مدير غوغل العالمية: سنطلق تطبيقات جديدة تكشف الكذب السياسي
أكد الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» العالمية اريك شميت، ان الشركة تعمل على ان يتمكن الكومبيوتر من حفظ ما يقوله السياسيون لعدة سنوات في سجلات وبالتالي اختبار مدى مصداقية تصريحاتهم، والتوسع في استخدام الفيديو كما حدث في الانتخابات الأميركية. التأكيد جاء خلال الحوار الذي اجرته «الشرق الأوسط» مع اريك شميت أثناء زيارته للقاهرة وتوقيعه اتفاقية مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لإتاحة تطبيقات «غوغل» لـ11 مليون طالب مصري. وهي الدولة الرابعة بعد نيوزيلاند واستراليا واليابان التي تستثمر فيها شركة «غوغل» ملايين الدولارات لتوسيع قاعدة المستخدمين لخدمات البريد الإلكتروني «GMAIL» (2 جيجا بايت لكل طالب)، والأجندة الإلكترونية ومحرك البحث والأخبار والخرائط والمدونات إضافة الي برنامج «بياسكا» الذي يساعد المستخدمين على إيجاد الصور الرقمية على حواسبهم الشخصية. والى ذلك نص الحوار.
> هناك سباق سريع في تطوير واستخدام أجهزة التليفون الجوال وأنظمة «الواي فاي»WI FI) )، اكثر من تطوير أجهزة الكومبيوتر، في رأيك ما الوسيلة الأكثر نجاحا لدفع استخدامات»جوجل» على الإنترنت؟ ـ نحن ندرك بالفعل من الفائز في سباق التطوير وهو الموبايل (الهاتف الجوال) وهو الأكثر انتشارا بنسبة ثلاثة أضعاف انتشار أجهزة الكومبيوتر وهناك بالفعل استغلال جيد لهذه التقنية في توصيل المعلومات والتطبيقات عبر الهاتف الجوال. هناك أمور كثيرة يثيرها استخدام الإنترنت مثل دقة المعلومات المنشورة به والفاصل بين الحرية الشخصية واحترام الخصوصية واحترام الملكية الفكرية، خاصة مع زيادة المدونات التي تعبر عن الآراء الشخصية المعارضة أحيانا للحكومة، وملاحقة بعض الحكومات لهذه المدونات وكتابها، فما هو تعليقك وكيف ترى مساحة الحرية على الإنترنت في المنطقة العربية؟
ـ لو أستطيع لاخترعت ماكينة الحقيقة لتحدد ما هو الخبر الصحيح وما هو الخبر الكاذب، لكننا لا نمتلك هذه الماكينة واعتقد إننا لن نستطيع أبدا الوصول إلى الدقة التامة في صحة المعلومات المنشورة على الإنترنت، وما تحاول»جوجل» تقديمه هو تصنيف هذه المعلومات فإذا كانت معلومة خاطئة يقابلها 10 معلومات حقيقية فان «غوغل» تصنف المعلومات العشر على انها اكثر دقة وتضع المعلومة الخاطئة في ذيل القائمة وهي ليست عملية كاملة لكنها الطريقة الأنسب. كما ان حقوق الملكية تبدأ بحرية التعبير وتنتهي بعدم المساس بحقوق الآخرين مع الحفاظ على خصوصية الأفراد. وتعتمد»جوجل» على ملايين الأفراد الذين يرسلون مواقع الويب لتقرير اي المواقع الاخرى التي تعرض محتوى ذات قيمة ويصنف»جوجل» كل صفحة باستخدام تقنية تسمي PAGE RANK. أما ملاحقة كتاب المدونات فهو ضد حرية التعبير وضد مبادئنا في «غوغل»، والعالم العربي سوف يستفيد من الإنترنت، ونحن ندرك ان هناك أصواتا سيئة بجانب الأصوات الجيدة لكن التعبير عن الآراء سيجعل العالم العربي أكثر أمانا واقل عنفا واكثر احتكاكا بالعولمة، وهذا ينطبق على عدد كبير من الدول وليس على العالم العربي فقط. كما ان الحكومات لن تنجح في التحكم في المدونات وكتابها، لان من السهل الكتابة من خلال مواقع خارجية وإخفاء هوية الكاتب. وسيكون من الصعب على الحكومات التحكم في تدفق المعلومات والآراء في هذا العالم الجديد. > هل واجهت شركة «غوغل» مشاكل مع حكومة دولة ما بسبب مقالات ممنوعة؟
ـ الدولة الوحيدة التي واجهنا فيها صعوبات هي الصين بسبب قانون الرقابة والإشراف هناك، وكنا أمامم خيارين لا ثالث لهما إما العمل وفقا للقانون الصيني الذي يتعارض مع مبادئنا او عدم العمل، ووافقنا على الدخول في الصين وتعريض أنفسنا للرقابة والتفتيش، في كل معلومة، لكن المستخدم الصيني زكي للغاية ويدرك ما وراء المعلومة. وأحيانا تصادفنا مشاكل مع الحكومات ونلجأ للحوار والتفاوض وعادة ما تكون نتيجة المحادثات إيجابية.
> شركة «غوغل» هي بالأساس شركة إعلانية هدفها الأساسي هو تحقيق أرباح في المقام الأول .. ما تعليقك على هذا الوصف؟
ـ هذا الرأي يجانبه الصواب كثيرا فشركة «غوغل» تهدف الى تجميع الأخبار وتوصيلها للمستهلك النهائي والأولوية دائما لدينا هو المستهلك، ولأننا نركز على المستهلك أصبح لدينا أعداد متزايدة من المشتركين، وتوافرت لدينا رفاهية الحصول على إعلانات، لكن إذا كنا مطالبين بالاختيار بين المستهلك وبين الإعلان فإننا سنختار المستهلك وهذا الكلام لا يمكن ان يقوله أي رئيس تنفيذي لشركة أميركية، لكنها سياسة «غوغل» ولا يهمنا إذا أغضبنا بقية الشركات، فاهتمامنا يرتكز على توفير منتجات تلقي استحسان مستخدمي الإنترنت وعندها نبدأ بوضع تصور عن كيفية تحقيق عائد مادي، ونتبع في «غوغل» قاعدة تسمي 70 ـ 20 ـ 10 لتبقينا في حالة من التركيز مع المحافظة على قدرتنا على الابتكار، وهي تعني ان 70% من مجهودات «غوغل» تذهب إلى محرك «غوغل» للبحث على الإنترنت وشبكة الإعلانات الخاصة بـ«غوغل» و20% تذهب إلى الخدمات المجانية مثل خدمة البريد الإلكتروني «Gmail» وخدمة البحث على سطح المكتب «Desk top Search» أما الـ10% الباقية فيتم ادخارها لأي شيء آخر مما يتيح مساحة لحرية الابتكار.
> كيف يمكن زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في الدول النامية في رأيك؟
ـ الإنترنت عملية تعتمد على سلسلة طويلة تبدأ بتوافر أجهزة الكومبيوتر او التليفون المحمول وتوافر مقدمي خدمة الإنترنت والمحتوي او المضمون. وهذه الحلقة موجودة الآن في كل دولة وتساعد «غوغل» الدول إما بتقديم الاستثمارات والأموال او الخبرة التقنية. كما إنها تقدم منتجاتها لتناسب احتياجات الدول، فخدمة «غوغل» للبحث على الإنترنت متوفرة حاليا بـ120 لغة كما ان «غوغل» لديها اكثر من 100 «Domain names» وعدد عمليات البحث التي تتم على محرك «غوغل» من خارج الولايات المتحدة يفوق ما يتم من داخلها.
> كيف تري منافسة الشركات الأخرى مثل «ياهو» و«مايكروسوفت» واحتمالات منافستهم على كعكة الإنترنت في المنطقة العربية؟
ـ «ياهو» منافس قوي ولديه بعض مجالات البحث التي تعد اقوي من «غوغل»، اما شركة «مايكروسوفت» فهي في السوق منذ وقت طويل لكن لم تؤثر علينا حتى الآن وهم يحاولون، ومن المحتمل ان تزيد المنافسة في البحث والإعلان خلال 2007. لكن اذا كان لديك 5% فقط من السكان يستخدمون الإنترنت ونسبة 95% لا يستخدمونه فهذا شيء «مريع» بالنسبة لـ«غوغل» وهدفنا هو الوصول الى نسبة 60% و70% من السكان يستخدمون محرك البحث «غوغل» وكافة تطبيقاته، فاذا كان السوق ما زال ينمو، فلا يهم من هو المنافس، المهم هو تحقيق الهدف خاصة ان المجال يتسع لعدد كبير من الشركات.
> أثارت خدمة «غوغل ايرث»google earth))التي تتيح نموذجا ثلاثي الأبعاد للكرة الأرضية تحفظات على قدرة الإرهابيين على استغلال الصور التي تقدمها في أعمال إرهابية او استخدامها أثناء الحرب كما حدث في الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل، كيف تواجهون المشاكل التي تنشا من هذه الخدمة؟
ـ أولا «غوغل» لا تستخدم صور للتوقيت الحالي، فالصور المستخدمة يتم بثها من خلال قمر صناعي إعلاني تبثه حكومة الولايات المتحدة الأميركية والصور به قديمة ترجع إلى شهرين وربما أكثر وليست صورا آنية. ونحن لا نريد ان يتم استغلالنا واستخدام صورنا أثناء الحروب لإيذاء الآخرين. فالإرهابيون لديهم بالفعل الخرائط والصور التي يستعينون بها في عملياتهم ولا يوجد دليل انهم استعانوا بموقع «جوجل ايرث» للقيام بأي أنشطة إرهابية او غير قانونية، ونحن ننظر لهذا الأمر بحساسية كبيرة لأننا لن نقبل ان يتم استغلالنا لإيذاء الآخرين. أما الحرب اللبنانية الأخيرة فالصور التي بثتها القنوات الفضائية كانت قديمة وترجع لعدة اشهر قبل بداية الصراع واستخدمت الجرائد والقنوات الفضائية الصور كنوع من التوضيح وليس للكشف عن مواقع او أسرار عسكرية، ولا اعتقد ان لموقع «غوغل» أي دخل او تأثير في الحرب اللبنانية.
> يقولون ان المعرفة تساوي القوة، كيف ترى هيمنة شركة «غوغل» على جانب كبير من المعلومات عبر تدفقها على شبكة الإنترنت؟
ـ نعرف اننا نلعب دورا مهما لذلك نتخذ جميع قراراتنا بشفافية كبيرة وطوال الوقت نعلن لماذا نقوم بقرار معين ومتي نقوم به والأسباب وراءه بحيث تتم كافة تعاملاتنا بشفافية كبيرة. من جانب آخر، كان تداول المعلومات لقرون ماضية والقدرة على الاتصال تحت سيطرة الأغنياء والمتعلمين، الآن حطمت شبكة الإنترنت الحواجز بين الناس والمعلومات وجعلت المعرفة الإنسانية متاحة، وبمجرد كتابة بضع كلمات استدلالية يمكن معرفة الكثير عن أي موضوع في غضون دقائق قليلة، وهذا نوع من الديمقراطية في إتاحة وتبادل المعلومات التي تمنح كل فرد القوة والسلطة من خلال المعرفة.
> ما هي الخطط المستقبلية لشركة «غوغل»؟
ـ اننا نهدف الى الاستمرار في عملنا فهناك 10% فقط من المعلومات على مستوى العالم يتم تحويلها الى معلومات رقمية والمفارقة هنا انه كلما زادت المعلومات على الإنترنت كلما كان من الصعب على المستخدمين الحصول على ما يريدونه من معلومات لذلك نستمر في تطوير محركات البحث كما نقدم خدماتنا إلى المنطقة العربية باستخدام برنامج «روزيتا» للترجمة من الإنجليزية إلى العربية، بحيث لا تقف اللغة عائقا أمام الحصول على المعلومة ولدينا ما يزيد على 500 موقع للأخبار العربية. والتطور الذي ننشده خلال الفترة القادمة ان ينجح الكومبيوتر في أشياء لا يستطيع القيام بها الان فيصلح المعلومات الخاطئة، فعلى سبيل المثال عندما يكتب شخص ان قناة السويس تربط بين البحر المتوسط والبحر الميت فان الكومبيوتر يقوم بإصلاح المعلومة الخاطئة وكتابة البحر الاحمر بدلا من البحر الميت. كما سيكون الكومبيوتر أداة قوية وفعالة في مواجهة السياسيين وتسجيل تصريحاتهم في سجلات لعدة سنوات بحيث يمكن اختبار مدى صدق أقوالهم. وبصفة عامة نسعى للاستثمار على المدى الطويل في الأسواق الجديدة وليس للاستثمار قصير المدى. فضلا عن أننا نمتلك السيولة وخبراء على أعلى مستوى من الكفاءة العالمية ونجحنا في تحقيق أرباح في الربع الثالث من 2006 تقدر بـ 2.69 مليار دولار بزيادة 70% عن نفس الفترة في عام 2005 وبزيادة 10% عن الربع الثاني من عام 2006 الذي بلغت أرباحه 2.46 مليار دولار، وهذه الأرقام تدل على اننا نسير في الاتجاه الصحيح.
الشرق الاوسط
> هناك سباق سريع في تطوير واستخدام أجهزة التليفون الجوال وأنظمة «الواي فاي»WI FI) )، اكثر من تطوير أجهزة الكومبيوتر، في رأيك ما الوسيلة الأكثر نجاحا لدفع استخدامات»جوجل» على الإنترنت؟ ـ نحن ندرك بالفعل من الفائز في سباق التطوير وهو الموبايل (الهاتف الجوال) وهو الأكثر انتشارا بنسبة ثلاثة أضعاف انتشار أجهزة الكومبيوتر وهناك بالفعل استغلال جيد لهذه التقنية في توصيل المعلومات والتطبيقات عبر الهاتف الجوال. هناك أمور كثيرة يثيرها استخدام الإنترنت مثل دقة المعلومات المنشورة به والفاصل بين الحرية الشخصية واحترام الخصوصية واحترام الملكية الفكرية، خاصة مع زيادة المدونات التي تعبر عن الآراء الشخصية المعارضة أحيانا للحكومة، وملاحقة بعض الحكومات لهذه المدونات وكتابها، فما هو تعليقك وكيف ترى مساحة الحرية على الإنترنت في المنطقة العربية؟
ـ لو أستطيع لاخترعت ماكينة الحقيقة لتحدد ما هو الخبر الصحيح وما هو الخبر الكاذب، لكننا لا نمتلك هذه الماكينة واعتقد إننا لن نستطيع أبدا الوصول إلى الدقة التامة في صحة المعلومات المنشورة على الإنترنت، وما تحاول»جوجل» تقديمه هو تصنيف هذه المعلومات فإذا كانت معلومة خاطئة يقابلها 10 معلومات حقيقية فان «غوغل» تصنف المعلومات العشر على انها اكثر دقة وتضع المعلومة الخاطئة في ذيل القائمة وهي ليست عملية كاملة لكنها الطريقة الأنسب. كما ان حقوق الملكية تبدأ بحرية التعبير وتنتهي بعدم المساس بحقوق الآخرين مع الحفاظ على خصوصية الأفراد. وتعتمد»جوجل» على ملايين الأفراد الذين يرسلون مواقع الويب لتقرير اي المواقع الاخرى التي تعرض محتوى ذات قيمة ويصنف»جوجل» كل صفحة باستخدام تقنية تسمي PAGE RANK. أما ملاحقة كتاب المدونات فهو ضد حرية التعبير وضد مبادئنا في «غوغل»، والعالم العربي سوف يستفيد من الإنترنت، ونحن ندرك ان هناك أصواتا سيئة بجانب الأصوات الجيدة لكن التعبير عن الآراء سيجعل العالم العربي أكثر أمانا واقل عنفا واكثر احتكاكا بالعولمة، وهذا ينطبق على عدد كبير من الدول وليس على العالم العربي فقط. كما ان الحكومات لن تنجح في التحكم في المدونات وكتابها، لان من السهل الكتابة من خلال مواقع خارجية وإخفاء هوية الكاتب. وسيكون من الصعب على الحكومات التحكم في تدفق المعلومات والآراء في هذا العالم الجديد. > هل واجهت شركة «غوغل» مشاكل مع حكومة دولة ما بسبب مقالات ممنوعة؟
ـ الدولة الوحيدة التي واجهنا فيها صعوبات هي الصين بسبب قانون الرقابة والإشراف هناك، وكنا أمامم خيارين لا ثالث لهما إما العمل وفقا للقانون الصيني الذي يتعارض مع مبادئنا او عدم العمل، ووافقنا على الدخول في الصين وتعريض أنفسنا للرقابة والتفتيش، في كل معلومة، لكن المستخدم الصيني زكي للغاية ويدرك ما وراء المعلومة. وأحيانا تصادفنا مشاكل مع الحكومات ونلجأ للحوار والتفاوض وعادة ما تكون نتيجة المحادثات إيجابية.
> شركة «غوغل» هي بالأساس شركة إعلانية هدفها الأساسي هو تحقيق أرباح في المقام الأول .. ما تعليقك على هذا الوصف؟
ـ هذا الرأي يجانبه الصواب كثيرا فشركة «غوغل» تهدف الى تجميع الأخبار وتوصيلها للمستهلك النهائي والأولوية دائما لدينا هو المستهلك، ولأننا نركز على المستهلك أصبح لدينا أعداد متزايدة من المشتركين، وتوافرت لدينا رفاهية الحصول على إعلانات، لكن إذا كنا مطالبين بالاختيار بين المستهلك وبين الإعلان فإننا سنختار المستهلك وهذا الكلام لا يمكن ان يقوله أي رئيس تنفيذي لشركة أميركية، لكنها سياسة «غوغل» ولا يهمنا إذا أغضبنا بقية الشركات، فاهتمامنا يرتكز على توفير منتجات تلقي استحسان مستخدمي الإنترنت وعندها نبدأ بوضع تصور عن كيفية تحقيق عائد مادي، ونتبع في «غوغل» قاعدة تسمي 70 ـ 20 ـ 10 لتبقينا في حالة من التركيز مع المحافظة على قدرتنا على الابتكار، وهي تعني ان 70% من مجهودات «غوغل» تذهب إلى محرك «غوغل» للبحث على الإنترنت وشبكة الإعلانات الخاصة بـ«غوغل» و20% تذهب إلى الخدمات المجانية مثل خدمة البريد الإلكتروني «Gmail» وخدمة البحث على سطح المكتب «Desk top Search» أما الـ10% الباقية فيتم ادخارها لأي شيء آخر مما يتيح مساحة لحرية الابتكار.
> كيف يمكن زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في الدول النامية في رأيك؟
ـ الإنترنت عملية تعتمد على سلسلة طويلة تبدأ بتوافر أجهزة الكومبيوتر او التليفون المحمول وتوافر مقدمي خدمة الإنترنت والمحتوي او المضمون. وهذه الحلقة موجودة الآن في كل دولة وتساعد «غوغل» الدول إما بتقديم الاستثمارات والأموال او الخبرة التقنية. كما إنها تقدم منتجاتها لتناسب احتياجات الدول، فخدمة «غوغل» للبحث على الإنترنت متوفرة حاليا بـ120 لغة كما ان «غوغل» لديها اكثر من 100 «Domain names» وعدد عمليات البحث التي تتم على محرك «غوغل» من خارج الولايات المتحدة يفوق ما يتم من داخلها.
> كيف تري منافسة الشركات الأخرى مثل «ياهو» و«مايكروسوفت» واحتمالات منافستهم على كعكة الإنترنت في المنطقة العربية؟
ـ «ياهو» منافس قوي ولديه بعض مجالات البحث التي تعد اقوي من «غوغل»، اما شركة «مايكروسوفت» فهي في السوق منذ وقت طويل لكن لم تؤثر علينا حتى الآن وهم يحاولون، ومن المحتمل ان تزيد المنافسة في البحث والإعلان خلال 2007. لكن اذا كان لديك 5% فقط من السكان يستخدمون الإنترنت ونسبة 95% لا يستخدمونه فهذا شيء «مريع» بالنسبة لـ«غوغل» وهدفنا هو الوصول الى نسبة 60% و70% من السكان يستخدمون محرك البحث «غوغل» وكافة تطبيقاته، فاذا كان السوق ما زال ينمو، فلا يهم من هو المنافس، المهم هو تحقيق الهدف خاصة ان المجال يتسع لعدد كبير من الشركات.
> أثارت خدمة «غوغل ايرث»google earth))التي تتيح نموذجا ثلاثي الأبعاد للكرة الأرضية تحفظات على قدرة الإرهابيين على استغلال الصور التي تقدمها في أعمال إرهابية او استخدامها أثناء الحرب كما حدث في الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل، كيف تواجهون المشاكل التي تنشا من هذه الخدمة؟
ـ أولا «غوغل» لا تستخدم صور للتوقيت الحالي، فالصور المستخدمة يتم بثها من خلال قمر صناعي إعلاني تبثه حكومة الولايات المتحدة الأميركية والصور به قديمة ترجع إلى شهرين وربما أكثر وليست صورا آنية. ونحن لا نريد ان يتم استغلالنا واستخدام صورنا أثناء الحروب لإيذاء الآخرين. فالإرهابيون لديهم بالفعل الخرائط والصور التي يستعينون بها في عملياتهم ولا يوجد دليل انهم استعانوا بموقع «جوجل ايرث» للقيام بأي أنشطة إرهابية او غير قانونية، ونحن ننظر لهذا الأمر بحساسية كبيرة لأننا لن نقبل ان يتم استغلالنا لإيذاء الآخرين. أما الحرب اللبنانية الأخيرة فالصور التي بثتها القنوات الفضائية كانت قديمة وترجع لعدة اشهر قبل بداية الصراع واستخدمت الجرائد والقنوات الفضائية الصور كنوع من التوضيح وليس للكشف عن مواقع او أسرار عسكرية، ولا اعتقد ان لموقع «غوغل» أي دخل او تأثير في الحرب اللبنانية.
> يقولون ان المعرفة تساوي القوة، كيف ترى هيمنة شركة «غوغل» على جانب كبير من المعلومات عبر تدفقها على شبكة الإنترنت؟
ـ نعرف اننا نلعب دورا مهما لذلك نتخذ جميع قراراتنا بشفافية كبيرة وطوال الوقت نعلن لماذا نقوم بقرار معين ومتي نقوم به والأسباب وراءه بحيث تتم كافة تعاملاتنا بشفافية كبيرة. من جانب آخر، كان تداول المعلومات لقرون ماضية والقدرة على الاتصال تحت سيطرة الأغنياء والمتعلمين، الآن حطمت شبكة الإنترنت الحواجز بين الناس والمعلومات وجعلت المعرفة الإنسانية متاحة، وبمجرد كتابة بضع كلمات استدلالية يمكن معرفة الكثير عن أي موضوع في غضون دقائق قليلة، وهذا نوع من الديمقراطية في إتاحة وتبادل المعلومات التي تمنح كل فرد القوة والسلطة من خلال المعرفة.
> ما هي الخطط المستقبلية لشركة «غوغل»؟
ـ اننا نهدف الى الاستمرار في عملنا فهناك 10% فقط من المعلومات على مستوى العالم يتم تحويلها الى معلومات رقمية والمفارقة هنا انه كلما زادت المعلومات على الإنترنت كلما كان من الصعب على المستخدمين الحصول على ما يريدونه من معلومات لذلك نستمر في تطوير محركات البحث كما نقدم خدماتنا إلى المنطقة العربية باستخدام برنامج «روزيتا» للترجمة من الإنجليزية إلى العربية، بحيث لا تقف اللغة عائقا أمام الحصول على المعلومة ولدينا ما يزيد على 500 موقع للأخبار العربية. والتطور الذي ننشده خلال الفترة القادمة ان ينجح الكومبيوتر في أشياء لا يستطيع القيام بها الان فيصلح المعلومات الخاطئة، فعلى سبيل المثال عندما يكتب شخص ان قناة السويس تربط بين البحر المتوسط والبحر الميت فان الكومبيوتر يقوم بإصلاح المعلومة الخاطئة وكتابة البحر الاحمر بدلا من البحر الميت. كما سيكون الكومبيوتر أداة قوية وفعالة في مواجهة السياسيين وتسجيل تصريحاتهم في سجلات لعدة سنوات بحيث يمكن اختبار مدى صدق أقوالهم. وبصفة عامة نسعى للاستثمار على المدى الطويل في الأسواق الجديدة وليس للاستثمار قصير المدى. فضلا عن أننا نمتلك السيولة وخبراء على أعلى مستوى من الكفاءة العالمية ونجحنا في تحقيق أرباح في الربع الثالث من 2006 تقدر بـ 2.69 مليار دولار بزيادة 70% عن نفس الفترة في عام 2005 وبزيادة 10% عن الربع الثاني من عام 2006 الذي بلغت أرباحه 2.46 مليار دولار، وهذه الأرقام تدل على اننا نسير في الاتجاه الصحيح.
الشرق الاوسط
Comment