لقراءة الأجزاء السابقة من هذا المقال:
من الأرض إلى الفضاء الجزء الأول
من الأرض إلى الفضاء الجزء الثاني
التأرض الموازي
ليس التأرض بعملية سهلة، تحتاج إلى أموال طائلة و عقود طويلة من الزمن لكي نرى نتيجتها.
الحل الآخر و الذي لا يقل عن سابقه صعوبة هو التأرض الموازي أو ما يسمى "البيت العالم worldhouse ". بمعنى أن أي كوكب أو قمر من هؤلاء يمكن أن يستغل كأرض بديلة مع بناء مستعمرات كاملة على هيئة قبب ذات سقف زجاجي تبدأ على مساحات صغيرة ثم تتوسع تدريجا لتشمل معظم مساحة الكوكب أو القمر.
يتم بناء تلك القبب على إرتفاع 1 كم أو أكثر من سطح الكوكب أو القمر و تكون مزودة بنظام ضغط جوي و هواء صالح للتنفس مع تزويدها بأبراج الضغط العالي لتوليد الطاقة.
توفر جميع الظروف اللازمة لحياة البشر كالهواء اللازم للتنفس و الدرع الواقي من المجالات الكهرومغناطيسية ، وبالإضافة إلى الطعام و الشراب.
يتميز التأرض الموازي عن عمليات التأرض العادية بأن التوسع يتم بشكل تدريجي عند الحاجة فقط على حسب زيادة أعداد السكان بالإضافة إلى عدم الحاجة لتغيير الغلاف الجوي للكوكب أو القمر بالكامل بل فقط يضاف المناخ الجوي اللازم داخل القبب و المستعمرات بما يتناسب مع حجمها و الذي يعتبر أصغر بالمقارنة إلى غلاف جوي كامل لكوكب أو قمر ما.
على الجانب الأخر تحتاج عمليات البناء إلى مستلزمات و معدات ضخمة ذات تكلفة عالية ، و مع كل تلك التجهيزات الضخمة تظل القباب بلا حماية تذكر من الكويكبات و النيازك الضالة التي لا تحترق و تتفت كما هو متوقع نتيجة إحتكاكها مع غلافها الجوي لأن تلك الكواكب أو الأقمار غالبا لا تمتلك غلافا جويا! و كتطبيق واقعي لفكرة "البيت العالم" تم إنشاء نموذج لها هنا على كوكب الأرض في مشروع تحت إسم "بيوسفير2 Biosphere 2" بنفس تقنية القباب الزجاجية تلك ، تحتوي على وحدات سكنية و مساحات زراعية و مناخ جوي كامل.
من الأرض إلى الكويكبات
هل تتخيل نفسك يوما تعيش على كويكب؟ و لما لا فمجموعتنا الشمسية عامرة بهم فهي تحتوي على نحو 100 كويكب يزيد عن 125 كيلومتر و "سيرس" هو أحد الكويكبات الواعدة لإحتواء سطحه على طبقة مائية جليدية و ربما سائلة تحت سطحه.
يمكن الحياة على كويكب بتحويل الكويكب ذاته إلى مدينة و لكن ذلك يتطلب جهد و معدات كبيرة للحفر و تفريغ باطنه إلا أن الحل الأسهل هو بإنشاء مدن في سماءه تدور حوله و تكون مزوده بكل العوامل اللازمة للحياة بل و تدور بسرعة مقاربة لسرعة الأرض حتى يتسنى لسكانها الحياة في ظل جاذبية مشابهه لتلك على كوكب الأرض.
و يمكن إستخدام مرايا عاكسة لإستقطاب أشعة الشمس لتنير المدن لكي تساعد في تدفئتها و تيسير الزراعة على سطحها.
من الأرض إلى عمق الفضاء
إذا وجهنا أنظارنا إلى الكون الشاسع لوجدنا المئات و المئات من الكواكب التي تشبه أرضنا و تدور في مجموعات شمسية شبيهه بمجموعتنا و قد إكتشفها التلسكوب كيبلر و حدد مواقعها المختلفة على بعد يتراوح ما بين مئات إلى آلاف قليلة من السنوات الضوئية، إذن لماذا لا نمتطي مركباتنا الفضائية و نتجه إليها مباشرة؟!
إذا إنطلقنا في رحلة إلى القمر،فسوف نقطع مسافة 384000 كيلومتر في مدة 3 أيام لكي نصل إلى هناك و هي مدة معقولة نسبيا. إذا غيرنا وجهتنا إلى المريخ فسوف تزيد المسافة و بالتبعية سوف تزداد المدة التي نستغرقها لكي نصل إلى هناك خلال مدة 7 أشهر متواصلة، أما الرحلة إلى قمر المشتري تيتان فتستغرق أكثر من 3 سنوات!! قد لا تعني لنا تلك المسافات أو المدة المستغرقة أي شئ إلا إذا علمنا الكم الهائل من الأشياء اللازمة لحياة الرواد من طعام و شراب و غيرها لوازم، فالمركبة التي سوف تحمل الرواد إلى المريخ يصل حجمها من 3 إلى 6 أضعاف حجم تلك المركبة المتجهة إلى القمر و يمكنك أن تضيف إلى ذلك أضعاف مضاعفة في رحلة الى تيتان قمر زحل ...لك أن تتخيل الآن حجم المركبة إذا كانت متجهة إلى أحد الكواكب الشبه أرضية القريبة على بعد مئات قليلة فقط من السنوات الضوئية!!.
يحمل العلماء أيضا بعض القلق تجاه سفر الرواد فرادي في الفضاء منعدم الجاذبية في رحلات طويلة قد تؤثر سلبا بشكل كبير على الحالة النفسية لهم، لذلك فالحل المنطقي الذي إقترحه أحد علماء الإنسانيات بجامعة فلوريدا أن تكون الرحلات "عائلية" ، غالبا تتكون من 150 إلى 180 شخص من أزواج و زوجات بدون أطفال يمكنهم الإستقرار و السير على نمط حياة طبيعي يمتد 8 أجيال متعاقبة ، فيصبح من السهولة قطع السنوات الضوئية الطويلة في عمق الفضاء خارج مجموعتنا الشمسية مهما كانت تلك المسافات طويلة!
لحل مشكلة ضرورة حمل معدات و لوازم الرواد من طعام و شراب و معدات ، تعمل على تضخم حجم السفينة بشكل طردي مع زيادة المسافة المقطوعة، يمكن التغلب على ذلك بوضع الرواد في ثبات عميق تحت ما يسمى بـ"التجميد الحيوي"، و فيه يتم تجميد أجسام الرواد في حاويات مبردة بالنيتروجين السائل في درجة حرارة تصل إلى - 186 درجة مئوية تحت الصفر، و معها تنخفض معدل العمليات الحيوية الحادثة في الجسم و ينخفض معدل الأيض الغذائي للخلايا فيكون الرواد نيام فلا يستهلكوا طعام أو شراب أو طاقة و لن يشعروا بالمسافات الطويلة لحين الوصول إلى الكوكب المنشود من ثم يتم إيقاظهم من ثباتهم لأداء مهامهم. تنطوي تقنية التجميد على مخاطر كبيرة تتمثل في أن الخلايا لن تتحمل البرد الشديد و قد يصاب الجسم بأنواع مختلفة من السرطانات إذا ما تعرض لها و ذلك لأن معاملة الخلايا بتلك الطريقة يتنافى مع طبيعتها و طريقة عملها.
على جانب الآخر لابد من إيجاد حلول للمسافات الطويلة بدون الإضرار بالرواد أو الإضطرار إلى حملهم و عائلتهم!
زيادة سرعة المركبات الفضائية لتقطع مسافات طويلة في وقت أقل بكثير هو الحل الأمثل لتلك المشكلة.
ظهرت العديد من الأفكار لمضاعفة سرعة المركبات منها إستخدام محركات الإندماج و الإنشطار النووي .
كذلك إستخدام تقنية"المادة المضادة" و التي يمكنها أن تزود سرعة المحركات بشكل لا يصدق .
تلك المادة المضادة ما هي إلا ذرة من مادة الهيدروجين مثلا و لكنها تحمل شحنة سالبة فعندما تتقابل مع ذرة هيدروجين غير مضادة التي تحمل الشحنة الموجبة الطبيعية فإنها تنتج طاقة هائلة، فيعتقد أن كوننا هذا قد تشكل نتيجة إنفجار مماثل بين ذرات من المادة العادية و المادة المضادة، فلك أن تتخيل ما ان امتلكنا و طوعنا تلك المادة فإنها سوف تدفع بنا إلى حافة الكون و ليس المجموعة الشمسية المجاورة فقط! و هذا هو ما نأمله لكي يتحقق الحلم البشري في استعمار الفضاء البعيد و يتمتد إلى حواف الكون و ما بعده...
من الأرض إلى الفضاء الجزء الأول
من الأرض إلى الفضاء الجزء الثاني
التأرض الموازي
ليس التأرض بعملية سهلة، تحتاج إلى أموال طائلة و عقود طويلة من الزمن لكي نرى نتيجتها.
الحل الآخر و الذي لا يقل عن سابقه صعوبة هو التأرض الموازي أو ما يسمى "البيت العالم worldhouse ". بمعنى أن أي كوكب أو قمر من هؤلاء يمكن أن يستغل كأرض بديلة مع بناء مستعمرات كاملة على هيئة قبب ذات سقف زجاجي تبدأ على مساحات صغيرة ثم تتوسع تدريجا لتشمل معظم مساحة الكوكب أو القمر.
يتم بناء تلك القبب على إرتفاع 1 كم أو أكثر من سطح الكوكب أو القمر و تكون مزودة بنظام ضغط جوي و هواء صالح للتنفس مع تزويدها بأبراج الضغط العالي لتوليد الطاقة.
توفر جميع الظروف اللازمة لحياة البشر كالهواء اللازم للتنفس و الدرع الواقي من المجالات الكهرومغناطيسية ، وبالإضافة إلى الطعام و الشراب.
يتميز التأرض الموازي عن عمليات التأرض العادية بأن التوسع يتم بشكل تدريجي عند الحاجة فقط على حسب زيادة أعداد السكان بالإضافة إلى عدم الحاجة لتغيير الغلاف الجوي للكوكب أو القمر بالكامل بل فقط يضاف المناخ الجوي اللازم داخل القبب و المستعمرات بما يتناسب مع حجمها و الذي يعتبر أصغر بالمقارنة إلى غلاف جوي كامل لكوكب أو قمر ما.
على الجانب الأخر تحتاج عمليات البناء إلى مستلزمات و معدات ضخمة ذات تكلفة عالية ، و مع كل تلك التجهيزات الضخمة تظل القباب بلا حماية تذكر من الكويكبات و النيازك الضالة التي لا تحترق و تتفت كما هو متوقع نتيجة إحتكاكها مع غلافها الجوي لأن تلك الكواكب أو الأقمار غالبا لا تمتلك غلافا جويا! و كتطبيق واقعي لفكرة "البيت العالم" تم إنشاء نموذج لها هنا على كوكب الأرض في مشروع تحت إسم "بيوسفير2 Biosphere 2" بنفس تقنية القباب الزجاجية تلك ، تحتوي على وحدات سكنية و مساحات زراعية و مناخ جوي كامل.
من الأرض إلى الكويكبات
هل تتخيل نفسك يوما تعيش على كويكب؟ و لما لا فمجموعتنا الشمسية عامرة بهم فهي تحتوي على نحو 100 كويكب يزيد عن 125 كيلومتر و "سيرس" هو أحد الكويكبات الواعدة لإحتواء سطحه على طبقة مائية جليدية و ربما سائلة تحت سطحه.
يمكن الحياة على كويكب بتحويل الكويكب ذاته إلى مدينة و لكن ذلك يتطلب جهد و معدات كبيرة للحفر و تفريغ باطنه إلا أن الحل الأسهل هو بإنشاء مدن في سماءه تدور حوله و تكون مزوده بكل العوامل اللازمة للحياة بل و تدور بسرعة مقاربة لسرعة الأرض حتى يتسنى لسكانها الحياة في ظل جاذبية مشابهه لتلك على كوكب الأرض.
و يمكن إستخدام مرايا عاكسة لإستقطاب أشعة الشمس لتنير المدن لكي تساعد في تدفئتها و تيسير الزراعة على سطحها.
من الأرض إلى عمق الفضاء
إذا وجهنا أنظارنا إلى الكون الشاسع لوجدنا المئات و المئات من الكواكب التي تشبه أرضنا و تدور في مجموعات شمسية شبيهه بمجموعتنا و قد إكتشفها التلسكوب كيبلر و حدد مواقعها المختلفة على بعد يتراوح ما بين مئات إلى آلاف قليلة من السنوات الضوئية، إذن لماذا لا نمتطي مركباتنا الفضائية و نتجه إليها مباشرة؟!
إذا إنطلقنا في رحلة إلى القمر،فسوف نقطع مسافة 384000 كيلومتر في مدة 3 أيام لكي نصل إلى هناك و هي مدة معقولة نسبيا. إذا غيرنا وجهتنا إلى المريخ فسوف تزيد المسافة و بالتبعية سوف تزداد المدة التي نستغرقها لكي نصل إلى هناك خلال مدة 7 أشهر متواصلة، أما الرحلة إلى قمر المشتري تيتان فتستغرق أكثر من 3 سنوات!! قد لا تعني لنا تلك المسافات أو المدة المستغرقة أي شئ إلا إذا علمنا الكم الهائل من الأشياء اللازمة لحياة الرواد من طعام و شراب و غيرها لوازم، فالمركبة التي سوف تحمل الرواد إلى المريخ يصل حجمها من 3 إلى 6 أضعاف حجم تلك المركبة المتجهة إلى القمر و يمكنك أن تضيف إلى ذلك أضعاف مضاعفة في رحلة الى تيتان قمر زحل ...لك أن تتخيل الآن حجم المركبة إذا كانت متجهة إلى أحد الكواكب الشبه أرضية القريبة على بعد مئات قليلة فقط من السنوات الضوئية!!.
يحمل العلماء أيضا بعض القلق تجاه سفر الرواد فرادي في الفضاء منعدم الجاذبية في رحلات طويلة قد تؤثر سلبا بشكل كبير على الحالة النفسية لهم، لذلك فالحل المنطقي الذي إقترحه أحد علماء الإنسانيات بجامعة فلوريدا أن تكون الرحلات "عائلية" ، غالبا تتكون من 150 إلى 180 شخص من أزواج و زوجات بدون أطفال يمكنهم الإستقرار و السير على نمط حياة طبيعي يمتد 8 أجيال متعاقبة ، فيصبح من السهولة قطع السنوات الضوئية الطويلة في عمق الفضاء خارج مجموعتنا الشمسية مهما كانت تلك المسافات طويلة!
لحل مشكلة ضرورة حمل معدات و لوازم الرواد من طعام و شراب و معدات ، تعمل على تضخم حجم السفينة بشكل طردي مع زيادة المسافة المقطوعة، يمكن التغلب على ذلك بوضع الرواد في ثبات عميق تحت ما يسمى بـ"التجميد الحيوي"، و فيه يتم تجميد أجسام الرواد في حاويات مبردة بالنيتروجين السائل في درجة حرارة تصل إلى - 186 درجة مئوية تحت الصفر، و معها تنخفض معدل العمليات الحيوية الحادثة في الجسم و ينخفض معدل الأيض الغذائي للخلايا فيكون الرواد نيام فلا يستهلكوا طعام أو شراب أو طاقة و لن يشعروا بالمسافات الطويلة لحين الوصول إلى الكوكب المنشود من ثم يتم إيقاظهم من ثباتهم لأداء مهامهم. تنطوي تقنية التجميد على مخاطر كبيرة تتمثل في أن الخلايا لن تتحمل البرد الشديد و قد يصاب الجسم بأنواع مختلفة من السرطانات إذا ما تعرض لها و ذلك لأن معاملة الخلايا بتلك الطريقة يتنافى مع طبيعتها و طريقة عملها.
على جانب الآخر لابد من إيجاد حلول للمسافات الطويلة بدون الإضرار بالرواد أو الإضطرار إلى حملهم و عائلتهم!
زيادة سرعة المركبات الفضائية لتقطع مسافات طويلة في وقت أقل بكثير هو الحل الأمثل لتلك المشكلة.
ظهرت العديد من الأفكار لمضاعفة سرعة المركبات منها إستخدام محركات الإندماج و الإنشطار النووي .
كذلك إستخدام تقنية"المادة المضادة" و التي يمكنها أن تزود سرعة المحركات بشكل لا يصدق .
تلك المادة المضادة ما هي إلا ذرة من مادة الهيدروجين مثلا و لكنها تحمل شحنة سالبة فعندما تتقابل مع ذرة هيدروجين غير مضادة التي تحمل الشحنة الموجبة الطبيعية فإنها تنتج طاقة هائلة، فيعتقد أن كوننا هذا قد تشكل نتيجة إنفجار مماثل بين ذرات من المادة العادية و المادة المضادة، فلك أن تتخيل ما ان امتلكنا و طوعنا تلك المادة فإنها سوف تدفع بنا إلى حافة الكون و ليس المجموعة الشمسية المجاورة فقط! و هذا هو ما نأمله لكي يتحقق الحلم البشري في استعمار الفضاء البعيد و يتمتد إلى حواف الكون و ما بعده...
Comment