مقابلة أعجبتني لسيادة المطران بولس يازجي مطران حلب
أقتطفت جزء منها و نقلتها لمنتدانا الغالي
يتحدث فيها عن المساعي لتوحيد عيد القيامة بين الكنيسة الأرثوذكسية و الكاثوليكية
و كما أوصانا المسيح ( ليكن الجميع واحدا ً )
++++++++++++++++++++++++++++++
* منذ عامين قام الشعب المسيحي في صافيتا بخطوة كبيرة على الصعيد المسيحي، تكمن في توحيد الأعياد بين الطوائف المسيحية، فما رأيكم بذلك؟ وهل تؤيدون ذلك على الصعيد المحلي؟
- لتوحيد عيد الفصح قصة طويلة جداً، ولن أفاجئ القراء في موقع قنشرين، منذ المئة الأولى بعد المسيح، كان هناك اختلاف في تعيين عيد الفصح. وهناك نصوص تقول إن القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول زار بابا روما وناقشا اختلاف توقيت عيد الفصح بين الشرق والغرب، ولم يتوصلا إلى حسابات دقيقة متوافقة آنذاك، فاتفق البابا مع القديس بوليكاربوس على أن يعيّد كل طرف بموعده الخاص. منذ ذلك الوقت كان للعيد تاريخان، وكان ذلك بالاتفاق. أنا طبعاً ضد أن يبقى الوضع هكذا. أقول لأن الظروف تبدلت. في السابق من آسيا الصغرى إلى روما لم يكن أحد يرى الآخر ولا أحد يعرف متى يعيد الآخر، ولم يكن هناك فضائيات ووسائل اتصال حديثة. أما اليوم أصبح العالم قريةً صغيرةً. الأمر الآخر، خاصة في الشرق الأوسط، وفي حلب تحديداً، وكما قلته في مجلس المطارنة الكاثوليك في حلب الذي ناقش موضوع توحيد عيد الفصح، إذ قلت : إن لم يتوحّد أحد في عيد الفصح، ففي حلب يتوجب على الجميع التوحيد، والسبب هو العائلة، ففي حلب وفي زحلة خاصةً وفي الجنوب، هناك زيجات مختلطة كثيرة جداً، بين الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس ... الخ، هناك أ ُسرٌ تحتوي على طوائف مختلفة، فما هو ذنبهم في أن يختلفوا في العيدين، وفي أي صوم يصومون؟
ولكن السؤال هنا : ما هي الخطوات العملية؟ نحن نعلم أن هناك رسالة بابوية إلى بطاركة الشرق، تقول: أنه لا مانع في الشرق - بما أن الأغلبية من الأرثوذكس وهي الكنائس الأم القديمة - في أن يعيد الغربيون (الكاثوليك) واللاتين مع الشرقيين، وهذا إذن بابوي، وقد تحقق هذا الأمر في مصر والعراق والأردن وفلسطين وتركيا، وبقيت سورية ولبنان، لأن هناك موارنة كثراً في لبنان وهم في الدولة، وفي سورية بسبب وجود طوائف غربية عديدة ووجود الأرمن خاصة، الأمر الذي جعل الموضوع يؤجل بعض الشيء. في عام 2000 عندما زار قداسة البابا دمشق في زيارته التاريخية، أعلن البطريرك لحام، وهو الذي يترأس البطاركة الشرقيين الكاثوليك أن العيد سيكون واحداً، وقبّل الجميعُ بعضهم بعضاً إثر سماع هذا الخبر، حتى أن البطريرك لحام مشكوراً وحّد الروزنامة ليكون العيد على التقويم الشرقي آنذاك، ولكن ظهر في الجناح الغربي للروم الكاثوليك، أن هناك بعض الصعوبات واجتمعوا في حلب وطلبوا من البطريرك لحام عدم التسرع، فأصدر البطريرك بياناً يشير فيه إلى أنه في المستقبل القريب سيكون هناك حل. في السنة الماضية اجتمع مطارنة سورية الكاثوليك برئاسة البطريرك لحام ودعينا كأرثوذكس لحضوره، وسألتٌ البطريرك عن مستقبل عيد الفصح وتوحيده، فأكد أن في الجناح الكاثوليكي تطوراً وتحسناً بالموقف، لأن هناك بعض المشكلات ولكن لابد من التغلب على المشكلات من أجل توحيد الأعياد. نأمل نحن كأرثوذكس بتوحيد العيد ونساعد الطوائف الكاثوليكية لحل تلك المشكلات. فإذا لم نستطع تغيير تاريخ عيدنا كيف سنغير بقية الأمور؟ نحن نحترم مشكلات وصعوبات الطرف الكاثوليكي وسنحاول على حلها إن شاء الله ليكون لنا عيد واحد يجمعنا جميعاً .
* ما العلاقة التي تجمع بين الكنيسة الأنطاكية مع باقي الكنائس الأرثوذكسية في العالم، وهل هنالك تعاون على صعيد معين؟
- شكراً على هذا السؤال، الكنيسة الأرثوذكسية هي في كل المسكونة، ولكنها تؤمن بمبدأ كتابي تقليدي مهم جداً، وهو مبدأ الكنيسة المحلية. من أجل هذا فإن "الرعية" هي الكنيسة. لكن ما هي صلة الكنيسة الأنطاكية بروسيا واليونان ورومانيا وبأميركا، وبكل العالم؟ الصلة هي شركة الإيمان، على مستوى التعليم الديني، وعلى مستوى الشهادة المشتركة في العالم، فنحن نشترك مع بعضنا بشهادة واحدة، والعالم الأرثوذكسي هو عالم كبير جداً مع العالم البروتستانتي والكاثوليكي. ولكن هل من ارتباط إداري بين كل هذه الكنائس؟ هناك ارتباط إداري ولكنه ضعيف نوعاً ما للأسف، ويجب أن يكون أقوى من أجل هذه الشهادة المشتركة، ولكن ليس هناك أي ارتباط مباشر. فمثلاً انتخاب مطران كاثوليك في حمص، تبت به مثلاً جهة في إيطاليا، أما انتخاب مطران أرثوذكسي في حمص فيبت فيه مطارنة سورية ولبنان فقط أي الكرسي الأنطاكي. ليس هناك استقلال كلي ولا تجمع مركزي إداري وروحي ومعنوي، ولكن يوجد شهادة مشتركة .
جزء من مقال طويل
منقول من
http://qenshrin.com/details.php?id=7400
أقتطفت جزء منها و نقلتها لمنتدانا الغالي
يتحدث فيها عن المساعي لتوحيد عيد القيامة بين الكنيسة الأرثوذكسية و الكاثوليكية
و كما أوصانا المسيح ( ليكن الجميع واحدا ً )
++++++++++++++++++++++++++++++
* منذ عامين قام الشعب المسيحي في صافيتا بخطوة كبيرة على الصعيد المسيحي، تكمن في توحيد الأعياد بين الطوائف المسيحية، فما رأيكم بذلك؟ وهل تؤيدون ذلك على الصعيد المحلي؟
- لتوحيد عيد الفصح قصة طويلة جداً، ولن أفاجئ القراء في موقع قنشرين، منذ المئة الأولى بعد المسيح، كان هناك اختلاف في تعيين عيد الفصح. وهناك نصوص تقول إن القديس بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول زار بابا روما وناقشا اختلاف توقيت عيد الفصح بين الشرق والغرب، ولم يتوصلا إلى حسابات دقيقة متوافقة آنذاك، فاتفق البابا مع القديس بوليكاربوس على أن يعيّد كل طرف بموعده الخاص. منذ ذلك الوقت كان للعيد تاريخان، وكان ذلك بالاتفاق. أنا طبعاً ضد أن يبقى الوضع هكذا. أقول لأن الظروف تبدلت. في السابق من آسيا الصغرى إلى روما لم يكن أحد يرى الآخر ولا أحد يعرف متى يعيد الآخر، ولم يكن هناك فضائيات ووسائل اتصال حديثة. أما اليوم أصبح العالم قريةً صغيرةً. الأمر الآخر، خاصة في الشرق الأوسط، وفي حلب تحديداً، وكما قلته في مجلس المطارنة الكاثوليك في حلب الذي ناقش موضوع توحيد عيد الفصح، إذ قلت : إن لم يتوحّد أحد في عيد الفصح، ففي حلب يتوجب على الجميع التوحيد، والسبب هو العائلة، ففي حلب وفي زحلة خاصةً وفي الجنوب، هناك زيجات مختلطة كثيرة جداً، بين الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس ... الخ، هناك أ ُسرٌ تحتوي على طوائف مختلفة، فما هو ذنبهم في أن يختلفوا في العيدين، وفي أي صوم يصومون؟
ولكن السؤال هنا : ما هي الخطوات العملية؟ نحن نعلم أن هناك رسالة بابوية إلى بطاركة الشرق، تقول: أنه لا مانع في الشرق - بما أن الأغلبية من الأرثوذكس وهي الكنائس الأم القديمة - في أن يعيد الغربيون (الكاثوليك) واللاتين مع الشرقيين، وهذا إذن بابوي، وقد تحقق هذا الأمر في مصر والعراق والأردن وفلسطين وتركيا، وبقيت سورية ولبنان، لأن هناك موارنة كثراً في لبنان وهم في الدولة، وفي سورية بسبب وجود طوائف غربية عديدة ووجود الأرمن خاصة، الأمر الذي جعل الموضوع يؤجل بعض الشيء. في عام 2000 عندما زار قداسة البابا دمشق في زيارته التاريخية، أعلن البطريرك لحام، وهو الذي يترأس البطاركة الشرقيين الكاثوليك أن العيد سيكون واحداً، وقبّل الجميعُ بعضهم بعضاً إثر سماع هذا الخبر، حتى أن البطريرك لحام مشكوراً وحّد الروزنامة ليكون العيد على التقويم الشرقي آنذاك، ولكن ظهر في الجناح الغربي للروم الكاثوليك، أن هناك بعض الصعوبات واجتمعوا في حلب وطلبوا من البطريرك لحام عدم التسرع، فأصدر البطريرك بياناً يشير فيه إلى أنه في المستقبل القريب سيكون هناك حل. في السنة الماضية اجتمع مطارنة سورية الكاثوليك برئاسة البطريرك لحام ودعينا كأرثوذكس لحضوره، وسألتٌ البطريرك عن مستقبل عيد الفصح وتوحيده، فأكد أن في الجناح الكاثوليكي تطوراً وتحسناً بالموقف، لأن هناك بعض المشكلات ولكن لابد من التغلب على المشكلات من أجل توحيد الأعياد. نأمل نحن كأرثوذكس بتوحيد العيد ونساعد الطوائف الكاثوليكية لحل تلك المشكلات. فإذا لم نستطع تغيير تاريخ عيدنا كيف سنغير بقية الأمور؟ نحن نحترم مشكلات وصعوبات الطرف الكاثوليكي وسنحاول على حلها إن شاء الله ليكون لنا عيد واحد يجمعنا جميعاً .
* ما العلاقة التي تجمع بين الكنيسة الأنطاكية مع باقي الكنائس الأرثوذكسية في العالم، وهل هنالك تعاون على صعيد معين؟
- شكراً على هذا السؤال، الكنيسة الأرثوذكسية هي في كل المسكونة، ولكنها تؤمن بمبدأ كتابي تقليدي مهم جداً، وهو مبدأ الكنيسة المحلية. من أجل هذا فإن "الرعية" هي الكنيسة. لكن ما هي صلة الكنيسة الأنطاكية بروسيا واليونان ورومانيا وبأميركا، وبكل العالم؟ الصلة هي شركة الإيمان، على مستوى التعليم الديني، وعلى مستوى الشهادة المشتركة في العالم، فنحن نشترك مع بعضنا بشهادة واحدة، والعالم الأرثوذكسي هو عالم كبير جداً مع العالم البروتستانتي والكاثوليكي. ولكن هل من ارتباط إداري بين كل هذه الكنائس؟ هناك ارتباط إداري ولكنه ضعيف نوعاً ما للأسف، ويجب أن يكون أقوى من أجل هذه الشهادة المشتركة، ولكن ليس هناك أي ارتباط مباشر. فمثلاً انتخاب مطران كاثوليك في حمص، تبت به مثلاً جهة في إيطاليا، أما انتخاب مطران أرثوذكسي في حمص فيبت فيه مطارنة سورية ولبنان فقط أي الكرسي الأنطاكي. ليس هناك استقلال كلي ولا تجمع مركزي إداري وروحي ومعنوي، ولكن يوجد شهادة مشتركة .
جزء من مقال طويل
منقول من
http://qenshrin.com/details.php?id=7400