اولا ما مفهوم إقنوم الروح القدس ؟
* رحلة سريعة عن الروح القدس في الكتاب المقدس:
++++++++++++ +++++++++ +++++++++ +++
1. منذ البدء كان روح الله كائن منذ الاذل لانه "في البدء خلق الله السماوات والارض وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه" (سفر تكوين 1:1 و2) ومنذ الاذل وروح الله يعمل في الانسان لتجديده لكي يعيش في الحياه المقدسه.. لذا تكلم الانبياء وشهدوا لعصر النعمه بالروح القدس The Holy Spirit "لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (رسالة بطرس الثانية 1: 21). وقد تكلم داود عن نفسه قبل موته قائلا في (سفر صموئيل الثاني 23: 2) "روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني. قال اله اسرائيل الي تكلم صخرة اسرائيل اذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله وكنور الصباح اذا اشرقت الشمس كعشب من الارض في صباح صحو مضيء غب المطر" وذلك يتماثل مع زكريا الكاهن الذي امتلا من الروح القدس "و تنبا قائلا مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد وصنع فداء لشعبه واقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر" (إنجيل لوقا 1: 70) وكان كل من يدعوه الرب للخدمه كان يملأة بروحه "و كلم الرب موسى قائلا انظر قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه وملاته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب ليعمل في كل صنعة" (خر 31:1-4) وفي كل زمن كان للرب شهود اذ يرسل بروحه القدوس فيعمل ويعلم ويرشد وفي سفر أخبار الأيام "لبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون لانكم تركتم الرب قد ترككم" (2اخ 24: 20 ) فهذا هو روح البنوة والعدالة والسلطه, روح الحكمه فنري صلاة بولس الرسول الي اهل افسس "لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (رسالة أفسس 1:17).
2. وكان روح الله منذ الازل يصنع قوات وعجائب علي يدي الانبياء والقديسين و الرسل، واستطاعوا ان يقيموا الموتي مثل ايليا (1مل17: 17) واليشع النبي (2مل4:35) وان يشفوا كل مرض في الشعب كشفاء نعمان السرياني (سفر الملوك الثاني 5: 14) وان يخرجوا الشياطين والأرواح الشريرة كالرسل الاطهار (سفر أعمال الرسل 19: 11) وفي (رو15: 18) يقول بولس الرسول "فلي افتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله لاني لا اجسر ان اتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي لاجل اطاعة الامم بالقول والفعل بقوة ايات وعجائب بقوة روح الله حتى اني من اورشليم وما حولها الى الليريكون قد اكملت التبشير بانجيل المسيح".
3. لم يكن عمل الروح القدس فقط في الأنبياء او الرسل من خلال كتاباتهم او من خلال اعمالهم لكن كان فعالا في قلوب المؤمنين باسم الرب، فالروح القدس يخلق نفسأ جديده وروحا محييا وقلب نقيا لذا صرخ داود النبي بعد سقوطه في الخطيه "قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة اعضدني" (مز51) وقال ايضا "تحجب وجهك فترتاع تنزع ارواحها فتموت والى ترابها تعود ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض" (مزمور 104: 30) وتنبأ حزقيال النبي عن عمل الروح القدس في المؤمنين بالله "واعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم واجعل روحي في داخلكم واجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون احكامي وتعملون بها وتسكنون الارض التي اعطيت اباءكم اياها وتكونون لي شعبا وانا اكون لكم الها واخلصكم من كل نجاساتكم" (حز36: 26).
4. حزقيال النبي قد سرد قصة أحياء العظام الميته وقال "فاخرجني بروح الرب وانزلني في وسط البقعة وهي ملانة عظاما وامرني عليها من حولها واذا هي كثيرة جدا على وجه البقعة واذا هي يابسة جدا فقال لي يا ابن ادم اتحيا هذه العظام فقلت يا سيد الرب انت تعلم فقال لي تنبا على هذه العظام وقل لها ايتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب هكذا قال السيد الرب لهذه العظام هانذا ادخل فيكم روحا فتحيون واضع عليكم عصبا واكسيكم لحما وابسط عليكم جلدا واجعل فيكم روحا فتحيون وتعلمون اني انا الرب فتنبات كما امرت وبينما انا اتنبا كان صوت واذا رعش فتقاربت العظام كل عظم الى عظمه ونظرت واذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح فقال لي تنبا للروح تنبا يا ابن ادم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الاربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا فتنبات كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جدا جدا" (حز37: 1-7).
5. وقد رأي حزقيال ايضا رؤيا وسردها قائلا "وكانت الي كلمة الرب قائلة يا ابن ادم عرف اورشليم برجاساتها وقل هكذا قال السيد الرب لاورشليم مخرجك ومولدك من ارض كنعان ابوك اموري وامك حثية اما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ولم تملحي تمليحا ولم تقمطي تقميطا لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت فمررت بك ورايتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي قلت لك بدمك عيشي جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية فمررت بك ورايتك واذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان وكسوتك بزا وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز16: 6-14) هذا هو الانسان الذي صار حي بعد موت الذي تجدد بمعرفه الروح القدس وأصبح انسانا جديدا وبالقصه رموز كثيره "حممتك بماء" الماء هنا هو المعموديه، "ومسحتك بزيت" الزيت هنا هو الميرون المقدس" والبستك مطرزه" (التبرر), "وحليتك بحلي" (الفضائل)، "واكلت السميذ والعسل" الذي هو( التناول والاغذيه الروحيه). هذا ما قد فعله الرب لاجانا اذ افتقدنا بخلاصه وتمتعنا ببركات فدائه. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
6. وهناك الكثير من الانبياء الذين تنبئوا بالروح القدس عن حلول الروح القدس علي الرسل في يوم الخمسين وعن عمل الروح القدس في العهد الجديد فتنبأ حزقيال كما تنبأ يوئيل (يوئيل2: 28) قائلا "و تعلمون اني انا في وسط اسرائيل واني انا الرب الهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي الى الابد ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام" ولقد تحقق ذلك وفي عظته جاهر بطرس الرسول عن حلول الروح القدس علي الرسل مستشهدا بنبوة يوئيل النبي وقال "فوقف بطرس مع الاحد عشر ورفع صوته وقال لهم ايها الرجال اليهود والساكنون في اورشليم اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم واصغوا الى كلامي لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لانها الساعة الثالثة من النهار بل هذا ما قيل بيوئيل النبي" يقول الله ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما وعلى عبيدي ايضا وامائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنباون واعطي عجائب في السماء من فوق وايات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهيرو يكون كل من يدعو باسم الرب يخلص" (اع 2:3-21) وتنبأ زكريا النبي وقال "يكون في ذلك اليوم اني التمس هلاك كل الامم الاتين على اورشليم وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" كما تنبأ داود عن فاعليه الروح القدس في الرسل وتنبأ قائلا" لا قول ولا كلام لا سمع صوتهم في كل الارض خرج منطقهم والى اقصى المسكونة كلماتهم جعل للشمس مسكنا فيها" (سفر المزامير 19:3).
7. تنبأ أنبياء العهد القديم عن اتحاد المسيح بالروح القدس مع الاب: فتنبأ اشعياء قائلا "و يخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه" (اش11: 1-4) وتنبأ قائلا "روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة" (سفر أشعياء 61:1-3) وشهد يوحنا المعمدان عنه قائلا" وشهد يوحنا قائلا اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه وانا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" (يو1: 32).
8. الروح القدس نقل الانبياء من مكان الي اخر بحسب مشيئه الرب: فقد نقل الروح حزقيال وجاء به في الرؤيا إلي ارض الكلدانيين الي المسبيين لكي يخبرهم بكلمه الله الذي اراه اياه (حز11: 24 ) ونقل ايضا بالروح ألي اوروشاليم في الرؤيا (حز8: 3) ونقل أيضا الي المسبيين في تل أبيب الساكنين عند نهر خابور وحيث سكنوا هناك وسكن معهم سبعه أيام متحير في وسطهم (حز3: 14) وفي سفر الرؤيا نجد نبوة يوحنا اللاهوتي عن موت ايليا واخنوخ ثم قيامهم بروح الرب "ثم بعد الثلاثة الايام والنصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على ارجلهما ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا الى ههنا فصعدا الى السماء في السحابة ونظرهما اعداؤهما" (زؤ11: 3-12).
9. الايمان بالرب لن يكن الا بالروح القدس وروح الرب يعمل فينا وتعطي مواهب متعددة "ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما وليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وانواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وانواع اعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولاخر ايمان بالروح الواحد ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولاخر عمل قوات ولاخر نبوة ولاخر تمييز الارواح ولاخر انواع السنة ولاخر ترجمة السنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 1-13) فبالروح القدس نعرف مشيئة الرب "ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله ونحن لم ناخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلمها حكمة انسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة ولا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا واما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد لانه من عرف فكر الرب فيعلمه واما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو2: 7-16)" اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16).
ماذا قال العهد الجديد في الروح القدس؟
++++++++++++ +++++++++ ++++++
* الكلام عن الروح القدس في العهد الجديد كثير وصريح، غير أنه أقل من الكلام في المسيح. والسبب أن الكلام الوافي عن المسيح مطلوب، لأنه إلهٌ ظهر في الجسد حسب المواعيد والنبوات ذات الرموز الكثيرة، وقدَّم نفسه كفارةً عنا لأجل تبريرنا وخلاصنا، فكان لا بد من الإخبار بتفاصيل ما عمله لإثبات لاهوته، وتوضيح أن كل تلك المواعيد والنبوات قد تمت به، وإعلان فوائد فدائه. وأما الروح القدس فبما أنه روح فقط، وعمله فينا روحي (أي أنه يعمل في أرواحنا على كيفية غير محسوسة) كان ما جاء من إثبات وجوده وبيان عمله وضرورته لخلاصنا كافياً.
ومن أسماء الروح القدس في العهد الجديد «روح الله» و«روح المسيح» و«روح الرب» و«روح الموعد» و«وروح الحياة» و«روح النعمة» و«روح الحق» و«روح المجد» و«المعزي». وكل هذه الأسماء وكل ما قيل في عمله يدل على أقنوميته ومجده الإلهي، وعلى أهمية عمله فينا، واحتياجنا الكلي إليه.
5 - ما المسألتان الجوهريتان اللتان جرت فيهما المباحثة في شأن الروح القدس؟
* (1) هل الروح أقنوم إلهي؟ أو هل هو قوة إلهية تظهر في إجراء أعمال الله الروحية؟ فإذا ثبت أن له صفات ذاتية، وأنه عمل بنفسه أعمالاً إلهية، كان ذلك دليلاً كافياً على أقنوميته، لأن كل ذي عقل ومشيئة وعواطف وقدرة على العمل هو بالضرورة ذات متميّز عن غيره. وإن كان هذا غير كافٍ لإثبات أقنومية الروح القدس، فلا يمكن إثبات وجود أي ذات على الإطلاق، لا ذات إنسان ولا ذات ملاك ولا ذات إله، لأن ما يدل على الذات في كائن هو صفاته الخاصة وأعماله الاختيارية. فالذات تميّز نفسه عن غيره من الذوات، أي له الشعور بذاتيته، وله قوة الإرادة الحرة وقوى عقلية وعواطف قلبية.
(2) إن كان الروح أقنوماً، فهل هو أزلي غير محدود أو مُحدَثٌ محدود؟ أي هل هو أقنوم إلهي أو لا؟ وقد رأينا أن أقوال الكتاب المقدس في لاهوت الروح القدس أقل من أقواله في لاهوت المسيح. غير أنه بعد ما ثبت لاهوت الابن، صار إثبات لاهوت الروح القدس سهلاً. وقد آمنت الكنيسة بأقنومية الروح القدس الإلهية، ونسبت إليه صفات اللاهوت بكمالها، بسبب وضوح تعليم الكتاب فيه. وندر من أنكر أقنومية الروح القدس.
ما هي أدلة أقنومية الروح القدس؟
++++++++++++ +++++++++ +++
* (1) استعمال الضمائر المختصة بالذوات العاقلة في الأصل اليوناني للروح القدس، فلو لم تكن كلمة «الروح القدس» في الإنجيل اسم ذات، لما استُعمل له في اللغة اليونانية ضمير المذكر العاقل في كلامه عن نفسه، وفي كلام الغير عليه. فجاء «وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه» (أع 13: 2). وقال المسيح إنه أرسله و«هو يشهد لي» وأيضاً «متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي» (يو 15: 26). «وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» (يو 16: 13، 14). هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
(2) الأفعال المنسوبة إليه تدل على الصفات الذاتية، والذي يتّصف بها كائن عاقل ذو مشيئة وإدراك وقدرة ومحبة. ومما يدل على علمه قول الرسول «الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله» وقوله «أمور الله لا يعرفها أحدٌ إلا روح الله» (1كو 2: 10، 11). وقول المسيح عنه «فهو يعلّمكم كل شيء» (يو 14: 26). ومما يدل على مشيئته قول الرسول في المواهب وأنواع الخدم «هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء» (1كو 12: 11). ومما يدل على محبته قول بولس «فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات» (رو 15: 30). ومما يدل على قوته قوله «لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» (رو 15: 13). و«بقوة آيات وعجائب بقوة الروح القدس» (رو 15: 19). ومن أمثلة ذلك ما يدل على أنه يُقاوَم ويُغاظ (مت 12: 31، 32 وأع 5: 3، 4، 9 و7: 51 وأف 4: 30).
(3) الأفعال المنسوبة إليه تدل على الأعمال الخاصة بالذوات العاقلة. وفي الكتاب كثير بهذا المعنى، فقيل في الروح إنه يدين ويشهد ويعلّم ويرشد ويمنح مواهب للبشر، ويوبخ ويمجد ويُحيي ويقنع ويختار ويتكلم ويُعِين ويشفع وينبئ ويصنع عجائب ويلهم ويقدّس ويجدد ويقاوَم ويُحزَن ويُغاظ ويرضى (تك 1: 2 ومز 104: 30 وإش 11: 2، 3 و63: 10 ومت 1: 18 ولو 1: 35 و12: 12 ويو 3: 6 و14: 26 و15: 25، 26 وأع 5: 32 و13: 2 و15: 28 و16: 6 و20: 28 ورو 8: 6، 27 و15: 16 1كو 2: 10، 13 و12: 11 و2كو 3: 6 وغل 4: 6 وأف 2: 22 و4: 3 و1تي 4: 1 وعب 2: 4 و3: 7 و1بط 1: 11 و2بط 1: 21).
(4) الأقوال التي تدل على أنه متميّز عن الآب والابن. ومن ذلك ما يدل على أنه مرسَل منهما (يو 14: 16 و16: 7) وقول المسيح «متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم» (يو 16: 13). وقول الرسول «الذي فيه (المسيح) أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس» (أف 1: 13). وقول المسيح لتلاميذه «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (مت 28: 19). «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم» (2كو 13: 14). «فرأى (المسيح) روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه» (متى 3: 16 انظر أيضاً أع 5 : 3 ومت 12: 32 ولو 4: 14 وعب 9: 14 وأف 1: 20 و1كو 6: 11).
(5) علاقته بنا وعلاقتنا به تدلان على أقنوميته. أما علاقته بنا فواضحةٌ مما يعمله فينا ولأجلنا، فإنه يعلّمنا ويقدّسنا ويعزّينا ويرشدنا، ويقود كل مؤمن بمفرده ويعامله معاملة شخص لآخر. وهو يدعو من شاء إلى خدمة الإنجيل، ويعيّن خدمته ومكانها، ويُقيم الرعاة حسب إرادته. وقد وعد المسيح تلاميذه إنه يطلب من الآب فيعطيهم معزياً آخر (أي متميّزاً عنه وعن الآب) ليمكث معهم إلى الأبد، وهو روح الحق. وقال لهم أيضاً إن الآب يرسل ذلك المعزي باسمه، وهو يعلمهم كل شيء ويشهد له ويمجده، ويبكّت العالم على الخطية. ونرى إنجاز هذه المواعيد في قول الروح لفيلبس «تقدَّم ورافق هذه المركبة» ولبطرس «هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. لكن قم وانزل واذهب معهم غير مرتاب في شيء، لأني أنا قد أرسلتهم» وأيضاً قول الروح القدس «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه» والقول في برنابا وشاول: «فهذان إذ أُرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية». وقول يعقوب «لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة». وقول لوقا إن الروح القدس منع بولس ورفقاءه أن يتكلموا بالكلمة في آسيا، وإنهم لما أتوا إلى ميسية حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح. وهذا يوضح أن علاقة الروح القدس بنا هي علاقة ذاتٍ بأخرى، وهذا يدل على أقنوميته.
وتستلزم علاقتنا به أنه أقنوم، لأنه هو موضوع إيماننا، وقد اعتمدنا باسمه كما اعتمدنا باسم الآب والابن، أي أننا في المعمودية نعترف به كما نعترف بهما، ونتعهد بالخضوع له كما لهما. وهو أقنوم لأننا نُخاطبه في الصلاة، ففي البركة الرسولية مثلاً نطلب نعمة الرب يسوع المسيح، ومحبة الله الآب، وشركة الروح القدس. ويحذرنا الكتاب من أن نخطئ إليه أو نغيظه أو نقاومه، وهذا يدل على أنه أقنوم، نقدر أن نرضيه أو نغيظه كما أغاظه حنانيا حين كذب عليه، وحين تمرّد بنو إسرائيل عليه تحوَّل لهم عدواً. وقيل في اليهود إنهم دائماً يقاومون الروح القدس. وقال المسيح: «من قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له» فإذا كان المسيح أقنوماً فالروح القدس كذلك.
(6) قبلت الكنيسة هذا التعليم منذ بدايتها وتمسّكت به بلا انقطاع، فإن جميع المؤمنين بالحق فهموا من نصوص كتاب الله أن الروح أقنوم، ولجأوا إليه ليعلمهم ويقدسهم ويرشدهم ويعزيهم. ألا ترى أن ما في صلوات الكنيسة وتسبيحاتها من الأدعية الكثيرة والتضرعات للروح دليل على أن اعتقاد أقنوميته هو من مبادئها وعقائدها الجوهرية. فلو لم تكن واضحة في الكتاب لما أجمع عليها كل المسيحيين.
ما أشهر الأدلة على لاهوت الروح القدس؟
++++++++++++ +++++++++ +++++++
* (1) إنه دُعي الله، ونُسب إليه ما نُسب إلى الله. ومن أمثلة ذلك قول إشعياء «ثم سمعتُ صوت السيد .. فقال: اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعاً ولا تفهموا، وابصروا إبصاراً ولا تعرفوا» (إش 6: 8، 9). فأشار بولس إلى ذلك بقوله «حسناً كلّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي» (أع 28: 25). وكلام الرب في العهد القديم على قطع عهدٍ مع بيت إسرائيل (إر 31:31-34) نُسب في العهد الجديد إلى الروح القدس، فقيل «ويشهد لنا الروح القدس أيضاً أنه بعد ما قال سابقاً هذا هو العهد الذي أعهده معهم بعد تلك الأيام» (عب 10: 15، 16) وقال المرنم في بني إسرائيل إنهم جرّبوا الرب (مز 95: 8-11) وأشار استفانوس لذلك العمل بأنه مقاومة للروح القدس (أع 7: 51). وقال بطرس لحنانيا «لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟» ثم قال له «أنت لم تكذب على الناس بل على الله» (أع 5: 3، 4). وقال بولس «أَمَا تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟» (1كو 3: 16). ثم قال «أم لستم تعلمون أن جسدكم هيكلٌ للروح القدس الذي فيكم؟» (1كو 6: 19). «فإنكم أنتم هيكل الله الحي» (2كو 6: 16). وقال أيضاً «الذي فيه أنتم مبنيون معاً مسكناً لله في الروح» (أف 2: 22). ففي هذه الآيات لا يفرّق الرسول بين الله والروح القدس. وقال بولس «كل الكتاب هو موحى به من الله» (2تي 3: 16). وقال بطرس «تكلّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط 1: 20، 21). فأولهما نسب الوحي إلى الله والآخر نسبه إلى الروح القدس.
وقيل «إن الله كلّم الآباء بالأنبياء» (عب 1:1) و«إن الرب إله إسرائيل تكلَّم بفم أنبيائه القديسين» (لو 1: 68-70). وقال بطرس في الأنبياء «باحثين أي وقتٍ أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم» (1بط 1: 11). وقال بولس «الذي في أجيالٍ أخرى لم يُعرَّف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح» (أف 3: 5). فإلهام الأنبياء منسوب في هذه الآيات مرات إلى الله وأخرى إلى الروح. وقال بولس «فوضع الله أناساً في الكنيسة، أولاً رسلاً، ثانياً أنبياء، وثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء أعواناً تدابير وأنواع ألسنة» (1كو 12: 28). وقال أيضاً «ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد، ولآخر عمل قوات، ولآخر نبوة، ولآخر تمييز الأرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة الألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء» (1كو 12: 9-11). وقال يوحنا «كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية» (1يو 3: 9). وقال المسيح «المولود من الروح هو روح» (يو 3: 6). ففي هذه الآيات نُسب إلى الروح القدس ما نُسب إلى الله.
(2) نسبة الصفات الإلهية إليه، ومن ذلك أنه عارف بكل شيء، كما يتضح من الأقوال في إلهامه الأنبياء وإرشاده الرسل وفحصه أعمال الله (إش 40: 13 ونح 9: 30 و1بط 1: 11 و2بط 1: 21 ويو 16: 13-15 و1كو 2: 9-11). وإنه قادر على كل شيء كما يتضح من الآيات التي تشير إلى اشتراكه في خلق العالم وفي الخلق الروحي، وإلى عمله أعمالاً فائقة الطبيعة، وإعطائه المواهب الروحية (تك 1: 2 وأي 33: 4 وزك 4: 6 ويوئيل 2: 28، 32 ويو 3: 5 وأع 2: 4 و16-21 ومت 12: 28 ورو 15: 19 و1كو 12: 8، 11). وإنه حاضرٌ في كل مكان. كما يتضح من الأقوال التي تدل على سكنه في كل مؤمن، ومكثه مع الكنيسة إلى الأبد (1كو 6: 19 ويو 14: 16، 17) وإنه أزلي بدليل قول الرسول «فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروحٍ أزلي قدَّم نفسه لله» (عب 9: 14). وقد دُعي «روح الحق» و«روح القداسة» و«روح الحياة» و«روح المجد» و«روح النعمة» و«روح الحكمة».
(3) نسبة أعمال الله إليه، ومن ذلك الاشتراك في خلق العالم (تك 1: 2) والحلول على الأنبياء لإلهامهم (حز 11: 5 و1بط 1: 11 و2بط 1: 21) والقدرة على إقامة الأموات (رو 8: 11) وتجديد القلب (يو 3: 5) وتنظيم الكنيسة وإدارتها (أع 13: 2 و15: 28 و20: 28) والإنباء بالمستقبل (يو 16: 13) وإنارة قلوب البشر ومنحهم مواهب روحية (أف 1: 17، 18 و1كو 12: 7) وتقديس المؤمنين (2تس 2: 13).
(4) إعطاؤه الكرامة التي تحقُّ لله وحده، ومن ذلك ذكره مع الآب والابن في البركة الرسولية، ورسم المعمودية، وقول يوحنا «النعمة لكم والسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي، ومن السبعة الأرواح التي أمام عرشه (أي الروح القدس) ومن يسوع المسيح» (رؤ 1: 4، 5). وقول بولس «لأن به (المسيح) لنا كلينا قدوماً في روحٍ واحد إلى الآب» (أف 2: 18 و4:4). وكل ذلك يدل على أن الكرامة المقدَّمة للروح القدس هي نفس الكرامة المقدمة للآب والابن. وقال المسيح «كل خطية وتجديف يُغفر للناس، وأما التجديف على الروح القدس فلن يُغفر للناس. ومَنْ قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفر له، وأما مَنْ قال على الروح القدس فلن يُغفر له، لا في هذا الدهر ولا في الآتي» (مت 12: 31، 32). «فكم عقاباً أشد تظنون أنه يُحسب مستحقاً مَنْ داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنساً وازدرى بروح النعمة» (عب 10: 29). فالتجديف على الروح القدس والازدراء به من أكبر الخطايا وليس له مغفرة، لأنه تعمُّد مقاومة وإهانة الروح المبارك الذي هو وحده يرشدنا لطريق الخلاص ويجددنا.
الرد على الذين زعموا أن الروح القدس ليس أقنوماً، لكنه مجرد قوَّة؟
++++++++++++ +++++++++ +==
++++++++++++ +++++++++ +++
* ما أثبتناه في إجابة سؤال 7 بنصوص الكتاب المقدس من صفاته وأعماله وتميّزه عن الآب والابن وعلاقته بنا وعلاقتنا به وغير ذلك. فهو ليس مجرد قوة إلهية فعَّالة فينا، لأن القوة المجردة عن الأقنومية لا توصف بأنها ذات قداسة وحق وحكمة ومشيئة، وأنها تخاطِب وتُخاطَب حقيقةً. وقد جاء في الكلام على معمودية المسيح أن الروح القدس نزل عليه بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلاً «أنت ابني الحبيب، بك سُررت» (لو 3: 22) وهو يدل على تميّز الروح الذي نزل من السماء عن الآب الذي تكلَّم في السماء، وعن الابن الذي كان على الأرض. ومن أمثلة ذلك صورة المعمودية، والبركة الرسولية، ووعد المسيح لتلاميذه بمعزٍّ آخر يرسله إليهم، وقول الرسول «لأن به (المسيح) لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب». فإذا صحَّ في كل ما تقدم أن الآب والابن أقنومان فالروح القدس أيضاً أقنوم.
وفي الكتاب نصوص كثيرة ضد زعم السوسينيين أن الروح القدس مجرد قوة إلهية، منها قول الرسول إنه بالروح الواحد أُعطيت مواهب كثيرة (1كو 12: 4-11) مشيراً لإعطاء المواهب بالروح القدس، ومنها عمل القوات. فلو كان الروح القدس مجرد قوة لكان المعنى أن القوة التي هي إحدى المواهب قد منحت سائر المواهب! ومن أمثلة ذلك الآيات الآتية: «فرجع يسوع بقوة الروح» (لو 4: 14) «مسحه الله بالروح القدس والقوة» (أع 10: 38) «لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» (رو 15: 13) «بقوة آياتٍ وعجائب بقوة روح الله» (رو 15: 19). «ببرهان الروح والقوة» (1كو 2: 4). فلو صحَّ مذهب السوسينيين للزم تفسير هذه الآيات هكذا: «فرجع يسوع بقوة القوة، ومسحه الله بالقوة والقداسة والقوة القدوسة والقوة، ولتزدادوا في الرجاء بقوة القوة القدوسة وببرهان القوة والقوة» ولكان معنى صورة المعمودية «باسم الآب والابن والقوة القدوسة» ومعنى البركة الرسولية «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الآب وشركة القوة القدوسة معكم إلى الأبد». وكان أيضاً الذي يجدّف على الله يُغفر له وأما الذي يجدف على قوته فلا يُغفر له!
ومن المحتمل أن القول «بنفخته السماوات مسفرة» (أي 26: 13) «وروح الرب صنعني، ونسمة القدير أحيتني» (أي 33: 4) و«أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب؟» (مز 139: 7). يُراد به نفخة الله أو نسمته أو روحه بمعنى قوته، دون الإشارة إلى الأقنوم الثالث. غير أن ذلك نادرٌ ووارد في الشعر خاصةً، وليس فيه ما يُضعف قوة الأدلة التي أوردناها لإثبات أقنومية الروح القدس. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
الروح القدس هو الله، فهو أقنوم من أقانيم اللاهوت الثلاثة في أقانيم الله الواحد المثلث الأقانيم :
أولاً : أسماء الروح القدس
الروح (يوحنا 6:3-8)
روح الله (1كورنثوس 16:3)
روح الله الحي (2كولوسي3:3)
روح إلهنا (1كورنثوس 11:6)
روح الآب (متى20:10)
روح الرب (اشعياء 2:11)
روح السيد الرب (اشعياء 1:61)
روح ابن الله (غلاطيه 6:4)
روح المسيح (روميه 9:8)
روح يسوع المسيح (فيلبي 19:1)
الروح القدس (لوقا 35:1)
روح الله القدوس (أفسس 30:4)
روح الموعد القدوس (أفسس 13:1)
روح القداسة (روميه 4:1)
روح الحق (يوحنا 17:14)
روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب (اشعياء2:11)
روح الحياة (روميه 2:8)
روح النعمة والتضرعات (زكريا 10:12)
روح المجد (1بطرس 14:4)
المسحة أو دهن الابتهاج (1يوحنا 27:2) (مزمور 7:45)
المعزي باليونانية "الباراقليت" أي الذي يقف بجوارنا (يوحنا 26:14)
ثانياً : أقنومية الروح القدس
أ- كمال أقنوميته:
الروح القدس هو شخص الله، لهذا لا يصح أن نتحدث عنه بصيغة المؤنث، كالقول الخطأ: الروح القدس كلمتني أو بكتتني، أو ضمير هي، أو استخدام ضمير غير العاقل، مثلا: it بالإنجليزية. وهذه بعض المميزات والصفات والأعمال الأقنومية (الشخصية) للروح القدس:
( 126)
المعرفة: " الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله ...هكذا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1كورنثوس10:2-11)
المشيئة: " هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كورنثوس 11:12) .
المحبة: " محبة الروح" (روميه30:15) .
الحزن: " ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أفسس30:4)
السمع: " روح الحق .. لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به" (يوحنا 13:16) .
الكلام: " قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول" (أعمال2:13) .
الإرشاد: " روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يوحنا13:16) .
القيام: " روحي قائم في وسطكم" (حجى 5:2) .
الإخبار: " روح الحق ... يخبركم بأمور آتية" (يوحنا 13:16-14) .
الشهادة: " الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله (روميه 16:8) .
التعليم: " وأما المعزي الروح القدس فهو يعلمكم كل شيء" (يوحنا 26:14) .
التذكير: " الروح القدس ... يذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 26:14) .
القيادة: " لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (روميه 14:8) .
الإعانة: "كذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا" (روميه26:8) .
المؤازرة: "مؤازرة روح يسوع المسيح" (فيلبي 19:1) .
الشفاعة: "الروح نفسه يشفع فينا" (روميه 26:8) .
التعزية: "معزيا آخر روح الحق" (يوحنا 16:14-17) .
إقامة الرعاة: " أقامكم الروح القدس فيها أساقفة" (أعمال 28:20)
المنع: "منعهم الروح القدس أن يتكلموا" (أعمال6:16-7) .
يكذب عليه: " لتكذب علي الروح القدس" (أعمال 3:5) .
يجدف عليه: " أما التجديف على الروح القدس فلن يغفر للناس" (متى 31:12) .
من هذه الدلائل نعلم أن الروح القدس ليس مجرد قوة أو تأثير أو صفه لكنه شخص الله الروح القدس.
ب- تميز أقنوميته عن الآب والابن:
في معمودية المسيح: " اعتمد يسوع أيضاً (الابن) وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب (الآب) بك سررت" (لوقا 21:3-22) .
" اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس بأسماء) الآب والابن والروح القدس" (متى 19:28) .
" منذ وجوده أنا (الابن) هناك والسيد الرب (الآب) أرسلني وروحه" (إشعياء 16:48) .
" أنا (الابن) أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر روح الحق" (يوحنا 16:14 -17) .
" أنواع مواهب موجودة ولكن (الروح) واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد (الابن) وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد (الآب)" (1كونثوس 4:12-6) .
" نعمة ربنا يسوع المسيح (الابن) ومحبة الله (الآب) وشركة (الروح القدس) مع جميعكم آمين " (2كورنثوس 14:13) .
" مصلين في (الروح القدس) واحفظوا أنفسكم في محبة الله (الآب) منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح (الابن) للحياة الأبدية" (يهوذا 20).
ثالثاً: لاهوت الروح القدس
أ - له صفات اللاهوت:
أزلي: " المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله" (عبرانيين14:9)
في كل مكان: " أين أذهب من روحك ... إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مزمور 7:139-8)
كلي العلم: "الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كورنثوس 10:2-11)
يعرف المستقبل: " أوحي إليه بالروح القدس (سمعان الشيخ ) أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب" (لوقا 26:2)
كلي القدرة: " بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله" (روميه 19:15)
قدوس: " ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أفسس 30:4)
( 130 )
ب- له أعمال اللاهوت:
الخلق: " روح الله صنعني" (أيوب 4:33)
الإحياء: "الروح هو الذي يحيي" (يوحنا 63:6)
الولادة الثانية: " المولود من الروح هو روح" (يوحنا 6:3-8) .
التجديد: " تجديد الروح القدس" (تيطس 5:3) .
الوحي: " تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بطرس 21:1) .
إعطاء مواهب: " مواهب الروح القدس" (عبرانيين 4:2) .
صنع العجائب: " بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله" (روميه 19:15) .
ج - اقتران اسم الروح مع اسم الآب والابن:
" .. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (متى 28: 19)، وأيضاً في (1كورنثوس 4:12-6) ، (يهوذا 21)، (2كورنثوس14:13) ، (رؤيا 4:1-5) ، (اشعياء 15:48)
د- يدعى أنه الله:
1- لتكذب على الروح القدس ... أنت لم تكذب على الناس بل على الله (أعمال 3:5-4) .
2- نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب (يهوة) الذي هو الروح (2كورنثوس 17:3) قارن:
(إشعياء 8:6-9 مع أعمال 25:28-26 مع خروج 17:16) ، (أعمال 8: 51 مع أرميا 31: 33 مع عبرانيين 10: 15-16) إذن فالروح القدس هو الله.
رابعاً : أعمال الروح القدس
أ- في العهد القديم:
1- في الخليقة المادية:
الخلق والتجديد: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مزمور 30:104)
2- في البشر والخطاة:
"لا يدين (يجاهد معهم) روحي في الإنسان إلى الأبد" (تكوين 3:6)
3- في أفراد لأغراض متنوعة:
بصللئيل لعمل خيمة الاجتماع (خروج 2:31-3) .
يوسف لتفسير الأحلام (تكوين 38:41-39) .
الشيوخ السبعون ليقضوا للشعب مع موسى (عدد 25:11) .
يشوع لقيادة الشعب (تثنيه 9:34) .
عُثنيئيل ليقضي للشعب (قضاة 9:3) .
جدعون للانتصار (قضاة 24:6) .
شمشون للقوة (قضاة 25:13) .
داود للملك (1صموئيل 13:16) .
بنو الأنبياء للنطق بكلام الرب (2صموئيل 2:23) (2أخبار 1:15-2) حتى بلعام العراف (عدد 2:24-5) .
ب - في الرب يسوع:
حُبل به بالروح القدس (لوقا 35:1) .
كان ينمو ويتقوى بالروح (لوقا 40:2) .
مسح بالروح القدس (أعمال 38:10) .
استقر عليه الروح بهيئة جسمية مثل حمامة (متى16:3) .
وضع عليه الروح القدس (اشعياء 1:42-2) .
سار كل خطواته بالروح (لوقا 1:4-2،14) .
كان يعمل الآيات بالروح القدس (يوحنا 34:3) .
قدم به نفسه للموت (عبرانيين 14:9) .
قام به من الآموات محيي في الروح (1بطرس 18:3) .
سيملك بقوة الروح القدس (اشعياء 2:11-4) .
ج - في العهد الجديد:
في العالم:
التبكيت: ومتى جاء ذاك (الروح القدس) يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة (يوحنا 8:16)
الشهادة للمسيح :روح الحق فهو يشهد لي (يوحنا 26:15)
في كل مسيحي حقيقي:
1- الولادة الجديدة:المولود من الروح هو روح (يوحنا 5:3-6) وتجديد الروح القدس (تيطس 5:3)
2- الختم: إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس (أفسس13:1) والختم دليل على ملكية إلهية لهذا المؤمن . إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك (أي شخص) ليس له (للمسيح)" (روميه 8: 9). أي من ليس له ختم الروح القدس هو مسيحي مزيف ووجود الختم دليل على أن المؤمن للمسيح لأن الروح القدس لا يسكن إلا في المؤمن الحقيقي
3- العربون: روح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا (أفسس14:1) (2كورنثوس 22:1 ؛ 5:5) والعربون جزء من كل أي أن الله بإعطائه الروح القدس للمؤمن يؤكد له أن ميراثه مضمون لأنه أخذ العربون أي الروح القدس.
4- السكنى المستديمة: لهذا يعتبر جسد المؤمن هيكل للروح القدس (1كورنثوس19:6) في العهد القديم كان الروح القدس يحل ويفارق أما في العهد الجديد فالروح القدس لا يفارق المؤمن أبداً.
5 - لشهادة للمؤمن: الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله (روميه 16:8) (غلاطيه 6:4) .
6- التحرير من سلطة الخطية: لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت (روميه 2:8،13) (غلاطيه 16:5) .
7- التأييد بالقوة: لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه (أفسس 16:3) .
8- إنتاج ثمر الروح: لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق (أفسس 9:5) ، (غلاطيه 22:5،23) .
9- تغيير المؤمن إلى صورة المسيح عملياً: (2كورنثوس18:3)
10- الإرشاد:
في السلوك: " .. نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (روميه4:8،13-14) ، (غلاطيه 16:5) .
في السجود والعبادة: نعبد الله بالروح (فيلبي 3:3) .
في الصلاة: مصلين في الروح القدس (يهوذا 20).
في التسبيح "امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح" (أفسس 18:5-20) .
في فهم الكتاب المقدس: " وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يوحنا 13:16) ، (1يوحنا 27:2) .
11- المعونة: الروح أيضا يعين ضعفاتنا (روميه 26:8) .
12- المؤازرة: مؤازرة روح يسوع المسيح (فيلبي 19:1) .
13- التقديس: تقديس الروح للطاعة (1بطرس 2:1) .
14- قوة للحياة والخدمة: ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم (أعمال 8:1)
15- الفرح: " لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً . بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" (روميه 17:14)
16- توجيه الخادم في الخدمة "... منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في أسّيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح" (أعمال 6:16-7)
17- إقامة جسد المؤمن إن رقد: فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم (روميه 11:8)
18- المسحة: " وأما انتم فلكم (مسحة) من القدوس وتعلمون كل شيء" (1يو2: 20)، " وأما انتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم و لا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء" (1يو27:2) قارن (أعمال 10 :38) . وقديما كان الكهنة والملوك يمسحون بالزيت ( خروج 29: 21 ، 1صموئيل 13:16) وهكذا المسيحي في العهد الجديد يمسح بالروح القدس.
واجب المؤمن تجاه الروح القدس
أن لا يحزنه : الخطية هي التي تحزن الروح القدس "ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أفسس30:4)
ألا يطفئه : " لا تطفئوا الروح" (1تسالونيكي 19:5) وعدم الطاعة هو الذي يطفئ الروح القدس.
الامتلاء به : ذلك بالشبع بالمسيح والكلمة وعدم السكر من خمار العالم " لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5)
في الكنيسة:
تكوين المؤمنون معا جسدا روحيا للمسيح لأننا جميعنا بروح
واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد أو جميعنا سقينا روحا واحدا (1كورنثوس 12:12-13) .
تكوين المؤمنين معا مسكنا لله وهيكلا له أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم (1كورنثوس 16:3) .
بنيان الكنيسة بالمواهب والخدمات أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد (1كورنثوس 4:12-11) .
قيادة المؤمنين في الاجتماع للسجود والعبادة: نحن … نعبد الله بالروح (فيلبي 3:3) .
* رحلة سريعة عن الروح القدس في الكتاب المقدس:
++++++++++++ +++++++++ +++++++++ +++
1. منذ البدء كان روح الله كائن منذ الاذل لانه "في البدء خلق الله السماوات والارض وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه" (سفر تكوين 1:1 و2) ومنذ الاذل وروح الله يعمل في الانسان لتجديده لكي يعيش في الحياه المقدسه.. لذا تكلم الانبياء وشهدوا لعصر النعمه بالروح القدس The Holy Spirit "لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (رسالة بطرس الثانية 1: 21). وقد تكلم داود عن نفسه قبل موته قائلا في (سفر صموئيل الثاني 23: 2) "روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني. قال اله اسرائيل الي تكلم صخرة اسرائيل اذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله وكنور الصباح اذا اشرقت الشمس كعشب من الارض في صباح صحو مضيء غب المطر" وذلك يتماثل مع زكريا الكاهن الذي امتلا من الروح القدس "و تنبا قائلا مبارك الرب اله اسرائيل لانه افتقد وصنع فداء لشعبه واقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه كما تكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر" (إنجيل لوقا 1: 70) وكان كل من يدعوه الرب للخدمه كان يملأة بروحه "و كلم الرب موسى قائلا انظر قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه وملاته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب ليعمل في كل صنعة" (خر 31:1-4) وفي كل زمن كان للرب شهود اذ يرسل بروحه القدوس فيعمل ويعلم ويرشد وفي سفر أخبار الأيام "لبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون لانكم تركتم الرب قد ترككم" (2اخ 24: 20 ) فهذا هو روح البنوة والعدالة والسلطه, روح الحكمه فنري صلاة بولس الرسول الي اهل افسس "لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (رسالة أفسس 1:17).
2. وكان روح الله منذ الازل يصنع قوات وعجائب علي يدي الانبياء والقديسين و الرسل، واستطاعوا ان يقيموا الموتي مثل ايليا (1مل17: 17) واليشع النبي (2مل4:35) وان يشفوا كل مرض في الشعب كشفاء نعمان السرياني (سفر الملوك الثاني 5: 14) وان يخرجوا الشياطين والأرواح الشريرة كالرسل الاطهار (سفر أعمال الرسل 19: 11) وفي (رو15: 18) يقول بولس الرسول "فلي افتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله لاني لا اجسر ان اتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي لاجل اطاعة الامم بالقول والفعل بقوة ايات وعجائب بقوة روح الله حتى اني من اورشليم وما حولها الى الليريكون قد اكملت التبشير بانجيل المسيح".
3. لم يكن عمل الروح القدس فقط في الأنبياء او الرسل من خلال كتاباتهم او من خلال اعمالهم لكن كان فعالا في قلوب المؤمنين باسم الرب، فالروح القدس يخلق نفسأ جديده وروحا محييا وقلب نقيا لذا صرخ داود النبي بعد سقوطه في الخطيه "قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة اعضدني" (مز51) وقال ايضا "تحجب وجهك فترتاع تنزع ارواحها فتموت والى ترابها تعود ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض" (مزمور 104: 30) وتنبأ حزقيال النبي عن عمل الروح القدس في المؤمنين بالله "واعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم واجعل روحي في داخلكم واجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون احكامي وتعملون بها وتسكنون الارض التي اعطيت اباءكم اياها وتكونون لي شعبا وانا اكون لكم الها واخلصكم من كل نجاساتكم" (حز36: 26).
4. حزقيال النبي قد سرد قصة أحياء العظام الميته وقال "فاخرجني بروح الرب وانزلني في وسط البقعة وهي ملانة عظاما وامرني عليها من حولها واذا هي كثيرة جدا على وجه البقعة واذا هي يابسة جدا فقال لي يا ابن ادم اتحيا هذه العظام فقلت يا سيد الرب انت تعلم فقال لي تنبا على هذه العظام وقل لها ايتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب هكذا قال السيد الرب لهذه العظام هانذا ادخل فيكم روحا فتحيون واضع عليكم عصبا واكسيكم لحما وابسط عليكم جلدا واجعل فيكم روحا فتحيون وتعلمون اني انا الرب فتنبات كما امرت وبينما انا اتنبا كان صوت واذا رعش فتقاربت العظام كل عظم الى عظمه ونظرت واذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح فقال لي تنبا للروح تنبا يا ابن ادم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الاربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا فتنبات كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جدا جدا" (حز37: 1-7).
5. وقد رأي حزقيال ايضا رؤيا وسردها قائلا "وكانت الي كلمة الرب قائلة يا ابن ادم عرف اورشليم برجاساتها وقل هكذا قال السيد الرب لاورشليم مخرجك ومولدك من ارض كنعان ابوك اموري وامك حثية اما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ولم تملحي تمليحا ولم تقمطي تقميطا لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت فمررت بك ورايتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي قلت لك بدمك عيشي جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية فمررت بك ورايتك واذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان وكسوتك بزا وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز16: 6-14) هذا هو الانسان الذي صار حي بعد موت الذي تجدد بمعرفه الروح القدس وأصبح انسانا جديدا وبالقصه رموز كثيره "حممتك بماء" الماء هنا هو المعموديه، "ومسحتك بزيت" الزيت هنا هو الميرون المقدس" والبستك مطرزه" (التبرر), "وحليتك بحلي" (الفضائل)، "واكلت السميذ والعسل" الذي هو( التناول والاغذيه الروحيه). هذا ما قد فعله الرب لاجانا اذ افتقدنا بخلاصه وتمتعنا ببركات فدائه. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
6. وهناك الكثير من الانبياء الذين تنبئوا بالروح القدس عن حلول الروح القدس علي الرسل في يوم الخمسين وعن عمل الروح القدس في العهد الجديد فتنبأ حزقيال كما تنبأ يوئيل (يوئيل2: 28) قائلا "و تعلمون اني انا في وسط اسرائيل واني انا الرب الهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي الى الابد ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام" ولقد تحقق ذلك وفي عظته جاهر بطرس الرسول عن حلول الروح القدس علي الرسل مستشهدا بنبوة يوئيل النبي وقال "فوقف بطرس مع الاحد عشر ورفع صوته وقال لهم ايها الرجال اليهود والساكنون في اورشليم اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم واصغوا الى كلامي لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لانها الساعة الثالثة من النهار بل هذا ما قيل بيوئيل النبي" يقول الله ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما وعلى عبيدي ايضا وامائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنباون واعطي عجائب في السماء من فوق وايات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهيرو يكون كل من يدعو باسم الرب يخلص" (اع 2:3-21) وتنبأ زكريا النبي وقال "يكون في ذلك اليوم اني التمس هلاك كل الامم الاتين على اورشليم وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" كما تنبأ داود عن فاعليه الروح القدس في الرسل وتنبأ قائلا" لا قول ولا كلام لا سمع صوتهم في كل الارض خرج منطقهم والى اقصى المسكونة كلماتهم جعل للشمس مسكنا فيها" (سفر المزامير 19:3).
7. تنبأ أنبياء العهد القديم عن اتحاد المسيح بالروح القدس مع الاب: فتنبأ اشعياء قائلا "و يخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من اصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض ويضرب الارض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والامانة منطقة حقويه" (اش11: 1-4) وتنبأ قائلا "روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة" (سفر أشعياء 61:1-3) وشهد يوحنا المعمدان عنه قائلا" وشهد يوحنا قائلا اني قد رايت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه وانا لم اكن اعرفه لكن الذي ارسلني لاعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" (يو1: 32).
8. الروح القدس نقل الانبياء من مكان الي اخر بحسب مشيئه الرب: فقد نقل الروح حزقيال وجاء به في الرؤيا إلي ارض الكلدانيين الي المسبيين لكي يخبرهم بكلمه الله الذي اراه اياه (حز11: 24 ) ونقل ايضا بالروح ألي اوروشاليم في الرؤيا (حز8: 3) ونقل أيضا الي المسبيين في تل أبيب الساكنين عند نهر خابور وحيث سكنوا هناك وسكن معهم سبعه أيام متحير في وسطهم (حز3: 14) وفي سفر الرؤيا نجد نبوة يوحنا اللاهوتي عن موت ايليا واخنوخ ثم قيامهم بروح الرب "ثم بعد الثلاثة الايام والنصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على ارجلهما ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا الى ههنا فصعدا الى السماء في السحابة ونظرهما اعداؤهما" (زؤ11: 3-12).
9. الايمان بالرب لن يكن الا بالروح القدس وروح الرب يعمل فينا وتعطي مواهب متعددة "ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما وليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وانواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وانواع اعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولاخر ايمان بالروح الواحد ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولاخر عمل قوات ولاخر نبوة ولاخر تمييز الارواح ولاخر انواع السنة ولاخر ترجمة السنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 1-13) فبالروح القدس نعرف مشيئة الرب "ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله ونحن لم ناخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها ايضا لا باقوال تعلمها حكمة انسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات ولكن الانسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لانه عنده جهالة ولا يقدر ان يعرفه لانه انما يحكم فيه روحيا واما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد لانه من عرف فكر الرب فيعلمه واما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو2: 7-16)" اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16).
ماذا قال العهد الجديد في الروح القدس؟
++++++++++++ +++++++++ ++++++
* الكلام عن الروح القدس في العهد الجديد كثير وصريح، غير أنه أقل من الكلام في المسيح. والسبب أن الكلام الوافي عن المسيح مطلوب، لأنه إلهٌ ظهر في الجسد حسب المواعيد والنبوات ذات الرموز الكثيرة، وقدَّم نفسه كفارةً عنا لأجل تبريرنا وخلاصنا، فكان لا بد من الإخبار بتفاصيل ما عمله لإثبات لاهوته، وتوضيح أن كل تلك المواعيد والنبوات قد تمت به، وإعلان فوائد فدائه. وأما الروح القدس فبما أنه روح فقط، وعمله فينا روحي (أي أنه يعمل في أرواحنا على كيفية غير محسوسة) كان ما جاء من إثبات وجوده وبيان عمله وضرورته لخلاصنا كافياً.
ومن أسماء الروح القدس في العهد الجديد «روح الله» و«روح المسيح» و«روح الرب» و«روح الموعد» و«وروح الحياة» و«روح النعمة» و«روح الحق» و«روح المجد» و«المعزي». وكل هذه الأسماء وكل ما قيل في عمله يدل على أقنوميته ومجده الإلهي، وعلى أهمية عمله فينا، واحتياجنا الكلي إليه.
5 - ما المسألتان الجوهريتان اللتان جرت فيهما المباحثة في شأن الروح القدس؟
* (1) هل الروح أقنوم إلهي؟ أو هل هو قوة إلهية تظهر في إجراء أعمال الله الروحية؟ فإذا ثبت أن له صفات ذاتية، وأنه عمل بنفسه أعمالاً إلهية، كان ذلك دليلاً كافياً على أقنوميته، لأن كل ذي عقل ومشيئة وعواطف وقدرة على العمل هو بالضرورة ذات متميّز عن غيره. وإن كان هذا غير كافٍ لإثبات أقنومية الروح القدس، فلا يمكن إثبات وجود أي ذات على الإطلاق، لا ذات إنسان ولا ذات ملاك ولا ذات إله، لأن ما يدل على الذات في كائن هو صفاته الخاصة وأعماله الاختيارية. فالذات تميّز نفسه عن غيره من الذوات، أي له الشعور بذاتيته، وله قوة الإرادة الحرة وقوى عقلية وعواطف قلبية.
(2) إن كان الروح أقنوماً، فهل هو أزلي غير محدود أو مُحدَثٌ محدود؟ أي هل هو أقنوم إلهي أو لا؟ وقد رأينا أن أقوال الكتاب المقدس في لاهوت الروح القدس أقل من أقواله في لاهوت المسيح. غير أنه بعد ما ثبت لاهوت الابن، صار إثبات لاهوت الروح القدس سهلاً. وقد آمنت الكنيسة بأقنومية الروح القدس الإلهية، ونسبت إليه صفات اللاهوت بكمالها، بسبب وضوح تعليم الكتاب فيه. وندر من أنكر أقنومية الروح القدس.
ما هي أدلة أقنومية الروح القدس؟
++++++++++++ +++++++++ +++
* (1) استعمال الضمائر المختصة بالذوات العاقلة في الأصل اليوناني للروح القدس، فلو لم تكن كلمة «الروح القدس» في الإنجيل اسم ذات، لما استُعمل له في اللغة اليونانية ضمير المذكر العاقل في كلامه عن نفسه، وفي كلام الغير عليه. فجاء «وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه» (أع 13: 2). وقال المسيح إنه أرسله و«هو يشهد لي» وأيضاً «متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي» (يو 15: 26). «وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» (يو 16: 13، 14). هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
(2) الأفعال المنسوبة إليه تدل على الصفات الذاتية، والذي يتّصف بها كائن عاقل ذو مشيئة وإدراك وقدرة ومحبة. ومما يدل على علمه قول الرسول «الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله» وقوله «أمور الله لا يعرفها أحدٌ إلا روح الله» (1كو 2: 10، 11). وقول المسيح عنه «فهو يعلّمكم كل شيء» (يو 14: 26). ومما يدل على مشيئته قول الرسول في المواهب وأنواع الخدم «هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء» (1كو 12: 11). ومما يدل على محبته قول بولس «فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات» (رو 15: 30). ومما يدل على قوته قوله «لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» (رو 15: 13). و«بقوة آيات وعجائب بقوة الروح القدس» (رو 15: 19). ومن أمثلة ذلك ما يدل على أنه يُقاوَم ويُغاظ (مت 12: 31، 32 وأع 5: 3، 4، 9 و7: 51 وأف 4: 30).
(3) الأفعال المنسوبة إليه تدل على الأعمال الخاصة بالذوات العاقلة. وفي الكتاب كثير بهذا المعنى، فقيل في الروح إنه يدين ويشهد ويعلّم ويرشد ويمنح مواهب للبشر، ويوبخ ويمجد ويُحيي ويقنع ويختار ويتكلم ويُعِين ويشفع وينبئ ويصنع عجائب ويلهم ويقدّس ويجدد ويقاوَم ويُحزَن ويُغاظ ويرضى (تك 1: 2 ومز 104: 30 وإش 11: 2، 3 و63: 10 ومت 1: 18 ولو 1: 35 و12: 12 ويو 3: 6 و14: 26 و15: 25، 26 وأع 5: 32 و13: 2 و15: 28 و16: 6 و20: 28 ورو 8: 6، 27 و15: 16 1كو 2: 10، 13 و12: 11 و2كو 3: 6 وغل 4: 6 وأف 2: 22 و4: 3 و1تي 4: 1 وعب 2: 4 و3: 7 و1بط 1: 11 و2بط 1: 21).
(4) الأقوال التي تدل على أنه متميّز عن الآب والابن. ومن ذلك ما يدل على أنه مرسَل منهما (يو 14: 16 و16: 7) وقول المسيح «متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم» (يو 16: 13). وقول الرسول «الذي فيه (المسيح) أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس» (أف 1: 13). وقول المسيح لتلاميذه «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (مت 28: 19). «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم» (2كو 13: 14). «فرأى (المسيح) روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه» (متى 3: 16 انظر أيضاً أع 5 : 3 ومت 12: 32 ولو 4: 14 وعب 9: 14 وأف 1: 20 و1كو 6: 11).
(5) علاقته بنا وعلاقتنا به تدلان على أقنوميته. أما علاقته بنا فواضحةٌ مما يعمله فينا ولأجلنا، فإنه يعلّمنا ويقدّسنا ويعزّينا ويرشدنا، ويقود كل مؤمن بمفرده ويعامله معاملة شخص لآخر. وهو يدعو من شاء إلى خدمة الإنجيل، ويعيّن خدمته ومكانها، ويُقيم الرعاة حسب إرادته. وقد وعد المسيح تلاميذه إنه يطلب من الآب فيعطيهم معزياً آخر (أي متميّزاً عنه وعن الآب) ليمكث معهم إلى الأبد، وهو روح الحق. وقال لهم أيضاً إن الآب يرسل ذلك المعزي باسمه، وهو يعلمهم كل شيء ويشهد له ويمجده، ويبكّت العالم على الخطية. ونرى إنجاز هذه المواعيد في قول الروح لفيلبس «تقدَّم ورافق هذه المركبة» ولبطرس «هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. لكن قم وانزل واذهب معهم غير مرتاب في شيء، لأني أنا قد أرسلتهم» وأيضاً قول الروح القدس «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه» والقول في برنابا وشاول: «فهذان إذ أُرسلا من الروح القدس انحدرا إلى سلوكية». وقول يعقوب «لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة». وقول لوقا إن الروح القدس منع بولس ورفقاءه أن يتكلموا بالكلمة في آسيا، وإنهم لما أتوا إلى ميسية حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح. وهذا يوضح أن علاقة الروح القدس بنا هي علاقة ذاتٍ بأخرى، وهذا يدل على أقنوميته.
وتستلزم علاقتنا به أنه أقنوم، لأنه هو موضوع إيماننا، وقد اعتمدنا باسمه كما اعتمدنا باسم الآب والابن، أي أننا في المعمودية نعترف به كما نعترف بهما، ونتعهد بالخضوع له كما لهما. وهو أقنوم لأننا نُخاطبه في الصلاة، ففي البركة الرسولية مثلاً نطلب نعمة الرب يسوع المسيح، ومحبة الله الآب، وشركة الروح القدس. ويحذرنا الكتاب من أن نخطئ إليه أو نغيظه أو نقاومه، وهذا يدل على أنه أقنوم، نقدر أن نرضيه أو نغيظه كما أغاظه حنانيا حين كذب عليه، وحين تمرّد بنو إسرائيل عليه تحوَّل لهم عدواً. وقيل في اليهود إنهم دائماً يقاومون الروح القدس. وقال المسيح: «من قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له، وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له» فإذا كان المسيح أقنوماً فالروح القدس كذلك.
(6) قبلت الكنيسة هذا التعليم منذ بدايتها وتمسّكت به بلا انقطاع، فإن جميع المؤمنين بالحق فهموا من نصوص كتاب الله أن الروح أقنوم، ولجأوا إليه ليعلمهم ويقدسهم ويرشدهم ويعزيهم. ألا ترى أن ما في صلوات الكنيسة وتسبيحاتها من الأدعية الكثيرة والتضرعات للروح دليل على أن اعتقاد أقنوميته هو من مبادئها وعقائدها الجوهرية. فلو لم تكن واضحة في الكتاب لما أجمع عليها كل المسيحيين.
ما أشهر الأدلة على لاهوت الروح القدس؟
++++++++++++ +++++++++ +++++++
* (1) إنه دُعي الله، ونُسب إليه ما نُسب إلى الله. ومن أمثلة ذلك قول إشعياء «ثم سمعتُ صوت السيد .. فقال: اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعاً ولا تفهموا، وابصروا إبصاراً ولا تعرفوا» (إش 6: 8، 9). فأشار بولس إلى ذلك بقوله «حسناً كلّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي» (أع 28: 25). وكلام الرب في العهد القديم على قطع عهدٍ مع بيت إسرائيل (إر 31:31-34) نُسب في العهد الجديد إلى الروح القدس، فقيل «ويشهد لنا الروح القدس أيضاً أنه بعد ما قال سابقاً هذا هو العهد الذي أعهده معهم بعد تلك الأيام» (عب 10: 15، 16) وقال المرنم في بني إسرائيل إنهم جرّبوا الرب (مز 95: 8-11) وأشار استفانوس لذلك العمل بأنه مقاومة للروح القدس (أع 7: 51). وقال بطرس لحنانيا «لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟» ثم قال له «أنت لم تكذب على الناس بل على الله» (أع 5: 3، 4). وقال بولس «أَمَا تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟» (1كو 3: 16). ثم قال «أم لستم تعلمون أن جسدكم هيكلٌ للروح القدس الذي فيكم؟» (1كو 6: 19). «فإنكم أنتم هيكل الله الحي» (2كو 6: 16). وقال أيضاً «الذي فيه أنتم مبنيون معاً مسكناً لله في الروح» (أف 2: 22). ففي هذه الآيات لا يفرّق الرسول بين الله والروح القدس. وقال بولس «كل الكتاب هو موحى به من الله» (2تي 3: 16). وقال بطرس «تكلّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط 1: 20، 21). فأولهما نسب الوحي إلى الله والآخر نسبه إلى الروح القدس.
وقيل «إن الله كلّم الآباء بالأنبياء» (عب 1:1) و«إن الرب إله إسرائيل تكلَّم بفم أنبيائه القديسين» (لو 1: 68-70). وقال بطرس في الأنبياء «باحثين أي وقتٍ أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم» (1بط 1: 11). وقال بولس «الذي في أجيالٍ أخرى لم يُعرَّف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح» (أف 3: 5). فإلهام الأنبياء منسوب في هذه الآيات مرات إلى الله وأخرى إلى الروح. وقال بولس «فوضع الله أناساً في الكنيسة، أولاً رسلاً، ثانياً أنبياء، وثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء أعواناً تدابير وأنواع ألسنة» (1كو 12: 28). وقال أيضاً «ولآخر إيمان بالروح الواحد، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد، ولآخر عمل قوات، ولآخر نبوة، ولآخر تمييز الأرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة الألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء» (1كو 12: 9-11). وقال يوحنا «كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية» (1يو 3: 9). وقال المسيح «المولود من الروح هو روح» (يو 3: 6). ففي هذه الآيات نُسب إلى الروح القدس ما نُسب إلى الله.
(2) نسبة الصفات الإلهية إليه، ومن ذلك أنه عارف بكل شيء، كما يتضح من الأقوال في إلهامه الأنبياء وإرشاده الرسل وفحصه أعمال الله (إش 40: 13 ونح 9: 30 و1بط 1: 11 و2بط 1: 21 ويو 16: 13-15 و1كو 2: 9-11). وإنه قادر على كل شيء كما يتضح من الآيات التي تشير إلى اشتراكه في خلق العالم وفي الخلق الروحي، وإلى عمله أعمالاً فائقة الطبيعة، وإعطائه المواهب الروحية (تك 1: 2 وأي 33: 4 وزك 4: 6 ويوئيل 2: 28، 32 ويو 3: 5 وأع 2: 4 و16-21 ومت 12: 28 ورو 15: 19 و1كو 12: 8، 11). وإنه حاضرٌ في كل مكان. كما يتضح من الأقوال التي تدل على سكنه في كل مؤمن، ومكثه مع الكنيسة إلى الأبد (1كو 6: 19 ويو 14: 16، 17) وإنه أزلي بدليل قول الرسول «فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروحٍ أزلي قدَّم نفسه لله» (عب 9: 14). وقد دُعي «روح الحق» و«روح القداسة» و«روح الحياة» و«روح المجد» و«روح النعمة» و«روح الحكمة».
(3) نسبة أعمال الله إليه، ومن ذلك الاشتراك في خلق العالم (تك 1: 2) والحلول على الأنبياء لإلهامهم (حز 11: 5 و1بط 1: 11 و2بط 1: 21) والقدرة على إقامة الأموات (رو 8: 11) وتجديد القلب (يو 3: 5) وتنظيم الكنيسة وإدارتها (أع 13: 2 و15: 28 و20: 28) والإنباء بالمستقبل (يو 16: 13) وإنارة قلوب البشر ومنحهم مواهب روحية (أف 1: 17، 18 و1كو 12: 7) وتقديس المؤمنين (2تس 2: 13).
(4) إعطاؤه الكرامة التي تحقُّ لله وحده، ومن ذلك ذكره مع الآب والابن في البركة الرسولية، ورسم المعمودية، وقول يوحنا «النعمة لكم والسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي، ومن السبعة الأرواح التي أمام عرشه (أي الروح القدس) ومن يسوع المسيح» (رؤ 1: 4، 5). وقول بولس «لأن به (المسيح) لنا كلينا قدوماً في روحٍ واحد إلى الآب» (أف 2: 18 و4:4). وكل ذلك يدل على أن الكرامة المقدَّمة للروح القدس هي نفس الكرامة المقدمة للآب والابن. وقال المسيح «كل خطية وتجديف يُغفر للناس، وأما التجديف على الروح القدس فلن يُغفر للناس. ومَنْ قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفر له، وأما مَنْ قال على الروح القدس فلن يُغفر له، لا في هذا الدهر ولا في الآتي» (مت 12: 31، 32). «فكم عقاباً أشد تظنون أنه يُحسب مستحقاً مَنْ داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنساً وازدرى بروح النعمة» (عب 10: 29). فالتجديف على الروح القدس والازدراء به من أكبر الخطايا وليس له مغفرة، لأنه تعمُّد مقاومة وإهانة الروح المبارك الذي هو وحده يرشدنا لطريق الخلاص ويجددنا.
الرد على الذين زعموا أن الروح القدس ليس أقنوماً، لكنه مجرد قوَّة؟
++++++++++++ +++++++++ +==
++++++++++++ +++++++++ +++
* ما أثبتناه في إجابة سؤال 7 بنصوص الكتاب المقدس من صفاته وأعماله وتميّزه عن الآب والابن وعلاقته بنا وعلاقتنا به وغير ذلك. فهو ليس مجرد قوة إلهية فعَّالة فينا، لأن القوة المجردة عن الأقنومية لا توصف بأنها ذات قداسة وحق وحكمة ومشيئة، وأنها تخاطِب وتُخاطَب حقيقةً. وقد جاء في الكلام على معمودية المسيح أن الروح القدس نزل عليه بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلاً «أنت ابني الحبيب، بك سُررت» (لو 3: 22) وهو يدل على تميّز الروح الذي نزل من السماء عن الآب الذي تكلَّم في السماء، وعن الابن الذي كان على الأرض. ومن أمثلة ذلك صورة المعمودية، والبركة الرسولية، ووعد المسيح لتلاميذه بمعزٍّ آخر يرسله إليهم، وقول الرسول «لأن به (المسيح) لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب». فإذا صحَّ في كل ما تقدم أن الآب والابن أقنومان فالروح القدس أيضاً أقنوم.
وفي الكتاب نصوص كثيرة ضد زعم السوسينيين أن الروح القدس مجرد قوة إلهية، منها قول الرسول إنه بالروح الواحد أُعطيت مواهب كثيرة (1كو 12: 4-11) مشيراً لإعطاء المواهب بالروح القدس، ومنها عمل القوات. فلو كان الروح القدس مجرد قوة لكان المعنى أن القوة التي هي إحدى المواهب قد منحت سائر المواهب! ومن أمثلة ذلك الآيات الآتية: «فرجع يسوع بقوة الروح» (لو 4: 14) «مسحه الله بالروح القدس والقوة» (أع 10: 38) «لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس» (رو 15: 13) «بقوة آياتٍ وعجائب بقوة روح الله» (رو 15: 19). «ببرهان الروح والقوة» (1كو 2: 4). فلو صحَّ مذهب السوسينيين للزم تفسير هذه الآيات هكذا: «فرجع يسوع بقوة القوة، ومسحه الله بالقوة والقداسة والقوة القدوسة والقوة، ولتزدادوا في الرجاء بقوة القوة القدوسة وببرهان القوة والقوة» ولكان معنى صورة المعمودية «باسم الآب والابن والقوة القدوسة» ومعنى البركة الرسولية «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الآب وشركة القوة القدوسة معكم إلى الأبد». وكان أيضاً الذي يجدّف على الله يُغفر له وأما الذي يجدف على قوته فلا يُغفر له!
ومن المحتمل أن القول «بنفخته السماوات مسفرة» (أي 26: 13) «وروح الرب صنعني، ونسمة القدير أحيتني» (أي 33: 4) و«أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب؟» (مز 139: 7). يُراد به نفخة الله أو نسمته أو روحه بمعنى قوته، دون الإشارة إلى الأقنوم الثالث. غير أن ذلك نادرٌ ووارد في الشعر خاصةً، وليس فيه ما يُضعف قوة الأدلة التي أوردناها لإثبات أقنومية الروح القدس. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
الروح القدس هو الله، فهو أقنوم من أقانيم اللاهوت الثلاثة في أقانيم الله الواحد المثلث الأقانيم :
أولاً : أسماء الروح القدس
الروح (يوحنا 6:3-8)
روح الله (1كورنثوس 16:3)
روح الله الحي (2كولوسي3:3)
روح إلهنا (1كورنثوس 11:6)
روح الآب (متى20:10)
روح الرب (اشعياء 2:11)
روح السيد الرب (اشعياء 1:61)
روح ابن الله (غلاطيه 6:4)
روح المسيح (روميه 9:8)
روح يسوع المسيح (فيلبي 19:1)
الروح القدس (لوقا 35:1)
روح الله القدوس (أفسس 30:4)
روح الموعد القدوس (أفسس 13:1)
روح القداسة (روميه 4:1)
روح الحق (يوحنا 17:14)
روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب (اشعياء2:11)
روح الحياة (روميه 2:8)
روح النعمة والتضرعات (زكريا 10:12)
روح المجد (1بطرس 14:4)
المسحة أو دهن الابتهاج (1يوحنا 27:2) (مزمور 7:45)
المعزي باليونانية "الباراقليت" أي الذي يقف بجوارنا (يوحنا 26:14)
ثانياً : أقنومية الروح القدس
أ- كمال أقنوميته:
الروح القدس هو شخص الله، لهذا لا يصح أن نتحدث عنه بصيغة المؤنث، كالقول الخطأ: الروح القدس كلمتني أو بكتتني، أو ضمير هي، أو استخدام ضمير غير العاقل، مثلا: it بالإنجليزية. وهذه بعض المميزات والصفات والأعمال الأقنومية (الشخصية) للروح القدس:
( 126)
المعرفة: " الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله ...هكذا أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله" (1كورنثوس10:2-11)
المشيئة: " هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كورنثوس 11:12) .
المحبة: " محبة الروح" (روميه30:15) .
الحزن: " ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أفسس30:4)
السمع: " روح الحق .. لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به" (يوحنا 13:16) .
الكلام: " قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول" (أعمال2:13) .
الإرشاد: " روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يوحنا13:16) .
القيام: " روحي قائم في وسطكم" (حجى 5:2) .
الإخبار: " روح الحق ... يخبركم بأمور آتية" (يوحنا 13:16-14) .
الشهادة: " الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله (روميه 16:8) .
التعليم: " وأما المعزي الروح القدس فهو يعلمكم كل شيء" (يوحنا 26:14) .
التذكير: " الروح القدس ... يذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 26:14) .
القيادة: " لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (روميه 14:8) .
الإعانة: "كذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا" (روميه26:8) .
المؤازرة: "مؤازرة روح يسوع المسيح" (فيلبي 19:1) .
الشفاعة: "الروح نفسه يشفع فينا" (روميه 26:8) .
التعزية: "معزيا آخر روح الحق" (يوحنا 16:14-17) .
إقامة الرعاة: " أقامكم الروح القدس فيها أساقفة" (أعمال 28:20)
المنع: "منعهم الروح القدس أن يتكلموا" (أعمال6:16-7) .
يكذب عليه: " لتكذب علي الروح القدس" (أعمال 3:5) .
يجدف عليه: " أما التجديف على الروح القدس فلن يغفر للناس" (متى 31:12) .
من هذه الدلائل نعلم أن الروح القدس ليس مجرد قوة أو تأثير أو صفه لكنه شخص الله الروح القدس.
ب- تميز أقنوميته عن الآب والابن:
في معمودية المسيح: " اعتمد يسوع أيضاً (الابن) وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب (الآب) بك سررت" (لوقا 21:3-22) .
" اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس بأسماء) الآب والابن والروح القدس" (متى 19:28) .
" منذ وجوده أنا (الابن) هناك والسيد الرب (الآب) أرسلني وروحه" (إشعياء 16:48) .
" أنا (الابن) أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر روح الحق" (يوحنا 16:14 -17) .
" أنواع مواهب موجودة ولكن (الروح) واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد (الابن) وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد (الآب)" (1كونثوس 4:12-6) .
" نعمة ربنا يسوع المسيح (الابن) ومحبة الله (الآب) وشركة (الروح القدس) مع جميعكم آمين " (2كورنثوس 14:13) .
" مصلين في (الروح القدس) واحفظوا أنفسكم في محبة الله (الآب) منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح (الابن) للحياة الأبدية" (يهوذا 20).
ثالثاً: لاهوت الروح القدس
أ - له صفات اللاهوت:
أزلي: " المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله" (عبرانيين14:9)
في كل مكان: " أين أذهب من روحك ... إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مزمور 7:139-8)
كلي العلم: "الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كورنثوس 10:2-11)
يعرف المستقبل: " أوحي إليه بالروح القدس (سمعان الشيخ ) أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب" (لوقا 26:2)
كلي القدرة: " بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله" (روميه 19:15)
قدوس: " ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أفسس 30:4)
( 130 )
ب- له أعمال اللاهوت:
الخلق: " روح الله صنعني" (أيوب 4:33)
الإحياء: "الروح هو الذي يحيي" (يوحنا 63:6)
الولادة الثانية: " المولود من الروح هو روح" (يوحنا 6:3-8) .
التجديد: " تجديد الروح القدس" (تيطس 5:3) .
الوحي: " تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بطرس 21:1) .
إعطاء مواهب: " مواهب الروح القدس" (عبرانيين 4:2) .
صنع العجائب: " بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله" (روميه 19:15) .
ج - اقتران اسم الروح مع اسم الآب والابن:
" .. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (متى 28: 19)، وأيضاً في (1كورنثوس 4:12-6) ، (يهوذا 21)، (2كورنثوس14:13) ، (رؤيا 4:1-5) ، (اشعياء 15:48)
د- يدعى أنه الله:
1- لتكذب على الروح القدس ... أنت لم تكذب على الناس بل على الله (أعمال 3:5-4) .
2- نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب (يهوة) الذي هو الروح (2كورنثوس 17:3) قارن:
(إشعياء 8:6-9 مع أعمال 25:28-26 مع خروج 17:16) ، (أعمال 8: 51 مع أرميا 31: 33 مع عبرانيين 10: 15-16) إذن فالروح القدس هو الله.
رابعاً : أعمال الروح القدس
أ- في العهد القديم:
1- في الخليقة المادية:
الخلق والتجديد: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مزمور 30:104)
2- في البشر والخطاة:
"لا يدين (يجاهد معهم) روحي في الإنسان إلى الأبد" (تكوين 3:6)
3- في أفراد لأغراض متنوعة:
بصللئيل لعمل خيمة الاجتماع (خروج 2:31-3) .
يوسف لتفسير الأحلام (تكوين 38:41-39) .
الشيوخ السبعون ليقضوا للشعب مع موسى (عدد 25:11) .
يشوع لقيادة الشعب (تثنيه 9:34) .
عُثنيئيل ليقضي للشعب (قضاة 9:3) .
جدعون للانتصار (قضاة 24:6) .
شمشون للقوة (قضاة 25:13) .
داود للملك (1صموئيل 13:16) .
بنو الأنبياء للنطق بكلام الرب (2صموئيل 2:23) (2أخبار 1:15-2) حتى بلعام العراف (عدد 2:24-5) .
ب - في الرب يسوع:
حُبل به بالروح القدس (لوقا 35:1) .
كان ينمو ويتقوى بالروح (لوقا 40:2) .
مسح بالروح القدس (أعمال 38:10) .
استقر عليه الروح بهيئة جسمية مثل حمامة (متى16:3) .
وضع عليه الروح القدس (اشعياء 1:42-2) .
سار كل خطواته بالروح (لوقا 1:4-2،14) .
كان يعمل الآيات بالروح القدس (يوحنا 34:3) .
قدم به نفسه للموت (عبرانيين 14:9) .
قام به من الآموات محيي في الروح (1بطرس 18:3) .
سيملك بقوة الروح القدس (اشعياء 2:11-4) .
ج - في العهد الجديد:
في العالم:
التبكيت: ومتى جاء ذاك (الروح القدس) يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة (يوحنا 8:16)
الشهادة للمسيح :روح الحق فهو يشهد لي (يوحنا 26:15)
في كل مسيحي حقيقي:
1- الولادة الجديدة:المولود من الروح هو روح (يوحنا 5:3-6) وتجديد الروح القدس (تيطس 5:3)
2- الختم: إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس (أفسس13:1) والختم دليل على ملكية إلهية لهذا المؤمن . إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك (أي شخص) ليس له (للمسيح)" (روميه 8: 9). أي من ليس له ختم الروح القدس هو مسيحي مزيف ووجود الختم دليل على أن المؤمن للمسيح لأن الروح القدس لا يسكن إلا في المؤمن الحقيقي
3- العربون: روح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا (أفسس14:1) (2كورنثوس 22:1 ؛ 5:5) والعربون جزء من كل أي أن الله بإعطائه الروح القدس للمؤمن يؤكد له أن ميراثه مضمون لأنه أخذ العربون أي الروح القدس.
4- السكنى المستديمة: لهذا يعتبر جسد المؤمن هيكل للروح القدس (1كورنثوس19:6) في العهد القديم كان الروح القدس يحل ويفارق أما في العهد الجديد فالروح القدس لا يفارق المؤمن أبداً.
5 - لشهادة للمؤمن: الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله (روميه 16:8) (غلاطيه 6:4) .
6- التحرير من سلطة الخطية: لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت (روميه 2:8،13) (غلاطيه 16:5) .
7- التأييد بالقوة: لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه (أفسس 16:3) .
8- إنتاج ثمر الروح: لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق (أفسس 9:5) ، (غلاطيه 22:5،23) .
9- تغيير المؤمن إلى صورة المسيح عملياً: (2كورنثوس18:3)
10- الإرشاد:
في السلوك: " .. نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (روميه4:8،13-14) ، (غلاطيه 16:5) .
في السجود والعبادة: نعبد الله بالروح (فيلبي 3:3) .
في الصلاة: مصلين في الروح القدس (يهوذا 20).
في التسبيح "امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح" (أفسس 18:5-20) .
في فهم الكتاب المقدس: " وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" (يوحنا 13:16) ، (1يوحنا 27:2) .
11- المعونة: الروح أيضا يعين ضعفاتنا (روميه 26:8) .
12- المؤازرة: مؤازرة روح يسوع المسيح (فيلبي 19:1) .
13- التقديس: تقديس الروح للطاعة (1بطرس 2:1) .
14- قوة للحياة والخدمة: ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم (أعمال 8:1)
15- الفرح: " لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً . بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" (روميه 17:14)
16- توجيه الخادم في الخدمة "... منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في أسّيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح" (أعمال 6:16-7)
17- إقامة جسد المؤمن إن رقد: فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم (روميه 11:8)
18- المسحة: " وأما انتم فلكم (مسحة) من القدوس وتعلمون كل شيء" (1يو2: 20)، " وأما انتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم و لا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء" (1يو27:2) قارن (أعمال 10 :38) . وقديما كان الكهنة والملوك يمسحون بالزيت ( خروج 29: 21 ، 1صموئيل 13:16) وهكذا المسيحي في العهد الجديد يمسح بالروح القدس.
واجب المؤمن تجاه الروح القدس
أن لا يحزنه : الخطية هي التي تحزن الروح القدس "ولا تحزنوا روح الله القدوس" (أفسس30:4)
ألا يطفئه : " لا تطفئوا الروح" (1تسالونيكي 19:5) وعدم الطاعة هو الذي يطفئ الروح القدس.
الامتلاء به : ذلك بالشبع بالمسيح والكلمة وعدم السكر من خمار العالم " لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أفسس 18:5)
في الكنيسة:
تكوين المؤمنون معا جسدا روحيا للمسيح لأننا جميعنا بروح
واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد أو جميعنا سقينا روحا واحدا (1كورنثوس 12:12-13) .
تكوين المؤمنين معا مسكنا لله وهيكلا له أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم (1كورنثوس 16:3) .
بنيان الكنيسة بالمواهب والخدمات أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد (1كورنثوس 4:12-11) .
قيادة المؤمنين في الاجتماع للسجود والعبادة: نحن … نعبد الله بالروح (فيلبي 3:3) .
ملحوظه : منقول عن احد المنتديات
Comment