السعادة تنبع من الداخل
تأليف الاب جان باول اليسوعي
ماذا في الكتاب ؟
يعرض المؤلف في هذا الكتاب فرضيتًّين أساسيتين: الاولى تقول بأن السعادة هي في متناول الجميع, وعلينا أن نبحث عنها في داخلنا
وليس في الخارج , وعلى كلّ منّا أن يتحمّل المسؤلية كاملة عن تحقيق سعادته. لذا عندما نبحث عن سعادتنا من خلال الآخرين أو الاشياء
نكون في توجه خاطئ. فالسعادة التي تستمرّ لا بدّ وأن تنبع من الداخل.
أمّا الفرضيّة الثانية فتقول بأنّ السعادة ليست هدفا بحدّ ذاتها, بل هي نتيجة لأمور أخرى نسعى إليها . ومن ثم ينتقل جان باول إلى الحديث
عن الانسان الذي يختبر السعادة في حياته من خلال القيام بمهمات عشر. فهو يصف تلك المهمات بدقة ويقدم تمارين عمليّة تساعد على
تحقيقها, وينتتهي إلى القول بأن هذه الطريقة تنجح بقدر ما نصرف من الجهد في سبيل إنجاحها.
مقتطفات منه ...
علي ان اجعل من حياتي فعل حب
ما من كلمة اساء الناس استعمالها مثلما اساؤوا استعمال "الحب" .
انا لا اعرف لماذا.أن غالبية الشباب, كما العديد من بيننا نحن الذين تخطينا سن الشباب ,نفكر في الحب كشعور.
فعندما يضطرم هذا الشعور فينا "نقع في الحب"
وعندما يأفل نجمه يصبح ذاك الحب فجأة ,وبكل وضوح ,جز من التاريخ, وكأن شيئا لم يكن.
يفتن المرء أو يحس بانجذاب عاطفي فيظن ذلك حبا.
وهنالك مصدر ارباك آخر , وهو أننا في غالبيتنا قد نظرنا إلى الحاجة أحيانا وكأنها الحب.
فعندما يأتي إنسان ويلبّي حاجة فيّ, أشعر و كأنني أريد أن اقول له : اني احبك.
أما التعبير عن الحب الحقيقي فهو : إن بي حاجة إليك لأنني أحبك .
أنت لا تكتسب حبي لأنك ملأت فراغي ولبيت حاجتي. إن حبي هو ابدا عطية مني إليك مجانية.
الحب الحقيقي قرار والتزام .قبل أن أتمكن من حب شخص آخر عليّ ان اجزم في قرارة نفسي أن ألتزم بما هو
الافضل للشخص الذي أحب.
.
.
ما لا يعمله الحب
الحب لا يستعملك ولا يحتقرك
لا يطلب منك أن تعيش على غير ما تنبغي,
لا يلومك ولا يحقد عليك,
لا يغضب او يحاول فرض إرادته بالصياح أو الدموع.
أنه لا يقطع الحوار معك,
لا يرهقك بنصائح لم تطلبها
ولا يحكم عليك أو ينصّب ذاته طبيبا نفسيا لك.
لا يبين لك كبره ليجعلك تعي الصغائر التي فيك..
علي أن اسعى في اثر النمو , لا الكمال
ثمن الكمالية الباهظ
عندما يطمح المرء إلى الكمالية يطمح إلى القمة. وهو يشعر أن كل ما هو دون ذلك فشل, قد يؤؤل إلى الاحباط, و آمال ضائعة
تتحوّل شيئا إلى غضب وخيبة. فنروح نعبّر عن ذلك الاحباط وتلك الخيبة بسبل غير سليمة
او أننا ندفنها في أنفسنا لنخفي الحقيقة عن الاخرين, فيندفع من جرّاء ذلك الثمن باهظا.
أن هذا السبيل الذي يؤول إلى تحطيم الذات سلكه العديد من الناس.
يحضرني الآن مثل سيدة شابة التقيتها منذ بضع سنوات وأخبرتني في أوّل لقاء لنا أنها حاولت الانتحار مرتين.
و لكنّها أكدّت لي أنّها بعد أن تحصل على شهادتها كممّرضة لن تشعر بالفراغ الذي يؤلمها اليوم .
و لكنّها أنهت دروسها بنجاح و بقيت على ما كانت عليه فظنّت آنذاك أنّ الزواج سيملأ فراغ حياتها .
و لكن سرعان ما راودها الشعور بالفراغ و العصابيّة من جديد .
أكّدت لي آنذاك أنّ الأولاد سيملؤون فراغها و بعد بضع سنوات أنجبت خلالها ثلاثة أولاد
أتتني يوماً لتقول لي و هي تبكي أنّ أولادها يكرهونها , بل يحتقرونها .
و ذات يوم هتف لي زوجها ليقول لي إنّها ماتت , بل إنّها قتلت نفسها .
و في رسالة تركتها على طاولة المطبخ كتبت تقول : " لا تحزن يا عزيزي ,فإنّك عملت كلّ ما في و سعك "!
ثمّ سألني : " هل أخبرتك أنّ الأولاد كانوا يكرهونها ؟" . أجبته : " نعم أخبرتني " .
" كانت تتمتّع بإرادة حسنة جداً و حاولت جاهدة أن تتخلص من الآلام التي كانت تقضّ مضجعها و لكنّها
لم تبح بوماً بالسبب الحقيقي الكامن وراء تلك الآلام .
إنّها كانت تسعى دوماً الى الكمالية و لا تقبل أي نقص في ذاتها و لا في سواها , فوجدت نفسها
في حرب مستمرة مع الاولاد الى أن كرهوا حضورها و نبرات صوتها و صورة إصبع الاتهام التي ما انفكّت توجّهه إليهم ...
إنها دفعت بنفسها إلى الإرهاق الجسدي و النفسي معاً و بعد سنين طويلة من الصراع قتلت نفسها
مودّعة إيّاي بعبارة بسيطة : " لا تحزن يا عزيزي , إنّك فعلت كلّ ما في و سعك " .
"إنّني حزين لفقدها " قال لي , و إنّني حزين على كلّ إنسان يرفض القبول ببعض الشوائب في نفسه و في الآخرين .
إنّهم يموتون يوماً بعد يوم ,و إذا أحجموا عن قتل ذواتهم فقدوا اللذة في العيش و حبسوا أنفسهم في غياهب القنوط
و راحوا ينتظرون قدوم الموت هناك .
" إنّ هذا الموقف من الكماليّة يقود الإنسان عاجلاً أم آجلاً , إلى الانتحار " .
الكتاب رائع
تأليف الاب جان باول اليسوعي
ماذا في الكتاب ؟
يعرض المؤلف في هذا الكتاب فرضيتًّين أساسيتين: الاولى تقول بأن السعادة هي في متناول الجميع, وعلينا أن نبحث عنها في داخلنا
وليس في الخارج , وعلى كلّ منّا أن يتحمّل المسؤلية كاملة عن تحقيق سعادته. لذا عندما نبحث عن سعادتنا من خلال الآخرين أو الاشياء
نكون في توجه خاطئ. فالسعادة التي تستمرّ لا بدّ وأن تنبع من الداخل.
أمّا الفرضيّة الثانية فتقول بأنّ السعادة ليست هدفا بحدّ ذاتها, بل هي نتيجة لأمور أخرى نسعى إليها . ومن ثم ينتقل جان باول إلى الحديث
عن الانسان الذي يختبر السعادة في حياته من خلال القيام بمهمات عشر. فهو يصف تلك المهمات بدقة ويقدم تمارين عمليّة تساعد على
تحقيقها, وينتتهي إلى القول بأن هذه الطريقة تنجح بقدر ما نصرف من الجهد في سبيل إنجاحها.
مقتطفات منه ...
علي ان اجعل من حياتي فعل حب
ما من كلمة اساء الناس استعمالها مثلما اساؤوا استعمال "الحب" .
انا لا اعرف لماذا.أن غالبية الشباب, كما العديد من بيننا نحن الذين تخطينا سن الشباب ,نفكر في الحب كشعور.
فعندما يضطرم هذا الشعور فينا "نقع في الحب"
وعندما يأفل نجمه يصبح ذاك الحب فجأة ,وبكل وضوح ,جز من التاريخ, وكأن شيئا لم يكن.
يفتن المرء أو يحس بانجذاب عاطفي فيظن ذلك حبا.
وهنالك مصدر ارباك آخر , وهو أننا في غالبيتنا قد نظرنا إلى الحاجة أحيانا وكأنها الحب.
فعندما يأتي إنسان ويلبّي حاجة فيّ, أشعر و كأنني أريد أن اقول له : اني احبك.
أما التعبير عن الحب الحقيقي فهو : إن بي حاجة إليك لأنني أحبك .
أنت لا تكتسب حبي لأنك ملأت فراغي ولبيت حاجتي. إن حبي هو ابدا عطية مني إليك مجانية.
الحب الحقيقي قرار والتزام .قبل أن أتمكن من حب شخص آخر عليّ ان اجزم في قرارة نفسي أن ألتزم بما هو
الافضل للشخص الذي أحب.
.
.
ما لا يعمله الحب
الحب لا يستعملك ولا يحتقرك
لا يطلب منك أن تعيش على غير ما تنبغي,
لا يلومك ولا يحقد عليك,
لا يغضب او يحاول فرض إرادته بالصياح أو الدموع.
أنه لا يقطع الحوار معك,
لا يرهقك بنصائح لم تطلبها
ولا يحكم عليك أو ينصّب ذاته طبيبا نفسيا لك.
لا يبين لك كبره ليجعلك تعي الصغائر التي فيك..
علي أن اسعى في اثر النمو , لا الكمال
ثمن الكمالية الباهظ
عندما يطمح المرء إلى الكمالية يطمح إلى القمة. وهو يشعر أن كل ما هو دون ذلك فشل, قد يؤؤل إلى الاحباط, و آمال ضائعة
تتحوّل شيئا إلى غضب وخيبة. فنروح نعبّر عن ذلك الاحباط وتلك الخيبة بسبل غير سليمة
او أننا ندفنها في أنفسنا لنخفي الحقيقة عن الاخرين, فيندفع من جرّاء ذلك الثمن باهظا.
أن هذا السبيل الذي يؤول إلى تحطيم الذات سلكه العديد من الناس.
يحضرني الآن مثل سيدة شابة التقيتها منذ بضع سنوات وأخبرتني في أوّل لقاء لنا أنها حاولت الانتحار مرتين.
و لكنّها أكدّت لي أنّها بعد أن تحصل على شهادتها كممّرضة لن تشعر بالفراغ الذي يؤلمها اليوم .
و لكنّها أنهت دروسها بنجاح و بقيت على ما كانت عليه فظنّت آنذاك أنّ الزواج سيملأ فراغ حياتها .
و لكن سرعان ما راودها الشعور بالفراغ و العصابيّة من جديد .
أكّدت لي آنذاك أنّ الأولاد سيملؤون فراغها و بعد بضع سنوات أنجبت خلالها ثلاثة أولاد
أتتني يوماً لتقول لي و هي تبكي أنّ أولادها يكرهونها , بل يحتقرونها .
و ذات يوم هتف لي زوجها ليقول لي إنّها ماتت , بل إنّها قتلت نفسها .
و في رسالة تركتها على طاولة المطبخ كتبت تقول : " لا تحزن يا عزيزي ,فإنّك عملت كلّ ما في و سعك "!
ثمّ سألني : " هل أخبرتك أنّ الأولاد كانوا يكرهونها ؟" . أجبته : " نعم أخبرتني " .
" كانت تتمتّع بإرادة حسنة جداً و حاولت جاهدة أن تتخلص من الآلام التي كانت تقضّ مضجعها و لكنّها
لم تبح بوماً بالسبب الحقيقي الكامن وراء تلك الآلام .
إنّها كانت تسعى دوماً الى الكمالية و لا تقبل أي نقص في ذاتها و لا في سواها , فوجدت نفسها
في حرب مستمرة مع الاولاد الى أن كرهوا حضورها و نبرات صوتها و صورة إصبع الاتهام التي ما انفكّت توجّهه إليهم ...
إنها دفعت بنفسها إلى الإرهاق الجسدي و النفسي معاً و بعد سنين طويلة من الصراع قتلت نفسها
مودّعة إيّاي بعبارة بسيطة : " لا تحزن يا عزيزي , إنّك فعلت كلّ ما في و سعك " .
"إنّني حزين لفقدها " قال لي , و إنّني حزين على كلّ إنسان يرفض القبول ببعض الشوائب في نفسه و في الآخرين .
إنّهم يموتون يوماً بعد يوم ,و إذا أحجموا عن قتل ذواتهم فقدوا اللذة في العيش و حبسوا أنفسهم في غياهب القنوط
و راحوا ينتظرون قدوم الموت هناك .
" إنّ هذا الموقف من الكماليّة يقود الإنسان عاجلاً أم آجلاً , إلى الانتحار " .
الكتاب رائع
Comment