كهف دودرية وأهميته التاريخية في توطين النياندرتاليون السوريين

[ararad]

حلب-سانا إذا كان كهف ألتميرا يجسد أشكال حيوانات متعددة من غزلان وثيران وغيرها وإذا كان كهف الماموث في الولايات المتحدة الأمريكية مشهورا بسلسلة الأحجار الجيرية التي يقع ضمنها و كهف شاندر الذي يقع في إقليم كردستان العراق يشمخ فوق كتلة صخرية جبلية يصعب الوصول إليها وكهف شاندونغ الواقع في فيتنام يعتبر أكبر كهف في العالم فإن كهف دودرية السوري الذي يقع في جبل سمعان وتحديدا جنوب مدينة عفرين بالقرب من قرية برج عبدالوا لديه الكثير من المزايا التي تؤهله لأن يكون أهم المغاور القديمة في العالم نظرا للعمق والمساحة الكبيرة التي يشغلها. وبعد أن كان الكهف الذي ما يزال يحافظ في بعض جوانبه على أشكال لمقاعد استخدمها البشر للجلوس مجرد مكان يقصده سكان القرى المجاورة لعدة أغراض اما للترفيه أو عقد حلقات الاجتماع وتناول المشروبات هناك أو لتأمين مسكن للحيوانات اصبح الآن مركز جذب للسياح من مختلف الأماكن على حد تعبير رامي جديد مدرس لغة إنكليزية. ويضيف.. يتميز الكهف بصلابته وجمال ديكوراته الطبيعية حيث تزين جدرانه الحجرية نباتات خضراء تتناثر هنا وهناك كما أنه يتربع شامخا في ارتفاع يبلغ 450 مترا عن سطح البحر وأجمل ما يميز الكهف أنه موطن النياندرتاليون الذين يعتبرون سكانا أفارقة استخدموا الكهف كطريق لهم أثناء توجههم لقارتي آسيا وأوروبا وما لبثوا أن اتخذوا من سورية وتحديدا حلب موطنا لهم ليزداد عددهم في هذه البقعة من الأرض كاثبات على صحة هذا الكلام اكتشف من قبل بعثة التنقيب اليابانية/السورية هياكل عظمية لطفل من هذه القبيلة حيث ان هذا الكهف ساهم كثيرا في التعريف على النياندرتاليون الذين عاشوا في فترة العصور الحجرية الوسطى الأمر الذي يجعلنا كسوريين نفتخر بوجودنا على أجمل بقاع الأرض حيث الغنى البشري من كل الأطياف والأجناس والأعراق. ويعتبر الكهف من أطول الكهوف في العالم كما أنه يمكن الدخول إليه من بابين الشمالي والجنوبي ويتميز بابه الشمالي بإطلالته الفريدة من نوعها على وادي ضحل كما يقول عزام البابا الحائز على ماجستير في قسم التاريخ ويضيف.. هذا الكهف بحد ذاته يعتبر ثورة في علم الآثار حيث يولد لدى الزائر توق إلى العيش بداخله وتلمس الحياة في تلك العصور إضافة إلى الشعور الجميل الذي ينتاب الإنسان مجرد دخوله فالنظافة عنوان هذا الكهف الذي يبدو واضحا من جدرانه الذي لم تقدر الذكريات المدرسية الطلابية من خربشات على التغلغل إلى داخلها بسبب متانتها ونقاء لونها وخشونتها في بعض المواقع ما يجعل أمر الكتابة عليها ضربا من المستحيل عدا عن الأهمية الكبيرة للكهف من الناحية السياحية حيث يمكن الوصول إليه من عدة قرى مثل الباسوطة وليمار والعقيبة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أهمية تلك القرى إضافة إلى كونها تتمتع بمناظر جذابة وبآثار عظيمة تعود إلى عهود غابرة. ورغم قدم الكهف إلا أنه لم يكتشف حتى العالم 1978 وبقي مجهولا بالنسبة إلى المحافظات السورية الأخرى حتى العام 1993 حيث قامت فرق تنقيب يابانية/ سورية بالعمل المشترك لتحديد عمر الكهف والتنقيب بداخله كما يقول مهندس الاثار زين عرفة. ويضيف.. لكن مع ذلك لا يزال غير مشهور حتى الآن رغم ان كهوفا عالية اقل منه اهمية معروفة اكثر في العالم. وحتى اليوم تقوم نسوة عفرينيات بزيارة الكهف واستخدامه لنفس الأغراض التي اعتدن على القيام بها في الكهف كما تقول زاهدة الحاج علي وتضيف.. أبحث في الكهف عن نباتات لا يمكن إيجادها إلا على جدرانه كما أنني اعتدت على اللقاء في الكهف مع جاراتي أم محمد وأم نوري وبرفقتنا براد شاي نحتسيه بينما نسترسل في الحديث عن صعوبات الحياة الحالية ومقارنتها مع أيام أجدادنا الذي كان الكهف بالنسبة لهم متنفسا لكل شيء حيث لم يكن السكن من ضرورات حياتهم بفضل توفر البديل وهو الكهف الذي يتميز بتكييفه الطبيعي. حاتم محمد