عدد من معارضي الداخل يعربون عن استيائهم من موضوع تسليح ما يسمى بـ جيش سورية الحر

[RSS]

أعرب عدد من رموز المعارضة الداخلية عن استيائهم إزاء السبل المطروحة للمسألة السورية خاصة فيما يتعلق بتسليح ما يسمى بـ"جيش سورية الحر"، لافتين إلى أن اخطر المراحل قد بدأت.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، في عددها الصادر اليوم السبت، عن رئيس تيار (بناء الدولة السوري) لؤي حسين استيائه إزاء السبل المطروحة للمسألة السورية، معتبرا أن "الغرب لم يظهر ولا مرة استعدادا لتدخل عسكري مباشر، ورغم ذلك قامت بعض شخصيات المعارضة في الخارج منذ وقت طويل بإيهام المتظاهرين بأنّ تدخلا عسكريا قريبا سيحدث وسيكون بمثابة المخلص القريب".
وأضاف حسين أن "ما أخشاه اليوم هو أن بعض الدوائر ستشكل غطاءً لدول أخرى لتمويل من يريد الصراع المسلح، وهو ما حصل في مؤتمر (أصدقاء الشعب السوري) في تونس، الذي شرعن للسعودية وقطر أن تدعما التدخل العسكري، فالسبل المطروحة الآن أمام الواقع السوري تتجسد في خيارات التسلح".
وشن حسين هجوما على معارضة الخارج، قائلا "أليس من يدعو الآن إلى التسلّح ويبارك العمليات ضد الجنود هو أيضا صاحب أياد ملطخة بالدماء؟ .. كلام يخلص منه إلى اعتبار أن كل دعاة التسلح لا يحق لهم وضع أي شرط للحوار أو التفاوض، فهم مثل الطرف الآخر دعوا إلى القتل وتسببوا مباشرة بانقسام المجتمع السوري، وتلطخت أيدي بعضهم بمال دنس فاسد".
وأشار حسين إلى أن "قسما كبيرا من تنظيمات معارضة الخارج هي هيكليات تنظيمية مفبركة من دوائر خارجية، وبالتالي ليس من المستغرب أن نسمع منها مواقف متناقضة نابعة من تخبط في تحديد مرجعيتها أو العجز عن فهم ما تريده تلك الدوائر التي فبركت قطباً معارضاً يمكنه أن يحظى بشرعية تؤهله لطلب مساعدات من الغرب".
وأطلق معارضون سوريون في 13 أيلول الماضي، في دمشق ما سمي بـ "تيار بناء الدولة السورية" الذي يسعى، حسب مؤسسيه، إلى بناء دولة ديمقراطية مدنية، وتمكين السوريين وبخاصة الشباب من "الانخراط العلني والفعال" في الحياة السياسية والعامة.
من جانبه، قال أبرز أعضاء (هيئة التنسيق الوطنية) حسين العودات، إن "المشهد السوري يتجه للتدويل، ولم يعد حله بيد الشعب بل بات المؤثر الأساس عليه هو الخارج، عربيا كان أم دوليا"، لافتا إلى أن "التدويل يسير نحو العسكرة والتسلح، بدليل أن من يدقق بتصريحات بعض العرب والأجانب وقادة المعارضة الخارجية، يتبين له أن الأزمة في طريقها للتصعيد، وحلها يقترب من الخيار العسكري".
وأشار العودات إلى أن "التوجه الغربي والعربي اليوم، يتجه نحو توحيد الجيش الحر، ودعمه بالمال والسلاح ووضع هرمية متسلسلة له، وصولا لقيادة موحدة لتأهيله للصراع مع الجيش النظامي، على قاعدة أن تسليحه وتمويله سوف يحرض كثيرين من الجيش الرسمي على الانشقاق".
وأعرب العودات عن خشيته من عواقب هذا الخيار، من بينها "تنحية كل أطراف المعارضة السياسية جانبا، والاعتماد على الجيش الحر، وتأهيله لإسقاط النظام وتولي المرحلة الانتقالية وبالتالي بقاء خيوط اللعبة في الخارج وليس بيد المعارضة السياسية في الداخل والخارج".
وتضم "هيئة التنسيق الوطنية"، التي أعلن عن تأسيسها أواخر حزيران الماضي، أحزاب التجمع اليسار السوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي وأحزاب كردية, كما تضم الهيئة شخصيات معارضة من الداخل.
ودعت عدة دول عربية وغربية في الاونة الاخيرة ومنها قطر والسعودية الى تسليح المعارضة السورية, ي وقت كشفت فيه تقارير اعلامية عن انجاز خطط لمهاجمة سورية عسكريا.