(ليكُن ذِكرُه مؤبَّداً) ياسيِّد، نقف معترفين بضعف ذاكرتنا، لا لنودَّع بل لنودِع من نحب

[صوت الله فينا]

بعد قليل سنرنم معاً تلك الترنيمة الخشوعية ليكن ذكرهم مؤبداً، وقد توحي هذه الكلمات للبعض أننا نودع راحلنا ونرجو أن يبقى ذكره بعد غيابه بيننا إلى الأبد!!!، حاشى!! الأبد…كلمة لاتتفق مع طبيعة حياة البشر ، لمن نوجه هذه الكلمات للناس أم لله؟ الذكريات لدى الناس مهما طالت لاتؤبد، ذاكرة الناس مداها في أحسن الأحوال جيل وجيلان وثلاثة ليس إلا، النسيان أقوى من الذاكرة البشرية ويمحوها مهما عاندته، والزمن كفيل بذلك، يحب الناس أن يخلُدوا، ولكن مادام هذا مستحيلاً على الأرض، فترى البعض يشيدون التماثيل الحجرية، وآخرون يخطون أسماؤهم على ابواب الجمعيات الخيرية، والكنائس، دلالة على رغبتهم بالبقاء!، إن لم يكن في الحياة ففي ذاكرة الناس الطيبين، وكل هذه ليست أموراً سيئة خاصة انها تشجع عمل الرحمة، والمُثل الانسانية السامية، لكنها في الوقت ذاته عاجزة عن إدخال صاحبها في ذاكرة أبدية!...

ياسيِّد، نقف معترفين بضعف ذاكرتنا، لا لنودَّع بل لنودِع من نحبّ في ذاكرتك.
نقف مقرِّين بتقصيرنا نحو فقيدنا وهو في الحياة لنعتمد على رحمتك له بعد الممات.
عظة للمطران بولس يازجي، من كتاب: فليكُن ذِكرُه مؤبَّداً
http://youtube.com/watch?v=N-qdWWDQx-g&t=175s