الشماس نبيل حليم يعقوب
لوس أنجلوس أول مايـو 1999
خاص بالموقع -
” مـن هـذه الـمـشرقـة كالصبح، الجـمـيلة كالقـمـر، الـمـختارة كالشمس، الـمـرهـوبة كصفوف تحت الرايـــــات” (نشيد الأنشاد 10:6)
تأمـلنا مـن قـبل ياأحبائي بنعمة الرب وبإلهـام روحه القدوس عن مريم العذراء الناصعة.. ..الرائعة..والقانعـة. واليـوم سنتأمل فـى مريم
الخاضعـة..الدامعة..والضارعة.
أولا – مـريـم الـخـاضـعـة..الـطائـعــة
1- خاضـعة لزوجـهـا
يقول الوحـي الإلهـى على لسان القديس بطرس ” كذلك انتن أيتها النساء إخضعن لرجالكن حتى إن كان بعضهم يكفرون بالكلمة يُربحون بدون الكلمة من
تصرف نسائهم إذ يلاحظون تصرفكن بالمهابة والعفاف” (1بط1:3-6) و “كما كانت سارة تطيع ابراهيم وتدعوه سيدهـا” (1بط6:3). وكذلك قول الرسول بولس ” أيها النساء اخضعن
لرجالكن كما ينبغى فى الرب” (كولوسي 18:3) و ” لتخضع النساء لرجالهن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما ان المسيح هو رأس الكنيسة مخلص الجسد” (أف 22:5-23).
“غضب ووقاحة عظيمة المرأة التى تتسلط على رجلها” (يشوع بن سيراخ 29:25-30).
وعـن مـريـم
..نـجـدهـا كانت خاضعـة..طائعـة لرجلهـا يوسف..
عـند الإكتـتاب و الهـروب إلـى مـصـر..والعـودة إلـى الناصـرة أطاعت ما طلبـه منهـا يوسف دون مناقشة ..فقتبولها الترحال مع يوسف وهى حبلى بيسوع الى بيت لحم
اليهودية وخضوعها للرحيل الى مصر او الحياة فى مدينة الناصرة إحتراما لرغبة زوجها يوسف دليلا على عمق المحبة الزوجية العفيفة ما بين مريم ويوسف.
لهـذا نقرأ فى حادثة فقد يسوع فى الهيكل قول مريم “هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين”
(لو 41:2) فهنا قدمت يوسف أولا وهذا دليل على الإحترام ورفع قدر الرجل.
إن علاقة الـمرأة بالرجل هى علاقة كلها إحترام ومحبة وتضحية وكـما يذكر لنا القديس بولس
إنـها علاقة مثل علاقة الـسيد الـمسيح مع كنيستة فالسيد المسيح هو رأسها والكنيسة هى جسد الـمسيح السري.
وعندمـا إستخدم القديس بولس كلـمة “رأس” للدلالة على الـمسيح فـى علاقـته بالكنيسة وهـى حسده فإنه يتأثـر بعقلتين مختلفتين. ففـى العقلية اليهوديـة نجد أن
“الرأس” (روش بالعبريـة) هو الذى يغذى الـجسد وبه إحكام الجسد كله وله الفضل فـى نـمو الجسد ليقوم بالعـمل الـملائم. أما العقلية اليونانية والرومانية فتنظر
إلـى الرأس (باليونانية Kephale) يعنى القائد الذى يمشى فـى الأمام ويقود فيخضع له الجيش ويتبعه. وهكذا فالـمسيح “الرأس” هو الذى يُخضع كنيسته ويقودها.
والقديس بولس يستعين بهذا الـمعنـى فـى حديثه عن العلاقة بين الرجل والـمرأة وهـما آيـة للعلاقـة بين الـمسيح والكنيسة. والخضوع هنا لا يعنى إطلاقا أي إذلال أو
تسلّط من الرأس على الجسد بل هو مبنى على أساس الـمحبـة…كـما أن الكنيسة تخضع للـمسيح . وهنـا لا يعنـى أوليّة الرجل على الـمرأة..فالرجل يلتزم بالإهتمام
والتضحية بالزوجـة.
وهـنا حاجـة أصعب للرجل فيذّكر الرسول بولس الرجل بأن عليه أن يترك أهله لإتباع إمرأته (ولا تترك الـمرأة أهلها لإتباع زوجها (أف 25:5)
شبـّه الرسول الزوجة بالكنيسة والرجل هو الـمسيح فى البيت كما بينا، وطالب الرجل والـمرأة بـمسؤليات محددة كـما صنع الرب يسوع الى كنيسته..فالـمسيح أحب الكنيسة
وبذل نفسه من أجلها..”فقدسها مطهراً إياها بغسل الـماء وكلمة الحياة ليهديها لنفسه كنيسة مجيدة لا كلف فيها ولا غضن ولا شيئ مثل ذلك بل تكون مقدسة منـزهة عن كل
عيب” (أف 36:5-37) .
فالرجل يعمل على تقديس كنيسته..أي إمرأته وبيته باذلا كل نفيس من أجلها
وتعمل الـمرأة على تقديس كنيستها..زوجها وبيتها باذلة نفسها ..وخاضعة بإيمان.
الزوج..مسؤول أمام الله..مسؤول كالـمسيح “العمل الذى أعطيتني إياه قد أتممته” (يو 17).. مسؤول كمسيح داخل الأسرة وقيادة بيته روحياونفسيا وجسديا..والكتاب المقدس
يذخر بالوصايا للأب فى تربية الأبناء (يشوع بن سيراخ 30)
الزوجـة..مسؤولة عن البيت وجعله كنيسة وتعمل على تربية الأبناء فى المسيح..تتشاور مع زوجها فى كل الأمور..امرأة خاضعة لزوجها..ترعى مصلحة بيتها..متزينة بزينة
لائقة..
2- خـاضـعـة لأبـنـهـا
وأيضا ولـم تخضع مـريم لزوجهـا فقط، بل كانت خاضعة أيضا لإبنها فأطاعته وعاشت بعيدة فى فترة رسالته الـعلنية وعند الصليب ذهبت مع يوحنا الحبيب الى بيته حسب أمر
إبنها وأيضا بعد القيامة ذهبت الى الجليل مع باقي الرسل حسب طلب يسوع (متى 16:28) وبقيت مع الرسل فى أورشليم عند حلول الروح القدس فى الخماسين
(أع 14:1).
3. خاضعـة للرب وإرادتـه
كانت مـريـم متفانية فى إنجاز الواجبات الدينية “لـمـا تمت ثـمـانية أيام ليختتنوا الصبي سُمي يسوع كـمـا تسمـى من الـمـلاك قبل أن حبل به فى البطن” (لو21:2) ،
“ولـمـا تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى أورشليم ليقدموه للرب” (لو22:2) ، “وكان أبواه يذهبان فى كل سنة الى أورشليم فى عيد الفصح”. فأعطت مريم
بذلك نمـوذجا للإعتراف بسلطة الكنيسة وتعاليمها ووصاياها وتقديم أبنائنا لله. السير مسافات لتنفيذ الواجبات الدينية. تقديم كل مـا نمـلك للرب حتى أعز ما نمـلك
وهم أولادنا.
حيـاة الـخضوع والإستسلام لإرادة اللـه ..هـى حياة عبارة عن تسليم كامل للـه بحيث تكون كل أفعال الإنسان وتصرفاتـه وأفكاره وأقوالـه مطابقـة لـمشيئة اللـه.
“لتكن مشيئتـك كـما فـى السـماء كذلك علـى الأرض” ..
وحياة التسليم هذه نجدها فـى حياة السيد الـمسيح “نزلت من السـماء لا لأعـمل مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى” (يو 38:6) ..وفى صلاته فـى بستان الزيتون قال ” إن شئت
أن تعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتـى بل إرادتك أنت”
(متى 39:26)..
فلذلك لا تكونوا ناقصى الرأي بل إفهـموا مـا مشيئة الرب” (أف17:5)
والقديسة مـريـم عاشت “أَمـة للرب ليكن لـي بحسب قولك” (لو38:1)..
ووصيتهـا الوحيدة الـمدونـة كانت “مهـما قال لكم فإفعلوه” (يو5:2).
* تجرد تام عـن الرغبات الشخصيـة ولا يوجد إلاّ غرض واحـد هـو الإتحاد باللـه..
* إتضاع كامـل لأن الإنسان الـمعتد بذاتـه وبفكره لا يستطيع أن يخضع حياتـه للرب “لأنه حكيم فـى عينى نفسه” كـما يقول الكتاب.
إيـمان واثق باللـه من أن كل ما يعـمله اللـه إنـما يعمله بحكمة لخيـر الإنسان.
فالإنسان الخـاضع للـه ويسّلـم مشيئـته للرب لا يكتئب ولا ينفعل بل يتقبّل كل الأمور برضى وشكر وذلـك لأنــه “منـه وبـه ولـه كل الأشياء” (رو36:11).
لوس أنجلوس أول مايـو 1999
خاص بالموقع -
” مـن هـذه الـمـشرقـة كالصبح، الجـمـيلة كالقـمـر، الـمـختارة كالشمس، الـمـرهـوبة كصفوف تحت الرايـــــات” (نشيد الأنشاد 10:6)
تأمـلنا مـن قـبل ياأحبائي بنعمة الرب وبإلهـام روحه القدوس عن مريم العذراء الناصعة.. ..الرائعة..والقانعـة. واليـوم سنتأمل فـى مريم
الخاضعـة..الدامعة..والضارعة.
أولا – مـريـم الـخـاضـعـة..الـطائـعــة
1- خاضـعة لزوجـهـا
يقول الوحـي الإلهـى على لسان القديس بطرس ” كذلك انتن أيتها النساء إخضعن لرجالكن حتى إن كان بعضهم يكفرون بالكلمة يُربحون بدون الكلمة من
تصرف نسائهم إذ يلاحظون تصرفكن بالمهابة والعفاف” (1بط1:3-6) و “كما كانت سارة تطيع ابراهيم وتدعوه سيدهـا” (1بط6:3). وكذلك قول الرسول بولس ” أيها النساء اخضعن
لرجالكن كما ينبغى فى الرب” (كولوسي 18:3) و ” لتخضع النساء لرجالهن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما ان المسيح هو رأس الكنيسة مخلص الجسد” (أف 22:5-23).
“غضب ووقاحة عظيمة المرأة التى تتسلط على رجلها” (يشوع بن سيراخ 29:25-30).
وعـن مـريـم
..نـجـدهـا كانت خاضعـة..طائعـة لرجلهـا يوسف..
عـند الإكتـتاب و الهـروب إلـى مـصـر..والعـودة إلـى الناصـرة أطاعت ما طلبـه منهـا يوسف دون مناقشة ..فقتبولها الترحال مع يوسف وهى حبلى بيسوع الى بيت لحم
اليهودية وخضوعها للرحيل الى مصر او الحياة فى مدينة الناصرة إحتراما لرغبة زوجها يوسف دليلا على عمق المحبة الزوجية العفيفة ما بين مريم ويوسف.
لهـذا نقرأ فى حادثة فقد يسوع فى الهيكل قول مريم “هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين”
(لو 41:2) فهنا قدمت يوسف أولا وهذا دليل على الإحترام ورفع قدر الرجل.
إن علاقة الـمرأة بالرجل هى علاقة كلها إحترام ومحبة وتضحية وكـما يذكر لنا القديس بولس
إنـها علاقة مثل علاقة الـسيد الـمسيح مع كنيستة فالسيد المسيح هو رأسها والكنيسة هى جسد الـمسيح السري.
وعندمـا إستخدم القديس بولس كلـمة “رأس” للدلالة على الـمسيح فـى علاقـته بالكنيسة وهـى حسده فإنه يتأثـر بعقلتين مختلفتين. ففـى العقلية اليهوديـة نجد أن
“الرأس” (روش بالعبريـة) هو الذى يغذى الـجسد وبه إحكام الجسد كله وله الفضل فـى نـمو الجسد ليقوم بالعـمل الـملائم. أما العقلية اليونانية والرومانية فتنظر
إلـى الرأس (باليونانية Kephale) يعنى القائد الذى يمشى فـى الأمام ويقود فيخضع له الجيش ويتبعه. وهكذا فالـمسيح “الرأس” هو الذى يُخضع كنيسته ويقودها.
والقديس بولس يستعين بهذا الـمعنـى فـى حديثه عن العلاقة بين الرجل والـمرأة وهـما آيـة للعلاقـة بين الـمسيح والكنيسة. والخضوع هنا لا يعنى إطلاقا أي إذلال أو
تسلّط من الرأس على الجسد بل هو مبنى على أساس الـمحبـة…كـما أن الكنيسة تخضع للـمسيح . وهنـا لا يعنـى أوليّة الرجل على الـمرأة..فالرجل يلتزم بالإهتمام
والتضحية بالزوجـة.
وهـنا حاجـة أصعب للرجل فيذّكر الرسول بولس الرجل بأن عليه أن يترك أهله لإتباع إمرأته (ولا تترك الـمرأة أهلها لإتباع زوجها (أف 25:5)
شبـّه الرسول الزوجة بالكنيسة والرجل هو الـمسيح فى البيت كما بينا، وطالب الرجل والـمرأة بـمسؤليات محددة كـما صنع الرب يسوع الى كنيسته..فالـمسيح أحب الكنيسة
وبذل نفسه من أجلها..”فقدسها مطهراً إياها بغسل الـماء وكلمة الحياة ليهديها لنفسه كنيسة مجيدة لا كلف فيها ولا غضن ولا شيئ مثل ذلك بل تكون مقدسة منـزهة عن كل
عيب” (أف 36:5-37) .
فالرجل يعمل على تقديس كنيسته..أي إمرأته وبيته باذلا كل نفيس من أجلها
وتعمل الـمرأة على تقديس كنيستها..زوجها وبيتها باذلة نفسها ..وخاضعة بإيمان.
الزوج..مسؤول أمام الله..مسؤول كالـمسيح “العمل الذى أعطيتني إياه قد أتممته” (يو 17).. مسؤول كمسيح داخل الأسرة وقيادة بيته روحياونفسيا وجسديا..والكتاب المقدس
يذخر بالوصايا للأب فى تربية الأبناء (يشوع بن سيراخ 30)
الزوجـة..مسؤولة عن البيت وجعله كنيسة وتعمل على تربية الأبناء فى المسيح..تتشاور مع زوجها فى كل الأمور..امرأة خاضعة لزوجها..ترعى مصلحة بيتها..متزينة بزينة
لائقة..
2- خـاضـعـة لأبـنـهـا
وأيضا ولـم تخضع مـريم لزوجهـا فقط، بل كانت خاضعة أيضا لإبنها فأطاعته وعاشت بعيدة فى فترة رسالته الـعلنية وعند الصليب ذهبت مع يوحنا الحبيب الى بيته حسب أمر
إبنها وأيضا بعد القيامة ذهبت الى الجليل مع باقي الرسل حسب طلب يسوع (متى 16:28) وبقيت مع الرسل فى أورشليم عند حلول الروح القدس فى الخماسين
(أع 14:1).
3. خاضعـة للرب وإرادتـه
كانت مـريـم متفانية فى إنجاز الواجبات الدينية “لـمـا تمت ثـمـانية أيام ليختتنوا الصبي سُمي يسوع كـمـا تسمـى من الـمـلاك قبل أن حبل به فى البطن” (لو21:2) ،
“ولـمـا تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به الى أورشليم ليقدموه للرب” (لو22:2) ، “وكان أبواه يذهبان فى كل سنة الى أورشليم فى عيد الفصح”. فأعطت مريم
بذلك نمـوذجا للإعتراف بسلطة الكنيسة وتعاليمها ووصاياها وتقديم أبنائنا لله. السير مسافات لتنفيذ الواجبات الدينية. تقديم كل مـا نمـلك للرب حتى أعز ما نمـلك
وهم أولادنا.
حيـاة الـخضوع والإستسلام لإرادة اللـه ..هـى حياة عبارة عن تسليم كامل للـه بحيث تكون كل أفعال الإنسان وتصرفاتـه وأفكاره وأقوالـه مطابقـة لـمشيئة اللـه.
“لتكن مشيئتـك كـما فـى السـماء كذلك علـى الأرض” ..
وحياة التسليم هذه نجدها فـى حياة السيد الـمسيح “نزلت من السـماء لا لأعـمل مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى” (يو 38:6) ..وفى صلاته فـى بستان الزيتون قال ” إن شئت
أن تعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتـى بل إرادتك أنت”
(متى 39:26)..
فلذلك لا تكونوا ناقصى الرأي بل إفهـموا مـا مشيئة الرب” (أف17:5)
والقديسة مـريـم عاشت “أَمـة للرب ليكن لـي بحسب قولك” (لو38:1)..
ووصيتهـا الوحيدة الـمدونـة كانت “مهـما قال لكم فإفعلوه” (يو5:2).
* تجرد تام عـن الرغبات الشخصيـة ولا يوجد إلاّ غرض واحـد هـو الإتحاد باللـه..
* إتضاع كامـل لأن الإنسان الـمعتد بذاتـه وبفكره لا يستطيع أن يخضع حياتـه للرب “لأنه حكيم فـى عينى نفسه” كـما يقول الكتاب.
إيـمان واثق باللـه من أن كل ما يعـمله اللـه إنـما يعمله بحكمة لخيـر الإنسان.
فالإنسان الخـاضع للـه ويسّلـم مشيئـته للرب لا يكتئب ولا ينفعل بل يتقبّل كل الأمور برضى وشكر وذلـك لأنــه “منـه وبـه ولـه كل الأشياء” (رو36:11).
Comment