مقال للباحث علي الشوك مستوحى من عدة مقالات وكتب عالمية تم تغييبها عن العلن لغايات معروفة , في عام 2005 م
"سرّ الإبداع يكـمن في معرفة كيف تخفي مصادرك"
حين كتبت مقالاً بعنوان "آينشتاين في الميزان", نُشر في "الحياة" في العام الماضي, كنت اشعر كأنني أطأ على أرض مرصوفة بالبيض, لأن هذا العالم احيط بهالة تكاد ترقى الى التقديس, والمسّ به يكاد يرقى الى التجديف. ولم اكن أعلم ان حذري الزائد هذا لا مبرر له, بعد ان نوّرني الانترنت بحقائق رهيبة عن سرقات آينشتاين, التي كشف النقاب عنها كريستوفر جون بيركنيس في كتابيه "البرت آينشتاين: المنتحل بلا حياء" و"ممهدات لآينشتاين في نظرية النسبية العامة". وفي انتظار ان يصلني هذان الكتابان اللذان اوصيت في طلبهما من دار النشر, رأيت ان اقدم عرضاً لما جاء في الانترنت عن الكتاب الاول, وآراء بعض من قرأه, حباً في ان يقف قراء "الحياة" على هذه الحقيقة:
أينشتاين.
اينشتاين وسرقة النظريه النسبية
جاء في مجلة "ميدويست بوك ريفيو" في ايلول (سبتمبر) 2002 عن هذا الكتاب, اعني "البرت آينشتاين: المنتحل بلا حياء": "استفزازي وغير هيّاب بالهالات التقليدية... آسر, وان يكن كتاباً مثيراً للجدل, لكنه معزّز من الجلد الى الجلد بمصادر شديدة الدقة". وقال عنه البروفسور امبرتو بارتوتشي في كانون الثاني (يناير) 2002: "قراءة هذا النص ينبغي ان تكون واجباً على جميع الناس المهتمين بتاريخ الفيزياء أو العلم".
وفي وصف للكتاب جاء في الانترنت: يورث اسم آينشتاين انطباعاً بالعبقرية, لكن هل كان البرت آينشتاين في واقع الحال, منتحلاً, نسخ نظريات لورنتس, وبوانكاريه, وغيربر وهلبرت؟ ان كتاب "البرت آينشتاين: المنتحل بلا حياء" الذي اعتُبر وثيقة اكاديمية عن انتحال البرت آينشتاين نظرية النسبية, يميط اللثام عن منهج آينشتاين في سرقة امجاد معاصريه, واعادة طبع انجازات الآخرين التي رددها كالببغاء, ويؤكد من خلال الحجة المنطقية ان البرت آينشتاين لم يكن في وسعه التوصل الى النتائج التي توصل اليها من دون العلم المسبق بالانجازات التي نسخها من دون ان يشير الى مصادرها. وان الكثير من المقتبسات من معاصري آينشتاين التي اعيد نشرها (في هذا الكتاب) تؤكد انهم كانوا على علم بانتحالاته.
ومن بين ما صرح به معاصروه, قال هاري بيتمان: "ان ظهور مقال الدكتور سلبرشتاين عن "النسبية العامة بلا فرضية المساواة" شجعني على التشديد ثانية على وجهات نظري الخاصة حول الموضوع. انني اجدني ملزماً بقول ذلك لأن عملي حول موضوع النسبية العامة كان نشر قبل عمل آينشتاين وكوتلره ويبدو انه أُغفل عنه من جانب الكتاب الحاليين".
وقال تشارلس نوردمان: "كل هذا كان بوانكاريه وآخرون أكدوه قبل آينشتاين بكثير, وان المرء انما يفتئت على الحقيقة اذا عزا هذا الاكتشاف اليه".
وقال ماكس بورن, الحائز جائزة نوبل في الفيزياء: "ان مقالة آينشتاين (زور الكتروديناميك بيفكتر كورير) في المجلة الحولية الفيزيائية لا تشير اي اشارة الى المصادر السابقة, انها تعطيك انطباعاً بانجاز جديد. بيد ان هذا, بالطبع, كما حاولت الاشارة الى ذلك, غير صحيح".
وقال ج. هـ. كسواني: "في واقع الحال, اذاً, لم يكن بوانكاريه اول من اعلن عن النظرية فحسب, بل انه اكتشف ايضاً في عمل لورنتس القوانين الرياضية اللازمة للنظرية. وهذا كله حصل قبل ظهور رسالة آينشتاين العلمية".
وقال جيمس ماكاي: "ان تفسير آينشتاين تنكّر لا مثيل له للورنتس... وبالتالي ان نظرية آينشتاين ليست انكاراً او بديلاً لنظرية لورنتس. انها نسخة مطابقة لها وتنكّر لها... وأكد آينشتاين باستمرار ان نظرية لورنتس صحيحة, سوى انه يختلف معه في طريقة تفسيره. أليس واضحاً, بالتالي, ان نظرية آينشتاين, في هذه, كما هي الحال في حالات اخرى, هي مجرد تنكر لنظرية لورنتس, وهل ان الاختلاف الظاهري حول (التفسير) لا يعدو ان يكون اختلاف كلمات؟". وعلّق قارئ من كاليفورنيا: "ان ما يعجبني في هذا الكتاب هو ان المؤلف يترك الكثير من العلماء والفلاسفة والرياضيين وآينشتاين , ينطقون بما يريد قوله. وان الفصول مؤرخة في معظمها, ومعززة بالاقتباسات الموثقة. ان الافكار المتعلقة بالنسبية جاءت قبل آينشتاين في اعمال اناس مثل فيوغت ولورنتس وبوانكاريه... الخ".
ويستشهد هذا القارئ بقول نيوتن عن نفسه في اشارته الى انه صعد "على اكتاف العمالقة", ويعتقد ان تفسير آينشتاين الجديد يُعتبر صوغاً جديداً مهماً, مستفيداً من افكار الآخرين, ويستدرك: ربما كان عليه ان يشير الى اعمال الآخرين اكثر مما فعل.
انتقل الآن الى سوزان لويس من لوس انجلوس التي خصصت لها الانترنت مساحة كبيرة نسبياً, وسأنقلها بحذافيرها, نظراً الى اهميتها.
واضح ان هذا الكتاب مثال جدل لكنه ينطوي على مصادر واقتباسات قيّمة عدة, ويقدم عرضاً تاريخياً كاملاً وموثقاً لنظرية النسبية. ان كل مطلع على معلومات غير متاحة لغيره يدرك ان آينشتاين اعتمد على زوجته الاولى, وان لورنتس وبوانكاريه اوجدا نظرية النسبية الخاصة قبل آينشتاين وزوجته الاولى, بيد ان التاريخ لا ينتهي هنا وان الكتاب يشير الى مصادر لورنتس وبوانكاريه المتعلقة بـ"تحويلات لورنتس" ومبدأ النسبية, و"الفضاء - الزمن". وبعد الاقتباس من الكثير من زملاء آينشتاين الفيزيائيين, واثارة الشكوك في ذهنك حول آينشتاين, يشير الكتاب الى المصادر الاصلية وكلمات آينشتاين التي تبدو مألوفة على نحو واضح. انه لمن الصعب عدم الاعتقاد بأن لا جديد تحت الشمس.
ان معظم الناس الذين يعلمون ان آينشتاين لم يبتكر نظرية النسبية الخاصة يعتقدون بأنه كان مجترح نظرية النسبية العامة (المتعلقة بالجاذبية), لكنني الآن صرت اشك في ذلك (ايضاً). فالمعادلة التي تفيد ان الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء, والفضاء ـ الزمن, والقنبلة الذرية كلها لها تاريخ قبل آينشتاين ومنكوفسكي (القائل بإضافة الزمن كبعد رابع مع ابعاد الفضاء الثلاثة) تاريخ طويل كما يؤكد هذا الكتاب. ووجدت الفصل السادس (طريقة عمل آينشتاين) ممتعاً على نحو خاص. كنت اعتقد ان آينشتاين كان مبرزاً في استنتاج تحويلات لورنتس. ولم يخطر على بالي ان آينشتاين استجدى المسألة. ان كل افادة (في الكتاب) تقريباً موثقة بمصدر, وهو شيء مهم في كتاب يعتبر مثاراً للجدل. وقد تحريت عن نصين شككت فيهما, فتبين انهما صحيحان. وبعد قراءة الكتاب, عدت الى بعض كتابات آينشتاين وكتابه "نظريتا النسبية الخاصة والعامة". حقاً ان آينشتاين لم يعترف بمصادره وانا لا ادري ان كان بوسعك ان تبرهن بصورة قاطعة ان احداً كان منتحلاً ام لا. بيد انني اعتقد ان هذا الكتاب ذو صدقية ومنطقي وموثق بصورة جيدة جداً. وينطوي على قدر هائل من المعلومات. ويستبد الفضول بي كم من الهياكل العظمية سيخرج من الخزانة بعد ان ظهر هذا الكتاب الى الوجود. ان الدلائل الاجتماعية والتاريخية للموضوع تتسم بأهمية ايضاً. فيقيناً ان معظم الهالة من العبادة الشخصية لآينشتاين لا يستحقه. والكتاب يتطرق الى المقالات التي نشرها لانج وبيتمان ويطلبان فيها الاعتراف بأفكـارهما التي نشراها قبل آينشتاين. وانه لمدعاة للأسى انهما لم يفلحا في ان يُذكر اسماهما في الكتب التاريخية. وبعد قراءة هذا الكتاب, تغيرت وجهة نظري في آينشتاين بالكامل. لقد كان مخلوقاً سلطت عليه الاضواء وأعطي له الفضل في كل شيء في الفيزياء المعاصرة. لست ادري كم سرق من المجد وكم انعم عليه بما لا يستحقه. انني ارى هذا الكتاب ضرورياً لأنه يضع الحقيقة على نصابها. وقد قام بهذه المهمة على نحو حسن. فحتى لو لم يكن آينشتاين منتحلاً, فإنه لغريب ان نعلم ان الحقائق اكدت انه لم يجترح نظرية النسبية, في حين ان كل انسان تقريباً يعتقد بأنه فعل ذلك. والكل تقريباً يعتقد بأن نيوتن اجترح الجاذبية, لكن ذلك غير صحيح ايضاً.
وكتب قارئ من ولاية نبراسكا في تشرين الاول (اكتوبر) 2003 يقول: قبل ان نقفز الى النتيجة التي تؤكد ان آينشتاين انتحل نظرية النسبية, ينبغي القول بادئ ذي بدء ان النظرية نفسها معقدة جداً, علينا ان نقتفي اثر الفكرة حتى اصولها, وقد يبدو الخروج برأيي اصعب مما نتصور... فقد طرح بوانكاريه الفكرة ولعب لورنتس دوره ايضاً في تطويرها. بل اننا نلمس جذوراً للنظرية حتى في التفاصيل والتكامل (الكالكولوس).
إنه لمن الصعب, والحق يقال, رسم خط بين ما خلّفه البعض, وبين ابتكار البعض الآخر نظرية "جديدة" أو فكرة اصيلة. كان آينشتاين اول من قارن بين عناصر النظرية وصاغها في "معادلات نظرية النسبية". ولم يفعل هذا احد قبله. وكان آينشتاين اول من طبّق النظرية على العالم الفيزيقي نفسه. اما لورنتس وبوانكاريه فقد كانا رياضيين خالصين, ولم يكونا عالمي فيزياء.
تعقيب من كاتب هذه السطور (ع. ش): اعتقد ان هذا الكلام الاخير ينطوي على مغالطة وربما شيء من الاستغفال ايضاً. فلورنتس كان عالم فيزياء معروفاً ومرموقاً, ولُقّب بلورنتس العظيم, اما بوانكاريه فكان رياضياً وفيزيائياً على حد سواء. ولا بد من الاشارة ايضاً, الى ان كتب الفيزياء في العقود الاولى كانت تذكر اسمي آينشتاين ولورنتس سوية باعتبارهما مبتكري نظرية النسبية, ثم تبخّر اسم لورنتس في ما بعد!
ويستدرك صاحب المداخلة اعلاه, فيقول: كما نعرف جميعاً, في العلم نقف جميعنا "على اكتفاف الآخرين", لا احد, اكرر, لا احد يملك ان يكون العبقري الفذ لكل العصور.
واخيراً, يعلّق قارئ من ولاية ويسكونسون (ايلول 2003): من الظريف جداً ان كل هذه الحقائق عن آينشتاين ونظرية النسبية جمعت سوية في موقع واحد. كنت اتابع هذه الساغا Saga (قصة زاخرة بالاعمال البطولية) منذ زهاء عام, وأعتقد ان الكتاب يقول الحقيقة عن آينشتاين, وقد يتضايق بعض الناس اذ يرون التعرض لآينشتاين بهذه الصورة, بيد ان ذلك كله صحيح, وهو مثير للدهشة! هذا الكتاب يبرهن ان نظرية النسبية جاءت من مصادر عدة وان آينشتاين حاول الاستئثار بكل المجد له. انه لمن المضحك ان نقرأ ان آينشتاين قال الاشياء نفسها التي قالها اناس آخرون قبله, وكأنه فكّر فيها للمرة الأولى. وأريد ان ارى المزيد عن نظرية النسبية العامة. وانا اعلم ان آينشتاين لم يجترح هذه النظرية ايضاً. لكنني فوجئت كثيراً حين علمت ان زوجة آينشتاين كتبت المادة له. لقد تعلّمت الكثير من قراءة هذا الكتاب. وأحسب انه يرجع الى التأريخ أكثر من الكتب الاخرى التي قرأتها عن آينشتاين ولا يسعى الى تمجيد آينشتاين او منهجه. انه كتاب ذو صدقية عالية ويسعدني ان أرى مزيداً من الكتب على غراره. لقد قرأته من الغلاف الى الغلاف في جلسة واحدة.
"سرّ الإبداع يكـمن في معرفة كيف تخفي مصادرك"
آينشتاين
حين كتبت مقالاً بعنوان "آينشتاين في الميزان", نُشر في "الحياة" في العام الماضي, كنت اشعر كأنني أطأ على أرض مرصوفة بالبيض, لأن هذا العالم احيط بهالة تكاد ترقى الى التقديس, والمسّ به يكاد يرقى الى التجديف. ولم اكن أعلم ان حذري الزائد هذا لا مبرر له, بعد ان نوّرني الانترنت بحقائق رهيبة عن سرقات آينشتاين, التي كشف النقاب عنها كريستوفر جون بيركنيس في كتابيه "البرت آينشتاين: المنتحل بلا حياء" و"ممهدات لآينشتاين في نظرية النسبية العامة". وفي انتظار ان يصلني هذان الكتابان اللذان اوصيت في طلبهما من دار النشر, رأيت ان اقدم عرضاً لما جاء في الانترنت عن الكتاب الاول, وآراء بعض من قرأه, حباً في ان يقف قراء "الحياة" على هذه الحقيقة:
أينشتاين.
اينشتاين وسرقة النظريه النسبية
جاء في مجلة "ميدويست بوك ريفيو" في ايلول (سبتمبر) 2002 عن هذا الكتاب, اعني "البرت آينشتاين: المنتحل بلا حياء": "استفزازي وغير هيّاب بالهالات التقليدية... آسر, وان يكن كتاباً مثيراً للجدل, لكنه معزّز من الجلد الى الجلد بمصادر شديدة الدقة". وقال عنه البروفسور امبرتو بارتوتشي في كانون الثاني (يناير) 2002: "قراءة هذا النص ينبغي ان تكون واجباً على جميع الناس المهتمين بتاريخ الفيزياء أو العلم".
وفي وصف للكتاب جاء في الانترنت: يورث اسم آينشتاين انطباعاً بالعبقرية, لكن هل كان البرت آينشتاين في واقع الحال, منتحلاً, نسخ نظريات لورنتس, وبوانكاريه, وغيربر وهلبرت؟ ان كتاب "البرت آينشتاين: المنتحل بلا حياء" الذي اعتُبر وثيقة اكاديمية عن انتحال البرت آينشتاين نظرية النسبية, يميط اللثام عن منهج آينشتاين في سرقة امجاد معاصريه, واعادة طبع انجازات الآخرين التي رددها كالببغاء, ويؤكد من خلال الحجة المنطقية ان البرت آينشتاين لم يكن في وسعه التوصل الى النتائج التي توصل اليها من دون العلم المسبق بالانجازات التي نسخها من دون ان يشير الى مصادرها. وان الكثير من المقتبسات من معاصري آينشتاين التي اعيد نشرها (في هذا الكتاب) تؤكد انهم كانوا على علم بانتحالاته.
ومن بين ما صرح به معاصروه, قال هاري بيتمان: "ان ظهور مقال الدكتور سلبرشتاين عن "النسبية العامة بلا فرضية المساواة" شجعني على التشديد ثانية على وجهات نظري الخاصة حول الموضوع. انني اجدني ملزماً بقول ذلك لأن عملي حول موضوع النسبية العامة كان نشر قبل عمل آينشتاين وكوتلره ويبدو انه أُغفل عنه من جانب الكتاب الحاليين".
وقال تشارلس نوردمان: "كل هذا كان بوانكاريه وآخرون أكدوه قبل آينشتاين بكثير, وان المرء انما يفتئت على الحقيقة اذا عزا هذا الاكتشاف اليه".
وقال ماكس بورن, الحائز جائزة نوبل في الفيزياء: "ان مقالة آينشتاين (زور الكتروديناميك بيفكتر كورير) في المجلة الحولية الفيزيائية لا تشير اي اشارة الى المصادر السابقة, انها تعطيك انطباعاً بانجاز جديد. بيد ان هذا, بالطبع, كما حاولت الاشارة الى ذلك, غير صحيح".
وقال ج. هـ. كسواني: "في واقع الحال, اذاً, لم يكن بوانكاريه اول من اعلن عن النظرية فحسب, بل انه اكتشف ايضاً في عمل لورنتس القوانين الرياضية اللازمة للنظرية. وهذا كله حصل قبل ظهور رسالة آينشتاين العلمية".
وقال جيمس ماكاي: "ان تفسير آينشتاين تنكّر لا مثيل له للورنتس... وبالتالي ان نظرية آينشتاين ليست انكاراً او بديلاً لنظرية لورنتس. انها نسخة مطابقة لها وتنكّر لها... وأكد آينشتاين باستمرار ان نظرية لورنتس صحيحة, سوى انه يختلف معه في طريقة تفسيره. أليس واضحاً, بالتالي, ان نظرية آينشتاين, في هذه, كما هي الحال في حالات اخرى, هي مجرد تنكر لنظرية لورنتس, وهل ان الاختلاف الظاهري حول (التفسير) لا يعدو ان يكون اختلاف كلمات؟". وعلّق قارئ من كاليفورنيا: "ان ما يعجبني في هذا الكتاب هو ان المؤلف يترك الكثير من العلماء والفلاسفة والرياضيين وآينشتاين , ينطقون بما يريد قوله. وان الفصول مؤرخة في معظمها, ومعززة بالاقتباسات الموثقة. ان الافكار المتعلقة بالنسبية جاءت قبل آينشتاين في اعمال اناس مثل فيوغت ولورنتس وبوانكاريه... الخ".
ويستشهد هذا القارئ بقول نيوتن عن نفسه في اشارته الى انه صعد "على اكتاف العمالقة", ويعتقد ان تفسير آينشتاين الجديد يُعتبر صوغاً جديداً مهماً, مستفيداً من افكار الآخرين, ويستدرك: ربما كان عليه ان يشير الى اعمال الآخرين اكثر مما فعل.
انتقل الآن الى سوزان لويس من لوس انجلوس التي خصصت لها الانترنت مساحة كبيرة نسبياً, وسأنقلها بحذافيرها, نظراً الى اهميتها.
واضح ان هذا الكتاب مثال جدل لكنه ينطوي على مصادر واقتباسات قيّمة عدة, ويقدم عرضاً تاريخياً كاملاً وموثقاً لنظرية النسبية. ان كل مطلع على معلومات غير متاحة لغيره يدرك ان آينشتاين اعتمد على زوجته الاولى, وان لورنتس وبوانكاريه اوجدا نظرية النسبية الخاصة قبل آينشتاين وزوجته الاولى, بيد ان التاريخ لا ينتهي هنا وان الكتاب يشير الى مصادر لورنتس وبوانكاريه المتعلقة بـ"تحويلات لورنتس" ومبدأ النسبية, و"الفضاء - الزمن". وبعد الاقتباس من الكثير من زملاء آينشتاين الفيزيائيين, واثارة الشكوك في ذهنك حول آينشتاين, يشير الكتاب الى المصادر الاصلية وكلمات آينشتاين التي تبدو مألوفة على نحو واضح. انه لمن الصعب عدم الاعتقاد بأن لا جديد تحت الشمس.
ان معظم الناس الذين يعلمون ان آينشتاين لم يبتكر نظرية النسبية الخاصة يعتقدون بأنه كان مجترح نظرية النسبية العامة (المتعلقة بالجاذبية), لكنني الآن صرت اشك في ذلك (ايضاً). فالمعادلة التي تفيد ان الطاقة تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء, والفضاء ـ الزمن, والقنبلة الذرية كلها لها تاريخ قبل آينشتاين ومنكوفسكي (القائل بإضافة الزمن كبعد رابع مع ابعاد الفضاء الثلاثة) تاريخ طويل كما يؤكد هذا الكتاب. ووجدت الفصل السادس (طريقة عمل آينشتاين) ممتعاً على نحو خاص. كنت اعتقد ان آينشتاين كان مبرزاً في استنتاج تحويلات لورنتس. ولم يخطر على بالي ان آينشتاين استجدى المسألة. ان كل افادة (في الكتاب) تقريباً موثقة بمصدر, وهو شيء مهم في كتاب يعتبر مثاراً للجدل. وقد تحريت عن نصين شككت فيهما, فتبين انهما صحيحان. وبعد قراءة الكتاب, عدت الى بعض كتابات آينشتاين وكتابه "نظريتا النسبية الخاصة والعامة". حقاً ان آينشتاين لم يعترف بمصادره وانا لا ادري ان كان بوسعك ان تبرهن بصورة قاطعة ان احداً كان منتحلاً ام لا. بيد انني اعتقد ان هذا الكتاب ذو صدقية ومنطقي وموثق بصورة جيدة جداً. وينطوي على قدر هائل من المعلومات. ويستبد الفضول بي كم من الهياكل العظمية سيخرج من الخزانة بعد ان ظهر هذا الكتاب الى الوجود. ان الدلائل الاجتماعية والتاريخية للموضوع تتسم بأهمية ايضاً. فيقيناً ان معظم الهالة من العبادة الشخصية لآينشتاين لا يستحقه. والكتاب يتطرق الى المقالات التي نشرها لانج وبيتمان ويطلبان فيها الاعتراف بأفكـارهما التي نشراها قبل آينشتاين. وانه لمدعاة للأسى انهما لم يفلحا في ان يُذكر اسماهما في الكتب التاريخية. وبعد قراءة هذا الكتاب, تغيرت وجهة نظري في آينشتاين بالكامل. لقد كان مخلوقاً سلطت عليه الاضواء وأعطي له الفضل في كل شيء في الفيزياء المعاصرة. لست ادري كم سرق من المجد وكم انعم عليه بما لا يستحقه. انني ارى هذا الكتاب ضرورياً لأنه يضع الحقيقة على نصابها. وقد قام بهذه المهمة على نحو حسن. فحتى لو لم يكن آينشتاين منتحلاً, فإنه لغريب ان نعلم ان الحقائق اكدت انه لم يجترح نظرية النسبية, في حين ان كل انسان تقريباً يعتقد بأنه فعل ذلك. والكل تقريباً يعتقد بأن نيوتن اجترح الجاذبية, لكن ذلك غير صحيح ايضاً.
وكتب قارئ من ولاية نبراسكا في تشرين الاول (اكتوبر) 2003 يقول: قبل ان نقفز الى النتيجة التي تؤكد ان آينشتاين انتحل نظرية النسبية, ينبغي القول بادئ ذي بدء ان النظرية نفسها معقدة جداً, علينا ان نقتفي اثر الفكرة حتى اصولها, وقد يبدو الخروج برأيي اصعب مما نتصور... فقد طرح بوانكاريه الفكرة ولعب لورنتس دوره ايضاً في تطويرها. بل اننا نلمس جذوراً للنظرية حتى في التفاصيل والتكامل (الكالكولوس).
إنه لمن الصعب, والحق يقال, رسم خط بين ما خلّفه البعض, وبين ابتكار البعض الآخر نظرية "جديدة" أو فكرة اصيلة. كان آينشتاين اول من قارن بين عناصر النظرية وصاغها في "معادلات نظرية النسبية". ولم يفعل هذا احد قبله. وكان آينشتاين اول من طبّق النظرية على العالم الفيزيقي نفسه. اما لورنتس وبوانكاريه فقد كانا رياضيين خالصين, ولم يكونا عالمي فيزياء.
تعقيب من كاتب هذه السطور (ع. ش): اعتقد ان هذا الكلام الاخير ينطوي على مغالطة وربما شيء من الاستغفال ايضاً. فلورنتس كان عالم فيزياء معروفاً ومرموقاً, ولُقّب بلورنتس العظيم, اما بوانكاريه فكان رياضياً وفيزيائياً على حد سواء. ولا بد من الاشارة ايضاً, الى ان كتب الفيزياء في العقود الاولى كانت تذكر اسمي آينشتاين ولورنتس سوية باعتبارهما مبتكري نظرية النسبية, ثم تبخّر اسم لورنتس في ما بعد!
ويستدرك صاحب المداخلة اعلاه, فيقول: كما نعرف جميعاً, في العلم نقف جميعنا "على اكتفاف الآخرين", لا احد, اكرر, لا احد يملك ان يكون العبقري الفذ لكل العصور.
واخيراً, يعلّق قارئ من ولاية ويسكونسون (ايلول 2003): من الظريف جداً ان كل هذه الحقائق عن آينشتاين ونظرية النسبية جمعت سوية في موقع واحد. كنت اتابع هذه الساغا Saga (قصة زاخرة بالاعمال البطولية) منذ زهاء عام, وأعتقد ان الكتاب يقول الحقيقة عن آينشتاين, وقد يتضايق بعض الناس اذ يرون التعرض لآينشتاين بهذه الصورة, بيد ان ذلك كله صحيح, وهو مثير للدهشة! هذا الكتاب يبرهن ان نظرية النسبية جاءت من مصادر عدة وان آينشتاين حاول الاستئثار بكل المجد له. انه لمن المضحك ان نقرأ ان آينشتاين قال الاشياء نفسها التي قالها اناس آخرون قبله, وكأنه فكّر فيها للمرة الأولى. وأريد ان ارى المزيد عن نظرية النسبية العامة. وانا اعلم ان آينشتاين لم يجترح هذه النظرية ايضاً. لكنني فوجئت كثيراً حين علمت ان زوجة آينشتاين كتبت المادة له. لقد تعلّمت الكثير من قراءة هذا الكتاب. وأحسب انه يرجع الى التأريخ أكثر من الكتب الاخرى التي قرأتها عن آينشتاين ولا يسعى الى تمجيد آينشتاين او منهجه. انه كتاب ذو صدقية عالية ويسعدني ان أرى مزيداً من الكتب على غراره. لقد قرأته من الغلاف الى الغلاف في جلسة واحدة.
Comment