الإسعافات الأولية المنزلية
لا يستلزم بعض الأعراض الصحية الشائعة استشارة الطبيب، بل يمكن علاجه بالإسعافات الأولية المنزلية. وتشير أبحاث "منظمة الصحة العالمية" في هذا الإطار، إلى أن معدّل استجابة نسبة كبيرة من المصابين بهذه الأعراض للإسعافات الأولية، غالباً ما يكون سريعاً ومباشراً.
أهم الإسعافات الأولية المنزلية الواجب اتّخاذها عند التعرّض لأبرز الأعراض الصحية شيوعاً.
1 الصداع البسيط
تعزى الأسباب المسؤولة عن الإصابة بالصداع البسيط، إلى:
اضطرابات النوم أو قلّة الغذاء أو انعدام الهواء النقي وارتفاع نسبة التلوّث في البيئة المحيطة بالمرء.
ويوضح بعض الدراسات العلمية الصادرة عن "منظمة الصحة العالمية" في هذا الإطار، أنها ترتبط عادةً بالتوتر والتعرّض للضغط النفسي لساعات طويلة ومتّصلة.
ويرى الخبراء أن بعض العلاجات المنزلية فعّال في علاجها والتغلّب عليها، أبرزها:
_ وضع كيس من الثلج أو كمّادة باردة على موضع الألم.
_ الاستلقاء على الفراش في غرفة مظلمة، ما يريح الأعصاب ويخفّف التوتر.
_ ممارسة رياضة الاسترخاء كاليوغا والتنفّس بعمق.
_ النوم بعمق لساعات أطول من المعتاد.
وتوضح دراسة صادرة عن "مركز الوقاية والتحكم في الأمراض" بأميركا أن 60% من حالات الصداع البسيط تنتج عن قلّة ساعات النوم بسبب التعرّض لضغوط في العمل أو المنزل.
_ تناول وجبة تحتوي على نسبة عالية من "الكربوهيدرات" والسكريات.
وتبيّن دراسة صادرة أخيراً أن غالبية المصابين بالصداع اليومي يهملون تناول وجباتهم بانتظام، وقد يكتفون بوجبة واحدة طيلة اليوم في وقت متأخر من الليل، ما يصيبهم بصداع في اليوم التالي.
_ اللجوء إلى المسكّنات العادية التي لا تستلزم استشارة الطبيب.
2 حمرة العين
يتّفق الأطباء في "الجمعية الأميركية للبصريات"American Optometric Association أن حمرة العين هي عارض ينتج من عوامل بيئية أو مناخية محيطة بالشخص، كضغوط العمل أو قلّة ساعات النوم أو انتشار الأتربة والغبار في الهواء أو البقاء لساعات طويلة أمام التلفاز أو الكومبيوتر أو غسل الوجه بماء ملوّث بالجراثيم.
ولعلاج حمرة العين، ينصح الأطباء، بـ:
_ غسل العين بالماء الفاتر بشكل مستمر لمنع جفافها والحدّ من انتشار حمرتها.
_ عمل كمّادات ماء دافئ على العين المصابة وغلقها لمدة 15 دقيقة، لتسترخي وتخفّ حمرتها.
_ استعمال الدموع الاصطناعية ومطهرات العين البسيطة.
_ إراحة عضلات العين، وذلك عبر إغلاق العين المصابة في مكان مظلم.
_ النوم بعمق لساعات طويلة ومتواصلة.
3 الإغماء المؤقت أو الدوار البسيط
يحدث الإغماء البسيط، بصورة عامة، نتيجة لتعسّر وصول الأوكسجين للمخ بشكل كاف، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل المباشرة كالجوع الشديد أو ضعف الطاقة أو التقلّبات المناخية المفاجئة أو الإرهاق الشديد. ويرى أطباء في "الجمعية الأميركية للصحة العامة"، في هذا الإطار، أن النساء أكثر عرضة للإغماء أو فقد الوعي من الرجال نتيجة الوقوف لفترات طويلة بسبب تجمّع الدم في الرجلين، ما يمنع وصول الأوكسجين للمخ بالشكل الكافي، بالإضافة إلى عوامل أخرى تكون النساء أكثر عرضة لها من الرجال كسوء التغذية الناتج عن اتباع الحميات الخاطئة وكثرة التعرض للإرهاق وارتفاع درجة التوتر في الحياة اليومية والتعرض للصدمات النفسية والانفعالات المستمرة مع الأطفال. ويخلصون إلى بعض الإسعافات الأولية المنزلية الواجب القيام بها عند التعرض للدوار أو فقدان الوعي في المنزل، أهمها:
_ التأكّد من سلامة مجرى التنفس لدى المصاب بالدوار.
_ وضع المصاب في وضع الاستلقاء على ظهره، ورفع رجليه لمستوى أعلى من رأسه، على ألا يكون هناك ألم أو إصابة في الرأس.
_ تخليصه فوراً من أي ملابس حول العنق.
_ فتح النوافذ والأبواب للحصول على أكبر قدر من الهواء النقي والأوكسجين.
_ نثر بعض قطرات الماء البسيطة على وجهه أو استخدام قطعة من القماش المحمّلة برائحة مواد عطرية نفّاذة ووضعها على مسافة قريبة من وجهه منعاً لاختناقه. ولكن، يجب الابتعاد عن استخدام العطور مباشرة على الوجه، كما يفعل كثيرون، ما يؤدي إلى المزيد من الاختناق وضيق النفس.
وتجدر سرعة استشارة الطبيب في الحالات التالية:
تكرار الدوار.
الشعور بالأشياء تدور من حول المصاب، في أثناء وقوفه بدون حراك.
الشعور ببعض الأعراض الأخرى المصاحبة للدوار، كألم الأذن أو تورّمها أو وجود طنين فيها أو الغثيان أو القيء.
تغيّر لون الجلد ليصبح باهتاً أو ضيق مجال الرؤية أو بعد الأصوات.
بطء نبض قلب المصاب أو وجود رجفة في أثناء الإغماء.
4 آلام البطن البسيطة
تتنوّع الأسباب المسؤولة عن الإصابة بآلام البطن البسيطة والتي ترتبط بسوء الهضم أو قرب موعد الحيض لدى النساء أو تناول أطعمة ملوّثة أو الإصابة بالقولون العصبي أو الحساسية من أطعمة معينة قد تتسبّب بتقلّصات في المعدة والأمعاء.
وينصح، في هذه الحالة، ببعض الإسعافات الأولية لمنع استمرار الألم، أبرزها:
_ جعل المريض في وضعية الاسترخاء وتقديم سوائل بكميات قليلة إليه، كي لا يتقيّأ.
_ وضع منشفة دافئة على موضع الألم لتخفيفه.
_ تناول بعض المسكنات البسيطة التي يوصى بها في حالات المغص البسيط أو في فترة الطمث الشهري عند النساء.
_ تجنّب تعرّض منطقة الألم للحرارة في حالة الحمى أو الألم الحاد.
ويحذّر خبراء الصحة من بعض العلامات الخطيرة عند الإصابة بألم في البطن، ما يستلزم سرعة استشارة الطبيب، أبرزها: الغثيان والقيء، الإسهال أو الإمساك، ألم في الظهر، التنفس السريع وارتفاع في درجة الحرارة، تسارع في نبضات القلب وزيادة في إفراز العرق وتحوّل ملمس الجلد إلى لزج بارد، تصلّب أو بروز في جدار البطن أو المعدة، وجود رخاوة في البطن عند الضغط عليه، نزول دم من المهبل خارج وقت الدورة الشهرية.
5 الحكّة الجلدية
تظهر الحكة الجلدية في صورة طفح جلدي ينتشر في أجزاء متفرّقة من الجسم، وتُعزى أسباب الإصابة، إلى:
- تناول أطعمة مثيرة للحساسية الجلدية (الموز أو الفراولة أو أنواع معينة من المكسرات أو المأكولات البحرية أو الشوكولاتة أو البيض).
- استعمال المنظفات المنزلية، بدون استخدام قفازات واقية.
- التعرّض المباشر للمواد الكيميائية في النباتات التي تضرّ بصحة الجلد.
- تناول بعض المضادات الحيوية أو أدوية "الأنسولين" المثيرة للحساسية.
- لدغ الحشرات أو وجود حيوانات في المنزل كالقطط والكلاب.
ويوصي الأطباء في "الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية"، في هذا المجال، بضرورة القيام ببعض الإسعافات المنزلية عند ملاحظة وجود طفح جلدي وحكة في مناطق متفرّقة في الجسم، وفق التالي:
_ وضع الثلج على منطقة الطفح الجلدي لتخفيف الحكة.
_ تناول أدوية مضادة للهيستامين.
_ استخدام محلول ملطّف على المنطقة المصابة بالطفح الجلدي.
_ تجنّب مثيرات الحساسية، سواء الطعام أو البيئة.
_ تهوئة المنزل باستمرار والتخلّص من الأتربة بانتظام.
6 ألم أسفل الظهر
تعاني نسبة كبيرة من ألم الظهر، وخصوصاً في المنطقة السفلية منه أو في الفقرات القطنية بسبب الوزن الزائد أو حمل الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة أو الإجهاد المستمر نتيجة العمل المتواصل على الكومبيوتر أو الإفراط في القيام بالأعمال المنزلية، ما يمثّل إجهاداً مستمراً على الظهر.
ويعدّد الخبراء بعض العلامات التي تشير إلى وجود ألم في أسفل الظهر، أبرزها:
عدم القدرة على تحريك الظهر، خصوصاً عند الانحناء إلى الخلف.
تشنّج العضلات في الظهر، ما يسبّب تصلّب الرقبة.
وجود ضعف في عضلات الظهر نفسها.
من جهة أخرى، تجدر سرعة استشارة الطبيب في الحالات التالية:
1.وجود ألم في الردفين والرجلين والذراعين، مصاحباً لألم الظهر.
2.وجود تنميل في الأطراف أو فقد الإحساس.
3.فقد الوعي وعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
4.شعور عام بالتعب والإعياء وضعف في الحركة والقوة البدنية.
5.وجود مشكلات في البول كالحرقان أو تغيّر لونه أو رائحته أو كميته.
وينصح الباحثون ببعض الإسعافات الأولية المنزلية عند الشعور بألم في أسفل الظهر، أهمها:
_ تناول مسكنات لألم الظهر، كالأدوية المضادة للالتهاب أو التورّم.
_ تناول أدوية ارتخاء العضلات.
_ استخدام كمّادات من الثلج على المنطقة المصابة لفترات منتظمة.
Comment