إنجيل الأحد:
قال يوحنا الرسول: وفي اليَوْم ِالثَّالِث، كانَ عُرْسٌ في قانا الجَليل، وكانَتْ أُمُّ يَسوعَ هُناك. ودُعِيَ أيْضاً يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى العُرْس. ونَفَذَ الخَمْر، فَقالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: "لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر". فَقالَ لَها يَسُوع: "ما لي ولَكِ، يا امْرأة؟ لَمْ تأْتِ ساعَتي بَعْد!". فَقالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: "مَهْما يَقُلْ لَكُم فافْعَلوه!". وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أجْران ٍمِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطهيرِ اليَهود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْها مِنْ ثمانينَ إلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترا، فَقالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: "إملأوا الأجْرانَ ماءً". فَملأوها إلى فَوْق. قالَ لَهُم: "استقوا الآنَ، وقَدَّمُوا لِرَئيس ِالوَليمَة". فَقَدَّموا. وذاقَ الرَّئيسُ الماءَ، الَّذي صارَ خَمْراً ــ وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ اسْتَقوا يَعْلَمون ــ فَدعا إلَيْهِ العَريسَ وقالَ لَهُ: "كُلُّ إنْسان ٍيُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أوَّلاً، حَتَّى إذا سَكِرَ المَدعُوُّون، يُقَدِّمُ الأقَلَّ جُودَة، أمَّا أنْتَ فَقَدْ أبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيَّدَ إلى الآن!" تِلْكَ كانَتْ أُولى آياتِ يَسُوع، صَنَعَها في قانا الجَليل، فأظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلاميذُهُ.
تفسير الإنجيل:
نحن في الأحد الأول من زمن الصوم الكبير، وبه نفتتح إطاراً يدل إلى الفرح الكبير في الأزمنة المسيحانية، وفيها يحقق الرب الخلاص.
ويسوع يريد منّا أن نفهم آية تحويل الماء إلى خمر من خلال إطار العرس المرتبط بأزمنة الخلاص: "سيُسمع صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس، أصوات القائلين: "أحمدوا رب القوات، لأن الرب صالح، لأن للأبد رحمته" ( إرميا ٣٣ /١١).
احتفال العرس الذي حدث في اليوم الثالث من لقاء يسوع مع فيلبس ونثنائيل- فترة تفصل موت يسوع عن قيامته، هذا العرس يُذكر مرَّة واحدة ووحيدة في إنجيل يوحنا. ويسوع قد اختار عرساً، وفيه سيحقق أعجوبة أولى، كدلالة على حلول الزمن المسيحاني.
موقع الإحتفال: قانا الجليل. قرية ذُكرت في سفر يشوع بن نون (١٩/٢٨) وفي إنجيل يوحنا . هي في شمالي الناصرة حيث نشأ يسوع أو في جنوبي لبنان قرب صور: مكان متواضع، إختاره يسوع مكاناً لإظهار مجده البهي على ضوء سؤال أمه وحاجة المدعوين.
وإذا كان اليوم الثالث على علاقة بحدث الصلب والموت والقيامة، فالعذراء "أم يسوع" تؤكد هذه العلاقة بحضورها "كأم يسوع" هنا، في قانا الجليل وعلى جبل الجلجلة (يوحنا ١٩ / ٢٥ – ٢٦).
"أم يسوع" هي مريم العذراء، فأعمال الرسل (١/ ١٤) يستعمل"مريم أم يسوع" ، والإنجيلي يوحنا، هنا في عرس قانا، يعلّق أهمية كبيرة على شخص مريم، لأنها حاضرة في بدء رسالة يسوع كما هي حاضرة في نهايتها، فرسالة يسوع هذه تحاط بحضور مريمي وطابع مريمي. هي الأم وهي الإمرأة (الآية ٤)، إنها المرأة الجديدة- حواء الجديدة - أم المؤمنين – الكنيسة التي ستلتقي لاحقاً برعايتها يوم العنصرة.
وهذا اليوم الثالث شهد احتفال عرس، وشهد حضور تلاميذ يسوع كشهود على إعلان مجد يسوع. هم الجماعة المختارة في الأزمنة المسيحانية، هم الكنيسة التي ستحيا لاحقاً، دائماً وأبداً، في الخمر – الدم. هنا في الاحتفال نفذ الخمر:"فالخمر يُفرّح قلب الإنسان" (مز ١۰٤ / ١٥)، وما تدخّل أو مبادرة "أم يسوع" سوى حفظ الفرح في العرس. والشهود (التلاميذ) أبناء أم يسوع، سيوزعون لاحقاً هذا الخمر على النفوس، وفي الأيام الأخيرة، سيتحول إلى عنصر من عناصر الفرح، لأن نقص الخمر علاقة للحزن والكآبة:" وزال الفرح والابتهاج من البستان، فلا هتاف ولا صياح في الكروم، ولا يدوس دائس خمراً في المعاصر، فإني قد سّكتُّ الهتاف " (أشعيا ١٦ / ١۰). ومع تحوّله إلى عنصر فرح، يتحول مع المسيح في الكنيسة إلى رمزية الدم، ففي (تك ٤٩ /١١ )، يُسمى "دم العنب"، إنه دم المسيح نفسه، كحياة أبدية.
إن أعجوبة تحويل الماء إلى خمر، تعني أن الخمر آتٍ من عند يسوع. ويسوع نفسه شبَّه ذاته بالكرمة ودعا التلاميذ إلى الثبات فيه لكي يحملوا ثمراً ( يوحنا ١٥/ ١-٥) . هنا لا يغيب تقليد العشاء السري عن بال الإنجيلي يوحنا (بعد إفخارستي). وعلى الصليب، سال من جنب يسوع دم وماء: ربط الماء بالدم، وفي قانا الجليل، ربط الماء بالخمر، فالخمر إذا على علاقة بدم المسيح.
عرس قانا الجليل، في بداية الصوم، يدعونا إلى رؤية ذاك الذي يشاركنا في مرافق حياتنا اليومية : الفرح، الصوم، البركة (هنا يبارك عائلة جديدة – سر الزواج وضرورته)، لكي نكتشف حضوره في حياتنا. فأزمنة الخلاص تتحقق بحضور يسوع وبركة يسوع وإعلان مجده.
قال يوحنا الرسول: وفي اليَوْم ِالثَّالِث، كانَ عُرْسٌ في قانا الجَليل، وكانَتْ أُمُّ يَسوعَ هُناك. ودُعِيَ أيْضاً يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى العُرْس. ونَفَذَ الخَمْر، فَقالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: "لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر". فَقالَ لَها يَسُوع: "ما لي ولَكِ، يا امْرأة؟ لَمْ تأْتِ ساعَتي بَعْد!". فَقالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: "مَهْما يَقُلْ لَكُم فافْعَلوه!". وكانَ هُناكَ سِتَّةُ أجْران ٍمِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطهيرِ اليَهود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْها مِنْ ثمانينَ إلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترا، فَقالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: "إملأوا الأجْرانَ ماءً". فَملأوها إلى فَوْق. قالَ لَهُم: "استقوا الآنَ، وقَدَّمُوا لِرَئيس ِالوَليمَة". فَقَدَّموا. وذاقَ الرَّئيسُ الماءَ، الَّذي صارَ خَمْراً ــ وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ اسْتَقوا يَعْلَمون ــ فَدعا إلَيْهِ العَريسَ وقالَ لَهُ: "كُلُّ إنْسان ٍيُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أوَّلاً، حَتَّى إذا سَكِرَ المَدعُوُّون، يُقَدِّمُ الأقَلَّ جُودَة، أمَّا أنْتَ فَقَدْ أبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيَّدَ إلى الآن!" تِلْكَ كانَتْ أُولى آياتِ يَسُوع، صَنَعَها في قانا الجَليل، فأظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلاميذُهُ.
تفسير الإنجيل:
نحن في الأحد الأول من زمن الصوم الكبير، وبه نفتتح إطاراً يدل إلى الفرح الكبير في الأزمنة المسيحانية، وفيها يحقق الرب الخلاص.
ويسوع يريد منّا أن نفهم آية تحويل الماء إلى خمر من خلال إطار العرس المرتبط بأزمنة الخلاص: "سيُسمع صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العريس وصوت العروس، أصوات القائلين: "أحمدوا رب القوات، لأن الرب صالح، لأن للأبد رحمته" ( إرميا ٣٣ /١١).
احتفال العرس الذي حدث في اليوم الثالث من لقاء يسوع مع فيلبس ونثنائيل- فترة تفصل موت يسوع عن قيامته، هذا العرس يُذكر مرَّة واحدة ووحيدة في إنجيل يوحنا. ويسوع قد اختار عرساً، وفيه سيحقق أعجوبة أولى، كدلالة على حلول الزمن المسيحاني.
موقع الإحتفال: قانا الجليل. قرية ذُكرت في سفر يشوع بن نون (١٩/٢٨) وفي إنجيل يوحنا . هي في شمالي الناصرة حيث نشأ يسوع أو في جنوبي لبنان قرب صور: مكان متواضع، إختاره يسوع مكاناً لإظهار مجده البهي على ضوء سؤال أمه وحاجة المدعوين.
وإذا كان اليوم الثالث على علاقة بحدث الصلب والموت والقيامة، فالعذراء "أم يسوع" تؤكد هذه العلاقة بحضورها "كأم يسوع" هنا، في قانا الجليل وعلى جبل الجلجلة (يوحنا ١٩ / ٢٥ – ٢٦).
"أم يسوع" هي مريم العذراء، فأعمال الرسل (١/ ١٤) يستعمل"مريم أم يسوع" ، والإنجيلي يوحنا، هنا في عرس قانا، يعلّق أهمية كبيرة على شخص مريم، لأنها حاضرة في بدء رسالة يسوع كما هي حاضرة في نهايتها، فرسالة يسوع هذه تحاط بحضور مريمي وطابع مريمي. هي الأم وهي الإمرأة (الآية ٤)، إنها المرأة الجديدة- حواء الجديدة - أم المؤمنين – الكنيسة التي ستلتقي لاحقاً برعايتها يوم العنصرة.
وهذا اليوم الثالث شهد احتفال عرس، وشهد حضور تلاميذ يسوع كشهود على إعلان مجد يسوع. هم الجماعة المختارة في الأزمنة المسيحانية، هم الكنيسة التي ستحيا لاحقاً، دائماً وأبداً، في الخمر – الدم. هنا في الاحتفال نفذ الخمر:"فالخمر يُفرّح قلب الإنسان" (مز ١۰٤ / ١٥)، وما تدخّل أو مبادرة "أم يسوع" سوى حفظ الفرح في العرس. والشهود (التلاميذ) أبناء أم يسوع، سيوزعون لاحقاً هذا الخمر على النفوس، وفي الأيام الأخيرة، سيتحول إلى عنصر من عناصر الفرح، لأن نقص الخمر علاقة للحزن والكآبة:" وزال الفرح والابتهاج من البستان، فلا هتاف ولا صياح في الكروم، ولا يدوس دائس خمراً في المعاصر، فإني قد سّكتُّ الهتاف " (أشعيا ١٦ / ١۰). ومع تحوّله إلى عنصر فرح، يتحول مع المسيح في الكنيسة إلى رمزية الدم، ففي (تك ٤٩ /١١ )، يُسمى "دم العنب"، إنه دم المسيح نفسه، كحياة أبدية.
إن أعجوبة تحويل الماء إلى خمر، تعني أن الخمر آتٍ من عند يسوع. ويسوع نفسه شبَّه ذاته بالكرمة ودعا التلاميذ إلى الثبات فيه لكي يحملوا ثمراً ( يوحنا ١٥/ ١-٥) . هنا لا يغيب تقليد العشاء السري عن بال الإنجيلي يوحنا (بعد إفخارستي). وعلى الصليب، سال من جنب يسوع دم وماء: ربط الماء بالدم، وفي قانا الجليل، ربط الماء بالخمر، فالخمر إذا على علاقة بدم المسيح.
عرس قانا الجليل، في بداية الصوم، يدعونا إلى رؤية ذاك الذي يشاركنا في مرافق حياتنا اليومية : الفرح، الصوم، البركة (هنا يبارك عائلة جديدة – سر الزواج وضرورته)، لكي نكتشف حضوره في حياتنا. فأزمنة الخلاص تتحقق بحضور يسوع وبركة يسوع وإعلان مجده.