• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

عواصف الحياة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • عواصف الحياة


    عواصف الحياة

    إنّ الحياة لا تخلو من العواصف، فهي تحصل فجأة وتترك آثاراً محزنة من خسائر ودمار فتقلق الإنسان، وتخلّف ضحايا بشرية مما يجعل الخوف والاضطراب في قلوب الناس. مع أن التحذيرات تسبق حلول العاصفة إلا أنها تحلّ بقوتها فجأة على هؤلاء الذين يتمسكون بقوتهم الشخصية ويظنون أنهم ليسوا بحاجة للمساعدة، ولا يأخذون الحذر الواجب مسبقاً بل يتهاونون بالواقع. فعواصف الطبيعة تظهر كإنسانة غاضبة ثائرة مكمدة الوجه يشتعل قلبها بنار البغضة والثأر، وكأنها تسكب غضبها دون حساب، وفي معظم الأوقات لا يستطيع الإنسان مقاومتها وحيداً ولا ينجو من عواقبها.

    هناك أيضاً عواصف اجتماعية أو شخصية تخترق مجرى حياتنا، تفاجئنا وتزعجنا وتؤذينا دون أن نحذر نتائجها. منها خسائر مادية من حالات فقر أو إفلاس أو فقدان وظيفة أو عدم نجاح بالعلم أو مرض أو موت، فنظن أننا قادرون على التصدي لها والتخلص منها، لكنها تؤثر فينا إما نفسياً أو جسدياً أو اجتماعياً فنجد أننا بحاجة إلى صديق أو معين لأننا لا نقوى على تحمّلها، لكنّ العواصف الأصعب هي الروحية.

    عندما نهمل أسس الحياة المستقبلية الأبدية نعيش بلا سلام القلب ولا راحة النفس ولا ضمان بثقة، لأنه ينقصنا الإيمان الحقيقي والتمسّك بكلمة الله فلا نستطيع مواجهة الشيطان بحيله وشروره لأنه لا قوة لنا. لذا نحن بحاجة إلى من هو أقوى منا ومن الشيطان المغري، فالله يستطيع أن يغلب كلّ قوات عدونا وينقذنا من طرقه الماكرة حين يغرينا بفساد العالم، ويجعلنا نظنّ أننا أقوياء لأنّ كبرياءنا وغرورنا يمنعاننا أن نعترف بضعفنا لله الأقوى منا فنكون الخاسرين.

    بعد المعجزة العظيمة التي صنعها يسوع وأشبع الجموع من طعام قليل (خمسة أرغفة وسمكتين) ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويعبروا البحر واختلى هو ليصلي، وبينما كان التلاميذ وسط البحر فاجأتهم عاصفة قوية فخافوا وارتعبوا وبينما كانوا حائرين منزعجين رأوا خيالاً على الماء، فصرخوا من الخوف ولم يعرف أنه يسوع ماشياً بكل جرأة وبطولة على الماء وسط العاصفة، فطمأنهم بكلماته المشجّعة قائلاً: "أنا هو لا تخافوا" لكن الشيطان أغرى بطرس بالشكّ مما جعله يطلب قائلاً: إن كنتَ أنت هو فمُرني أن آتي إليك على الماء، فقال يسوع: "تعال"، ولكنّ بطرس لم يستطع مقاومة العاصفة بسبب شدة الرياح فابتدأ يغرق. حينئذ صرخ قائلاً: يا رب نجني، فمدّ يسوع يده وأمسك به وقال: "يا قليل الإيمان لماذا شككت؟" ففي الحال أيقن بطرس أنّ الأفضل هو الوجود مع يسوع (متى 14: 22- 33) فدخل يسوع السفينة وهدأت العاصفة وحالاً سكن البحر. وبذلك حصل التلاميذ على السلام والسلامة.

    إنّ الشيطان يغرينا بالكبرياء، يجعلنا نظن أننا قادرون على تدبير أمورنا وحدنا، لكنّ الرب يريد أن يجرّدنا من كبريائنا والأنا التي فينا لكي نعترف أننا في معظم الأحيان نكون فاقدين السيطرة وحدنا. لذلك، فالطريقة الوحيدة الأفضل هي أن نثق أن الرب هو المسيطر على كلّ شيء، وأن نؤمن أنّ غير المستطاع عند الناس مستطاع عنده، ونثق أنه هو القويّ الخالق العظيم.

    يا أخوتي: لنؤمن بالرب إيماناً صادقاً متمسّكين بكلامه، فهو يقول لنا: "أنا هو لا تخافوا" يعيننا في عواصف الحياة ويحمينا في ضيقاتنا. ليتنا نعطيه السيطرة الكاملة بكل بساطة وطاعة ومحبة وننال رضاه علينا، لنتمثل ببولس الرسول الذي أعطى السيطرة لله على حياته وقبِل مشيئته، وتضرّع إلى الله أن يحفظه من الشيطان لئلا يلطمه لكنه قبِل وعد الله له حين قال: "تكفيك نعمتي لأنّ قوتي في الضعف تكمُل" 2 كو 12: 9



    ملقين كل همكم عليه لأنه يعتني بكم



Working...
X