .. الكتاب المقدس.. .. اقرأ الانجيل الشريف لتتعرف على أعظم شخصية عرفها التاريخ.. شاهد فيلم المسيح عيسى بن مريم ناطق بالعربية أو الكردية أو الآشورية أو الفارسية... أو باللهجة المصرية
كان يبيع بضاعته رخيصة جدا.. وكان كثير من الناس يأتون ليشاهدون بضاعته.. البعض يرى باهتمام والبعض ينعته بأحقر الصفات مثل ( أيها الكافر – الملعون) والبعض يبالغ فيقول ( ايها النصراني النجس ) .. ولكنه كان يستقبل الامر بابتسامة ويستمر في الاعلان عن بضاعته.. ويسأل عن أي سؤال ببساطة وهدوء.. وفي الواقع كان دائما في خلال ساعة أو ساعتين يغادر المكان وقد باع بضاعته بالكامل




طبعا هل العبرة رح تكون على عدة اجزاء رح حط اول جزاين هلا و رح تابع بس بدي صلواتكن يا احلى اخوة لنكون كلنا ايد وحدة و متل ما قال يسوع احبو بعضكم بعضا و هيك لازم نكون

[cloude]

في هذه الاثناء اعتاد شاب آخر أن يراقب ذلك الشاب بفضول شديد.. كان يراقبه منذ بضعة أسابيع ... يراقبه وهو يبيع بضاعته وأيضا يراقب أسلوبه في التحدث الى الناس والرد على استفساراتهم. قال محدثا نفسه
- لقد رأيتك متأخرا يا عزيزي .. بعد أن كرهت الدماء والقتل .. لو رأيتك قبل سنتين أو ثلاث لكان لي معك شأن آخر
ولكن هذه الكلمات لم تكن وحدها كفاية.. لقد رغب ذلك الشخص أن يتحدث الى بائع الكتب الدينية , ولكنه كان يؤجل هذا الموضوع أسبوع بعد أسبوع ... ولكن وصل الى الوضع الذي فيه لا يستطيع أن يكتم رغبته في التحدث اليه.
اتجه اليه ثم قال له
- أعطني من هذا ؟
التفت اليه الشاب, نظر اليه ليرى شاب أسمر ملتحي بجلباب أبيض نظيف من تحتها يظهر بنطلون رمادي نظيف ولكنه غير مكوي ويلبس في قدمه (شحاطة) كان من المفروض أن تحال الى التقاعد منذ زمن.. على الرغم من النبرة العدائية التي تكلم بها السائل إلا أن البائع تجاهل فظاظة الطلب فقد اعتاد على مثل هذه الشخصيات وقال له
- ماذا تريد ؟ الكتاب أم الشريط الفيديو
- الاثنان.. عن ماذا يحكي الشريط
- قصة حياة السيد المسيح
نظر اليه الرجل بعيون متحدية ثم قال
- اليس من الحرام أن يتخذ أحد الأشخاص صورة الأنبياء؟
ابتسم له البائع وقال
- ولماذا؟ لقد كان المسيح كلمة الله وروحا منه ومع ذلك شابهنا نحن البشر.. وهو بنفسه قال أنه ينبغي علينا أن نكون متمثلين به مشابهين صورته.. يا ليتنا جميعا يا عزيزي نتشبه بالمسيح لا في الصورة فقط بل في كل شئ
لم يعلق الرجل على ما قال ولكنه بدا يستغفر ربه في صوت بدا خافت ولكنه من الواضح أنه أيضا يريد أن يسمعه الى صاحبنا و في النهاية قال
- أريد أن أتحدث معك
- على الرحب والسعة . اننا نتحدث الآن
- بل أريد أن أتحدث معك على انفراد.. أريد أن أسمع منك عن المسيح، وتعرف أنت أيضا من أنا
- أنت مصري .. أليس كذلك ؟
- أجل ..
- طيب يا عم ده انت ابن عمي يعني .. أنا كل يوم جمعة باعمل قعدة كدة على الساعة ثلاثة العصر.. تحب تحضر؟
- أريد أن أحدثك وحدك
- إذن الساعة الخامسة من مساء اليوم نلتقي في قهوة في رغدان وبعدها أصطحبك على البيت ونحكي كما تريد
- اتفقنا سأنتظرك

[cloude]

لم يستطع بائع الكتب أن يخفي انزعاجه من هذا اللقاء.. ولكنه كعادته صلى الى الله طالبا حكمة في الكلام .. وفي الموعد اتجه الى المكان المتفق عليه ليجد الرجل واقف على مدخل القهوة ينتظره.. قال له
- مرحب بك .. هل تشرب شيئا أم ننطلق ؟
نظر ذا الجلباب الأبيض الى المكان بتعالي واحتقار وقال
- بل ننطلق .. لا أحب أن أجلس في هذه الأماكن
ابتسم الشاب وأوقف تاكسي ودعى صاحبه وقال
- حسنا لنرحل
- أين سنذهب
- الى كنيسة قريبة .. هناك مكان نستطيع أن نجلس فيه بهدوء ونحكي مثلما تريد
لم يرحب الشاب كثيرا بالفكرة فتساءل معترضا
- ألا يوجد مكان غير هذا المكان
فابتسم الشاب و قال
- وهل هناك أفضل من هذا المكان؟ .. انني يا عزيزي أعرف أنه لا يمكن أن أجلس في جامع وإلا كنت دعيت نفسي هناك.. ولكن في الكنيسة الله يدعوا الجميع الى هناك بدون تفرقة أو تفضيل
- الطهارة واجبة لدخول بيوت الله, ولا أنت لا تعتبر أن الكنيسة بيتا لله ..
قالها بسخرية محاولا النيل من الشاب.. ولكن الشاب تجاهل السخرية وقال
- يا عزيزي .. الطهارة واجبة ولكن الوحيد الذي يقدر أن يطهر هو الله .. الماء يمكن أن يغسل الايدين ولكن لا يمكن أن يصل الى القلب.. الست معي ؟
لم يرد صاحبنا .. وبقيا صامتين طوال المسافة حتى وصلا الى مبني قديم لكنيسة قديمة الطراز .. فقال له
- ها قد وصلنا .. لقدنسيت .. بماذا أدعوك
- خالد.. وأنت؟
- يمكن أن تسميني الناجي .. فقد كنت في حكم الميت ونجيت من هذا الحكم فصرت الناجي .. هل تقرأ لنجيب محفوظ وتعرف شخصية الناجي
هبط خالد من التاكسي وهو يقول
- لا أقرأ لهذا الكافر.. ولم آتي معك لتعرفني شخصيات أدبية .. لقد أردت أن أعرف شخصية المسيح
- وسنعرفها .. اليوم وإذا أردت نلتقي عدة مرات لكي نعرف كل شئ
ودخلا الاثنين الى الكنيسة الفارغة

[cloude]

استمرت لقاءات الناجي وخالد قرابة العام، فيها عرف خالد عن المسيح بل وعرف المسيح.. شاهد الشريط في هذا المكان، وقرأ من الكتاب المقدس .. ولم يستطع أن يبتعد عن تلك المحبة التي جاءت لتغير البشر فسلم حياته بالكامل لمن أحبه .. وفي وسط هذه الدراسات عرف الناجي الكثير من حياة هذا الشخص الذي افتقدته نعمة الله.. ففي مرة من المرات كان خالد في هذه المرة هو من يريد أن يتكلم وتركه الناجي ليحكي قصة حياته فقال

" نشأت في منزل مع ثلاث أخوة رجال.. أحببنا كثيرا الله وكنا نذهب الى الجامع نحن الثلاث لنبحث عن الحق ، ولكي نرضي الله سبحانه.. تعرفنا على مجموعة من الشبان قالوا أن الحق معهم.. وهناك عرفنا معنى كلمة جهاد.. هل تعرف معناها؟ .. ان معناها بالنسبة لنا أن نحلل شخصية كل أنسان .. وندينه كما الله ونحكم على كل من نراه كافرا بالموت.. هكذا كنا نرى ان الله يحبنا ويثني علينا ونشعر براحة في الضمير عندما نخلص العالم من شرور الكفرة.. كنا نعيش من الهجمات التي ننظمها على باعة الذهب والمجوهرات.. سرقنا الكثير والكثير .. وشاهدت من الدماء الكثير والكثير .. الى سالت دماء أخوتي الواحد تلو الآخر.. أولهم من رصاص البوليس وهو يطاردنا .. وثانيهم من رصاص أمير الجماعة باعتباره خائن .. والثالث هرب ولم أعرف أين هو حتى وجدوه ميتا في الصحراء ولا أعرف كيف قضي نحبه.. كرهت القتل وكرهت الجماعة.. ففي البداية اردنا أن نظهر محبتنا لله بالجهاد في سبيله .. وعندما دخلنا أغوار تلك الجماعة كرهنا كل ما نفعل .. " وفي هدوء رحلت الى تلك المدينة التي شعرت فيها بالسلام.. وذهبت الى الجامع طالبا أن أتصالح مع نفسي ومع الله.. أردت أن أشعر بالسلام.. ركعت الى الله كثيرا وطلبت معرفته معرفة حقيقية .. وفي كل يوم جمعة كنت أراك وأنت تقف .. وقتها تساءلت.. هل هي شجاعة منك .. أم حماقة.. أم لان هذه البلد تعطي من الحرية التي تسمح لك بأن تفعل ذلك.. لم أجد اجابه.. ولكن تابعت ما تفعل .. تتكلم عن صانع السلام.. وأنا طلبت السلام من الله.. هل أرسلك لي ؟ ربما.. بل أكيد .. فدائما تنتهي الصلاة في الجامع وتقودني قدماي لأنتظرك .. وأرقب تحركاتك الى تمشي.. من داخلي ينبعث صوت .. كلمه .. منه ستعرف السلام .. وأنا أقول لا .. وأصلي في كل سجود الى الله أطلب معرفته أكثر.. فأجد صورتك أمامي ... "

عزيزي لقد طاردني الله .. حاولت أن أهرب منه. وفي نفس الوقت أن أجده.. ولكنه هو أرسلك لي .. ومن خلالك وجدني ... وعندما وجدني وجدت أنا بدوري السلام الحقيقي.

[abir]

رد: المطارد السماوى

وين هالقصة كانت مخباي...

[cloude]

رد: المطارد السماوى

عادي عبير في كتير متخبيي كنت عاساس اكتب هالقصة عمراحل بس نتيجة المشاركات الكتيرة و الطلبات انو كملها حطيتا دفعا وحدة

[نبيذومطر]

رد: المطارد السماوى

روق كلود روق ..

[نبيذومطر]

رد: المطارد السماوى

هلق بهي القصة كلود ، في كثير من العالم رح تفوت تقرا و ترجع تطلع ، بدون ما تجرب ترد .. بتعرف ليه ؟

أولاً بيجوز البعض يعتبر ردو رح يدايق شباب و صبايا من عيلتنا بالمنتدى ، فمشان هيك بيتحاشى الرد على هيك موضوع ..
ثانياً بيجوز البعض الثاني ما يجرب يرد لحتى ما يفتح موضوع نقاش جدلي ما خرج الكل يستوعبوه بطولة بال ..
ثالثاً بيجوز قصتك مزعجة سلف لجزء من الصبايا و الشباب يلي بعيلتنا ..

بالنسبة الي أنا بدي اقترح اقتراح :
بدي اطلب من مجموعة من العيلة ، أنو يردوا على خطأ ورد على لسان الشب ( خالد ) ، و المفروض منن يردوا على هدا الموضوع بطريقة علمية و لربما فقهية ، لأنو ورد غلط معين بكلامو ، خصوصي بموضوع الجماعة و ضروري بقية العيلة تتعرف على وجه معين و صورة معينة عن الأحكام الفقهية ..

وهناك عرفنا معنى كلمة جهاد.. هل تعرف معناها؟ .. ان معناها بالنسبة لنا أن نحلل شخصية كل أنسان .. وندينه كما الله ونحكم على كل من نراه كافرا بالموت.. هكذا كنا نرى ان الله يحبنا ويثني علينا ونشعر براحة في الضمير عندما نخلص العالم من شرور الكفرة.. كنا نعيش من الهجمات التي ننظمها على باعة الذهب والمجوهرات.. سرقنا الكثير والكثير .. وشاهدت من الدماء الكثير والكثير ..

[نبيذومطر]

رد: المطارد السماوى

و أنا متابع معكن لأنو في كثير اشيا تنحكا بهي القصة ، و بدنا نجرب نخليها تكون باب للتفهم و لاحترام القناعات ..

[abir]

رد: المطارد السماوى

بدا يستغفر ربه في صوت بدا خافت ولكنه من الواضح أنه أيضا يريد أن يسمعه الى صاحبنا

بصراحة هالشي كتير صاير معي بس بفكر بشو بدي رد على هيك عقليات يا رب صبرنا

طيب يا عم ده انت ابن عمي يعني

ما بعرف شو نظرة الإسلام إلنا بس بالدين المسيحي اتعلمنا المسامحة و تقبل الآخرين ما مننظرلون بتكبر و لا منعتبرون كفار مناقشون بدون استحقار هدفنا التفاهم مو النقد تعاملنا مع الناس على أساس الشخصية مو الدين يعني ما عنا حكم مسبق عليون بالنهاية الله هو الديان

الدين و العقيدة حرية شخصية و الجهاد متل ما فهمو خالد اغتصاب لهالحرية اللي مانو متلك دمو محللك و بتكسب الثواب صارو يعملو الدين حجة للقتل و هنن مقتنعين إنو الحق معون و ما بعتقد هي دعوة الإسلام
سامحوني إذا ورد مني شي غلطبكل محبة

[نبيذومطر]

رد: المطارد السماوى

عبروش من مبدأ المتابعة معك يا غالية

بصراحة هالشي كتير صاير معي بس بفكر بشو بدي رد على هيك عقليات يا رب صبرنا

عبروش بهيك وضع الحل الأمثل انك تبتسمي بهدوء ، فاذا كان الشخص يلي مقابيلك واعي، رح يفهم ابتسامتك صح و يحسسك بنظرتو أو يمكن بكلمة أنو هوه غلط بحقك ..
أما اذا كان مصر أو مصمم ، فبكل بساطة ابتسامتك الهادئة برضى ، بتكون أقوى من قنبلة نووية ..

ما بعرف شو نظرة الإسلام إلنا بس بالدين المسيحي اتعلمنا المسامحة و تقبل الآخرين ما مننظرلون بتكبر و لا منعتبرون كفار مناقشون بدون استحقار هدفنا التفاهم مو النقد تعاملنا مع الناس على أساس الشخصية مو الدين يعني ما عنا حكم مسبق عليون بالنهاية الله هو الديان

عبروش بالفكر الإسلامي في نظرة متعددة ، يعني في آيات بالقرآن ، و أحاديث من السنة النبوية ، بتعطي تفصيل و شرح لنوع النظرة و كيفية التعامل معها ، طبعاً في اختلاف عالتفسير ، و اختلاف على طريقة التطبيق بين المذاهب ، و حتى ضمن المذهب الواحد بين الجماعات المختلفة ، بس في جماعات معتدلة ، و متنورة

الدين و العقيدة حرية شخصية و الجهاد متل ما فهمو خالد اغتصاب لهالحرية اللي مانو متلك دمو محللك و بتكسب الثواب صارو يعملو الدين حجة للقتل و هنن مقتنعين إنو الحق معون و ما بعتقد هي دعوة الإسلام
سامحوني إذا ورد مني شي غلطبكل محبة

طبعاً الجهاد بمفهومو الإسلامي الواسع ، هوه أبعد و أوسع بكثير من هدر الدم أو التكفير عبروش ، بس للأسف في جماعات معينة ، بتتدخل المصالح و السلطة بنظرتها الدينية لتقدر تاخد اتباع تحت كنفها ، و النتيجة طاعة عمياء ممنوع النقاش فيها ، و الطاعة العمياء تفسر ما تشاء و تأخذ و تعطي ما تشاء يا عبروش ، و التطرف على طول بيجمع جمهور ، سواء كان اسلامي و لا مسيحي و لا يهودي .. الفكر المتطرف بيحسس بالفئوية .. و هي المشكلة ..

و لا زلت متابعاً ..

[hatem22]

رد: المطارد السماوى

شكرا كتير كلود