بصدور المرسوم رقم /194/ القاضي بتكليف رياض حجاب بتشكيل حكومة سورية ثانية في ظل الأزمة التي تعيشها سورية منذ مطلع آذار 2011 يقول مراقبون أن ثمة تشابه كبير بين رئيس الوزراء السوري الأسبق عادل سفر ورئيس الوزراء الحالي رياض فريد حجاب المعين في 6 حزيران 2012،حيث أن الوزير حجاب كان الأعلى ترشيحا ليكون خلفا لعادل سفر في هذه المهمة ، بعد أن كان خلفه في حمل حقيبة الزراعة التي سبق لسفر أن حملها أيضاً.
ومثلما تولى عادل سفر منصب رئاسة الحكومة في 14/4/2011 بموجب المرسوم رقم /146/ وكان على رأس مهامه حينها محاربة الفساد والإصلاح الإداري، كذلك هو الحال بالنسبة لحجاب الذي طالما أعلن من وزارته السابقة أن من أولوياتها محاربة الفساد، حيث شهدت أكثر قرارات الإعفاء لمدراء، فكيف بحكومته الجديدة التي يعقد عليها السوريون آمال كبيرة.
أما على الصعيد الشخصي، فقد بدأ عادل سفر حياته كمهندس زراعي عقب حصوله على إجازة في العلوم الزراعية من جامعة دمشق عام 1977، وتقلب سفر في المناصب المتعلقة بالشأن الزراعي؛ فعين وكيلاً لكلية الزراعة (1992-1997)، ثم عميداً لكلية الزراعة بالجامعة نفسها (1997-2000)، وهو بعثي تدرج في المناصب الحزبية حتى شغل منصب أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث (2000-2002)، ثم عين وزيراً للزراعة في حكومة ناجي العطري عام 2006، واستمر في منصبه هذا حتى تعيينه رئيساً للوزراء في مطلع أبريل 2011.
وعلى ذات خطى سفر تقريباً يقول مراقبون : يسير حجاب الذي بدأ حياته كمهندس زراعي عقب حصوله على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكذلك حجاب بعثي شغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور ورئيساً لاتحاد طلبته منذ عام 2004/2008،ومن ثم شغل مناصب أخرى منها محافظ القنيطرة ومن ثم محافظاً لللاذقية حتى 2011، ثم عين وزيراً للزراعة في حكومة عادل سفر عام 2011، واستمر في منصبه هذا حتى تعيينه رئيساً للوزراء في مطلع حزيران 2012.
تجربة عادل سفر
تولى عادل سفر رئاسة الحكومة في خضم أحداث تشهدها سورية للمرة الأولى منذ حوالي ثلاثين عاماً ، تمثلت في خلو عنصر الأمان تزامناً مع انطلاق احتجاجات وسقوط ضحايا عسكريين ومدنيين ، رافقها حزم متتالية من العقوبات الاقتصادية على سورية ، وتخبط بمركز القرار انعكس سلباً على الأسواق والحياة المعيشية للمواطن السوري، حيث نقصت السلع الاستهلاكية الأساسية من المحال، وشاهدنا لأول مرة طوابير الناس بانتظار الغاز والمازوت فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي، يضاف إلى ذلك تدهور قيمة الليرة السورية أمام الارتفاع الغير مسبوق للدولار،وتراجع الاستيراد والتصدير ومختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد ما أدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع نسب البطالة لمستويات قياسية وتسبب ذلك بتسريح أكثر من 140 ألف عامل بحسب أرقام مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
ظروف مشابهة لحجاب :
حجاب يتسلم زمام حكومته بظرف تبدو مشابهة لتلك التي تسلم خلالها زميله سفر بل ويعتبرها مراقبون أشد وطأة .
وسط كل هذا تتوجه أنظار السوريين نحو حكومة حجاب الجديدة التي ستخرج البلاد من أكبر أزمة تواجهها ، ومن أبرز المهمات التي يتعين تحقيقها بحسب رغبات وطموح مواطنون: إنقاذ الوضع المعيشي للسوريين واتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات الإسعافية لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، بما فيها إلغاء عدد كبير من قرارات حكومة سفر باعتبار أنها غير شعبية وتسببت بالاستياء العام، كذلك الإفصاح عن التوجهات الإستراتيجية للحكومة الجديدة في محاولة لتنفيذ ما يصلح للمرحلة التي تمر فيها سورية.
فثمة مجموعة من القضايا المستعصية التي لا زال السوريون يرون بأن الحكومات السابقة غير قادرة على حلها وهي الوضع الاقتصادي بشكل عام، بما في ذلك ارتفاع الأسعار والبطالة وتحسين الوضع المعيشي.
وإضافة إلى تلك التحديات فإن الأحداث التي تمر بها سورية تلقي بظلالها الثقيلة على الحكومة الجديدة التي يجب أن تتعامل مع كل قرار بشكل مفصلي بما يتلائم مع متطلبات المرحلة القادمة، والعمل على محاربة الفساد الذي يراه كثير من السوريين المساهم الأكبر بما وصلت إليه الأحوال في سورية بعد أربعة عشر شهراً على اندلاع الأحداث فيها .
وفي مواجهة هذه التحديات الكبرى، بدا أداء سفر في الحكومة السابقة هزيلاً ولا يتناسب مع متطلبات المرحلة حيث قال السوريين حينها الحكومة من خلال تصويت أجراه موقع " دي برس" أن الحكومة السورية برئاسة عادل سفر وبعد مرور أكثر من عام على تشكيلها لم تنجح في معالجة قضايا المواطنين الأساسية، وبيّن التصويت الذي شمل قرابة 2000 مصوت أن حكومة سفر لم يكن لها دور فاعل خلال الأزمة التي تعيشها سورية، وقالوا حينها : "كنا ننتظر من هذه الحكومة التي بشر أطرافها بكثير من الوعود بخصوص الإصلاح وتحسين الوضع المعيشي ،إلا أننا لم نرى أيا من هذه الأشياء ونعتقد أن الحكومة اقتصرت على إعلان نوايا لم نر ترجمة لها في الواقع".
فهل يتمكن رياض حجاب من قيادة هكذا مرحلة
يؤكد المقربون من وزير الزراعة السابق رياض حجاب أنه قوي الشخصية، ويمتلك القدرة على اتخاذ القرار الصائب والحسم بذلك، وهو يمثل الشخصية الإصلاحية التي يمكن أن تلعب دوراً لا يستهان به في المرحلة الحالية من تاريخ البلاد، وما دفع للحديث عنه بهذا الشكل أنه معروف عنه من خلال التجربة حركته النشطة من خلال جولاته المفاجئة على المديريات التابعة لوزارته،،وتنفيذه لوعوده بشكل سريع ، فضلاً عن إعفاء أعداد ليست قليلة من المدراء الذين ثبت تقصيرهم وإهمالهم للمهمات الموكلة إليهم،وذلك بعد تهديدات واضحة من جهته حجاب بأنه لن يتهاون مع أي تقصير أو إهمال، كذلك يؤخذ لحجاب حسب متابعون لنشاطه بالوزرارة نجاحه في تجنيب القطاع الزراعي حالات الكساد والتخزين والخسائر التي كان من الممكن أن تهوي بقطاع الزراعة في الأزمة الحالية، من خلال عقد عدة معاهدات أبرزها مع روسيا وإيران لتطوير وتنمية الزراعة السورية، وتبادل المنتجات في ظل ظروف خاصة فرضتها عقوبات الاتحاد الأوروبي على الاستيراد والتصدير على الاقتصاد الوطني.
وفي السياق المقابل يقول فريق آخر من السوريين أنهم لا يتوقعون من حكومة حجاب أو غيره أن تنجح في تحقيق ما عجزت عنه الحكومات السورية منذ نحو نصف قرن، مدللين بذلك على أن جميع خلفائه لحجاب توعدوا بقطع دابر الفساد والإصلاح وشنوا العديد من الحملات ضد الفساد .
ومثلما تولى عادل سفر منصب رئاسة الحكومة في 14/4/2011 بموجب المرسوم رقم /146/ وكان على رأس مهامه حينها محاربة الفساد والإصلاح الإداري، كذلك هو الحال بالنسبة لحجاب الذي طالما أعلن من وزارته السابقة أن من أولوياتها محاربة الفساد، حيث شهدت أكثر قرارات الإعفاء لمدراء، فكيف بحكومته الجديدة التي يعقد عليها السوريون آمال كبيرة.
أما على الصعيد الشخصي، فقد بدأ عادل سفر حياته كمهندس زراعي عقب حصوله على إجازة في العلوم الزراعية من جامعة دمشق عام 1977، وتقلب سفر في المناصب المتعلقة بالشأن الزراعي؛ فعين وكيلاً لكلية الزراعة (1992-1997)، ثم عميداً لكلية الزراعة بالجامعة نفسها (1997-2000)، وهو بعثي تدرج في المناصب الحزبية حتى شغل منصب أمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث (2000-2002)، ثم عين وزيراً للزراعة في حكومة ناجي العطري عام 2006، واستمر في منصبه هذا حتى تعيينه رئيساً للوزراء في مطلع أبريل 2011.
وعلى ذات خطى سفر تقريباً يقول مراقبون : يسير حجاب الذي بدأ حياته كمهندس زراعي عقب حصوله على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية، وكذلك حجاب بعثي شغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور ورئيساً لاتحاد طلبته منذ عام 2004/2008،ومن ثم شغل مناصب أخرى منها محافظ القنيطرة ومن ثم محافظاً لللاذقية حتى 2011، ثم عين وزيراً للزراعة في حكومة عادل سفر عام 2011، واستمر في منصبه هذا حتى تعيينه رئيساً للوزراء في مطلع حزيران 2012.
تجربة عادل سفر
تولى عادل سفر رئاسة الحكومة في خضم أحداث تشهدها سورية للمرة الأولى منذ حوالي ثلاثين عاماً ، تمثلت في خلو عنصر الأمان تزامناً مع انطلاق احتجاجات وسقوط ضحايا عسكريين ومدنيين ، رافقها حزم متتالية من العقوبات الاقتصادية على سورية ، وتخبط بمركز القرار انعكس سلباً على الأسواق والحياة المعيشية للمواطن السوري، حيث نقصت السلع الاستهلاكية الأساسية من المحال، وشاهدنا لأول مرة طوابير الناس بانتظار الغاز والمازوت فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي، يضاف إلى ذلك تدهور قيمة الليرة السورية أمام الارتفاع الغير مسبوق للدولار،وتراجع الاستيراد والتصدير ومختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد ما أدى بطبيعة الحال إلى ارتفاع نسب البطالة لمستويات قياسية وتسبب ذلك بتسريح أكثر من 140 ألف عامل بحسب أرقام مؤسسة التأمينات الاجتماعية.
ظروف مشابهة لحجاب :
حجاب يتسلم زمام حكومته بظرف تبدو مشابهة لتلك التي تسلم خلالها زميله سفر بل ويعتبرها مراقبون أشد وطأة .
وسط كل هذا تتوجه أنظار السوريين نحو حكومة حجاب الجديدة التي ستخرج البلاد من أكبر أزمة تواجهها ، ومن أبرز المهمات التي يتعين تحقيقها بحسب رغبات وطموح مواطنون: إنقاذ الوضع المعيشي للسوريين واتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات الإسعافية لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، بما فيها إلغاء عدد كبير من قرارات حكومة سفر باعتبار أنها غير شعبية وتسببت بالاستياء العام، كذلك الإفصاح عن التوجهات الإستراتيجية للحكومة الجديدة في محاولة لتنفيذ ما يصلح للمرحلة التي تمر فيها سورية.
فثمة مجموعة من القضايا المستعصية التي لا زال السوريون يرون بأن الحكومات السابقة غير قادرة على حلها وهي الوضع الاقتصادي بشكل عام، بما في ذلك ارتفاع الأسعار والبطالة وتحسين الوضع المعيشي.
وإضافة إلى تلك التحديات فإن الأحداث التي تمر بها سورية تلقي بظلالها الثقيلة على الحكومة الجديدة التي يجب أن تتعامل مع كل قرار بشكل مفصلي بما يتلائم مع متطلبات المرحلة القادمة، والعمل على محاربة الفساد الذي يراه كثير من السوريين المساهم الأكبر بما وصلت إليه الأحوال في سورية بعد أربعة عشر شهراً على اندلاع الأحداث فيها .
وفي مواجهة هذه التحديات الكبرى، بدا أداء سفر في الحكومة السابقة هزيلاً ولا يتناسب مع متطلبات المرحلة حيث قال السوريين حينها الحكومة من خلال تصويت أجراه موقع " دي برس" أن الحكومة السورية برئاسة عادل سفر وبعد مرور أكثر من عام على تشكيلها لم تنجح في معالجة قضايا المواطنين الأساسية، وبيّن التصويت الذي شمل قرابة 2000 مصوت أن حكومة سفر لم يكن لها دور فاعل خلال الأزمة التي تعيشها سورية، وقالوا حينها : "كنا ننتظر من هذه الحكومة التي بشر أطرافها بكثير من الوعود بخصوص الإصلاح وتحسين الوضع المعيشي ،إلا أننا لم نرى أيا من هذه الأشياء ونعتقد أن الحكومة اقتصرت على إعلان نوايا لم نر ترجمة لها في الواقع".
فهل يتمكن رياض حجاب من قيادة هكذا مرحلة
يؤكد المقربون من وزير الزراعة السابق رياض حجاب أنه قوي الشخصية، ويمتلك القدرة على اتخاذ القرار الصائب والحسم بذلك، وهو يمثل الشخصية الإصلاحية التي يمكن أن تلعب دوراً لا يستهان به في المرحلة الحالية من تاريخ البلاد، وما دفع للحديث عنه بهذا الشكل أنه معروف عنه من خلال التجربة حركته النشطة من خلال جولاته المفاجئة على المديريات التابعة لوزارته،،وتنفيذه لوعوده بشكل سريع ، فضلاً عن إعفاء أعداد ليست قليلة من المدراء الذين ثبت تقصيرهم وإهمالهم للمهمات الموكلة إليهم،وذلك بعد تهديدات واضحة من جهته حجاب بأنه لن يتهاون مع أي تقصير أو إهمال، كذلك يؤخذ لحجاب حسب متابعون لنشاطه بالوزرارة نجاحه في تجنيب القطاع الزراعي حالات الكساد والتخزين والخسائر التي كان من الممكن أن تهوي بقطاع الزراعة في الأزمة الحالية، من خلال عقد عدة معاهدات أبرزها مع روسيا وإيران لتطوير وتنمية الزراعة السورية، وتبادل المنتجات في ظل ظروف خاصة فرضتها عقوبات الاتحاد الأوروبي على الاستيراد والتصدير على الاقتصاد الوطني.
وفي السياق المقابل يقول فريق آخر من السوريين أنهم لا يتوقعون من حكومة حجاب أو غيره أن تنجح في تحقيق ما عجزت عنه الحكومات السورية منذ نحو نصف قرن، مدللين بذلك على أن جميع خلفائه لحجاب توعدوا بقطع دابر الفساد والإصلاح وشنوا العديد من الحملات ضد الفساد .
Comment