نيكولاس كريستوف نشر في جريدة نيويورك تايمز يوم 6 سبتمبر 2005، ان فرص حياة المولود الاسود في واشنطن خلال السنة الاولى من عمره اقل اذا ما قورنت ببعض الاماكن في الهند، وتناول ويليام هاتشين في كتابه: نشرة الاخبار العالمية (1999) فكرة تسويق قيم الحرية والمساواة والتسامح الديني باسم العالم الغربي، وكأنها غريبة او غير معروفة في بقية الدول، وازيد على ما قاله هاتشين بأن الصحافة الكويتية القريبة منا تعتبر الاولى في مجال الحريات الاعلامية في العالم العربي، وربما تجاوزت دور صحافية معروفة في الولايات المتحدة، كما ان التجربة البرلمانية في الكويت تتفوق على بعض النماذج الغربية، ومسألة التسامح الديني لم تطرح عالمياً بمعرفة اوربا او امريكا، وانما بمبادرة قام بها الملك المؤيد عبدالله بن عبدالعزيز، وخرجت في شكل مؤتمر للحوار عقد في مدريد قبل أيام.
كذلك الفقر او العدالة الاجتماعية ليست خاصة بالاقباط في مصر او بالاحياء العشوائية واصحاب الرواتب الضعيفة في السعودية، وباستثناء التمييز الذي تعرض له طارق غفور، مساعد المفوض “المسلم” في شرطة “اسكوتلانديارد” البريطانية، فقد اوردت جريدة”لوموند” الفرنسية في تغطياتها حول اعصار “كاترينا” الذي وقع في نيواورلينز (جنوب الولايات المتحدة) سنة 2005 بأن الاعصار كشف عنصرية امريكا ومشكلة الفقر المستبدة بالامريكان السود، وما ذكر اخيراً تحايلت عليه الصحافة الامريكية بالتقديم السينمائي المثير لحكايات الناس الشخصية، وللأمانه فإنها بررت في أخبارها ان نيواورلينز كانت قبل الاعصـار مكاناً للاجرام والفساد والبطالة والمؤهلات التعليمية الضعيفة، وأرجعت الموجود فيها الى خيارات ترتبط بالاشخاص وليس المجتمع الامريكي والسياسات الحكــومية الداخلية، اي انها “مشكلة نفسية”، وأستغرب ان العولمة او “الامبريالية” الثقافية الامريكية لم تؤثر في الموقف الفرنسي، رغم ان ويليام هاتشين كتب في إصـدار آخر: مشكلات الصحافة (2005) ان افلام هوليود تمثل سنوياً مابين 50 الى 70 في المئة من مداخيل شباك التذاكر في فرنسا، ونصوص امريكا الثقافية لها شعبية عريضة حول العالم، خصوصاً في افلام الكرتون والسينما وطريقة نقل الاخبار والكتابة عنها، والزميل عبدالله المغلوث مثال ناطق على الاعلامي المعولم.
ثم ان ادبيات الاعلام الغربي ركزت تاريخياً على القضية الثقافية والاقتصادية في العولمة، وتحديداً في جانب التفاعل والتأثير بين الغرب، والمقصود هنا امريكا و اروبا الغربية، وبين البقية وهم كل الدول الاضعف اقتصاديا او سياسياً، وفي هذا الباب اكد يونغ- سونك بارك في تناوله لموضوع استهلاك الشباب الامريكي من اصول كورية للدراما التلفزيونية اليابانية والكورية (2004) ان الدراما الوطنية المنقولة عبر المحطات الفضائية شكلت خروجاً سافراً على التقسيم الاستعماري الجديد، الذي يكرس سيطرة الغرب وتبعية الشرق، وتكلم رونالد كيلتس في: امريكا اليابانية (2006) عن غزو الثقافة الشعبية اليابانية للولايات المتحدة، والاضافة ان الدراما اليابانية صارت حاضرة بعد”الدبلجة” في محطات العرب، وتابعتها قبل اسبوع في التلفزيون السعودي، و لا أنسى الدراما التركية التي أصبحت سفيراً سياحياً وعاطفياً للدولة التركية في المجتمعات العربية.
مرة أخرى، انشغال الغرب بالتأثير الثقافي الشـرقي، تسبب في إهماله للأزمات الثقافية الداخلية في الدول الغربية، وحسب شاينار دوف في: تذكر ونسيان أوربا (1996) ساهـم هوس الادبيات الغربية بالعلاقة مع الشـرق، في تجاهل قضايا غربية مهمة، على سبيل المثال، ارتفاع معدلات البطالة والتشرد والفقر والأمية والامراض والتلوث، وفي المجتمعات الرأسمالية توجد معـايير اساسية تؤخذ في الاعتبار عند نقل المادة الصحافية كالقيمة الاخبارية، القواعد والمعايير المهنية، العلاقة بين المراسل او الصحافي ومصادر اخباره والحسابات الخارجية وابرزها اواثقلها وزناً الاعلان، والسابق كله له وظيفة في رسم هوية العمل الصحافي، او مثلما قال لانس بينيت في : الاخبار(2003) الاولويات الاخبارية تعكس المناخات السياسية والثقافية العامة في اي دولة، او بعبارة اوضح راي ستيورات هول (2003) ان الاخبار محكومة بالسياق الايديولوجي الذي تصنع وتسوق فيه وادواته في الفهم والتفسير، ومن وجهة نظر هول، فإن التعريفات الاعلامية والقوالب النمطية عن الاعراق اوالاثنيات ومشاكلها، تمارس سلطة استثنائية في صياغة ونقل الاخبار المهتمة بها، وسجل كلينت ويلسون وفليكس غاترز في: الاقليات والاعلام(1985) ان الاعلام الغربي يتعامل مع الاخبار برؤية ومواقف البيض، وينظـــر للاقليات العرقية من زاوية انها موجودات هامشية بلاقيمة، الا اذا كانت مصدراً للتهديد، واشار فان ديجك في: العنصرية والصحافة المطبوعة(1991) بأن الاعلام يصنف الأقليات العرقية بأنها شخصيات مأزومة وحاضن مناسب للجرائم.
الحضور الحقيقي للاقليات العرقية مفقود في الاعلام الغربي، والكلام منسوب لـ”ترافيس ديكسون-2004” وهو اكد بان ارقامهم محدودة في وظائف المراسلين ومقدمي البرامج الغربية، ولايستعان بهم كخبراء او محللين للاخبار الا في حالات نادرة، وديكسون يعتقد بوجود حوار حول الاقليات في الاعلام الغربي ولكنهم لا يشاركون فيه، والاصعب في موضوع الاقليات طبقاً لـ ارنولد دي بير وجون ميرل في: الصحافة العالمية (2004) ان الايديولوجيا تلعب دوراً محورياً في تأطير الاخبار الدولية (وهم غالباً اطراف فيها) لان قيمتها الاخبارية متواضعة، ومقاربتها الجغرافية والنفسية لجمهور الجريدة اوالمحطة بسيطة جداً
كذلك الفقر او العدالة الاجتماعية ليست خاصة بالاقباط في مصر او بالاحياء العشوائية واصحاب الرواتب الضعيفة في السعودية، وباستثناء التمييز الذي تعرض له طارق غفور، مساعد المفوض “المسلم” في شرطة “اسكوتلانديارد” البريطانية، فقد اوردت جريدة”لوموند” الفرنسية في تغطياتها حول اعصار “كاترينا” الذي وقع في نيواورلينز (جنوب الولايات المتحدة) سنة 2005 بأن الاعصار كشف عنصرية امريكا ومشكلة الفقر المستبدة بالامريكان السود، وما ذكر اخيراً تحايلت عليه الصحافة الامريكية بالتقديم السينمائي المثير لحكايات الناس الشخصية، وللأمانه فإنها بررت في أخبارها ان نيواورلينز كانت قبل الاعصـار مكاناً للاجرام والفساد والبطالة والمؤهلات التعليمية الضعيفة، وأرجعت الموجود فيها الى خيارات ترتبط بالاشخاص وليس المجتمع الامريكي والسياسات الحكــومية الداخلية، اي انها “مشكلة نفسية”، وأستغرب ان العولمة او “الامبريالية” الثقافية الامريكية لم تؤثر في الموقف الفرنسي، رغم ان ويليام هاتشين كتب في إصـدار آخر: مشكلات الصحافة (2005) ان افلام هوليود تمثل سنوياً مابين 50 الى 70 في المئة من مداخيل شباك التذاكر في فرنسا، ونصوص امريكا الثقافية لها شعبية عريضة حول العالم، خصوصاً في افلام الكرتون والسينما وطريقة نقل الاخبار والكتابة عنها، والزميل عبدالله المغلوث مثال ناطق على الاعلامي المعولم.
ثم ان ادبيات الاعلام الغربي ركزت تاريخياً على القضية الثقافية والاقتصادية في العولمة، وتحديداً في جانب التفاعل والتأثير بين الغرب، والمقصود هنا امريكا و اروبا الغربية، وبين البقية وهم كل الدول الاضعف اقتصاديا او سياسياً، وفي هذا الباب اكد يونغ- سونك بارك في تناوله لموضوع استهلاك الشباب الامريكي من اصول كورية للدراما التلفزيونية اليابانية والكورية (2004) ان الدراما الوطنية المنقولة عبر المحطات الفضائية شكلت خروجاً سافراً على التقسيم الاستعماري الجديد، الذي يكرس سيطرة الغرب وتبعية الشرق، وتكلم رونالد كيلتس في: امريكا اليابانية (2006) عن غزو الثقافة الشعبية اليابانية للولايات المتحدة، والاضافة ان الدراما اليابانية صارت حاضرة بعد”الدبلجة” في محطات العرب، وتابعتها قبل اسبوع في التلفزيون السعودي، و لا أنسى الدراما التركية التي أصبحت سفيراً سياحياً وعاطفياً للدولة التركية في المجتمعات العربية.
مرة أخرى، انشغال الغرب بالتأثير الثقافي الشـرقي، تسبب في إهماله للأزمات الثقافية الداخلية في الدول الغربية، وحسب شاينار دوف في: تذكر ونسيان أوربا (1996) ساهـم هوس الادبيات الغربية بالعلاقة مع الشـرق، في تجاهل قضايا غربية مهمة، على سبيل المثال، ارتفاع معدلات البطالة والتشرد والفقر والأمية والامراض والتلوث، وفي المجتمعات الرأسمالية توجد معـايير اساسية تؤخذ في الاعتبار عند نقل المادة الصحافية كالقيمة الاخبارية، القواعد والمعايير المهنية، العلاقة بين المراسل او الصحافي ومصادر اخباره والحسابات الخارجية وابرزها اواثقلها وزناً الاعلان، والسابق كله له وظيفة في رسم هوية العمل الصحافي، او مثلما قال لانس بينيت في : الاخبار(2003) الاولويات الاخبارية تعكس المناخات السياسية والثقافية العامة في اي دولة، او بعبارة اوضح راي ستيورات هول (2003) ان الاخبار محكومة بالسياق الايديولوجي الذي تصنع وتسوق فيه وادواته في الفهم والتفسير، ومن وجهة نظر هول، فإن التعريفات الاعلامية والقوالب النمطية عن الاعراق اوالاثنيات ومشاكلها، تمارس سلطة استثنائية في صياغة ونقل الاخبار المهتمة بها، وسجل كلينت ويلسون وفليكس غاترز في: الاقليات والاعلام(1985) ان الاعلام الغربي يتعامل مع الاخبار برؤية ومواقف البيض، وينظـــر للاقليات العرقية من زاوية انها موجودات هامشية بلاقيمة، الا اذا كانت مصدراً للتهديد، واشار فان ديجك في: العنصرية والصحافة المطبوعة(1991) بأن الاعلام يصنف الأقليات العرقية بأنها شخصيات مأزومة وحاضن مناسب للجرائم.
الحضور الحقيقي للاقليات العرقية مفقود في الاعلام الغربي، والكلام منسوب لـ”ترافيس ديكسون-2004” وهو اكد بان ارقامهم محدودة في وظائف المراسلين ومقدمي البرامج الغربية، ولايستعان بهم كخبراء او محللين للاخبار الا في حالات نادرة، وديكسون يعتقد بوجود حوار حول الاقليات في الاعلام الغربي ولكنهم لا يشاركون فيه، والاصعب في موضوع الاقليات طبقاً لـ ارنولد دي بير وجون ميرل في: الصحافة العالمية (2004) ان الايديولوجيا تلعب دوراً محورياً في تأطير الاخبار الدولية (وهم غالباً اطراف فيها) لان قيمتها الاخبارية متواضعة، ومقاربتها الجغرافية والنفسية لجمهور الجريدة اوالمحطة بسيطة جداً
Comment