الجزء الاول من المقال: من الأرض إلى الفضاء الجزء الأول
من الأرض إلى يوروبا
ليس قمرنا "الأرضي" الوحيد الذي إتجهت إليه أنظار العلماء، لكن هناك أيضا أقمار لكواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية لديها بيئات مناسبة لإحتضان حياة بشرية بل و بشكل أفضل من قمرنا الأرضي.
يوروبا هو القمر السادس ضمن 63 قمر على الأقل يدور حول كوكب المشتري.
يعتقد العلماء أن يوروبا يحتوي على محيطات شاسعة من المياه تحت الطبقة الجليدية التي تغطى سطحه، و هو كم كافي من المياه لبدء حياة جديدة عليه
أما عن الأكسجين، فإن كسر طبقات الجليد تلك سوف تحرر كميات كبيرة من الأكسجين لتنطلق في أجواء يوروبا.
يعاني يوروبا من مشكلتين رئيسيتين ، الأولى أن درجات الحرارة على سطحه غالبا ما تستقر عند 173 - درجة مئوية تحت الصفر و هي المعدلات الطبيعية بالنسبة له بالنظر إلى موقعه كقمر لكوكب المشتري الذي يحتل المركز الخامس بعدا عن الشمس بنحو 773 مليون كيلو متر تقريبا! أما المشكلة الثانية هي تعرض يوروبا الدائم للمجالات الكهرومغناطيسية من الحزام الكهرومغناطيسي لكوكب المشترى.
لا يستطيع البشر التعايش مع المجالات الكهرومغناطيسية الضارة أو درجات الحرارة القارصة، من ثم إقترح العلماء حلاً لكلا المشكلتين معا. يتلخص الحل المقترح في بناء قواعد للبشر تحت القشرة الجليدية ليوروبا، بذلك يتقي شر البرد و يكون الجليد درعا واقيا من المجالات الكهرومغناطيسية،....هذا إذا وجدت الوسيلة أو الأداة التي تستطيع تكسير هذا الجليد الذي يعتبر في حد ذاته تحدي أخر للحياة على يوروبا!
المشهد من أسفل جليد يوروبا
من الأرض إلى تيتان
فكرة إستعمار القمر تيتان ليست من أجل إعماره بالبشر فحسب،إنما لأنه منجم للمنتجات الهيدروكربونية كالغاز الطبيعي و النفط أكثر بمئة مرة مما أمتلكه كوكب الأرض يوما. تيتان أكبر أقمار كوكب زحل ، ثروته الهيدروكربونية تسقط على هيئة امطار من السماء و تتجمع على شكل بحيرات و أنهار تجري على سطح تيتان. مكونات الغلاف الجوي لتيتان تشبه إلى حد كبير مثيلاتها للغلاف الجوي الأرضي ، فهو يحتوي على نسبة عالية من غاز النيتروجين الذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية و أعلاها نسبةً في غلافنا الجوي.
يعتقد العلماء بوجود محيطات مائية تحت سطح تيتان و غالبا ما تصعد إلى السطح على هيئة نشاط بركاني مائي ، يمكن إستخدامها كمصدر مياه اللازمة للحياه البشرية كما أنها سوف تكون مصدر هام للأكسجين الصالح للتنفس عن طريق معالجتها لكي تتحلل إلى مكونيها الأساسيين و هما الأكسجين و الهيدروجين بإستخدام عملية"التحليل الكهربائي".
إلا ان العلماء لابد أن يتعاملوا مع مشكلات تيتان الذي يعاني من درجات حرارة منخفضة تصل إلى 179 – درجة مئوية تحت الصفر و التي لا ترتفع و لا لو قليل حتى أثناء ساعات النهار بسبب منع الغلاف الجوي الكثيف لتيتان مرور أشعة الشمس و منعها من تسخين سطحه. جاذبية تيتان أيضا تمثل مشكلة كبيرة لإنخفاضها نسبة إلى جاذبية الأرض ، تلك الجاذبية المنخفضة التي ثبت أضرارها الكبيرة على جسم الإنسان و تأثيرها السلبي على أنظمته البيولوجية.
من الأرض إلى الزهرة
كوكب الزهرة هو أقرب الكواكب شبها بالأرض لذا سمي بـ"توأم الأرض"، و ذلك لتقارب حجميهما و قرب المسافة بينهما حيث يعد الزهرة أقرب كوكب للأرض مقارنة بكوكب المريخ و ذلك ما يجعل الزهرة مرشح قوي للإستعمار. التقارب الحجمي بين الأرض و الزهرة يجعل قيمة الجاذبية على سطحيهما متساوية تقريبا، و هو ما يسهل على الرواد عملية التأقلم على الجاذبية بينما بالنظر إلى الرحلات للكواكب الأخرى فالجاذبية أحد العوامل التي لابد و أن توضع في الحسبان. عدم كفاية الجاذبية على أي كوكب أو قمر أخر يحتم على الرواد إرتداء "هياكل خارجية" توفر لهم الجاذبية والإتزان و هو ما لن يحتاجوه على كوكب الزهرة على الإطلاق .على الرغم من تلك المميزات إلا أن بيئة الزهرة لا تكاد تقترب شبها من بيئة الأرض على الإطلاق و يكاد يكون من المستحيل العيش فيها! فدرجة الحرارة عند خط الإستواء قد تصل إلى 500 درجة مئوية و هي درجة حرارة تزيد عن درجة إنصهار الرصاص!هذه الحرارة سببها يرجع إلى أن جو الزهرة غني بنسب كبيرة للغاية من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب تأثير "الإحتباس الحراري" على كوكب الزهرة. و الضغط الجوي هناك أكبر من الضغط الجوي للأرض بـ90 مرة و هو بذلك مساوي للضغط تحت 1 كيلو متر من المياه، هذا الضغط الشديد أدى بكل المهمات الفضائية على سطحه بالدمار التام و لم يصلنا معلومات عن سطحه سوى القليل من المسبارين الغير مأهولين "فينير 7" و "فينيرا 8"اللذان لم يستطيعا الصمود في وجه هذا الضغط سوى ساعة واحدة فما بالنا بالبشر! اما القشة التي قسمت ظهر البعير هي أن الزهرة لا يحتوي على مياه على الإطلاق!
في ظل هذه البيئة العدائية ما كان من العلماء إلا التفكير في حلين لا ثلاث لهما. الحل الأول المعتاد في تلك الحالات هو التأرض. أغلب المقترحات المقدمة في هذا الصدد تجتمع على ضرورة إستخدام مظلات شمسية! هذه المظلات عاكسة في طبيعاتها لكي تقلل تعرض كوكب الزهرة لأشعة الشمس مما يخفض قليلا من درجة حرارة سطحه و لحل مشكلة نقص المياه يتم قصف الكوكب بقنابل الهيدروجين ، الذي من المتوقع أن يتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون في مناخ الزهرة و ينتج عنصر الكربون و وفرة من المياه.
عملية تأرض الزهرة
أما الحل الثاني المقترح هو بناء مدن طافية في جو الزهرة! الذي يعد أنسب مكان للحياة من الكوكب نفسه فعلى إرتفاع نحو 50 كيلومتر فوق سطح الزهرة تترواح درجة الحرارة من 0- 50 درجة مئوية و ضغط جوى 1 بار و هو مماثل تماما لظروف العيش على كوكب الأرض تماما.بناء العديد و العديد من تلك المدن فوق الزهرة يمكن أن يعمل كعازل لسطح الزهرة لحمايته من أشعة الشمس المفرطة التى تسخن سطحه و بذلك هي عملية تأرض للزهرة على المدى الطويل.
المدينة الطافية
عن طريق عملية التأرض سالفة الذكر أيضا يمكن تحويل قمري المشتري جانيميد و كاليستو إلى بيئات شبه أرضية
كاليستو قبل عملية التأرض
كاليستو بعد عملية التأرض
جانيميد قبل عملية التأرض
جانيميد بعد عملية التأرض
يتبع
من الأرض إلى يوروبا
ليس قمرنا "الأرضي" الوحيد الذي إتجهت إليه أنظار العلماء، لكن هناك أيضا أقمار لكواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية لديها بيئات مناسبة لإحتضان حياة بشرية بل و بشكل أفضل من قمرنا الأرضي.
يوروبا هو القمر السادس ضمن 63 قمر على الأقل يدور حول كوكب المشتري.
يعتقد العلماء أن يوروبا يحتوي على محيطات شاسعة من المياه تحت الطبقة الجليدية التي تغطى سطحه، و هو كم كافي من المياه لبدء حياة جديدة عليه
أما عن الأكسجين، فإن كسر طبقات الجليد تلك سوف تحرر كميات كبيرة من الأكسجين لتنطلق في أجواء يوروبا.
يعاني يوروبا من مشكلتين رئيسيتين ، الأولى أن درجات الحرارة على سطحه غالبا ما تستقر عند 173 - درجة مئوية تحت الصفر و هي المعدلات الطبيعية بالنسبة له بالنظر إلى موقعه كقمر لكوكب المشتري الذي يحتل المركز الخامس بعدا عن الشمس بنحو 773 مليون كيلو متر تقريبا! أما المشكلة الثانية هي تعرض يوروبا الدائم للمجالات الكهرومغناطيسية من الحزام الكهرومغناطيسي لكوكب المشترى.
لا يستطيع البشر التعايش مع المجالات الكهرومغناطيسية الضارة أو درجات الحرارة القارصة، من ثم إقترح العلماء حلاً لكلا المشكلتين معا. يتلخص الحل المقترح في بناء قواعد للبشر تحت القشرة الجليدية ليوروبا، بذلك يتقي شر البرد و يكون الجليد درعا واقيا من المجالات الكهرومغناطيسية،....هذا إذا وجدت الوسيلة أو الأداة التي تستطيع تكسير هذا الجليد الذي يعتبر في حد ذاته تحدي أخر للحياة على يوروبا!
المشهد من أسفل جليد يوروبا
من الأرض إلى تيتان
فكرة إستعمار القمر تيتان ليست من أجل إعماره بالبشر فحسب،إنما لأنه منجم للمنتجات الهيدروكربونية كالغاز الطبيعي و النفط أكثر بمئة مرة مما أمتلكه كوكب الأرض يوما. تيتان أكبر أقمار كوكب زحل ، ثروته الهيدروكربونية تسقط على هيئة امطار من السماء و تتجمع على شكل بحيرات و أنهار تجري على سطح تيتان. مكونات الغلاف الجوي لتيتان تشبه إلى حد كبير مثيلاتها للغلاف الجوي الأرضي ، فهو يحتوي على نسبة عالية من غاز النيتروجين الذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية و أعلاها نسبةً في غلافنا الجوي.
يعتقد العلماء بوجود محيطات مائية تحت سطح تيتان و غالبا ما تصعد إلى السطح على هيئة نشاط بركاني مائي ، يمكن إستخدامها كمصدر مياه اللازمة للحياه البشرية كما أنها سوف تكون مصدر هام للأكسجين الصالح للتنفس عن طريق معالجتها لكي تتحلل إلى مكونيها الأساسيين و هما الأكسجين و الهيدروجين بإستخدام عملية"التحليل الكهربائي".
إلا ان العلماء لابد أن يتعاملوا مع مشكلات تيتان الذي يعاني من درجات حرارة منخفضة تصل إلى 179 – درجة مئوية تحت الصفر و التي لا ترتفع و لا لو قليل حتى أثناء ساعات النهار بسبب منع الغلاف الجوي الكثيف لتيتان مرور أشعة الشمس و منعها من تسخين سطحه. جاذبية تيتان أيضا تمثل مشكلة كبيرة لإنخفاضها نسبة إلى جاذبية الأرض ، تلك الجاذبية المنخفضة التي ثبت أضرارها الكبيرة على جسم الإنسان و تأثيرها السلبي على أنظمته البيولوجية.
من الأرض إلى الزهرة
كوكب الزهرة هو أقرب الكواكب شبها بالأرض لذا سمي بـ"توأم الأرض"، و ذلك لتقارب حجميهما و قرب المسافة بينهما حيث يعد الزهرة أقرب كوكب للأرض مقارنة بكوكب المريخ و ذلك ما يجعل الزهرة مرشح قوي للإستعمار. التقارب الحجمي بين الأرض و الزهرة يجعل قيمة الجاذبية على سطحيهما متساوية تقريبا، و هو ما يسهل على الرواد عملية التأقلم على الجاذبية بينما بالنظر إلى الرحلات للكواكب الأخرى فالجاذبية أحد العوامل التي لابد و أن توضع في الحسبان. عدم كفاية الجاذبية على أي كوكب أو قمر أخر يحتم على الرواد إرتداء "هياكل خارجية" توفر لهم الجاذبية والإتزان و هو ما لن يحتاجوه على كوكب الزهرة على الإطلاق .على الرغم من تلك المميزات إلا أن بيئة الزهرة لا تكاد تقترب شبها من بيئة الأرض على الإطلاق و يكاد يكون من المستحيل العيش فيها! فدرجة الحرارة عند خط الإستواء قد تصل إلى 500 درجة مئوية و هي درجة حرارة تزيد عن درجة إنصهار الرصاص!هذه الحرارة سببها يرجع إلى أن جو الزهرة غني بنسب كبيرة للغاية من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب تأثير "الإحتباس الحراري" على كوكب الزهرة. و الضغط الجوي هناك أكبر من الضغط الجوي للأرض بـ90 مرة و هو بذلك مساوي للضغط تحت 1 كيلو متر من المياه، هذا الضغط الشديد أدى بكل المهمات الفضائية على سطحه بالدمار التام و لم يصلنا معلومات عن سطحه سوى القليل من المسبارين الغير مأهولين "فينير 7" و "فينيرا 8"اللذان لم يستطيعا الصمود في وجه هذا الضغط سوى ساعة واحدة فما بالنا بالبشر! اما القشة التي قسمت ظهر البعير هي أن الزهرة لا يحتوي على مياه على الإطلاق!
في ظل هذه البيئة العدائية ما كان من العلماء إلا التفكير في حلين لا ثلاث لهما. الحل الأول المعتاد في تلك الحالات هو التأرض. أغلب المقترحات المقدمة في هذا الصدد تجتمع على ضرورة إستخدام مظلات شمسية! هذه المظلات عاكسة في طبيعاتها لكي تقلل تعرض كوكب الزهرة لأشعة الشمس مما يخفض قليلا من درجة حرارة سطحه و لحل مشكلة نقص المياه يتم قصف الكوكب بقنابل الهيدروجين ، الذي من المتوقع أن يتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون في مناخ الزهرة و ينتج عنصر الكربون و وفرة من المياه.
عملية تأرض الزهرة
أما الحل الثاني المقترح هو بناء مدن طافية في جو الزهرة! الذي يعد أنسب مكان للحياة من الكوكب نفسه فعلى إرتفاع نحو 50 كيلومتر فوق سطح الزهرة تترواح درجة الحرارة من 0- 50 درجة مئوية و ضغط جوى 1 بار و هو مماثل تماما لظروف العيش على كوكب الأرض تماما.بناء العديد و العديد من تلك المدن فوق الزهرة يمكن أن يعمل كعازل لسطح الزهرة لحمايته من أشعة الشمس المفرطة التى تسخن سطحه و بذلك هي عملية تأرض للزهرة على المدى الطويل.
المدينة الطافية
عن طريق عملية التأرض سالفة الذكر أيضا يمكن تحويل قمري المشتري جانيميد و كاليستو إلى بيئات شبه أرضية
كاليستو قبل عملية التأرض
كاليستو بعد عملية التأرض
جانيميد قبل عملية التأرض
جانيميد بعد عملية التأرض
يتبع
Comment