• If this is your first visit, be sure to check out the FAQ by clicking the link above. You may have to register before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages, select the forum that you want to visit from the selection below.

Announcement

Collapse

قوانين المنتدى " التعديل الاخير 17/03/2018 "

فيكم تضلو على تواصل معنا عن طريق اللينك: www.ch-g.org

قواعد المنتدى:
التسجيل في هذا المنتدى مجاني , نحن نصر على إلتزامك بالقواعد والسياسات المفصلة أدناه.
إن مشرفي وإداريي منتدى الشباب المسيحي - سوريا بالرغم من محاولتهم منع جميع المشاركات المخالفة ، فإنه ليس
... See more
See more
See less

محمود درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • محمود درويش

    ما بعرف ازا فكرة ظريفة بس ما شفت كتيرقصائد لمحمود درويش
    وانا من اكتر الناس المعجبة في
    لزلك حابة انو ابدا باضافة قصائدو......
    انشالله يكون في ناس كتار متلي بحبو


    ورح ابدا باول قصيدة..................................






    كمقهى صغير هو الحبّ
    كمقهى صغير على شارع الغرباء –
    هو الحُبُّ... يفتح أَبوابه للجميع.
    كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:
    إذا هَطَلَ المطُر ازداد رُوَّادُهُ،
    وإذا اعتدل الجوُّ قَلُّوا ومَلُّوا..
    أنا ههنا – يا غريبةُ – في الركن أجلس
    ما لون عينيكِ؟ ما اُسمك؟ كيف
    أناديك حين تَمُرِّين بي, وأنا جالس
    في انتظاركِ؟
    مقهى صغيرٌ هو الحبُّ . أَطلب كأسَيْ
    نبيذٍ وأَشرب نخبي ونخبك . أَحمل
    قُبَّعتين وشمسيَّةً. إنها تمطر الآن.
    تمطر أكثر من أَيّ يوم ، ولا تدخلين.
    أَقول لنفسي أَخيراً: لعلَّ التي كنت
    أنتظرُ انتظَرَتْني.... أَو انتظرتْ رجلاً
    آخرَ – انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ,
    وكانت تقول: أَنا ههنا في انتظاركَ.
    ] ما لون عينيكَ؟ أَيَّ نبيذٍ تحبُّ؟
    وما اُسمُكَ ؟ كيف أناديكَ حين
    تمرُّ أَمامي [
    كمقهى صغيرٍ هو الحُبّ....












    لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
    ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


    لا طعم للحياة دون أحلام

    Jod

  • #2
    رد: محمود دريش

    حلو انا بحب محمود درويش ورح تابع الموضوع ناطرة القصيدة التانية
    مش هم بعد اليوم ان بهدلني حدااا
    صارت حياتي كلها شي بهدلي


    Comment


    • #3
      رد: محمود دريش

      Originally posted by b7bik fairouz View Post
      حلو انا بحب محمود درويش ورح تابع الموضوع ناطرة القصيدة التانية
      نورني
      لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
      ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


      لا طعم للحياة دون أحلام

      Jod

      Comment


      • #4
        رد: محمود درويش


        الجميلات هنَّ الجميلاتُ


        "نقش الكمنجات في الخاصرة"

        الجميلات هنَّ الضعيفاتُ

        "عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة"

        الجميلات هنَّ القوياتُ

        "يأسٌ يضيء ولا يحترق"

        الجميلات هنَّ الأميرات ُ

        "ربَّاتُ وحيٍِ قلق "

        الجميلات هنَّ القريباتُ

        "جاراتُ قوس قزح "

        الجميلات هنَّ البعيداتُ

        "مثل أغاني الفرح"

        الجميلات هنَّ الفقيراتُ

        "مثل الوصيفات في حضرة الملكة"

        الجميلات هنَّ الطويلاتُ

        "خالات نخل السماء"

        الجميلات هنَّ القصيراتُ

        "يُشرَبْنَ في كأس ماء"

        الجميلات هنَّ الكبيراتُ

        "مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق"

        الجميلات هنَّ الصغيراتُ

        "وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق"

        الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ

        إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات


        لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
        ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


        لا طعم للحياة دون أحلام

        Jod

        Comment


        • #5
          رد: محمود درويش

          كتيير حلو الموضوع ... وانا كمان من عشاق محمود درويش

          متابعة معك ....
          سأبقى انا ........ وسيبقى رأسي عاليا في السماء ....... ليس تكبرا ولا استعلاء ......
          بل هي ثقة بالنفس وكبرياء ..... وستبقى دمعتي غاليه ...... لأن لا شئ بالدنيا يستحق البكاء .....

          فكن مع الله يكن معك

          Comment


          • #6
            رد: محمود درويش

            Originally posted by thurea View Post
            كتيير حلو الموضوع ... وانا كمان من عشاق محمود درويش

            متابعة معك ....
            مرسي ع الدعم
            لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
            ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


            لا طعم للحياة دون أحلام

            Jod

            Comment


            • #7
              رد: محمود درويش

              هوَ هادئٌ، وأنا كذلك


              هوَ هادئٌ، وأنا كذلك

              يحتسي شاياً بليمونٍ،
              وأشربُ قهوةً،
              هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا.
              هوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
              وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
              هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً،
              أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
              هو هادئٌ، وأنا كذلك.
              يسألُ الجرسون شيئاً،
              أسألُ الجرسونَ شيئاً...
              قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا،
              فأجسّ فروةَ ليلها
              ويجسُّ فروةَ ليلها...
              أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
              وأكثرُ زرقةً.
              هو لا يقول لي: السماءُ اليوم صافيةٌ.
              هو المرئيُّ والرائي
              أنا المرئيُّ والرائي.
              أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى
              يحرك رجلَهُ اليُمنى.
              أدندنُ لحن أغنيةٍ،
              يدندن لحن أغنية مشابهةٍ.
              أفكِّرُ: هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟
              ثم أنظر نحو عينيه،
              ولكن لا أراهُ...
              فأتركُ المقهى على عجلٍ.
              أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبما
              هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
              هو خائفٌ، وأنا كذلك!
              لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
              ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


              لا طعم للحياة دون أحلام

              Jod

              Comment


              • #8
                رد: محمود درويش

                لم ينتظر احداً،

                لم ينتظر احداً،ولم يشعر بنقص في الوجود،أمامه نهرٌ رماديٌ كمعطفه،

                ونور الشمس يملأ قلبه بالصحو
                والاشجار عاليةٌ/ولم يشعر بنقصٍ في المكان،المقعد الخشبي، قهوته، وكأس الماءوالغرباء، والاشياء في المقهىكما هي،

                والجرائد ذاتها: أخبار أمس، وعالمٌ
                يطفو على القتلى كعادته/ولم يشعر بحاجته إلى أملٍ ليؤنسه

                كأن يخضوضرالمجهول في الصحراء

                أو يشتاق ذئب ما إلى جيتارةٍ

                فلن يقوى على التكرار...أعرف

                آخر المشوارمنذ الخطوة الأولى-

                يقول لنفسه- لم أبتعد عن عالمٍ،

                لم أقترب من عالم

                لم ينتظر أحداً..ولم يشعر بنقص

                في مشاعره. فما زال الخريف مضيفه الملكي،

                يغريه بموسيقى تعيد إليه عصر النهضة

                الذهبيّ...والشعر المقفى بالكواكب والمدى

                لم ينتظر
                أحداً أمام النهر/

                في اللا انتظار أصاهر الدوريّ

                في اللا انتظار أكون نهراً-قال-

                لا أقسو على نفسي، ولا

                أقسو على أحد،

                وأنجو من سؤال فادح:

                ماذا تريد

                ماذا تريد؟
                لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
                ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


                لا طعم للحياة دون أحلام

                Jod

                Comment


                • #9
                  رد: محمود درويش

                  يسلمن كتير حلو بس اذا موجود بين ريتا وعيوني بندقية كمان حلوة كتير
                  الحياة جميلة لدرجة تدعونا للنضال من اجلها
                  اجمل الايام تلك التي لم نعشها بعد

                  Comment


                  • #10
                    رد: محمود درويش

                    Originally posted by جورجي View Post
                    يسلمن كتير حلو بس اذا موجود بين ريتا وعيوني بندقية كمان حلوة كتير
                    تكرم عيووووووووووونك
                    لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
                    ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


                    لا طعم للحياة دون أحلام

                    Jod

                    Comment


                    • #11
                      رد: محمود درويش

                      ريتا
                      محمود درويش - فلسطين
                      بين ريتا وعيوني ... بندقية
                      والذي يعرف ريتا، ينحني
                      ويصلي
                      لإله في العيون العسلية

                      ... وأنا قبَّلت ريتا
                      عندما كانت صغيرة
                      وأنا أذكر كيف التصقت
                      بي ، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
                      وأنا أذكر ريتا

                      مثلما يذكر عصفورٌ غديره
                      آه ... ريتا
                      بينما مليون عصفور وصورة
                      ومواعيد كثيرة
                      أطلقت ناراً عليها ... بندقية

                      اسم ريتا كان عيداً في فمي
                      جسم ريتا كان عرساً في دمي
                      وأنا ضعت بريتا ... سنتين
                      وهي نامت فوق زندي سنتين
                      وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا
                      في نبيذ الشفتين
                      وولدنا مرتين
                      آه ... ريتا
                      أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
                      سوى إغفاءتين
                      وغيوم عسلية
                      !قبل هذي البندقية
                      كان يا ما كان
                      يا صمت العشيّة
                      قمري هاجر في الصبح بعيداً
                      في العيون العسلية
                      والمدينة
                      كنست كل المغنين، وريتا
                      بين ريتا وعيوني ... بندقية
                      لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
                      ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


                      لا طعم للحياة دون أحلام

                      Jod

                      Comment


                      • #12
                        رد: محمود درويش

                        1. أجمل حب
                        2. كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
                        1. وجدنا غريبين يوما
                        1. و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما
                        1. و كنت أؤلف فقرة حب..
                        1. لعينيك.. غنيتها!
                        1. أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
                        1. كما انتظر الصيف طائر
                        1. و نمت.. كنوم المهاجر
                        1. فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
                        1. و تبكي على أختها ،
                        1. حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
                        1. و نعلم أن العناق، و أن القبل
                        1. طعام ليالي الغزل
                        1. و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
                        1. على الدرب يوما جديداً !
                        1. صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
                        1. معا نصنع الخبر و الأغنيات
                        1. لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
                        1. يسير بنا ؟
                        1. و من أين لملم أقدامنا ؟
                        1. فحسبي، و حسبك أنا نسير...
                        1. معا، للأبد
                        1. لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
                        1. بديوان شعر قديم ؟
                        1. و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
                        1. أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
                        1. و حب الفقير الرغيف !
                        1. كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
                        1. وجدنا غريبين يوما
                        1. و نبقى رفيقين دوما
                        لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
                        ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


                        لا طعم للحياة دون أحلام

                        Jod

                        Comment


                        • #13
                          رد: محمود درويش

                          مقهى وأنت مع الجريدة

                          محمود درويش - فلسطين



                          مقهى، وأنت مع الجريدة جالس
                          لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ
                          والشمس تملأ نصفها الثاني ...

                          ومن خلف الزجاج تري المشاة المسرعين
                          ولا تُرى [إحدي صفات الغيب تلك:
                          ترى ولكن لا تُرى]
                          كم أنت حر أيها المنسي في المقهى!
                          فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك،
                          لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك،
                          أو يدقق في ضبابك إن نظرت
                          إلى فتاة وانكسرت أمامها..
                          كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي
                          في هذا الزحام بلا رقيب منك أو
                          من قارئ!
                          فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع
                          قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت
                          منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك
                          أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكون
                          كما تكون ... فلا صديق ولا عدو
                          يراقب هنا ذكرياتك /
                          فالتمس عذرا لمن تركتك في المقهى
                          لأنك لم تلاحظ قَصَّة الشَّعر الجديدة
                          والفراشات التي رقصت علي غمازتيها /
                          والتمس عذراً لمن طلب اغتيالك،
                          ذات يوم، لا لشيء... بل لأنك لم
                          تمت يوم ارتطمت بنجمة.. وكتبت
                          أولى الأغنيات بحبرها...
                          مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ
                          في الركن منسيّا، فلا أحد يهين
                          مزاجك الصافي،
                          ولا أحدٌ يفكر باغتيالك
                          كم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك




                          لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
                          ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


                          لا طعم للحياة دون أحلام

                          Jod

                          Comment


                          • #14
                            رد: محمود درويش

                            ضباب كثيف على الجسر
                            قال لي صاحبي، والضبابُ كثيفٌ
                            على الجسر:
                            هل يُعْرَفْ الشيءُ من ضدّهِ؟
                            قلت: في الفجر يتِّضحُ الأمرُ
                            قال: وليس هنالك وفتٌ أَشدّ
                            التباساً من الفجر,
                            فاترك خيالك للنهر/
                            في زرقة الفجر يُعْدَمُ في
                            باحة السجن, أو قرب حرش الصنوبر
                            شابٌ تفاءل بالنصر/
                            في زرقة الفجر ترسم رائحةُ الخبز
                            خارطةً للحياة ربيعيَّةَ الصيف /
                            في زرقة الفجر يستيقظ الحالمون
                            خفافاً ويمشون في ماء أَحلامهم
                            مرحين
                            - إلى أَين يأخذنا الفجرُ , والفجر
                            جِسْرٌ إلى أَين يأخذنا؟
                            قال لي صاحبي : مكاناً
                            لأُدفَنَ فيه. أريد مكاناً لأَحيا,
                            وأَلعنَهُ إن أردتُ
                            فقلت له – والمكان يمرُّ كإيماءة
                            بيننا : ما المكان؟
                            فقال: عُثُورُ الحواسِّ على موطىء
                            للبديهة،
                            ثم تنهد:

                            يا شارعاً ضيقاً كان يحملني
                            في المساء الفسيح إلى بيتها
                            في ضواحي السكينةْ
                            أما زلت تحفظ قلبيَ
                            عن ظهر قلب،
                            وتنسى دخان المدينة؟


                            قلت له: لا تراهن على الواقعىّ
                            فلن تجد الشيء حياً كصورته في
                            انتظارك....
                            إنَّ الزمان يُدجِّن حتى الجبال
                            فتصبح أَعلى, وتصبح أوطأ مما عرفت.
                            إلى أَين يأخذنا الجسرُ؟
                            قال: وهل كان هذا الطريقُ
                            طويلاً إلى الجسرِ؟
                            قلت: وهل كان هذا الضبابُ
                            كثيفاً على دَرَج الفجرِ؟

                            كم سنةً كُنْتَ تشبهني؟
                            قال: كم سَنَةً كُنْتَ أَنتَ أَنا؟
                            قلتُ: لا أَتذكَّرُ
                            قال: ولا أتذكر أني تذكرت
                            غير الطريق

                            وغنَّى:
                            ] على الجسر’ في بلد آخرٍ
                            يعلن الساكسفونُ انتهاءَ الشتاء
                            على الجسر يعترف الغرباء
                            بأخطائهم ، عندما لا يشاركهم
                            أَحَدٌ في الغناء [


                            وقلت له: منذ كم سنة نَسْتَحِثُّ
                            الحمامة: طيري إلى سدرة المنتهى،
                            تحت شباكنا’ يا حمامة طيري وطيري
                            فقال: كأني نسيت شعوري
                            وقال: وعما قليل نقلِّد أَصواتنا
                            حين كنا صغيرين . نلثغ بالسين واللام.
                            نغفو كزوجي يمام على حالها ’ خلف
                            صورتها في مخيلتي . والسماءُ القديمةُ
                            صافية اللون والذهن ، إن لم
                            يَخُنّي الخيال ، تظلُّ على حالها
                            مثل صورتها في مخيّلتي، والهواء
                            الشهيُّ النقيّ البهيّ يظل على
                            حاله في انتظاري.. يظلُّ على حاله.

                            قلت: يا صاحبي ’ أَفْرَغتني الطريقُ
                            الطويلة من جسدي. لا أحس بصلصاله.
                            لا أحسُّ بأحواله. كلما سرت طرت.
                            خطايَ رؤاي. وأَما((أنا )) ي، فقد
                            لَوَّحَتْ من بعيد:

                            ((إذا كان دربُكَ هذا
                            طويلاً
                            فلي عَمَلٌ في الأساطير))

                            أيدٍ إلهيَّةٌ دَرَّبيتنا على حفر أسمائنا
                            في فهارس صفصافة. لم نكن واضحين
                            ولا غامضين . ولكنَّ أسلوبنا في
                            عبور الشوارع من زمنٍ نحو آخرَ
                            كان يثير التساؤل: مَنْ هؤلاءِ
                            الذين إذا شاهدوا نخلةً وقفوا
                            صامتين وخرّوا على ظلِّها ساجدين؟
                            ومن هؤلاء الذين إذا ضحكوا أزعجوا
                            الآخرين؟

                            على الجسر ’ في بلد آخر ، قال لي
                            يُعْرَفُ الغرباءُ من النَّظَر المتقطِّع في الماء,
                            أو يُعْرَفُون من الانطواء وتأتأة المشي.
                            فابنُ البلاد يسير إلى هدفٍ واضحٍ
                            مستقيمَ الخطى . والغريب يدور على
                            نفسه حائراً

                            قال لي: كُلُّ جسرِ لقاء ... على
                            الجسر أدخل في خارجي, وأسلم
                            قلبي إلى نَحْلَةٍ أو سُنُونُوَّةٍ
                            قلت: ليس تماماً. على الجسر أمشي
                            إلى داخلي ، وأروِّض نفسي على
                            الانتباه إلى أمرها . كُلُّ جسرٍ فصام ’
                            فلا أنت كما كنت قبل قليل،
                            ولا الكائنات هي الذكريات

                            أنا اثنان في واحد
                            أم أنا
                            واحدٌ يتشظى إلى اثنين
                            يا جسْرُ يا جسرُ
                            أيّ الشَّتِيتَيْنِ منا أَنا؟

                            مشينا على الجسر عشرين عاما
                            مشينا على الجسر عشرين مترا
                            ذهاباً إياباً’
                            وقلت: ولم يبقَ إلاّ القليل
                            وقال : ولم يبقَ إلاّ القليل
                            وقلنا معاً’ وعلى حدة’ حالمين:

                            - سأمشي خفيفاً’ خُطَايَ على الريحِ
                            قوسٌ تدغدغ أرضَ الكمان
                            سأسمعُ نبض دمي في الحصى
                            وعُرُوق المكان

                            - سأسندُ رأسي إل جذع خَرُّ وبٍة’
                            هي أُمِّي ’ ولو أنْكَرَتْني
                            سأغفو قليلاً’ ويحملني طائران صغيران
                            أعلى وأعلى .... إلى نجمةٍ شرّ دَتْني

                            - سأُوقظُ روحي على وَجَعٍ سابق
                            قادم كالرسالة ’ من شرفة الذاكرةْ
                            سأهتف: ما زلتُ حيّاً، للأنيَ
                            أَشعر بالسهم يخترق الخاصرةْ

                            -سأنظر نحو اليمين’ إلى جهة الياسمين
                            هناك تعلَّمْتُ أُولى أغاني الجسدْ
                            سأنظر نحو اليسار إلى جهة البحر
                            حيث تعلَّمتُ صَيْدَ الزَّبَدْ


                            -سأكذب مثل المراهق : هذا الحليب
                            على بنطلوني ثُمَاَلةُ حُلْمٍ تحرَّ ش بي.. وانتهى
                            سأنكر أني أُقلِّدُ قيلولة الشاعر
                            الجاهليِّ الطويلةَ بين عيون المها

                            - سأشرب من حَنَفيَّة ماء الحديقة حفنةَ
                            ماء. وأَعطش كالماء شوقاً إلى نفسِهِ
                            سأسأل أوّل عابر درب: أَشاهدتَ
                            شخصاً على هيئة الطيف’ مثلى ، يُفتِّش
                            عن أَمسِه؟


                            -سأحمل بيتي على كتفيَّ... وأَمشي
                            كما تفعل السلحفاة البطيئةْ
                            سأصطاد نسراً بمكنسة’ ثم أسأل:
                            أَين الخطيئة؟
                            - سأبحث في الميثولوجيا وفي الأر كيولوجيا
                            وفي كل جيم عن اسمي القديم
                            ستنحازُ إحدى إلهات كَنْعَانَ لي’ ثُمَّ
                            تحلف بالبرق: هذا هو ابني اليتيم
                            - سأُثني على امرأةٍ أنجبتْ طفلةً

                            في الأنابيب. لكنها لا تمتُّ إليها بأيِّ شَيَهْ
                            سأبكي على رجل مات حين انتَبهْ


                            - سآخذ سطر المَعَرّيّ ثم أُعدِّلُه:
                            جَسَدي خرقَةٌ من تراب ’ فيا خائطَ
                            الكون خِطْني!
                            سأكتب: يا خالقَ الموت ’ دعني
                            قليلاً.... وشأني !

                            - سأوقظ موتايَ: نحن سواسيةٌ أيها
                            النائمون, أما زلتُم مثلنا تحملون
                            بيوم القيامةْ؟
                            سأجمع ما بعثرته الرياحُ من الغَزَل
                            القُرْ طُبيَّ،وأكملُ طَوْقَ الحمامةْ

                            -سأختار من ذكرياتي الحميماتِ
                            وَصْفَ الملائم: رائحة الشرشف المتجعّد
                            بعد الجِماع كرائحة العشب بعد المطرْ
                            سأشهد كيف سيخضرُّ وجه الحجرْ

                            - سيلسعُني وَرْدُ آذارَ, حيث وُلدتُ
                            للأوّل مَرّةْ
                            ستحمل بي زهرةُ الجُلَّنار, وأُولَدُ منها
                            لآخر مَرَّةْ!


                            - سأَنأى عن الأمس ’ حين أُعيد
                            له إرثه : الذاكرةْ
                            سأدنو من الغد حين أطارد قُبَّرةً

                            ماكرةْ
                            -سأعرف أَني تأخَّرْتُ عن موعدي

                            وسأعرف أنَّ غدي
                            مَرَّ , مَرَّ السحابِة ’ منذ قليل’
                            ولم ينتظرني
                            سأعلم أن السماء ستمطر بعد قليل
                            عليَّ
                            وأَنّي
                            أَسير على الجسر /

                            هل نطأ الآن أرض الحكاية؟ قد
                            لا تكون كما نتخيّلُ ((لا هي سَمْنٌ
                            و لا عَسَلٌ)) والسماء رماديَّةُ اللون.
                            والفجر ما زال أزرقَ ملتبساً. ما
                            هو الزمن الآن ؟ جسرٌ يطول
                            ويقصُرُ.. فجر يطول ويمكر. ما
                            الزمن الآن؟/

                            تغفو البلادُ القديمةُ خلف قلاع
                            سياحيّةٍ . والزمان يهاجر في نجمة
                            أحرقت فارساً عاطفياً. فيا أيها
                            النائمون على إبر الذكريات ! أَلا
                            تشعرون بصوت الزلازل في حافر الظبي؟

                            قلت له: هل أَصابتك حُمَّى؟
                            فتابع كابوسه: أَيها النائمون!ألا
                            تسمعون هسيس القيامة في حبة
                            الرمل؟
                            قلت له : هل تكلمني؟ أم تكلِّم
                            نفسك؟
                            قال: وصلتُ إلى آخر الحلم...
                            شاهدتُ نفسي عجوزاً هناك’
                            وشاهدتُ قلبي يطارد كلبي هناك
                            وينبحُ.. شاهدتُ غرفةَ نومي
                            تُقَهْقِهُ: هل أنتَ حيّ؟ تعال
                            لأحمل عنك الهواء وعكازك الخشبيَّ
                            المرصَّع بالصدف المغربيِّ !! فكيف
                            أُعيد البداية’ يا صاحبي ’ من أَنا؟
                            من أنا دون حُلْم ورفقة أُنثى؟

                            فقلت : نزور فتات الحياة , الحياة
                            كما هي’ ولنتدرَّبْ على حُبّ أشياء
                            كانت لنا’ وعلى حُبّ أشياء ليست
                            لنا... ولنا إن نظرتا إليها معاً من
                            علٍ كسقوط الثلوج على جَبَلٍ
                            قد تكون الجبال على حالها
                            والحقول على حالها
                            والحياة بديهية ومشاعاً’
                            فهل ندخل الآن أرض الحكاية يا
                            صاحبي؟
                            قال لي : لا أُريد مكاناً لأُدفن فيه
                            أريد مكاناً لأحيا ’وألعنه لو أردت...

                            وحملق في الجسر: هذا هو الباب.
                            باب الحقيقة. لا نستطيع الدخول ولا
                            نستطيع الخروج
                            ولا يُعْرَفُ الشيء من ضدِّهِ
                            ألممرات مُغْلَقَةٌ
                            والسماءُ رماديَّةُ الوجه ضَيِّقَةٌ
                            ويدُ الفجر ترفع سروال جنديّةٍ
                            عالياً عالياً...

                            وبقينا على الجسر عشرين عاماً
                            أكلنا الطعام المعلّب عشرين عاماً
                            لبسنا ثياب الفصول’
                            استمعنا إلى الأغنيات الجديدة,

                            جَيِّدةِ الصنع’
                            من ثكنات الجنود

                            تزوَّج أولادنا بأميرات منفى
                            وغيَّرن أسماءهم’
                            وتركنا مصائرنا لهواة الخسائر
                            في السينما
                            وقرأنا على الرمل آثارنا
                            لم نكن غامضين ولا واضحين

                            كصورةِ فجرٍ كثيرِ التثاؤُبِ /
                            قلت : أما زال يجرحك الجرح ’ يا
                            صاحبي؟
                            قال لي: لا أُحسُّ بشيْ
                            فقد حوَّلت فكرتي جسدي دفتراً للبراهين,
                            لا شيء يثبت أَني أنا
                            غَيْرُ موتٍ صريحٍ على الجسر,
                            أَرنو إلى وردة في البعيد
                            فيشتعل الجمر
                            أرنو إلى مسقط الرأس ’ خلف البعيد
                            فيتسع القبرًُ /

                            قلت : تمهل و لا تَمُتِ الآن . إنَّ الحياةَ
                            على الجسر ممكنةٌ . والمجاز فسيح المدى
                            ههنا بَرْزَخٌ بين دنيا و آخرةٍ
                            بين منفى وأرضٍ مجاورةٍ...
                            قال لي , والصقور تحلق من فوقنا:
                            خُذِ اسمي رفيقاً وحدِّثْهُ عني
                            وعش أنت حتى يعود بك الجسر
                            حياً غدا
                            لا تقل : إنه مات , أو عاش
                            قرب الحياة سدى!
                            قل: أطلَّ على نفسه من علٍ
                            ورأى نفسه ترتدي شجراً , واكتفى
                            بالتحيَّةِ: /

                            إن كان هذا الطريق طويلاً
                            فلي عَمَلٌ في الأساطير /

                            كنت وحيداً على الجسر ’ في ذلك
                            اليوم ، بعد اعتكاف المسيح على
                            جبل في ضواحي أريحا ... وقبل القيامة.
                            أمشي و لا أستطيع الدخول ولا أستطيع
                            الخروج ... أدور كزهرة عبَاد شمسٍ
                            وفي الليل يوقظني صوت حارسة الليل
                            حين تغنّي لصاحبها:

                            لا تَعِدْني بشيء
                            ولا تُهدِني
                            وردةً من أريحا!
                            لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
                            ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.


                            لا طعم للحياة دون أحلام

                            Jod

                            Comment


                            • #15
                              رد: محمود درويش

                              رووووووعة فقدنالك اهلا وسهلا بهالطلة وهالقصيدة الحلوة
                              مش هم بعد اليوم ان بهدلني حدااا
                              صارت حياتي كلها شي بهدلي


                              Comment

                              Working...
                              X