وجه المرشد حسن البنا رسائل عدة لتوجيه أتباعه من "الإخوان المسلمين" وتحديد مفاهيم العمل للجماعة في "رسالة الجهاد"، بدأ حديثه بالإشادة به -أي الجهاد- وتميز الإسلام في هذا المجال. فأنت لا "تجد نظاماً قديماً أو حديثاً، دينياً أو مدنياً، عني بشأن الجهاد والجندية واستنفار الأمة، وحشدها كلها صفاً واحداً للدفاع بكل قواها عن الحق، كما تجد ذلك في دين الإسلام".
وبعد أن أورد الكثير من الآيات والأحاديث، وبعد أن ضعّف حديث "جهاد النفس" الذي يرى فيه البعض الجهاد الأكبر، صاح بأتباعه "أيها الإخوان: إن الأمة التي تُحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة.. واعلموا أن الموت لابد منه وأنه لا يكون إلا مرة واحدة، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة... فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله". (مجموعة الرسائل، دار الشهاب، ص 264).
عرف المجتمع المصري النشاط الديني والجمعيات الإسلامية، ولكن الجديد الذي أتى به "الإخوان المسلمون" لمصر ومن خلال مصر لمجتمعات أخرى مع انتشار الحركة، تمثل في ثلاث إضافات: الخلايا الحزبية والتنظيم الهرمي للحزب، العقائدية وأدلجة الدين، وأخيراً إدخال الدين في الحياة السياسية المدنية اليومية وإدخال العنف كرصيد احتياطي في التحرك الحزبي الإسلامي. فـ"الإخوان"، كما هدد "البنا" في رسالة أخرى، سيستخدمون "القوة العملية" حيث لا يجدي غيرها، و"حيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة". (انظر: رسالة المؤتمر الخامس، فصل الإخوان والقوة والثورة).
ساهمت ظروف متنوعة في الحد من نفوذ تيار العنف والثورة و"القوة العملية" داخل حركة "الإخوان" في مصر وخارجها: مشاكل الجهاز السري ومغامراته، اغتيال البنا وتغير زعامة "الإخوان"، الاصطدام بالثورة الناصرية، حملات القمع والتصفية... الخ. وفي الخارج، وجد "الإخوان" أنفسهم في دول خليجية محافظة سياسياً واجتماعياً، تريد الاستفادة من الجماعة وإمكانياتها التعبوية والدعوية.. بثمن معقول! كما وجدوا أنفسهم في مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان والعراق والأردن والسودان وشمال أفريقيا وأوروبا في ظروف أخرى لا مجال للخوض في سماتها وتجاربها الآن، ولكن جماعة "الإخوان المسلمين" ومدرستها الفكرية، بإدخالها "صناعة الموت" في العمل الإسلامي، وتركيزها على خلط الجهاد والقتال بالصراع السياسي ومحاولات تغيير توازن القوى، ومراكمة تراث ضخم من الأدبيات والمؤلفات والمقالات والأشرطة ونجوم الوعظ "الجهادي"، أشعلت فعلاً النار في الهشيم!
عاصرت جماعة "الإخوان" في ظهورها عام 1928 وصعودها بعد ذلك ظروف الحروب العالمية المتوالية والثورات والانقلابات، ولم تبق في كل الدول وفيّة لما ألزمت نفسها به من "عدم اللجوء إلى القوة إلا إذا نضجت الظروف السياسية والاجتماعية": (اليمن، سوريا، السودان بل وحتى في مصر قبل ذلك).
وفي الوقت نفسه، وضعت الجماعة، بقصد أو بغير قصد، ثقافة "الجهاد" و"صناعة الموت"، في خدمة كل جماعات وأحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي. لقد دمرت مؤلفات واجتهادات ومناورات ومفاهيم "الإخوان" في العالم العربي، على امتداد عشرات السنين، كل عناصر الاستقرار السياسي والحداثة السياسية والواقعية العصرية والثقافة الإنسانية العالمية في عقول أجيال متلاحقة من الشباب. وفيما كانت كتبها ومؤلفاتها تهاجم الدول العربية ككيانات "صنعها الاستعمار"، انهمكت في أكثر من دولة في محاولة محمومة لبناء كوادرها السياسية والمالية والتربوية والحزبية. وعندما "عمت البلوى" بالحركة النسائية، وبالديمقراطية، والتعددية الثقافية والدينية حاولت الجماعة استيعاب المستجدات.
ولكنها رغم كل هذا لم تبذل سوى أقل الجهد للتصدي لمن لا يزال يستفيد من تراث العنف الذي ولدته، إذ لا تزال مؤلفات سيد قطب وغيره تورد آلاف الشباب عبر العالم الإسلامي، بعد ترجمتها.. موارد التهلكة! الدعوة إلى الوسطية والاعتدال لا تشمل تراث "الإخوان" الفكري! بل إن كتب سيد قطب وغيره من كبار أعمدة الإسلام السياسي، تطبع وتترجم وتنشر وتقام لها المعارض في دول لا حصر لها تحت إشراف "الإخوان المسلمين" وحلقاتهم الدولية، في آسيا وأوروبا وأميركا! وجدت الدعوة إلى القوة والعسكرة والعنف بيئة خصبة في ثقافتنا وحياتنا السياسية، وفي أوساط الشباب لأسباب عديدة معروفة، وقد ضاعف مغريات القوة والعنف في بلادنا، عدم فهم عناصر القوة الحقيقية القائمة على التطور الاقتصادي والصناعي والتقدم التقني. وضاعفها كذلك عدم فهم الجيل كله لحقائق التوازن الدولي، وكذلك هيمنة المفاهيم القديمة للحرب وأدواتها، وتجاهل الأثر المدمر الشامل للحرب الحديثة.
فإذا حدّثت مثلاً بعض شباب أوروبا بالجهاد والحرب واستخدام القوة، استغرب كيف لم تستوعب حتى الآن ما تجره الحروب الحديثة من دمار هائل، ولا غرابة إذ لم تعايش عاصمة عربية أو إسلامية واحدة ما حدث لبرلين ووارسو وستالينغراد مثلاً! نمت فكرة اللجوء إلى القوة تدريجياً لتتنافس فيها جماعات الإسلام السياسي المختلفة على صعيد العالم العربي والإسلامي، وتخضع للمزايدة بين التنظيمات حيث تم في النهاية "جر رجل" حتى التيار السلفي في دول الخليج وخارجها للعنف! وظهرت قيادات لا تتقن إلا العنف والدموية و"صناعة الموت" واحتقار غير المسلمين، بل ومعاداة كل مسلم يعادي التكفير والتطرف، كما ظهرت شرائح واسعة من الشباب الجامعي المتعلم، إلى جانب الأميين والبسطاء، لا تعطي أهمية أو أولوية لأي تحرك سوى "الجهاد" والقتال والنحر والتفجير!
انظر مثلاً في مقدمة كتاب عنوانه "المسلمون والتربية العسكرية"، كتب مقدمته د. علي جريشة، أحد "الإخوان" المعروفين. يقول مؤلف الكتاب خالد أحمد الشنتوت، ويبدو أنه في غاية الحماس لعسكرة العالم الإسلامي: "إن المسلم الذي لا يتقن استخدام المسدس والبندقية والرشاش والرمانة اليدوية، مقصر في حقه وحق أمته وحق البشرية جميعاً، وسيعيش على هامش العصر في القرن الخامس عشر الهجري ومطلع الحادي والعشرين الميلادي، وعلى مؤسسات التربية في المجتمع المسلم أن تقدم التربية العسكرية لكل فرد مسلم، حتى تعود الأمة المسلمة إلى سابق عهدها في العزة والكرامة". (المسلمون والتربية العسكرية، جدة، 1989، ص 38.
ومن قادة "الإخوان" اللبنانيين الذين شجعوا في كتبهم على التسلح وإتقان استخدام "وسائل الرماية الحديثة" الداعية المعروف "فتحي يكن" (انظر كتابه: أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، بيروت، 1981). ولكن الأستاذ يكن ندم على دعوته "الإخوان" في لبنان إلى تعلم "الرماية الحديثة"، وكتب في كتابه اللاحق وعنوانه "المتساقطون على طريق الدعوة" عن مخاطر "فتنة السلاح"، فقال: "وأخطر ظواهر التطرف على الإطلاق ما اتصل منها باستعمال القوة، فإنها تصبح آنذاك جائحة لا يقتصر ضررها على الأفراد وإنما قد تأتي على الحركة كلها، والساحة الإسلامية تشهد منذ فترة ليست بالقصيرة ظاهرة سوء استعمال القوة، بسبب عدم التقيُّد بالضوابط والسياسات الشرعية في حال استعمال القوة".
إن حركة "الإخوان المسلمين" تاريخياً وعملياً، هي الأب الحقيقي والشرعي لأشكال القوة والعنف، كأداة من أدوات التأثير والتغيير والصراع، كما يمارسه الإسلام السياسي اليوم. وبالطبع لا يعترف "الإخوان" بشرعية انتماء هذا الوليد إليه، بل ويجاهر بالتبرؤ منه وقطع العلاقة، ويحاول "الإخوان" الاحتماء بالاعتدال والوسطية، والحوار والتسامح، والانتخابات والأدوات الشرعية والقانونية في دول عدة، ولكن أحزاب "الإخوان" لم تعقد حتى الآن مؤتمراً فكرياً مثلاً لنقد المفاهيم التي روجت لها على امتداد ثمانين سنة، ولا بحثت جادة في الكتابات الناقدة لها، ولا حاسبت نفسها على كل هذه التوجهات التي أثمرت اليوم كل ما نرى في السعودية والعراق ومصر والجزائر والمغرب بل وأفغانستان وباكستان من عنف وتطرف. لقد بشر المرشد المسلمين بأن الأمة التي تحسن "صناعة الموت" يهب لها الله الحياة العزيزة. ونحن نعرف اليوم جيداً ما فعلته تلك النصيحة بمصالح وحياة المسلمين!
وبعد أن أورد الكثير من الآيات والأحاديث، وبعد أن ضعّف حديث "جهاد النفس" الذي يرى فيه البعض الجهاد الأكبر، صاح بأتباعه "أيها الإخوان: إن الأمة التي تُحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة.. واعلموا أن الموت لابد منه وأنه لا يكون إلا مرة واحدة، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة... فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله". (مجموعة الرسائل، دار الشهاب، ص 264).
عرف المجتمع المصري النشاط الديني والجمعيات الإسلامية، ولكن الجديد الذي أتى به "الإخوان المسلمون" لمصر ومن خلال مصر لمجتمعات أخرى مع انتشار الحركة، تمثل في ثلاث إضافات: الخلايا الحزبية والتنظيم الهرمي للحزب، العقائدية وأدلجة الدين، وأخيراً إدخال الدين في الحياة السياسية المدنية اليومية وإدخال العنف كرصيد احتياطي في التحرك الحزبي الإسلامي. فـ"الإخوان"، كما هدد "البنا" في رسالة أخرى، سيستخدمون "القوة العملية" حيث لا يجدي غيرها، و"حيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة". (انظر: رسالة المؤتمر الخامس، فصل الإخوان والقوة والثورة).
ساهمت ظروف متنوعة في الحد من نفوذ تيار العنف والثورة و"القوة العملية" داخل حركة "الإخوان" في مصر وخارجها: مشاكل الجهاز السري ومغامراته، اغتيال البنا وتغير زعامة "الإخوان"، الاصطدام بالثورة الناصرية، حملات القمع والتصفية... الخ. وفي الخارج، وجد "الإخوان" أنفسهم في دول خليجية محافظة سياسياً واجتماعياً، تريد الاستفادة من الجماعة وإمكانياتها التعبوية والدعوية.. بثمن معقول! كما وجدوا أنفسهم في مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان والعراق والأردن والسودان وشمال أفريقيا وأوروبا في ظروف أخرى لا مجال للخوض في سماتها وتجاربها الآن، ولكن جماعة "الإخوان المسلمين" ومدرستها الفكرية، بإدخالها "صناعة الموت" في العمل الإسلامي، وتركيزها على خلط الجهاد والقتال بالصراع السياسي ومحاولات تغيير توازن القوى، ومراكمة تراث ضخم من الأدبيات والمؤلفات والمقالات والأشرطة ونجوم الوعظ "الجهادي"، أشعلت فعلاً النار في الهشيم!
عاصرت جماعة "الإخوان" في ظهورها عام 1928 وصعودها بعد ذلك ظروف الحروب العالمية المتوالية والثورات والانقلابات، ولم تبق في كل الدول وفيّة لما ألزمت نفسها به من "عدم اللجوء إلى القوة إلا إذا نضجت الظروف السياسية والاجتماعية": (اليمن، سوريا، السودان بل وحتى في مصر قبل ذلك).
وفي الوقت نفسه، وضعت الجماعة، بقصد أو بغير قصد، ثقافة "الجهاد" و"صناعة الموت"، في خدمة كل جماعات وأحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي. لقد دمرت مؤلفات واجتهادات ومناورات ومفاهيم "الإخوان" في العالم العربي، على امتداد عشرات السنين، كل عناصر الاستقرار السياسي والحداثة السياسية والواقعية العصرية والثقافة الإنسانية العالمية في عقول أجيال متلاحقة من الشباب. وفيما كانت كتبها ومؤلفاتها تهاجم الدول العربية ككيانات "صنعها الاستعمار"، انهمكت في أكثر من دولة في محاولة محمومة لبناء كوادرها السياسية والمالية والتربوية والحزبية. وعندما "عمت البلوى" بالحركة النسائية، وبالديمقراطية، والتعددية الثقافية والدينية حاولت الجماعة استيعاب المستجدات.
ولكنها رغم كل هذا لم تبذل سوى أقل الجهد للتصدي لمن لا يزال يستفيد من تراث العنف الذي ولدته، إذ لا تزال مؤلفات سيد قطب وغيره تورد آلاف الشباب عبر العالم الإسلامي، بعد ترجمتها.. موارد التهلكة! الدعوة إلى الوسطية والاعتدال لا تشمل تراث "الإخوان" الفكري! بل إن كتب سيد قطب وغيره من كبار أعمدة الإسلام السياسي، تطبع وتترجم وتنشر وتقام لها المعارض في دول لا حصر لها تحت إشراف "الإخوان المسلمين" وحلقاتهم الدولية، في آسيا وأوروبا وأميركا! وجدت الدعوة إلى القوة والعسكرة والعنف بيئة خصبة في ثقافتنا وحياتنا السياسية، وفي أوساط الشباب لأسباب عديدة معروفة، وقد ضاعف مغريات القوة والعنف في بلادنا، عدم فهم عناصر القوة الحقيقية القائمة على التطور الاقتصادي والصناعي والتقدم التقني. وضاعفها كذلك عدم فهم الجيل كله لحقائق التوازن الدولي، وكذلك هيمنة المفاهيم القديمة للحرب وأدواتها، وتجاهل الأثر المدمر الشامل للحرب الحديثة.
فإذا حدّثت مثلاً بعض شباب أوروبا بالجهاد والحرب واستخدام القوة، استغرب كيف لم تستوعب حتى الآن ما تجره الحروب الحديثة من دمار هائل، ولا غرابة إذ لم تعايش عاصمة عربية أو إسلامية واحدة ما حدث لبرلين ووارسو وستالينغراد مثلاً! نمت فكرة اللجوء إلى القوة تدريجياً لتتنافس فيها جماعات الإسلام السياسي المختلفة على صعيد العالم العربي والإسلامي، وتخضع للمزايدة بين التنظيمات حيث تم في النهاية "جر رجل" حتى التيار السلفي في دول الخليج وخارجها للعنف! وظهرت قيادات لا تتقن إلا العنف والدموية و"صناعة الموت" واحتقار غير المسلمين، بل ومعاداة كل مسلم يعادي التكفير والتطرف، كما ظهرت شرائح واسعة من الشباب الجامعي المتعلم، إلى جانب الأميين والبسطاء، لا تعطي أهمية أو أولوية لأي تحرك سوى "الجهاد" والقتال والنحر والتفجير!
انظر مثلاً في مقدمة كتاب عنوانه "المسلمون والتربية العسكرية"، كتب مقدمته د. علي جريشة، أحد "الإخوان" المعروفين. يقول مؤلف الكتاب خالد أحمد الشنتوت، ويبدو أنه في غاية الحماس لعسكرة العالم الإسلامي: "إن المسلم الذي لا يتقن استخدام المسدس والبندقية والرشاش والرمانة اليدوية، مقصر في حقه وحق أمته وحق البشرية جميعاً، وسيعيش على هامش العصر في القرن الخامس عشر الهجري ومطلع الحادي والعشرين الميلادي، وعلى مؤسسات التربية في المجتمع المسلم أن تقدم التربية العسكرية لكل فرد مسلم، حتى تعود الأمة المسلمة إلى سابق عهدها في العزة والكرامة". (المسلمون والتربية العسكرية، جدة، 1989، ص 38.
ومن قادة "الإخوان" اللبنانيين الذين شجعوا في كتبهم على التسلح وإتقان استخدام "وسائل الرماية الحديثة" الداعية المعروف "فتحي يكن" (انظر كتابه: أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، بيروت، 1981). ولكن الأستاذ يكن ندم على دعوته "الإخوان" في لبنان إلى تعلم "الرماية الحديثة"، وكتب في كتابه اللاحق وعنوانه "المتساقطون على طريق الدعوة" عن مخاطر "فتنة السلاح"، فقال: "وأخطر ظواهر التطرف على الإطلاق ما اتصل منها باستعمال القوة، فإنها تصبح آنذاك جائحة لا يقتصر ضررها على الأفراد وإنما قد تأتي على الحركة كلها، والساحة الإسلامية تشهد منذ فترة ليست بالقصيرة ظاهرة سوء استعمال القوة، بسبب عدم التقيُّد بالضوابط والسياسات الشرعية في حال استعمال القوة".
إن حركة "الإخوان المسلمين" تاريخياً وعملياً، هي الأب الحقيقي والشرعي لأشكال القوة والعنف، كأداة من أدوات التأثير والتغيير والصراع، كما يمارسه الإسلام السياسي اليوم. وبالطبع لا يعترف "الإخوان" بشرعية انتماء هذا الوليد إليه، بل ويجاهر بالتبرؤ منه وقطع العلاقة، ويحاول "الإخوان" الاحتماء بالاعتدال والوسطية، والحوار والتسامح، والانتخابات والأدوات الشرعية والقانونية في دول عدة، ولكن أحزاب "الإخوان" لم تعقد حتى الآن مؤتمراً فكرياً مثلاً لنقد المفاهيم التي روجت لها على امتداد ثمانين سنة، ولا بحثت جادة في الكتابات الناقدة لها، ولا حاسبت نفسها على كل هذه التوجهات التي أثمرت اليوم كل ما نرى في السعودية والعراق ومصر والجزائر والمغرب بل وأفغانستان وباكستان من عنف وتطرف. لقد بشر المرشد المسلمين بأن الأمة التي تحسن "صناعة الموت" يهب لها الله الحياة العزيزة. ونحن نعرف اليوم جيداً ما فعلته تلك النصيحة بمصالح وحياة المسلمين!
خليل علي حيدر
الاتحاد الاماراتية
الاتحاد الاماراتية
Comment