الشباب السوري والخدمة العسكرية

[cloude]

بعضهم يأمل في تقليل مدة الخدمة
تضاربت آراء الشباب السوري بين مؤيد ومعارض لقانون الخدمة العسكرية الصادر مؤخرا، ورأى بعض الشباب أن مدة السنتين التي يفرضها القانون كخدمة إلزامية هي طويلة جدا و تمنعهم من تحقيق مستقبلهم، فيما أكد اللواء محمد علي قمند مدير التجنيد العام في سوريا أن قانون خدمة العلم الجديد لم يقض بتبديل أو تغيير مدة الخدمة الإلزامية كون أمر تعديلها إلى السنتين لم يمض عليه فترة طويلة وأكد ان " القانون الجديد خفض سن التكليف الإلزامي والاحتياطي إلى 42 عاماً بدلاً من 52 عاما بهدف عودة المغتربين إلى وطنهم".

فهل كانت صيغة القانون الجديد هي التي انتظرها الشباب في سوريا؟

تمنى ثائر طالب جامعي (21 سنة) أن يعالج القانون مدة الخدمة الإلزامية وقال " بقيت سنتين وارى ان هذه المدة طويلة وخصوصاً ضمن الظروف الحياتية التي نعيشها ونسبة البطالة المرتفعة لدينا، فالشاب لديه مسؤوليات كثيرة فبعد
الانتهاء من الدراسة تكون السنتان مدة طويلة تمنعه من تحقيق أشياء كثيرة كالعمل وبناء أسرة ، وهناك الكثير من الشباب يعيلون أسرهم . وبعضهم ظروفه صعبة يعول أسرته، فتكون تأديته للخدمة في هذه المدة الطويلة ضررا لعائلته. لذلك نأمل أن تخفض هذه المدة . أما تخفيض سن التكليف والاحتياطي إلى 42 يعد أمرا جيدا بالنسبة للمغتربين أما البدل المالي لهم فما زال مرتفعاً قليلاً".

بدوره قال أحمد (36 سنة) وهو موظف أنهى الخدمة الإلزامية "كل شاب منا يحب وطنه ويتمنى أن يخدمه لكن نظراً لظروفنا المعيشية والوضع الاقتصادي...فمدة الخدمة الإلزامية طويلة نسبياً أنا قد خدمت سنتين ونصف وكانت مدة لم أستطع خلالها تحقيق ما اطمح إليه وقانون تخفيضها إلى سنتين كان عطاء كبير ونتمنى أن تنخفض أكثر ليستفيد أخواننا وأبناءنا من هذا القانون خصوصاً الذين يعملون في الخارج ، لكن مبلغ البدل مرتفع نسبياً بالنسبة للمغتربين المقيمين في بلاد الاغتراب واعتقد أن هناك تشجيعا كبيرا من الدولة لعودتهم واستثمار أموالهم داخل سوريا ".

من جانبه قال ريمون (19 سنة) "نحن كجيل الشباب نخاف من الخدمة الإلزامية لا لأننا لا نحب وطننا بل لأن هذه المدة الطويلة تذهب من عمر الشاب دون أن يحقق شيئا لنفسه فهو يستطيع أن يقدم أشياء كثيرة لوطنه وبطرق مختلفة وليس شرطاً أن يكون ذلك في صفوف الجيش، أنا لست ضد الخدمة الإلزامية لكن أتمنى أن تخفض الفترة فكل منا يستطيع خدمة وطنه سواء المهندس، والطبيب، والعامل، والفلاح... في النهاية هي خدمة".

أما غيث طالب معهد (20 سنة) أفاد أن "في هذا القانون مدة العقوبة أصبحت متدرجة وفق مدة التخلف فالأحكام السابقة كانت تفرض خدمة مضاعفة كعقوبة، وذلك في الوقت الذي نجد كثيرين تحكمهم ظروفهم ونأمل أن تخفض سنوات الخدمة، وأن يأخذ مجلس الشعب هموم الشباب على عاتقه ويخفض تلك المدة".

زاهي (متقاعد) كان له رأي أخر حين أشار إلى أن مدة الخدمة الإلزامية خفضت منذ فترة إلى سنتين واعتقد أنها مدة معقولة فشبابنا تعودوا على حياة الرفاهية، فماذا لو دخلت البلد في حرب ماذا يعرف هذا الجيل عن الحرب وعن ميدان المعركة ؟ أنهم يعرفون عن المحطات الفضائية والتكنولوجيا الحديثة والأفلام الغربية أكثر مما يعرفون عن بلدهم إنه جيل يحتاج إلى التزام أكثر وإلى تنمية الروح القومية، فالخدمة الإلزامية تصنع منهم رجالاً وتعودهم على المسؤولية، فقد قدم آباءهم الكثير في حرب تشرين ، صحيح أن بعض الضباط يسيئون المعاملة لكن ليس بالضرورة أن الجميع بهذه الصفة والخدمة الإلزامية عندنا أسهل بكثير من باقي الدول وهذا ما لا يعرفه بعض الشباب.