السير تيم بيرنرز-لي
مخترع الإنترنت يحذر من استخدام الشبكة لبث الشائعات
في مقابلة حصرية مع بي بي سي، يحذِّر السير تيم بيرنرز-لي، مخترع الإنترنت، من مخاطر استخدام الشبكة العنكبوتية لبث الأضاليل والشائعات ويدعو إلى إيجاد وسيلة أو طريقة ناجعة لفصل تلك الأقاويل عن العلوم الحقيقية.
يكشف السير تيم في المقابة عن أن مخاوفه تتنامى باضطراد بشأن الطريقة التي جرى وفقها استخدام الشبكة حتى الآن من أجل نشر الشائعات والزيف والمعلومات المضللة.
كما يكشف أيضا عن خطة يقول إنه بصدد الإعلان عنها قريبا وتتضمن إنشاء مؤسسة ساهم شخصيا في إيجادها ويأمل أن تساهم في تطوير شبكة الإنترنت العالمية.
"الانفجار الكبير"
وقد أُجرت بي بي سي المقابلة مع السير تيم في الأسبوع نفسه الذي أعلن فيه المشروع الأوروبي لأبحاث الذرة-سيرن-للمرة الأولى انطلاق تجربته الرائدة لمحاكاة "الانفجار الكبير" بغية الوقوف على كيفية نشوء الكون وبداية الحياة، وذلك من خلال جهاز "صادم الهدرون الكبير" (LHC).
يُذكر أن السير تيم كان قد أجرى تجربته الرائدة على الشبكة العنكبوتية في مركز سيرن المذكور والقريب من الحدود السويسرية-الفرنسية.
يقول السير تيم إنه انتابه على وجه الخصوص القلق حيال استخدام شبكة الإنترنت منذ أيام من قبل البعض بغية نشر المخاوف من أن تشغيل جهاز "صادم الهدرون الكبير" قد يخلق "ثقبا أسودا" من شأنه أن يبتلع الأرض وما عليها.
الإنترنت ولقاح الحصبة
ويضيف قائلا إنه سبق أن استُخدمت الإنترنت في السابق بنفس الطريقة لنشر شائعات بأن لقاح الحصبة (MMR)، الذي يُعطى للأطفال في بريطانيا، كان ضارا وهنالك ثمة علاقة بينه وبين التوحد.
ويشدد السير تيم في لقائه مع بي بي سي على الحاجة الملحَّة لإيجاد أنظمة جديد تمنح المواقع الإلكترونية على الشبكة علامة تجارية أو ماركة مميزة تشير إلى مصداقيتها وجدارتها بالثقة حالما تثبت أنها أضحت بالفعل ذات مصداقية ومصادر يُعوَّل عليها.
ويقول مخترع الشبكة: "يمكن للتفكير والاعتقاد بالأديان والعبادات أن ينتشر عبر شبكة الإنترنت بسرعة فائقة للغاية، وبالتالي قد تجد فرقة دينية مكونة من مجرد 12 شخصا ولديهم بعض القضايا الشخصية التي يؤمنون بها في أعماقهم، تصدر صيغتها أو عقيدتها لأناس آخرين فيعتنقونها ويؤمنون بها."
ويردف قائلا: "فلنقل إنها نوع من نظيرة المؤامرة التي يمكنك أن تتخيل أنها تنتشر لتعم الآلاف من بني البشر، وقد تكون ضارة للغاية."
ماركات مسجلة للمواقع
ولفت السير تيم إلى أنه ناقش مع زملاء آخرين له في تجمع الشبكة العالمية للإنترنت (W3C) السبل البسيطة لمنح المواقع الإلكترونية الماركات أو العلامات التجارية المسجلة، إلا أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن هنالك ثمة حاجة لإيجاد تنوع شامل من الآليات المختلفة اللازمة لتلبية مثل هذا الغرض.
ويتابع السير تيم قوله في هذا الصدد: "لست من المعجبين بالرأي القائل بإعطاء كل موقع إلكتروني رقما بسيطا على غرار التصنيف الذي يُجرى في حالات اختبار الذكاء (IQ) أو (Intelligence Quotient)، وذلك ببساطة لأن المواقع الإلكترونية، مثلها مثل البشر، قد تختلف في شتى السبل والنواحي."
كما يتحدث السير تيم عن خططه وطموحاته المستقبلية المتمثلة بتطوير عملية وصول المستخدمين إلى الشبكة، الهدف الذي يعوِّل عليه ويسعى لتحقيقه من خلال مؤسسته الجديدة (WWWF) أو (مؤسسة الشبكة العالمية للإنترنت).
وإلى جانب تسهيل عملية الوصول إلى الشبكة، يقول السير تيم إن هدفه التالي هو جعل عملية الحصول على خدمة الإنترنت أمرا أكثر يسرا وسهولة، مشيرا إلى أن 20 بالمائة فقط من سكان العالم يحظون بهذه الخدمة في الوقت الراهن.
من الغرب وللغرب؟
ويضيف متسائلا: "ترى، هل صُممت الإنترنت من قبل الغرب لتكون للغرب فقط؟"
ويردف بتساؤل آخر: "وهل جرى تصميمها أيضا للشخصيات التنفيذية والمراهقين في المدن الحديثة، والذين يحملون هواتفهم النقالة الذكية والأنيقة في جيوبهم؟ وإن كنت في مجتمع ناء، فهل تحتاج إلى صنف مختلف من الشبكات وبتسهيلات مختلفة؟"
ويوضح السير تيم أن مؤسسة الشبكة العالمية للإنترنت العتيدة ستستشرف سبل وطرق صنع شبكة صديقة للهاتف المحمول أكثر مما هي عليه الحال الآن.
ويقول إن من شأن ذلك أن يزيد من مساحة استخدام خدمة الإنترنت في أفريقيا ومناطق فقيرة أخرى من العالم، حيث يوجد القليل من أجهزة الكمبيوتر والمزيد من أجهزة الهاتف الخليوي.
إنترنت للأميين
ويؤكد السير تيم أن مؤسسته الجديدة ستفكر أيضا بنوعية الفوائد والخدمات التي يمكن أن تتيحها شبكة الإنترنت لأولئك الأميين الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة.
ويمضي إلى القول: "نحن نتحدث عن تطور شبكة الإنترنت، وربما عن طريق استخدام الإشارات والحركات. فعندما يكون الحديث عن وسيلة خلاقة كالشبكة، فإن خيالنا وحده هو حدود إمكانياتها."
كما يعد أيضا أن تتصدى المؤسسة لمخاوف البعض من أن الشبكة أصبحت أقل ديمقراطية، وأن استخدامها يخضع كثيرا لتأثير ونفوذ المؤسسات الكبرى والمصالح المكتسبة من قبل جهات بعينها.
وحول ذلك، يقول السير تيم: "أعتقد أن تلك القضية هامة للغاية وقد يتم إيجاد تسوية لها خلال السنوات القليلة التالية."
"وسيلة حيادية"
ويضيف: "من الأشياء التي سأظل دوما مهتما بها وقلقا بشأنها هي أن تبقى هذه الوسيلة حيادية."
ويوضح الأمر بمثال إذ يقول: "إن الحافز المادي لا يكون مجرد إلى أين سأتوجه لأقرر من أين سأشتري حذائي، لكنه هو قضية إلى أين سأمضي لأقرر بمن سأثق لكي أصوت له."
ويختتم حديثه بالقول: "لربما تقرر قضية إلى أين أتوجه نوعية الديانة التي سأعتنق أو لا أعتنق. فقضية أين أمضي لكي أقرر هي الحقيقة العلمية الحقَّة. إن الأمر في نهاية المطاف هو ما الذي سأمضي حقا في تحقيقه وتنفيذه، أم هل أن الأمر هو مجرد خطب رنانة وهراء يعوزه الصدق ويرمي فقط إلى انتزاع التصفيق وإرضاء الجمهور."
المصدر
يكشف السير تيم في المقابة عن أن مخاوفه تتنامى باضطراد بشأن الطريقة التي جرى وفقها استخدام الشبكة حتى الآن من أجل نشر الشائعات والزيف والمعلومات المضللة.
كما يكشف أيضا عن خطة يقول إنه بصدد الإعلان عنها قريبا وتتضمن إنشاء مؤسسة ساهم شخصيا في إيجادها ويأمل أن تساهم في تطوير شبكة الإنترنت العالمية.
"الانفجار الكبير"
وقد أُجرت بي بي سي المقابلة مع السير تيم في الأسبوع نفسه الذي أعلن فيه المشروع الأوروبي لأبحاث الذرة-سيرن-للمرة الأولى انطلاق تجربته الرائدة لمحاكاة "الانفجار الكبير" بغية الوقوف على كيفية نشوء الكون وبداية الحياة، وذلك من خلال جهاز "صادم الهدرون الكبير" (LHC).
يُذكر أن السير تيم كان قد أجرى تجربته الرائدة على الشبكة العنكبوتية في مركز سيرن المذكور والقريب من الحدود السويسرية-الفرنسية.
يقول السير تيم إنه انتابه على وجه الخصوص القلق حيال استخدام شبكة الإنترنت منذ أيام من قبل البعض بغية نشر المخاوف من أن تشغيل جهاز "صادم الهدرون الكبير" قد يخلق "ثقبا أسودا" من شأنه أن يبتلع الأرض وما عليها.
الإنترنت ولقاح الحصبة
ويضيف قائلا إنه سبق أن استُخدمت الإنترنت في السابق بنفس الطريقة لنشر شائعات بأن لقاح الحصبة (MMR)، الذي يُعطى للأطفال في بريطانيا، كان ضارا وهنالك ثمة علاقة بينه وبين التوحد.
ويشدد السير تيم في لقائه مع بي بي سي على الحاجة الملحَّة لإيجاد أنظمة جديد تمنح المواقع الإلكترونية على الشبكة علامة تجارية أو ماركة مميزة تشير إلى مصداقيتها وجدارتها بالثقة حالما تثبت أنها أضحت بالفعل ذات مصداقية ومصادر يُعوَّل عليها.
ويقول مخترع الشبكة: "يمكن للتفكير والاعتقاد بالأديان والعبادات أن ينتشر عبر شبكة الإنترنت بسرعة فائقة للغاية، وبالتالي قد تجد فرقة دينية مكونة من مجرد 12 شخصا ولديهم بعض القضايا الشخصية التي يؤمنون بها في أعماقهم، تصدر صيغتها أو عقيدتها لأناس آخرين فيعتنقونها ويؤمنون بها."
ويردف قائلا: "فلنقل إنها نوع من نظيرة المؤامرة التي يمكنك أن تتخيل أنها تنتشر لتعم الآلاف من بني البشر، وقد تكون ضارة للغاية."
ماركات مسجلة للمواقع
ولفت السير تيم إلى أنه ناقش مع زملاء آخرين له في تجمع الشبكة العالمية للإنترنت (W3C) السبل البسيطة لمنح المواقع الإلكترونية الماركات أو العلامات التجارية المسجلة، إلا أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن هنالك ثمة حاجة لإيجاد تنوع شامل من الآليات المختلفة اللازمة لتلبية مثل هذا الغرض.
ويتابع السير تيم قوله في هذا الصدد: "لست من المعجبين بالرأي القائل بإعطاء كل موقع إلكتروني رقما بسيطا على غرار التصنيف الذي يُجرى في حالات اختبار الذكاء (IQ) أو (Intelligence Quotient)، وذلك ببساطة لأن المواقع الإلكترونية، مثلها مثل البشر، قد تختلف في شتى السبل والنواحي."
كما يتحدث السير تيم عن خططه وطموحاته المستقبلية المتمثلة بتطوير عملية وصول المستخدمين إلى الشبكة، الهدف الذي يعوِّل عليه ويسعى لتحقيقه من خلال مؤسسته الجديدة (WWWF) أو (مؤسسة الشبكة العالمية للإنترنت).
وإلى جانب تسهيل عملية الوصول إلى الشبكة، يقول السير تيم إن هدفه التالي هو جعل عملية الحصول على خدمة الإنترنت أمرا أكثر يسرا وسهولة، مشيرا إلى أن 20 بالمائة فقط من سكان العالم يحظون بهذه الخدمة في الوقت الراهن.
من الغرب وللغرب؟
ويضيف متسائلا: "ترى، هل صُممت الإنترنت من قبل الغرب لتكون للغرب فقط؟"
ويردف بتساؤل آخر: "وهل جرى تصميمها أيضا للشخصيات التنفيذية والمراهقين في المدن الحديثة، والذين يحملون هواتفهم النقالة الذكية والأنيقة في جيوبهم؟ وإن كنت في مجتمع ناء، فهل تحتاج إلى صنف مختلف من الشبكات وبتسهيلات مختلفة؟"
ويوضح السير تيم أن مؤسسة الشبكة العالمية للإنترنت العتيدة ستستشرف سبل وطرق صنع شبكة صديقة للهاتف المحمول أكثر مما هي عليه الحال الآن.
ويقول إن من شأن ذلك أن يزيد من مساحة استخدام خدمة الإنترنت في أفريقيا ومناطق فقيرة أخرى من العالم، حيث يوجد القليل من أجهزة الكمبيوتر والمزيد من أجهزة الهاتف الخليوي.
إنترنت للأميين
ويؤكد السير تيم أن مؤسسته الجديدة ستفكر أيضا بنوعية الفوائد والخدمات التي يمكن أن تتيحها شبكة الإنترنت لأولئك الأميين الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة.
ويمضي إلى القول: "نحن نتحدث عن تطور شبكة الإنترنت، وربما عن طريق استخدام الإشارات والحركات. فعندما يكون الحديث عن وسيلة خلاقة كالشبكة، فإن خيالنا وحده هو حدود إمكانياتها."
كما يعد أيضا أن تتصدى المؤسسة لمخاوف البعض من أن الشبكة أصبحت أقل ديمقراطية، وأن استخدامها يخضع كثيرا لتأثير ونفوذ المؤسسات الكبرى والمصالح المكتسبة من قبل جهات بعينها.
وحول ذلك، يقول السير تيم: "أعتقد أن تلك القضية هامة للغاية وقد يتم إيجاد تسوية لها خلال السنوات القليلة التالية."
"وسيلة حيادية"
ويضيف: "من الأشياء التي سأظل دوما مهتما بها وقلقا بشأنها هي أن تبقى هذه الوسيلة حيادية."
ويوضح الأمر بمثال إذ يقول: "إن الحافز المادي لا يكون مجرد إلى أين سأتوجه لأقرر من أين سأشتري حذائي، لكنه هو قضية إلى أين سأمضي لأقرر بمن سأثق لكي أصوت له."
ويختتم حديثه بالقول: "لربما تقرر قضية إلى أين أتوجه نوعية الديانة التي سأعتنق أو لا أعتنق. فقضية أين أمضي لكي أقرر هي الحقيقة العلمية الحقَّة. إن الأمر في نهاية المطاف هو ما الذي سأمضي حقا في تحقيقه وتنفيذه، أم هل أن الأمر هو مجرد خطب رنانة وهراء يعوزه الصدق ويرمي فقط إلى انتزاع التصفيق وإرضاء الجمهور."
المصدر
Comment