يختلف عالم الفلك الأميركي سيث شوستاك عن غيره من الباحثين في هذا المجال بأنه يركز منذ سنوات على البحث عن مخلوقات في الكواكب الأخرى وسط حماس كبير لديه بان التواصل معهم سيتم خلال وقت لا يتجاوز عشرين عاما لان التصور بان سكان الكرة الأرضية هم الوحيدون في هذا الكون تصور هجين حسب رأيه.
شارك في المؤتمر الدولي الـ 60 للفلكيين الذي عقد أخيراً في براغ عاصمة التشيك فكان معه الحوار التالي مع صحيفة “القبس” الكويتية:
• وكيف وصلت إلى موضوع البحث عن الكائنات الفضائية؟
ــ الكائنات الفضائية الأخرى أثارت اهتمامي لأنني عندما كبرت كنت أشاهد في السينما أفلام الخيال العلمي. وقد ذهلت بها كأي فتى آخر، وحفظتها كلها عن ظهر قلب، كما استعرت أيضا كتبا عن الصحون الطائرة، وأتذكر أنني عندما رأيت صور الصحون الطائرة خطر ببالي على الفور أنها تشبه أغطية دواليب السيارة وانه يمكن لي أن التقط مثل هذه الصور أيضا الأمر الذي قمت به غير أنني ولفترة طويلة لم اربط بين علم الفلك والكائنات الفضائية الأخرى.
• ومتى تغير الوضع؟
ــ عندما كنت في الجامعة، وكان عمري آنذاك 24 أو نحو 25 عاما حيث درست علم الفلك الراديوي، وتعاملت مع التلسكوب في متابعة المجرات ثم وصل إلى يدي كتاب الفيزيائي الروسي يوزيف شكلوفسكي. الذي يروج للبحث عن الحياة في الفضاء، وفي تلك اللحظات أدركت أن الجهاز، الذي استخدمه لبحثي، يمكن أن يخدم في التواصل مع النجوم.
• خلال الخمسين عاماً من البحث عن الإشارات لم يتم إحراز تقدم كبير أليس كذلك؟
ــــ لا يمكنني أن أزعم ذلك. صحيح أنه لم يتم إلى اليوم التقاط أي إشارات من سكان الكواكب الأخرى غير أن ذلك لا يعني في المقابل أنه لم يتم إحراز تقدم في هذا المجال، فهنا أيضاً يمكن العمل بقانون مور الذي وفقه تتم زيادة طاقات أجهزة الكمبيوتر سنوياً بمقدار الضعفين، وبالتالي سنتمكن العام المقبل من بحث عدد أكبر من النجوم مما تم بحثه حتى الآن بشكل مجتمع.
• عندما بدأت، هل كنت على ثقة بأنه سيكون في الإمكان في عام 2010 إقامة تواصل مع الكائنات الفضائية؟
ــــــ كلا، لم أعرف ما الذي أفكر به، ولم يكن آنذاك أيضاً أحد يعرف ذلك، لكنني كنت أثق بالناس، (مثل جويل تارتير)، الذين كانوا يقولون إننا نعمل في مشروع سيكون لأحفادنا، ويمكني بهدوء أن أراهن معك على فنجان قهوة بأن ذلك سيحدث عام 2030، وأفضل أن يقتصر الرهان على قهوة لا أكثر.
• أنت تأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن ذلك لن يتحقق؟
ـــــ إذا لم نجدهم في غضون عشرات السنين المقبلة، فإن ذلك لن يجعلني أعتقد أن الحضارات الأخرى غير موجودة، لأن مثل هذه الفكرة غريبة جداً، فعالم الفلك كارل ساغان قدّر أن في مجرتنا يوجد مليون من الكائنات الفضائية الذكية. أما فرانك دراكي، فتحدث عن عشرة آلاف. أما أنا، فأميل إلى هذا التكهن المتحفظ، وبالتالي فإن القضية هي مسألة وقت وتكنولوجيا حتى يتم العثور عليهم. أما في حال عدم تحقيق ذلك، فإن هذا يعني أننا اخترنا تكنولوجيا سيئة.
• وماذا تنتظرون بالتحديد؟ هل تتوقعون رسالة يرسلها لنا كائن فضائي بشكل مقصود أم التقاط بثهم التلفزيوني؟
ــــ كلا، الأمران «شيء رائع»، ففي السابق كان يسود رأي بأنه يمكن لنا بشكل أسهل التقاط بث غير مقصود، مثل البث التلفزيوني مثلاً، لكن عند التطلع الآن كيف يتطور التلفزيون أي لم تعد هناك حاجة إلى لاقط طويل على السطح أو الحاجة إلى جهاز بث، يوضع على التلة الموجودة خلف المدينة، نعم أحياناً مثل هذا الأمر لا يزال موجوداً، غير أنه تحل مكانه تدريجياً المحطات الفضائية البث، وعبر الكابل، وبالتالي يمكن الافتراض بأنهم في الفضاء الخارجي يعملون بالاتجاه نفسه الذي لدينا، وخلال عملية التطور هذه ينتقلون بسرعة إلى تكنولوجيا أكثر فعالية، لا تبذر الطاقة، لتسريب الإشارات إلى الفضاء، الأمر الذي لا يعتبر خبراً طيباً بالنسبة لعملية البحث عن الحضارات الأخرى.
• في هذه الحالة يتوجب أن يعرفوا شيئاً عنا؟
ـــــ نعم، إن هذا الأمر يمثل مشكلة، فنحن نستخدم التقنية الإذاعية منذ فترة قصيرة نسبياً، وبالتالي يتوجب أن يتصل بنا أحد من نطاق يصل إلى عشرات السنوات الضوئية، غير أننا في المقابل تقدمنا قبل فترة بفكرة ممتعة، وهي في الحقيقة لم تكن فكرتنا، بل طرحت في مقال روسي حول هذا الأمر قبل سنوات عدة، وهي أننا نريد التركيز على النجوم التي توجد على الطرف المعاكس من الأرض بدلاً من الشمس، وبالطريقة نفسها، كوضعنا نحن، يمكن لأحد أن يتابع وضع الشمس للتأكد أنه عبرها تمر الكواكب الأخرى، ومنها الكرة الأرضية.
لقد أجرينا في يوليو الماضي أول تجربة، اختبرنا فيها عن طريق صحوننا اللاقطة 366 نجماً توجد بالطرف المعاكس من الشمس، غير أننا لم نجد شيئاً، لكننا سنستمر.
• ماذا ستفعلون إذا ما التقطتم حقيقة الإشارة؟
ـــــ لقد جربنا ذلك في عام 1997، وساد لدينا آنذاك اعتقاد لمدة 16 ساعة بأننا أقمنا تواصلاً. أما الآن، فإن هذه القصة أصبحت شهيرة، لأنه تبين في النهاية أن ما تم التقاطه كانت إشارة من القمر الاصطناعي الأوروبي سوهو لبحث الشمس.
آنذاك لم يذهب أحد منا للنوم، فقد جلسنا عند الكمبيوتر طوال الليل، لأننا أردنا أن نتحقق من أن الأمر لم يكن إنذارا وهميا، ولكننا كتبنا لمختلف الأصدقاء رسائل بالبريد الإلكتروني مثل «لا تقل لأحد ذلك، فقد أقمنا اتصالات مع سكان الكواكب الأخرى»، أما الآن فإن الناس يمكن لهم أن يكتبوا ذلك على شبكة الفيسبوك وبعد لحظات يعلم بها كل العالم.
• إذن ستخفون ذلك؟ــــ
كلا، لا نستطيع إخفاء شيء، ولا نريد ذلك، لان الإخفاء سيعني دعم التكهنات ولا أحد من الجهات الرسمية قال لنا إنه في حال التقاطكم إشارة يجب عليكم ألا تبلغوا أحدا بذلك.
• إذا ما كان ذلك حقيقة إشارة، هل يجب علينا الرد عليها؟
ــــ إن هذا الأمر لا معنى له، فليس هناك أي سبب للتفكير في أن الحضارات البعيدة ستكون عدوّة، وحتى لو كانت كذلك فإن كل مجتمع متقدم بالشكل الكافي يمكن أن يشكل تهديدا لنا، ويمكن له أن يلتقط بثنا التلفزيوني، وبالتالي فإن الأمر سيان، فيما إذا كنا نحاول نحن إقامة التواصل أم لا، ففي النهاية سيتم العلم بنا.
• من سيتحدث باسم الأرض؟
قبل فترة قريبة ظهر خبر يقول إن الأمم المتحدة تريد تعيين سفيرة للاتصالات مع الكائنات الفضائية
.ــــ هذا الأمر إشاعة كبيرة. فالسيدة مازلان عثمان مديرة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الفضائية نفت هذه المعلومات، وقالت لي في براغ، وهي غاضبة، «ياسيث إنني غاضبة».
إن الأمر ليس له معنى حول من سيتحدث باسم الأرض، فكل من يمتلك لاقطا فعالا بشكل
كيف يمكن له أن يبث ما يريده، فكيف تريدون الحد من ذلك؟!.
إن كولومبوس عندما أبحر إلى أميركا لم يجعل أحدا يهتم من سيكون الهندي الأحمر الأول الذي سيتكلم معه.
• السياسيون على الأرجح سيعترضون بأنه توجد على الأرض مشاكل أكثر جدية يجب توظيف الأموال فيها، فلماذا يجب علينا تمويل عملية البحث عن الكائنات الفضائية؟ــ
السؤال اسمعه بشكل متكرر ومثل هذه الحجة يمكن لكم استخدامها تجاه كل الأشياء، فلماذا دراسة بنية الذرة، الأمر الذي قمنا به قبل 100 عام عندما كان الناس يموتون في الشوارع من الجوع؟! ولماذا انفق قيصر النمسا الأموال ودفع لموزارت كي يؤلف الموسيقى بدلا من أن يطعم الفقراء والجائعين؟!
إن البشرية باختصار، فضولية، ومن الممتع بشكل كبير إيجاد أجوبة عن هذه الأسئلة. كما من الممكن أن تحصل البشرية على كسب مادي في حال التواصل مع الحضارات الفضائية الأخرى، لأنها يمكن أن تكون في مستوى يسبق البشرية بمقدار مليون عام ويمكن لها أن تعلمنا كيفية إنعاش الأموات مثلا.
• ألا يعتبر الأمر محدودا جدا عندما يتم التركيز على كواكب مماثلة للأرض؟ وماذا لو تطورت الحياة في كواكب أخرى ضمن ظروف مختلفة تماما ؟
ــ إن ذلك ممكن بالطبع، ولكن يتوجب علينا على الدوام أن ننطلق من المعلومات التي نعرفها مثل ان الحياة يمكن أن تنشأ على سطح النجوم أيضا، وان كان ذلك يبدو أنه احتمال غير وارد كثيرا، ولكن ماذا نفعل بمثل هذا الزعم إذا كنا لا نعرف شيئا عن مثل هذا النوع من الحياة؟ يتوجب علينا البدء عن أشكال الحياة التي نعرفها كي نمتلك الفرصة لإيجادها، غير أن الحقيقة أيضا أن ذلك لا يتوجب أن يكون في المنطقة المأهولة، فزحل مثلا لا يتواجد في إطار هذا النطاق مع أن قمره المسمى تيتان يمكن أن توجد فيه الحياة غير أنها لن تكون متقدمة كثيرا.
وإذا كنتم تريدون البحث عن ميكروبات فان لهذه مناعة ويمكن لها أن تعيش في ظروف لا تشترون عادة فيها منزلا لكم، أما إذا كنتم تريدون البحث عن حياة ذكية فان الأمر الذي له معنى اكبر من غيره هو البحث في المناطق المأهولة، لان البحث عن الحياة والبحث عن الحياة الذكية ليسا الأمر نفسه
شارك في المؤتمر الدولي الـ 60 للفلكيين الذي عقد أخيراً في براغ عاصمة التشيك فكان معه الحوار التالي مع صحيفة “القبس” الكويتية:
• وكيف وصلت إلى موضوع البحث عن الكائنات الفضائية؟
ــ الكائنات الفضائية الأخرى أثارت اهتمامي لأنني عندما كبرت كنت أشاهد في السينما أفلام الخيال العلمي. وقد ذهلت بها كأي فتى آخر، وحفظتها كلها عن ظهر قلب، كما استعرت أيضا كتبا عن الصحون الطائرة، وأتذكر أنني عندما رأيت صور الصحون الطائرة خطر ببالي على الفور أنها تشبه أغطية دواليب السيارة وانه يمكن لي أن التقط مثل هذه الصور أيضا الأمر الذي قمت به غير أنني ولفترة طويلة لم اربط بين علم الفلك والكائنات الفضائية الأخرى.
• ومتى تغير الوضع؟
ــ عندما كنت في الجامعة، وكان عمري آنذاك 24 أو نحو 25 عاما حيث درست علم الفلك الراديوي، وتعاملت مع التلسكوب في متابعة المجرات ثم وصل إلى يدي كتاب الفيزيائي الروسي يوزيف شكلوفسكي. الذي يروج للبحث عن الحياة في الفضاء، وفي تلك اللحظات أدركت أن الجهاز، الذي استخدمه لبحثي، يمكن أن يخدم في التواصل مع النجوم.
• خلال الخمسين عاماً من البحث عن الإشارات لم يتم إحراز تقدم كبير أليس كذلك؟
ــــ لا يمكنني أن أزعم ذلك. صحيح أنه لم يتم إلى اليوم التقاط أي إشارات من سكان الكواكب الأخرى غير أن ذلك لا يعني في المقابل أنه لم يتم إحراز تقدم في هذا المجال، فهنا أيضاً يمكن العمل بقانون مور الذي وفقه تتم زيادة طاقات أجهزة الكمبيوتر سنوياً بمقدار الضعفين، وبالتالي سنتمكن العام المقبل من بحث عدد أكبر من النجوم مما تم بحثه حتى الآن بشكل مجتمع.
• عندما بدأت، هل كنت على ثقة بأنه سيكون في الإمكان في عام 2010 إقامة تواصل مع الكائنات الفضائية؟
ــــــ كلا، لم أعرف ما الذي أفكر به، ولم يكن آنذاك أيضاً أحد يعرف ذلك، لكنني كنت أثق بالناس، (مثل جويل تارتير)، الذين كانوا يقولون إننا نعمل في مشروع سيكون لأحفادنا، ويمكني بهدوء أن أراهن معك على فنجان قهوة بأن ذلك سيحدث عام 2030، وأفضل أن يقتصر الرهان على قهوة لا أكثر.
• أنت تأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن ذلك لن يتحقق؟
ـــــ إذا لم نجدهم في غضون عشرات السنين المقبلة، فإن ذلك لن يجعلني أعتقد أن الحضارات الأخرى غير موجودة، لأن مثل هذه الفكرة غريبة جداً، فعالم الفلك كارل ساغان قدّر أن في مجرتنا يوجد مليون من الكائنات الفضائية الذكية. أما فرانك دراكي، فتحدث عن عشرة آلاف. أما أنا، فأميل إلى هذا التكهن المتحفظ، وبالتالي فإن القضية هي مسألة وقت وتكنولوجيا حتى يتم العثور عليهم. أما في حال عدم تحقيق ذلك، فإن هذا يعني أننا اخترنا تكنولوجيا سيئة.
• وماذا تنتظرون بالتحديد؟ هل تتوقعون رسالة يرسلها لنا كائن فضائي بشكل مقصود أم التقاط بثهم التلفزيوني؟
ــــ كلا، الأمران «شيء رائع»، ففي السابق كان يسود رأي بأنه يمكن لنا بشكل أسهل التقاط بث غير مقصود، مثل البث التلفزيوني مثلاً، لكن عند التطلع الآن كيف يتطور التلفزيون أي لم تعد هناك حاجة إلى لاقط طويل على السطح أو الحاجة إلى جهاز بث، يوضع على التلة الموجودة خلف المدينة، نعم أحياناً مثل هذا الأمر لا يزال موجوداً، غير أنه تحل مكانه تدريجياً المحطات الفضائية البث، وعبر الكابل، وبالتالي يمكن الافتراض بأنهم في الفضاء الخارجي يعملون بالاتجاه نفسه الذي لدينا، وخلال عملية التطور هذه ينتقلون بسرعة إلى تكنولوجيا أكثر فعالية، لا تبذر الطاقة، لتسريب الإشارات إلى الفضاء، الأمر الذي لا يعتبر خبراً طيباً بالنسبة لعملية البحث عن الحضارات الأخرى.
• في هذه الحالة يتوجب أن يعرفوا شيئاً عنا؟
ـــــ نعم، إن هذا الأمر يمثل مشكلة، فنحن نستخدم التقنية الإذاعية منذ فترة قصيرة نسبياً، وبالتالي يتوجب أن يتصل بنا أحد من نطاق يصل إلى عشرات السنوات الضوئية، غير أننا في المقابل تقدمنا قبل فترة بفكرة ممتعة، وهي في الحقيقة لم تكن فكرتنا، بل طرحت في مقال روسي حول هذا الأمر قبل سنوات عدة، وهي أننا نريد التركيز على النجوم التي توجد على الطرف المعاكس من الأرض بدلاً من الشمس، وبالطريقة نفسها، كوضعنا نحن، يمكن لأحد أن يتابع وضع الشمس للتأكد أنه عبرها تمر الكواكب الأخرى، ومنها الكرة الأرضية.
لقد أجرينا في يوليو الماضي أول تجربة، اختبرنا فيها عن طريق صحوننا اللاقطة 366 نجماً توجد بالطرف المعاكس من الشمس، غير أننا لم نجد شيئاً، لكننا سنستمر.
• ماذا ستفعلون إذا ما التقطتم حقيقة الإشارة؟
ـــــ لقد جربنا ذلك في عام 1997، وساد لدينا آنذاك اعتقاد لمدة 16 ساعة بأننا أقمنا تواصلاً. أما الآن، فإن هذه القصة أصبحت شهيرة، لأنه تبين في النهاية أن ما تم التقاطه كانت إشارة من القمر الاصطناعي الأوروبي سوهو لبحث الشمس.
آنذاك لم يذهب أحد منا للنوم، فقد جلسنا عند الكمبيوتر طوال الليل، لأننا أردنا أن نتحقق من أن الأمر لم يكن إنذارا وهميا، ولكننا كتبنا لمختلف الأصدقاء رسائل بالبريد الإلكتروني مثل «لا تقل لأحد ذلك، فقد أقمنا اتصالات مع سكان الكواكب الأخرى»، أما الآن فإن الناس يمكن لهم أن يكتبوا ذلك على شبكة الفيسبوك وبعد لحظات يعلم بها كل العالم.
• إذن ستخفون ذلك؟ــــ
كلا، لا نستطيع إخفاء شيء، ولا نريد ذلك، لان الإخفاء سيعني دعم التكهنات ولا أحد من الجهات الرسمية قال لنا إنه في حال التقاطكم إشارة يجب عليكم ألا تبلغوا أحدا بذلك.
• إذا ما كان ذلك حقيقة إشارة، هل يجب علينا الرد عليها؟
ــــ إن هذا الأمر لا معنى له، فليس هناك أي سبب للتفكير في أن الحضارات البعيدة ستكون عدوّة، وحتى لو كانت كذلك فإن كل مجتمع متقدم بالشكل الكافي يمكن أن يشكل تهديدا لنا، ويمكن له أن يلتقط بثنا التلفزيوني، وبالتالي فإن الأمر سيان، فيما إذا كنا نحاول نحن إقامة التواصل أم لا، ففي النهاية سيتم العلم بنا.
• من سيتحدث باسم الأرض؟
قبل فترة قريبة ظهر خبر يقول إن الأمم المتحدة تريد تعيين سفيرة للاتصالات مع الكائنات الفضائية
.ــــ هذا الأمر إشاعة كبيرة. فالسيدة مازلان عثمان مديرة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الفضائية نفت هذه المعلومات، وقالت لي في براغ، وهي غاضبة، «ياسيث إنني غاضبة».
إن الأمر ليس له معنى حول من سيتحدث باسم الأرض، فكل من يمتلك لاقطا فعالا بشكل
كيف يمكن له أن يبث ما يريده، فكيف تريدون الحد من ذلك؟!.
إن كولومبوس عندما أبحر إلى أميركا لم يجعل أحدا يهتم من سيكون الهندي الأحمر الأول الذي سيتكلم معه.
• السياسيون على الأرجح سيعترضون بأنه توجد على الأرض مشاكل أكثر جدية يجب توظيف الأموال فيها، فلماذا يجب علينا تمويل عملية البحث عن الكائنات الفضائية؟ــ
السؤال اسمعه بشكل متكرر ومثل هذه الحجة يمكن لكم استخدامها تجاه كل الأشياء، فلماذا دراسة بنية الذرة، الأمر الذي قمنا به قبل 100 عام عندما كان الناس يموتون في الشوارع من الجوع؟! ولماذا انفق قيصر النمسا الأموال ودفع لموزارت كي يؤلف الموسيقى بدلا من أن يطعم الفقراء والجائعين؟!
إن البشرية باختصار، فضولية، ومن الممتع بشكل كبير إيجاد أجوبة عن هذه الأسئلة. كما من الممكن أن تحصل البشرية على كسب مادي في حال التواصل مع الحضارات الفضائية الأخرى، لأنها يمكن أن تكون في مستوى يسبق البشرية بمقدار مليون عام ويمكن لها أن تعلمنا كيفية إنعاش الأموات مثلا.
• ألا يعتبر الأمر محدودا جدا عندما يتم التركيز على كواكب مماثلة للأرض؟ وماذا لو تطورت الحياة في كواكب أخرى ضمن ظروف مختلفة تماما ؟
ــ إن ذلك ممكن بالطبع، ولكن يتوجب علينا على الدوام أن ننطلق من المعلومات التي نعرفها مثل ان الحياة يمكن أن تنشأ على سطح النجوم أيضا، وان كان ذلك يبدو أنه احتمال غير وارد كثيرا، ولكن ماذا نفعل بمثل هذا الزعم إذا كنا لا نعرف شيئا عن مثل هذا النوع من الحياة؟ يتوجب علينا البدء عن أشكال الحياة التي نعرفها كي نمتلك الفرصة لإيجادها، غير أن الحقيقة أيضا أن ذلك لا يتوجب أن يكون في المنطقة المأهولة، فزحل مثلا لا يتواجد في إطار هذا النطاق مع أن قمره المسمى تيتان يمكن أن توجد فيه الحياة غير أنها لن تكون متقدمة كثيرا.
وإذا كنتم تريدون البحث عن ميكروبات فان لهذه مناعة ويمكن لها أن تعيش في ظروف لا تشترون عادة فيها منزلا لكم، أما إذا كنتم تريدون البحث عن حياة ذكية فان الأمر الذي له معنى اكبر من غيره هو البحث في المناطق المأهولة، لان البحث عن الحياة والبحث عن الحياة الذكية ليسا الأمر نفسه
Comment