أجرى السيد الرئيس بشار الأسد لقاء مع التلفزيون الروسي القناة الأولى حول تطورات الأحداث في سورية والمنطقة وما تقوم به سورية للخروج من الأزمة وأخطار وتداعيات أي عدوان أو تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية والعلاقات مع روسيا والموقف من العقوبات الغربية على سورية.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول احتمال قيام الغرب بشن عدوان على سورية وأن العمليات العسكرية الغربية ضد سورية مخطط لها مسبقا والمساعدة التي تعول عليها سورية من روسيا في هذه الحالة: هذه الادعاءات نسمعها من وقت لآخر وخاصة في الأزمات التي تحصل بين سورية وبين عدد من الدول الغربية خلال العقود الماضية والتي تهدف إلى الضغط على سورية لتغيير مواقفها السياسية.
وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لنا في سورية نضع دائما كل الاحتمالات حتى وإن لم يكن هذا الموضوع مطروحا في الإعلام من خلال التسريبات ولكن عندما يكون الوطن مهددا بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى ولا يهم من هو أقوى ومن هو أضعف وإذا كنت كدولة تمثل دولة صغيرة وضعيفة والعدو هو كبير وقوي فمن الطبيعي أن تدافع عن بلدك بغض النظر عن الموازين.
وتابع الرئيس الأسد: إن الحسابات بالنسبة للآخرين تجاه هذا السيناريو هي ليست حسابات سهلة فسورية بلد له موقع خاص جدا من الناحية الجغرافية ومن الناحية الجيوسياسية ومن الناحية التاريخية ومن النواحي الأخرى المختلفة فسورية هي موقع الالتقاء لكل مكونات أو معظم مكونات الشرق الأوسط الثقافية والدينية والطائفية والعرقية وغيرها وهي كخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله لهذا السبب حتى الآن تبدو الأمور تذهب باتجاه محاولات ضغط إعلام سياسي اقتصادي.
وقال الرئيس الأسد: لاشك في أننا نعول على روسيا أولا للعلاقة التاريخية الموجودة بين بلدنا وروسيا وبنفس الوقت لأن روسيا هي قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبكل الأحوال هي لعبت هذا الدور منذ الأيام الأولى للأزمة وكان هناك تواصل مباشر بيننا وبين الحكومة الروسية وكنا نشرح لهم بالتفاصيل هذا الوضع انطلاقا من أهمية سورية وتأثير سورية على الوضع في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة تحديدا.
وأضاف الرئيس الأسد: كان هناك معرفة روسية لمخاطر محاولات التدخل في سورية سواء سياسيا أو أمنيا أو عسكريا أو بأي طريقة أخرى لذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخرها الفيتو في مجلس الأمن فإذاً نحن نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط وإنما دفاعا عن الاستقرار في العالم.
وردا على سؤال حول قيام أحد المعارضين الشيوعيين في سورية بشكر روسيا على استخدامها الفيتو وقيام آخرين بحرق الأعلام الروسية في بعض شوارع المدن السورية ومن هي المعارضة التي يمكن الجلوس معها على طاولة الحوار قال الرئيس الأسد: أعتقد لو التقيت بأي مواطن سوري ستسمع نفس الموقف فكل شخص لديه الحد الأدنى من الشعور الوطني سيكون ممتنا لروسيا لموقفها الأخير في مجلس الأمن وأن نكون معارضة أو موالاة في سورية أو في الوسط لا يعني أن نختلف على الأمور الأساسية فنحن لا نختلف مع المعارضة حول سيادة سورية وحول رفض التدخل الخارجي وحول الوقوف ضد العمليات الإرهابية التي تحصل في سورية خلال الأشهر الأخيرة نحن نختلف حول القضايا الداخلية وفي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها وأعتقد هذا الموقف هو موقف عام في سورية.
وتابع الرئيس الأسد: أما بالنسبة لحرق العلم فلا اعتقد بأننا نستطيع أن نضعه في إطار عمل سياسي فهو لا يمثل معارضة أو غيرها وغالبا يمثل حالات فردية وقد تكون هذه الحالات الفردية حالات مدفوعة من الخارج لكي يكتمل المشهد الإعلامي حول الكذبة الكبيرة التي تروج ضد سورية في الإعلام الخارجي ولكي تظهر روسيا وكأنها تقف مع دولة ضد الشعب هذه هي اللعبة الإعلامية المفترضة من هذا العمل.
وأضاف الرئيس الأسد حول من تمثل المعارضة: أعتقد أن القرار يكون أكثر دقة عندما يكون هناك انتخابات ووجود أحزاب جديدة ووجود انتخابات إدارة محلية وانتخابات مجلس الشعب بعدها بفترة قليلة هو الذي سيحدد من الذي يمثل الشعب من هذه المعارضة وبالنسبة لنا نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو ليس له قاعدة شعبية لذلك أن الجواب الأكثر دقة سيكون بعد الانتخابات التي نعتقد بأنها ستكون في شهر شباط القادم.
وجوابا على سؤال حول بداية الحوار الوطني الشامل وتنظيم عملية الانتخابات وقيام جزء من المعارضة في اسطنبول بتشكيل مجلس وإبداء عدم استعدادهم لإجراء مفاوضات مع السلطات وفيما إذا كان بالإمكان الاتفاق معهم بطرق سلمية قال الرئيس الأسد: أولا ان الحوار هو دائما بحاجة لطرفين فلا يمكن أن تحاور من طرف واحد فإذا أردت أن تحاور أي طرف فلابد أن يكون قابلا للحوار هذه النقطة الأولى أما النقطة الثانية فلكي نحاور أي جهة بشكل سياسي وبشكل رسمي فلا بد أن نحدد أسسا معينة لكي ننطلق من خلالها.. وتساءل الرئيس الأسد هل هذه القوى التي علينا أن نحاورها مقبولة من قبل الشعب السوري وهل هي قوى صنعت في الخارج من قبل دول أجنبية وهل تدعو أو تقبل بتدخل أجنبي وهل تدعم الإرهاب.. عندما نحدد كل هذه الأسس نستطيع أن نحدد إذا كنا سنحاور أم لا.. فالشعب السوري ضد التدخل الأجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سورية سواء بشكل سياسي أو موقف سياسي.
أما عن مجلس الذي أنشئ في اسطنبول فلا أعرف عنه الكثير ولكن استطيع أن أقول بان السؤال أو الجواب الدقيق يأتي على هذا المجلس من قبل الشعب السوري عندما يقبل الشعب السوري بمجلس أو ببنية سياسية معينة فلا بد لنا كدولة أن نتحاور معها أما بالنسبة أن نقبل أو نرفض الحوار كمبدأ أو نذهب باتجاه العنف أو القوة فاعتقد بأن المبدأ الصحيح هو اعتماد الحوار لأنه هو الذي يؤدي إلى الوصول إلى الحلول التي تؤدي للاستقرار في أي بلد لذلك نحن لا نعلق كثيرا على هذا المجلس طالما أن الشعب السوري لم يهتم فنحن لن نهتم فعندما يكون هناك اهتمام من الشعب السوري سيكون هناك اهتمام من الحكومة السورية بهذا المجلس أو بغيره.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول إمكانية صمود سورية طويلا في وجه العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة روسيا في هذا الشأن: إن هذا الحصار قديم على سورية وتحديدا الحصار الاقتصادي أو التقني أو التكنولوجي منذ عقود.. وأنا لا اذكر أننا مررنا في مرحلة ولم يكن هناك نوع من الحصار من قبل الغرب على سورية ولكن هذا الحصار يشتد في الأزمات لذلك قررنا منذ حوالي ست سنوات تحديدا في عام 2005 أن نتوجه باتجاه الشرق.
وأوضح الرئيس الأسد أن الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى ولكنه لن يخنق سورية فهي بلد تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج ونحن لدينا إنتاج غذائي وصناعي و في كل المجالات أما بالنسبة للمواد الأخرى التي لا تنتج في سورية فلدينا دول جوار ونحن قادرون على تجاوز هذا الحصار بنسب كبيرة فإذا علينا أن نتأقلم مع هذه الحالة الجديدة ونحن بالأساس تأقلمنا مع حالات سابقة لكي نتجاوز حالة الحصار.
وتابع الرئيس الأسد: أما بشأن التوجه نحو الشرق فنحن دائما كانت لنا علاقات مع الغرب خلال العقود الماضية وربما منذ الاستقلال بالرغم من أن هذا الغرب كان يحتل هذه المنطقة وتحديدا فرنسا وبريطانيا ولكن نحن في الواقع جزء من الشرق ونحن شرق وأنتم شرق والهند في الشرق والصين في الشرق وهناك عدد كبير من دول العالم ترتبط بعلاقات جيدة مع سورية سواء تحدثت عن الشرق أو تحدثنا عن دول أمريكا الجنوبية وفي آسيا هناك قوى صاعدة الهند والصين وروسيا الآن تلعب دورا هاما على مستوى العالم سياسيا وأيضا اقتصاديا وبالمجالات التقنية هي دولة متقدمة فإذا لم تغلق أمامنا الأبواب.. فالغرب ليس هو الخيار الوحيد أمامنا وهو يحاصرنا ولكن لدينا علاقات مع معظم دول العالم ولابد من استغلالها بهذا المجال فالعلاقات بين سورية وروسيا تطورت بشكل متسارع بعد العام 2005 عندما قررنا أن نتحرك باتجاه الشرق ولكن أعتقد أن هذه الأزمة ستعزز بشكل اكبر هذه العلاقات وتحديدا في المجال الاقتصادي لذلك فإننا نعول على العلاقة مع روسيا والمساعدة الروسية في المجالات السياسية وكذلك نعول على التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا.
وردا على سؤال حول محاولة أعداء سورية تكرار السيناريو الليبي والخطة السورية لمنع حدوث شيء كهذا قال الرئيس الأسد: إن سورية هي ليست ليبيا ولا أي دولة أخرى لا من الناحية الجغرافية ولا السكانية ولا السياسية ولا من الناحية التاريخية فأي سيناريو من هذا النوع سيكون مكلفا كثيرا للدول الأخرى كما قلت ولا يمكن تطبيقه عمليا في سورية أما من الناحية الإعلامية والتي استخدمت في البداية لتشكيل حالة خارجية لكي تستخدم ضد سورية وخاصة في مجلس الأمن في البداية كان اهتمامنا منصبا على الوضع الداخلي ولم يكن من السهل إظهار أن هناك مؤامرة خارجية على سورية حتى بالنسبة لعدد من السوريين لم يكن من السهل إظهار أن هناك أعمالا مسلحة ضد الدولة واليوم لدينا المئات من الشهداء في الجيش والشرطة والأمن متسائلا كيف قتلوا.. هل قتلوا من خلال المظاهرات السلمية أم قتلوا من خلال الصراخ في المظاهرات أم قتلوا بسلاح فإذاً نتعامل مع مسلحين فالآن ومع تطور الأحداث أصبحت الأمور ظاهرة بشكل واضح وتكون وعي لدى الشعب السوري حول حقيقة ما يحصل في سورية في الأشهر الأخيرة.
وأضاف الرئيس الأسد: في الشهرين الأخيرين بدأنا نركز على الإعلام الخارجي وبدأنا نقوم بدعوة عدد كبير من وسائل الإعلام لكي تأتي وترى الأمور على حقيقتها والإعلام في الغرب بشكل عام منحاز دائما ليس في الأزمات وحتى في الأوقات العادية هو إعلام منحاز لديه تصور مسبق خاطئ عن الأمور أحيانا لا يدخل بالعمق وأحيانا يعبر عن أجندات سياسية تجاه المنطقة مع بعض الاستثناءات.
وتابع الرئيس الأسد: نحن نحاول الآن بالنسبة للإعلام الغربي أن نأتي بهذه الوسائل الإعلامية لكي ترى الحقيقة ولكن نركز بشكل أكبر على الدول الصديقة لكي تأتي وتشرح لشعبها وبنفس الوقت تساعد حكومتها في مواقفها الداعمة لسورية خارجيا فاعتقد الآن التوجه الأساسي هو التوجه الإعلامي وعلينا فضح المخطط الخارجي ضد سورية وبنفس الوقت علينا أن نساعد هذه الدول في أخذ موقف بمساعدة الإعلام المحلي.
وردا على سؤال حول وجود من يساعد أعداء سورية والحجم الكبير من الأسلحة الموجود لدى هؤلاء الأعداء ومصدرها قال الرئيس الأسد: في الأشهر الأولى وتحديدا في الشهر الأول لم يكن من السهل معرفة حقيقة ما يجري ومن أين تأتي الأموال أو الأسلحة أو هل كان هناك فعلا أموال وأسلحة كان هذا سؤال في البداية واليوم وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء الأزمة في سورية تكونت لدينا معلومات واضحة ليست مكتملة ولكن من خلال التحقيقات مع الإرهابيين والتي تمت مؤخرا أصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك تهريب السلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا.. تأتي من قبل أشخاص في الخارج والآن لدينا معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سورية في أكثر من دولة واحدة ولا توجد لدينا معلومات دقيقة حول علاقة هؤلاء الأشخاص بدول ولكن واضح تماما من نوعية الأسلحة ومن حجمها ومن كمية الأموال أن هذا التمويل هو ليس تمويل أشخاص وإنما هناك دول تقف خلف هذا التمويل لكي نقول من هذه الدول لابد أن يكون لدينا معطيات أكثر وضوحا حول هذا الموضوع وعندها لن نتردد في كشف الحقائق.
وجوابا على سؤال حول مصدر الأسلحة والذخائر وخاصة القنابل الإسرائيلية وفيما إذا كان هناك بلدان تقوم بتوريد هذه الأسلحة قال الرئيس الأسد: نعم لدينا أسلحة من دول مختلفة بما فيها بعض الأسلحة صناعة إسرائيلية ولكن لا نستطيع أن نحدد مصدر هذا السلاح هل هو من إسرائيل تحديدا أم من دولة أخرى تمتلك هذا السلاح هناك قنابل وألغام توضع في أماكن فيها مدنيون وقد تستهدف مدنيين في بعض الأحيان وقد تستهدف قوات الأمن أو الشرطة أو الجيش وهناك أيضا أسلحة مضادة للدبابات في بعض الحالات وهذا شيء جديد وخطير لذلك الأمور تدل أن هناك دولا تقف خلف هذا التسليح وليس أشخاصا قد يكونون هم الواجهة لهذه الدول.
وأضاف الرئيس الأسد: من أين تأتي الأسلحة.. من دول الجوار وبالرغم من أن هذه الأسلحة تأتي من هذه الدول فلا نستطيع أن نتهمها بأنها متورطة في التهريب فمن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة كما هو الحال في معظم دول العالم.
وشكر الرئيس الأسد القناة الروسية وقال اعتقد بأنكم ستلعبون من خلال هذا البرنامج دورا كبيرا في نقل الصورة الحقيقية للمشاهد الروسي عما يحصل في مناطق مختلفة من العالم ومنها الآن منطقة هامة هي منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سورية.
المصدر
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول احتمال قيام الغرب بشن عدوان على سورية وأن العمليات العسكرية الغربية ضد سورية مخطط لها مسبقا والمساعدة التي تعول عليها سورية من روسيا في هذه الحالة: هذه الادعاءات نسمعها من وقت لآخر وخاصة في الأزمات التي تحصل بين سورية وبين عدد من الدول الغربية خلال العقود الماضية والتي تهدف إلى الضغط على سورية لتغيير مواقفها السياسية.
وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لنا في سورية نضع دائما كل الاحتمالات حتى وإن لم يكن هذا الموضوع مطروحا في الإعلام من خلال التسريبات ولكن عندما يكون الوطن مهددا بشكل عسكري أو أمني فلا يكون هناك قيمة لموازين القوى ولا يهم من هو أقوى ومن هو أضعف وإذا كنت كدولة تمثل دولة صغيرة وضعيفة والعدو هو كبير وقوي فمن الطبيعي أن تدافع عن بلدك بغض النظر عن الموازين.
وتابع الرئيس الأسد: إن الحسابات بالنسبة للآخرين تجاه هذا السيناريو هي ليست حسابات سهلة فسورية بلد له موقع خاص جدا من الناحية الجغرافية ومن الناحية الجيوسياسية ومن الناحية التاريخية ومن النواحي الأخرى المختلفة فسورية هي موقع الالتقاء لكل مكونات أو معظم مكونات الشرق الأوسط الثقافية والدينية والطائفية والعرقية وغيرها وهي كخط التقاء صفيحتي الزلزال وأي محاولة لهز استقرار صفائح الزلزال ستؤدي إلى زلزال كبير يضر كل المنطقة ولمسافات بعيدة تصيب دولا بعيدة وإذا اهتز الشرق الأوسط فكل العالم سيهتز وأي تفكير من هذا النوع من السيناريوهات سيكون ثمنه أكبر بكثير مما يستطيع العالم أن يتحمله لهذا السبب حتى الآن تبدو الأمور تذهب باتجاه محاولات ضغط إعلام سياسي اقتصادي.
وقال الرئيس الأسد: لاشك في أننا نعول على روسيا أولا للعلاقة التاريخية الموجودة بين بلدنا وروسيا وبنفس الوقت لأن روسيا هي قوة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وبكل الأحوال هي لعبت هذا الدور منذ الأيام الأولى للأزمة وكان هناك تواصل مباشر بيننا وبين الحكومة الروسية وكنا نشرح لهم بالتفاصيل هذا الوضع انطلاقا من أهمية سورية وتأثير سورية على الوضع في الشرق الأوسط وفي هذه المنطقة تحديدا.
وأضاف الرئيس الأسد: كان هناك معرفة روسية لمخاطر محاولات التدخل في سورية سواء سياسيا أو أمنيا أو عسكريا أو بأي طريقة أخرى لذلك قامت روسيا بلعب دور مهم على الساحة الدولية وكان آخرها الفيتو في مجلس الأمن فإذاً نحن نعول على الموقف الروسي وعلى استمرار دعم روسيا ليس دفاعا عن سورية فقط وإنما دفاعا عن الاستقرار في العالم.
وردا على سؤال حول قيام أحد المعارضين الشيوعيين في سورية بشكر روسيا على استخدامها الفيتو وقيام آخرين بحرق الأعلام الروسية في بعض شوارع المدن السورية ومن هي المعارضة التي يمكن الجلوس معها على طاولة الحوار قال الرئيس الأسد: أعتقد لو التقيت بأي مواطن سوري ستسمع نفس الموقف فكل شخص لديه الحد الأدنى من الشعور الوطني سيكون ممتنا لروسيا لموقفها الأخير في مجلس الأمن وأن نكون معارضة أو موالاة في سورية أو في الوسط لا يعني أن نختلف على الأمور الأساسية فنحن لا نختلف مع المعارضة حول سيادة سورية وحول رفض التدخل الخارجي وحول الوقوف ضد العمليات الإرهابية التي تحصل في سورية خلال الأشهر الأخيرة نحن نختلف حول القضايا الداخلية وفي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها وأعتقد هذا الموقف هو موقف عام في سورية.
وتابع الرئيس الأسد: أما بالنسبة لحرق العلم فلا اعتقد بأننا نستطيع أن نضعه في إطار عمل سياسي فهو لا يمثل معارضة أو غيرها وغالبا يمثل حالات فردية وقد تكون هذه الحالات الفردية حالات مدفوعة من الخارج لكي يكتمل المشهد الإعلامي حول الكذبة الكبيرة التي تروج ضد سورية في الإعلام الخارجي ولكي تظهر روسيا وكأنها تقف مع دولة ضد الشعب هذه هي اللعبة الإعلامية المفترضة من هذا العمل.
وأضاف الرئيس الأسد حول من تمثل المعارضة: أعتقد أن القرار يكون أكثر دقة عندما يكون هناك انتخابات ووجود أحزاب جديدة ووجود انتخابات إدارة محلية وانتخابات مجلس الشعب بعدها بفترة قليلة هو الذي سيحدد من الذي يمثل الشعب من هذه المعارضة وبالنسبة لنا نحن نتعامل مع الجميع.. مع كل القوى الموجودة على الساحة كل القوى الموجودة سابقا والتي وجدت خلال الأزمة لأننا نعتقد أن التواصل مع هذه القوى الآن مهم جدا من دون أن نحدد من له قاعدة شعبية أو ليس له قاعدة شعبية لذلك أن الجواب الأكثر دقة سيكون بعد الانتخابات التي نعتقد بأنها ستكون في شهر شباط القادم.
وجوابا على سؤال حول بداية الحوار الوطني الشامل وتنظيم عملية الانتخابات وقيام جزء من المعارضة في اسطنبول بتشكيل مجلس وإبداء عدم استعدادهم لإجراء مفاوضات مع السلطات وفيما إذا كان بالإمكان الاتفاق معهم بطرق سلمية قال الرئيس الأسد: أولا ان الحوار هو دائما بحاجة لطرفين فلا يمكن أن تحاور من طرف واحد فإذا أردت أن تحاور أي طرف فلابد أن يكون قابلا للحوار هذه النقطة الأولى أما النقطة الثانية فلكي نحاور أي جهة بشكل سياسي وبشكل رسمي فلا بد أن نحدد أسسا معينة لكي ننطلق من خلالها.. وتساءل الرئيس الأسد هل هذه القوى التي علينا أن نحاورها مقبولة من قبل الشعب السوري وهل هي قوى صنعت في الخارج من قبل دول أجنبية وهل تدعو أو تقبل بتدخل أجنبي وهل تدعم الإرهاب.. عندما نحدد كل هذه الأسس نستطيع أن نحدد إذا كنا سنحاور أم لا.. فالشعب السوري ضد التدخل الأجنبي وضد أي شيء يأتي من خارج حدود سورية سواء بشكل سياسي أو موقف سياسي.
أما عن مجلس الذي أنشئ في اسطنبول فلا أعرف عنه الكثير ولكن استطيع أن أقول بان السؤال أو الجواب الدقيق يأتي على هذا المجلس من قبل الشعب السوري عندما يقبل الشعب السوري بمجلس أو ببنية سياسية معينة فلا بد لنا كدولة أن نتحاور معها أما بالنسبة أن نقبل أو نرفض الحوار كمبدأ أو نذهب باتجاه العنف أو القوة فاعتقد بأن المبدأ الصحيح هو اعتماد الحوار لأنه هو الذي يؤدي إلى الوصول إلى الحلول التي تؤدي للاستقرار في أي بلد لذلك نحن لا نعلق كثيرا على هذا المجلس طالما أن الشعب السوري لم يهتم فنحن لن نهتم فعندما يكون هناك اهتمام من الشعب السوري سيكون هناك اهتمام من الحكومة السورية بهذا المجلس أو بغيره.
وقال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول إمكانية صمود سورية طويلا في وجه العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة روسيا في هذا الشأن: إن هذا الحصار قديم على سورية وتحديدا الحصار الاقتصادي أو التقني أو التكنولوجي منذ عقود.. وأنا لا اذكر أننا مررنا في مرحلة ولم يكن هناك نوع من الحصار من قبل الغرب على سورية ولكن هذا الحصار يشتد في الأزمات لذلك قررنا منذ حوالي ست سنوات تحديدا في عام 2005 أن نتوجه باتجاه الشرق.
وأوضح الرئيس الأسد أن الحصار يضر بالشعب السوري وليس بالدولة بالدرجة الأولى ولكنه لن يخنق سورية فهي بلد تعيش من إنتاجها وتصدر للخارج ونحن لدينا إنتاج غذائي وصناعي و في كل المجالات أما بالنسبة للمواد الأخرى التي لا تنتج في سورية فلدينا دول جوار ونحن قادرون على تجاوز هذا الحصار بنسب كبيرة فإذا علينا أن نتأقلم مع هذه الحالة الجديدة ونحن بالأساس تأقلمنا مع حالات سابقة لكي نتجاوز حالة الحصار.
وتابع الرئيس الأسد: أما بشأن التوجه نحو الشرق فنحن دائما كانت لنا علاقات مع الغرب خلال العقود الماضية وربما منذ الاستقلال بالرغم من أن هذا الغرب كان يحتل هذه المنطقة وتحديدا فرنسا وبريطانيا ولكن نحن في الواقع جزء من الشرق ونحن شرق وأنتم شرق والهند في الشرق والصين في الشرق وهناك عدد كبير من دول العالم ترتبط بعلاقات جيدة مع سورية سواء تحدثت عن الشرق أو تحدثنا عن دول أمريكا الجنوبية وفي آسيا هناك قوى صاعدة الهند والصين وروسيا الآن تلعب دورا هاما على مستوى العالم سياسيا وأيضا اقتصاديا وبالمجالات التقنية هي دولة متقدمة فإذا لم تغلق أمامنا الأبواب.. فالغرب ليس هو الخيار الوحيد أمامنا وهو يحاصرنا ولكن لدينا علاقات مع معظم دول العالم ولابد من استغلالها بهذا المجال فالعلاقات بين سورية وروسيا تطورت بشكل متسارع بعد العام 2005 عندما قررنا أن نتحرك باتجاه الشرق ولكن أعتقد أن هذه الأزمة ستعزز بشكل اكبر هذه العلاقات وتحديدا في المجال الاقتصادي لذلك فإننا نعول على العلاقة مع روسيا والمساعدة الروسية في المجالات السياسية وكذلك نعول على التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا.
وردا على سؤال حول محاولة أعداء سورية تكرار السيناريو الليبي والخطة السورية لمنع حدوث شيء كهذا قال الرئيس الأسد: إن سورية هي ليست ليبيا ولا أي دولة أخرى لا من الناحية الجغرافية ولا السكانية ولا السياسية ولا من الناحية التاريخية فأي سيناريو من هذا النوع سيكون مكلفا كثيرا للدول الأخرى كما قلت ولا يمكن تطبيقه عمليا في سورية أما من الناحية الإعلامية والتي استخدمت في البداية لتشكيل حالة خارجية لكي تستخدم ضد سورية وخاصة في مجلس الأمن في البداية كان اهتمامنا منصبا على الوضع الداخلي ولم يكن من السهل إظهار أن هناك مؤامرة خارجية على سورية حتى بالنسبة لعدد من السوريين لم يكن من السهل إظهار أن هناك أعمالا مسلحة ضد الدولة واليوم لدينا المئات من الشهداء في الجيش والشرطة والأمن متسائلا كيف قتلوا.. هل قتلوا من خلال المظاهرات السلمية أم قتلوا من خلال الصراخ في المظاهرات أم قتلوا بسلاح فإذاً نتعامل مع مسلحين فالآن ومع تطور الأحداث أصبحت الأمور ظاهرة بشكل واضح وتكون وعي لدى الشعب السوري حول حقيقة ما يحصل في سورية في الأشهر الأخيرة.
وأضاف الرئيس الأسد: في الشهرين الأخيرين بدأنا نركز على الإعلام الخارجي وبدأنا نقوم بدعوة عدد كبير من وسائل الإعلام لكي تأتي وترى الأمور على حقيقتها والإعلام في الغرب بشكل عام منحاز دائما ليس في الأزمات وحتى في الأوقات العادية هو إعلام منحاز لديه تصور مسبق خاطئ عن الأمور أحيانا لا يدخل بالعمق وأحيانا يعبر عن أجندات سياسية تجاه المنطقة مع بعض الاستثناءات.
وتابع الرئيس الأسد: نحن نحاول الآن بالنسبة للإعلام الغربي أن نأتي بهذه الوسائل الإعلامية لكي ترى الحقيقة ولكن نركز بشكل أكبر على الدول الصديقة لكي تأتي وتشرح لشعبها وبنفس الوقت تساعد حكومتها في مواقفها الداعمة لسورية خارجيا فاعتقد الآن التوجه الأساسي هو التوجه الإعلامي وعلينا فضح المخطط الخارجي ضد سورية وبنفس الوقت علينا أن نساعد هذه الدول في أخذ موقف بمساعدة الإعلام المحلي.
وردا على سؤال حول وجود من يساعد أعداء سورية والحجم الكبير من الأسلحة الموجود لدى هؤلاء الأعداء ومصدرها قال الرئيس الأسد: في الأشهر الأولى وتحديدا في الشهر الأول لم يكن من السهل معرفة حقيقة ما يجري ومن أين تأتي الأموال أو الأسلحة أو هل كان هناك فعلا أموال وأسلحة كان هذا سؤال في البداية واليوم وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء الأزمة في سورية تكونت لدينا معلومات واضحة ليست مكتملة ولكن من خلال التحقيقات مع الإرهابيين والتي تمت مؤخرا أصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك تهريب السلاح عبر الحدود السورية من دول الجوار ودفع أموال أيضا.. تأتي من قبل أشخاص في الخارج والآن لدينا معلومات عن أشخاص يقودون هذه الأعمال خارج سورية في أكثر من دولة واحدة ولا توجد لدينا معلومات دقيقة حول علاقة هؤلاء الأشخاص بدول ولكن واضح تماما من نوعية الأسلحة ومن حجمها ومن كمية الأموال أن هذا التمويل هو ليس تمويل أشخاص وإنما هناك دول تقف خلف هذا التمويل لكي نقول من هذه الدول لابد أن يكون لدينا معطيات أكثر وضوحا حول هذا الموضوع وعندها لن نتردد في كشف الحقائق.
وجوابا على سؤال حول مصدر الأسلحة والذخائر وخاصة القنابل الإسرائيلية وفيما إذا كان هناك بلدان تقوم بتوريد هذه الأسلحة قال الرئيس الأسد: نعم لدينا أسلحة من دول مختلفة بما فيها بعض الأسلحة صناعة إسرائيلية ولكن لا نستطيع أن نحدد مصدر هذا السلاح هل هو من إسرائيل تحديدا أم من دولة أخرى تمتلك هذا السلاح هناك قنابل وألغام توضع في أماكن فيها مدنيون وقد تستهدف مدنيين في بعض الأحيان وقد تستهدف قوات الأمن أو الشرطة أو الجيش وهناك أيضا أسلحة مضادة للدبابات في بعض الحالات وهذا شيء جديد وخطير لذلك الأمور تدل أن هناك دولا تقف خلف هذا التسليح وليس أشخاصا قد يكونون هم الواجهة لهذه الدول.
وأضاف الرئيس الأسد: من أين تأتي الأسلحة.. من دول الجوار وبالرغم من أن هذه الأسلحة تأتي من هذه الدول فلا نستطيع أن نتهمها بأنها متورطة في التهريب فمن الصعب ضبط الحدود مع الدول المحيطة كما هو الحال في معظم دول العالم.
وشكر الرئيس الأسد القناة الروسية وقال اعتقد بأنكم ستلعبون من خلال هذا البرنامج دورا كبيرا في نقل الصورة الحقيقية للمشاهد الروسي عما يحصل في مناطق مختلفة من العالم ومنها الآن منطقة هامة هي منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سورية.
المصدر
Comment