كما قلتُ لكِ سابقاً أنا لستُ الله إلا أنني أعرف أنكِ ستأتي متأخرة


ربما قرناً كاملاً من الزمن ، لتجدي أن لا أحدا ًبعدُ ينتظركِ .


لتجدي أن الذي كان هناك قد مات في مكانه واقفاً مسمراً في أرضه


و قد تحجر . حتى متى عُدتي تريه ينظر للغرب مترقباً عودتكِ


وقد حُفرت الأرض من آثار دموعه ،ونبتت وردة مكان قلبه .


نعم قبِليه إلا أنه لن يعود مرة ثانية للحياة ، لأن تلك فقط في القصص


في حكايات الأطفال ذوات النهايات السعيدة .


قبليه حتى ترتاح تلك الحجارة ، لتتحول إلى تراب يعود للأرض


لتصل تلك الوردة للماء فهي عطشه جداً .


أريحي الصخور من عذاباتها وأرجعي الفتات إلى وطنه، و امضي نحو


الشرق . لطالما أحببتِ السفر لطالما أحببتِ السفر.


انتظري لحظة ما رأيكِ بأن يموت الغد حتى لا تعودي أبداً .


عندها تعرفين معنى الفراق معنى اللوعة معنى الندم.


ليت الجنون قتل الحب بدلاً من إفقاده البصر ،لكانت اللحظات السعيدة


لا تُقدر بثمن لأنها لن تكن موجودة.


إن الزمن المتوقف طويل جداً إلا أنه أقصر من عذابي في انتظاري لكِ.


قد قيل أن الحب لا يموت و هذا صحيح إن الحب إله لا يموت.


إنه إله أناني قذر يجعلنا نموت من أجله مقابل لا شيء


إنه إله شرير على الرغم من مظهره الرائع و وروده الحمراء الخلابة وكل


لحظاته الرائعة التي نعتقد أنها لا تُنسى وأنها الأغلى على الإطلاق .


نعم هي الأغلى لأننا ندفع مقابلها حياتنا وبكل سذاجة . هباءً أحمق عجوز.


إنه يقتلنا وسيظل يقتل حتى أخر جنسنا ،معتقداً أنه بقتلنا جميعاً سيُعاد له البصر. إنها مؤامرة قذرة كتبها الشيطان بقلم الكذب،صدقها ذلك الإله البائس.


وإن صدَق الشيطان ،فإنه عندما سيبصر من جديد لن يرى إلا أوراقنا الصفراء تتطاير سعيدة بالخريف العظيم ،لأنه بعد موتنا سيهزم كل الفصول وسيصبح ملكا إلى الأبد .


من كان سيعتقد أن الحب بعد كل هذي الدهور هو الخائن الكاذب القذر.


من كان ليقول أن الشجر بكل قدسيته وجماله وروعته سيساعد في صناعة تلك الورقة التي كتب عليها الشيطان عهوده،ومن كان سيقبل أن الخريف هو ملك كل الفصول رغم قبحه قصره وشحوب لونه.


جواب كل هذه الأسئلة هو أنا .


هذه النهاية كمــا كتبتها أنــا ، كمــا كتبتها أنــا.