كنت قد فكرت في كتابة موضوع علمي يوضح مدى هشاشة نظرية التطور ( النشوء والارتقاء) المعروفة باسم نظرية دارون..
والتي يعتقد بعض أنصاف المثقفين أنها التفسير العلمي لنشوء الحياة و الكائنات الحية على الأرض , ولا يعرفون أن علم الأحياء الحديث بالإضافة إلى علم المستحاثات (المستحجرات) قد أثبتا أنها عبارة عن فرضية تنتمي إلى الخيال العلمي أكثر منه إلى العلم..
ولكن عندما أشار الأخ أليكسيوس إلى موضوع كان قد وضعه على هذا الموقع المبارك, (نظرية التطور- داروين) قرأته فتراجعت عن فكرتي , لأنه موضوع رائع و فيه ما يفي بالغرض,
إلا أنه ليس ما يمنع من إسداء نصيحة لكل الإخوة باقتناء كتاب مفيد جداً يبحث في هذا الموضوع وفي غيره, كاتبه هو الدكتور بين هوبرنيك أستاذ علم التغذية في جامعة أمستردام ..
يشرح فيه بإسهاب وبأسلوب رشيق كيف انهارت نظرية التطور انهياراً مدوياً أمام المكتشفات العلمية الحديثة..
اسم الكتاب ( العلم الحديث في الكتاب المقدس ) ترجمة ميشيل خوري – الطبعة العربية الأولى – الأردن 2007
ولكن خطر في بالي فكرة كتابة قصة مسلية ومفيدة تعبر عن الموضوع , إليكم القصة:
هناك نوع من الصراصير يسمى الصرصور المدفعي ( اسمه العلمي Brachinus creptinas ) يوجد قرب الأنهار والبرك في كل أنحاء العالم.
يتمتع هذا الصرصور بسلاح مدهش يستعمله عندما يهاجمه عدو ما, فهو يصوب في اتجاه المهاجم أنبوبين صغيرين موجودين في ذنبه , فتخرج طلقة مصحوبة بدويّ انفجار صغير, فينطلق سائل حارق درجة حرارته عالية جداً, يسبب للعدو المهاجم حروق مؤلمة.
وفي حال لم يُصَب العدو, فإن هذا السائل سرعان ما يتلاشى ويضمحل بشكل دخان أزرق, وهذا الستار من الدخان, يعمل على إخفاء عملية تراجع الصرصور, كما أنه يزعج العدو ويضطره إلى الفرار..
هذا الصرصور مزوّد بمجموعتين من الغدد التي تنتج السوائل, تؤلف هذه السوائل خليطاً مكثفاً جداً, يتكون من hydroquinone بنسبة 10% , ومن مركب hydrogen peroxide بنسبة 28% ,
يُحفظ هذا الخليط في مستودع, ولدى بروز أي خطر, فإنه يُدفع إلى داخل غرفة للاحتراق, وهناك, تُضاف للسائل مادة محفّزة (صاعِق) catalyst .
يلي هذا مباشرة وقوع انفجار يجعل الخليط ينطلق بقوّة, على غرار الصاروخ الذي يعمل على الوقود السائل, وهكذا يُصوَّب السائل الحار حتى درجة الغليان على العدو الغاشم بواسطة فوهات متنقلة.
بدأت قصة هذا الصرصور منذ ملايين السنين, وكان قد توجب عليه بحسب نظرية داروين ,أن يطوّر هذا النظام الهجومي من خلال مصادفات عَرَضيّة بحتة ( التغيّرات الأحيائية) وعن طريق الاصطفاء الطبيعي natural selection .
كان على هذا الصرصور المسكين, أن ينتظر حصول طفرة عن طريق الصدفة العمياء (غير العاقلة) حتى يطوّر نظام متكامل من الغدد, والعضلات, والأنابيب, وحجرات الانفجار.
ليس هذا فقط, بل عليه أن يُنتج أيضاً 3 مواد كيميائية مكثفة وخطرة, ينتجها في المكان المناسب , وبالكميات الدقيقة المناسبة, وفي الوقت المناسب, وإلا فإن التفاعل بينها لن يحصل كما يجب,
وفوق هذا كله كان يتحتم عليه أيضاً أن يكون قادراً على مزجها معاً داخل الغرفة المناسبة, وفي الوقت المناسب. وإلا كلفّه ذلك حياته. ومصيره سيكون الانقراض حتماً..
احتجّ الصرصور المسكين على نظرية العم داروين, وكان احتجاجه وجيهاً, فقد كان محتاجاً إلى ملايين الأجيال من الصراصير حتى يستطيع أن يطوّر هذه المنظومة المعقدة.
وفوق ذلك فإن كل مراحل التطور المتوسطة ستكون محفوفة بالمخاطر التي تهدد هذا الصرصور حتى فيما يتعلق بإمكانية بقاءه على قيد الحياة..
ولكن ( حدثت المعجزة !!) واستطاع الصرصور الشجاع أن يطور كل الأعضاء المطلوبة, إلا أنه لم يتسنى له بعد معرفة سر الخلطة العجيبة, وطريقة تركيب السوائل المناسبة..
وفجأة , دنا منه عدو جائع, صوّب الصرصور الشجاع فوهاته في اتجاه العدو, لكن , لم يحصل شيء لأن السلاح بدون ذخيرة, انقض العدو على الصرصور , وبلقمة واحدة وضع حداً لحياته, ويتواصل ذلك على مدى أجيال عديدة , وينقرض الصرصور..
ولكن (حدثت المعجزة مرة أخرى !!) طوّر على أثرها الصرصور القدرة على إنتاج الهيدروكينون و الهيدرجين بيروكسيد, قبل خلطها داخل غرفة الاحتراق عنده.
وإذا بآكل الصراصير اللعين يقترب مرة أخرى, وبلقمة واحدة يختفي الصرصور!!
لماذا؟
لقد كان لدى الصرصور المواد الصحيحة, لكن مايزال يفتقر للصاعق الذي يشعل الخليط داخل غرفة الانفجار..
إلا أن هذا الصرصور الشجاع المؤمن بنظرية حفيده المقبل داروين الذي سيتطور منه بعد ملايين السنين , كان محظوظاً جداً .
فقد (حصلت المعجزات مرة أخرى) وتمكن على أثر حصول الملايين من الطفرات النافعة المتسلسلة ( وبطريق الصدفة البحتة) من أن يطور المادة المحفزة ( الصاعق) بالكمية الدقيقة المناسبة, ويخزنها في المكان المناسب , ويستعملها بالشكل المناسب.
فيا للأمر الرائع!!
لكن ها هو عدوه اللدود يقترب.
حسناً..كل شيء يجري على ما يرام, فالمواد الكيميائية متوافرة جميعها وبالنسب المناسبة, والجهاز العصبي صحيح و كل شيء في مكانه المناسب ...
وفي اللحظة المناسبة.... يطلق الصرصور , ويحصل انفجار مترافق بصوت بقي مكتوماً إلى حد كبير, وعلى أثره يتوارى الصرصور عن الأنظار !!
ماذا حصل؟
فوهة السبطانة لم تكن واسعة بالشكل المناسب ( عيار الجفّ بالتعابير العسكرية) وحصل الإنفجار داخل جسم الصرصور المسكين.
وهكذا وعلى مدى بضعة أجيال انقرض هذا الصرصور.
ولكن ( المعجزات مرة أخرى!!) فعن طريق الصدفة المحضة تمكن الصرصور الشجاع من معرفة القطر الصحيح للسبطانة, وطوّرها عبر ملايين الأجيال بواسطة ( الطفرات المصادفة) !!
أخيراً انتظم كل شيء.. كل الأعضاء موجودة .. السوائل بعياراتها الصحيحة .. إلى جانب المادة المحفزة التي جرى إضافتها في اللحظة المناسبة.. عيار الجفّ دقيق تماماً.
لقد اكتملت الآن عملية النشوء والارتقاء.. ولكن!!
يحدث الآن أسوء شيء على الإطلاق !!
فها هي خنفساء فاتنة تتهادى وتقترب من الصرصور بحركات مغرية !!!
ولكن الصرصور يصوب فوهاته نحوها مباشرةً ويطلق خلطته الحارقة!!
واأسفاه .. لقد فوّت على نفسه فرصته الوحيدة لتكوين عائلة !!
ترى لماذا فعل ذلك؟؟
حسناً .. لأن الأمر الأصعب على الإطلاق لم يحصل بعد..
فمن خلال النشوء والارتقاء ( الأعمى) كان على الصرصور المسكين أن يطور أيضاً غريزة تمكّنه من تمييز العدو من الصديق ( أو الصديقة) ..
وهكذا , وفي غياب هذه الغريزة , سوف يُترك الصرصور بمفرده في العالم !
سوف يُترك إلى أن يدرك أن وجوده في هذا العالم , ومعه الآلاف من الكائنات الرائعة والمدهشة, لا يمكن تفسيره بواسطة أية عملية نشوء وارتقاء!
ولكن من خلال عمل خلق كامل أجراه الله القادر على كلّ شيء..
يكتب العالم Cohen ما يلي :
( كل مفهوم تطلقه نظرية التطوّر, هو ضرب من ضروب الخيال, لأنه يفتقرإلى الدعم اللازم من خلال الحقائق العلمية المثبتة, لعل نظرية التطوّر تشكل أفدح خطأ ارتُكِبَ على صعيد العلم)
وشكراً لتعبكم في القراءة
والتي يعتقد بعض أنصاف المثقفين أنها التفسير العلمي لنشوء الحياة و الكائنات الحية على الأرض , ولا يعرفون أن علم الأحياء الحديث بالإضافة إلى علم المستحاثات (المستحجرات) قد أثبتا أنها عبارة عن فرضية تنتمي إلى الخيال العلمي أكثر منه إلى العلم..
ولكن عندما أشار الأخ أليكسيوس إلى موضوع كان قد وضعه على هذا الموقع المبارك, (نظرية التطور- داروين) قرأته فتراجعت عن فكرتي , لأنه موضوع رائع و فيه ما يفي بالغرض,
إلا أنه ليس ما يمنع من إسداء نصيحة لكل الإخوة باقتناء كتاب مفيد جداً يبحث في هذا الموضوع وفي غيره, كاتبه هو الدكتور بين هوبرنيك أستاذ علم التغذية في جامعة أمستردام ..
يشرح فيه بإسهاب وبأسلوب رشيق كيف انهارت نظرية التطور انهياراً مدوياً أمام المكتشفات العلمية الحديثة..
اسم الكتاب ( العلم الحديث في الكتاب المقدس ) ترجمة ميشيل خوري – الطبعة العربية الأولى – الأردن 2007
ولكن خطر في بالي فكرة كتابة قصة مسلية ومفيدة تعبر عن الموضوع , إليكم القصة:
هناك نوع من الصراصير يسمى الصرصور المدفعي ( اسمه العلمي Brachinus creptinas ) يوجد قرب الأنهار والبرك في كل أنحاء العالم.
يتمتع هذا الصرصور بسلاح مدهش يستعمله عندما يهاجمه عدو ما, فهو يصوب في اتجاه المهاجم أنبوبين صغيرين موجودين في ذنبه , فتخرج طلقة مصحوبة بدويّ انفجار صغير, فينطلق سائل حارق درجة حرارته عالية جداً, يسبب للعدو المهاجم حروق مؤلمة.
وفي حال لم يُصَب العدو, فإن هذا السائل سرعان ما يتلاشى ويضمحل بشكل دخان أزرق, وهذا الستار من الدخان, يعمل على إخفاء عملية تراجع الصرصور, كما أنه يزعج العدو ويضطره إلى الفرار..
هذا الصرصور مزوّد بمجموعتين من الغدد التي تنتج السوائل, تؤلف هذه السوائل خليطاً مكثفاً جداً, يتكون من hydroquinone بنسبة 10% , ومن مركب hydrogen peroxide بنسبة 28% ,
يُحفظ هذا الخليط في مستودع, ولدى بروز أي خطر, فإنه يُدفع إلى داخل غرفة للاحتراق, وهناك, تُضاف للسائل مادة محفّزة (صاعِق) catalyst .
يلي هذا مباشرة وقوع انفجار يجعل الخليط ينطلق بقوّة, على غرار الصاروخ الذي يعمل على الوقود السائل, وهكذا يُصوَّب السائل الحار حتى درجة الغليان على العدو الغاشم بواسطة فوهات متنقلة.
بدأت قصة هذا الصرصور منذ ملايين السنين, وكان قد توجب عليه بحسب نظرية داروين ,أن يطوّر هذا النظام الهجومي من خلال مصادفات عَرَضيّة بحتة ( التغيّرات الأحيائية) وعن طريق الاصطفاء الطبيعي natural selection .
كان على هذا الصرصور المسكين, أن ينتظر حصول طفرة عن طريق الصدفة العمياء (غير العاقلة) حتى يطوّر نظام متكامل من الغدد, والعضلات, والأنابيب, وحجرات الانفجار.
ليس هذا فقط, بل عليه أن يُنتج أيضاً 3 مواد كيميائية مكثفة وخطرة, ينتجها في المكان المناسب , وبالكميات الدقيقة المناسبة, وفي الوقت المناسب, وإلا فإن التفاعل بينها لن يحصل كما يجب,
وفوق هذا كله كان يتحتم عليه أيضاً أن يكون قادراً على مزجها معاً داخل الغرفة المناسبة, وفي الوقت المناسب. وإلا كلفّه ذلك حياته. ومصيره سيكون الانقراض حتماً..
احتجّ الصرصور المسكين على نظرية العم داروين, وكان احتجاجه وجيهاً, فقد كان محتاجاً إلى ملايين الأجيال من الصراصير حتى يستطيع أن يطوّر هذه المنظومة المعقدة.
وفوق ذلك فإن كل مراحل التطور المتوسطة ستكون محفوفة بالمخاطر التي تهدد هذا الصرصور حتى فيما يتعلق بإمكانية بقاءه على قيد الحياة..
ولكن ( حدثت المعجزة !!) واستطاع الصرصور الشجاع أن يطور كل الأعضاء المطلوبة, إلا أنه لم يتسنى له بعد معرفة سر الخلطة العجيبة, وطريقة تركيب السوائل المناسبة..
وفجأة , دنا منه عدو جائع, صوّب الصرصور الشجاع فوهاته في اتجاه العدو, لكن , لم يحصل شيء لأن السلاح بدون ذخيرة, انقض العدو على الصرصور , وبلقمة واحدة وضع حداً لحياته, ويتواصل ذلك على مدى أجيال عديدة , وينقرض الصرصور..
ولكن (حدثت المعجزة مرة أخرى !!) طوّر على أثرها الصرصور القدرة على إنتاج الهيدروكينون و الهيدرجين بيروكسيد, قبل خلطها داخل غرفة الاحتراق عنده.
وإذا بآكل الصراصير اللعين يقترب مرة أخرى, وبلقمة واحدة يختفي الصرصور!!
لماذا؟
لقد كان لدى الصرصور المواد الصحيحة, لكن مايزال يفتقر للصاعق الذي يشعل الخليط داخل غرفة الانفجار..
إلا أن هذا الصرصور الشجاع المؤمن بنظرية حفيده المقبل داروين الذي سيتطور منه بعد ملايين السنين , كان محظوظاً جداً .
فقد (حصلت المعجزات مرة أخرى) وتمكن على أثر حصول الملايين من الطفرات النافعة المتسلسلة ( وبطريق الصدفة البحتة) من أن يطور المادة المحفزة ( الصاعق) بالكمية الدقيقة المناسبة, ويخزنها في المكان المناسب , ويستعملها بالشكل المناسب.
فيا للأمر الرائع!!
لكن ها هو عدوه اللدود يقترب.
حسناً..كل شيء يجري على ما يرام, فالمواد الكيميائية متوافرة جميعها وبالنسب المناسبة, والجهاز العصبي صحيح و كل شيء في مكانه المناسب ...
وفي اللحظة المناسبة.... يطلق الصرصور , ويحصل انفجار مترافق بصوت بقي مكتوماً إلى حد كبير, وعلى أثره يتوارى الصرصور عن الأنظار !!
ماذا حصل؟
فوهة السبطانة لم تكن واسعة بالشكل المناسب ( عيار الجفّ بالتعابير العسكرية) وحصل الإنفجار داخل جسم الصرصور المسكين.
وهكذا وعلى مدى بضعة أجيال انقرض هذا الصرصور.
ولكن ( المعجزات مرة أخرى!!) فعن طريق الصدفة المحضة تمكن الصرصور الشجاع من معرفة القطر الصحيح للسبطانة, وطوّرها عبر ملايين الأجيال بواسطة ( الطفرات المصادفة) !!
أخيراً انتظم كل شيء.. كل الأعضاء موجودة .. السوائل بعياراتها الصحيحة .. إلى جانب المادة المحفزة التي جرى إضافتها في اللحظة المناسبة.. عيار الجفّ دقيق تماماً.
لقد اكتملت الآن عملية النشوء والارتقاء.. ولكن!!
يحدث الآن أسوء شيء على الإطلاق !!
فها هي خنفساء فاتنة تتهادى وتقترب من الصرصور بحركات مغرية !!!
ولكن الصرصور يصوب فوهاته نحوها مباشرةً ويطلق خلطته الحارقة!!
واأسفاه .. لقد فوّت على نفسه فرصته الوحيدة لتكوين عائلة !!
ترى لماذا فعل ذلك؟؟
حسناً .. لأن الأمر الأصعب على الإطلاق لم يحصل بعد..
فمن خلال النشوء والارتقاء ( الأعمى) كان على الصرصور المسكين أن يطور أيضاً غريزة تمكّنه من تمييز العدو من الصديق ( أو الصديقة) ..
وهكذا , وفي غياب هذه الغريزة , سوف يُترك الصرصور بمفرده في العالم !
سوف يُترك إلى أن يدرك أن وجوده في هذا العالم , ومعه الآلاف من الكائنات الرائعة والمدهشة, لا يمكن تفسيره بواسطة أية عملية نشوء وارتقاء!
ولكن من خلال عمل خلق كامل أجراه الله القادر على كلّ شيء..
يكتب العالم Cohen ما يلي :
( كل مفهوم تطلقه نظرية التطوّر, هو ضرب من ضروب الخيال, لأنه يفتقرإلى الدعم اللازم من خلال الحقائق العلمية المثبتة, لعل نظرية التطوّر تشكل أفدح خطأ ارتُكِبَ على صعيد العلم)
وشكراً لتعبكم في القراءة