المحبة الأخوية
بقلم: الأب انطونيوس مقار ابراهيم
"وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضًا،كما أحببتكم أنا"..
يتحدث المسيح الى تلاميذه مشدداً على اهمية وصية المحبة والعمل بها هؤلاء هم تلاميذ مخلصون ومتتلمذون
وعلامة التتلمذ هي الحب المتبادل فيما بينهم.
فيقول يوحنا الرسول في رسالته
" لا أكتب إليكم أيها الاخوة بوصية جديدة، بل بوصيةٍ قديمةٍ كانت لكم من البدء وهذه هي الكلام الذي سمعتموه ،
لكنها في المسيح صارت جديدة،يتجلى صدقها في المسيح وفيكم،
فالظلام قد مضى والنور الحقٌ يُضيءُ (١يو ٢: 7).
وصية المحبة التي أعطها المسيح هي نهج حياة رائع يملأ الكنيسة فرحًا وبهجة.
وصية جديدة، وتبقى جديدة، يمارسها الكل حتى في السماء، لا تقدم ولا تشيخ
(عب ٨: 13).
ميزات الوصية الجديدة:
1- أشار الإنجيلي إلى أمرين جديدين وهما:
أ- الوصية الجديدة هنا وهي أن نحب بعضنا بعض كما أحبنا هو
ب-والقبر الجديد الذي دُفن فيه السيد المسيح (١٩: ٤١).
عندما نعيش هذه الوصية وتغلغل في أعماقنا تحول إنساننا الداخلي إلى قبر المسيح الجديد (الفارغ)
من الانانية والخطيئة والبغض والكراهية والحقد الى المكان الممتلئ من النور والمحبة والنعمة،
تتحول نفسنا الى المكان المعد والمهيأ ليستريح فيه السيد المسيح القائم من الموت والكاسر شوكة الجحيم ويأتي هو وملائكته، وتصير نفسنا شاهدة بفرحٍ عظيم على قيامتة المجيدة.
2- تحول قبرنا إلى سماء جديدة!
وتجردنا من الانسان القديم، وتلبسنا الإنسان الجديد
3- تعبر عن الحب الذي يتميز عن العاطفة الجسدية إذ يضيف:
"كما أحببتكم أنا"أن نحب بعضنا البعض كما أحبنا هو.
4- تجعلنا في حالة تجدد دائم وتجعل منا أناسًا جددًا، ورثة العهد الجديد.
5- تربطنا بعضنا ببعض برباط المسرة في حب مشترك و تجعلنا نحيا في طريق الحق بالإيمان ونور المعرفة السماوية .
6- مقياسها أن تكون لنا المحبة الكاملة والتي بلا رياء حتى يعرف النانس إننا تلاميذه
" وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً "
( يو 13: 34 )
علينا أن نعمل على استمرار المحبة الأخوية ولنتذكر أن المحبة ، تحتمل " كل شيء " " وتصبر على كل شيء "
( 1كو 13: 7 ) .
وكما أحب المسيح صالبيه وطلب لهم الغفران هكذا نحن أيضاً يجب أن لا تقل محبتنا للأخ المتعثر أو المسيء إلينا .
المحبة لا تسقط أبداً .
إن سلوك المحبة للأخوة يتطلب منا مّد الغنى والبركات الإلهية التي باركنا بها الرب .
إلى الإخوة المحتاجين . "
وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاؤه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق " .
( 1يو 3: 17 ، 18 ) .
ومن أجمل ما يمكن أن نعيشه على هذه الأرض، التي في كثير من الاحيان تسودها الأنانية وتعُمّ فيها الشهوة، هي أن تُحِب وأن تُحَب. لأن المحبة هي الأمر الوحيد الذي لا تقدر السُلْطة أن تفرضه، ولا المال أن يشتريه.
والمحبة الأخوية هي العلامة الأولى على نبض الحياة الإلهية في النفس
(أع 16: 33)،
كما أنها النتيجة الختامية للنعمة الإلهية في القلب
(2بط 1: 7).
والواقع إن فضيلة المحبة تُعتبر أروع نبتة في بستان الفضائل المسيحية.
منابع المحبة الأخوية
إننا نحب الإخوة لأن الله، الذي ولدنا ثانية، علمنا هذه المحبة،
ولأن الروح القدس، الذي سكن فينا بعد الإيمان، هو منشئ هذه المحبة فينا،
ولأن المسيح، مخلِّصنا وربّنا، هو مثالنا الأكمل في هذه المحبة.
1-الله هو المُعلِّم
قال أحد القديسين إن المسيحيين يحبون بعضهم بعضًا حتى قبل أن يتعارفوا.
"إننا متعلمون من الله أن يحب بعضنا بعضًا (1تس4: 9).
فالله الآب مصدر حياتنا والطبيعة الجديدة التي فينا.
وقد تعلّمنا المحبة منه، إذ وُلدنا منه فأخذنا طبيعته.
«فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء واسلكوا في المحبة»
(أف5: 1).
2-الروح القدس هو المنشئ
إن المؤمن الحقيقي ليس فقط حصل على الطبيعة الإلهية بالولادة من الله،
بل قد سكن في قلبه الروح القدس، الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرنا.
إن الروح القدس، الذي هو فينا بمثابة عُصارة الحياة بالنسبة للكرمة، سيُظهر فينا حياة المسيح نفسها.
3-المسيح هو النموذج
بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي لقد تميَّزت محبة المسيح بأمرين :
أ- كانت لمن لا يستحقون المحبة في ذواتهم. فهي لم تكن ردًّا لفعل صدر منهم،إنما المسيح هو صاحب المبادرة
"أحب حتى المنتهي" وأحب بشكل أفضل.
ب- لم تكن بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق.
«بهذا قد عرفنا المحبة، أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة»
(1يو3: 16).
فالمحبة الحقيقية هي أفعال لا انفعال، هي تضحيات وليست مجرد تمنّيات.
المناخ الذي تنمو فيه المحبة الأخوية:
1- حياة الطهارة والقداسة
إن ما يعيق ظهور المحبة فينا هو وجود الخطية في القلب.
لهذا يوصي الرسول بطرس، بأن نحب بعضنا بعضًا من قلب طاهر بشدة،
قال: «طهرِّوا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الإخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضًا من قلب طاهر بشدة»
(1بط1: 22).
2- شركة القديسين
لنتعامل مع بعضنا البعض بالرقة التي ميَّزت المسيح في تعامله مع تلاميذه.وفي جو الشركة مع الله ومع بعضنا البعض.
3- ممارسة الأسرار:
الالتزام الحقيقي النابع من قلب كلٍ منا بالمدوامة على ممارسة الاسرار الكنيسة ولا سيما سري التوبة والاعتراف
للامتناع عن القيام بارتكارب الخطايا ومعايشة حقيقية لحياة النعمة العاملة في النفس
والتي تؤهلنا حقيقةً لعيش سر الافخارستيا والتناول منه عن جدارة واستحقاق.
4- في كنف العذراء مريم:
العذراء مريم التي قبلت بكل تواضع وثقة بشارة الملاك لها
عاشت طلية حياتها متأملة إيها في قلبها وهي المثال والنموذج لحياة الطهارة
لأنها وحدها كُلية الطهر والجمال سلطانة السماء والارض
وام المؤمنين والكهنة وأم الكنيسة
لذا فهي الارض الخصبة والجو الملائم لنمو وعيش حياة الطهارة والقداسة والممارسية الحقيقة لحياة المحبة الاخوية.
ليبارككم الرب
ليكن لنا القديسون والرسل والشهداء وعلى رأسهم والدة الاله مريم العذراء المثال والنموذج للعيش الحقيقي
والممارسة الفعلية الناضجة لحياة المحبة الاخوية والتجسيد لوصية المسيح:
"أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم".
بقلم: الأب انطونيوس مقار ابراهيم
"وصية جديدة أنا أعطيكم، أن تحبوا بعضكم بعضًا،كما أحببتكم أنا"..
يتحدث المسيح الى تلاميذه مشدداً على اهمية وصية المحبة والعمل بها هؤلاء هم تلاميذ مخلصون ومتتلمذون
وعلامة التتلمذ هي الحب المتبادل فيما بينهم.
فيقول يوحنا الرسول في رسالته
" لا أكتب إليكم أيها الاخوة بوصية جديدة، بل بوصيةٍ قديمةٍ كانت لكم من البدء وهذه هي الكلام الذي سمعتموه ،
لكنها في المسيح صارت جديدة،يتجلى صدقها في المسيح وفيكم،
فالظلام قد مضى والنور الحقٌ يُضيءُ (١يو ٢: 7).
وصية المحبة التي أعطها المسيح هي نهج حياة رائع يملأ الكنيسة فرحًا وبهجة.
وصية جديدة، وتبقى جديدة، يمارسها الكل حتى في السماء، لا تقدم ولا تشيخ
(عب ٨: 13).
ميزات الوصية الجديدة:
1- أشار الإنجيلي إلى أمرين جديدين وهما:
أ- الوصية الجديدة هنا وهي أن نحب بعضنا بعض كما أحبنا هو
ب-والقبر الجديد الذي دُفن فيه السيد المسيح (١٩: ٤١).
عندما نعيش هذه الوصية وتغلغل في أعماقنا تحول إنساننا الداخلي إلى قبر المسيح الجديد (الفارغ)
من الانانية والخطيئة والبغض والكراهية والحقد الى المكان الممتلئ من النور والمحبة والنعمة،
تتحول نفسنا الى المكان المعد والمهيأ ليستريح فيه السيد المسيح القائم من الموت والكاسر شوكة الجحيم ويأتي هو وملائكته، وتصير نفسنا شاهدة بفرحٍ عظيم على قيامتة المجيدة.
2- تحول قبرنا إلى سماء جديدة!
وتجردنا من الانسان القديم، وتلبسنا الإنسان الجديد
3- تعبر عن الحب الذي يتميز عن العاطفة الجسدية إذ يضيف:
"كما أحببتكم أنا"أن نحب بعضنا البعض كما أحبنا هو.
4- تجعلنا في حالة تجدد دائم وتجعل منا أناسًا جددًا، ورثة العهد الجديد.
5- تربطنا بعضنا ببعض برباط المسرة في حب مشترك و تجعلنا نحيا في طريق الحق بالإيمان ونور المعرفة السماوية .
6- مقياسها أن تكون لنا المحبة الكاملة والتي بلا رياء حتى يعرف النانس إننا تلاميذه
" وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً "
( يو 13: 34 )
علينا أن نعمل على استمرار المحبة الأخوية ولنتذكر أن المحبة ، تحتمل " كل شيء " " وتصبر على كل شيء "
( 1كو 13: 7 ) .
وكما أحب المسيح صالبيه وطلب لهم الغفران هكذا نحن أيضاً يجب أن لا تقل محبتنا للأخ المتعثر أو المسيء إلينا .
المحبة لا تسقط أبداً .
إن سلوك المحبة للأخوة يتطلب منا مّد الغنى والبركات الإلهية التي باركنا بها الرب .
إلى الإخوة المحتاجين . "
وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاؤه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق " .
( 1يو 3: 17 ، 18 ) .
ومن أجمل ما يمكن أن نعيشه على هذه الأرض، التي في كثير من الاحيان تسودها الأنانية وتعُمّ فيها الشهوة، هي أن تُحِب وأن تُحَب. لأن المحبة هي الأمر الوحيد الذي لا تقدر السُلْطة أن تفرضه، ولا المال أن يشتريه.
والمحبة الأخوية هي العلامة الأولى على نبض الحياة الإلهية في النفس
(أع 16: 33)،
كما أنها النتيجة الختامية للنعمة الإلهية في القلب
(2بط 1: 7).
والواقع إن فضيلة المحبة تُعتبر أروع نبتة في بستان الفضائل المسيحية.
منابع المحبة الأخوية
إننا نحب الإخوة لأن الله، الذي ولدنا ثانية، علمنا هذه المحبة،
ولأن الروح القدس، الذي سكن فينا بعد الإيمان، هو منشئ هذه المحبة فينا،
ولأن المسيح، مخلِّصنا وربّنا، هو مثالنا الأكمل في هذه المحبة.
1-الله هو المُعلِّم
قال أحد القديسين إن المسيحيين يحبون بعضهم بعضًا حتى قبل أن يتعارفوا.
"إننا متعلمون من الله أن يحب بعضنا بعضًا (1تس4: 9).
فالله الآب مصدر حياتنا والطبيعة الجديدة التي فينا.
وقد تعلّمنا المحبة منه، إذ وُلدنا منه فأخذنا طبيعته.
«فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء واسلكوا في المحبة»
(أف5: 1).
2-الروح القدس هو المنشئ
إن المؤمن الحقيقي ليس فقط حصل على الطبيعة الإلهية بالولادة من الله،
بل قد سكن في قلبه الروح القدس، الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرنا.
إن الروح القدس، الذي هو فينا بمثابة عُصارة الحياة بالنسبة للكرمة، سيُظهر فينا حياة المسيح نفسها.
3-المسيح هو النموذج
بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي لقد تميَّزت محبة المسيح بأمرين :
أ- كانت لمن لا يستحقون المحبة في ذواتهم. فهي لم تكن ردًّا لفعل صدر منهم،إنما المسيح هو صاحب المبادرة
"أحب حتى المنتهي" وأحب بشكل أفضل.
ب- لم تكن بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق.
«بهذا قد عرفنا المحبة، أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة»
(1يو3: 16).
فالمحبة الحقيقية هي أفعال لا انفعال، هي تضحيات وليست مجرد تمنّيات.
المناخ الذي تنمو فيه المحبة الأخوية:
1- حياة الطهارة والقداسة
إن ما يعيق ظهور المحبة فينا هو وجود الخطية في القلب.
لهذا يوصي الرسول بطرس، بأن نحب بعضنا بعضًا من قلب طاهر بشدة،
قال: «طهرِّوا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الإخوية العديمة الرياء، فأحبوا بعضكم بعضًا من قلب طاهر بشدة»
(1بط1: 22).
2- شركة القديسين
لنتعامل مع بعضنا البعض بالرقة التي ميَّزت المسيح في تعامله مع تلاميذه.وفي جو الشركة مع الله ومع بعضنا البعض.
3- ممارسة الأسرار:
الالتزام الحقيقي النابع من قلب كلٍ منا بالمدوامة على ممارسة الاسرار الكنيسة ولا سيما سري التوبة والاعتراف
للامتناع عن القيام بارتكارب الخطايا ومعايشة حقيقية لحياة النعمة العاملة في النفس
والتي تؤهلنا حقيقةً لعيش سر الافخارستيا والتناول منه عن جدارة واستحقاق.
4- في كنف العذراء مريم:
العذراء مريم التي قبلت بكل تواضع وثقة بشارة الملاك لها
عاشت طلية حياتها متأملة إيها في قلبها وهي المثال والنموذج لحياة الطهارة
لأنها وحدها كُلية الطهر والجمال سلطانة السماء والارض
وام المؤمنين والكهنة وأم الكنيسة
لذا فهي الارض الخصبة والجو الملائم لنمو وعيش حياة الطهارة والقداسة والممارسية الحقيقة لحياة المحبة الاخوية.
ليبارككم الرب
ليكن لنا القديسون والرسل والشهداء وعلى رأسهم والدة الاله مريم العذراء المثال والنموذج للعيش الحقيقي
والممارسة الفعلية الناضجة لحياة المحبة الاخوية والتجسيد لوصية المسيح:
"أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم".
Comment