في أحد الأزمان دخل الربيع و طرق باب الأرض و فتحت له أبوابها و هي في أبهى صورها حيث لبست له فستان بلون البنفسج و رائحة بعطر القدر لاستقبال الربيع و هي من الفرحة تملك الكثير بقدوم هذا الفصل البهي بسحره الشجي .
بدأت أهازيج الفرح بقدوم هذا الغائب و بدأت الأشجار تتمايل مع النسيم و الأزهار ترقص على تراتيل أنغام العشق التي ملأت القلوب و طهّرت النفوس و بدأ القمر يكتب قدر جديد للبشرية بخطوطه الأبدية التي انبثقت من ظلام الكون إلى شروق النرجس على أطلال المحبة و تلال الصداقة و هضاب الأمل و طمرت جميع حفر الظلام بلونها الداكن .
في ليلة حارت بها نجوم الكون و استعجبت بسحرها خلائق البشر ولدت فتاة اسمها زهراء كانت مثل وردة في مقتبل العمر تضحك كحمامة بيضاء و عيونها أشبه بشفق السماء و وجهها أجمل من ملاك الحب و أروع من هيام الغيوم بقطرات المطر كان حجمها صغير و وزنها خفيف كحمامة تطير في رحاب الكون و السماء سبحان الله ما أجملها !
و بعد عقد و نصف العقد كبرت زهراء و أصبحت في السادسة عشر من عمرها و هي تظن أنها سوف تصنع المعجزات و تغير قدر الحياة بلون أنامل يديها التي ملأتها السماء بالمحبة و الإخلاص و الأمل و زرعت في نفسها الصمود و الإرادة و لكنها لم تكن تعلم أن من يقف بوجه القدر كمن يدخل إلى بستان شوك و أفاعي و ذئاب الليل تظهر للبحث عن فريستها لتصطادها و تبدأ بنهش جسدها بلا رحمة أو شفقة ففي أحد الليال المظلمة و صوت المطر أشبه صوت إنفجار و البرق و الرعد يهز جميع أركان الأرض كأنه يعاقب الأرض على فعلة ما مات والد زهراء و ترك الدنيا و ذهب إلى ما بعد الغروب و الأفق إلى ما وراء الشمس و الغيوم و تركها وحيدة بال حياة بلا أمل فبقيت تبكي على فراقه أشهر و عقود إلى حين أن جاء الشخص الذي يعيد الأمل إلأى حياتها التي امتلأت بالشوك و العقبات و كان هذا الشاب ابن صديق والدها فمنذ التقاها و هي في السادسة عشر فقد دخلت إلى قلبه و احتلت عرشه و أصبح ينادي باسمها في كل مساء و يحلم بصورتها في كل فجر و ها هي الآن أصبحت في العشرين من عمرها و حان وقت دخولها إلى قفص الزوجية المقدس لتبدأ معه قصة جديدة مليئة بالحب و السعادة و الأمل و لم يتردد عصام والد الفتى بطلب يد زهراء من عمها فجاء إليها عمها و سألها : يا زهراء .... لقد طرق باب الحب بابنا و يريد الدخول إلى جناح قلبكِ الذي تملّكه الحزن و سيطرت عليه الآهات فهل تقبلين بفتح الباب الذي سوف يدخل الأمل و السعادة إلى حجرة قلبكِ الحنون و يزهّر على تربة قلبك زهور العشق و أشجار الهيام ؟
فجاوبته و الأسى في قلبها يستقطر الدمع من جفونها و يجعل لون الدم شاحباً :
أهذا العدل في الدنيا يبتهج ..... فيا أيها القدر اللعين أنصت
العدل في الأرض يُبكي الجن لو سمعوا ..... به و يستضحك الأموات لو نظروا
فالسجن و الموت للجانين إن صغروا ..... و المجد و الفخر و الإثراء إن كبروا
فسارق الزهر مذموم و محتقر ..... و سارق الحقل يدعي الباس الخطر
فقال لها و الحزن يملىء عينيه :
ألم ينتهي الحزن من قلب حمامة ..... أخذ حبيبها القدر بلونه الأحمر
فدعينا نودع الحزن و نستقبل الأمل ..... بقلب حمامة سمراء و نجعلها تطير
فرفضت و أصرت على عدم اللقاء و الزواج من هذا الفتى و أي فتى آخر حتى الممات فما كان منه إلا و أن أخبر عصام والد الفتى بقرارها فاحتار عصام كيف سيوصل هذا الخبر إلى قلب ابنه الذي يحلم بكل ليلة و يعزف على أوتار الأمل أغينة حبه لها و ينادي باسمها و هي التي أصبحت قدر حياته و مماته فأرسل عصام بطلب ابنه و قال له :
الحب يا ولدي مشاعر و أحاسيس و هو في نفوسنا مثل الأثير يدخل على قلبنا فإذا بالروح تُسعد و تمتلىء بهجة و سرور و لكن يا ولدي إن الماض البعيد يمنع قلب الحبيب من دخول مستقبل الربيع و قدر الحب الكبير
و عندما سمع هذه الكلمات بأحرفها السوداء و سحرها القتّال أحس بالوت يفتح فكيه لكي يلتهمه بشراسة و أحس بنجوم السماء تهطل على الأرض مثل النيازك الحاقدة التي تحرق جميع بساتين الحب و أزهار العشق فبدأ الدمع يتساقط على خديه مثل قطرات المطر على حبات الندى و ذهب إلى حديقة الأمل حيث المكان الذي يستطيع نسيان الحاضر و العيش في الماضي و عدم التفكير في المستقبل .
و هو جالس في حديقة الأمل ظهر القمر و أسقط بأشعته الذهبية على الأشجار و الزهور و بدت كأنها شعلة أمل مضيئة تنور قلوب العاشقين و تسرح بها عيون الهائمين و تقضي على ظلمة الليل استعداداً لشروق القدر من جديد ليرسم للبشرية أيام الحب و السعادة .
و هو في خلوته يفكر بذكريات الماضي و الأحلام ظهرت زهراء من بين الأشجار كنسمة ياسمين تزهّر القلوب و تنعش النفوس فأحس بأنه قد رأى ملاك الحب أمام فأنبتت تربة قلبه من جديد و اقتلعت جميع الشوك و زرعت أزهار الأمل و المحبة في قلبه و جاءت و جلست بجانبه و قالت له كلمات خرجت من ثغر ماضيها :
فجاوبها و صوته من الحزن تشتت في صدى الألم :
فجاوبته و هي من حرقة القلب تنهدت آهات الحزن :
لكنه أصرّ في تلك الليلة على أن يجذب قلبها و يجعل روحها شريكة دربه و صاحبة قدره و ظلّ يلقاها لمدة عام و هو يحاول جذب الهيام لقلب زهراء و في نهاية المطاف استطاع هذا الغلام هزم ماضي زهراء و وضع مكانه مستقبل النجوم و عشق الغيوم و سحر و كتب لها أبجدية عمرها من جديد بحبر دمه و أوراق عينيه و رسمه بخطوط الأبدية و لوّنه بألوان الخلود و وضعه في قلب البحور و في ليلة الزواج جاء عصام والد الفتى و قال بصوت يملئه الحب و الحنان:
وداعاً يا ولدي - - - - نعم وداعاً إلى ميعاد ليس مكتوب حيث أنت مهاجر إلى مكان لا سلام أو حروب
وداعاً يا ولدي - - نعم وداعاً و سوف نلاقاك في وقت غير محدود
اليوم و بعد حبك الفتاة السورية الشقراء - - سوف تهجرنا نحن أهلونك المقربون
نعم اليوم سافرت إلى بلد منزل المحبوب الذي يبعد عنا خطوتين و إن قيست آلاف الشعر المكتوب
اليوم يا بني سافرت صباحاً حاملاً معك حقائب السفر من ورود و أقلام و سيوف - - أيقنت اليوم عند اجتماع الياسمين مع باقي أنواع الزهور أنها ليست باقة لمريض أو لأي شيء معروف بل إنها لأكثر الأشياء تعقيداً إنها و إن عرفت ستكون هدوء الحقول في ريف الجنوب و غداً يا بني عند التقاءك و تقابل الشمس مع القمر عند اختلاط كل الضوء ضوء الشمس مع الظلام ظلام الليل سيكون وقت الاستعداد لوقت جديد مع ذلك الحبيب
يا بني الحبيب يا فلذة كبدي الثمين يا اقحوانة الغد الجميل احمل معك كل أصناف المؤن لأن سفرك سيكون طويل إن سفرك إلى بلد العشق حيث أن هناك الليل ما عاد ليلاً بل إنه شيء فعلاً ثمين
ستود العودة بعد وقت قريب و لاكن مع الأسف ما عاد منه شخصاً إلا بعد وقت بعيد حيث استطاع أن يجمع بين الحب و العمل المعطاء
اليوم لي لك طلب بسيط - - إن رأيت الحبيب فلا تسرف في الحب فإن الإسراف كان شيءً غير رغيد فلقد دمّر مستقبل وعيد
وداعاً يا ولدي نعم وادعاً يا ولدي و مالي قوة أمنعك من الرحيل فكما رحلت قبلك و ما زلت أسير سوف تسافر إلى دنيا الحب الكبير و لكن كن كوالدك شخصاً قوياً عظيم و اجعل نفسك والياً و احمل السلطة عني فلقد الحب فيني كثيراً و أصبحت اصدر أحكام غير شرعية كعدم جواز الحب للإنسان الذي قد هجر الحبيب
وداعاً يا وليد نعم وداعاً و أرجوا منك توصيل رسالة إلى الحبيب محتواها أبيضٌ لا يفهمه إلا إذا كان شخصاً لبيب و عنوان الرسالة مكتوب بالدم دمي أنا والد بني العزيز
في الرسالة أقول :
و أما بعد أيها الحبيب الأشقر العندليب يا من جعل حبك بني إنساناً جديد أرجوك أحضر الحب و اجعله أجزاء سهلة المنال أرجوك أحضر القلب و افتح به ثقباً حتى يستطيع بني و إن أراد الدخول الخروج و لا يبقى حبيساً لقلب الحبيب
الحب يا بني إنه لشيء غريب يجعل الدموع موضع التقديس فهذا أنا أحببت و غيري أحبب و اليوم أنت يا بني العزيز
وداعاً يا بني يا بني إن ذكراك في القلب ستدوم و صدقني مهما طالت العصور و أنت يا بني ما إنجم أنك ستستطيع نيسان حبٍ أو نسيان قلبٍ كبير كقلب أبيك الكبير
وداعاً يا بني - - - - وداعاً يا بني وداعاً و مهما أبيت الحب فالحب شيء دوماً منك قريب إن أخطأت يجعلك به تقع و لا يسمح لشيء بالخروج منه
وداعاً يا بني - - - وداعاً يا بني وداعاً و إني أنتظر قول كلمة : حللت أهلاً و وطئت ألف سهلاً و سألقاك في دنيا الحقيقة أو الخيال حيث يتحقق بعودتك كل المنال
نسجت من الخيال بضوء قمر وفتاة سمراء
احببت أن تقرأو ما كتبت..........بيد عاشق وما كذبت
وإن طال الكلام...........فأنا المسيحي ابن الحلال
بدأت أهازيج الفرح بقدوم هذا الغائب و بدأت الأشجار تتمايل مع النسيم و الأزهار ترقص على تراتيل أنغام العشق التي ملأت القلوب و طهّرت النفوس و بدأ القمر يكتب قدر جديد للبشرية بخطوطه الأبدية التي انبثقت من ظلام الكون إلى شروق النرجس على أطلال المحبة و تلال الصداقة و هضاب الأمل و طمرت جميع حفر الظلام بلونها الداكن .
في ليلة حارت بها نجوم الكون و استعجبت بسحرها خلائق البشر ولدت فتاة اسمها زهراء كانت مثل وردة في مقتبل العمر تضحك كحمامة بيضاء و عيونها أشبه بشفق السماء و وجهها أجمل من ملاك الحب و أروع من هيام الغيوم بقطرات المطر كان حجمها صغير و وزنها خفيف كحمامة تطير في رحاب الكون و السماء سبحان الله ما أجملها !
و بعد عقد و نصف العقد كبرت زهراء و أصبحت في السادسة عشر من عمرها و هي تظن أنها سوف تصنع المعجزات و تغير قدر الحياة بلون أنامل يديها التي ملأتها السماء بالمحبة و الإخلاص و الأمل و زرعت في نفسها الصمود و الإرادة و لكنها لم تكن تعلم أن من يقف بوجه القدر كمن يدخل إلى بستان شوك و أفاعي و ذئاب الليل تظهر للبحث عن فريستها لتصطادها و تبدأ بنهش جسدها بلا رحمة أو شفقة ففي أحد الليال المظلمة و صوت المطر أشبه صوت إنفجار و البرق و الرعد يهز جميع أركان الأرض كأنه يعاقب الأرض على فعلة ما مات والد زهراء و ترك الدنيا و ذهب إلى ما بعد الغروب و الأفق إلى ما وراء الشمس و الغيوم و تركها وحيدة بال حياة بلا أمل فبقيت تبكي على فراقه أشهر و عقود إلى حين أن جاء الشخص الذي يعيد الأمل إلأى حياتها التي امتلأت بالشوك و العقبات و كان هذا الشاب ابن صديق والدها فمنذ التقاها و هي في السادسة عشر فقد دخلت إلى قلبه و احتلت عرشه و أصبح ينادي باسمها في كل مساء و يحلم بصورتها في كل فجر و ها هي الآن أصبحت في العشرين من عمرها و حان وقت دخولها إلى قفص الزوجية المقدس لتبدأ معه قصة جديدة مليئة بالحب و السعادة و الأمل و لم يتردد عصام والد الفتى بطلب يد زهراء من عمها فجاء إليها عمها و سألها : يا زهراء .... لقد طرق باب الحب بابنا و يريد الدخول إلى جناح قلبكِ الذي تملّكه الحزن و سيطرت عليه الآهات فهل تقبلين بفتح الباب الذي سوف يدخل الأمل و السعادة إلى حجرة قلبكِ الحنون و يزهّر على تربة قلبك زهور العشق و أشجار الهيام ؟
فجاوبته و الأسى في قلبها يستقطر الدمع من جفونها و يجعل لون الدم شاحباً :
أهذا العدل في الدنيا يبتهج ..... فيا أيها القدر اللعين أنصت
العدل في الأرض يُبكي الجن لو سمعوا ..... به و يستضحك الأموات لو نظروا
فالسجن و الموت للجانين إن صغروا ..... و المجد و الفخر و الإثراء إن كبروا
فسارق الزهر مذموم و محتقر ..... و سارق الحقل يدعي الباس الخطر
فقال لها و الحزن يملىء عينيه :
ألم ينتهي الحزن من قلب حمامة ..... أخذ حبيبها القدر بلونه الأحمر
فدعينا نودع الحزن و نستقبل الأمل ..... بقلب حمامة سمراء و نجعلها تطير
فرفضت و أصرت على عدم اللقاء و الزواج من هذا الفتى و أي فتى آخر حتى الممات فما كان منه إلا و أن أخبر عصام والد الفتى بقرارها فاحتار عصام كيف سيوصل هذا الخبر إلى قلب ابنه الذي يحلم بكل ليلة و يعزف على أوتار الأمل أغينة حبه لها و ينادي باسمها و هي التي أصبحت قدر حياته و مماته فأرسل عصام بطلب ابنه و قال له :
الحب يا ولدي مشاعر و أحاسيس و هو في نفوسنا مثل الأثير يدخل على قلبنا فإذا بالروح تُسعد و تمتلىء بهجة و سرور و لكن يا ولدي إن الماض البعيد يمنع قلب الحبيب من دخول مستقبل الربيع و قدر الحب الكبير
و عندما سمع هذه الكلمات بأحرفها السوداء و سحرها القتّال أحس بالوت يفتح فكيه لكي يلتهمه بشراسة و أحس بنجوم السماء تهطل على الأرض مثل النيازك الحاقدة التي تحرق جميع بساتين الحب و أزهار العشق فبدأ الدمع يتساقط على خديه مثل قطرات المطر على حبات الندى و ذهب إلى حديقة الأمل حيث المكان الذي يستطيع نسيان الحاضر و العيش في الماضي و عدم التفكير في المستقبل .
و هو جالس في حديقة الأمل ظهر القمر و أسقط بأشعته الذهبية على الأشجار و الزهور و بدت كأنها شعلة أمل مضيئة تنور قلوب العاشقين و تسرح بها عيون الهائمين و تقضي على ظلمة الليل استعداداً لشروق القدر من جديد ليرسم للبشرية أيام الحب و السعادة .
و هو في خلوته يفكر بذكريات الماضي و الأحلام ظهرت زهراء من بين الأشجار كنسمة ياسمين تزهّر القلوب و تنعش النفوس فأحس بأنه قد رأى ملاك الحب أمام فأنبتت تربة قلبه من جديد و اقتلعت جميع الشوك و زرعت أزهار الأمل و المحبة في قلبه و جاءت و جلست بجانبه و قالت له كلمات خرجت من ثغر ماضيها :
أحببتني و شبابي في فتوته ..... و ما تغيرت و الأوجاع أشعاري
ماذا أقول ؟ وددت البحر قافيتي ..... و الغيم محبرتي و الأفق أشعاري
تنهد البدر و غابْ
في سحابة الأحزانْ
و عدت وحدي للسهرْ
ماذا أقول ؟ وددت البحر قافيتي ..... و الغيم محبرتي و الأفق أشعاري
تنهد البدر و غابْ
في سحابة الأحزانْ
و عدت وحدي للسهرْ
فجاوبها و صوته من الحزن تشتت في صدى الألم :
أحسُّ حيال عينيكِ
بشىء داخلي يبكيني
أحس بخطيئة الماضي تعرّت بين كفيكِ
و في صدري
صبي أحمر الأظفار و الماضي
يخطط في تراب الروع
في أنقاض أنقاضي
و أنظر نحوى عينيكِ
فترعشني طهارة حب
و تغرقني اختلاجة هدب
بشىء داخلي يبكيني
أحس بخطيئة الماضي تعرّت بين كفيكِ
و في صدري
صبي أحمر الأظفار و الماضي
يخطط في تراب الروع
في أنقاض أنقاضي
و أنظر نحوى عينيكِ
فترعشني طهارة حب
و تغرقني اختلاجة هدب
ثم ردد قائلاً مرة ثانية بكلمات يملئها الحزن :
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
فجاوبته و هي من حرقة القلب تنهدت آهات الحزن :
يمنعني الماضي من السجود
و القلب امتلأ بالثقوب
بسهام يطلقها رامي فنان
إنه الزمان
التي دخلت إلى الجسم و أهلكته
فلا أريد عذاب قلب يهيم
فاذهب علّ السماء تمطر
فتغني من جديد سنفونية الغرام
و تلتقي بعد شتات الأيام
بروحكَ التي أحبّت الهيام
و ذهبت و قلبها الحزين و لكن عهدها بعدم الزواج يمنعها من دخول الغيوم و الهيام .و القلب امتلأ بالثقوب
بسهام يطلقها رامي فنان
إنه الزمان
التي دخلت إلى الجسم و أهلكته
فلا أريد عذاب قلب يهيم
فاذهب علّ السماء تمطر
فتغني من جديد سنفونية الغرام
و تلتقي بعد شتات الأيام
بروحكَ التي أحبّت الهيام
لكنه أصرّ في تلك الليلة على أن يجذب قلبها و يجعل روحها شريكة دربه و صاحبة قدره و ظلّ يلقاها لمدة عام و هو يحاول جذب الهيام لقلب زهراء و في نهاية المطاف استطاع هذا الغلام هزم ماضي زهراء و وضع مكانه مستقبل النجوم و عشق الغيوم و سحر و كتب لها أبجدية عمرها من جديد بحبر دمه و أوراق عينيه و رسمه بخطوط الأبدية و لوّنه بألوان الخلود و وضعه في قلب البحور و في ليلة الزواج جاء عصام والد الفتى و قال بصوت يملئه الحب و الحنان:
وداعاً يا ولدي - - - - نعم وداعاً إلى ميعاد ليس مكتوب حيث أنت مهاجر إلى مكان لا سلام أو حروب
وداعاً يا ولدي - - نعم وداعاً و سوف نلاقاك في وقت غير محدود
اليوم و بعد حبك الفتاة السورية الشقراء - - سوف تهجرنا نحن أهلونك المقربون
نعم اليوم سافرت إلى بلد منزل المحبوب الذي يبعد عنا خطوتين و إن قيست آلاف الشعر المكتوب
اليوم يا بني سافرت صباحاً حاملاً معك حقائب السفر من ورود و أقلام و سيوف - - أيقنت اليوم عند اجتماع الياسمين مع باقي أنواع الزهور أنها ليست باقة لمريض أو لأي شيء معروف بل إنها لأكثر الأشياء تعقيداً إنها و إن عرفت ستكون هدوء الحقول في ريف الجنوب و غداً يا بني عند التقاءك و تقابل الشمس مع القمر عند اختلاط كل الضوء ضوء الشمس مع الظلام ظلام الليل سيكون وقت الاستعداد لوقت جديد مع ذلك الحبيب
يا بني الحبيب يا فلذة كبدي الثمين يا اقحوانة الغد الجميل احمل معك كل أصناف المؤن لأن سفرك سيكون طويل إن سفرك إلى بلد العشق حيث أن هناك الليل ما عاد ليلاً بل إنه شيء فعلاً ثمين
ستود العودة بعد وقت قريب و لاكن مع الأسف ما عاد منه شخصاً إلا بعد وقت بعيد حيث استطاع أن يجمع بين الحب و العمل المعطاء
اليوم لي لك طلب بسيط - - إن رأيت الحبيب فلا تسرف في الحب فإن الإسراف كان شيءً غير رغيد فلقد دمّر مستقبل وعيد
وداعاً يا ولدي نعم وادعاً يا ولدي و مالي قوة أمنعك من الرحيل فكما رحلت قبلك و ما زلت أسير سوف تسافر إلى دنيا الحب الكبير و لكن كن كوالدك شخصاً قوياً عظيم و اجعل نفسك والياً و احمل السلطة عني فلقد الحب فيني كثيراً و أصبحت اصدر أحكام غير شرعية كعدم جواز الحب للإنسان الذي قد هجر الحبيب
وداعاً يا وليد نعم وداعاً و أرجوا منك توصيل رسالة إلى الحبيب محتواها أبيضٌ لا يفهمه إلا إذا كان شخصاً لبيب و عنوان الرسالة مكتوب بالدم دمي أنا والد بني العزيز
في الرسالة أقول :
و أما بعد أيها الحبيب الأشقر العندليب يا من جعل حبك بني إنساناً جديد أرجوك أحضر الحب و اجعله أجزاء سهلة المنال أرجوك أحضر القلب و افتح به ثقباً حتى يستطيع بني و إن أراد الدخول الخروج و لا يبقى حبيساً لقلب الحبيب
الحب يا بني إنه لشيء غريب يجعل الدموع موضع التقديس فهذا أنا أحببت و غيري أحبب و اليوم أنت يا بني العزيز
وداعاً يا بني يا بني إن ذكراك في القلب ستدوم و صدقني مهما طالت العصور و أنت يا بني ما إنجم أنك ستستطيع نيسان حبٍ أو نسيان قلبٍ كبير كقلب أبيك الكبير
وداعاً يا بني - - - - وداعاً يا بني وداعاً و مهما أبيت الحب فالحب شيء دوماً منك قريب إن أخطأت يجعلك به تقع و لا يسمح لشيء بالخروج منه
وداعاً يا بني - - - وداعاً يا بني وداعاً و إني أنتظر قول كلمة : حللت أهلاً و وطئت ألف سهلاً و سألقاك في دنيا الحقيقة أو الخيال حيث يتحقق بعودتك كل المنال
نسجت من الخيال بضوء قمر وفتاة سمراء
احببت أن تقرأو ما كتبت..........بيد عاشق وما كذبت
وإن طال الكلام...........فأنا المسيحي ابن الحلال
Comment