البحث عن حقيقة الموجود
فكرة الوجود
فكرة الوجود
تعتبر فكرة الوجود الفكرة الاولى التى نادى بها الفلاسفة ، وهى المصدر الاول للمعرفة الانسانية
الوجود هو الواقع الذى يفرض نفسه على الانسان ولا يستطيع ان يتخلص منه ، وهو الضرورة التى تفرض نفسها على الحياة ، ولا يستطيع الانسان ان يتحرر منها . والحياة الانسانية من الميلاد الى الموت هى رحلة فى رحاب الوجود
ولقد حاول الانسان ان يعرف طبيعة الوجود منذ وجودة على الارض وحتى يومنا هذا ،، وهذه الطبيعة ، هى حال الوجود الذى لا يتغير ولا يتبدل . فالشمس تشرق صباحا وتغرب مسا ، والقمر ضياء الليل والجبال رواسى والانهار جارية ، والارض تنبت زرعا ، والانسان كائن حى يولد ويموت
والوجود يحوينا ويطوبنا ، وخارج الوجود والحياة يكون العدم . الوجود هو المبدا الاول لكل شى ْ ، فاما ان يكون الشى موجود او غير موجود .ز وبدا الوجود فى نظر اليونانين الاوائل امر طبيعيا ، بل وظلت هذه الفكرة راسخة عندهم ، حتى قال ارسطو مثل غيره ان العالم قديم ، اى موجود منذ الازل والى الابد. كل شىء فى نظر اليونانيين موجود بالطبيعة ، والانسان يولد ويموت بالطبيعة
الاصل الاول
بدات المعرفة عند اليونانين بالسوال الاول عن اصل الوجود والاشياء ، وكانوا من وراء هذا السؤال البحث عن الاصل المادى لها . كل شى فى الوجود مادة ، فاذا انعدمت المادة ، انعدم الشى بالتالى
كانت الاساطير اليونانية تفسر الظواهر الطبيعية تفسيرا خياليا ، فكانت الهة الرياح والبحار والسماء والارض ...... ، والهة الحكمة والعدالة والجمال الخ
فجاء الفكر الفلسفى ليخلص العالم من هذه الوثنية الطواهر الطبيعية لا تخضع للطبيعة وحدها . ومعنى ذلك ، انه اذا اردنا ان تفسر طبيعة العالم والاشياء فيجب ان يكون التفسير طبيعيا بنفس القدر
وكان من الطبيعى ، ان يبحث اليونانيون عن مبدا مادى مثل الماء ( طالبين ) اللامحدود ( الكسندريس ) او الهواء ( انكسيمنيس ) او النار ( هيرقليطس ) او العناصر الاربعة ، وهى الماء والهواء والنار والتراب ( امباذ وقليدس ) او الذرات ( ديموقريطس ) او المادة الاولى التى تسمى الهيولى عند ارسطو . وكانت كلها اجتهادات سابقة للعلم الطبيعى الذى نعرفة اليوم والذى مازال يبحث عن طبيعة المادة ، وهل هى ذرة وطاقة ام هى تموجات كهرومغناطيسية
الوجود متغير
الانسان لاينزل النهر مرتين
ويعتبر هيرقليطس اول من اكد طبيعة التغير فى الوجود وقال عبارته المشهورة : الانسان لا ينزل النهر مرتيم ، لان المياه تتجدد باستمرار
ولكن لماذا يتغير الموجود والاشياء ؟
تتجلى حكمة هيرقليطس فى القول بان الوجود يحمل الاضداد ، وان الاشياء تنتقل من ضد الى الاخر
الانسان يولد طفلا ثم يصير شابا ورجلا وشيخا وكهلا ، ثم تتقلب الحياة الى الموت . الماء السائل
يتحول الى بخار وثلج جامد . والنهار يعقبه الليل ، والشتاء يعقبه الربيع والصيف ، والساخن يصبح باردا والبارد ساخنا ... الخ . وهذه الصيرور becomming او هذا التغيير هو طبيعة الوجود
والتنازع يقوم بين الاضداد ، وهى حاله حرب وصراع وتنازع مستمر . وكان هيرقلبطس يقول : ان الحرب polemos هى اب لجميع الاشياء
وهذا النزاع هو علة الحركة الطبيعة الموجودة فى العالم ويدونه تظل الاشياء ثابته على حالها وساكنه
لقد غرس هيرقليطس التضاد فى قلب الوجود وجعل التنازع اساسا للتغير . واذا كنا اليوم نفسر الحركة الطبيعية فى الكون بالقوانين العلمية لعلم الميكانيكا والديناميكا ، فان التفسير العقلى للتغير بواسطة التضاد هو اساس كل التفسيرات الجدلية الحديثة . فالتاريخ المجتمع الانسانى هو فى نظر كارل ماركس صراع بين الطبقات
العقل يحكم الوجود
ولكن اذا كان التغير والصيرورة ، هو طبيعة الاشياء فى يمكن ان يكون هذا التغيير بغير قانون . فاذا كان الليل يعقب النهار ، فان ذلك يحدث طبقا لقانون يحكم الوجود فالشمس لا تشرق ليلا والقمر لا يظهر فى النهار
التغير يحكمة القانون ،ن والعقل يحكم الوجود وهذا المبدا العقلى هو الاصل فى كل القوانين الطبيعية التى تحكم العالم ، هو الاصل فى كل القوانين الطبيعية التى تحكم العالم ،، وهو وحده الذى يحقق النظام والانسجام بين الاشياء ، وهو الحكمة التى تدبر الكون انه " اللوغوس " logos اى العقل الالهى والقانون المطلق والواحد ، الذى يحم الوجود
هكذا يرتقى العقل الانسانى من المحسوس الى المعقول . فالمعرفة الحسبة ، تقوم على معرفة التعدد والكثرة فى الاشياء والموجودات (1 ) ، اما المعرفة العقلية فهى التى ترقى الى معرفة الحقيقة ، نعنى حقيقة القانون
كان هيرقليطس يقول ان من يختار العرفة الحسبة ويفضلها على المعرفة العقلية ، يكون كمن يفضل التبن على الذهب . العقلى والالهى الذى يحكم الوجود
الواجد واحد : الوجود هو الموجود
المعرفة يجب ان يكون عقلية ، وحقيقة الوجود والاشياء لا تدرك الا بالعقل . ولقد تساءل برمنيدس : الى اى شىء يمكن ان يتغير الوجود ؟ .. هل يتغير الى وجود أخر ، او الى عدم ؟
يعتثقد برمنيدس اننا لا نعرف الا الوجود ، وهو وحده موضوع الحقيقة . وهو واحد وكامل ، لانه من صفات الواحد ان يكون كاملا
والوجود الواحد الكامل ، لا يطرا عليه اى تغير فهو اولا ، لا يمكن ان يتحول الى حالة اخرى افضل من الوجود وثانيا فهو لا يمكن ان يصبح عدما ، لانه موجود
والمعرفة غده تنقسم الى نوعين : المعرفة الظنية والحقيقة . اما الظن او الراى doxa فهو المعرفة التى تاتينا عن طريق الحواس ، او عن طريق الآخرين ،ن وهى معرفة متغيره . بينما نحن نحصل على الحقيقة بواسطة العقل . والحقيقة تكون مطلقة وثابته .ز
ان طريق الظن كما يقول برمنيدس ، هو طريق الليل والظلام ، اما طريق الحقيقة ، فهو طريق النور ، والنهار
الوجود اذا ،، هو وحده موضوع التفكير ، وهو بدونه لن يكون التفكير العقلى ممكنا
هذا الوجود الذى هو مصدر كل شى ، موجود منذ الازل ،ن الى الابد ، وليس له ماضى او حاضر او مستقبل لانه حاضر حشورا ازليا . وهو كامل ، غير ناقص ولا يخضع للفناء
ونحن نتساءل : كيف ان يتصور الفيلسوف العدم ؟
يعتقد برمنيدس ، ان كل ما هو خارج عن اطار الوجود لا يمكن ان يتصور العقل الانسانى . وكل ما يمكن ان نقوله عن العدم او اللاوجود هو انه غير موجود
ان تعريف برمنيدس للوجود هو تعريف ايجابى لا يحمل اى معنى من المعانى السلبية
الوجود موجود .. فهل يستطيع العقل ان يجعله عدما وغير موجود ؟
افلاطون وعالم المثل
تعتبر فلسفة افلاطون فى نظرنا امتداد للفسفة السقراطية ، محورها هو الانسان لا العالم او الوجود الطبيعى ولذلك ، فان اهتمامه بقضايا الانسان فى عصره الاخلاقية والسياسية هو الجانب العقلى فى فلسفته اما قوله بان هناك عالما للمثل ، مفارقا للعالم المحسوس فهو قول لم يعتمد فيه على العقل ةحده ، ولكنه اعتمد فيه على ان النفس عن طريق الحب الخالص ، بالخير الاسمى ، الذى الذى يشرف على عالم المثل
لقد تراءى لافلاطون وجودا اسمى من الوجود الذى نعيش فيه ، او لم يعد الوجود الذى نعرفه هو الحقيقة وغاية المعرفة .. ولكن الخير ( مثال المثل وشمس العالم المعقول ) الذى يفوق الوجود شرقا وبهاء ، هو وحده الحقيقة والخير والجمال ( 1 )
+ لقد ارتبطت الفلسفة مع افلاطون بالحياة الاجتماعية والسياية ، كما ارتبطت عند سقراط ، بالاخلاق والتربية والتعليم ولكن افلاطون قد اضاف بعدا جديدا الى معرفة والحقيقة ، عالما جديدا هو عالم الخير والمثل . لقد وضع افلاطون المنهج الذى يخلص العقل من الاوهام ويفتح امامه طريق العلم والمعرفة
الفلسفة هى الدوام محبه الحقيقة ، اى حسب العلم والمعرفة وعند افلاطون ، اصبحت حب الانسان للخير والمثل . والنفس الصافية ، هى وحدها القادرة على هذه الروحانية وهى المثاليه
لقد وضع افلاطون امامنا عالما نورانيا ، لايعرف
لقد اشرنا فى كتابنا " الشعب والتاريخ " ، الى المؤاثرات المصرية فى الفلسفة الافلاطونية ، واكدنا على ان افلاطون قد اخذ هذه الروحانية عن مصر والديانية المصرية القديمة
ظلمة المادة ، تتاملة النفس الانسانية ، وتجد سعادتها فى هذا التامل
والحق ان الفلاسفة اليونانيين كانوا جميعا يعتقدون ان المعرفة يجب ان تسبق العمل ، فلا بد من المعرفة الفضيلة ليكون الانسان فاضلا ، ولا بد من معرفة الخير لعمل الخير وتحقيقه . بل ان سقراط قد ذذهب الى القول بان : الفضيله علم والعلم فضيله اى ان ( العلم ) هو مبدا العمل ، اوان العمل هو نتيجة للعلم . وبعبارة اخرى ، فان العلم الذى يهب الانسان القدرة على العمل
الوجود كما هو موجود : ارسطو
لم تكن مثاليه افلاطون وروحانية تمثل الفكر الاغريقى ، الذى كان لا يتصور وجود عالم اخر ، غير الوجود الذى نعيش فيه . ولاشك ان هذا المنحنى الغريب لافلاطون ،ن من بين الفلاسفة اليونانيين جميعا هو الذى يدفعنا الى الاعتقاد بانه كان متاثرا فى ذلك بالروحانية المصرية نعنى تلك الروحانية التى كانت تؤمن بالبعث والخلود ، كعقيدة راسخة لدى المصريين القدماء جميعا
لذلك ، فان ارسطو – المعلم الاول – هو الذى بمثل العقل الاغريقى باجلى واوضح صورة . والحق ان الفلسفة قد انتقلت مع ارسطو الى مرحله جديدة ، بحيث يمكن اعتبار جيع المراحل السابقة مجرد تمهيد لها . ان الفلسفة مع ارسطو لم تعد مجرد محبه للحكمة كما كان يريد فيثاغورس ، ولم تعد ايضا مجرد حب للخير الاسمى كما يريد افلاطون . انه لا يتكلم عن هذه المحبة ، او ،ن هذا الحب فى فلسفته . كذلك فهو لايستخدم الاسطورة كما كان يفعل افلاطون ، للتغيير الرمزى عن الحقيقة ( على سبيل المثال اسطورة الكهف ) . وما الفرق اذا بين ان يستخدم الفيلسوف الاسطورة ، ويستخدمها العامة من الناس يعجز فيه العقل ؟
الحق ، ان ارسطو هو الفيلسوف الذى وضع العقل فى اسمى واعلى مكانه . وحين يوجد العقل ، فلا مكان للاسطورة ولقد ارتفع بالفلسفة الى مكانه العلم العقلى
العلم العقلى يبحث فى حقيقة الوجود ، اى كما ، هو موجود ،، او على حد تعبيره ، الوجود بما هو موجود
الحقيقة لا يمكن ان تكون خيالا ، ولكن يجب ان تكون علما . ولا يمكن ان يكون خيالا ، ولكن يجب ان تكون حبا ، لان الحب فى الاسطورة طائر يرفرف بجناحه ،ن ويطير بعيدا والى اعلى
ان ارسطو يعتقد ان الحقيقة والوجود شىء واحد وهكذا تصبح الفلسفة علما ، لان العلم لا يبحث الا عن الحقيقة
جاء ارسطو ليفرق بين العلم والفن ، فى الوقت الذى كان فيه اليونانيون لا يفرق بين الاثنين . وتلك هى فى نظرنا النقطه الاساسيه فى فلسفة ارسطو .. فالفن يتعلق بالتجربه بينما " العلم " يضع النظرية التى تخضع لها التجربة
ولقد حقق ارسطو المعادلة الصعبه بين العقل والوجود وبين العلم والطبيعة . فقد كان الطبيعيون الاوائل يبحثون فى الطبيعة ، وعن الاضل المادى لها ، بينما حاول افلاطون ، ان يخلصنا من البحث المادى فى الطبيعة فوجه انظارنا الى عالم المثل اما ارسطو ، فقد اعاد الينا الاهتمام بالبحث فى طبيعة ، باعتبارها موضوعا للعلم . وكانه ادراك بثاقب فكرة وعبقريته الفذه ، ان العلم الطبيعى هو بداية العلم الحقيقى
ويقول ارسطو فى مقاله الالف ، ان باولس ( تلميذ جورجياس ) كان على حق ، حين قرر ان التجربة هى التى تخلق الفن . ذلك لان الفن يظهر عندما نستخلص من مجموعة معانى التجربة ، حكما كليا واحدا ، يمكن تطبيقة على جميع الحالات المماثلة . فاذا ما تبين لنا ان هذا الدواء يشفى من داء معين ، فاننا نكون قد عرفنا فن الطب . والتجربة تعطينا معرفة بالاشياء الفردية والجزئية بينما الفن هو معرفة الاشياء الكلية . ولكن الفن لانه عجلى يقتضى منا ان نربط بين الكلى والجزئى ، فاذا عرفنا الكلى ، وتجاهلنا الجزئى ، فاننا سوف نخطىء لا محالة عند التطبيق والممارسة العملية . ونحن نضرب فى ذلك مثلا بفن الطب ، لاننا نريد به ان يبرا هذا الانسان او ذاك والفن الذى يقتضى المعرفة بالمعانى الكلية ، يكون ارقى من التجربة ، التى تعتمد على الذكراة وحدها
والحكمة فى نظرا ارسطو ، ترتبط بالعلم . واذا كانت معرفتنا بالتجربه تقتصر على معرفة ان هذا الشىء موجود فان الحكمة تقتضى منا ان نعرف ، لماذا يكونالشىء موجودا ؟ ولا شك ان الذى يعرف السبب الذى من اجله توجد الاشياء ، يكون احكم من الذى لا يعلم شيئا عنه
وهكذا يتضح لنا ، ان العلم هو علم بالاسباب ويرى المعلم الاول ان العلم لا يمكن ان ياتينا من الاحساسات لانها لا تفسر لنا لمذا توجد الاشياء ،ن او لماذا تحدث على هذا النحو دون ذاك . فمثلا الاحساس يخبرنا ان النار ساخنة . ولكننا لا نعرف بواسطة هذا الاحساس ، لماذا تكون ساخنه ؟
وهو يقول : العلم الذى نطلق عليه اسم الفلسفة 0.يكون موضوعه العلل الاولى ، ومبادى الموجودات ( مقاله الالف 981 ب ، 30 ) . وذلك امر بديهى وكما ان الفن يعلو على التجربة ، فان العلوم النظرية تعلو على العلوم التجربيية
الوجود هو الواقع الذى يفرض نفسه على الانسان ولا يستطيع ان يتخلص منه ، وهو الضرورة التى تفرض نفسها على الحياة ، ولا يستطيع الانسان ان يتحرر منها . والحياة الانسانية من الميلاد الى الموت هى رحلة فى رحاب الوجود
ولقد حاول الانسان ان يعرف طبيعة الوجود منذ وجودة على الارض وحتى يومنا هذا ،، وهذه الطبيعة ، هى حال الوجود الذى لا يتغير ولا يتبدل . فالشمس تشرق صباحا وتغرب مسا ، والقمر ضياء الليل والجبال رواسى والانهار جارية ، والارض تنبت زرعا ، والانسان كائن حى يولد ويموت
والوجود يحوينا ويطوبنا ، وخارج الوجود والحياة يكون العدم . الوجود هو المبدا الاول لكل شى ْ ، فاما ان يكون الشى موجود او غير موجود .ز وبدا الوجود فى نظر اليونانين الاوائل امر طبيعيا ، بل وظلت هذه الفكرة راسخة عندهم ، حتى قال ارسطو مثل غيره ان العالم قديم ، اى موجود منذ الازل والى الابد. كل شىء فى نظر اليونانيين موجود بالطبيعة ، والانسان يولد ويموت بالطبيعة
الاصل الاول
بدات المعرفة عند اليونانين بالسوال الاول عن اصل الوجود والاشياء ، وكانوا من وراء هذا السؤال البحث عن الاصل المادى لها . كل شى فى الوجود مادة ، فاذا انعدمت المادة ، انعدم الشى بالتالى
كانت الاساطير اليونانية تفسر الظواهر الطبيعية تفسيرا خياليا ، فكانت الهة الرياح والبحار والسماء والارض ...... ، والهة الحكمة والعدالة والجمال الخ
فجاء الفكر الفلسفى ليخلص العالم من هذه الوثنية الطواهر الطبيعية لا تخضع للطبيعة وحدها . ومعنى ذلك ، انه اذا اردنا ان تفسر طبيعة العالم والاشياء فيجب ان يكون التفسير طبيعيا بنفس القدر
وكان من الطبيعى ، ان يبحث اليونانيون عن مبدا مادى مثل الماء ( طالبين ) اللامحدود ( الكسندريس ) او الهواء ( انكسيمنيس ) او النار ( هيرقليطس ) او العناصر الاربعة ، وهى الماء والهواء والنار والتراب ( امباذ وقليدس ) او الذرات ( ديموقريطس ) او المادة الاولى التى تسمى الهيولى عند ارسطو . وكانت كلها اجتهادات سابقة للعلم الطبيعى الذى نعرفة اليوم والذى مازال يبحث عن طبيعة المادة ، وهل هى ذرة وطاقة ام هى تموجات كهرومغناطيسية
الوجود متغير
الانسان لاينزل النهر مرتين
ويعتبر هيرقليطس اول من اكد طبيعة التغير فى الوجود وقال عبارته المشهورة : الانسان لا ينزل النهر مرتيم ، لان المياه تتجدد باستمرار
ولكن لماذا يتغير الموجود والاشياء ؟
تتجلى حكمة هيرقليطس فى القول بان الوجود يحمل الاضداد ، وان الاشياء تنتقل من ضد الى الاخر
الانسان يولد طفلا ثم يصير شابا ورجلا وشيخا وكهلا ، ثم تتقلب الحياة الى الموت . الماء السائل
يتحول الى بخار وثلج جامد . والنهار يعقبه الليل ، والشتاء يعقبه الربيع والصيف ، والساخن يصبح باردا والبارد ساخنا ... الخ . وهذه الصيرور becomming او هذا التغيير هو طبيعة الوجود
والتنازع يقوم بين الاضداد ، وهى حاله حرب وصراع وتنازع مستمر . وكان هيرقلبطس يقول : ان الحرب polemos هى اب لجميع الاشياء
وهذا النزاع هو علة الحركة الطبيعة الموجودة فى العالم ويدونه تظل الاشياء ثابته على حالها وساكنه
لقد غرس هيرقليطس التضاد فى قلب الوجود وجعل التنازع اساسا للتغير . واذا كنا اليوم نفسر الحركة الطبيعية فى الكون بالقوانين العلمية لعلم الميكانيكا والديناميكا ، فان التفسير العقلى للتغير بواسطة التضاد هو اساس كل التفسيرات الجدلية الحديثة . فالتاريخ المجتمع الانسانى هو فى نظر كارل ماركس صراع بين الطبقات
العقل يحكم الوجود
ولكن اذا كان التغير والصيرورة ، هو طبيعة الاشياء فى يمكن ان يكون هذا التغيير بغير قانون . فاذا كان الليل يعقب النهار ، فان ذلك يحدث طبقا لقانون يحكم الوجود فالشمس لا تشرق ليلا والقمر لا يظهر فى النهار
التغير يحكمة القانون ،ن والعقل يحكم الوجود وهذا المبدا العقلى هو الاصل فى كل القوانين الطبيعية التى تحكم العالم ، هو الاصل فى كل القوانين الطبيعية التى تحكم العالم ،، وهو وحده الذى يحقق النظام والانسجام بين الاشياء ، وهو الحكمة التى تدبر الكون انه " اللوغوس " logos اى العقل الالهى والقانون المطلق والواحد ، الذى يحم الوجود
هكذا يرتقى العقل الانسانى من المحسوس الى المعقول . فالمعرفة الحسبة ، تقوم على معرفة التعدد والكثرة فى الاشياء والموجودات (1 ) ، اما المعرفة العقلية فهى التى ترقى الى معرفة الحقيقة ، نعنى حقيقة القانون
كان هيرقليطس يقول ان من يختار العرفة الحسبة ويفضلها على المعرفة العقلية ، يكون كمن يفضل التبن على الذهب . العقلى والالهى الذى يحكم الوجود
الواجد واحد : الوجود هو الموجود
المعرفة يجب ان يكون عقلية ، وحقيقة الوجود والاشياء لا تدرك الا بالعقل . ولقد تساءل برمنيدس : الى اى شىء يمكن ان يتغير الوجود ؟ .. هل يتغير الى وجود أخر ، او الى عدم ؟
يعتثقد برمنيدس اننا لا نعرف الا الوجود ، وهو وحده موضوع الحقيقة . وهو واحد وكامل ، لانه من صفات الواحد ان يكون كاملا
والوجود الواحد الكامل ، لا يطرا عليه اى تغير فهو اولا ، لا يمكن ان يتحول الى حالة اخرى افضل من الوجود وثانيا فهو لا يمكن ان يصبح عدما ، لانه موجود
والمعرفة غده تنقسم الى نوعين : المعرفة الظنية والحقيقة . اما الظن او الراى doxa فهو المعرفة التى تاتينا عن طريق الحواس ، او عن طريق الآخرين ،ن وهى معرفة متغيره . بينما نحن نحصل على الحقيقة بواسطة العقل . والحقيقة تكون مطلقة وثابته .ز
ان طريق الظن كما يقول برمنيدس ، هو طريق الليل والظلام ، اما طريق الحقيقة ، فهو طريق النور ، والنهار
الوجود اذا ،، هو وحده موضوع التفكير ، وهو بدونه لن يكون التفكير العقلى ممكنا
هذا الوجود الذى هو مصدر كل شى ، موجود منذ الازل ،ن الى الابد ، وليس له ماضى او حاضر او مستقبل لانه حاضر حشورا ازليا . وهو كامل ، غير ناقص ولا يخضع للفناء
ونحن نتساءل : كيف ان يتصور الفيلسوف العدم ؟
يعتقد برمنيدس ، ان كل ما هو خارج عن اطار الوجود لا يمكن ان يتصور العقل الانسانى . وكل ما يمكن ان نقوله عن العدم او اللاوجود هو انه غير موجود
ان تعريف برمنيدس للوجود هو تعريف ايجابى لا يحمل اى معنى من المعانى السلبية
الوجود موجود .. فهل يستطيع العقل ان يجعله عدما وغير موجود ؟
افلاطون وعالم المثل
تعتبر فلسفة افلاطون فى نظرنا امتداد للفسفة السقراطية ، محورها هو الانسان لا العالم او الوجود الطبيعى ولذلك ، فان اهتمامه بقضايا الانسان فى عصره الاخلاقية والسياسية هو الجانب العقلى فى فلسفته اما قوله بان هناك عالما للمثل ، مفارقا للعالم المحسوس فهو قول لم يعتمد فيه على العقل ةحده ، ولكنه اعتمد فيه على ان النفس عن طريق الحب الخالص ، بالخير الاسمى ، الذى الذى يشرف على عالم المثل
لقد تراءى لافلاطون وجودا اسمى من الوجود الذى نعيش فيه ، او لم يعد الوجود الذى نعرفه هو الحقيقة وغاية المعرفة .. ولكن الخير ( مثال المثل وشمس العالم المعقول ) الذى يفوق الوجود شرقا وبهاء ، هو وحده الحقيقة والخير والجمال ( 1 )
+ لقد ارتبطت الفلسفة مع افلاطون بالحياة الاجتماعية والسياية ، كما ارتبطت عند سقراط ، بالاخلاق والتربية والتعليم ولكن افلاطون قد اضاف بعدا جديدا الى معرفة والحقيقة ، عالما جديدا هو عالم الخير والمثل . لقد وضع افلاطون المنهج الذى يخلص العقل من الاوهام ويفتح امامه طريق العلم والمعرفة
الفلسفة هى الدوام محبه الحقيقة ، اى حسب العلم والمعرفة وعند افلاطون ، اصبحت حب الانسان للخير والمثل . والنفس الصافية ، هى وحدها القادرة على هذه الروحانية وهى المثاليه
لقد وضع افلاطون امامنا عالما نورانيا ، لايعرف
لقد اشرنا فى كتابنا " الشعب والتاريخ " ، الى المؤاثرات المصرية فى الفلسفة الافلاطونية ، واكدنا على ان افلاطون قد اخذ هذه الروحانية عن مصر والديانية المصرية القديمة
ظلمة المادة ، تتاملة النفس الانسانية ، وتجد سعادتها فى هذا التامل
والحق ان الفلاسفة اليونانيين كانوا جميعا يعتقدون ان المعرفة يجب ان تسبق العمل ، فلا بد من المعرفة الفضيلة ليكون الانسان فاضلا ، ولا بد من معرفة الخير لعمل الخير وتحقيقه . بل ان سقراط قد ذذهب الى القول بان : الفضيله علم والعلم فضيله اى ان ( العلم ) هو مبدا العمل ، اوان العمل هو نتيجة للعلم . وبعبارة اخرى ، فان العلم الذى يهب الانسان القدرة على العمل
الوجود كما هو موجود : ارسطو
لم تكن مثاليه افلاطون وروحانية تمثل الفكر الاغريقى ، الذى كان لا يتصور وجود عالم اخر ، غير الوجود الذى نعيش فيه . ولاشك ان هذا المنحنى الغريب لافلاطون ،ن من بين الفلاسفة اليونانيين جميعا هو الذى يدفعنا الى الاعتقاد بانه كان متاثرا فى ذلك بالروحانية المصرية نعنى تلك الروحانية التى كانت تؤمن بالبعث والخلود ، كعقيدة راسخة لدى المصريين القدماء جميعا
لذلك ، فان ارسطو – المعلم الاول – هو الذى بمثل العقل الاغريقى باجلى واوضح صورة . والحق ان الفلسفة قد انتقلت مع ارسطو الى مرحله جديدة ، بحيث يمكن اعتبار جيع المراحل السابقة مجرد تمهيد لها . ان الفلسفة مع ارسطو لم تعد مجرد محبه للحكمة كما كان يريد فيثاغورس ، ولم تعد ايضا مجرد حب للخير الاسمى كما يريد افلاطون . انه لا يتكلم عن هذه المحبة ، او ،ن هذا الحب فى فلسفته . كذلك فهو لايستخدم الاسطورة كما كان يفعل افلاطون ، للتغيير الرمزى عن الحقيقة ( على سبيل المثال اسطورة الكهف ) . وما الفرق اذا بين ان يستخدم الفيلسوف الاسطورة ، ويستخدمها العامة من الناس يعجز فيه العقل ؟
الحق ، ان ارسطو هو الفيلسوف الذى وضع العقل فى اسمى واعلى مكانه . وحين يوجد العقل ، فلا مكان للاسطورة ولقد ارتفع بالفلسفة الى مكانه العلم العقلى
العلم العقلى يبحث فى حقيقة الوجود ، اى كما ، هو موجود ،، او على حد تعبيره ، الوجود بما هو موجود
الحقيقة لا يمكن ان تكون خيالا ، ولكن يجب ان تكون علما . ولا يمكن ان يكون خيالا ، ولكن يجب ان تكون حبا ، لان الحب فى الاسطورة طائر يرفرف بجناحه ،ن ويطير بعيدا والى اعلى
ان ارسطو يعتقد ان الحقيقة والوجود شىء واحد وهكذا تصبح الفلسفة علما ، لان العلم لا يبحث الا عن الحقيقة
جاء ارسطو ليفرق بين العلم والفن ، فى الوقت الذى كان فيه اليونانيون لا يفرق بين الاثنين . وتلك هى فى نظرنا النقطه الاساسيه فى فلسفة ارسطو .. فالفن يتعلق بالتجربه بينما " العلم " يضع النظرية التى تخضع لها التجربة
ولقد حقق ارسطو المعادلة الصعبه بين العقل والوجود وبين العلم والطبيعة . فقد كان الطبيعيون الاوائل يبحثون فى الطبيعة ، وعن الاضل المادى لها ، بينما حاول افلاطون ، ان يخلصنا من البحث المادى فى الطبيعة فوجه انظارنا الى عالم المثل اما ارسطو ، فقد اعاد الينا الاهتمام بالبحث فى طبيعة ، باعتبارها موضوعا للعلم . وكانه ادراك بثاقب فكرة وعبقريته الفذه ، ان العلم الطبيعى هو بداية العلم الحقيقى
ويقول ارسطو فى مقاله الالف ، ان باولس ( تلميذ جورجياس ) كان على حق ، حين قرر ان التجربة هى التى تخلق الفن . ذلك لان الفن يظهر عندما نستخلص من مجموعة معانى التجربة ، حكما كليا واحدا ، يمكن تطبيقة على جميع الحالات المماثلة . فاذا ما تبين لنا ان هذا الدواء يشفى من داء معين ، فاننا نكون قد عرفنا فن الطب . والتجربة تعطينا معرفة بالاشياء الفردية والجزئية بينما الفن هو معرفة الاشياء الكلية . ولكن الفن لانه عجلى يقتضى منا ان نربط بين الكلى والجزئى ، فاذا عرفنا الكلى ، وتجاهلنا الجزئى ، فاننا سوف نخطىء لا محالة عند التطبيق والممارسة العملية . ونحن نضرب فى ذلك مثلا بفن الطب ، لاننا نريد به ان يبرا هذا الانسان او ذاك والفن الذى يقتضى المعرفة بالمعانى الكلية ، يكون ارقى من التجربة ، التى تعتمد على الذكراة وحدها
والحكمة فى نظرا ارسطو ، ترتبط بالعلم . واذا كانت معرفتنا بالتجربه تقتصر على معرفة ان هذا الشىء موجود فان الحكمة تقتضى منا ان نعرف ، لماذا يكونالشىء موجودا ؟ ولا شك ان الذى يعرف السبب الذى من اجله توجد الاشياء ، يكون احكم من الذى لا يعلم شيئا عنه
وهكذا يتضح لنا ، ان العلم هو علم بالاسباب ويرى المعلم الاول ان العلم لا يمكن ان ياتينا من الاحساسات لانها لا تفسر لنا لمذا توجد الاشياء ،ن او لماذا تحدث على هذا النحو دون ذاك . فمثلا الاحساس يخبرنا ان النار ساخنة . ولكننا لا نعرف بواسطة هذا الاحساس ، لماذا تكون ساخنه ؟
وهو يقول : العلم الذى نطلق عليه اسم الفلسفة 0.يكون موضوعه العلل الاولى ، ومبادى الموجودات ( مقاله الالف 981 ب ، 30 ) . وذلك امر بديهى وكما ان الفن يعلو على التجربة ، فان العلوم النظرية تعلو على العلوم التجربيية
فى طبيعة الفلسفة
الفلسفة يجب ان يكون العلم الشامل الذى لا يعنى بصفة خاصة بالاشياء الجزئية ، ولكنها تشمل كل ما يمكن للانسان معرفته
والفيلسوف هو الذى يتصدى لمعرفة الاشياء الصعبه التى لايرقى الى معرفتها الانسان العادى والمعرفة الحسبه المشتركة بيننا جميعا ، هى معرفة سهله وليس فيها شىء من الحكمة . فضلا عن ذلك ، فان الفيلسوف الذى يعرف الاسباب على نحو دقيق ، يكون اكثر قدره من غيره ، على تلقينها الى الاخرين والفسلسفة ايضا هى العلم الذى نختاره من اجل ان غايته هى العلم ذاته ، لا من اجل النتائج التى ينتهى اليها . ولا ينبغى للفيلسوف ان يخضع لايه قوانين واوامر من الخارج ، انما عليه ان يفرض القوانين التى يخضع لها الاخرون
وخلاصه القول ، ان الفسفة هى العلم بالكلى والذى يعرف الكلى ، يعرف اذا ، جميع الجزئيات التى تندرج تحته
ولما كانت الفسلفة هى ادق العلوم ، فانها العلم بالمبادى . وتكون العلوم التى تبدا بالمبادى البسيطة اكثر دقه من تلك التى تبدا بالمبادى المبركة ، وعلى ذلك فان علم الحساب يكون اكثر دقه من علم الهندسة والفلسفة يجب ان تكون اثر دقة سائر العلوم النظرية الاخرى
ان موضوع الفسلفة ، هو ما يمكن ان يعرف على اكمل وافضل نحو ، ونعنى بذلك ، والمبادى والعلل . وكل الاشياء يجب ان تخضع لها ، وان تكون تابعة لها ... ويقول ارسطو ، ان العلم الذى يرقى ويعلوو على كل علم لاحق وتابع ، هو العلم الذذى يعرف الغية ، وهذه الغاية ، هىى الخير بالنسبة لكل موجود ، وهى الخير الاسمى بالنسبة لمجموع الطبيعة
ونحن نسمى فلسفة ، العلم النظرى للمبادى الاولى وللعلل الاولى ،، وذلك لان الخير الذى هو الغاية هو احدى هذه العلل ( 982ب ، 5 – 10 ، مقاله الالف ) ولقد كانت " الدهشه " هى التى دفعت المفكرينن الاوائل وكما يحث اليوم ، الى التاملات الفلسفية . لان الانسان لا يندهش الاامام امور لم يفهمها بعد ، اى ان الدهشة هى على نحو ما ، اعتراف بالجهل
ولذلك ، فهؤلاء الذين يحبون الاسطورة هم على نحو ما ،، فلاسفة ، اى محبون للحكمة ، لان الاسطورة هى تعبير عن دهشة الانسان امام العجائب التى تكتتف الكون والحياة
ومن الواضح ،، ان ارسطو يرفض ان تكون الفلسفه علما شعربا ، لان الشعراء يخترعون اعمالا ، اما الفيلسوف فهو لا يخترع شيئا فى الوجود ، وهو يندهش امامه لانه يريد ان يعرف اسبابه وعلاته
ان هذه الدهشه التى هى بداية علم الفلسفة تختلف عن الحب ( الايروس ) الذى هو بداية علم الجدل عند افلاطون .. فالحب لا يعرف سوى الجمال ، حتى وان كان هذا الحب حبا روحيا ( افلاطونيا ) ولا يعرف الاجمال المثل . ولقد اراد ارسطو ان يرسم للفلسفة طريقا جريدا ، هو طريق العقل لا الحب
وماذا حدث لطائر الحب ، عندما انطلق الى عالم الممثل ؟.. حاول ان يعود الى الارض ، ليحيا فى المدينه الفاضله ، وكان ينشد الاسطوره ، ويذكرها من حين الى اخر . وهذا هو طائر مينرفا كما افه افلاطون . اما ارسطو فلقد كان الحق هو طريقه ، والعقل وسيلته ،، و " التعليم " غايته
ولما كنا نسمى الانسان الذى يكون غاية لذاته انسانا حرا ، فكذلك تكون الفسلفه ، لانها العلم الذى هو غايه لذاته
وجميع الاشياء الطبيعية تتالف من مادة وصورة وحتى الاشياء الصناعية مثل التمثال الذى يصنع من البرونز او الخشب . وهناك علاقة طبيعية بين الماد ة والصورة فمثلا صورة الانسان لا تتحقق الا فى جسم الانسان ,. كذلك لا يكون الانسان حرا فى اختيار المادة . فيناء المنزل يحتاج الى الحجر والخشب والطوب
والنضده تصنع من الخشب او المعدن او الحجر ولا نستطيع ان نضع المنشار من الصوف او الحرير او الحجر
واذا تدرجنا فى سلسة الموجودات ،، فاننا تكتشف فى اعلى السلسه صورة بلا مادة وفى اسفلها مادة بلا صورة ولكن ، اذا كنا لا نعرف شيئا عن هذه المادة الاوليه التى تقبل جميع الصور والتى هى فى حاله تغير مستمر فاننا نعرف فى فلسفه ارسطو ،، ان الصورة الخالصة هى المحرك الاول
هذا المحرك الاول ، هو الموجود الاول ، الذى يتعقل ذذاته ، ولا يتعقل شيئا اخر غير ذاته . ويعتقد البعض ، ان العقل الالهى عند ارسطو ، هو شامل للمعقوىت كلها . وربما يكون فى هذا الراى ،، محاوله للتقريب بين المحرك الاول وعالم المثل الافلاطونية
ان الله عند ارسطو ، ليس واحد او خالقا للاشياء او الموجودات . ولكنه الخير بالنسبة لذاته ، وبالنسبة للموجود كله
س – تكلم عن قواعد المنهج العقلى الديكااارتى
ذكر ديكارت اربع قواعد اساسية يجب ان يتبعها العق فى البحث عن الحقيقة فى العلوم – اذكرها مع الشرح
س – انا افكر اذا انا موجود ( التعيين الاول ) عن ديكارت ناقش هذه العبارة
س – ماهو الكوجتو الديكارتى
والفيلسوف هو الذى يتصدى لمعرفة الاشياء الصعبه التى لايرقى الى معرفتها الانسان العادى والمعرفة الحسبه المشتركة بيننا جميعا ، هى معرفة سهله وليس فيها شىء من الحكمة . فضلا عن ذلك ، فان الفيلسوف الذى يعرف الاسباب على نحو دقيق ، يكون اكثر قدره من غيره ، على تلقينها الى الاخرين والفسلسفة ايضا هى العلم الذى نختاره من اجل ان غايته هى العلم ذاته ، لا من اجل النتائج التى ينتهى اليها . ولا ينبغى للفيلسوف ان يخضع لايه قوانين واوامر من الخارج ، انما عليه ان يفرض القوانين التى يخضع لها الاخرون
وخلاصه القول ، ان الفسفة هى العلم بالكلى والذى يعرف الكلى ، يعرف اذا ، جميع الجزئيات التى تندرج تحته
ولما كانت الفسلفة هى ادق العلوم ، فانها العلم بالمبادى . وتكون العلوم التى تبدا بالمبادى البسيطة اكثر دقه من تلك التى تبدا بالمبادى المبركة ، وعلى ذلك فان علم الحساب يكون اكثر دقه من علم الهندسة والفلسفة يجب ان تكون اثر دقة سائر العلوم النظرية الاخرى
ان موضوع الفسلفة ، هو ما يمكن ان يعرف على اكمل وافضل نحو ، ونعنى بذلك ، والمبادى والعلل . وكل الاشياء يجب ان تخضع لها ، وان تكون تابعة لها ... ويقول ارسطو ، ان العلم الذى يرقى ويعلوو على كل علم لاحق وتابع ، هو العلم الذذى يعرف الغية ، وهذه الغاية ، هىى الخير بالنسبة لكل موجود ، وهى الخير الاسمى بالنسبة لمجموع الطبيعة
ونحن نسمى فلسفة ، العلم النظرى للمبادى الاولى وللعلل الاولى ،، وذلك لان الخير الذى هو الغاية هو احدى هذه العلل ( 982ب ، 5 – 10 ، مقاله الالف ) ولقد كانت " الدهشه " هى التى دفعت المفكرينن الاوائل وكما يحث اليوم ، الى التاملات الفلسفية . لان الانسان لا يندهش الاامام امور لم يفهمها بعد ، اى ان الدهشة هى على نحو ما ، اعتراف بالجهل
ولذلك ، فهؤلاء الذين يحبون الاسطورة هم على نحو ما ،، فلاسفة ، اى محبون للحكمة ، لان الاسطورة هى تعبير عن دهشة الانسان امام العجائب التى تكتتف الكون والحياة
ومن الواضح ،، ان ارسطو يرفض ان تكون الفلسفه علما شعربا ، لان الشعراء يخترعون اعمالا ، اما الفيلسوف فهو لا يخترع شيئا فى الوجود ، وهو يندهش امامه لانه يريد ان يعرف اسبابه وعلاته
ان هذه الدهشه التى هى بداية علم الفلسفة تختلف عن الحب ( الايروس ) الذى هو بداية علم الجدل عند افلاطون .. فالحب لا يعرف سوى الجمال ، حتى وان كان هذا الحب حبا روحيا ( افلاطونيا ) ولا يعرف الاجمال المثل . ولقد اراد ارسطو ان يرسم للفلسفة طريقا جريدا ، هو طريق العقل لا الحب
وماذا حدث لطائر الحب ، عندما انطلق الى عالم الممثل ؟.. حاول ان يعود الى الارض ، ليحيا فى المدينه الفاضله ، وكان ينشد الاسطوره ، ويذكرها من حين الى اخر . وهذا هو طائر مينرفا كما افه افلاطون . اما ارسطو فلقد كان الحق هو طريقه ، والعقل وسيلته ،، و " التعليم " غايته
ولما كنا نسمى الانسان الذى يكون غاية لذاته انسانا حرا ، فكذلك تكون الفسلفه ، لانها العلم الذى هو غايه لذاته
وجميع الاشياء الطبيعية تتالف من مادة وصورة وحتى الاشياء الصناعية مثل التمثال الذى يصنع من البرونز او الخشب . وهناك علاقة طبيعية بين الماد ة والصورة فمثلا صورة الانسان لا تتحقق الا فى جسم الانسان ,. كذلك لا يكون الانسان حرا فى اختيار المادة . فيناء المنزل يحتاج الى الحجر والخشب والطوب
والنضده تصنع من الخشب او المعدن او الحجر ولا نستطيع ان نضع المنشار من الصوف او الحرير او الحجر
واذا تدرجنا فى سلسة الموجودات ،، فاننا تكتشف فى اعلى السلسه صورة بلا مادة وفى اسفلها مادة بلا صورة ولكن ، اذا كنا لا نعرف شيئا عن هذه المادة الاوليه التى تقبل جميع الصور والتى هى فى حاله تغير مستمر فاننا نعرف فى فلسفه ارسطو ،، ان الصورة الخالصة هى المحرك الاول
هذا المحرك الاول ، هو الموجود الاول ، الذى يتعقل ذذاته ، ولا يتعقل شيئا اخر غير ذاته . ويعتقد البعض ، ان العقل الالهى عند ارسطو ، هو شامل للمعقوىت كلها . وربما يكون فى هذا الراى ،، محاوله للتقريب بين المحرك الاول وعالم المثل الافلاطونية
ان الله عند ارسطو ، ليس واحد او خالقا للاشياء او الموجودات . ولكنه الخير بالنسبة لذاته ، وبالنسبة للموجود كله
س – تكلم عن قواعد المنهج العقلى الديكااارتى
ذكر ديكارت اربع قواعد اساسية يجب ان يتبعها العق فى البحث عن الحقيقة فى العلوم – اذكرها مع الشرح
س – انا افكر اذا انا موجود ( التعيين الاول ) عن ديكارت ناقش هذه العبارة
س – ماهو الكوجتو الديكارتى
الفصل الرابع
مناهج الفلاسفة
المنهج العقلى
رنيه ديكارت
قواعد المنهج الديكارتى
ذكر ديكارت " فى المقال فى المنهج " اربع قواعد اساسية يجب ان يتبعها العقل فى البحث عن الحقيقة فى العلوم . زجدير بالذكر ان ديكارت نفسه قد اضاف الى هذا المقال ثلاثه ابحاث علمية خالصة فى
" علم البصريات " وعلم الفلك " الشهب " والهندسة " وهذا تاكيد لقيمة هذا المنهج فى الدراسات العلمية البحته . وقد بدا المنهج غريبا بالنسبة لرجال العلم الذين كانوا يبحثون عن قواعد تجربيية ومبادى علمية لا نظرية كما بدا بسيطا ومبسطا للغاية بالنسبة لنطق ارسطو فى نظر الفلاسفة ولكن تلك كانت فكرة ديكارت عن المنهج ، لكى يكون شبيها بالمنهج الرياضى الذى يبدا بالبسيط ، ثم يتدرج من البسيط الى المركب
القاعدة الاولى
هى قاعدة البداهة واليقين . وفيها يقول ديكارت انه لا يقبل شيئا على انه حق ، مالم يعرفه بالبداهةانه كذلك ،بمعنى ان يتجنب التعجل فى الحكم والاخذ بالاحكام السابقة كذلك ، فلن ندخل فى احكامنا ، الا ما بتادله العقل فى وضوح وتميز يزول معهما كل شك
واذا اردنا ان نحلل هذه القاعدة ، لتبين لنا ما يلى :
انها تدعو الى استقلال العقل بعيدا عن كل سلطة يمكن ان تفرض احكامها عليه بصورة مسبقة
ان العقل يهتدى الى الحقيقة بالبداهة اى بالحدس العقل يهتدى الى الحقيقة بالبداهة اى بالحدس العقلى او بذور العقل الفطرى والطبيعى وكما ان اللبصر قد خلق لرؤية الاشياء ، فكذلك العقل قد جمل على المباشرة للحقيقة
ان القين هو معيار الحقيقة ، وهو ضد الشك والمعرفة اليقينية هى التى نطلق عليها اسم العلم . اما المعرفة الاحتيالية ، فلا يمكن ان نسميها علما ، لانه يمكن الشك فيها .ز هذا اليقين المطلق الذى يريدة ديكارت والذى لا يمكن ان يتطرف اليه الشك ، يماثل يقين الرياضيات انه ايضا المطلب الاساسى للعقل فى البحث عن الحقيقة
لا يكفى ان نوقن بالفكره التى ندركها بالبداهة بل يجل ان تكون ايضا هذه الفكرة واضحة ومتميزة . اما الوضوح الذذى يعينه ديكارت ، فهو وضوح مضمون الفكرة بحيث لا تكون غامضة ومبهمة . كذلك فان المضمون التميز يخص فكرة واحدة ، ولا يخص فكرتين فى وقت واحد . والا لتباس فى المعنى والمفهوم ، هو ضد التميز الذى يريده ديكارت فى الافكار . نقول ايضا ، ان الوضى والتميز لا يظهران الا ، للعقل الواعى المنتبه
يجب ان نتجنب التسرع فى الحكم ، لان ذلك سوف يوقعنا فى الخطا حتما . ومهما كانت الغاية الطبه فى البحث عن الحقيقة ،ن فان التسرع سوف بيعدنا عن هذه الغاية
القاعدة الثانية
تضج هذه القاعدة بتحليل وتقسيم المشكلات بقدر ما نستطيع وبقدر ما تسمح به طبيعة كل مشكلة لحلها على افضل وجه . يقول ديكارت " نقسم كل مشكل من المشكلات التى نبحثها بقدما ما نستطيع الى ذلك سبيلا ، وبمقدار ما تدعو الحاجة الى حلها على احسن وجه "
ان القسمة والتحليل هنا ، ليس الغرض منهما تفتيت المشكلة ، وحل كل جزء منها على وحدة فريما ضاعت منا المشكلة ، بل الغرض الاساسى منهما ، هو لالكشف عن ، المجهول الذى نبحث عنه ، من خلال المعلوم الذى نعرفة والحق ان كل الحقائق غير البسيطة لا تتكشف لنا الا من خلال التحليل
لذلك فهو يشبه التحليل الرياضى ، مثل حل مسالة هندسية او حسابية .. الخ بواسطة المبادى والنظريات التى تعرفها . وفى على الطبيعة ، اذا اردنا تفسير ظاهرة مثل قوس قزح فنحن نفترض مجموعة من الاسباب ثم نفحص كل سبب منها على وحدة ، حتى نصل الى الاسباب الحقيقية
القاعدة الثالثة
هى قاعدة الترتيب او التركيب . وكان التحليل عند ديكارت هو فى الواقع ، عملية تمهيد للتركيب " يجب ان ترتب افكارنا ، فنبدا بابسطها ،ن ثم نتدرج قليلا حتى نصل التى لا يسبق اكثر تعقيدا .ز وان نفترض ترتيبا بين الافكار التى لا يسبق بعضها البعض الاخر بالطبع
ان عملية ترتيب الافكار والقضايا ، هى عملية بالغة الاهمية عند ديكارت . فهى تسير وفقا لضرورة عقلية لا وفقا لهوى الاشخاص من الخطا كل الخطا ، ان نتخطى هذه الدرجات الضرورية بين القضايا ، ان ان تصعدد السلم فى قفزة واحدة . ويبدو ان السلسلات الحبرية هى نموذج هذا الترتيب عنده . فهى تبدا دائما بالواحد اى بالوحدة البسيطة ، ثم تتدرج بعد ذلك سلسلة الاعداد . وكل الاعداد مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا
والترتيب اذا هو ترتيب تصاعدى يبدا من الحقيقة البسيطة او الطبائع البسيطة ، ليصل الى الحقائق المركبه
القاعدة الرابعة
هى قاعدة الاحصاء ونصها : ان اعمل فى جميع الاحوال من الاحصاءات الكامله والمراجعات العامة ما يجعلنى على ثقه من اننى لم اغفل شيئا له صله بالمشكله المروضه للبحث . هذه القاعدة تدعونا الى التاكد من اننا فى عمليه التركيب لم نغفل اى جزء من اجزاء المشكله التى نريد حلها . انها عمليه استقراء نريد ان نتجنب فيها السهو والخطا
هذا هو المنهج الذى اراد ديكارت ان يكون منهجا للعلم والفسلفة . واهم ما يميزه انه منهج عقلى بحت ، يبدا بالبداهة واليقينن . هولا يفرض قيودا على العقل ، بل يجعله مستقلا ، حرا ، ينطلق وراء الحققة بينما كان منطق أرسطو جامدا , لا يسمح بالتقدم الفكرى والخروج عن المقدمين , ولقد قال ديكارت : إن أكثر ما يرضينى هو أننى استعملت المنهج العقلى , إن لم يكن على وجه كامل فعلى الأقل , على أفضل وجه ممكن
فيلسوف التأمل
معنى التأمل
إن تفسير للفلسفة الديكارتية يجب أن يستند أولا إلى تأملاته الميتافيزيقية لا لأنها تحتوى على كل مضمون هذه الفلسفة بل لأنها تشمل بالضرورة جميع العناصر الأساسية فى مذهبه , وهناك شواهد كثيرة على ذلك
أولا يعتقد ديكارت أن كل ما يضاف إلى هذه التأملات من اعتراضات وردود , لا يمثل إلا بعض الإيضاحات أو الإضافات التى لا تتعارض فى شئ مع أصول التأملات وثانيا , فإنه يعتبر هذه التأملات المدخل الضرورى والبرهانى لكل فلسفته . وثالثا واخيرا ، فانه ظل طوال حياته يعمل على تفسيرها وشرحها دون ان يغير من اصولها شى
ونحن نعتقد ان ايه نظريات ميتافيزيقية اخرى ، لم تجد مكانها فى هذه التاملات ، لايمكن ان تعد من بين المبادى الاساسية فى الفلسفة الديكارتبه ، وقد تكون مجرج نتائج لها . فاذا نظرنا مثلا الى فكرة الحقائق الازليه فاننا لا نجدها ف5ى التاملات ، ولمنها نتيجة لازمة عنها لاسيما وان فلافة العصر الوسيط قد اشاروا اليها
ومن حقنا ان نتساءل : لماذا اختار ديكارت شكل التاملات واسلوبها فى عرض مذهبه ؟ وراينا ان التاملات هى الشكل الذى يتم فيه التوافق بين التحليل السيكلوجى للافكار ( النفسى ) والتحليل المنطقى لها فى هذه الفلسفة . ومينافيزيقا ديكارت تستند اساسا الى التحليل . وكل ما تستلزمه من تاليف او تركيب انما هو نتيجة لهذا التحليل ولقد ساعد التامل على ترتيب الحقائق ابتداء من الحقائق البسيطة الواضحة حتى الحقائق الاخيرة والمركبه
وبحسب هذا الترتيب الذى افتراضه ديكارت ، فاننا لا نستطيع ان نذذكر ايه حقيقة الا فى اطار هذا الترتيب تماما كما اننا لا نستطيع ان نفصل عددا رياضا عن السلسلة الراضية التى ينتمى اليها . وكان فلسفة التامل تشبه الرياضه البحته التى تستمد بقينها من تسلسل الحقائق بدون الرجوع الى ايه حقيقة خارجة واذا كنا لا نستتطيع ان نرفض ايه حقيقة هندسية باسم التجربة ، فكذلك نحن لا نستطيع فى نظر ديكارت ان نرفض ايه حقيقة ميتا فيزيقية باسم التجربة
الشك المنهجى
كان هناك فلاسفة يدعون الى الشك قبل ديكارت ومن اهمهم شكاك اليونان الذى عاش فى اواخر القرن الثانى واوائل الثالث الميلادى (1)
هؤلاء غالوا فى الشك الى الحد الذى جعلهم يشكون فى قيمة العقل نفسه ، وفى الحقيقة ذاتها . كان الشك هو مذهبهم اى مبداهم ، وغايتهم التى لايحيدون عنها ولذلك سمى بالشك المذهبى . ويقينا ان مثل هذا الشك يناقض كل دعوة الى العلم والمعرفة : انه شك من اجل الشك نفسه
وفى عصر ديكارت ظهرت دعوة جديدة الى الشك من جانب بعض الادباء ، مثل " مونتينى " وشارون " وكانوا يتشككون فى قيمة المعارف الانسانية ، والعلوم الموجودة فى عصرهم ، ولكنهم لم يتشككوا ابدا فى قيمة العقل وقدرته وقالوا بان استظهار الكتب لا يؤدى الى العلم ، بل ان العلم الصحيح هو القدرة على التفكير والتامل
وفى كتاب " التاملات الميتافيزيقية " يستخدم ديكارت الشك كوسيلة منهجية من اجل الوصول الى الحقيقة التى لايمكن ان يتطرق الشك اليها . وكان الشك معناه
من اشهرهم سكتوس امبريقوس ، بيرون ان نتجنب الوسائل والموضوعات التى تؤدى الى المعرفة الاحتماليه
ومن الممكن ان نقول ، ان ما يذكره ديكارت كموضوع للشك ، هو مثل ما كان يذكره اليونانون كموضوع للمعرفة الظنية او الاحتمالية وبعبارة اخرى ، انه الشك الذى يقابله اليقين ، لاشك الذى نيتفى معه كل يقين للعقل
هاذ هو الشك المنهجى كما اسماه صاحبه . ولقد قال عنه لم اكن مقلدا للشكاك الذين يشكون ابتغاء للشك وانما قصدت الى التثبيت ، والى تجنب الارضوة والرمل المتحرك ، لكى اجد الصخر . وهناك
مناهج الفلاسفة
المنهج العقلى
رنيه ديكارت
قواعد المنهج الديكارتى
ذكر ديكارت " فى المقال فى المنهج " اربع قواعد اساسية يجب ان يتبعها العقل فى البحث عن الحقيقة فى العلوم . زجدير بالذكر ان ديكارت نفسه قد اضاف الى هذا المقال ثلاثه ابحاث علمية خالصة فى
" علم البصريات " وعلم الفلك " الشهب " والهندسة " وهذا تاكيد لقيمة هذا المنهج فى الدراسات العلمية البحته . وقد بدا المنهج غريبا بالنسبة لرجال العلم الذين كانوا يبحثون عن قواعد تجربيية ومبادى علمية لا نظرية كما بدا بسيطا ومبسطا للغاية بالنسبة لنطق ارسطو فى نظر الفلاسفة ولكن تلك كانت فكرة ديكارت عن المنهج ، لكى يكون شبيها بالمنهج الرياضى الذى يبدا بالبسيط ، ثم يتدرج من البسيط الى المركب
القاعدة الاولى
هى قاعدة البداهة واليقين . وفيها يقول ديكارت انه لا يقبل شيئا على انه حق ، مالم يعرفه بالبداهةانه كذلك ،بمعنى ان يتجنب التعجل فى الحكم والاخذ بالاحكام السابقة كذلك ، فلن ندخل فى احكامنا ، الا ما بتادله العقل فى وضوح وتميز يزول معهما كل شك
واذا اردنا ان نحلل هذه القاعدة ، لتبين لنا ما يلى :
انها تدعو الى استقلال العقل بعيدا عن كل سلطة يمكن ان تفرض احكامها عليه بصورة مسبقة
ان العقل يهتدى الى الحقيقة بالبداهة اى بالحدس العقل يهتدى الى الحقيقة بالبداهة اى بالحدس العقلى او بذور العقل الفطرى والطبيعى وكما ان اللبصر قد خلق لرؤية الاشياء ، فكذلك العقل قد جمل على المباشرة للحقيقة
ان القين هو معيار الحقيقة ، وهو ضد الشك والمعرفة اليقينية هى التى نطلق عليها اسم العلم . اما المعرفة الاحتيالية ، فلا يمكن ان نسميها علما ، لانه يمكن الشك فيها .ز هذا اليقين المطلق الذى يريدة ديكارت والذى لا يمكن ان يتطرف اليه الشك ، يماثل يقين الرياضيات انه ايضا المطلب الاساسى للعقل فى البحث عن الحقيقة
لا يكفى ان نوقن بالفكره التى ندركها بالبداهة بل يجل ان تكون ايضا هذه الفكرة واضحة ومتميزة . اما الوضوح الذذى يعينه ديكارت ، فهو وضوح مضمون الفكرة بحيث لا تكون غامضة ومبهمة . كذلك فان المضمون التميز يخص فكرة واحدة ، ولا يخص فكرتين فى وقت واحد . والا لتباس فى المعنى والمفهوم ، هو ضد التميز الذى يريده ديكارت فى الافكار . نقول ايضا ، ان الوضى والتميز لا يظهران الا ، للعقل الواعى المنتبه
يجب ان نتجنب التسرع فى الحكم ، لان ذلك سوف يوقعنا فى الخطا حتما . ومهما كانت الغاية الطبه فى البحث عن الحقيقة ،ن فان التسرع سوف بيعدنا عن هذه الغاية
القاعدة الثانية
تضج هذه القاعدة بتحليل وتقسيم المشكلات بقدر ما نستطيع وبقدر ما تسمح به طبيعة كل مشكلة لحلها على افضل وجه . يقول ديكارت " نقسم كل مشكل من المشكلات التى نبحثها بقدما ما نستطيع الى ذلك سبيلا ، وبمقدار ما تدعو الحاجة الى حلها على احسن وجه "
ان القسمة والتحليل هنا ، ليس الغرض منهما تفتيت المشكلة ، وحل كل جزء منها على وحدة فريما ضاعت منا المشكلة ، بل الغرض الاساسى منهما ، هو لالكشف عن ، المجهول الذى نبحث عنه ، من خلال المعلوم الذى نعرفة والحق ان كل الحقائق غير البسيطة لا تتكشف لنا الا من خلال التحليل
لذلك فهو يشبه التحليل الرياضى ، مثل حل مسالة هندسية او حسابية .. الخ بواسطة المبادى والنظريات التى تعرفها . وفى على الطبيعة ، اذا اردنا تفسير ظاهرة مثل قوس قزح فنحن نفترض مجموعة من الاسباب ثم نفحص كل سبب منها على وحدة ، حتى نصل الى الاسباب الحقيقية
القاعدة الثالثة
هى قاعدة الترتيب او التركيب . وكان التحليل عند ديكارت هو فى الواقع ، عملية تمهيد للتركيب " يجب ان ترتب افكارنا ، فنبدا بابسطها ،ن ثم نتدرج قليلا حتى نصل التى لا يسبق اكثر تعقيدا .ز وان نفترض ترتيبا بين الافكار التى لا يسبق بعضها البعض الاخر بالطبع
ان عملية ترتيب الافكار والقضايا ، هى عملية بالغة الاهمية عند ديكارت . فهى تسير وفقا لضرورة عقلية لا وفقا لهوى الاشخاص من الخطا كل الخطا ، ان نتخطى هذه الدرجات الضرورية بين القضايا ، ان ان تصعدد السلم فى قفزة واحدة . ويبدو ان السلسلات الحبرية هى نموذج هذا الترتيب عنده . فهى تبدا دائما بالواحد اى بالوحدة البسيطة ، ثم تتدرج بعد ذلك سلسلة الاعداد . وكل الاعداد مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا
والترتيب اذا هو ترتيب تصاعدى يبدا من الحقيقة البسيطة او الطبائع البسيطة ، ليصل الى الحقائق المركبه
القاعدة الرابعة
هى قاعدة الاحصاء ونصها : ان اعمل فى جميع الاحوال من الاحصاءات الكامله والمراجعات العامة ما يجعلنى على ثقه من اننى لم اغفل شيئا له صله بالمشكله المروضه للبحث . هذه القاعدة تدعونا الى التاكد من اننا فى عمليه التركيب لم نغفل اى جزء من اجزاء المشكله التى نريد حلها . انها عمليه استقراء نريد ان نتجنب فيها السهو والخطا
هذا هو المنهج الذى اراد ديكارت ان يكون منهجا للعلم والفسلفة . واهم ما يميزه انه منهج عقلى بحت ، يبدا بالبداهة واليقينن . هولا يفرض قيودا على العقل ، بل يجعله مستقلا ، حرا ، ينطلق وراء الحققة بينما كان منطق أرسطو جامدا , لا يسمح بالتقدم الفكرى والخروج عن المقدمين , ولقد قال ديكارت : إن أكثر ما يرضينى هو أننى استعملت المنهج العقلى , إن لم يكن على وجه كامل فعلى الأقل , على أفضل وجه ممكن
فيلسوف التأمل
معنى التأمل
إن تفسير للفلسفة الديكارتية يجب أن يستند أولا إلى تأملاته الميتافيزيقية لا لأنها تحتوى على كل مضمون هذه الفلسفة بل لأنها تشمل بالضرورة جميع العناصر الأساسية فى مذهبه , وهناك شواهد كثيرة على ذلك
أولا يعتقد ديكارت أن كل ما يضاف إلى هذه التأملات من اعتراضات وردود , لا يمثل إلا بعض الإيضاحات أو الإضافات التى لا تتعارض فى شئ مع أصول التأملات وثانيا , فإنه يعتبر هذه التأملات المدخل الضرورى والبرهانى لكل فلسفته . وثالثا واخيرا ، فانه ظل طوال حياته يعمل على تفسيرها وشرحها دون ان يغير من اصولها شى
ونحن نعتقد ان ايه نظريات ميتافيزيقية اخرى ، لم تجد مكانها فى هذه التاملات ، لايمكن ان تعد من بين المبادى الاساسية فى الفلسفة الديكارتبه ، وقد تكون مجرج نتائج لها . فاذا نظرنا مثلا الى فكرة الحقائق الازليه فاننا لا نجدها ف5ى التاملات ، ولمنها نتيجة لازمة عنها لاسيما وان فلافة العصر الوسيط قد اشاروا اليها
ومن حقنا ان نتساءل : لماذا اختار ديكارت شكل التاملات واسلوبها فى عرض مذهبه ؟ وراينا ان التاملات هى الشكل الذى يتم فيه التوافق بين التحليل السيكلوجى للافكار ( النفسى ) والتحليل المنطقى لها فى هذه الفلسفة . ومينافيزيقا ديكارت تستند اساسا الى التحليل . وكل ما تستلزمه من تاليف او تركيب انما هو نتيجة لهذا التحليل ولقد ساعد التامل على ترتيب الحقائق ابتداء من الحقائق البسيطة الواضحة حتى الحقائق الاخيرة والمركبه
وبحسب هذا الترتيب الذى افتراضه ديكارت ، فاننا لا نستطيع ان نذذكر ايه حقيقة الا فى اطار هذا الترتيب تماما كما اننا لا نستطيع ان نفصل عددا رياضا عن السلسلة الراضية التى ينتمى اليها . وكان فلسفة التامل تشبه الرياضه البحته التى تستمد بقينها من تسلسل الحقائق بدون الرجوع الى ايه حقيقة خارجة واذا كنا لا نستتطيع ان نرفض ايه حقيقة هندسية باسم التجربة ، فكذلك نحن لا نستطيع فى نظر ديكارت ان نرفض ايه حقيقة ميتا فيزيقية باسم التجربة
الشك المنهجى
كان هناك فلاسفة يدعون الى الشك قبل ديكارت ومن اهمهم شكاك اليونان الذى عاش فى اواخر القرن الثانى واوائل الثالث الميلادى (1)
هؤلاء غالوا فى الشك الى الحد الذى جعلهم يشكون فى قيمة العقل نفسه ، وفى الحقيقة ذاتها . كان الشك هو مذهبهم اى مبداهم ، وغايتهم التى لايحيدون عنها ولذلك سمى بالشك المذهبى . ويقينا ان مثل هذا الشك يناقض كل دعوة الى العلم والمعرفة : انه شك من اجل الشك نفسه
وفى عصر ديكارت ظهرت دعوة جديدة الى الشك من جانب بعض الادباء ، مثل " مونتينى " وشارون " وكانوا يتشككون فى قيمة المعارف الانسانية ، والعلوم الموجودة فى عصرهم ، ولكنهم لم يتشككوا ابدا فى قيمة العقل وقدرته وقالوا بان استظهار الكتب لا يؤدى الى العلم ، بل ان العلم الصحيح هو القدرة على التفكير والتامل
وفى كتاب " التاملات الميتافيزيقية " يستخدم ديكارت الشك كوسيلة منهجية من اجل الوصول الى الحقيقة التى لايمكن ان يتطرق الشك اليها . وكان الشك معناه
من اشهرهم سكتوس امبريقوس ، بيرون ان نتجنب الوسائل والموضوعات التى تؤدى الى المعرفة الاحتماليه
ومن الممكن ان نقول ، ان ما يذكره ديكارت كموضوع للشك ، هو مثل ما كان يذكره اليونانون كموضوع للمعرفة الظنية او الاحتمالية وبعبارة اخرى ، انه الشك الذى يقابله اليقين ، لاشك الذى نيتفى معه كل يقين للعقل
هاذ هو الشك المنهجى كما اسماه صاحبه . ولقد قال عنه لم اكن مقلدا للشكاك الذين يشكون ابتغاء للشك وانما قصدت الى التثبيت ، والى تجنب الارضوة والرمل المتحرك ، لكى اجد الصخر . وهناك
خاصيتان اساسيتان للشك المنهجى
انه شك ارادى ، يفرضه الانسان بارادته على نفسه
انه شك مؤقت ،، لاشك دائم ومستمر والان ننتقل الى تحليل ديكارت للشك
الشك فى الحواس والخيال
يسستبعد ديكارت شهاد الحواس ، لانها تخدعنا احيانا . ومن الحذر ان لا نامل لمن خدعنا ولو مرة واحدة وعلى حد قوله " بسبب ان الحواس تخدعنا احيانا ، اردت ان افترض انه لا يوجد شىء يكون تماما مثلما تجعلنا الحواس نتخيله " ويتساءل ديكارت لماذا لا تكون تصوراتنا اثناء اليقظظة ، مثل الاحلام التى نراها فى النوم ؟... ان السبب الذى يدعونا الى الشك فى الحواس ، هو نفسه الذى يدعونا ال الشك فى الخيال فكلاهما يعطينا صورا مركبه توقعنا فى الخطا ،، وبالتالى يجب الششك فييها . اما العناصر البسيطة ، او الافكار البسيطة ، فهى وحدها التى تكون يقينية
الشك فى الذاكرة والعقل
يشير ديكارت الى الخطاه العقل فى بعضض الاستدلالات حتى فى ابسط مسائل الحساب والهندسة . ونحن نفهم ان هذا الخطا ناشى عن الذكرة التى تخوننا ، او اناشىء عن غفلة العقل حين يستسلم للخطأ
ويجب ان نؤكد ان الشك فى هذه الحالات لبس شكا " مطلقا " بل هو شك " منسبى " (1) فالشك فى الحواس مثلا ، ليس معناه ان الحواس لا يمكن ان تكون ، وسيلة للمعرفة ، او الخيال او الذاكرة او العقل . انما معناه اننا اذا اردنا ان نستخدم حواسنا وخيالنا واذكراتنا وعقلنا ، فيجب ان يكون استخداما سليما ، يجنبنا الوقوع فى الخطا
ويعتقد ديكارت ان علوم الحساب والهندسة التى تبدا دائما بالحقائق البسيطة تتضمن شيئا من اليقينن بينما علوم الطبيعة والفلك والطب ، تعتمد على الحقائق مركبه يمكن ان يتطرق الشك اليها
الشيطان الماكر
هذا هو البعدد الميتافيزيقى للشك عند ديكارت فخداع الحواس والخيال والذاكرة والعقل ، هو خداع الطبيعة والنفس ، وهو يريد ان يتجاوز هذا الخداع
لان ديكارت كان عالما رياضيا يعرف قيمة الحواس والخيال والذاكرة
الى خداع ميتافيزيقى يتمثل فيما يسمية " بالشيطان الماكر "
يقول ديكارت :ك ربما كان هنالك شيطان ماكر يتصف بالخبث والخداع ، كما يتصف بالقدرة ويكون قد استخدم كل فنه الخداعى . هذا الشيطان القادر قدرة ميتافيزيقية على الخداع يستطيع ان يعبث بالحقائق العقلية ،ن الازلية الابدية . كذلك فهو قادر على جعل الصديق كذبا ، والكذب صدقا
واذا كان الانسان يستطيع ان يتجنب خداع الطبيعة والنفس ، بواسططه المنهج القويم الذى وضعة ديكارت فانه لا يستطيع ان يواجه الشيطان الماكر . لذلك كانت فكرة الشيطان الماكر فكرة ميتافيزيقية ، ادت بديكارت الى اثبات وجود الله فيما بعد
انا افكر ، اذا انا موجود ( اليقين الاول )
يقول ديكارت : " انه مهما بلغ بى الشك مبلغا وهما كانت قدرة هذا الشيطان الماكر ، فانه لا يمكن ان يجعلنى عدما ، طالما افكر " وهكذا يتضح لديكارت الحقيقة الميتافيزيقية الاولى ، واليقين الاول فى الفلسفة الاولى ، وهو يقين الفكر ، او الذات المفكرة انا افكر ،، وانا واثق من اننى افكر ،، وحتى ولو شككت فى اننى افكر ، فمثل هذا الشك يقتضى ان افكر ايضا . وها هو الشك ينقلب الى اليقين ، يقين باننى افكر ، وبوجودى كذات مفكرة
ان ديكارت يكتشف " ذاته " اكتشافال ميتافيزيقيا بواسطة الفكر . والفكر فى مذهبه العقلى ، هو الحقيقة الوجود الانسانى هذذذذا ما عبر عنه بقضيته المشهورة انا افكر ، اذا انا موجود ، والتى تعرف عادة باسم " الكوجتو " (1) الديكارتى هو الارض ، الصلبه والثابته التى سبشيد عليها صرح الفسلفة الجديدة وهو اليقين الاول فى سلسلة الحقائق الميتافيزيقية .ز
كذلك ، فان الكوجتو يربط بين الفكر والوجود ومعنى ذلك ان له طبيعة انطولوجية
هذا الفعل اللاتينى معناه : انا افكر
ونحن نتسال : هل " الكوجتو " تجربة باطنه للذات ؟ هل يقوم على عملية استدلال عقلية ؟ ان فكرة التجربة الباطنه ، لم تخطر صراحة ببال ديكارت ، وان كان البعض يميل الى تفسيره على هذا النحو . ولكن ديكارت يرفض تماما ان يفسره على هذا النحو . ولكن ديكارت يرفض تماما ان يفسر الكوجتو على انه عمليه قياس عقلى تماما ان يفسر الكوجتو على انه عمليه قياس عقلى ، او استدلال نتيجة ( اذا انا موجود ) من مقدمة ( انا افكر ) . فالكوجتو حدس مباشر ، بمعنى اننى فى نفس اللحظة التى اشك فيها ، ادرك فيها اننى افكر وبالتالى اننى موجود ككائن مفكر
تلك الحقيقة ليست فيها مقدمة او نتيجة ، انها حقيقة واحدة بسيطة تتلخص فى فعل واحد هو الشك والذى يعنى التفكير بصفة عامة ، وتفكرى " انا " بوصفى " كائنا موجودا " بصفة خاصة
لكن ماذا يضمن لى فى الكوجتو اننى على يقين وعلى حق ؟ لاشى ء سوى اننى ادرك وجودى بالبداهة وبصورة واضحة ومتميزة . فالذى يشك هو " انا " والذى " يفكر " " والموجود "هو انا ايضا ، ولكن فى الحقيقة انا لا درك جسمى فى عملية التفكير ، بل ادرك ذاتى المفكرة . ويقول ديكارت : انا افكر بمعنى انا موجودا يتعقل ، ويشك ، ويثبت ، وينفى ، ويريد ، ولا يريد ، ويتخيل . وكل هذه الظواهر تفيد الفكر ، لانها تشترك جميعا فى اننا " ندركها مباشرة بانفسنا " ومعنى ذلك ان ادراك النفس سابق على ادراك الجسم ، ويقين الفكر اسبق من يقين الجسم . ذلك لاننى ادركك الفكر بالفكر نفسه ، بينما ادرك الجسم بواسطة العقل والحواس
ان ديكارت يميز اذا بين النفس والجسم ، ويجعل معرفة النفس ايسر من معرفة الجسمم ، ويجعل معرفة النفس ايسر من معرفة الجسم وهو يقول : " انه لو لم يكن الجسم موجودا على الاطلاق ، لكانت النفس موجودة بتمامها
نضيف الى ذلك ان يقين الكوجتو ليس كافيا لسببين
انه يقين اللحظة التى افكر او شك فيها
انه يجعل الذات المفكحرة فى عزله تامه عن العالم وعن الاخرين
لذلك كان يجب على ديكارت ان يبحث عن يقين اخر
فكرة الالوهية ( اليقين الثانى )
ينتقل ديكارت من اليقين الاول ، الى اليقين الثانى بصورة مباشرة . فالانا الذى يشك هو كائن ناقص والنقص لا يعرف الا فى مقابل الكمال ، لذلك لم يقف ديكارت عند حقيقة وجود الذات . فهذه الذات التى تفكر والتى تدرك وجودها عن طريق التفكير ، كم من الوقت هى تفكر ؟ وهل ينعدم وجود الذات لمنعدام تفكيرها ؟ .. ولا بد وان تكون ناقصة تلك الذات التى لا تستطيع ان تفكر دائما
واذا كان النقص لا يدرك الا فى مقابل الكمال فان الكمال عند ديكارت هو فكرة فطرية ، ولابد وان يكون الله الذى فطرها فينا ، لان الكائن الناقص لا يمكن ان يعرف بطبيعته الا النقص . والفكر الفطرية الفطرية هى مثل المبادىء الرياضية التى نستخلص منها الحقيقة . وليس مما يتعارض مع مهجه العقلى ، ان تكون الله فكرة فطرية فى اذهاننا . والفكرة الفطرية بسيطة واضحة ومتميزة ، ومن هنا كان يقين العقل بها ، يقينا لا يمكن ان يمسه الشك ابدا . ويرى ديكارت ان فكرة الكامل الفطرية فينا ، هى عبارة عن بديهية ميتافيزيقية ، مثل بديهيات الرياضة 0 الكل على النحو الاتى
دليل العلية
يلجا ديكارت الى الدليل التقليدى فى الفلسفة وهو دليل العلية . ولقد راينا كيف ان ارسطو قد استخدم دليل العليه لاثبات المحرك الاول ، كعله غائية للحركة فىالكون. وفكرة " العلية " هى التى تؤكد ان وراء ، كل معلوق علة . لعلة الاولى معناها اننا لا نستطيع ان نتدرج الى مالانهاية فى سلسة العلل ، بل يجب ان نتوقف عند علة اولى ، تكون هى علة لذاتها ولا " مشروطة " بعلة اخرى على يد تعبير افلاطون
يقول ديكارت ان الذات الناقصة التى تدرك بالبداهة الموجودة الكامل هى الذات موجودة ، فلا بد وان يكون الكائن الكامل موجودا ، لاننا لا نعقل ان يكون فى العلة اكثر مما فى العلة
ولقد اعتراض بعض المفكرين على فكرة الكمال عند ديكارت فقالوا ان هذه الفكرة التى يظن انها فطرية فى العقل ، ليست موجودة لدى الناس جميعا ، ولقد اجابهم ديكارت / مان الفكرة الفطرية هى الطرورة فكرة ملا زمة للعقل الانسانى وكلمة الله نشير الى اكمل ما يمكن ان نتصوروه من الموجودات بها . والفكرة الفطرية موجودة بالقوة فى كل ذهن انسانى ولكن يجب ان نخرجها بواسطة التامل من حاله القوة الى معرفة فعلية بالله . وهناك اعتراض اخر وجه الى ديكارت هو اننا لا نستطيع ان نتصور الكائن الكامل الابصورة سلبية بمعنى انه ضد الناقص . نحن نعرف النقص من ذاتنا انا الكامل فنحن لا نستطيع معرفته بصورة ايجابية ويرى ديكارت عكس ذلك ، اذ ان فكرة الكمال هى اكثر لانها تحتوى من المعانى ومن الحقيقة اكثر من ايه فكرة اخرى . فاذا كان الكامل غير موجود ، فكيف يكون الناقص موجودا ؟
دليل الخلق
ولا نقصد به خلق العالم ، بل خلق ذات ، فاذا سالت ما علة وجودى ؟ .. لكن الرد : لا يمكن ان ، اكون انا علة وجود ذاتى ، لانه لو كانت لى القدرة على ان خلق نفسى ، لخلقتها كاملة بدون نقص والذى يستطيع ان يهب الوجود ، يستتتطيع ان يهب الكمال لهذا الوجود لذلك الكامل وحده هو القادر على خلقى . ويستبعد ديكارت فكرة وجودنا بواسطة الوالدين ، لانها علة لوجود الجسد لا النفس
الدليل الانطولوجى
هذا الدليل معناه استخلاص وجود الله من ماهيته . وهو ليس جديدا فى مجال الفلسفة ، اذ انه ظهر فى العصر الوسيط – مع القديس انسلم – ولكن ديكارت يستخدمه هنا بصورة هندسية ، لايقل يقينها فى نظرة عن يقين ايه حقيقة هندسية . يقول ديكارت : اننى لا يستطيع ان افصل فكرة المثلث عن مجموع زواياه . وكاننا نجد هنا نفس الضرورة المنطقية فى الرياضة والميتافيزيقا عند ديكارت . فالمثلث هو الشكل الهندسى الذى يكون مجموع زواياه يساوى زاويتين قائمنين ، وكذلك فان الكامل هو الذى يتضممن الوجود من بين صفاته ولا يمكن ان نتصور كائنا كاملا بدون وجوده
ومن الممكن ان نضع الدليل الانطولوجى فى صورة قياس على النحو الاتى
المقدمة الكبرى
الكائن الكامل هو الذى يملك كل صفات الكمال
المقدمة الصفرى
الوجود احدى هذه الصفات
النتيجة
الكائن الكامل يجب ان يكون موجودا ، ومن التناقض ان لا يكون موجودا
هكذا يؤكد ديكارت بصدق ويقين ، ان الله موجود والمقدمة الكبرى تقوم على قاعدة البداهة والوضوح والتميز فى فكرة الكامل ، و لا يوجد اكثر من كائن واحد تنطبق عليهه فكرة الكمال . والمقدمة الصغيرة تخضع لقاعدة التحليل ، باعتبار ان الوجودد من بين الصفات التى يتصف بها الكامل
ولقد اعترض الفيلسوف " كنظ " على هذا الدليل بقوله اننا لا نستطيع ان نستنتج الوجود من ايه فكرة ، لان الوجود يجب ان يكون سابقا على الماهيةة والحق ان الفكرة اليقينية عند ديكارت تعنى حقيقة الشىء ووجود ولا تعنى فقط مجرد تصوره الذهنى
كما ان هناك فرقا بين الافكار البسيطة ، والوضحة والمتميزة والافكار المركبة التى يمكن ان يؤلفها الذهن او الخيال مثل العنقاء . فالاولى تشير الى الوجود الحقيقى للشياء ، اما الثانية فيجب ان تتاكد من صدقها بتحليلها الى العناصر البسيطة التى تتالف منها
ولقد اعطى ديكارت عدة ضمانات لفكرة الكامل الطكامل بقوله انها بسيطة اى واضحة ومتميزة ، وفطرية اى لا يتطيع الانسان ان يصنعها ويخلقها
صفات الله
الله هو خالق الافكار الفطرية فينا وكل النفوس الانسان تصل الى معرفة الذات الالهية بواسطة مرة الكامل . فالله اذا من صفاته الكمال . والكامل يجب ان يكون واحدة ،، علة لذاته ازليا ابديا
ويصفه ديكارت فى التاملات بانه لا متناهى اى اننا لا نستطيع ان نحصى صفاته عدا ، والله عقل خالص ، وارادة فعاله وخالقة وارادة الله ومشيئته حرة ،، وهو واجب الوجود ولا يوجب عليه شىء ، وقدرة الله لا يحدها شىء قادرة على كل شىء . والحق اننا حين ندرك هذه الصفات انما ندركها من زاويتنا ، اى على نحو نسبى اما الله ، فهو بدرك صفاته وافعاله على نحو مطلق
كل هذه الصفات ذكرها الفلاسفة من قبل ، فى العصور الوسطى والقديمة ولكن ديكارت قد اضاف الى هذه الصفات ، صفة جديدة هى صفة الصدق الالهى اللهى صادق لايكذب ولا يخدع لان الخداع والكذب من صفات النقص لا الكمال ومن هنا استبعد ديكارت فكرة الشيطان الماكر الذى يخدع عن خبث وضعف . ان الصدق الالهى هو الضامن الوحيدد للحقيقة والعلم والاله لصادق اى خالق الحقائق الازلية والابدية ، هو اله العلم والعلماء الضامن ليقين فى نفوسنا وفى العلوم كلها
وقد تسءال البعض : كيف ياتى الصدق الالهى كصفه للذات الالهيه بعد اثبات وجودها واذا افتراضنا ان الصدق الالهى هو الضامن لحقيقة الفكرة " الكامل " فى عقولنا ، فان ذلك معناه ان هناك مصادرة على المطلوب ومنطقيا اننا نجعل المبدا شاملا للنتيجة التى نريد اثباتها
ويرد ديكارت على هذه الاعتراضات بقوله ، انا لسنا بحاجة الى الصدق الالهى عند معرفة الحقائق البديهية ، ولكننا فى حاله الى هذا الضمان فى المعرفة الاستنباطية وحدها . ويبقى سؤال الم نكن بحاجة الى هذا الضمان فى الاستدلالات العقليه على وجود الله يبدو ان بداهة الفكرة او يقين الفكرة الواضحة والمتميزه كان كافيا فى نظر ديكارت لسلامة الاستدلالات العقلية على وجود الله . لذلك ، فربما كانت علوم مثل الرياضة والميتافيزيقا ، التى تقوم اساسا على بداهة ويقين بعض الافكار البسيطة ، ليست فى حاجة الى الشمان الالهى منذ الداية بينما تكون العلوم الطبيعية فى حاجة الى الصدق الالهى . لذلك كان اثابات وجود العالم هو اليقين الثالث والاخير ، بعد يقين النفس والله
ديكارت والدين
من الواضحح ان ديكارت قد وضع العقائد الدينية جانبا ، فلم يجعلها موضوعا للشك ، او موضوعا للتامل والفكر ، لهذه العقائد فى نظرة تتجاوز قدرة العقل الانسانى . لذلك لم تقم فلسفته الميتافيزيقية من اجل تدعيم هذه العقائد والدفاع عنها كما كان الحال فى العصور الوسطى . لقد كان ديكارت يرى ان الميتافيزيقا العقلية ، لا تتعارض مع العقائد الدينية ، وانه من الممكن ان يسلم بها الناس ودياناتهم . ذلك لانه يقرر فيها استنادا الى نور العقل وفطرته الطبيعية ، ان الله موجود وتلك بدايه لازمه لكل عقيدة او فكر دينى
كان ديكارت مسيحيا مخلصا ،/ الى الحد الذى جعله يفكر فى تفسير بعض اسرار هذا الدين تفسيرا عقليا وسليما ، وكان يقول : انا افاخر بان الايمان يجد هنا ما يستند اليه من اسباب انسانية قويه . او احمد الله ان الاراء التى بدت لى صادقة جدا فى علم الطبيعة بالنظر الى العلل الطبيعية فقط ،ن كانت دائما هى الاراء التى تتفق جيدا مع الاسرار الدينية ومن اشهر عبارته ان الفلسفة الجيدة ،ن هى مثل العهد الجديد تمجيد للخالق
حقا اننا فى حاجة الى قوة عالية لفهم الدين لكل العقل يجب ان يكون هو االمسلة لمعرفة الله معرفة يقينية لا شك فيها
الانسان سيد ومالك للطبيعة ( اليقين الثالث
وجود العالم
هذا اليقين ياتى بعد يقين النفس والقين بوجود الله الذى يضمن وجود العالم الخارجى . والمعرفة اليقينية بالعالم لا تتحقق عن طريق الحواس بل عن طريق فكرة واضحة ومتميزة هى فكرة " الامتداد " والامتداد هنا هو الامتداد الهندسى الذى ندركة بالعقل . ويضرب لنا ديكارت مثلا بقطه شمع العسل ، التى لها حلاوه العسل وارئحة الزهور ، وهى جامده نستطيع ان نلمسها فاذا وضعنا هذه القطعة قرب النار ، فانه يتغير شكلها ولونها زحجمها .. الخ . ويكشف العقل وراء هذه التغيرات المحسوسة ، وبواسطة الحدس ، الطبيعة البسيطة الثابته فى قطعةة الشمع هذه ، نعنى الطبيعة المادية التى هى الجوهر المادى او الامتدادد وفى هذا ، يقول " اننى افهم قطعة الشمع " ، يعنى الحواس لا تكشف لنا الا عن وجودها
هكذا يسلم ديكارت بوجود جوهرين متميزين : الجوهر المفكر المادى ، وهذا هو اساس الثنائية فى مذهبه . وقد وصفه البعض بانه ابا للمثالثية والمادية والحق انه من الاصواب تفسير فلسفته على اغلاساس مذهبه العقلى الذى يدرك كلا الجوهرين المادى ، الامر الذى يجعل التفسير المادى الصرف بعيدا عن روح الفلسفة الديكارتبه العقليه . يؤكد ديكارت سيادة العقل على المادة وسيادة الفكر والعلم على العالم . وتلك هى اهم نظريات ديكارت التى توصل اليها فى معرفة العالم
الامتداد والحركة
كان ارسطو يفسر الحركة فى العالم ،، على الاساس القوة والفعل ،، اى على اساس تصورات ميتافيزيقية . ولكن ديكارت يريد تاسيس العلم الحديث على اليقين العقلى والرياضى . ولذلك جعل الامتداد الرياضى الذهنى جوهرا مقوما للاجسام . تلك هى الصفة الاولى التى تتصف بها الاجسام المادية ، وهى ان تكون ممتدة ،ن ولا توجد ايه مادة فى الكون لا تتصف بالامتداد . اما الصفات الاخرى التى تتصف بها المحسوسات مثل الالوان والاصوات والروائحح والطعوم ، فكلها " صفات ثابته " ندركها بالحواس لا بالفعل
هذا العالم المادى الذى جوهره الامتداد كله ملا وليس به خلاء مطلقا لان الخلاء معناه وجود مكان فارع من المادة ، وهذا خلف لان المكان هو نفسه مادة عند ديكارت . والمادة جوهر لا يتغير سواء فى السماء اوفى الارض . وقوانين العالم الطبيعى تنتطبق بنفس الصورة الرياضية على جميع الموجودات
وكان لابد وان يجد ديكارت تفسير لحركة الكون والافلاك بعيدا عن نظرية ارسطو فى " عقول الافلاك التى سادت فى العصور الوسطى
وقال ديكارت بان فكرة الامتداد مرتبة بفكرة الحركة لان الحركة هى خاصية الامتداد الطبيعى ( الفيزيائى ) ، ولا يمكن ان نتصور الحركة بدون امتداد هذه الحركة تخضع لقوانين اليه ، اى ميكانيكية . وقال ديكارت بمبدا " القصور الذاتى " بمعنى ان كل جسم يحتفظ بحاله من سكون او حركة ، ولا ينقل الى الحال المضادة ، الا بواسطة مؤثر خارجى ، وانه اذا اصطدم جسم باخر تغيرا اتجاهه . ويرى ديكارت ان الله قد اودع فى العالم عند خلقه له كميه من الحركة ثابته لا تزيد ولا تنقص ، وانه قد دفع الاجسامن الدفعة الاولى ، ثم جعلها تحتفظ بحركتها وهذه الاجسام تتحرك بحركة الدوامات اى حركة دائرية تشبه حركة داومه المساء
والحق ان ديكارت قد وضع هنا اصول علم الميكانيكا والفيزياء الحديثة التى تخضع للرياضيات بصورة مطلقة
حركة الكائن الحى
كل الاجسام عند ديكارت تتحرك تتحرك بحركة اليه الحيه منها والجامده . ولقد طبق هذه الاليه على جسم الحيوان وقال انها " حيوانات اليه " وهذه الحركة فى الاجسام الحيوانية ، انما تظمها " الروح الحيوانية التى تنتقل من القلب الى الخ
، وتنتشر فى الاعصاب والحياه والحركة اذا يتوقفان على الدورة الدموية (1) بحيث اذا تعطلت ، كان الموت
ولا فرق بين جسم الانسان وجسم الحيوان من هذه الناحية . فيبدا الفحياة واحد لا يتغير . ولكن هناك مساله يجب ان نتثيرها بالنسبة للانسان وهى عن طبيعة الصله بين النفس والجسم
الصله بين النفس والجسم
لو كان الانسان مجرد جسم ، لكان مثل سائ الكائنات الطبيعية ،/ ولكن الانسان نفس وجسم ، فما هى اذا الصله التى يمكن ان كون بين هذين الجوهرين ؟
وبالتالى ، فهل هناك اثر للنفس اساسية من بين المشاكل التى صعب على ديكارت والديكارتيين حلها . بالرغم من كل محاوله للموازنه بين احوال الجسم واحوال النفس ولقد حاولوا جميعا ان يفسروا وحده الطبيعة الانسانية
وتساءل ديكارت : على اى موضع من الجسم تؤثر النفس مباشرة ؟... واجاب هو عن سؤاله بقوله ، ان ذلك الموضع هو " الغده الصنوبرية " التى هى بمثابه الوسيط بين النفس والجسم . انها تتلقى من النفس الاوامر ، فتوصلها الى الاعصاب والعضلات ، كما تتلقى من الاعصاب الرسائل الوارده من العالم الخارجى فترسلها الى النفس ، والجسم يؤثر فى النفس بواسطه الاحساس والعاطفة ، ويتاثر بها عن طريق " الادادة " التى توجه حركاته وتغيرا تجاهاته ولقد اهتم ديكارت بدراسة انفعالات النفس الانسانية (1) وقال انها طبعية فى الانسان ، ولكن يجب ان تتجنب انحرافاتها وسؤ استعمالها وعلى الادارة ان تسيطر عليها ، لكى لا تعوق افعالها الادارة وتلك هى بداية الاخلاق التى ارجا ديكارت النظر فيها ، لكى ياخذ السائده فى المجتمع ، فتكون تلك الاخلاق ، اخلاقا مؤقته . اما الاخلاق العقلية عنده فهى تدعو الى مايسميه " الحب العقلى لله ، الذى يصبح حبا للنظام فى العالم ، وحبا للمخلوقات التى خلقها البادى وحبا للناس جميعا
هذا هو الانسان كما مثلته هذه الفلسفة العقلية انسان يخضع لعقله ، ويعرف القوانين الطبيعية والاجتماعية ولكن هذا الانسان ينعم بحريته فى هذا العالم ،ن وتكاد ان ، العقل مستقبل عن الجسم ، والروح مسقله عن المادة
المنهج التجريبى
ديفيد هيوم
( 1711 – 1776 )
فى طبيعة الذهن الانسانى
يعتبر كتاب " البحث فى الطبيعة الانسانية " اهم مؤلفات هيوم الفلسفسة على الاطلاق . ولقد اشرت فى كتاب سابق – النقد فى عصور التوير - ، ان مقدمة نقد العقل الخالص " تشبه الى حد كبير المقدمة التى كتبها هيوم لهذا الكتاب فكلاهما يبدا بنقد الفلسفة التى لم تتقدم مثل سائر علوم العصر والفلاسفة غرقون فى بحر من الجهل امام العقل الانسانى ولا شىء فى الفلسفة الا واصبح موضوعا للمناقشة ، وتضاربت حوله الاراء وان الصجحيح والصخب الذى نسمعه على ابوابها لليل على ان الحاله هنا ليست على مايرام ، ولقد اصبح الفلاسفة على ان الحالة هنا ليست على مايرام ، ولقد اصبح الفلاسفة اليوم عاجزين عن ايجاد حل لاهم السائل الفلسفسة وكذلك يؤكد كنط ، ان كثره المناقشات والمنازعات فى الميتافيزها بل وكثرة الحروب على ارضها ، تركت هذا العلم فى حاله من الفوضى والظلام
لكن ، ماهى المساله الفلسفية الاساسية فى نظر هيوم ؟ انه من الواضح ان جميع العلوم الخاصة بالرياضات والفيزياء والدين الطبيعى ، ، تتصل اتصالا وثيقا بالطبيعة او " بعلم الانسان " ، باعتبارة اساسا لجميع العلوم الاخرى . فالعلوم والمعارف الانسانية انما تتناول افكارا تصدر عن الذهن الانسانى لذلك يجب ان نبدو اكثر بداهة بالنسبة لعلوم اخرى مثل المنطق والاخلاق والنقد والسياسة ، باعتبارها خاصة بالطبيعة الانسانية ذاتها . اذا ، فمعرفة الطبيعة الانسانية ، بكل خواصها الثابته هى الشرشط الضرورى واللازم ، الذى يجب ان يتقدم كل علم وكل فلسفه ممكنه
ان هيوم حين يعرض لنا هذه الفكرة ، وانما يسير على نهج القدماء مثل سقراط وافلاطون ( اعرف نفسك ) وكذا المحدثين من امثال ديكارت ولوك وبركى . والحق انه اذا كنا نعرف الموضوعات الخارجية بواسطة الملاحظة والتجربة ، فاننا يجب ان تتبع نفس المنهج عند دراسة الذهن الانسانى ، مع المزيد من العناية والدقة . واذا كنا لا نستطيع على نحو سابق على تجربة اى قبلى . كذلك ينبغى ان يعلم ان طبيعة وما هبة النفس والجسم مازال يكتنفها الكثير من الغموض
كل معرفة صحيحة يجب ان نستمدها من الملا حظة والتجربة وبالتالى : يجب علينا ان نبدا فى مجال هذا العلم ( علم الانسان ) بملاحظة الانسان ، ملاحظة عماية دقيقة فى حياته الواقعية ، وفى المجتمع الذى يعيش فيه ولن تكون مهمة العالم هنا مجرد وصف للوقائع المنفصله انما مهمته الاساسية هى تصنيفها ، والكشف عن العلاقات التى تربط بينها
الافكار
يحتوى الذهن الانسانى على الافكار تعطينا المعرفة وهذه الافكار تختلف عن افكار تعطينا المعرفة وهذه الافكار تختلف عن الانطباعات الحسية من حيث قوتها وحيوتها . وهى تخطت طريقها داخل الذهن والشعور
ان الادراكات الحسية تشمل الاحساسات والانفعالات كما تظهر فى النفس . اما الافكار فهى الصور الباهته لهذه الانطباعات فى تفكيرنا واستدلالنا
ويقول هيوم فى الكتاب الاول من " البحث فى الطبيعة منا يدرك بسهوله الفرق بين الاحساس والتفكير لكن فى حالات خاصة مثل النوم ، والجنون ، والمرض ( الحمى ) والانفعال العنيف للنفس ، لانستطيع ان نفرق بين الاثنين
ويميزهيوم بين نوعين من الادراكات :ك الادراكات البسيطة والاداكات المركبه . فالبسيطة هى التى لا تقبل القسمة او الانفصال .. اما المركبه ، فهى التى تنقسم الى اجزاء . فمثلا ادراكنا للتفاحه يشمل مجموعة من الصفات الخاصة بلونها وطعمها ورائحتها ، وهذه الصفات لا تختلط ، ونستطيع دائما ان نميز الواحده من الاخرى
ويقوم هيوم " ان كل ادراكاتنا لها وجهان بوصفها انطباعات حسبه ويوصفها افكارا . وعندما اغمض عيناى وافكر فى حجرة ، فان افكارى عنها تكون تمثرت صحيحة للادراكات الحسبة التى كانت احسن بها . واذا استعرضت ادراكاتى الاخرى ، فاننى اجد دائما نفس التشابه ونفس التمثيل اذا فهناك توافق بين الافكار والانطباعات الحسبه "
والحق ان الامر يختلف تماما بالنسبة للادراكات المركطبه فالافكار الكركبه لا تطابقها انطباعات حسية ومن الممكن ان نتصور غرفة جديده جدرانها من ذهب واحجارها من ياقوت ، علما باننى لم ارى حياتى شيئا مثل ذلك ، ولكن اذا كنت رايت باريس فهل من المكن ان يكون عندى فكرة تمثلها بكل شوارعها وبيوتها بنفس شكلها وحجمها ؟
يختلف الامر بالنسبة للادراكات المركبه ، فمنها ما يؤكد ارتباط الافكار بالانطباعات الحسبة ، ومنها ما ينفيه والامر يبدو اكثر وضوحا بالنسبة للادركات البسيطة ويرى هيوم ، وان كل فكرة بسيطة يجب يجب ان يسبقها انطباع حتى بينما العكس ليس صحيحا . وبالتالى ، فاننا نستطيع ان يقوم ان الانطباعات الحسبة هى عله الافكار بينما الافكار لا يمكن ان يكون سببا للانطباعات الحسبة وبعتقد هيوم ، ان الانسان حين سببا يفقد احدى حواسه ، فانه لا يستطيع ان يكون الافكار التى تطابقها . فمثلا نحن لاتستطيع ان يكون فكرة صحيحية عن طعم الاناناس الا بعد ان نعرف مذاقه
ولكن هناك تجربة اخرى يشير اليها هيوم . فلنفرض ان هناك شخصا قد عرف شخصا قد عرف مجموعة الالوان بدرجاتها المختلفة باستثناء درجة خاصة الازرق ، لم تتاح له فرصة رؤيتها . فماذا يحدث عندما يصادفها ؟ هل يستطيع بخياله وحده ان يعطى لنفسه فكرة خاصة عن هذه الدرجة من اللون الازرق ؟ .. يعتقد بعض الناس ، انه لن يستطيع ذلك وبالتالى فان الافكار البسيطة لا تشتق دائما من الانطباعات الحسية المطابقة
وبجانب هذا الاستثناء الذى يمكن ان يحدث لقاعدة سبق الانطباع الحسى على الفكرة ، فاننا يجب ان نضع حدودا اخرى لهذه القاعدة ، وهى ان الانسان يستطيع ان يكون افكار ثانوية من الافكار الاولى ومعنى ذلك ، ان افكارنا البسيطة تنتيح عن الانططباعات الحسية على نحو مباشر او غير مباشر
هذا هو فى نظر هيوم ، المبد أ الاول والاساسى الذى يقوم عليه علم الطبيعة الانسانية . وهذا المبدا ينفى ما كان يتردد بين المفكرين من وجود افكار فطرية فى العقل ويؤكد ان كل الافكار وتاتينا عن طريق الاحساس او التفكير ( الافكار الثانوية ) مثلا ،، ان فكرة الامتداد او اللون تاتينا عن طريق لحس وبالتالى فهى ليست فطرية ، ذلك فافكارنا الخاصة بالانفعالات والاهواء تثبت اننا قد خبرناها فى ذاتنا
الانطباعات
من الممكن تقسيم الانطباعات الى نوعين : انطباعات الاحساس وانطباعات تفكير . والنوع الاول ينشا فى النفس من ، اسباب مجهوله ،، والنوع الثانى مشتق من افكارنا على النحو والعطش ، باللذة والالم ، ويظل اثره فى النفس ، حتى بعد اختفاء السبب الخارجى او الداخلى . وهذا الاثر المتبقى هو الذى نطلق عليه اسم المفكرة . وهذه الفكرة يدورها ،، ثؤثر فى النفس وتحدثث فيها انطباعا جديدا للرغبة التفكير . ومثل هذه الانطباعات التى تنقلها الذاكرة او الخيال ، تصبح افكارا يمكن ان تتولد منها انطباعات اخرى
ويجب انشير هنا ، الى ان كلمة " الفكرة " لها عند هيوم مدلول خاص .. فهى مجرد انطباع باهت ليس الا ، وليسست لها حقيقة فى ذاتها ، كما يظن العقليون او المثالثون . ومن هنا كان من الممكن رد الافكار بهذا المعنى الى الانطباع الحسى . كذلك فان فكرة التاثيروالاثر ، مثل اثر الميسم على الشمع ، لا تشير الى ايه فاعلية او نشاط للعقل الانسانى فى صنع الافكار
منهج البحث الفلسفى عند هيوم
يعتقد هيوم انه اذا كان يبدو من الطبيعى فى نظر البعض ان نبدا دراستنا بالانطباعات ، فانه سوف ينتخج هنا منهجا عكسيا . فعند دراسة طبيعة ومبادىء الذهن الانسانى ، يجب ان نقدم اولا تفسير خاصا بالافكار قبل ان ننتقل الى الانطباعات
افكار الذاكرة والخيال
اننا نستدل من التجربة على ان الانطباع الحاضر فى النفس يمكن ان يظهر مرة اخرى فى صورة فكرة . وهذه الفكرة يمكن ان تظهر بطريقتين مختلفتين . وفى حاله الاولى ، قد تحتفظ بدرجة عاليه من الحيويه ، فتكون وسطا بين الانطباع والفكرة . او انها تفقد هذه الحيويه فتكون فكرة بالمعنى الصحيح . وملكة النفس التى تساعدنا على تكرار الانطباعات ، تسمى الذاكرة والثانية هى الخيال او المخيلة . وافكار الذاكرة ترسم الاشياء بالوان مميزة وتكون الافكار اكثر قوة وحيوية من النوع الثانى . فعندما نتذكر حادثه ماضيه ، فان فكرتها ترسخ فى النفس بقوة
ولكن وظيفة الذاكرة لن تقتصر على حفظ الافكار انما هى تتخطها الى ترتيبها ونظظظامها فى المكان والزمان ويختلف الامر بالنسبة لافكار الخيال ، فهى لا تخضع لهذا النظام لمكانى او الترتيب الزمانى ، وكل الصور الخياليه تشهد بذلك
الترابط او التداعى بين الافكار
يلاحظ هيوم ان الخيال بامكانه ان يفصل الافكار البسيطة بعضها عن بعض ، ثم بعد ربطها من جديد على النحو الذى يراه ، ولكن ، هل من الممكن ان تتم مثل هذه العمليات بصورة عشوائية ؟ ام ان هناك مبادىء عامة تخضع لها فى كل الحالات ،، وفى كل زمان ومكان ؟ يقول هيوم ، ان هناك ثلاثه مبادى يمكن ان يتم بها هذا الترابط او هذا التداعى وهى
التشابه
التجاور فى المكان والزمان
السببيه
وليس من الضررورى ان نثبت ، انه عند ظهور فكرة ما تظهر لنا فكرة اخرى ، بواسطة واحد او اكثر من مبادى التداعى ، والخيال ينتقل من فكرة الى اخرى تشابهها ، بدون ايه قيود . ومن البديهى ،، ان الخيال ينتقل ايضا فى اجزاء المكان والزمان لكى يتصور الاشياء وذلك طبقل لقانون التجاوزة . اما المبدا الثالث ، فسوف يتناوله هيوم بالميزيد من العناية والدراسة
ويضيف هيوم الى ذلك ، ان هذه المبادى قد تنطبق بصورة غير مباشرة عندما تظهر فكرة ثالثه بين فكرتين وتكون بينها وبينهما واحدة من هذه العلاقات الثلاثه التشابه ، التجاور ، السببية ( علاقة السبب بالنتيجة )
فكرة او علاقة السببية
متى تنشا هذه العلاقة ؟.. انها تنشا عندما يكون موضع ما سببا فى افعال وحركات موضوع اخر او يكون علة لوجوده . وهناك نوع من الجاذبية . تحدث بين الافكار . تماما كما يحدث فى العالم الطبيعى بين الاشياء .ز وقد تبدو اثار هذه الجاذبية واضحة . فى حين ان اسبابها تظل غامضة . ومن الممكن ان ننسب هذه الاسباب الى صفات اصليه فى طبيعة الانسانية او فى طبيعة الاشياء ، ولكنا فى الحق لا نستطيع تفسيرها
ويعتقد هيوم ،، ان الفيلسوف الصحيح يجب ان يكتفى بالبحثث عن الاثار ، وبالقدر القيل عن العلل والاسباب . فالتوغل فى مثل هذه المباحث يؤدى الى " تاملات مبهجة وغير يقينية " ان فلسفة هيوم ترتكز على عدد كاف من التجارب ،، التى تبرهن على صحة مذهبه . من هنا ،، فهو يقسم الافكار المبركة الى ثلاثه انواع العلاقات ، والاحوال والجواهر ،، باعتبارها العناصر الاساسية التى تيتند اليها هذه الفلسفة
العلاقات
هذه الكلمة يمكن ان تفهم بالمعنى العام الشائع او بالمعنى الفلسفى الخاص . فالعلاقة بالمعنى العام هى التى تربط بين فكرتين على النحو الذى اشار اليه سابقا ( التجاوز – التشابه – السببية ) . اما العلاقة بالمفهوم الفلسفى ، فهى تشير الى الصله العارضضة بين فكرتين فى الخيال . وهو يقدم لها سبعة مصادر اساسية لهذه العلاقة الفلسفية
صله التشابه ، وهى اقوى العلاقات واعمها بين الاشياء . وعندما ما يزداد عدد الموضوعات المتشابهة ، فان الخيال يعجز عن تمثل هذه الزمن
علاقة الذاتية او الهوية وهى عامة وكلية وهى تتعلق بكل موجود يستمر وجودة فترة من الزمن
علاقات الزمان ولمكان ، وهى تعتبر مصدرا خصبا لمقارنات لانهاية لها بين الموضوعات . وهى على سبيل المثال البعد والقرب فوق وتحت ، قبل وبعد .. الخ
علاقات العدد والكم وهى علاقات خصبه للغاية ، وهى اساس العلوم الرياضة كلها
عندما تكون هناك صفات مشابهة بين الاشياء فقد تختلف فى درجاتها من حيث الوانها او ثقلها
علاقة التضاد : وهى تبدو لاول وهلة مناقضة لعلاقة التشابه ، ولكن التضاد يمكن ان يكون ايضا مصدرا لعلاقات جديدة بين الاشياء .ويفكر المناقضة بين الوجود واللاوجود باعتبارا فى الفكرة الوجود تستلزم وجود موضوع ما ،، بينما اللاوجود ينفى وجود هذا الموضوع من كل مكان وزمان . ووهذه فى نظرة علاقة التضاد الوحيدة التى يمكن ان توجد فى ذاتها
علاقة السببية : وهى النوع السابع من العلاقات الفلاسفية ، التى يمكن ان تنشا بين الاشياء والتى
يمكن ان تكون ايضا علاقة طبيعية ( بالمعنى الاول )
ويوضع هيوم ان " الاختلاف " بين الاشياء لا يمثل فى الحقيقة علاقةة فى ذاتها ، ولكنه نفى لثمة علاقة واقعية او ايجابية بين شيئين والاختلاف يمكن ان يكون نفيا للهوية ، وفى هذه الحاله يسمى اختلافا فى العدد ، او نفيا للتشابه ، ويسمى عند ئذ اختلافا فى الجنس
فكرة العلية
ويحلل هيوم فكرة العلية ، باحثا عن الاصل الذى تستشف منه ، وبالتالى عن الانطباع الاول الذى خرجت منه . ويرى اننا ندرك جميعا ، ان العلية لا تشير الى صفات خاصة بالاشياء بحيث اننا اذا وجدنا هذه الصفات ، قلنا عن الشىء انه سبب او نتيجة والعلية بالمعنى العام ، هى العلاقة او رابطة وليست صفه كلية او صفة خاصة فى الاشياء . واستطاع هيوم ان يحدد قواعد العلية على النحو الاتى
يجب ان تكون العلة مجاورة للمعلول
العلة سابقة على المعلول
يجب ان تكون العلاقة بين العلة والمعلول علاقة ثابته
نفس العلة تحدث نفس الملول
نفس المعلول يستلزم نفس العلة
عدم انتظام العلة والمعلول يكون نتيجة اختلاف العلل
المعلول المركب يكون نتيجة التاليف بين المعلولات المختلفة البسيطة التى نتجت عن اجزاء متفرقة
اذا وجدت العلة ولم يظهر المعلول ، فذلك لان هناك عوامل اخرى تساعد هذه العلة فى احدث اثرها فى المعلول
ومن الواضح هنا ، ان مفهوم هيوم للفكرة والانطباع والعلاقة والعلية باعتبارها مجردد سبب ونتيجة ، او فعل واثر له ،ن كل ذلك يؤكد لنا طبيعة المذهب الفلسفى الذى ينتمى اليه ، وكيف يخضع للظواهر ( او حتى المظاهر ) الحسبة الاشياء . ومن الواضح ايضا ، انه يرد كل المعانى الفلسفية الى اصلها الحمى واصبحت العلوم الرياضية وبخاصة علم الهندسة ، علما تجريبا . ولعل تقدم العلوم الرياضية وتنوعها القرن العشرين ، وانطلاقها من تعريفات وبديهيات ومسلمات مختلفة يشيرا الى ضعف نظرية هيوم
تفسير فكرة الضرورة فى العلية
يعتقد هيوم ، اننا يجب ان نترك جانبا البحث فى طبيعة العلاقة الضرورية التى تنطوى عليها فكرة العلية
وهو يكتفى بطرح السؤالين الاتبيين
ماهو السبب الذى يدفعنا الى التاكيد على ضرورة ان كل ما يبدا فى الوجود يجب ان تكون له عله ؟
لماذا نستنتج ان نفس العلل لها بالضرورة نفس المعلولات . وما هى طبيعة هذا الاستدلال المباشر الذى ينقلنا بالضرورة من العلة الى المعلول ، وبالتالى ماهى طبيعة هذا الاعتقاد الملازم لهذه الفكرة ؟
ان فكرة العلية تاتينا من الانطباعات التفكير من ، انطباعات الاحساس ، لذلك فكل ما يقال عن النوع الاول ينطبق بالتالى على النوع الثانى . وسوف نفتصر على تحليل الضرورة التى تنطوى عليها انطباعات التفكير
لماذا تكون العلة دائما ضرورية ؟
هناك قاعدة عامة يسلم بها الفلاسفة ، وهى ان كل موجود يجب ان يكون له عله لوجوده . وهذه القاعدة تبنى على الحدس المباشر ،، ولا يستطيع احد انكارها ولكننا اذا حاولنا تحليل هذه اليقين المباشر ،، وانها من طبيعة اخرى مخالفة تماما . فاليقين ينشا من علاقة ثابته بين افكار واحدة ، وهذه العلاقة الثابتة هى كما اشرنا التشابه ونسب الكم والعدد ، ودرجات الكيف . واخيرا التضاد . ونحن لا نجد ايه علاقة من هذه العلاقات متضمنه فى هذه القاعدة السالفة
وويستدل هيوم من هنا على ان القضية الفلسفية كل شيىء له بداية ، له علة لوجود ، انها ليست قضية يقينه ، وفضلا عن ذلك ، فالقول بان وجود شىء مايستلزم المبدا المنيح له ، غير صحيح ولا نجد اى برهان علية بواسطة الخيال نستطيع ان نميز بين فكرتين
فكرة العلية
فكرة بداية الوجود
والفصل بين هاتين الفكرتين ليس تناقضا او خلقا وهو وحده الذى يساعدنا فى تفسير الضرورة فى فكرة العلية
فوجود اى شىء ،ن يمكن ان نتساءل : ما اذا كان هذا الشىء سوف يوجد ام لا ! وثانيا ، اين ومتى يبدا وجودة !
يقول الفلاسفة : ان الشىء الذى لا يستلزم وجوده عله ما يكون لذاته ويعتقد هيوم ان هذا القول ، ينطوى على قدر كبير من التاقض . فاذا كنا ننفى العلة عن شىء ما فكيف ننسبها الى ذاته ! فنحن حين ننفى العلل الخارجية ، ننفى بالتالى وجود الشىء وجود الشىء ، والشى ، الذى يوجد بدون عله على الاطلاق ليس بقينا عله لذاته وعلى ذلك ، فكل شىء شى يبدا فى الوجود تكون له طه . كل شىء لاتحدثه عله ، انما ينشا عن العدم او اللاشىء ولكن العدم لا وجود له ، ولذلك لا يمكن ان يكون عله لاى شىء
فى طبيعة الاعتقاد
كيف نفرق بين فكرة الشىء الذى نعتقد انه موجود وفكرة الشى الذى لا نعتقد فى وجوده ؟ ... ويرى هيوم ان فكرة الشىء الذى نظن انه موجود لا تختلف فى شىء عن فكرة نفس الشىء حين لا يكون موجودا . فمثلا حين نثبت وجود الله ، لا نضيف الى فكرة الموجود الاول ايه صفه جديدة . وكذلك الحال بالنسبة الى الاشياء
ان الاعتقاد يرتبط بفكرة حبه تتعلق بانطباع حاضضر وكل فكرة تزاد حيوتها باضافة انطباع جديد الى الانطباعات القديمة
وقود الانطباع تاتى من قوة " التعود " ، ولا تاتى من العقل ، او الخيال " والعادة " هى الاصل الوحيد فى كل اعتقاد ملازم للانطباع الحاضر . ويرى هيوم انها نوع من الاحساس او العاطفة . وهذه العواطف لها دور فعال فى الفن والشعر ، بل وايضا فى الفلسفة . فما اكثر الافكار التى تاتينا عن طريق العدة ، ولا نجد لها تبرتيرا واضحا
الحق ان هيوم يعتقد ان هناك مسائل كثير
انه شك ارادى ، يفرضه الانسان بارادته على نفسه
انه شك مؤقت ،، لاشك دائم ومستمر والان ننتقل الى تحليل ديكارت للشك
الشك فى الحواس والخيال
يسستبعد ديكارت شهاد الحواس ، لانها تخدعنا احيانا . ومن الحذر ان لا نامل لمن خدعنا ولو مرة واحدة وعلى حد قوله " بسبب ان الحواس تخدعنا احيانا ، اردت ان افترض انه لا يوجد شىء يكون تماما مثلما تجعلنا الحواس نتخيله " ويتساءل ديكارت لماذا لا تكون تصوراتنا اثناء اليقظظة ، مثل الاحلام التى نراها فى النوم ؟... ان السبب الذى يدعونا الى الشك فى الحواس ، هو نفسه الذى يدعونا ال الشك فى الخيال فكلاهما يعطينا صورا مركبه توقعنا فى الخطا ،، وبالتالى يجب الششك فييها . اما العناصر البسيطة ، او الافكار البسيطة ، فهى وحدها التى تكون يقينية
الشك فى الذاكرة والعقل
يشير ديكارت الى الخطاه العقل فى بعضض الاستدلالات حتى فى ابسط مسائل الحساب والهندسة . ونحن نفهم ان هذا الخطا ناشى عن الذكرة التى تخوننا ، او اناشىء عن غفلة العقل حين يستسلم للخطأ
ويجب ان نؤكد ان الشك فى هذه الحالات لبس شكا " مطلقا " بل هو شك " منسبى " (1) فالشك فى الحواس مثلا ، ليس معناه ان الحواس لا يمكن ان تكون ، وسيلة للمعرفة ، او الخيال او الذاكرة او العقل . انما معناه اننا اذا اردنا ان نستخدم حواسنا وخيالنا واذكراتنا وعقلنا ، فيجب ان يكون استخداما سليما ، يجنبنا الوقوع فى الخطا
ويعتقد ديكارت ان علوم الحساب والهندسة التى تبدا دائما بالحقائق البسيطة تتضمن شيئا من اليقينن بينما علوم الطبيعة والفلك والطب ، تعتمد على الحقائق مركبه يمكن ان يتطرق الشك اليها
الشيطان الماكر
هذا هو البعدد الميتافيزيقى للشك عند ديكارت فخداع الحواس والخيال والذاكرة والعقل ، هو خداع الطبيعة والنفس ، وهو يريد ان يتجاوز هذا الخداع
لان ديكارت كان عالما رياضيا يعرف قيمة الحواس والخيال والذاكرة
الى خداع ميتافيزيقى يتمثل فيما يسمية " بالشيطان الماكر "
يقول ديكارت :ك ربما كان هنالك شيطان ماكر يتصف بالخبث والخداع ، كما يتصف بالقدرة ويكون قد استخدم كل فنه الخداعى . هذا الشيطان القادر قدرة ميتافيزيقية على الخداع يستطيع ان يعبث بالحقائق العقلية ،ن الازلية الابدية . كذلك فهو قادر على جعل الصديق كذبا ، والكذب صدقا
واذا كان الانسان يستطيع ان يتجنب خداع الطبيعة والنفس ، بواسططه المنهج القويم الذى وضعة ديكارت فانه لا يستطيع ان يواجه الشيطان الماكر . لذلك كانت فكرة الشيطان الماكر فكرة ميتافيزيقية ، ادت بديكارت الى اثبات وجود الله فيما بعد
انا افكر ، اذا انا موجود ( اليقين الاول )
يقول ديكارت : " انه مهما بلغ بى الشك مبلغا وهما كانت قدرة هذا الشيطان الماكر ، فانه لا يمكن ان يجعلنى عدما ، طالما افكر " وهكذا يتضح لديكارت الحقيقة الميتافيزيقية الاولى ، واليقين الاول فى الفلسفة الاولى ، وهو يقين الفكر ، او الذات المفكرة انا افكر ،، وانا واثق من اننى افكر ،، وحتى ولو شككت فى اننى افكر ، فمثل هذا الشك يقتضى ان افكر ايضا . وها هو الشك ينقلب الى اليقين ، يقين باننى افكر ، وبوجودى كذات مفكرة
ان ديكارت يكتشف " ذاته " اكتشافال ميتافيزيقيا بواسطة الفكر . والفكر فى مذهبه العقلى ، هو الحقيقة الوجود الانسانى هذذذذا ما عبر عنه بقضيته المشهورة انا افكر ، اذا انا موجود ، والتى تعرف عادة باسم " الكوجتو " (1) الديكارتى هو الارض ، الصلبه والثابته التى سبشيد عليها صرح الفسلفة الجديدة وهو اليقين الاول فى سلسلة الحقائق الميتافيزيقية .ز
كذلك ، فان الكوجتو يربط بين الفكر والوجود ومعنى ذلك ان له طبيعة انطولوجية
هذا الفعل اللاتينى معناه : انا افكر
ونحن نتسال : هل " الكوجتو " تجربة باطنه للذات ؟ هل يقوم على عملية استدلال عقلية ؟ ان فكرة التجربة الباطنه ، لم تخطر صراحة ببال ديكارت ، وان كان البعض يميل الى تفسيره على هذا النحو . ولكن ديكارت يرفض تماما ان يفسره على هذا النحو . ولكن ديكارت يرفض تماما ان يفسر الكوجتو على انه عمليه قياس عقلى تماما ان يفسر الكوجتو على انه عمليه قياس عقلى ، او استدلال نتيجة ( اذا انا موجود ) من مقدمة ( انا افكر ) . فالكوجتو حدس مباشر ، بمعنى اننى فى نفس اللحظة التى اشك فيها ، ادرك فيها اننى افكر وبالتالى اننى موجود ككائن مفكر
تلك الحقيقة ليست فيها مقدمة او نتيجة ، انها حقيقة واحدة بسيطة تتلخص فى فعل واحد هو الشك والذى يعنى التفكير بصفة عامة ، وتفكرى " انا " بوصفى " كائنا موجودا " بصفة خاصة
لكن ماذا يضمن لى فى الكوجتو اننى على يقين وعلى حق ؟ لاشى ء سوى اننى ادرك وجودى بالبداهة وبصورة واضحة ومتميزة . فالذى يشك هو " انا " والذى " يفكر " " والموجود "هو انا ايضا ، ولكن فى الحقيقة انا لا درك جسمى فى عملية التفكير ، بل ادرك ذاتى المفكرة . ويقول ديكارت : انا افكر بمعنى انا موجودا يتعقل ، ويشك ، ويثبت ، وينفى ، ويريد ، ولا يريد ، ويتخيل . وكل هذه الظواهر تفيد الفكر ، لانها تشترك جميعا فى اننا " ندركها مباشرة بانفسنا " ومعنى ذلك ان ادراك النفس سابق على ادراك الجسم ، ويقين الفكر اسبق من يقين الجسم . ذلك لاننى ادركك الفكر بالفكر نفسه ، بينما ادرك الجسم بواسطة العقل والحواس
ان ديكارت يميز اذا بين النفس والجسم ، ويجعل معرفة النفس ايسر من معرفة الجسمم ، ويجعل معرفة النفس ايسر من معرفة الجسم وهو يقول : " انه لو لم يكن الجسم موجودا على الاطلاق ، لكانت النفس موجودة بتمامها
نضيف الى ذلك ان يقين الكوجتو ليس كافيا لسببين
انه يقين اللحظة التى افكر او شك فيها
انه يجعل الذات المفكحرة فى عزله تامه عن العالم وعن الاخرين
لذلك كان يجب على ديكارت ان يبحث عن يقين اخر
فكرة الالوهية ( اليقين الثانى )
ينتقل ديكارت من اليقين الاول ، الى اليقين الثانى بصورة مباشرة . فالانا الذى يشك هو كائن ناقص والنقص لا يعرف الا فى مقابل الكمال ، لذلك لم يقف ديكارت عند حقيقة وجود الذات . فهذه الذات التى تفكر والتى تدرك وجودها عن طريق التفكير ، كم من الوقت هى تفكر ؟ وهل ينعدم وجود الذات لمنعدام تفكيرها ؟ .. ولا بد وان تكون ناقصة تلك الذات التى لا تستطيع ان تفكر دائما
واذا كان النقص لا يدرك الا فى مقابل الكمال فان الكمال عند ديكارت هو فكرة فطرية ، ولابد وان يكون الله الذى فطرها فينا ، لان الكائن الناقص لا يمكن ان يعرف بطبيعته الا النقص . والفكر الفطرية الفطرية هى مثل المبادىء الرياضية التى نستخلص منها الحقيقة . وليس مما يتعارض مع مهجه العقلى ، ان تكون الله فكرة فطرية فى اذهاننا . والفكرة الفطرية بسيطة واضحة ومتميزة ، ومن هنا كان يقين العقل بها ، يقينا لا يمكن ان يمسه الشك ابدا . ويرى ديكارت ان فكرة الكامل الفطرية فينا ، هى عبارة عن بديهية ميتافيزيقية ، مثل بديهيات الرياضة 0 الكل على النحو الاتى
دليل العلية
يلجا ديكارت الى الدليل التقليدى فى الفلسفة وهو دليل العلية . ولقد راينا كيف ان ارسطو قد استخدم دليل العليه لاثبات المحرك الاول ، كعله غائية للحركة فىالكون. وفكرة " العلية " هى التى تؤكد ان وراء ، كل معلوق علة . لعلة الاولى معناها اننا لا نستطيع ان نتدرج الى مالانهاية فى سلسة العلل ، بل يجب ان نتوقف عند علة اولى ، تكون هى علة لذاتها ولا " مشروطة " بعلة اخرى على يد تعبير افلاطون
يقول ديكارت ان الذات الناقصة التى تدرك بالبداهة الموجودة الكامل هى الذات موجودة ، فلا بد وان يكون الكائن الكامل موجودا ، لاننا لا نعقل ان يكون فى العلة اكثر مما فى العلة
ولقد اعتراض بعض المفكرين على فكرة الكمال عند ديكارت فقالوا ان هذه الفكرة التى يظن انها فطرية فى العقل ، ليست موجودة لدى الناس جميعا ، ولقد اجابهم ديكارت / مان الفكرة الفطرية هى الطرورة فكرة ملا زمة للعقل الانسانى وكلمة الله نشير الى اكمل ما يمكن ان نتصوروه من الموجودات بها . والفكرة الفطرية موجودة بالقوة فى كل ذهن انسانى ولكن يجب ان نخرجها بواسطة التامل من حاله القوة الى معرفة فعلية بالله . وهناك اعتراض اخر وجه الى ديكارت هو اننا لا نستطيع ان نتصور الكائن الكامل الابصورة سلبية بمعنى انه ضد الناقص . نحن نعرف النقص من ذاتنا انا الكامل فنحن لا نستطيع معرفته بصورة ايجابية ويرى ديكارت عكس ذلك ، اذ ان فكرة الكمال هى اكثر لانها تحتوى من المعانى ومن الحقيقة اكثر من ايه فكرة اخرى . فاذا كان الكامل غير موجود ، فكيف يكون الناقص موجودا ؟
دليل الخلق
ولا نقصد به خلق العالم ، بل خلق ذات ، فاذا سالت ما علة وجودى ؟ .. لكن الرد : لا يمكن ان ، اكون انا علة وجود ذاتى ، لانه لو كانت لى القدرة على ان خلق نفسى ، لخلقتها كاملة بدون نقص والذى يستطيع ان يهب الوجود ، يستتتطيع ان يهب الكمال لهذا الوجود لذلك الكامل وحده هو القادر على خلقى . ويستبعد ديكارت فكرة وجودنا بواسطة الوالدين ، لانها علة لوجود الجسد لا النفس
الدليل الانطولوجى
هذا الدليل معناه استخلاص وجود الله من ماهيته . وهو ليس جديدا فى مجال الفلسفة ، اذ انه ظهر فى العصر الوسيط – مع القديس انسلم – ولكن ديكارت يستخدمه هنا بصورة هندسية ، لايقل يقينها فى نظرة عن يقين ايه حقيقة هندسية . يقول ديكارت : اننى لا يستطيع ان افصل فكرة المثلث عن مجموع زواياه . وكاننا نجد هنا نفس الضرورة المنطقية فى الرياضة والميتافيزيقا عند ديكارت . فالمثلث هو الشكل الهندسى الذى يكون مجموع زواياه يساوى زاويتين قائمنين ، وكذلك فان الكامل هو الذى يتضممن الوجود من بين صفاته ولا يمكن ان نتصور كائنا كاملا بدون وجوده
ومن الممكن ان نضع الدليل الانطولوجى فى صورة قياس على النحو الاتى
المقدمة الكبرى
الكائن الكامل هو الذى يملك كل صفات الكمال
المقدمة الصفرى
الوجود احدى هذه الصفات
النتيجة
الكائن الكامل يجب ان يكون موجودا ، ومن التناقض ان لا يكون موجودا
هكذا يؤكد ديكارت بصدق ويقين ، ان الله موجود والمقدمة الكبرى تقوم على قاعدة البداهة والوضوح والتميز فى فكرة الكامل ، و لا يوجد اكثر من كائن واحد تنطبق عليهه فكرة الكمال . والمقدمة الصغيرة تخضع لقاعدة التحليل ، باعتبار ان الوجودد من بين الصفات التى يتصف بها الكامل
ولقد اعترض الفيلسوف " كنظ " على هذا الدليل بقوله اننا لا نستطيع ان نستنتج الوجود من ايه فكرة ، لان الوجود يجب ان يكون سابقا على الماهيةة والحق ان الفكرة اليقينية عند ديكارت تعنى حقيقة الشىء ووجود ولا تعنى فقط مجرد تصوره الذهنى
كما ان هناك فرقا بين الافكار البسيطة ، والوضحة والمتميزة والافكار المركبة التى يمكن ان يؤلفها الذهن او الخيال مثل العنقاء . فالاولى تشير الى الوجود الحقيقى للشياء ، اما الثانية فيجب ان تتاكد من صدقها بتحليلها الى العناصر البسيطة التى تتالف منها
ولقد اعطى ديكارت عدة ضمانات لفكرة الكامل الطكامل بقوله انها بسيطة اى واضحة ومتميزة ، وفطرية اى لا يتطيع الانسان ان يصنعها ويخلقها
صفات الله
الله هو خالق الافكار الفطرية فينا وكل النفوس الانسان تصل الى معرفة الذات الالهية بواسطة مرة الكامل . فالله اذا من صفاته الكمال . والكامل يجب ان يكون واحدة ،، علة لذاته ازليا ابديا
ويصفه ديكارت فى التاملات بانه لا متناهى اى اننا لا نستطيع ان نحصى صفاته عدا ، والله عقل خالص ، وارادة فعاله وخالقة وارادة الله ومشيئته حرة ،، وهو واجب الوجود ولا يوجب عليه شىء ، وقدرة الله لا يحدها شىء قادرة على كل شىء . والحق اننا حين ندرك هذه الصفات انما ندركها من زاويتنا ، اى على نحو نسبى اما الله ، فهو بدرك صفاته وافعاله على نحو مطلق
كل هذه الصفات ذكرها الفلاسفة من قبل ، فى العصور الوسطى والقديمة ولكن ديكارت قد اضاف الى هذه الصفات ، صفة جديدة هى صفة الصدق الالهى اللهى صادق لايكذب ولا يخدع لان الخداع والكذب من صفات النقص لا الكمال ومن هنا استبعد ديكارت فكرة الشيطان الماكر الذى يخدع عن خبث وضعف . ان الصدق الالهى هو الضامن الوحيدد للحقيقة والعلم والاله لصادق اى خالق الحقائق الازلية والابدية ، هو اله العلم والعلماء الضامن ليقين فى نفوسنا وفى العلوم كلها
وقد تسءال البعض : كيف ياتى الصدق الالهى كصفه للذات الالهيه بعد اثبات وجودها واذا افتراضنا ان الصدق الالهى هو الضامن لحقيقة الفكرة " الكامل " فى عقولنا ، فان ذلك معناه ان هناك مصادرة على المطلوب ومنطقيا اننا نجعل المبدا شاملا للنتيجة التى نريد اثباتها
ويرد ديكارت على هذه الاعتراضات بقوله ، انا لسنا بحاجة الى الصدق الالهى عند معرفة الحقائق البديهية ، ولكننا فى حاله الى هذا الضمان فى المعرفة الاستنباطية وحدها . ويبقى سؤال الم نكن بحاجة الى هذا الضمان فى الاستدلالات العقليه على وجود الله يبدو ان بداهة الفكرة او يقين الفكرة الواضحة والمتميزه كان كافيا فى نظر ديكارت لسلامة الاستدلالات العقلية على وجود الله . لذلك ، فربما كانت علوم مثل الرياضة والميتافيزيقا ، التى تقوم اساسا على بداهة ويقين بعض الافكار البسيطة ، ليست فى حاجة الى الشمان الالهى منذ الداية بينما تكون العلوم الطبيعية فى حاجة الى الصدق الالهى . لذلك كان اثابات وجود العالم هو اليقين الثالث والاخير ، بعد يقين النفس والله
ديكارت والدين
من الواضحح ان ديكارت قد وضع العقائد الدينية جانبا ، فلم يجعلها موضوعا للشك ، او موضوعا للتامل والفكر ، لهذه العقائد فى نظرة تتجاوز قدرة العقل الانسانى . لذلك لم تقم فلسفته الميتافيزيقية من اجل تدعيم هذه العقائد والدفاع عنها كما كان الحال فى العصور الوسطى . لقد كان ديكارت يرى ان الميتافيزيقا العقلية ، لا تتعارض مع العقائد الدينية ، وانه من الممكن ان يسلم بها الناس ودياناتهم . ذلك لانه يقرر فيها استنادا الى نور العقل وفطرته الطبيعية ، ان الله موجود وتلك بدايه لازمه لكل عقيدة او فكر دينى
كان ديكارت مسيحيا مخلصا ،/ الى الحد الذى جعله يفكر فى تفسير بعض اسرار هذا الدين تفسيرا عقليا وسليما ، وكان يقول : انا افاخر بان الايمان يجد هنا ما يستند اليه من اسباب انسانية قويه . او احمد الله ان الاراء التى بدت لى صادقة جدا فى علم الطبيعة بالنظر الى العلل الطبيعية فقط ،ن كانت دائما هى الاراء التى تتفق جيدا مع الاسرار الدينية ومن اشهر عبارته ان الفلسفة الجيدة ،ن هى مثل العهد الجديد تمجيد للخالق
حقا اننا فى حاجة الى قوة عالية لفهم الدين لكل العقل يجب ان يكون هو االمسلة لمعرفة الله معرفة يقينية لا شك فيها
الانسان سيد ومالك للطبيعة ( اليقين الثالث
وجود العالم
هذا اليقين ياتى بعد يقين النفس والقين بوجود الله الذى يضمن وجود العالم الخارجى . والمعرفة اليقينية بالعالم لا تتحقق عن طريق الحواس بل عن طريق فكرة واضحة ومتميزة هى فكرة " الامتداد " والامتداد هنا هو الامتداد الهندسى الذى ندركة بالعقل . ويضرب لنا ديكارت مثلا بقطه شمع العسل ، التى لها حلاوه العسل وارئحة الزهور ، وهى جامده نستطيع ان نلمسها فاذا وضعنا هذه القطعة قرب النار ، فانه يتغير شكلها ولونها زحجمها .. الخ . ويكشف العقل وراء هذه التغيرات المحسوسة ، وبواسطة الحدس ، الطبيعة البسيطة الثابته فى قطعةة الشمع هذه ، نعنى الطبيعة المادية التى هى الجوهر المادى او الامتدادد وفى هذا ، يقول " اننى افهم قطعة الشمع " ، يعنى الحواس لا تكشف لنا الا عن وجودها
هكذا يسلم ديكارت بوجود جوهرين متميزين : الجوهر المفكر المادى ، وهذا هو اساس الثنائية فى مذهبه . وقد وصفه البعض بانه ابا للمثالثية والمادية والحق انه من الاصواب تفسير فلسفته على اغلاساس مذهبه العقلى الذى يدرك كلا الجوهرين المادى ، الامر الذى يجعل التفسير المادى الصرف بعيدا عن روح الفلسفة الديكارتبه العقليه . يؤكد ديكارت سيادة العقل على المادة وسيادة الفكر والعلم على العالم . وتلك هى اهم نظريات ديكارت التى توصل اليها فى معرفة العالم
الامتداد والحركة
كان ارسطو يفسر الحركة فى العالم ،، على الاساس القوة والفعل ،، اى على اساس تصورات ميتافيزيقية . ولكن ديكارت يريد تاسيس العلم الحديث على اليقين العقلى والرياضى . ولذلك جعل الامتداد الرياضى الذهنى جوهرا مقوما للاجسام . تلك هى الصفة الاولى التى تتصف بها الاجسام المادية ، وهى ان تكون ممتدة ،ن ولا توجد ايه مادة فى الكون لا تتصف بالامتداد . اما الصفات الاخرى التى تتصف بها المحسوسات مثل الالوان والاصوات والروائحح والطعوم ، فكلها " صفات ثابته " ندركها بالحواس لا بالفعل
هذا العالم المادى الذى جوهره الامتداد كله ملا وليس به خلاء مطلقا لان الخلاء معناه وجود مكان فارع من المادة ، وهذا خلف لان المكان هو نفسه مادة عند ديكارت . والمادة جوهر لا يتغير سواء فى السماء اوفى الارض . وقوانين العالم الطبيعى تنتطبق بنفس الصورة الرياضية على جميع الموجودات
وكان لابد وان يجد ديكارت تفسير لحركة الكون والافلاك بعيدا عن نظرية ارسطو فى " عقول الافلاك التى سادت فى العصور الوسطى
وقال ديكارت بان فكرة الامتداد مرتبة بفكرة الحركة لان الحركة هى خاصية الامتداد الطبيعى ( الفيزيائى ) ، ولا يمكن ان نتصور الحركة بدون امتداد هذه الحركة تخضع لقوانين اليه ، اى ميكانيكية . وقال ديكارت بمبدا " القصور الذاتى " بمعنى ان كل جسم يحتفظ بحاله من سكون او حركة ، ولا ينقل الى الحال المضادة ، الا بواسطة مؤثر خارجى ، وانه اذا اصطدم جسم باخر تغيرا اتجاهه . ويرى ديكارت ان الله قد اودع فى العالم عند خلقه له كميه من الحركة ثابته لا تزيد ولا تنقص ، وانه قد دفع الاجسامن الدفعة الاولى ، ثم جعلها تحتفظ بحركتها وهذه الاجسام تتحرك بحركة الدوامات اى حركة دائرية تشبه حركة داومه المساء
والحق ان ديكارت قد وضع هنا اصول علم الميكانيكا والفيزياء الحديثة التى تخضع للرياضيات بصورة مطلقة
حركة الكائن الحى
كل الاجسام عند ديكارت تتحرك تتحرك بحركة اليه الحيه منها والجامده . ولقد طبق هذه الاليه على جسم الحيوان وقال انها " حيوانات اليه " وهذه الحركة فى الاجسام الحيوانية ، انما تظمها " الروح الحيوانية التى تنتقل من القلب الى الخ
، وتنتشر فى الاعصاب والحياه والحركة اذا يتوقفان على الدورة الدموية (1) بحيث اذا تعطلت ، كان الموت
ولا فرق بين جسم الانسان وجسم الحيوان من هذه الناحية . فيبدا الفحياة واحد لا يتغير . ولكن هناك مساله يجب ان نتثيرها بالنسبة للانسان وهى عن طبيعة الصله بين النفس والجسم
الصله بين النفس والجسم
لو كان الانسان مجرد جسم ، لكان مثل سائ الكائنات الطبيعية ،/ ولكن الانسان نفس وجسم ، فما هى اذا الصله التى يمكن ان كون بين هذين الجوهرين ؟
وبالتالى ، فهل هناك اثر للنفس اساسية من بين المشاكل التى صعب على ديكارت والديكارتيين حلها . بالرغم من كل محاوله للموازنه بين احوال الجسم واحوال النفس ولقد حاولوا جميعا ان يفسروا وحده الطبيعة الانسانية
وتساءل ديكارت : على اى موضع من الجسم تؤثر النفس مباشرة ؟... واجاب هو عن سؤاله بقوله ، ان ذلك الموضع هو " الغده الصنوبرية " التى هى بمثابه الوسيط بين النفس والجسم . انها تتلقى من النفس الاوامر ، فتوصلها الى الاعصاب والعضلات ، كما تتلقى من الاعصاب الرسائل الوارده من العالم الخارجى فترسلها الى النفس ، والجسم يؤثر فى النفس بواسطه الاحساس والعاطفة ، ويتاثر بها عن طريق " الادادة " التى توجه حركاته وتغيرا تجاهاته ولقد اهتم ديكارت بدراسة انفعالات النفس الانسانية (1) وقال انها طبعية فى الانسان ، ولكن يجب ان تتجنب انحرافاتها وسؤ استعمالها وعلى الادارة ان تسيطر عليها ، لكى لا تعوق افعالها الادارة وتلك هى بداية الاخلاق التى ارجا ديكارت النظر فيها ، لكى ياخذ السائده فى المجتمع ، فتكون تلك الاخلاق ، اخلاقا مؤقته . اما الاخلاق العقلية عنده فهى تدعو الى مايسميه " الحب العقلى لله ، الذى يصبح حبا للنظام فى العالم ، وحبا للمخلوقات التى خلقها البادى وحبا للناس جميعا
هذا هو الانسان كما مثلته هذه الفلسفة العقلية انسان يخضع لعقله ، ويعرف القوانين الطبيعية والاجتماعية ولكن هذا الانسان ينعم بحريته فى هذا العالم ،ن وتكاد ان ، العقل مستقبل عن الجسم ، والروح مسقله عن المادة
المنهج التجريبى
ديفيد هيوم
( 1711 – 1776 )
فى طبيعة الذهن الانسانى
يعتبر كتاب " البحث فى الطبيعة الانسانية " اهم مؤلفات هيوم الفلسفسة على الاطلاق . ولقد اشرت فى كتاب سابق – النقد فى عصور التوير - ، ان مقدمة نقد العقل الخالص " تشبه الى حد كبير المقدمة التى كتبها هيوم لهذا الكتاب فكلاهما يبدا بنقد الفلسفة التى لم تتقدم مثل سائر علوم العصر والفلاسفة غرقون فى بحر من الجهل امام العقل الانسانى ولا شىء فى الفلسفة الا واصبح موضوعا للمناقشة ، وتضاربت حوله الاراء وان الصجحيح والصخب الذى نسمعه على ابوابها لليل على ان الحاله هنا ليست على مايرام ، ولقد اصبح الفلاسفة على ان الحالة هنا ليست على مايرام ، ولقد اصبح الفلاسفة اليوم عاجزين عن ايجاد حل لاهم السائل الفلسفسة وكذلك يؤكد كنط ، ان كثره المناقشات والمنازعات فى الميتافيزها بل وكثرة الحروب على ارضها ، تركت هذا العلم فى حاله من الفوضى والظلام
لكن ، ماهى المساله الفلسفية الاساسية فى نظر هيوم ؟ انه من الواضح ان جميع العلوم الخاصة بالرياضات والفيزياء والدين الطبيعى ، ، تتصل اتصالا وثيقا بالطبيعة او " بعلم الانسان " ، باعتبارة اساسا لجميع العلوم الاخرى . فالعلوم والمعارف الانسانية انما تتناول افكارا تصدر عن الذهن الانسانى لذلك يجب ان نبدو اكثر بداهة بالنسبة لعلوم اخرى مثل المنطق والاخلاق والنقد والسياسة ، باعتبارها خاصة بالطبيعة الانسانية ذاتها . اذا ، فمعرفة الطبيعة الانسانية ، بكل خواصها الثابته هى الشرشط الضرورى واللازم ، الذى يجب ان يتقدم كل علم وكل فلسفه ممكنه
ان هيوم حين يعرض لنا هذه الفكرة ، وانما يسير على نهج القدماء مثل سقراط وافلاطون ( اعرف نفسك ) وكذا المحدثين من امثال ديكارت ولوك وبركى . والحق انه اذا كنا نعرف الموضوعات الخارجية بواسطة الملاحظة والتجربة ، فاننا يجب ان تتبع نفس المنهج عند دراسة الذهن الانسانى ، مع المزيد من العناية والدقة . واذا كنا لا نستطيع على نحو سابق على تجربة اى قبلى . كذلك ينبغى ان يعلم ان طبيعة وما هبة النفس والجسم مازال يكتنفها الكثير من الغموض
كل معرفة صحيحة يجب ان نستمدها من الملا حظة والتجربة وبالتالى : يجب علينا ان نبدا فى مجال هذا العلم ( علم الانسان ) بملاحظة الانسان ، ملاحظة عماية دقيقة فى حياته الواقعية ، وفى المجتمع الذى يعيش فيه ولن تكون مهمة العالم هنا مجرد وصف للوقائع المنفصله انما مهمته الاساسية هى تصنيفها ، والكشف عن العلاقات التى تربط بينها
الافكار
يحتوى الذهن الانسانى على الافكار تعطينا المعرفة وهذه الافكار تختلف عن افكار تعطينا المعرفة وهذه الافكار تختلف عن الانطباعات الحسية من حيث قوتها وحيوتها . وهى تخطت طريقها داخل الذهن والشعور
ان الادراكات الحسية تشمل الاحساسات والانفعالات كما تظهر فى النفس . اما الافكار فهى الصور الباهته لهذه الانطباعات فى تفكيرنا واستدلالنا
ويقول هيوم فى الكتاب الاول من " البحث فى الطبيعة منا يدرك بسهوله الفرق بين الاحساس والتفكير لكن فى حالات خاصة مثل النوم ، والجنون ، والمرض ( الحمى ) والانفعال العنيف للنفس ، لانستطيع ان نفرق بين الاثنين
ويميزهيوم بين نوعين من الادراكات :ك الادراكات البسيطة والاداكات المركبه . فالبسيطة هى التى لا تقبل القسمة او الانفصال .. اما المركبه ، فهى التى تنقسم الى اجزاء . فمثلا ادراكنا للتفاحه يشمل مجموعة من الصفات الخاصة بلونها وطعمها ورائحتها ، وهذه الصفات لا تختلط ، ونستطيع دائما ان نميز الواحده من الاخرى
ويقوم هيوم " ان كل ادراكاتنا لها وجهان بوصفها انطباعات حسبه ويوصفها افكارا . وعندما اغمض عيناى وافكر فى حجرة ، فان افكارى عنها تكون تمثرت صحيحة للادراكات الحسبة التى كانت احسن بها . واذا استعرضت ادراكاتى الاخرى ، فاننى اجد دائما نفس التشابه ونفس التمثيل اذا فهناك توافق بين الافكار والانطباعات الحسبه "
والحق ان الامر يختلف تماما بالنسبة للادراكات المركطبه فالافكار الكركبه لا تطابقها انطباعات حسية ومن الممكن ان نتصور غرفة جديده جدرانها من ذهب واحجارها من ياقوت ، علما باننى لم ارى حياتى شيئا مثل ذلك ، ولكن اذا كنت رايت باريس فهل من المكن ان يكون عندى فكرة تمثلها بكل شوارعها وبيوتها بنفس شكلها وحجمها ؟
يختلف الامر بالنسبة للادراكات المركبه ، فمنها ما يؤكد ارتباط الافكار بالانطباعات الحسبة ، ومنها ما ينفيه والامر يبدو اكثر وضوحا بالنسبة للادركات البسيطة ويرى هيوم ، وان كل فكرة بسيطة يجب يجب ان يسبقها انطباع حتى بينما العكس ليس صحيحا . وبالتالى ، فاننا نستطيع ان يقوم ان الانطباعات الحسبة هى عله الافكار بينما الافكار لا يمكن ان يكون سببا للانطباعات الحسبة وبعتقد هيوم ، ان الانسان حين سببا يفقد احدى حواسه ، فانه لا يستطيع ان يكون الافكار التى تطابقها . فمثلا نحن لاتستطيع ان يكون فكرة صحيحية عن طعم الاناناس الا بعد ان نعرف مذاقه
ولكن هناك تجربة اخرى يشير اليها هيوم . فلنفرض ان هناك شخصا قد عرف شخصا قد عرف مجموعة الالوان بدرجاتها المختلفة باستثناء درجة خاصة الازرق ، لم تتاح له فرصة رؤيتها . فماذا يحدث عندما يصادفها ؟ هل يستطيع بخياله وحده ان يعطى لنفسه فكرة خاصة عن هذه الدرجة من اللون الازرق ؟ .. يعتقد بعض الناس ، انه لن يستطيع ذلك وبالتالى فان الافكار البسيطة لا تشتق دائما من الانطباعات الحسية المطابقة
وبجانب هذا الاستثناء الذى يمكن ان يحدث لقاعدة سبق الانطباع الحسى على الفكرة ، فاننا يجب ان نضع حدودا اخرى لهذه القاعدة ، وهى ان الانسان يستطيع ان يكون افكار ثانوية من الافكار الاولى ومعنى ذلك ، ان افكارنا البسيطة تنتيح عن الانططباعات الحسية على نحو مباشر او غير مباشر
هذا هو فى نظر هيوم ، المبد أ الاول والاساسى الذى يقوم عليه علم الطبيعة الانسانية . وهذا المبدا ينفى ما كان يتردد بين المفكرين من وجود افكار فطرية فى العقل ويؤكد ان كل الافكار وتاتينا عن طريق الاحساس او التفكير ( الافكار الثانوية ) مثلا ،، ان فكرة الامتداد او اللون تاتينا عن طريق لحس وبالتالى فهى ليست فطرية ، ذلك فافكارنا الخاصة بالانفعالات والاهواء تثبت اننا قد خبرناها فى ذاتنا
الانطباعات
من الممكن تقسيم الانطباعات الى نوعين : انطباعات الاحساس وانطباعات تفكير . والنوع الاول ينشا فى النفس من ، اسباب مجهوله ،، والنوع الثانى مشتق من افكارنا على النحو والعطش ، باللذة والالم ، ويظل اثره فى النفس ، حتى بعد اختفاء السبب الخارجى او الداخلى . وهذا الاثر المتبقى هو الذى نطلق عليه اسم المفكرة . وهذه الفكرة يدورها ،، ثؤثر فى النفس وتحدثث فيها انطباعا جديدا للرغبة التفكير . ومثل هذه الانطباعات التى تنقلها الذاكرة او الخيال ، تصبح افكارا يمكن ان تتولد منها انطباعات اخرى
ويجب انشير هنا ، الى ان كلمة " الفكرة " لها عند هيوم مدلول خاص .. فهى مجرد انطباع باهت ليس الا ، وليسست لها حقيقة فى ذاتها ، كما يظن العقليون او المثالثون . ومن هنا كان من الممكن رد الافكار بهذا المعنى الى الانطباع الحسى . كذلك فان فكرة التاثيروالاثر ، مثل اثر الميسم على الشمع ، لا تشير الى ايه فاعلية او نشاط للعقل الانسانى فى صنع الافكار
منهج البحث الفلسفى عند هيوم
يعتقد هيوم انه اذا كان يبدو من الطبيعى فى نظر البعض ان نبدا دراستنا بالانطباعات ، فانه سوف ينتخج هنا منهجا عكسيا . فعند دراسة طبيعة ومبادىء الذهن الانسانى ، يجب ان نقدم اولا تفسير خاصا بالافكار قبل ان ننتقل الى الانطباعات
افكار الذاكرة والخيال
اننا نستدل من التجربة على ان الانطباع الحاضر فى النفس يمكن ان يظهر مرة اخرى فى صورة فكرة . وهذه الفكرة يمكن ان تظهر بطريقتين مختلفتين . وفى حاله الاولى ، قد تحتفظ بدرجة عاليه من الحيويه ، فتكون وسطا بين الانطباع والفكرة . او انها تفقد هذه الحيويه فتكون فكرة بالمعنى الصحيح . وملكة النفس التى تساعدنا على تكرار الانطباعات ، تسمى الذاكرة والثانية هى الخيال او المخيلة . وافكار الذاكرة ترسم الاشياء بالوان مميزة وتكون الافكار اكثر قوة وحيوية من النوع الثانى . فعندما نتذكر حادثه ماضيه ، فان فكرتها ترسخ فى النفس بقوة
ولكن وظيفة الذاكرة لن تقتصر على حفظ الافكار انما هى تتخطها الى ترتيبها ونظظظامها فى المكان والزمان ويختلف الامر بالنسبة لافكار الخيال ، فهى لا تخضع لهذا النظام لمكانى او الترتيب الزمانى ، وكل الصور الخياليه تشهد بذلك
الترابط او التداعى بين الافكار
يلاحظ هيوم ان الخيال بامكانه ان يفصل الافكار البسيطة بعضها عن بعض ، ثم بعد ربطها من جديد على النحو الذى يراه ، ولكن ، هل من الممكن ان تتم مثل هذه العمليات بصورة عشوائية ؟ ام ان هناك مبادىء عامة تخضع لها فى كل الحالات ،، وفى كل زمان ومكان ؟ يقول هيوم ، ان هناك ثلاثه مبادى يمكن ان يتم بها هذا الترابط او هذا التداعى وهى
التشابه
التجاور فى المكان والزمان
السببيه
وليس من الضررورى ان نثبت ، انه عند ظهور فكرة ما تظهر لنا فكرة اخرى ، بواسطة واحد او اكثر من مبادى التداعى ، والخيال ينتقل من فكرة الى اخرى تشابهها ، بدون ايه قيود . ومن البديهى ،، ان الخيال ينتقل ايضا فى اجزاء المكان والزمان لكى يتصور الاشياء وذلك طبقل لقانون التجاوزة . اما المبدا الثالث ، فسوف يتناوله هيوم بالميزيد من العناية والدراسة
ويضيف هيوم الى ذلك ، ان هذه المبادى قد تنطبق بصورة غير مباشرة عندما تظهر فكرة ثالثه بين فكرتين وتكون بينها وبينهما واحدة من هذه العلاقات الثلاثه التشابه ، التجاور ، السببية ( علاقة السبب بالنتيجة )
فكرة او علاقة السببية
متى تنشا هذه العلاقة ؟.. انها تنشا عندما يكون موضع ما سببا فى افعال وحركات موضوع اخر او يكون علة لوجوده . وهناك نوع من الجاذبية . تحدث بين الافكار . تماما كما يحدث فى العالم الطبيعى بين الاشياء .ز وقد تبدو اثار هذه الجاذبية واضحة . فى حين ان اسبابها تظل غامضة . ومن الممكن ان ننسب هذه الاسباب الى صفات اصليه فى طبيعة الانسانية او فى طبيعة الاشياء ، ولكنا فى الحق لا نستطيع تفسيرها
ويعتقد هيوم ،، ان الفيلسوف الصحيح يجب ان يكتفى بالبحثث عن الاثار ، وبالقدر القيل عن العلل والاسباب . فالتوغل فى مثل هذه المباحث يؤدى الى " تاملات مبهجة وغير يقينية " ان فلسفة هيوم ترتكز على عدد كاف من التجارب ،، التى تبرهن على صحة مذهبه . من هنا ،، فهو يقسم الافكار المبركة الى ثلاثه انواع العلاقات ، والاحوال والجواهر ،، باعتبارها العناصر الاساسية التى تيتند اليها هذه الفلسفة
العلاقات
هذه الكلمة يمكن ان تفهم بالمعنى العام الشائع او بالمعنى الفلسفى الخاص . فالعلاقة بالمعنى العام هى التى تربط بين فكرتين على النحو الذى اشار اليه سابقا ( التجاوز – التشابه – السببية ) . اما العلاقة بالمفهوم الفلسفى ، فهى تشير الى الصله العارضضة بين فكرتين فى الخيال . وهو يقدم لها سبعة مصادر اساسية لهذه العلاقة الفلسفية
صله التشابه ، وهى اقوى العلاقات واعمها بين الاشياء . وعندما ما يزداد عدد الموضوعات المتشابهة ، فان الخيال يعجز عن تمثل هذه الزمن
علاقة الذاتية او الهوية وهى عامة وكلية وهى تتعلق بكل موجود يستمر وجودة فترة من الزمن
علاقات الزمان ولمكان ، وهى تعتبر مصدرا خصبا لمقارنات لانهاية لها بين الموضوعات . وهى على سبيل المثال البعد والقرب فوق وتحت ، قبل وبعد .. الخ
علاقات العدد والكم وهى علاقات خصبه للغاية ، وهى اساس العلوم الرياضة كلها
عندما تكون هناك صفات مشابهة بين الاشياء فقد تختلف فى درجاتها من حيث الوانها او ثقلها
علاقة التضاد : وهى تبدو لاول وهلة مناقضة لعلاقة التشابه ، ولكن التضاد يمكن ان يكون ايضا مصدرا لعلاقات جديدة بين الاشياء .ويفكر المناقضة بين الوجود واللاوجود باعتبارا فى الفكرة الوجود تستلزم وجود موضوع ما ،، بينما اللاوجود ينفى وجود هذا الموضوع من كل مكان وزمان . ووهذه فى نظرة علاقة التضاد الوحيدة التى يمكن ان توجد فى ذاتها
علاقة السببية : وهى النوع السابع من العلاقات الفلاسفية ، التى يمكن ان تنشا بين الاشياء والتى
يمكن ان تكون ايضا علاقة طبيعية ( بالمعنى الاول )
ويوضع هيوم ان " الاختلاف " بين الاشياء لا يمثل فى الحقيقة علاقةة فى ذاتها ، ولكنه نفى لثمة علاقة واقعية او ايجابية بين شيئين والاختلاف يمكن ان يكون نفيا للهوية ، وفى هذه الحاله يسمى اختلافا فى العدد ، او نفيا للتشابه ، ويسمى عند ئذ اختلافا فى الجنس
فكرة العلية
ويحلل هيوم فكرة العلية ، باحثا عن الاصل الذى تستشف منه ، وبالتالى عن الانطباع الاول الذى خرجت منه . ويرى اننا ندرك جميعا ، ان العلية لا تشير الى صفات خاصة بالاشياء بحيث اننا اذا وجدنا هذه الصفات ، قلنا عن الشىء انه سبب او نتيجة والعلية بالمعنى العام ، هى العلاقة او رابطة وليست صفه كلية او صفة خاصة فى الاشياء . واستطاع هيوم ان يحدد قواعد العلية على النحو الاتى
يجب ان تكون العلة مجاورة للمعلول
العلة سابقة على المعلول
يجب ان تكون العلاقة بين العلة والمعلول علاقة ثابته
نفس العلة تحدث نفس الملول
نفس المعلول يستلزم نفس العلة
عدم انتظام العلة والمعلول يكون نتيجة اختلاف العلل
المعلول المركب يكون نتيجة التاليف بين المعلولات المختلفة البسيطة التى نتجت عن اجزاء متفرقة
اذا وجدت العلة ولم يظهر المعلول ، فذلك لان هناك عوامل اخرى تساعد هذه العلة فى احدث اثرها فى المعلول
ومن الواضح هنا ، ان مفهوم هيوم للفكرة والانطباع والعلاقة والعلية باعتبارها مجردد سبب ونتيجة ، او فعل واثر له ،ن كل ذلك يؤكد لنا طبيعة المذهب الفلسفى الذى ينتمى اليه ، وكيف يخضع للظواهر ( او حتى المظاهر ) الحسبة الاشياء . ومن الواضح ايضا ، انه يرد كل المعانى الفلسفية الى اصلها الحمى واصبحت العلوم الرياضية وبخاصة علم الهندسة ، علما تجريبا . ولعل تقدم العلوم الرياضية وتنوعها القرن العشرين ، وانطلاقها من تعريفات وبديهيات ومسلمات مختلفة يشيرا الى ضعف نظرية هيوم
تفسير فكرة الضرورة فى العلية
يعتقد هيوم ، اننا يجب ان نترك جانبا البحث فى طبيعة العلاقة الضرورية التى تنطوى عليها فكرة العلية
وهو يكتفى بطرح السؤالين الاتبيين
ماهو السبب الذى يدفعنا الى التاكيد على ضرورة ان كل ما يبدا فى الوجود يجب ان تكون له عله ؟
لماذا نستنتج ان نفس العلل لها بالضرورة نفس المعلولات . وما هى طبيعة هذا الاستدلال المباشر الذى ينقلنا بالضرورة من العلة الى المعلول ، وبالتالى ماهى طبيعة هذا الاعتقاد الملازم لهذه الفكرة ؟
ان فكرة العلية تاتينا من الانطباعات التفكير من ، انطباعات الاحساس ، لذلك فكل ما يقال عن النوع الاول ينطبق بالتالى على النوع الثانى . وسوف نفتصر على تحليل الضرورة التى تنطوى عليها انطباعات التفكير
لماذا تكون العلة دائما ضرورية ؟
هناك قاعدة عامة يسلم بها الفلاسفة ، وهى ان كل موجود يجب ان يكون له عله لوجوده . وهذه القاعدة تبنى على الحدس المباشر ،، ولا يستطيع احد انكارها ولكننا اذا حاولنا تحليل هذه اليقين المباشر ،، وانها من طبيعة اخرى مخالفة تماما . فاليقين ينشا من علاقة ثابته بين افكار واحدة ، وهذه العلاقة الثابتة هى كما اشرنا التشابه ونسب الكم والعدد ، ودرجات الكيف . واخيرا التضاد . ونحن لا نجد ايه علاقة من هذه العلاقات متضمنه فى هذه القاعدة السالفة
وويستدل هيوم من هنا على ان القضية الفلسفية كل شيىء له بداية ، له علة لوجود ، انها ليست قضية يقينه ، وفضلا عن ذلك ، فالقول بان وجود شىء مايستلزم المبدا المنيح له ، غير صحيح ولا نجد اى برهان علية بواسطة الخيال نستطيع ان نميز بين فكرتين
فكرة العلية
فكرة بداية الوجود
والفصل بين هاتين الفكرتين ليس تناقضا او خلقا وهو وحده الذى يساعدنا فى تفسير الضرورة فى فكرة العلية
فوجود اى شىء ،ن يمكن ان نتساءل : ما اذا كان هذا الشىء سوف يوجد ام لا ! وثانيا ، اين ومتى يبدا وجودة !
يقول الفلاسفة : ان الشىء الذى لا يستلزم وجوده عله ما يكون لذاته ويعتقد هيوم ان هذا القول ، ينطوى على قدر كبير من التاقض . فاذا كنا ننفى العلة عن شىء ما فكيف ننسبها الى ذاته ! فنحن حين ننفى العلل الخارجية ، ننفى بالتالى وجود الشىء وجود الشىء ، والشى ، الذى يوجد بدون عله على الاطلاق ليس بقينا عله لذاته وعلى ذلك ، فكل شىء شى يبدا فى الوجود تكون له طه . كل شىء لاتحدثه عله ، انما ينشا عن العدم او اللاشىء ولكن العدم لا وجود له ، ولذلك لا يمكن ان يكون عله لاى شىء
فى طبيعة الاعتقاد
كيف نفرق بين فكرة الشىء الذى نعتقد انه موجود وفكرة الشى الذى لا نعتقد فى وجوده ؟ ... ويرى هيوم ان فكرة الشىء الذى نظن انه موجود لا تختلف فى شىء عن فكرة نفس الشىء حين لا يكون موجودا . فمثلا حين نثبت وجود الله ، لا نضيف الى فكرة الموجود الاول ايه صفه جديدة . وكذلك الحال بالنسبة الى الاشياء
ان الاعتقاد يرتبط بفكرة حبه تتعلق بانطباع حاضضر وكل فكرة تزاد حيوتها باضافة انطباع جديد الى الانطباعات القديمة
وقود الانطباع تاتى من قوة " التعود " ، ولا تاتى من العقل ، او الخيال " والعادة " هى الاصل الوحيد فى كل اعتقاد ملازم للانطباع الحاضر . ويرى هيوم انها نوع من الاحساس او العاطفة . وهذه العواطف لها دور فعال فى الفن والشعر ، بل وايضا فى الفلسفة . فما اكثر الافكار التى تاتينا عن طريق العدة ، ولا نجد لها تبرتيرا واضحا
الحق ان هيوم يعتقد ان هناك مسائل كثير