[] دخل إلى عيادة طبيب مشهور في منطقة راقية مريض يعاني من ارتفاع بسيط في ضغط الدم لديه
ويرتدي قميصا بأكمام مرقعة وبنطال مهتريء وحذاء قديم ولحية طويلة خشنة تعبر عن حالته الفقيرة البائسة .
..... العيادة مكيفة وفيها كافة مستلزمات الخدمة الراقية وفي الانتظار سكرتيرة جميلة ذات الشعر الأسود والعطر الفواح يجتاح الأنوف اجتياح .
.... وبعد أن أتى دوره دخل إلى الطبيب وهنا بدأ الحوار
الطبيب : مما تشكو ؟
المريض : عندي دوار خفيف برأسي
ط : ( وهو يطلب من المريض أن يصعد على السرير يراقب بقرف ثيابه الممزقة والرائحة النتنة )
حسنا مد ذراعك ( ثم يفحص له ضغطه وحرارته ) انهض سوف أكتب لق على بعض المقويات والفيتامينات ، تفضل .
م : شكرا لك يا دكتور ( ثم ينظر بتعمق على ما كتبه الطبيب وكأنه فهم ما معنى الكلمات التي كتبها بخط لا يفهم منه شيئا )
( ويدخل يده في جيبه باحثا عن قطعة نقود يعطيها للطبيب أجرة له ، ويبحث طويلا ثم يخرج خمسة وعشرين ليرة قطعة واحدة ويعطيها للطبيب ) ويقول :
تفضل يا دكتور وشكرا لك
ط : ( يتأول القطعة النقدية بعينين واسعتين وبتعجب شديد واندهاش واضح ثم يسود صمت طويل
ويقول : احتفظ بها فقد تحتاجها لسندويشة فلال واني لا أريد منك أجرة .
م : حسنا سوف أبدلها لك أعرف أنها لم تعجبك ( فيخرج قطعة من نفس الفئة لتصبح خمسون )
تفضل فهذه أفضل وأعرف أنها سترضيك حتما
ط : ( تبدأ علامات الغضب تظهر على وجهه ثم يأخذ شهيق عميق ويفلت زفرة طويلة ويتنهد ويقول:
قلت لق إني لا أريد منك شيئا اذهب فقط
م : اعذرني فانا لم أعرف أنها لم تعجبك ولكن لا تقلق أعرف ما يرضيك ( ويخرج من جيبه مئة ليرة )
خذ هذه فلن تقول لها كخ
ط : ( بصوت عالي وغاضب ) اخرج من هنا وارحل إني لا أريد أجرة ارحل فقط
م : وبكل برودة أعصاب ونفس هادئة ) يا لك من طماع ولكن لا عليك فأنا أعرف أن مهنة الطب صعبة ومتعبة ( ثم يخرج من جيبه ألف ليرة ) تفضل يا دكتور لا أدري إن كانت تناسبك وأرجو ذلك
ط : ( وبصوت غاضب يرافقه نظرات مندهشة أنه كيف يرتدي هذا اللباس القديم ومعه ألف ليرة ولكن طغيان الغضب وارتفاع ضغط دمه يعميا قلبه وبصيرته ) ويقول :
إني لا أريد منك شيئا أيها المعتوه المجنون
م : ( تستمر برودة أعصابه في الكلام ) أيضا لست راضي عن ذلك ولكن معك حق ( ويخرج خمسة آلاف ليرة ) تفضل يا سيدي الكريم صحيح أنك لم تفحصني بما يناسب هذا المبلغ ولكن ليس خسارة فيك خذ
ط : ( من شدة الغضب والهيجان وظهور علامات الجنون عليه يحمر وجهه ولا يعد معروف ما هو لونه من شدة ما تلون ) يصرخ ويصرخ ويصيح ثم يستدعي السكرتيرة وتتحطم أعصابه ولا يعد يدري ماذا يفعل ويكسر مزهرية كانت على مكتبه ويرمي علبة الأقلام الحجرية ويكسر بها زجاج الخزانة وتنطلق أشرعة السفن مبحرة في سماء الغضب ويتخبط كالسمكة التي خرجت للتو من الماء
م : ( وبنفس برودة الأعصاب وبكل هدوء )
لا أدري إن كان الله سيسامحك على هذا ولا أدري إن كانت نقودي محرمة عليك ولكن ليس أمامي خيار آخر فأنا مضطر لأدفع لك أجرتك رغما عن أنفي ومن جهتي سأسامحك بكل قرش ستأخذه مني
( في هذه الأثناء يمد المريض يده إلى جيبه وإذ برزمة من النقود الورقية الجديدة الذي يدل شكلها الانسيابي على أنها للتو خرجت من البنك وهذه الرزمة هي خمسون ألف ليرة ) تفضل هذه يا دكتور والله يسامحك على ما تفعل بي
ط : في هذه اللحظة بعد هياج شديد وغضب عنيف واحمرار وارتفاع في ضغط الدم وتوسع في العينين وتسرع في ضربات القلب ونظرات حادة ثاقبة وتأمل طويل وتفكير عميق وأفكار مشوشة تدور في فلك الموقف هو أنها كيف في بادئ الأمر ظن الطبيب أن المريض فقير ثم يخرج خمسون ألف ليرة وكيف يملك هكذا مبلغ ويرتدي هذه الثياب الممزقة وكيف أنه ضيع على نفسه أجرة أتعابه على الأقل وهذا أتفه ما يفكر فيه بعد أن رأى الذي رآه فماذا يمكن أن يفعل بعد ذلك
كل هذه الأفكار وأكثر دارت في رأسه الذي لم يعد فيه عقل ثم صرخ صرخته الأخيرة وركض مسرعا باتجاه النافذة وخرج منها ملقيا بنفسه منتحرا إلى أسفل البناء !!!
كل من سمع بهذه القصة لم يلم الطبيب أبدا بل أيدوه واعتبروه رجل المواقف الصعبة ولكن بقي يجول في أذهان الناس سؤال واحد هو ليس لماذا انتحر الطبيب بل هو :
لماذا تأخر المريض كثيرا في إخبار الطبيب
بالحقيقة وأن المقلب هو الكاميرا الخفية ؟؟!!
ويرتدي قميصا بأكمام مرقعة وبنطال مهتريء وحذاء قديم ولحية طويلة خشنة تعبر عن حالته الفقيرة البائسة .
..... العيادة مكيفة وفيها كافة مستلزمات الخدمة الراقية وفي الانتظار سكرتيرة جميلة ذات الشعر الأسود والعطر الفواح يجتاح الأنوف اجتياح .
.... وبعد أن أتى دوره دخل إلى الطبيب وهنا بدأ الحوار
الطبيب : مما تشكو ؟
المريض : عندي دوار خفيف برأسي
ط : ( وهو يطلب من المريض أن يصعد على السرير يراقب بقرف ثيابه الممزقة والرائحة النتنة )
حسنا مد ذراعك ( ثم يفحص له ضغطه وحرارته ) انهض سوف أكتب لق على بعض المقويات والفيتامينات ، تفضل .
م : شكرا لك يا دكتور ( ثم ينظر بتعمق على ما كتبه الطبيب وكأنه فهم ما معنى الكلمات التي كتبها بخط لا يفهم منه شيئا )
( ويدخل يده في جيبه باحثا عن قطعة نقود يعطيها للطبيب أجرة له ، ويبحث طويلا ثم يخرج خمسة وعشرين ليرة قطعة واحدة ويعطيها للطبيب ) ويقول :
تفضل يا دكتور وشكرا لك
ط : ( يتأول القطعة النقدية بعينين واسعتين وبتعجب شديد واندهاش واضح ثم يسود صمت طويل
ويقول : احتفظ بها فقد تحتاجها لسندويشة فلال واني لا أريد منك أجرة .
م : حسنا سوف أبدلها لك أعرف أنها لم تعجبك ( فيخرج قطعة من نفس الفئة لتصبح خمسون )
تفضل فهذه أفضل وأعرف أنها سترضيك حتما
ط : ( تبدأ علامات الغضب تظهر على وجهه ثم يأخذ شهيق عميق ويفلت زفرة طويلة ويتنهد ويقول:
قلت لق إني لا أريد منك شيئا اذهب فقط
م : اعذرني فانا لم أعرف أنها لم تعجبك ولكن لا تقلق أعرف ما يرضيك ( ويخرج من جيبه مئة ليرة )
خذ هذه فلن تقول لها كخ
ط : ( بصوت عالي وغاضب ) اخرج من هنا وارحل إني لا أريد أجرة ارحل فقط
م : وبكل برودة أعصاب ونفس هادئة ) يا لك من طماع ولكن لا عليك فأنا أعرف أن مهنة الطب صعبة ومتعبة ( ثم يخرج من جيبه ألف ليرة ) تفضل يا دكتور لا أدري إن كانت تناسبك وأرجو ذلك
ط : ( وبصوت غاضب يرافقه نظرات مندهشة أنه كيف يرتدي هذا اللباس القديم ومعه ألف ليرة ولكن طغيان الغضب وارتفاع ضغط دمه يعميا قلبه وبصيرته ) ويقول :
إني لا أريد منك شيئا أيها المعتوه المجنون
م : ( تستمر برودة أعصابه في الكلام ) أيضا لست راضي عن ذلك ولكن معك حق ( ويخرج خمسة آلاف ليرة ) تفضل يا سيدي الكريم صحيح أنك لم تفحصني بما يناسب هذا المبلغ ولكن ليس خسارة فيك خذ
ط : ( من شدة الغضب والهيجان وظهور علامات الجنون عليه يحمر وجهه ولا يعد معروف ما هو لونه من شدة ما تلون ) يصرخ ويصرخ ويصيح ثم يستدعي السكرتيرة وتتحطم أعصابه ولا يعد يدري ماذا يفعل ويكسر مزهرية كانت على مكتبه ويرمي علبة الأقلام الحجرية ويكسر بها زجاج الخزانة وتنطلق أشرعة السفن مبحرة في سماء الغضب ويتخبط كالسمكة التي خرجت للتو من الماء
م : ( وبنفس برودة الأعصاب وبكل هدوء )
لا أدري إن كان الله سيسامحك على هذا ولا أدري إن كانت نقودي محرمة عليك ولكن ليس أمامي خيار آخر فأنا مضطر لأدفع لك أجرتك رغما عن أنفي ومن جهتي سأسامحك بكل قرش ستأخذه مني
( في هذه الأثناء يمد المريض يده إلى جيبه وإذ برزمة من النقود الورقية الجديدة الذي يدل شكلها الانسيابي على أنها للتو خرجت من البنك وهذه الرزمة هي خمسون ألف ليرة ) تفضل هذه يا دكتور والله يسامحك على ما تفعل بي
ط : في هذه اللحظة بعد هياج شديد وغضب عنيف واحمرار وارتفاع في ضغط الدم وتوسع في العينين وتسرع في ضربات القلب ونظرات حادة ثاقبة وتأمل طويل وتفكير عميق وأفكار مشوشة تدور في فلك الموقف هو أنها كيف في بادئ الأمر ظن الطبيب أن المريض فقير ثم يخرج خمسون ألف ليرة وكيف يملك هكذا مبلغ ويرتدي هذه الثياب الممزقة وكيف أنه ضيع على نفسه أجرة أتعابه على الأقل وهذا أتفه ما يفكر فيه بعد أن رأى الذي رآه فماذا يمكن أن يفعل بعد ذلك
كل هذه الأفكار وأكثر دارت في رأسه الذي لم يعد فيه عقل ثم صرخ صرخته الأخيرة وركض مسرعا باتجاه النافذة وخرج منها ملقيا بنفسه منتحرا إلى أسفل البناء !!!
كل من سمع بهذه القصة لم يلم الطبيب أبدا بل أيدوه واعتبروه رجل المواقف الصعبة ولكن بقي يجول في أذهان الناس سؤال واحد هو ليس لماذا انتحر الطبيب بل هو :
لماذا تأخر المريض كثيرا في إخبار الطبيب
بالحقيقة وأن المقلب هو الكاميرا الخفية ؟؟!!
Comment