العالم عام 2100 - الجزء الأول

[The D.I.S]

أضع بين أيديكم اليوم ، مقدمة أكثر من رائعة لكتاب يفوق الوصف "فيزياء المستقبل" . هذا الكتاب الذي كان احد أحلام كاتبه دكتور "ميتشيو كاكو" الملقب بخليفة أينشتين و مؤسس نظرية "الأوتار الفائقة"...لن أتحدث طويلا سوف ننطلق الآن على لسان د.كاكو ليقدم لنا كتابه الرائع، سوف نسافر من خلال المقدمة في رحلة عبر الأزمان من الماضي السحيق لنعود إلى حاضرنا اليومي فننطلق منه لعالم المستقبل المبهر فتثبتوا في مقاعدكم لكي تبدأ الرحلة.



مررت في صغري بتجربتين ، ساعدتا لأكون الشخص الذي أنا عليه اليوم ، و ولدتا لدي شغفين شكلا حياتي بالكامل.أولهما عندما كنت صغيرا في سن الثامنة من العمر، نقل لنا المعلمون أخر الأخبار عن عالم كبير قد توفي لتوه.في تلك الليلة نشرت الصحف صور ملتقطة لحجرة مكتبه، و يوجد على سطحه مخطوطة كتابية غير كاملة لآخر أعماله، أما التعليق على الصورة فقد كان "أعظم علماء هذا العصر لم يستطع إكمال آخر مخطوطاته". ما سألته لنفسي في حينها :هل ذلك الشئ من الصعوبة حتى أن هذا العالم العظيم لم يستطيع إكماله إلى نهايته؟ ماذا يكون هذا الشئ المعقد و الهام في آن واحد؟ من وجهة نظري أصبح هذا الشئ أكثر تشويقا من غموض جرائم القتل و أشعل فضولي أكثر من قصص المغامرات.



كان لابد أن أعلم محتوى هذه المخطوطة الغير مكتملة.لقد إكتشفت لاحقا أن اسم ذلك العالم كان"ألبرت أينشتين" أما عن مخطوطته الغير مكتملة فقد كانت محاولاته لإبداع نظرية جديدة ...."نظرية كل شئ" ، في الغالب هي معادلة بسيطة طولها بوصة واحدة فقط لا غير و لكنها المفتاح لحل شفرة أسرار الكون.


مخطوطات أينشتين الغير مكتملة

أما عن التجربة الثانية التي مررت بها كانت عندما شاهدت البرنامج التلفزيوني " فلاش جوردن"، كل أسبوع كانت أنفي تلتصق بشاشة التلفاز التي كانت تنقلني بشكل سحري إلى عالم غامض من كائنات الفضاء ،الوحوش ، المركبات الفضائية النجمية ، معارك المسدسات الشعاعية و المدن تحت الماء. كان هذا أول إحتكاك لي مع عالم المستقبل. لكن بعد مشاهدتي لكل حلقات البرنامج ،بدأت أكتشف أنه على الرغم من أن "فلاش"(بطل البرنامج) هو من كان يحظى بكل الجوائز ، إلا أن العالم "د.زركوف" هو من جعل هذا البرنامج ينجح.هو من إخترع المركبات الصاروخية، الدرع الخفي، مولد الطاقة للمدينة في السماء....إلى آخره.البطل الوسيم هو من ينال تقدير المجتمع لكن المخترعات المستقبلية المبهرة وراؤها علماء مجهولون لم يتغنى أحد بهم.


فلاش و د.زركوف

لاحقا عندما كنت أدرس في المرحلة الثانوية، قررت أن أتبع خطوات هؤلاء العلماء و وضعت بعض مما تعلمت تحت الإختبار.تمنيت أن أصبح جزء من هذه الثورة التي علمت أنها سوف تغير العالم.أردت صنع "ساحق للذرات"، فذهبت لأحصل على إذن من أمي لبناء مسرع جزيئات بقوة 2.3 مليون إلكترون فولت في كراج المنزل! كانت مدهوشة بعض الشئ إلا أنها وافقت في النهاية.ثم ذهبت لكي أشتري إحتياجاتي من 400 رطل من صلب المحولات و 22 ميل من أسلاك النحاس و قمت بتجميع المسرع في كراج أمي!فقد كان هدفي أن أولد شعاع من المادة المضادة.الملفات المغناطيسية لساحق الذرات نجحت في توليد مجال مغناطيسي بقيمة 10000 جاوس و هي حاولي 2000 مرة أكبر من المجال المغناطيسي للأرض و كذلك كافية لكي تنتزع مطرقة حديدية من يدك بسهولة).عندما كنت أقوم بتشغيل الألة كانت تسحب طاقة بمقدار 6 كيلو وات و هو كل التيار الذى تستطيع مولدات المنزل أن تقدمه. و كلما شغلت الألة كانت تفجر المنصهرات Fuses (مؤكد أن أمي المسكينة تساءلت لماذا لم تنجب طفل يهوى لعب كرة القدم بدلا من ذلك).

بذلك أصبح لدي شغفين:الرغبة في فهم كل القواعد الفيزيائية للكون في نظرية وحيدة متجانسة و الرغبة في رؤية المستقبل.في نهاية المطاف أدركت أن هاتين الرغبتين تكمل كل منهما الأخرى.لأن المفتاح لفهم المستقبل هو بإدراك قوانين الأساسية للطبيعة و تطبيقها على الآلات و المخترعات و الوسائل العلاجية التي سوف تؤدي بحضارتنا بعيدا إلى المستقبل.



لقد وجدت الكثير من المحاولات المفيدة و العميقة التي تستهدف التنبؤ بالمستقبل. و لكنها أتت من مؤرخين و علماء الإجتماع و كتاب الخيال العلمي و المستقبليين ، و هؤلاء دخلاء يحاولون التنبؤ بالمستقبل بدون معرفة بالعلم نفسه. أما العلماء فهم المطلعون الذين يمتلكون المقدرة على صنع المستقبل في معاملهم و منشغلين تماما في القيام بإختراقات علمية جديدة على أن يجدوا الوقت لنشر كتاب عن المستقبل للجمهور العام.لذلك يعتبر كتاب "فيزياء المستقبل" مختلف عن غيره من الكتب .أتمنى أن يعطي هذا الكتاب وجهة نظر تعمقية في المكتشفات الإعجازية التى تنتظرنا في المستقبل و يعطي نظرة مثبتة على العالم في عام 2100.
بالطبع فإن التنبؤ بالمستقبل بدقة كاملة غير ممكن. الطريق الوحيد المتاح لفعل ذلك، بأن تدخل إلى عقول العلماء المنغمسين في عمق الأبحاث و هم وحدهم القادرين على صنع المستقبل.هؤلاء هم من يصنعون المبتكرات و الأجهزة و الوسائل العلاجية التي سوف تحدث ثورة حضارية.و هذا الكتاب هو قصتهم، كانت لدي الفرصة لكى أحظى بلقاء مع 300 من أفضل علماء و المفكرين في العالم في محطات التليفزيون و الإذاعة القومية، كذلك إصطحبت فرق التصوير التلفزيونية إلى معاملهم لتصوير النماذج الأولية لمخترعاتهم التي سوف تغير مستقبلنا.
معظم التنبؤات التى أتى بها هذا الكتاب مدرج لها جدول زمني، لتعطي الكتاب درجة عالية من الدقة إعتمادا على حكمة و بعد نظر العديد من العلماء الذين إلتقيت بهم.يعطي الكتاب نظرة للمستقبل فيناقش التقنيات التي في طريقها إلى النور خلال المائة سنة القادمة، فترسم مسار السباق الإنساني و تحدد مصير البشرية جمعاء.

يتبع

[Judy]

رد: العالم عام 2100 - الجزء الأول

[The D.I.S]

رد: العالم عام 2100 - الجزء الأول

[abogabi]

رد: العالم عام 2100 - الجزء الأول

رائع ومشوق
عساف

[حنا80]

رد: العالم عام 2100 - الجزء الأول

حلو

[The D.I.S]

رد: العالم عام 2100 - الجزء الأول

رائع ومشوق
عساف

يا هلا ابو غابي
نورت الموضوع

حلو

اهلين بأبو الحن