ضمن حديقة مزدانة بالياسمين في مدينة اللاذقية، تعيش «نتاليا» على بعد ثلاثة مباني من «نينا» وقرب سكن «أولغا» المجاورة «لتاتيانا» والتي يقابلها عبر الشارع المقابل «يلينا»، و«فاينا» و«نادازهدا». كلهن نساء من الاتحاد السوفييتي السابق تزوجن شباناً سوريين. وقد وصل عدد الزيجات السورية الروسية إلى 20,000 زيجة إن لم يكن أكثر حيث إرث الاتحاد السوفييتي السابق وعلاقاته مع عدد من الدول أديا إلى تجاور هؤلاء الأشخاص على مقاعد الدراسة ومن ثم بناء قصص حب تتحول إلى زواج لاحقا.
تقدم المعلومات السابقة بعض الرؤى حول العلاقة القوية بين البلدين والتي تجعل الكرملين يدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد.
تملك روسيا اهتمامات إستراتيجية في سورية ومن ضمنها عقود عسكرية تصل إلى /700/ مليون دولار سنويا إضافة إلى ميناء صغير على البحر المتوسط والذي يعد آخر قاعدة بحرية تنتمي للحقبة السوفيتية في خارج روسيا.
لكن إضافة للعوامل السابقة، يغدو هناك عامل بشري آخر يكمن في اللقاءات التي جرت بين الشبان السوريين والشابات السوفيتيات على مقاعد الدراسة أيام الحقبة السوفيتية قبل أعوام وذلك ضمن اتفاقيات التعاون التي كانت تجري بين البلدين حيث أدت ذلك إلى حالات زواج كثيرة منها ما عاد إلى سورية واستقر فيها.
هن زوجات طبقة النخبة واللواتي بدورهن يملكن بعض النفوذ «الناعم» كما يقلن حيث يعملن على إخطار الهيئات الروسية بالوضع الحقيقي في سورية في حين يعمل رجالهن بالتشارك مع روسيا لأجل حل الأزمة السورية بطرق دبلوماسية مع تزايد حدة الصراع في سورية.
ويُقدّر وجود ما يزيد عن /30,000/ مواطن روسي يعيش في سورية معظمهم نساء وأطفال - كما يقول مسؤولون روس - ويعتبر ما سبق إحدى القضايا التي تواجهها موسكو ضمن الشرق الأوسط حيث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انتقل العديد من المواطنين الروس عبر البلدان المختلفة. إلا أن الحكومة الروسية لم يسبق لها أن شهدت مثل هذا الوضع لدى أي جالية من الجاليات الروسية الموجودة في البلدان الأخرى في العصر الحديث.
واعتمادا على الخبرات السابقة المكتسبة من تجارب الإخلاء التي جرت في لبنان وفلسطين سابقا في الماضي البعيد، ترى الحكومة الروسية أن هناك مشاكل تبرز دوما وذلك كما تقول السيدة «يلينا سوبونينا» المحللة السياسية المختصة بشؤون الشرق الأوسط حيث تقول:
«كان العدد من حالات السابقة بالعشرات فقط، أما في الحالة السورية فهو بالآلاف. بالتالي، فإن مشاكل الإخلاء سوف تكون أسوأ بمئة مرة من الحالات السابقة!».
إن عدد السكان الروس في سورية يعود في جزء كبير منه إلى العلاقة التي يعود عمرها إلى عام 1963 عندما وصل حزب البعث إلى السلطة في سورية. آنذاك، بدأ السوفييت بتدريس الطلاب السوريين المتفوقين في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا ضمن الجامعات السوفيتية إلى جانب طلاب سوفييت من كل الاتحاد السوفييتي. وهذا الأمر بنى روابط وصداقات فيما بينهم حيث كان الهدف من وراء ما سبق بناء نخبة مناصرة للسوفييت عبر العالم. وكانت النتائج القصيرة المدى هي الزيجات التي جرت بين سيدات سوفيتيات وبين أطباء ومهندسين وخبراء ومسؤولين من أكثر من دولة من بينها سورية.
«قال لنا السوفييت الوادع ومن ثم انتقلنا إلى بلدان أزواجنا الجدد» تقول السيدة ناتاليا كريلوفا المؤرخة المتواجدة في أفريقيا.
كان الاتحاد السوري الروسي قويا وليس فقط لأسباب جيوسياسية كما قالت لنا سيدات روسيات مع أزواجهن، أيضا لأسباب ثقافية.
العديد من السوريين تزوجوا مواطنات روسيات لتفادي تكاليف الزواج المرتفعة في الشرق الأوسط وذلك كما يقول محمد الحمزة المواطن السوري الذي تزوج "نادازهدا" ضمن حديقة موسكو في العام 1971حيث قال بأنه من أجل الزواج بسورية: «ستحتاج إلى منزل، وعليك دفع الكثير من النقود وشراء الذهب. في حين من أجل الزواج بامرأة روسية، فكل ما أنت بحاجة إليه هو خاتم زفاف».
أما السيدات الروسيات فلديهن أسبابهن الخاصة للزواج من سوريين؛ منها أسباب اقتصادية تعود إلى فترة انهيار الاتحاد السوفييتي والتضخم الاقتصادي. ومنها يعود إلى فترة الدراسة المشتركة بين الزوجين أيام الجامعة، ومنها ما تعبر عنها السيدة «روسكانا دزينيد» التي تزوجت رجل الأعمال السوري «وائل» غني عام 2000 تعيش معه في موسكو:
«لنجعل الكل يسمع بذلك: كل الشبان الروس (ليس كلهم بل لنقل أكثر من نصفهم) يريد أن تعيله المرأة إضافة إلى بحثه عن علاقات خارج إطار الزواج. كما أنه دوما يحاول التهرب الارتباط والزواج بعكس الشباب السوريين».
في حال نشب شجار بين الزوجين، ماذا تفعل المرأة الروسية؟ تجيب بأنها: «ستبكي! وسوف تذهب لصديقتها لتشتكيه بأنه كذا وكذا. أما المرأة العربية، فهي بالعادة تحزم حقائبها وتذهب إلى منزل ذويها، أو تذهب إلى والدة زوجها وإخوته الفتيات وتبدأ بالصراخ في وجههن!»
«طه عبد الواحد» وهو صحفي تزوج امرأة روسية ويعيش خارج دمشق يقول بأن الظاهرة تزايدت في السنوات الأخيرة حيث بدأ حتى السوريين الذين لم يطأو أرض روسيا بالبحث عن امرأة روسية للزواج بها حيث يطلبون منه المساعدة عن طريق معارف زوجته الروسية!
وقد انجذبت العائلات السورية الروسية إلى نزاع مرير قبل 16 عشر شهرا عندما بدأت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالتعامل العنيف مع المتظاهرين المعادين للحكومة والذي تحول بعد ذلك إلى نزاع مسلح.
تلوم الدولة الروسية عناصر خارجية بالتسبب في حمام الدم وتقف بشدة وراء الحكومة السورية مع متابعة تزويدها بالأسلحة والدعم السياسي لإبقاء الرئيس السوري في منصبه. كما أن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية تتابع بدورها الدفاع عن حكومة الرئيس الأسد حيث تقول بأن هذه الحكومة تقوم بحماية الأقليات الدينية وتمثل حاجزا في مواجهة المد الإسلامي المتطرف.
وفي شهر شباط، وبعد منع الروس لمطالبة مجلس الأمن الدولي الرئيس الأسد بالرحيل، اشتكى رأس الكنيسة الأرثوذكسية في سورية لوكالة انترفاكس الروسية أن أبرشيته بدأت بالذوبان مع نزوح العائلات الروسية إلى خارج سورية حيث «أغلقت السفارة الروسية مدرستها كما بتنا نرى محاولة لإهانة النساء الروسيات في بعض أسواق وأحياء دمشق» كما يقول.
وأعلن المسؤولون القنصليون الروس أن حوالي 9,000 مواطن روسي مسجل ضمن السفارة لديهم، في حين يُعتقد بوجود 30,000 مواطن روسي في سورية حيث قالوا بأنه لا يوجد حاليا خطة لإجلائهم عن سورية ولكن يجري التفكير بمثل هذه الخطة في حال ساءت الأمور أكثر وغدا هناك خطر على حياة المواطنين الروس. قد تكون مثل هذه العملية مرعبة خصوصا مع تواجد عدد إضافي يجب إخلاؤه وهو الزوجات ذوات الجنسيات الأوكرانية، وروسيا البيضاء وملدوفا وهي بلدان ستلجأ قطعا إلى الحكومة الروسية من أجل مساعدتهم في إجلاء مواطنيهم كما قالت السيدة «سوبونينا»، والتي أضافت بأن هناك العديد من العائلات الروسية التي نزحت هي وأطفالها إلى روسيا مؤخرا الأمر الذي يتابعه المسؤولون القنصليون الروس بقلق شديد كما أشاروا.
وبعد /50/ سنة من العيش المشترك والزواج المختلط، تأثر الطرفان بثقافات بعضهم البعض لدرجة كبيرة.
تقدم المعلومات السابقة بعض الرؤى حول العلاقة القوية بين البلدين والتي تجعل الكرملين يدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد.
تملك روسيا اهتمامات إستراتيجية في سورية ومن ضمنها عقود عسكرية تصل إلى /700/ مليون دولار سنويا إضافة إلى ميناء صغير على البحر المتوسط والذي يعد آخر قاعدة بحرية تنتمي للحقبة السوفيتية في خارج روسيا.
لكن إضافة للعوامل السابقة، يغدو هناك عامل بشري آخر يكمن في اللقاءات التي جرت بين الشبان السوريين والشابات السوفيتيات على مقاعد الدراسة أيام الحقبة السوفيتية قبل أعوام وذلك ضمن اتفاقيات التعاون التي كانت تجري بين البلدين حيث أدت ذلك إلى حالات زواج كثيرة منها ما عاد إلى سورية واستقر فيها.
هن زوجات طبقة النخبة واللواتي بدورهن يملكن بعض النفوذ «الناعم» كما يقلن حيث يعملن على إخطار الهيئات الروسية بالوضع الحقيقي في سورية في حين يعمل رجالهن بالتشارك مع روسيا لأجل حل الأزمة السورية بطرق دبلوماسية مع تزايد حدة الصراع في سورية.
ويُقدّر وجود ما يزيد عن /30,000/ مواطن روسي يعيش في سورية معظمهم نساء وأطفال - كما يقول مسؤولون روس - ويعتبر ما سبق إحدى القضايا التي تواجهها موسكو ضمن الشرق الأوسط حيث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انتقل العديد من المواطنين الروس عبر البلدان المختلفة. إلا أن الحكومة الروسية لم يسبق لها أن شهدت مثل هذا الوضع لدى أي جالية من الجاليات الروسية الموجودة في البلدان الأخرى في العصر الحديث.
واعتمادا على الخبرات السابقة المكتسبة من تجارب الإخلاء التي جرت في لبنان وفلسطين سابقا في الماضي البعيد، ترى الحكومة الروسية أن هناك مشاكل تبرز دوما وذلك كما تقول السيدة «يلينا سوبونينا» المحللة السياسية المختصة بشؤون الشرق الأوسط حيث تقول:
«كان العدد من حالات السابقة بالعشرات فقط، أما في الحالة السورية فهو بالآلاف. بالتالي، فإن مشاكل الإخلاء سوف تكون أسوأ بمئة مرة من الحالات السابقة!».
إن عدد السكان الروس في سورية يعود في جزء كبير منه إلى العلاقة التي يعود عمرها إلى عام 1963 عندما وصل حزب البعث إلى السلطة في سورية. آنذاك، بدأ السوفييت بتدريس الطلاب السوريين المتفوقين في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا ضمن الجامعات السوفيتية إلى جانب طلاب سوفييت من كل الاتحاد السوفييتي. وهذا الأمر بنى روابط وصداقات فيما بينهم حيث كان الهدف من وراء ما سبق بناء نخبة مناصرة للسوفييت عبر العالم. وكانت النتائج القصيرة المدى هي الزيجات التي جرت بين سيدات سوفيتيات وبين أطباء ومهندسين وخبراء ومسؤولين من أكثر من دولة من بينها سورية.
«قال لنا السوفييت الوادع ومن ثم انتقلنا إلى بلدان أزواجنا الجدد» تقول السيدة ناتاليا كريلوفا المؤرخة المتواجدة في أفريقيا.
كان الاتحاد السوري الروسي قويا وليس فقط لأسباب جيوسياسية كما قالت لنا سيدات روسيات مع أزواجهن، أيضا لأسباب ثقافية.
العديد من السوريين تزوجوا مواطنات روسيات لتفادي تكاليف الزواج المرتفعة في الشرق الأوسط وذلك كما يقول محمد الحمزة المواطن السوري الذي تزوج "نادازهدا" ضمن حديقة موسكو في العام 1971حيث قال بأنه من أجل الزواج بسورية: «ستحتاج إلى منزل، وعليك دفع الكثير من النقود وشراء الذهب. في حين من أجل الزواج بامرأة روسية، فكل ما أنت بحاجة إليه هو خاتم زفاف».
أما السيدات الروسيات فلديهن أسبابهن الخاصة للزواج من سوريين؛ منها أسباب اقتصادية تعود إلى فترة انهيار الاتحاد السوفييتي والتضخم الاقتصادي. ومنها يعود إلى فترة الدراسة المشتركة بين الزوجين أيام الجامعة، ومنها ما تعبر عنها السيدة «روسكانا دزينيد» التي تزوجت رجل الأعمال السوري «وائل» غني عام 2000 تعيش معه في موسكو:
«لنجعل الكل يسمع بذلك: كل الشبان الروس (ليس كلهم بل لنقل أكثر من نصفهم) يريد أن تعيله المرأة إضافة إلى بحثه عن علاقات خارج إطار الزواج. كما أنه دوما يحاول التهرب الارتباط والزواج بعكس الشباب السوريين».
في حال نشب شجار بين الزوجين، ماذا تفعل المرأة الروسية؟ تجيب بأنها: «ستبكي! وسوف تذهب لصديقتها لتشتكيه بأنه كذا وكذا. أما المرأة العربية، فهي بالعادة تحزم حقائبها وتذهب إلى منزل ذويها، أو تذهب إلى والدة زوجها وإخوته الفتيات وتبدأ بالصراخ في وجههن!»
«طه عبد الواحد» وهو صحفي تزوج امرأة روسية ويعيش خارج دمشق يقول بأن الظاهرة تزايدت في السنوات الأخيرة حيث بدأ حتى السوريين الذين لم يطأو أرض روسيا بالبحث عن امرأة روسية للزواج بها حيث يطلبون منه المساعدة عن طريق معارف زوجته الروسية!
وقد انجذبت العائلات السورية الروسية إلى نزاع مرير قبل 16 عشر شهرا عندما بدأت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالتعامل العنيف مع المتظاهرين المعادين للحكومة والذي تحول بعد ذلك إلى نزاع مسلح.
تلوم الدولة الروسية عناصر خارجية بالتسبب في حمام الدم وتقف بشدة وراء الحكومة السورية مع متابعة تزويدها بالأسلحة والدعم السياسي لإبقاء الرئيس السوري في منصبه. كما أن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية تتابع بدورها الدفاع عن حكومة الرئيس الأسد حيث تقول بأن هذه الحكومة تقوم بحماية الأقليات الدينية وتمثل حاجزا في مواجهة المد الإسلامي المتطرف.
وفي شهر شباط، وبعد منع الروس لمطالبة مجلس الأمن الدولي الرئيس الأسد بالرحيل، اشتكى رأس الكنيسة الأرثوذكسية في سورية لوكالة انترفاكس الروسية أن أبرشيته بدأت بالذوبان مع نزوح العائلات الروسية إلى خارج سورية حيث «أغلقت السفارة الروسية مدرستها كما بتنا نرى محاولة لإهانة النساء الروسيات في بعض أسواق وأحياء دمشق» كما يقول.
وأعلن المسؤولون القنصليون الروس أن حوالي 9,000 مواطن روسي مسجل ضمن السفارة لديهم، في حين يُعتقد بوجود 30,000 مواطن روسي في سورية حيث قالوا بأنه لا يوجد حاليا خطة لإجلائهم عن سورية ولكن يجري التفكير بمثل هذه الخطة في حال ساءت الأمور أكثر وغدا هناك خطر على حياة المواطنين الروس. قد تكون مثل هذه العملية مرعبة خصوصا مع تواجد عدد إضافي يجب إخلاؤه وهو الزوجات ذوات الجنسيات الأوكرانية، وروسيا البيضاء وملدوفا وهي بلدان ستلجأ قطعا إلى الحكومة الروسية من أجل مساعدتهم في إجلاء مواطنيهم كما قالت السيدة «سوبونينا»، والتي أضافت بأن هناك العديد من العائلات الروسية التي نزحت هي وأطفالها إلى روسيا مؤخرا الأمر الذي يتابعه المسؤولون القنصليون الروس بقلق شديد كما أشاروا.
وبعد /50/ سنة من العيش المشترك والزواج المختلط، تأثر الطرفان بثقافات بعضهم البعض لدرجة كبيرة.