• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

صلاة في بستان الزيتون

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • صلاة في بستان الزيتون

    صلاةٌ في بُستانِ الزيتونِ

    شَعَرَتْ نفسِي بالضيقِ فهَامَت وحيدةً بالبراري.
    خَرَجْتُ أبحَثُ عنْها, خَشِيتُ أن تضيعَ فما زالَت غضّة.
    عَبَرت حقلاً للسنابل مازالت خضراءَ نَدِية ولَكِنّها كانت مَحْنِيَةَ الرؤوسِ, تبدو قطرات الندى تسيرُ على أعناقها ببطءٍ ثمَ تختفي بسرعةٍ عندما يداعِبُها نسيمٌ عابسٌ.
    هدوءٌ جميلٌ خيَّمَ على الحقلِ. تَمَنَيتُ أن أمْكُثَ فيهِ ولَكِنَ نفسي أرغَمَتني على اللِحاقِ بِهَا.
    وَعلى منعطَفاتِ الطَريقِ زنابِقٌ بريَّةٌ خَطَفَ النسيمُ شَذاها فَشَحَبَتْ.
    كانَتْ تَركُضُ وكَأَنّها على مَوعِدٍ. لَحِقْتُ بِهَا حتى بُسْتَانَ الزيتُونِ.
    رُحْتُ أخْتَلِسُ النَظَر...

    امتدَّتْ أغصانُ الشجَرِ بحُرِيَةٍ نحوَ السماءِ وَعانَقَتْها...
    لَمْ أكَن أسمَعُ سِوى حفيفِ الأوراقِ التي كانت تَطْرُبُ عندَما يُداعِبُها النسيمُ, فَتُرَنِمَ معَه لِيَعُم الصَمْتُ أرجاءَ المعمورَةِ, فَتَصغي الأرضُ والسماءُ وَ تَكُفُ طيورُ الدوري عنِ العَبَثِ فتَأوي إلى أعشاشِها.
    حتى تكادُ تَسمع خفقَ قُلوبِها الصغيرةِ مجتمعةً لِتُشَكِلَ معَ حفيفَ الأوراقِ ترنيمةً عَذْبَةً.
    فَقَدْ هَدَأت نَفسِيَ ورَجَعَتْ إليَّ أكثْرَ نقاءٍ, وراحَتْ تُحَدِثَني...

    قَبْلَ أنْ يُعِيرَ وِشاحَهُ للشَمسِ وَ حَديثَهُ للنَسِيمِ, وصفاءَ عينَيهِ للسَماءِ,
    كانَ سيّدي وحبيبي يَأتي إلى هُنا.
    وَ كانت شجراتُ الزيتونِ وَحدَها تُصغي إليهِ كَمَا يُصغِي الطِفْلُ الصَغيرُ بِشَغَفٍ لِمَن يُحبُّ.
    كانَ يَعبُرُ حَقْلَ السَنابلِ الذهبية فَتَحني رؤوسَها بخشوعٍ, وكأنّها تنحنيَ أمامَ مَلِكٍ...
    لَكِنَ أعناقَهَا لَمْ تَكُن تَنْكَسِر. وَ أمّا الزنابُقُ المنثُورَةُ على مُنعَطفاتِ الطريقِ, فكانت تَغمرُهُ بعِطْرِها وتزدادُ جمالاً ورَوعَةً إذا ما داعَبَها, ولَكِنها كانت تَستَحي مِنْ جَمَالِهِ فَتَميلُ بخِفَةٍ خَجَلاً.

    كانَ هادِئَاً, كانَ سَيِّدِي هادِئَاً. وَهدُوئُهُ يَفِيضُ قُوّةً.
    لَمْ تَخشَى طيورُ الدورِي يَومَاً, الإقْتِرابَ مِنْهُ. كَانَتْ راحَتَيهِ تُقَدِمُ لَهُمُ الدِّفْءَ والحَنَانَ.
    وَكُنتُ أنا أخْتَلِسُ النظَرَ إلِيْهِ مِنْ بَعِيْدٍ...
    لَمْ أكُن أسْتَطِيعُ الإقتِرابَ مِنْهُ, كانَ ثَوْبي مُمَزَقَاً ومُهتَرِئَاً. كَانَ يُدْرِكُ أني أنْظُرُ إلَيْهِ خِلْسَةً. وَ مَرَّةً التَقَت عَيْناهْ عَينَيَّ, فَغَضَضْتُ الطَّرَفَ بِسُرْعَةٍ رُغْمَ أنَّهُ كانَ يُرْمِقُني بِنَظَراتِ الحُبِّ والحَنان.

    رُحْتُ كُلَّ يوْمٍ أزورُ البُسْتَانَ لِألْتَقِي بِهِ مِنْ بَعِيْدٍ...

    وَكنتُ أسْمَعْ شُجَيراتي تُرَنِمُ مَعَهُ تَرانِيْمَ حُلوَةً, راحَتْ نَفسيَ تُرَدِدُها ثمَ صارت تبكي وتَنَوح.

    تابعت نفسي تحِدثني قائلة:
    مَرَّةً كُنْتُ جاثٍيةٍ عِندَ قَدَمَيهِ وكان هو يُمَسِدُ على شَعري ويَحكي لي حكاياتٍ كُنْتُ أتوقُ لِسَمَاعِها مُنْذُ زَمَنٍ. نَظرَ إليّ بِعَينَتينِ رقرقتا بغشاوة من الدمع,

    وقالَ لي: "أنا راحِلٌ."
    تَوَسَلْتُ إليْه..؟ بَلَلْتُ قَدَمَيهِ بالدموعِ..
    قالَ مُؤَكِدَاً: " أنا راحِلٌ, لَكِنني سأعُودُ."

    غَابَ طَيْفُهُ في الحَقْلِ, ناشراً شَذاهُ وَ صَوْتُهُ الهادئ لَمْ يُفَارِقَني.حَاوَلْتُ أن أتبَعَهُ. كانَ الظلامُ شَديداً وصارَتِ البُرودَةُ قاتلَة والهواءُ تَغيَّرَت رائِحَتُه فصارَ ثقيلاً.

    كانَ سيِّدي وَ حَبيبي يَئِنُّ, رَكَضْتُ بِسُرْعَةٍ نحْوَهُ...ضَمّمْتُهُ أحاوِلَ أن أرُدَّ عَنهُ ضَرَباتَ السّوطِ التي كانَت لَسَعاتُها تَشْتَدُ أكثَرَ فَأكثَر,
    وَ أمّا ضَرَباتِ المِطْرَقَة فَصَارَت أشَدَّ شَرَاسَةً وانغَرَسَتِ المَسَامِيرُ كالأنيَابِ في جَسَدِ سَيِّدي فَسَالَ دَمُنَا.
    فَتَحتُ عَيْنَيَ, رَأيْتُ سَيِّدي وَ حَبيبي يُضَمِدُ جِرَاحِي بِلَمَساتِ يَدَيْهِ. كانَ وَجْهُهُ يَلْمَع ُ كالذَهَبِ المُحْتَرقِ,
    وكانَ يَهْمِسُ لِيَ: "سَأعود .. سَأعود."

    صُرْتُ كُلَّ يَوْمٍ أئْتِ لأسْمَعَ شَجَرَ الزيتون, يُصليَ صباحَ مسَاء للسَيِّدِ الذي أهدَاها الصَلاةَ.
    كنتُ أسمَعُ همَسَاتَهُ وَ أحُسُّ بوُجُدِهِ كُلَما هَبَّ النَسِيمُ وَ كُلَما طَرُبَت أوراقُ الزيتونِ, مَا زلْتُ أنتظِرَهُ وَ ها أنا أرتَدي أجْمَلَ أثوابي التي أهداني إياها.


    صاحبة هذا التأمل هي الأخت
    رولا كنهوش
    http://vb.orthodoxonline.org/threads...#axzz1I3JIfd2B
    Take Each Day As It Comes
    People lose their health to make money;
    then lose their money to restore their health.
    By thinking anxiously about the future,
    they forget their present such that
    they live neither for the present nor the future.
    They live as if they will never die,
    and they die as if they have never lived.
    Take each day as it comes, and live each day to the fullest.


  • #2
    رد: صلاة في بستان الزيتون

    شكرا الك لرود عالتامل الرائع

    الرب يحميك ويبارك حياتك
    يريدون صلب وطني..
    ألا يعلمون أن بعد الصلب


    قيامة مجيدة

    (( وينـــك يــايسـوع وطننـا مـوجـوع
    ))



    Comment


    • #3
      رد: صلاة في بستان الزيتون

      واااو كتيير حلوة ياغالي ...
      يسلمواا

      Comment


      • #4
        رد: صلاة في بستان الزيتون

        شكرا الك ياقمر ع التأمل الاكتر من رائع ومميز
        ربي يحميكي
        حنانك يا رب الأكوان اليك رفعت صلاتي ....

        Comment


        • #5
          رد: صلاة في بستان الزيتون

          اكثر من رائع ومستوى روحاني عالي جدا يسلمن ع النقل وليبارك الرب الأخت

          "سلامي امنحكم, سلامي اعطيكم, لا كما يعطي العالم اعطيكم أنا."
          "ثقوا لقد غلبت العالم"
          ======================================

          Comment


          • #6
            رد: صلاة في بستان الزيتون

            كتير كتير حلو هالتأمل بخلينا نحس كبشر بيسوع الإنسان وبعذاباته لفدائنا وبحبه الكبير لإلنا بوعده الإلهي " أنا راحِلٌ, لَكِنني سأعُودُ."
            ميرسي lord لنقل الموضوع وشكر للأخت رولا لكتابته
            حيث المحبة هناك يكون الله موجود، فامتلك المحبة ليكون الله في قلبك جالساً على عرشه ... القديس أغسطينوس

            Comment

            Working...
            X