مولد الحب الدائم فينا

[كريستين ويسوع ربي]

مولد الحب الدائم فينا
ما الذي يجري؟ يقولون إن أحدهم ولد، وما الغريب بالموضوع فآلاف الأطفال يولدون في العالم،
فلم هذا الضجيج بميلاد طفل جديد؟ من يكون؟
أناس يقطعون آلاف الأميال ليقدمو له هداياهم، أباطرة يرتجفون خوفا من قدومه، وهم من أخافو العالم ببطشهم وجبروتهم، فهل يخافون من طفل رضيع؟




نعم من حقهم أن يشعروا بالخوف فإما أن يكون هذا الطفل ملكاً منتظراً كما يعتقدون أو أنه الاله الذي طالما انتظروا قدومه؟
ولكن في واقعه البشري هو طفل كأي طفل آخر ضعيف لاحول له ولا قوة، أهله هم من فقراء الشعب.

وبالرغم من أن هذا الطفل بولادته أخاف العالم ولكنه في نفس الوقت أعطاه فرحاً جديداً وأملاً منتظراً ونوراً يضيء ظلمة القلوب التي ملأها الحقد والكراهية والانتقام والظلم، ولكن طفلاً ضعيفاً مابوسعه أن يفعل وسط هؤلاء الناس الذين يتسابقون في الظلم والبطش وقساوة القلب الذي لايعرف ماهو التسامح والحبّ؟
والأكثر غرابة في هذا الموضوع أن الطفل ولد في مغارة حقيرة متواضعة، كانت ملاذاً للحيوانات الضالة، فما سرّ هذه القوة التي يتحدث عنها الجميع،
فهو طفل صغير لايقوى على الكلام، لكن ماذا حدث يوم ميلاده؟
فكل طفل يصرخ صرخة الحياة، لكن بمولد هذا الطفل صرخت معه الطبيعة صرخة زلزلت الأرض، صرخة هزّت جدران الامبراطوريات الكبيرة، وارتجفت منها القلوب الخاوية، صرخة سمعها العالم بأسره وسجدت لها كل الكائنات بما فيها الحيوانات.

ياله من أمر عجيب، مازلت أتساءل من يكون، أبحث عن أمور تجعل منه قوة ولكن لم أجدها، فعندما ننظر إلى المذود الذي ينام فيه وهو مذود تأكل منه الحيوانات نصاب بالدهشة والاستغراب، ولكن عندما نلقي نظرة عليه نقف مسبحين ممجدين.
نور يضيء أرجاء المكان، مجوس ورعاة يسجدون ويقدمون أغلى مالديهم، حيوانات تصرخ ممجدة هذا الطفل، وأم يملأ وجهها نور يعكس الطهر والنقاء الذي بداخلها، وأب يجلس فخوراً متأملاً بما أعطي من نعمة، نعمة ولادة طفل هو بالحقيقة إله خالق، نعم! وجهه وما يحويه من بهاء نوراني يقول أنه يعكس صورة الخالق، ولكن لماذا يتضع ويتجسد إنساناً مثلنا؟
أظن أنه تجسد بطبعنا البشري ليقول لنا إننا ابتعدنا عما خلقنا به، وهو أننا على صورة الله ومثاله، فالإنسان هو خالق أعده الله ليكمل مشروع الخلق الذي بدأه الله، ويرعاه بحكمة وقدرة.
وفعل الخلق هذا هو نتاج الحب الإلهي، والخلق دون حب هو زنى وهذا مانهانا عنه الله.
فمولد يسوع الناصري بن مريم الطاهرة هو مولد الحب وعمل من قبل الله لرعاية الخلق وتوجيه مسيرته لخير الكائنات وفي مقدمها الانسانية.
فالمسيح هو الحب المتجسد بيننا يزيل البغض والكراهية وينير قلوبنا المظلمة ويملؤها حباً ورحمةً وسلاماً، تواضع وتجسد إنساناً ليرفع الانسان إلى مستوى العلاقة مع ربه وخالقه، ليتوصل إلى كمال إنسانيته التي خلق بها بفعل الحب.
هذا التجسد يلاقي صعوبة وألما كبيراً في مواجهة الشر المزروع في قلب الانسان، سيتألم وهو يعرف ولكن المحبة تتطلب هذا، وكي يستطيع الانسان أن يستفيد من هذا التجسد الالهي عليه أن يأخذ منه شعلة حب ينير بها قلبه كي يبصر طريقه نحو الحياة مع الرب والخلاص به.
فيا يسوع في ذكرى يوم ميلادك نقدم لك شعلة حب مما لك، لنعبر عن شكرنا لما أعطيتنا، فاغفر كل اساءتنا ونزواتنا وابتعادنا عنك أنت الحب الأزلي.
يا من تنير لنا طريقنا وترجع خرافك الضالة إليك فدائماً وفي كل لحظة أنت تولد في قلوبنا وتؤجّج مشاعرنا وضمائرنا لتجعلها أداةً لنشر الحب في الانسانية، نطلب منك أن تعطينا نعمة خلق الحب في نفوس الآخرين.
نسجد ونمجد ونسبح ميلادك مع الرعاة والمجوس وكل الكائنات التي خلقت.

[Karmah]

رد: مولد الحب الدائم فينا

فالمسيح هو الحب المتجسد بيننا يزيل البغض والكراهية وينير قلوبنا المظلمة ويملؤها حباً ورحمةً وسلاماً، تواضع وتجسد إنساناً ليرفع الانسان إلى مستوى العلاقة مع ربه وخالقه، ليتوصل إلى كمال إنسانيته التي خلق بها بفعل الحب.
آمين

[meemo]

رد: مولد الحب الدائم فينا

هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح و نبتهج به ..

[basselb]

رد: مولد الحب الدائم فينا

نسجد ونمجد ونسبح ميلادك مع الرعاة والمجوس وكل الكائنات التي خلقت
آمين

[كريستين ويسوع ربي]

رد: مولد الحب الدائم فينا

شكرا عالمشاركة يسوع يحميكن
نورتوا