الخطايا المضادّة للرجاء
1 - الادِّعاء:
هذه الخطيئة تخالف الرجاء لأنها تضع الله تحت رغباتنا؛ المفروض أن نخضع نحن لإرادة الله، لا العكس. في الإدعاء ينتظر الانسان الخلاص بقوته مخالفاً العقيدة التي تقول بأن الخلاص مجانيٌّ من الله. أو مَنْ يعتقد بأن الخلاص هو فقط من الله بدون أي مشاركة من الإنسان بحيث لا يعمل الإنسان لخلاصه، ولا يصلّي ولا يتجنَّب المخاطر مدّعياً بأن المسيح في نهاية الأمر سيخلِّصه.
العيش في خطايا ثقيلة، مدَّعين بأن الله يغفر الخطايا، بدون ندامة وتوبة.
أوالرجاء بعون الله لتحقيق أهداف خاطئة مثل طلب مساعدة الله لموت عدو.
2- تعلقنا الكبير وغير المرتب بالخيور الأرضية :
هو إثم ثقيل لما فيه من تفضيل الخيور الأرضية على الله وامتلاكه وهذا يتضمن احتقار لله.
3- اليأس:
هو انعدام الثقة، بشكلٍ اختياريّ وكليّ، في إمكانية بلوغ السعادة وامتلاكها.
وينبغي التمييز بين اليأس والخوف. مثلاً المستسلمون للخطايا الصادرة عن عادة رديئة كخطيئة السكر، أو الكذب المتأصلة فيهم، فهؤلاء هم جبناء لا يائسون. فينبغي حضَّهم على الثقة كثيراً بالنعمة متعاونين معها، للتملُّص من حالتهم السيئة.
فضيلة الرجاء تفرض علينا الابتعاد عن اليأس “المسيحي دائماً متفائل” (الأب لويس خليفة). “انظر إلى الأجيال القديمة وتأمّلوا! هل توكلَ أحدٌ على الربّ فخزيَ أو ثبُتَ على مخافته فخذل أو دعاه فأُهمِل” (يشوع بن سيراخ 11: 30). نتائج اليأس هي اللجوء الى أمور هذا العالم وفقدان الارادة للعمل وللعيش وقطع الروابط مع الله.
4- اشتهاء الموت :
اشتهاء الإنسان أن لا يكون قد وُلد، أو الرغبة في الرجوع إلى العدم، هو إثمٌ ثقيل ضدّ الرجاء. إلا إذا كان المشتهي الموت لا يتوخّى من تشوقاته إظهار شدة ألمه.
أماكن " التنشئة " والتدريب على الرجاء
أولاً : الصلاة كمدرسة للرجاء
أول مكان أساسي للتنشئة على الرجاء هي الصلاة. فإن لم يعد هناك أحد يسمعني, فالله لا يزال يسمعني.
إن لم يعد بوسعي الكلام مع أحد, وإن لم يعد بوسعي الابتهال إلى أحد بإمكاني دائماً الكلام مع الله.
وإن لم يكن أحد يستطيع بعد اليوم مساعدتي، حيث هناك ضرورة أو انتظار يفوق قوى الرجاء البشرية, فهو يستطيع مساعدتي، حتى لو أُفردت في عزلة تامة. فالذي يصلِّي ليس وحيداً تماماً أبداً.
ثانياً : نعمل و نتألم كأمكنة للتنشئة على الرجاء
كل عمل إنساني جدِّي وصحيح هو رجاء بالفعل.
هو قبل كل شيء رجاء بالمعنى الذي نبحث في أن نتبع أنواع رجائنا الصغيرة أو الكبيرة: تدبير هذا العمل أو ذاك المهم لأجل اتباع طريق حياتنا.
بالتزامنا, نقدم مساهمتنا لكي يصبح العالم أكثر إضاءة لو قليلاً, وأكثر إنسانية ولو قليلاً. هكذا تنفتح الأبواب على المستقبل.
والألم هو أيضاً جزء من الحياة الإنسانية. إنه ينتج, من جهة, من محدوديتنا، ومن جهة ثانية من مجموعة الأغلاط التي, على مدى التاريخ, تكدَّست ولا تزال اليوم تزداد بدون توقف.
يجب أن نعمل كل شيء للتغلب على الألم.
إنما إزالته تماماً من العالم ليست من إمكانياتنا، وذلك فقط لأننا غير قادرين أن نتخلص من محدوديَّتنا ولا يستطيع أحد منا أن يزيل قوى الشر والخطيئة التي-كما نرى- هي دائماً نبع الألم.
وحده الله يستطيع أن يحقّق ذلك: وحده الله يدخل في التاريخ شخصياً بصيرورته إنساناً و يتألم معنا.
لاشك أننا في آلامنا الكثيرة ومحننا, نحن دائما ًبحاجة إلى رجاء كبير أو أنواع الرجاء الصغيرة، بحاجة إلى زيارة عطوفة, إلى شفاء جراح داخلية وخارجية، إلى حلّ إيجابي لأزمة الخ....
ثالثاً : الحكم كمكان للتدرّب والتمرّن على الرجاء
في إعلان الإيمان الكبير في الكنيسة, القسم الوسطي يتكلم عن سر المسيح, منذ ولادته الأزلية من الآب وولادته في الزمن من العذراء مريم وصولاً بصليبه إلى القيامة حتى مجيئه يختتم بهذا الكلام
“سوف يأتي بالمجد ليدين الأحياء والأموات”.
ومنذ المسيحية فكرة الدينونة أثّرت في المسيحين حتى في حياتهم اليومية كونهم مقياس يسمح بتنظيم الحياة الحاضرة كنداء لضمائرهم وفي الوقت عينه كرجاء في عدالة الله.
فرجاؤنا هو دائماً في الأساس هو رجاء للآخرين, وهكذا فقط هو رجاء من أجلنا.
وبصفاتنا مسيحيين, لا يجب أبداً أن نتساءل فقط: كيف يمكنني أن أخلّص ذاتي, علينا أن نتساءل أيضاً:
ما يجب أن أعمل كي يخلُص الآخرين وأن تطلُع لهم نجمة الرجاء؟
هكذا أكون قد فعلت كل ما بوسعي لأجل خلاصي الشخصي.
العلاقة بين الإيمان والرجاء والمحبة
كلُّ جماعة مسيحية ترغب النموَّ في الإيمان والتَّمسك بالرجاء والحياة بالمحبة.
تعود بي الذاكرة إلى بداية الرسالة إلى مسيحييّ تسالونيقي؛ هذه الوثيقة التي تعتبر من أقدم صفحات العهد الجديد، حيث يمتدح فيها بولس قارئي الرسالة بهذه العبارات:
«نشكر الله دائماً في أَمركُم جميعاً ونَذكُركم في صلواتنا، ولا نَنفكُّ نذكر ما أنتم عليه من نشاطِ الإيمان وجَهدِ المحبة وثَباتِ الرجاء بربنا يسوع المسيح» (1 تس 1/2-3).
هذه هديةٌ كبرى قدَّمها بولس إلى أهل تسالونيقي، وفي الوقت عينه، لنا جميعاً. فهنا تُعرَّف الحياة المسيحية على أنها:
الممارسة الفعلية للفضائل الإلهية الثلاثة، ومن المستحسن أن تعاش بشكلٍ بطولي.
1. إنَّ الإيمان والرجاء والمحبة تشكِّل موضوع أَقدم إرشادٍ رسولي، يتناسب مع احتياجات المسيحيين في تسالونيقي في ذلك الوقت، وبالتالي لنا أيضاً نحن أبناء الزمن الحاضر.
وعلينا أن نعود دائماً إلى هذه الفضائل، لنقارن على ضوئها، لا سلوكياتنا فحسب، بل وذهنيَّتنا أيضاً، على اعتبار أننا معرضون دائماً لخطر إهمالها، وبالتالي للعيش مثل الوثنيين.
ولذلك ما زال كلام بولس يتردّد صداه:
«لا تتشبَّهوا بهذه الدنيا، بل تحوَّلوا بتَجدُّد عقولكم لتتبيَّنوا ما هي مشيئةُ الله، أي ما هو صالحٌ وما هو مرضيٌّ وما هو كامل» (روم 12/2).
2. إنَّ الإيمان والرجاء والمحبة، ثلاث أخواتٍ يَرتحْنَ لكونِهنَّ معاً. الأختُ الكبرى، كما يؤكد بولس (1 قور 13/13)،
هي بلا شكّ المحبة، لكنَّ الاثنتين الباقيتين لا تقلان أهمية أيضاً.
إذ بدون الإيمان لا يمكن إرضاء الله (راجع عب 6/11).
أما الرجاء، يمكن تشبيهه بالشعلةِ التي تكشِفُ حضور الفضيلتين الأُخريين. يقول بيغي أن فضيلة الرجاء هي الأصغر بين الثلاثة، لكنَّ هذا الأمر لا يقلِّل من أهميتها.
إنها زرعةٌ صغيرة تكبرُ خاصةً في القلب المتواضع والمِعطاء.
3. إنَّ الإيمان والرجاء والمحبة هنَّ بالدرجة الأولى هبةٌ من الله تُعطى للمسيحيين بواسطة سرِّ العِمَادِ المقدَّس، وبواسطتهنَّ تُطبع في نَفْسِ المسيحي صورةُ الله الخالق ومثاله، بالإضافة إلى هيئة المسيح الفادي.
فمن يقبل هذه الفضائل كعطيةٍ من الله ويعيشها في حياته يَنعم بالفرح ويصبح مصدراً للفرح لمن حوله.
4. إذا اتحد الإيمان والرجاء والمحبة، صِرن ثلاث قوى روحيةً قادرة على الانتصار على كل أشكال المقاومة البشرية، والتغلُّب على بقايا الخطيئة، وإعطائنا الثقة بعيش الشركة مع الله.
وهذا كلُّه يفوق إحساسنا النفسي لأن كل شيء هو عطية لمن قرَّر تسليم ذاته لله،
ونحن نعلم أنَّ نعمة الله تفعل فعلها ولا يمكن مقاومتها.
يؤكد ذلك بولس بكلِّ وضوحٍ في نهاية الفصل السابع من الرسالة إلى أهل رومة،
عندما يهتف:
«ما أشقاني من إنسان!»،
ويتساءل:
«فمن يُنقِذُني من هذا الجسد الذي مصيره الموت؟».
ويجيب:
«نعمةُ ربنا يسوع المسيح»
(روم 7/24-25).
1 - الادِّعاء:
هذه الخطيئة تخالف الرجاء لأنها تضع الله تحت رغباتنا؛ المفروض أن نخضع نحن لإرادة الله، لا العكس. في الإدعاء ينتظر الانسان الخلاص بقوته مخالفاً العقيدة التي تقول بأن الخلاص مجانيٌّ من الله. أو مَنْ يعتقد بأن الخلاص هو فقط من الله بدون أي مشاركة من الإنسان بحيث لا يعمل الإنسان لخلاصه، ولا يصلّي ولا يتجنَّب المخاطر مدّعياً بأن المسيح في نهاية الأمر سيخلِّصه.
العيش في خطايا ثقيلة، مدَّعين بأن الله يغفر الخطايا، بدون ندامة وتوبة.
أوالرجاء بعون الله لتحقيق أهداف خاطئة مثل طلب مساعدة الله لموت عدو.
2- تعلقنا الكبير وغير المرتب بالخيور الأرضية :
هو إثم ثقيل لما فيه من تفضيل الخيور الأرضية على الله وامتلاكه وهذا يتضمن احتقار لله.
3- اليأس:
هو انعدام الثقة، بشكلٍ اختياريّ وكليّ، في إمكانية بلوغ السعادة وامتلاكها.
وينبغي التمييز بين اليأس والخوف. مثلاً المستسلمون للخطايا الصادرة عن عادة رديئة كخطيئة السكر، أو الكذب المتأصلة فيهم، فهؤلاء هم جبناء لا يائسون. فينبغي حضَّهم على الثقة كثيراً بالنعمة متعاونين معها، للتملُّص من حالتهم السيئة.
فضيلة الرجاء تفرض علينا الابتعاد عن اليأس “المسيحي دائماً متفائل” (الأب لويس خليفة). “انظر إلى الأجيال القديمة وتأمّلوا! هل توكلَ أحدٌ على الربّ فخزيَ أو ثبُتَ على مخافته فخذل أو دعاه فأُهمِل” (يشوع بن سيراخ 11: 30). نتائج اليأس هي اللجوء الى أمور هذا العالم وفقدان الارادة للعمل وللعيش وقطع الروابط مع الله.
4- اشتهاء الموت :
اشتهاء الإنسان أن لا يكون قد وُلد، أو الرغبة في الرجوع إلى العدم، هو إثمٌ ثقيل ضدّ الرجاء. إلا إذا كان المشتهي الموت لا يتوخّى من تشوقاته إظهار شدة ألمه.
أماكن " التنشئة " والتدريب على الرجاء
أولاً : الصلاة كمدرسة للرجاء
أول مكان أساسي للتنشئة على الرجاء هي الصلاة. فإن لم يعد هناك أحد يسمعني, فالله لا يزال يسمعني.
إن لم يعد بوسعي الكلام مع أحد, وإن لم يعد بوسعي الابتهال إلى أحد بإمكاني دائماً الكلام مع الله.
وإن لم يكن أحد يستطيع بعد اليوم مساعدتي، حيث هناك ضرورة أو انتظار يفوق قوى الرجاء البشرية, فهو يستطيع مساعدتي، حتى لو أُفردت في عزلة تامة. فالذي يصلِّي ليس وحيداً تماماً أبداً.
ثانياً : نعمل و نتألم كأمكنة للتنشئة على الرجاء
كل عمل إنساني جدِّي وصحيح هو رجاء بالفعل.
هو قبل كل شيء رجاء بالمعنى الذي نبحث في أن نتبع أنواع رجائنا الصغيرة أو الكبيرة: تدبير هذا العمل أو ذاك المهم لأجل اتباع طريق حياتنا.
بالتزامنا, نقدم مساهمتنا لكي يصبح العالم أكثر إضاءة لو قليلاً, وأكثر إنسانية ولو قليلاً. هكذا تنفتح الأبواب على المستقبل.
والألم هو أيضاً جزء من الحياة الإنسانية. إنه ينتج, من جهة, من محدوديتنا، ومن جهة ثانية من مجموعة الأغلاط التي, على مدى التاريخ, تكدَّست ولا تزال اليوم تزداد بدون توقف.
يجب أن نعمل كل شيء للتغلب على الألم.
إنما إزالته تماماً من العالم ليست من إمكانياتنا، وذلك فقط لأننا غير قادرين أن نتخلص من محدوديَّتنا ولا يستطيع أحد منا أن يزيل قوى الشر والخطيئة التي-كما نرى- هي دائماً نبع الألم.
وحده الله يستطيع أن يحقّق ذلك: وحده الله يدخل في التاريخ شخصياً بصيرورته إنساناً و يتألم معنا.
لاشك أننا في آلامنا الكثيرة ومحننا, نحن دائما ًبحاجة إلى رجاء كبير أو أنواع الرجاء الصغيرة، بحاجة إلى زيارة عطوفة, إلى شفاء جراح داخلية وخارجية، إلى حلّ إيجابي لأزمة الخ....
ثالثاً : الحكم كمكان للتدرّب والتمرّن على الرجاء
في إعلان الإيمان الكبير في الكنيسة, القسم الوسطي يتكلم عن سر المسيح, منذ ولادته الأزلية من الآب وولادته في الزمن من العذراء مريم وصولاً بصليبه إلى القيامة حتى مجيئه يختتم بهذا الكلام
“سوف يأتي بالمجد ليدين الأحياء والأموات”.
ومنذ المسيحية فكرة الدينونة أثّرت في المسيحين حتى في حياتهم اليومية كونهم مقياس يسمح بتنظيم الحياة الحاضرة كنداء لضمائرهم وفي الوقت عينه كرجاء في عدالة الله.
فرجاؤنا هو دائماً في الأساس هو رجاء للآخرين, وهكذا فقط هو رجاء من أجلنا.
وبصفاتنا مسيحيين, لا يجب أبداً أن نتساءل فقط: كيف يمكنني أن أخلّص ذاتي, علينا أن نتساءل أيضاً:
ما يجب أن أعمل كي يخلُص الآخرين وأن تطلُع لهم نجمة الرجاء؟
هكذا أكون قد فعلت كل ما بوسعي لأجل خلاصي الشخصي.
العلاقة بين الإيمان والرجاء والمحبة
كلُّ جماعة مسيحية ترغب النموَّ في الإيمان والتَّمسك بالرجاء والحياة بالمحبة.
تعود بي الذاكرة إلى بداية الرسالة إلى مسيحييّ تسالونيقي؛ هذه الوثيقة التي تعتبر من أقدم صفحات العهد الجديد، حيث يمتدح فيها بولس قارئي الرسالة بهذه العبارات:
«نشكر الله دائماً في أَمركُم جميعاً ونَذكُركم في صلواتنا، ولا نَنفكُّ نذكر ما أنتم عليه من نشاطِ الإيمان وجَهدِ المحبة وثَباتِ الرجاء بربنا يسوع المسيح» (1 تس 1/2-3).
هذه هديةٌ كبرى قدَّمها بولس إلى أهل تسالونيقي، وفي الوقت عينه، لنا جميعاً. فهنا تُعرَّف الحياة المسيحية على أنها:
الممارسة الفعلية للفضائل الإلهية الثلاثة، ومن المستحسن أن تعاش بشكلٍ بطولي.
1. إنَّ الإيمان والرجاء والمحبة تشكِّل موضوع أَقدم إرشادٍ رسولي، يتناسب مع احتياجات المسيحيين في تسالونيقي في ذلك الوقت، وبالتالي لنا أيضاً نحن أبناء الزمن الحاضر.
وعلينا أن نعود دائماً إلى هذه الفضائل، لنقارن على ضوئها، لا سلوكياتنا فحسب، بل وذهنيَّتنا أيضاً، على اعتبار أننا معرضون دائماً لخطر إهمالها، وبالتالي للعيش مثل الوثنيين.
ولذلك ما زال كلام بولس يتردّد صداه:
«لا تتشبَّهوا بهذه الدنيا، بل تحوَّلوا بتَجدُّد عقولكم لتتبيَّنوا ما هي مشيئةُ الله، أي ما هو صالحٌ وما هو مرضيٌّ وما هو كامل» (روم 12/2).
2. إنَّ الإيمان والرجاء والمحبة، ثلاث أخواتٍ يَرتحْنَ لكونِهنَّ معاً. الأختُ الكبرى، كما يؤكد بولس (1 قور 13/13)،
هي بلا شكّ المحبة، لكنَّ الاثنتين الباقيتين لا تقلان أهمية أيضاً.
إذ بدون الإيمان لا يمكن إرضاء الله (راجع عب 6/11).
أما الرجاء، يمكن تشبيهه بالشعلةِ التي تكشِفُ حضور الفضيلتين الأُخريين. يقول بيغي أن فضيلة الرجاء هي الأصغر بين الثلاثة، لكنَّ هذا الأمر لا يقلِّل من أهميتها.
إنها زرعةٌ صغيرة تكبرُ خاصةً في القلب المتواضع والمِعطاء.
3. إنَّ الإيمان والرجاء والمحبة هنَّ بالدرجة الأولى هبةٌ من الله تُعطى للمسيحيين بواسطة سرِّ العِمَادِ المقدَّس، وبواسطتهنَّ تُطبع في نَفْسِ المسيحي صورةُ الله الخالق ومثاله، بالإضافة إلى هيئة المسيح الفادي.
فمن يقبل هذه الفضائل كعطيةٍ من الله ويعيشها في حياته يَنعم بالفرح ويصبح مصدراً للفرح لمن حوله.
4. إذا اتحد الإيمان والرجاء والمحبة، صِرن ثلاث قوى روحيةً قادرة على الانتصار على كل أشكال المقاومة البشرية، والتغلُّب على بقايا الخطيئة، وإعطائنا الثقة بعيش الشركة مع الله.
وهذا كلُّه يفوق إحساسنا النفسي لأن كل شيء هو عطية لمن قرَّر تسليم ذاته لله،
ونحن نعلم أنَّ نعمة الله تفعل فعلها ولا يمكن مقاومتها.
يؤكد ذلك بولس بكلِّ وضوحٍ في نهاية الفصل السابع من الرسالة إلى أهل رومة،
عندما يهتف:
«ما أشقاني من إنسان!»،
ويتساءل:
«فمن يُنقِذُني من هذا الجسد الذي مصيره الموت؟».
ويجيب:
«نعمةُ ربنا يسوع المسيح»
(روم 7/24-25).
منقول للاب فراس لطفي الفرنسيسكاني