دمشق تحقق في "الخرق الأمني":
مَن كشف شخصية "الحاج رضوان" ورصد حركته ونفّذ؟
مَن كشف شخصية "الحاج رضوان" ورصد حركته ونفّذ؟
تلقى "حزب الله" ضربة موجعة باغتيال أحد قادته العسكريين والأمنيين الذي ذاع صيته وإسمه في العالم، باعتباره كان مطلوباً من السلطات الأميركية وإسرائيل، وهو الحاج عماد مغنية (رضوان) بانفجار سيارة مفخخة في دمشق ليل أول من أمس، ما أدى الى مقتله.
و اتهم "حزب الله" اسرائيل بالجريمة من دون ان يشير في بيانه الرسمي الذي نعى مغنية، الى طريقة الاغتيال ومكانه.
وفي التفاصيل، أنه قرابة الحادية عشرة الا ربعا من ليل الثلاثاء الأربعاء، وبعد دقائق قليلة من مغادرته "شقة حزبية"، في حي كفرسوسة، احدى ضواحي دمشق السكنية الراقية، وخلال اجتيازه وحيدا ومن دون مرافقين، الرصيف باتجاه سيارته، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة "باجيرو" كانت مركونة جانبا، على مقربة من سيارته، حيث أصيب عماد مغنية إصابة مباشرة وقاتلة.
وكان عماد مغنية قد دخل الأراضي السورية قبل بضع ساعات من اغتياله باسم مستعار يعتقد بانه "رضوان" و لم يخطر السلطات السورية بوجوده في اراضيها. وترجح هذه المعلومات ان مغنية كان متابعا في تنقلاته داخل الاراضي اللبنانية الى حين دخوله سوريا وتفجير . ولم تعرف السلطات السورية لدى وقوع انفجار السيارة المفخخة ان القتيل هو مغنية لعدم علمها بوجوده، واسفرت التحقيقات اللاحقة الى معرفة هويته.
وكانت السلطات السورية فرضت تكمتا شديدا على خبر الانفجار. واكتفى التلفزيون الرسمي بالقول ان"انفجار وقع في دمشق ادى الى سقوط قتيل" من دون ان تدلي وسائل الاعلام الرسمية باي تفاصيل حتى مساء امس.
كما ضربت السلطات الامنية طوقا امنيا شديدا على مكان الانفجار في حي كفرسوسة. ومنعت المحطات العربية من التصوير او بث تقاريرها عبر التلفزيون الرسمي، باستثناء قناتي "العالم" الايرانية و"الجزيرة" القطرية اللتين تملكان وسائل بث خاصة بهما.
ووفق مصادر متابعة، فإن الاستهداف طرح أسئلة سورية حول الأشخاص الذين كانوا على معرفة بأن مغنية توجه الى دمشق، وكيف تمكن المنفذون من كشف أن شخصية "الحاج رضوان" هي نفسها عماد مغنية، بينما كان يصعب تصديق أن الرجل يمكن أن يمضي نهارا واحدا في مكان ثابت، وإذا كان ذلك "الانكشاف" قد حصل بصورة مسبقة، فلماذا قرر "المترصدون" نصب "الكمين" في دمشق وليس في أي مكان آخر، ولماذا تم اختيار هذا الحي الدمشقي، المعروف بـ"حصانته" العسكرية والأمنية (كاميرات مراقبة وإجراءات أمنية ومقرات قيادية الخ...).
وقالت المصادر ان عملية رصد حقيقية تمت على الأرجح لمغنية وربما تكون قد بدأت قبل وصوله الى الأراضي السورية، "ولعل الروتين والاطمئنان الخفي" قد كانا السبب الرئيسي لتسهيل الاستهداف، من دون استبعاد خروقات في مكان ما، "لكن خارج بنية "حزب الله" التي ظلت عصية على الاسرائيليين والأميركيين" على حد تعبير المصادر نفسها.
وأضافت المصادر أن القاصي والداني، يعلم أن مغنية كان ملاحقا وأن محاولات عدة جرت لاغتياله، ربما المعلن منها حتى الآن قليل، ومنها محاولة أدت الى سقوط شقيقه فؤاد في التسعينيات، أما أخطر المحاولات وربما آخرها، فهي تلك التي استهدفت خطفه في الأجواء، بعدما كان في طريقه، من دمشق الى طهران على متن احدى شركات الطيران العربية، حيث اعترضتها طائرات حربية أميركية وحاولت إجبارها على النزول في أحد المطارات العسكرية لولا "الرسائل الكبيرة" التي بلغت الأميركيين والتي كان يمكن لها أن تؤدي الى اهتزاز الوضع الإقليمي برمته.
وأكدت المصادر أن السلطات السورية تجري تحقيقا وثمة شهود وبعض الموقوفين بالإضافة الى أشرطة من بعض كاميرات المراقبة المزروعة في الشارع الذي وقع فيه الانفجار.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية "ان التحقيقات الجارية حول انفجار السيارة المفخخة في حي كفرسوسة السكني، ليل امس الأول، بينت انه استهدف المناضل اللبناني عماد مغنية". وأضاف بيان رسمي لوزير الداخلية "ان التحقيقات مستمرة من قبل الجهات المختصة بحثا عن الفاعلين وأن الجمهورية العربية السورية اذ تدين هذا العمل الارهابي الجبان تعبر عن مواساتها للشعب اللبناني الشقيق ولأسرة الشهيد".
وأعلن "حزب الله" تشييع جثمان مغنية بعد ظهر اليوم وسط حشد شعبي في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث سيصلى عليه، فيما اتشحت بلدته طيردبا في قضاء صور جنوب لبنان بالسواد ورفعت فيها أعلام "حزب الله".
واتخذ قادة "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) و"الجهاد الاسلامي" اجراءات امنية اضافية بعد وقوع الانفجار. ولم يرد معظمهم على الاتصالات الهاتفية.
ولف الحزن والسكون ضاحية بيروت الجنوبية حيث مقرات قيادة "حزب الله" التي تقبلت التعازي بمغنية، والى جانبها والده الذي فقد نجله الثالث بعدما كان اثنان آخران استشهدا بانفجارين أحدهما في 1984 (جهاد) والثاني في 1994 (فؤاد) حيث اتهم الحزب اسرائيل بالعملية.
واشتهر مغنية بأنه كان يتحرك متخفياً، وحيكت روايات كثيرة حول ظروف اختفائه وعدم وجوده في لبنان، بعدها رصدت الإدارة الأميركية ملايين الدولارات لاعتقاله.
ودانت حركة "حماس" الجريمة متهمة اسرائيل بتنفيذها، كذلك "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" التي يتزعمها أحمد جبريل وحركة "الجهاد الاسلامي".
وصدر عن حركة "فتح" في لبنان نعي لمغنية الذي "طالته يد الغدر والحقد الاسرائيلي بفعل دوره النضالي في مقارعة قوات الغزو الاسرائيلي في لبنان عام 1982". وأوضح بيان للحركة ان عملية الاغتيال "تذكر باغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال عدوان، كمال ناصر، أبو يوسف النجار، وأمير الشهداء أبو جهاد والأمين العام السابق لـ "حزب الله" عباس الموسوي والشهيد حسن سلامة".
فيما أشار الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية الى "استشهاد أحد كبار قادة المقاومة الإسلامية في لبنان"، معتبراً اغتياله نموذجاً لإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني". ورأى ان "سجل مغنية النضالي صفحة ذهبية في تاريخ الكفاح الشعبي ضد الصهاينة المعتدين".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان "العالم بات أفضل من دون مغنية"، واعتبر الناطق باسم البيت الابيض للصحافيين ان "العالم بات افضل بغياب هذا الرجل (مغنية) عنه"، مضيفا "كان قاتلا بدم بارد". وقال، ردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تفضل اعتقال مغنية واحالته امام محكمة: «أحيل على المحكمة بطريقة ما". واتهم الناطق مغنية و"حزب الله" بعمليات تفجير في لبنان في الثمانينات بينها، هجوم على السفارة الاميركية في بيروت اوقع عشرين قتيلا واعتداء بالقنبلة على مقر مشاة البحرية الاميركية في قتل فيه 260 من المارينز. كما اتهم مغنية بانه مسؤول ايضا في الفترة ذاتها عن عملية خطف طائرة تابعة لشركة "تي دبليو ايه" قتل فيها غطاس في البحرية الاميركية .وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ان "لا معلومات لدى فرنسا حول اغتيال مغنية. نفهم ان مغنية مطلوب من الانتربول، ومن المؤسف انه لم يمثل أمام القضاء بخصوص العمليات المنسوبة اليه.
في المقابل، بدت اسرائيل محتارة بين الترحيب العلني وإشهار فرحتها، وبين اصرار أكثر من مسؤول فيها، على رأسهم ديوان رئيس حكومتها ايهود اولمرت على رفض "محاولة جهات إرهابية نسبة أي ضلوع لها في الحادث".
ورفض أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان الرد على أي سؤال بهذا الخصوص. ومع ذلك فإن كل واحد منهم على طريقته اختار سبيلا للإيحاء بالفرح.
ففي الطائرة التي أقلت أولمرت عائدة به من زيارته لألمانيا وعلى غير عادته، تحدث مع الصحافيين بميكروفون الطائرة مهنئا إياهم. والشيء نفسه قام به باراك مع الصحافيين في اجتماعه بهم بعد وقوع الانفجار.
ولاحظت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الكنيست شهدت أمس حدثا لم يسبق له مثيل حين سارع اعضاء الكنيست الى اولمرت عند وصوله القاعه الرئيسية وقدموا له التهنئة والتبريكات على عملية الاغتيال. وقد ظهر اولمرت في قاعة الكنيست حيث اصطف اعضاء الكنيست ومن بينهم اعضاء في الليكود و"اسرائيل بيتنا" واحدا خلف الآخر ومروا من امام مقعده مصافحين اياه ومباركين له عملية الاغتيال ومطالبين اولمرت بنقل تحياتهم الى رئيس «الموساد» مئير دغان.
وقطعت محطات التلفزة والاذاعات برامجها فور الاعلان عن مقتل مغنية وقدمته على انه "الارهابي الاخطر في الشرق الاوسط منذ 30 عاما".
وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" على موقعها على الانترنت "لقد تمت تصفية الحساب: مقتل مغنية في دمشق".
وأفادت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الاجراءات الامنية حول السفارات والقنصليات الاسرائيلية "يجب ان تعزز خشية وقوع هجمات".
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني إنه "بعد سنوات من مطاردة تجاوزت حدودا كثيرة تمت تصفية أحد كبار المطلوبين في العالم".
وقال عضو الكنيست الاسرائيلي من "حزب العمل" داني ياتوم الذي خدم في التسعينات كرئيس لـ"الموساد" وكان قائدا للجبهة الوسطى إن المساس به يشكل ضربة شديدة لـ"حزب الله" معنويا وعملانيا لأنه ليس من السهل اقتفاء أثره وقدراته ولكن لكل واحد بديلا هناك. ومن المهم جدا مواصلة ضرب رؤساء المنظمات الإرهابية لأن ذلك يضعفهم معنويا وجوهريا". واعتبر أن مغنية "يعتبر أحد أشد الإرهابيين وحشية وأكثرهم خطرا في أي تنظيم إرهابي".
وفي واشنطن، أشادت الولايات المتحدة باغتيال مغنية، وقال شون مكورماك المتحدّث باسم الخارجية الأميركية إن "العالم صار مكاناً أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلاً شرساً، وارتكب أعمال قتل جماعية وهو إرهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الأبرياء".
الحياة - السفير
و اتهم "حزب الله" اسرائيل بالجريمة من دون ان يشير في بيانه الرسمي الذي نعى مغنية، الى طريقة الاغتيال ومكانه.
وفي التفاصيل، أنه قرابة الحادية عشرة الا ربعا من ليل الثلاثاء الأربعاء، وبعد دقائق قليلة من مغادرته "شقة حزبية"، في حي كفرسوسة، احدى ضواحي دمشق السكنية الراقية، وخلال اجتيازه وحيدا ومن دون مرافقين، الرصيف باتجاه سيارته، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة "باجيرو" كانت مركونة جانبا، على مقربة من سيارته، حيث أصيب عماد مغنية إصابة مباشرة وقاتلة.
وكان عماد مغنية قد دخل الأراضي السورية قبل بضع ساعات من اغتياله باسم مستعار يعتقد بانه "رضوان" و لم يخطر السلطات السورية بوجوده في اراضيها. وترجح هذه المعلومات ان مغنية كان متابعا في تنقلاته داخل الاراضي اللبنانية الى حين دخوله سوريا وتفجير . ولم تعرف السلطات السورية لدى وقوع انفجار السيارة المفخخة ان القتيل هو مغنية لعدم علمها بوجوده، واسفرت التحقيقات اللاحقة الى معرفة هويته.
وكانت السلطات السورية فرضت تكمتا شديدا على خبر الانفجار. واكتفى التلفزيون الرسمي بالقول ان"انفجار وقع في دمشق ادى الى سقوط قتيل" من دون ان تدلي وسائل الاعلام الرسمية باي تفاصيل حتى مساء امس.
كما ضربت السلطات الامنية طوقا امنيا شديدا على مكان الانفجار في حي كفرسوسة. ومنعت المحطات العربية من التصوير او بث تقاريرها عبر التلفزيون الرسمي، باستثناء قناتي "العالم" الايرانية و"الجزيرة" القطرية اللتين تملكان وسائل بث خاصة بهما.
ووفق مصادر متابعة، فإن الاستهداف طرح أسئلة سورية حول الأشخاص الذين كانوا على معرفة بأن مغنية توجه الى دمشق، وكيف تمكن المنفذون من كشف أن شخصية "الحاج رضوان" هي نفسها عماد مغنية، بينما كان يصعب تصديق أن الرجل يمكن أن يمضي نهارا واحدا في مكان ثابت، وإذا كان ذلك "الانكشاف" قد حصل بصورة مسبقة، فلماذا قرر "المترصدون" نصب "الكمين" في دمشق وليس في أي مكان آخر، ولماذا تم اختيار هذا الحي الدمشقي، المعروف بـ"حصانته" العسكرية والأمنية (كاميرات مراقبة وإجراءات أمنية ومقرات قيادية الخ...).
وقالت المصادر ان عملية رصد حقيقية تمت على الأرجح لمغنية وربما تكون قد بدأت قبل وصوله الى الأراضي السورية، "ولعل الروتين والاطمئنان الخفي" قد كانا السبب الرئيسي لتسهيل الاستهداف، من دون استبعاد خروقات في مكان ما، "لكن خارج بنية "حزب الله" التي ظلت عصية على الاسرائيليين والأميركيين" على حد تعبير المصادر نفسها.
وأضافت المصادر أن القاصي والداني، يعلم أن مغنية كان ملاحقا وأن محاولات عدة جرت لاغتياله، ربما المعلن منها حتى الآن قليل، ومنها محاولة أدت الى سقوط شقيقه فؤاد في التسعينيات، أما أخطر المحاولات وربما آخرها، فهي تلك التي استهدفت خطفه في الأجواء، بعدما كان في طريقه، من دمشق الى طهران على متن احدى شركات الطيران العربية، حيث اعترضتها طائرات حربية أميركية وحاولت إجبارها على النزول في أحد المطارات العسكرية لولا "الرسائل الكبيرة" التي بلغت الأميركيين والتي كان يمكن لها أن تؤدي الى اهتزاز الوضع الإقليمي برمته.
وأكدت المصادر أن السلطات السورية تجري تحقيقا وثمة شهود وبعض الموقوفين بالإضافة الى أشرطة من بعض كاميرات المراقبة المزروعة في الشارع الذي وقع فيه الانفجار.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية "ان التحقيقات الجارية حول انفجار السيارة المفخخة في حي كفرسوسة السكني، ليل امس الأول، بينت انه استهدف المناضل اللبناني عماد مغنية". وأضاف بيان رسمي لوزير الداخلية "ان التحقيقات مستمرة من قبل الجهات المختصة بحثا عن الفاعلين وأن الجمهورية العربية السورية اذ تدين هذا العمل الارهابي الجبان تعبر عن مواساتها للشعب اللبناني الشقيق ولأسرة الشهيد".
وأعلن "حزب الله" تشييع جثمان مغنية بعد ظهر اليوم وسط حشد شعبي في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث سيصلى عليه، فيما اتشحت بلدته طيردبا في قضاء صور جنوب لبنان بالسواد ورفعت فيها أعلام "حزب الله".
واتخذ قادة "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) و"الجهاد الاسلامي" اجراءات امنية اضافية بعد وقوع الانفجار. ولم يرد معظمهم على الاتصالات الهاتفية.
ولف الحزن والسكون ضاحية بيروت الجنوبية حيث مقرات قيادة "حزب الله" التي تقبلت التعازي بمغنية، والى جانبها والده الذي فقد نجله الثالث بعدما كان اثنان آخران استشهدا بانفجارين أحدهما في 1984 (جهاد) والثاني في 1994 (فؤاد) حيث اتهم الحزب اسرائيل بالعملية.
واشتهر مغنية بأنه كان يتحرك متخفياً، وحيكت روايات كثيرة حول ظروف اختفائه وعدم وجوده في لبنان، بعدها رصدت الإدارة الأميركية ملايين الدولارات لاعتقاله.
ودانت حركة "حماس" الجريمة متهمة اسرائيل بتنفيذها، كذلك "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" التي يتزعمها أحمد جبريل وحركة "الجهاد الاسلامي".
وصدر عن حركة "فتح" في لبنان نعي لمغنية الذي "طالته يد الغدر والحقد الاسرائيلي بفعل دوره النضالي في مقارعة قوات الغزو الاسرائيلي في لبنان عام 1982". وأوضح بيان للحركة ان عملية الاغتيال "تذكر باغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال عدوان، كمال ناصر، أبو يوسف النجار، وأمير الشهداء أبو جهاد والأمين العام السابق لـ "حزب الله" عباس الموسوي والشهيد حسن سلامة".
فيما أشار الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية الى "استشهاد أحد كبار قادة المقاومة الإسلامية في لبنان"، معتبراً اغتياله نموذجاً لإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني". ورأى ان "سجل مغنية النضالي صفحة ذهبية في تاريخ الكفاح الشعبي ضد الصهاينة المعتدين".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان "العالم بات أفضل من دون مغنية"، واعتبر الناطق باسم البيت الابيض للصحافيين ان "العالم بات افضل بغياب هذا الرجل (مغنية) عنه"، مضيفا "كان قاتلا بدم بارد". وقال، ردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تفضل اعتقال مغنية واحالته امام محكمة: «أحيل على المحكمة بطريقة ما". واتهم الناطق مغنية و"حزب الله" بعمليات تفجير في لبنان في الثمانينات بينها، هجوم على السفارة الاميركية في بيروت اوقع عشرين قتيلا واعتداء بالقنبلة على مقر مشاة البحرية الاميركية في قتل فيه 260 من المارينز. كما اتهم مغنية بانه مسؤول ايضا في الفترة ذاتها عن عملية خطف طائرة تابعة لشركة "تي دبليو ايه" قتل فيها غطاس في البحرية الاميركية .وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ان "لا معلومات لدى فرنسا حول اغتيال مغنية. نفهم ان مغنية مطلوب من الانتربول، ومن المؤسف انه لم يمثل أمام القضاء بخصوص العمليات المنسوبة اليه.
في المقابل، بدت اسرائيل محتارة بين الترحيب العلني وإشهار فرحتها، وبين اصرار أكثر من مسؤول فيها، على رأسهم ديوان رئيس حكومتها ايهود اولمرت على رفض "محاولة جهات إرهابية نسبة أي ضلوع لها في الحادث".
ورفض أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان الرد على أي سؤال بهذا الخصوص. ومع ذلك فإن كل واحد منهم على طريقته اختار سبيلا للإيحاء بالفرح.
ففي الطائرة التي أقلت أولمرت عائدة به من زيارته لألمانيا وعلى غير عادته، تحدث مع الصحافيين بميكروفون الطائرة مهنئا إياهم. والشيء نفسه قام به باراك مع الصحافيين في اجتماعه بهم بعد وقوع الانفجار.
ولاحظت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الكنيست شهدت أمس حدثا لم يسبق له مثيل حين سارع اعضاء الكنيست الى اولمرت عند وصوله القاعه الرئيسية وقدموا له التهنئة والتبريكات على عملية الاغتيال. وقد ظهر اولمرت في قاعة الكنيست حيث اصطف اعضاء الكنيست ومن بينهم اعضاء في الليكود و"اسرائيل بيتنا" واحدا خلف الآخر ومروا من امام مقعده مصافحين اياه ومباركين له عملية الاغتيال ومطالبين اولمرت بنقل تحياتهم الى رئيس «الموساد» مئير دغان.
وقطعت محطات التلفزة والاذاعات برامجها فور الاعلان عن مقتل مغنية وقدمته على انه "الارهابي الاخطر في الشرق الاوسط منذ 30 عاما".
وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" على موقعها على الانترنت "لقد تمت تصفية الحساب: مقتل مغنية في دمشق".
وأفادت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان الاجراءات الامنية حول السفارات والقنصليات الاسرائيلية "يجب ان تعزز خشية وقوع هجمات".
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني إنه "بعد سنوات من مطاردة تجاوزت حدودا كثيرة تمت تصفية أحد كبار المطلوبين في العالم".
وقال عضو الكنيست الاسرائيلي من "حزب العمل" داني ياتوم الذي خدم في التسعينات كرئيس لـ"الموساد" وكان قائدا للجبهة الوسطى إن المساس به يشكل ضربة شديدة لـ"حزب الله" معنويا وعملانيا لأنه ليس من السهل اقتفاء أثره وقدراته ولكن لكل واحد بديلا هناك. ومن المهم جدا مواصلة ضرب رؤساء المنظمات الإرهابية لأن ذلك يضعفهم معنويا وجوهريا". واعتبر أن مغنية "يعتبر أحد أشد الإرهابيين وحشية وأكثرهم خطرا في أي تنظيم إرهابي".
وفي واشنطن، أشادت الولايات المتحدة باغتيال مغنية، وقال شون مكورماك المتحدّث باسم الخارجية الأميركية إن "العالم صار مكاناً أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلاً شرساً، وارتكب أعمال قتل جماعية وهو إرهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الأبرياء".
Comment