الباركنسون... إعرف عوارضه وعلاجاته
جميعنا يربط مرض باركنسون بالارتجاف، لكن الأخير ليس العارض الوحيد الذي يميّز هذا الداء، حتى أنه لا يمثل علامة فارقة لدى ثلث المصابين تقريباً (فهم لا يعانون أي ارتجاف). بيد أن التعرّف إلى هذا المرض وتشخيصه أصعب مما قد يبدو عليه. إليكم لمحة عن عوارضه.
عموماً، يحصل الارتجاف أثناء الجلوس أو الاسترخاء ويقل أو يتوقف أثناء الحركة. تكون الذراعان غالباً الأكثر عرضة للارتجاف. يُذكر أيضاً أن الضغط النفسي يفاقمه.
- توتّر العضلات:
حتى أثناء الاسترخاء والجلوس، تتقلّص العضلات باستمرار ما يسبب ألماً وتصلباً كبيرين.
- فقدان الحركة:
نقصد بذلك التحرك بشكل أبطأ من المعتاد، فحتى الحركات الاعتيادية الطبيعية تتطلب أوامر طوعية إرادية، ما يبطّئ إلى حدّ كبير تنفيذها ويجعلها أقل عفوية.
- الاضطرابات الهضمية (إمساك، إفراز لعاب بإفراط...).
- الاضطرابات البولية (سلس بولي، حاجة ماسة إلى التبويل...).
- الاضطرابات الجنسية (مشاكل في الانتصاب...).
- اضطرابات في النوم (أرق، نعاس أثناء اليوم...).
- حركات دقيقة (كتابة بخط صغير غير مقروء أحياناً).
- اضطرابات في القلب والأوعية الدموية.
- اضطرابات في حاسة الشم.
- عوارض تشير إلى الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات معرفية (بطء واضطراب في التحليل المنطقي).
تشخيصه
يصبح جدول العوارض التي تشير إلى الإصابة بداء باركنسون معقداً عندما نعرف أنها لا تظهر جميعها في الوقت نفسه وأن بعضها قد يظهر لفترة معينة ثم يختفي ليظهر مجدداً لاحقاً.
لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن بعض العوارض المذكورة آنفاً لا تميّز هذا المرض أي أنها قد تظهر عند الإصابة بأمراض أخرى أيضاً.
مثلاً، الاكتئاب عارض قد يؤدي إلى توجيه شخص مصاب بداء باركنسون إلى طبيب نفسي عوضاً عنه إلى طبيب أعصاب.
بيد أن الأطباء يستندون غالباً إلى مجموعة من العوارض لاكتشاف داء باركنسون وتشخيصه.
وعلى رغم ذلك، يُشخص غالباً في وقت متأخر جداً. ويُعزى ذلك إلى عوارض لا تظهر إلا في وقت متأخر بعد أن يتدمر عدد كبير من الخلايا العصبية.
اختبار التصفيق
في حال وجود أي شكوك، يستطيع الأطباء القيام باختبار بسيط جداً:
اختبار التصفيق.
يكفي أن يطلبوا من المرء أن يصفق بيديه ثلاث مرات متتالية.
إذا لم يستطع التوقّف بعد المرة الثالثة، يُشتبه في أنه مصاب بداء باركنسون.
علاجه
من أصل 150 ألف مصاب بداء باركنسون، ثمة 10 في المئة ما دون الأربعين من العمر، و50 في المئة تخطوا الثامنة والخمسين. يؤثر هذا المرض التنكسي العصبي الذي يصيب الدماغ على حركات الشخص الإرادية.
ولعل أبرز العوارض:
- البطء.
- تصلّب العضلات وتوترها.
- الارتجاف.
على رغم أن مرض باركنسون حميد أحياناً، قد يظهر عوارض مزعجة: بطء في الحركة، توتر عضلي، ارتجاف، ألم رثياني (في المفاصل)، عوارض اكتئاب وفقدان القدرة على تحريك الوجه.
عندما يواجه المرء صعوبة ويشعر بالألم عند الإتيان بأي حركة أو التنقل من مكان إلى آخر، لا بد له من اتخاذ بعض الخطوات.
بيد أن الاختصاصيين يفضلون غالباً أن يحصل المرء على العلاج قبل بلوغه هذه المرحلة من الألم والانزعاج.
حتى الآن لا يمكن شفاء داء باركنسون بالكامل.
لكن يمكن منع تطوّر العوارض أو جعل المصابين به في وضع جسدي وفكري مُرضٍ.
أدوية مكافحة
عقار Levo-dopa الأفضل، فهذه المادة تتحول في الدماغ إلى دوبامين، هرمون ناقص في حال الإصابة بداء باركنسون.
ينبغي متابعة العلاج لفترة طويلة تمتد على سنوات، وعلى المدى الطويل، قد تظهر تأثيرات جانبية.
ويمكن أيضاً تناول بعض الأدوية كمؤازرات الدوبامين.
كذلك، يمكن التخفيف من الارتجاف أو القلق بفضل أدوية غير محددة كالبنزوديازبين benzodiazépines.
الجراحة
ثمة جراحة تسمح بتحسين العوارض المرتبطة بالحركة من خلال تنشيط المنطقة الدماغية.
تشتمل هذه التقنية على المخاطر ولا يمكن اللجوء إليها إلا في الحالات المتقدّمة من المرض.
تحفيز الدماغ العميق
يقتصر على إجراء جراحة لزرع قطبين كهربائيين على جانبي الجمجمة بغية القيام كهربائياً بتحفيز المناطق الدماغية المسؤولة عن الارتجاف وتصلّب العضلات. المريض نفسه هو الذي ينشط الدماغ عندما يشعر بالعوارض.
علاجات مختلفة
أياً كان نوع العلاج، ينبغي أن يكون شاملاً ويشارك فيه المريض والمحيطون به. يُفرض غالباً اللجوء إلى العلاج الكينزي لتحسين حياة المرضى, يساعد هذا العلاج في الحفاظ على حركية المرء وقدرته على القيام بنشاطات جسدية.
قد يساعد الاختصاصي في العلاج الوظيفي على ذلك أيضاً. تُكمَّل هذه التمارين غالباً من خلال التطرّق إلى علاج الصوت والكتابة.
أهمية الرياضة
لفترة طويلة لم يكن من الممكن ممارسة الرياضة في حال الإصابة بداء باركنسون، وكان الأطباء يحذرون مرضاهم من كل جهد غير مجدٍ.
لكن في يومنا هذا تبدلت الآراء وبات الاختصاصيون ينصحون المرضى بممارسة الرياضة وخصوصاً الرقص. وحديثاً، تمكّن باحثون في كلية الطب في جامعة واشنطن من أن يثبتوا فاعلية دروس التانغو مقارنة بالعلاج الكينزي التقليدي وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتحسين حركية المرضى وتوازنهم.
كذلك، اهتم فريق آخر في كاليفورنيا بدراسة العلاقة الدقيقة بين الموسيقى والحركة واكتشف أن الرقص لا يستلزم اندماجاً على صعيد الحركة في القشرة المخية، بالتالي يستطيع المصابون بأمراض تنكسية خطيرة ممارسته.
من هنا نشأت فكرة معالجة داء باركنسون من خلال الموسيقى والرقص.
على رغم غموض التفسير العصبي، يمكن القول باختصار إن ممارسة النشاط بكل بساطة تساعد إلى حد كبير المرضى في الشعور بأنهم أفضل حالاً.
للتحدّث عن العلاقة بين الرياضة وداء باركنسون لا بد من التطرق إلى بحث أجرته جامعة هارفرد (في بوسطن) يقتصر على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة حول نمط حياة 150 ألف رجل وامرأة تخطوا الخمسين
(وما إذا كانوا يمارسون الرياضة)
ثم متابعة وضعهم الصحي على مدى 14 عاماً.
كخلاصة: تبين لها أن 252 رجلاً و135 امرأة أصيبوا بداء باركنسون أثناء إجراء البحث:
نتيجة تطابقت تماماً مع التوقعات.
فضلاً عن ذلك، تبين للباحثين أن ممارسة الرياضة بانتظام منذ الطفولة تخفض إلى حد كبير خطر الإصابة بهذا المرض.
لكنهم أشاروا إلى أنهم ما زالوا يجهلون الدور المحدد الذي تؤديه الرياضة على صعيد الوقاية منه.
هل تتمثل فاعلية الرياضة في مكافحة الجذور الحرة بشكل أفضل وتأمين حماية أفضل لخلايا الدماغ المنتجة للدوبامين؟
أثناء هذا البحث، ظهر تأثير الرياضة الإيجابي لدى الرجال أكثر منه لدى النساء وحتى يومنا لا يعرف أحد السبب.
فحص دم لاكتشافه؟
راهناً، يستند تشخيص داء باركنسون بشكل أساسي إلى اختبار سريري للتأكد من العوارض.
بيد أن مجموعة من الباحثين اقترحت حديثاً ابتكار فحص دم للتمكن من تشخيص المرض بشكل أدق ومتابعته بشكل أفضل، وذلك بالنظر إلى صعوبة تشخيص هذا المرض التنكسي العصبي واحتمال الخطأ الكبير الوارد.
وها هم الباحثون يسعون الآن إلى اكتشاف مؤشرات دم خاصة مسؤولة عن الإصابة بداء باركنسون ما سيفسح في المجال أمام معالجة هذا المرض بشكل أفضل.
ماذا عن عملية الأيض؟
لتحديد الخصائص الدقيقة المرتبطة بعملية الأيض وعلاقتها بالإصابة بداء باركنسون، استند الباحثون إلى تقنية حديثة نوعاً ما لتحليل خصائص آلاف البروتينات الموجودة في الدم.
وبذلك، تمكنوا من التعرف إلى نمط أيض معين ومختلف جداً لدى المرضى المصابين بهذا الداء مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
وعلى رغم أنه ما من جزيئة معينة تسمح وحدها برصد داء باركنسون، ظهرت مجموعات معينة من البروتينات التي تبين أنها علامة فارقة تؤكد الإصابة به.
في مرحلة مبكرة
أثبتت دراسة أجريت حديثاً أن التحفيز الدماغي العميق في مرحلة مبكرة يحسّن صحة مرضى داء باركنسون.
كذلك تبين أن هذا التحفيز الدماغي إلى جانب علاج بالأدوية يفضي إلى نتائج أفضل حتى بالنسبة إلى المرضى الذين لم يبلغوا بعد مراحل متقدمة وبالنسبة إلى المصابين بهذا الداء منذ أقل من 10 سنوات.
وقد تابع الباحثون في إطار هذه الدراسة حالة 20 مريضاً بداء باركنسون في مرحلة مبكرة على مدى 18 شهراً.
وتوزّع المرضى ضمن مجموعتين وتلقوا إما تحفيزاً عميقاً للدماغ في مرحلة مبكرة وإما علاجاً بالأدوية.
بخلاف عمليات التقييم السابقة لفائدة التحفيز الدماغي العميق عند الإصابة بمرض باركنسون، كان المرضى في هذه الدراسة الجديدة ما دون الخامسة والخمسين عندما بدأت، ما زالوا يذهبون إلى عملهم وقد شُخصت إصابتهم بداء باركنسون قبل 5 إلى 10 سنوات.
لم يظهروا إلا عوارض خفيفة إلى معتدلة، لكن كانت لديهم مضاعفات خطيرة على صعيد الحركة رغم حصولهم على علاج بالأدوية.
في هذه المرحلة من المرض، لا يخضع المرضى للتحفيز الدماغي العميق إلا في حالات نادرة.
تحسّن ملحوظ
قُيِّمت صحة هؤلاء المرضى استناداً إلى مقياس PDQ-39 الخاص بمرض باركنسون.
وقد لاحظ الباحثون أن التحفيز الدماغي العميق أدى إلى تحسن صحة 24 في المئة منهم وخفف حدة العوارض المرتبطة بالحركة بنسبة 69 في المئة.
كذلك، تمكّن المرضى من خفض كمية الأدوية التي يتناولونها بنسبة 57 في المئة بشكل عام.
أما لدى المجموعة الأخرى، فلم يلاحظ الباحثون أي تحسن على المستوى الصحي، تفاقمت العوارض المرتبطة بالحركة بنسبة 29 في المئة وزاد استهلاك الأدوية بنسبة 12 في المئة.
بصيص أمل
بالنظر إلى الأبحاث الطبية التي نُشرت حديثاً، يتلقى المرضى عموماً التحفيز الدماغي العميق بعد 14 عاماً من تشخيص إصابتهم للمرة الأولى، أي عندما يعجز العلاج بالأدوية عن تحسين عوارضهم. فضلاً عن ذلك، في هذه المرحلة، تتراجع صحة السواد الأعظم منهم إلى حد كبير.
كذلك، ثبتت فاعلية التحفيز الدماغي الكبيرة في علاج المصابين بداء باركنسون في المراحل الأولى مقارنة بالعلاج بالأدوية وحده.
لا يظهر التحسن على مستوى الحركة وحسب، بل على المستوى العصبي النفسي أيضاً وعلى صعيد الصحة عموماً.
ما زال على الباحثين أن يثبتوا على نطاق أوسع صحة هذه المقاربة التي تستند إلى التحفيز الدماغي المبكر في علاج داء باركنسون.
جميعنا يربط مرض باركنسون بالارتجاف، لكن الأخير ليس العارض الوحيد الذي يميّز هذا الداء، حتى أنه لا يمثل علامة فارقة لدى ثلث المصابين تقريباً (فهم لا يعانون أي ارتجاف). بيد أن التعرّف إلى هذا المرض وتشخيصه أصعب مما قد يبدو عليه. إليكم لمحة عن عوارضه.
عموماً، يحصل الارتجاف أثناء الجلوس أو الاسترخاء ويقل أو يتوقف أثناء الحركة. تكون الذراعان غالباً الأكثر عرضة للارتجاف. يُذكر أيضاً أن الضغط النفسي يفاقمه.
- توتّر العضلات:
حتى أثناء الاسترخاء والجلوس، تتقلّص العضلات باستمرار ما يسبب ألماً وتصلباً كبيرين.
- فقدان الحركة:
نقصد بذلك التحرك بشكل أبطأ من المعتاد، فحتى الحركات الاعتيادية الطبيعية تتطلب أوامر طوعية إرادية، ما يبطّئ إلى حدّ كبير تنفيذها ويجعلها أقل عفوية.
- الاضطرابات الهضمية (إمساك، إفراز لعاب بإفراط...).
- الاضطرابات البولية (سلس بولي، حاجة ماسة إلى التبويل...).
- الاضطرابات الجنسية (مشاكل في الانتصاب...).
- اضطرابات في النوم (أرق، نعاس أثناء اليوم...).
- حركات دقيقة (كتابة بخط صغير غير مقروء أحياناً).
- اضطرابات في القلب والأوعية الدموية.
- اضطرابات في حاسة الشم.
- عوارض تشير إلى الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات معرفية (بطء واضطراب في التحليل المنطقي).
تشخيصه
يصبح جدول العوارض التي تشير إلى الإصابة بداء باركنسون معقداً عندما نعرف أنها لا تظهر جميعها في الوقت نفسه وأن بعضها قد يظهر لفترة معينة ثم يختفي ليظهر مجدداً لاحقاً.
لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن بعض العوارض المذكورة آنفاً لا تميّز هذا المرض أي أنها قد تظهر عند الإصابة بأمراض أخرى أيضاً.
مثلاً، الاكتئاب عارض قد يؤدي إلى توجيه شخص مصاب بداء باركنسون إلى طبيب نفسي عوضاً عنه إلى طبيب أعصاب.
بيد أن الأطباء يستندون غالباً إلى مجموعة من العوارض لاكتشاف داء باركنسون وتشخيصه.
وعلى رغم ذلك، يُشخص غالباً في وقت متأخر جداً. ويُعزى ذلك إلى عوارض لا تظهر إلا في وقت متأخر بعد أن يتدمر عدد كبير من الخلايا العصبية.
اختبار التصفيق
في حال وجود أي شكوك، يستطيع الأطباء القيام باختبار بسيط جداً:
اختبار التصفيق.
يكفي أن يطلبوا من المرء أن يصفق بيديه ثلاث مرات متتالية.
إذا لم يستطع التوقّف بعد المرة الثالثة، يُشتبه في أنه مصاب بداء باركنسون.
علاجه
من أصل 150 ألف مصاب بداء باركنسون، ثمة 10 في المئة ما دون الأربعين من العمر، و50 في المئة تخطوا الثامنة والخمسين. يؤثر هذا المرض التنكسي العصبي الذي يصيب الدماغ على حركات الشخص الإرادية.
ولعل أبرز العوارض:
- البطء.
- تصلّب العضلات وتوترها.
- الارتجاف.
على رغم أن مرض باركنسون حميد أحياناً، قد يظهر عوارض مزعجة: بطء في الحركة، توتر عضلي، ارتجاف، ألم رثياني (في المفاصل)، عوارض اكتئاب وفقدان القدرة على تحريك الوجه.
عندما يواجه المرء صعوبة ويشعر بالألم عند الإتيان بأي حركة أو التنقل من مكان إلى آخر، لا بد له من اتخاذ بعض الخطوات.
بيد أن الاختصاصيين يفضلون غالباً أن يحصل المرء على العلاج قبل بلوغه هذه المرحلة من الألم والانزعاج.
حتى الآن لا يمكن شفاء داء باركنسون بالكامل.
لكن يمكن منع تطوّر العوارض أو جعل المصابين به في وضع جسدي وفكري مُرضٍ.
أدوية مكافحة
عقار Levo-dopa الأفضل، فهذه المادة تتحول في الدماغ إلى دوبامين، هرمون ناقص في حال الإصابة بداء باركنسون.
ينبغي متابعة العلاج لفترة طويلة تمتد على سنوات، وعلى المدى الطويل، قد تظهر تأثيرات جانبية.
ويمكن أيضاً تناول بعض الأدوية كمؤازرات الدوبامين.
كذلك، يمكن التخفيف من الارتجاف أو القلق بفضل أدوية غير محددة كالبنزوديازبين benzodiazépines.
الجراحة
ثمة جراحة تسمح بتحسين العوارض المرتبطة بالحركة من خلال تنشيط المنطقة الدماغية.
تشتمل هذه التقنية على المخاطر ولا يمكن اللجوء إليها إلا في الحالات المتقدّمة من المرض.
تحفيز الدماغ العميق
يقتصر على إجراء جراحة لزرع قطبين كهربائيين على جانبي الجمجمة بغية القيام كهربائياً بتحفيز المناطق الدماغية المسؤولة عن الارتجاف وتصلّب العضلات. المريض نفسه هو الذي ينشط الدماغ عندما يشعر بالعوارض.
علاجات مختلفة
أياً كان نوع العلاج، ينبغي أن يكون شاملاً ويشارك فيه المريض والمحيطون به. يُفرض غالباً اللجوء إلى العلاج الكينزي لتحسين حياة المرضى, يساعد هذا العلاج في الحفاظ على حركية المرء وقدرته على القيام بنشاطات جسدية.
قد يساعد الاختصاصي في العلاج الوظيفي على ذلك أيضاً. تُكمَّل هذه التمارين غالباً من خلال التطرّق إلى علاج الصوت والكتابة.
أهمية الرياضة
لفترة طويلة لم يكن من الممكن ممارسة الرياضة في حال الإصابة بداء باركنسون، وكان الأطباء يحذرون مرضاهم من كل جهد غير مجدٍ.
لكن في يومنا هذا تبدلت الآراء وبات الاختصاصيون ينصحون المرضى بممارسة الرياضة وخصوصاً الرقص. وحديثاً، تمكّن باحثون في كلية الطب في جامعة واشنطن من أن يثبتوا فاعلية دروس التانغو مقارنة بالعلاج الكينزي التقليدي وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتحسين حركية المرضى وتوازنهم.
كذلك، اهتم فريق آخر في كاليفورنيا بدراسة العلاقة الدقيقة بين الموسيقى والحركة واكتشف أن الرقص لا يستلزم اندماجاً على صعيد الحركة في القشرة المخية، بالتالي يستطيع المصابون بأمراض تنكسية خطيرة ممارسته.
من هنا نشأت فكرة معالجة داء باركنسون من خلال الموسيقى والرقص.
على رغم غموض التفسير العصبي، يمكن القول باختصار إن ممارسة النشاط بكل بساطة تساعد إلى حد كبير المرضى في الشعور بأنهم أفضل حالاً.
للتحدّث عن العلاقة بين الرياضة وداء باركنسون لا بد من التطرق إلى بحث أجرته جامعة هارفرد (في بوسطن) يقتصر على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة حول نمط حياة 150 ألف رجل وامرأة تخطوا الخمسين
(وما إذا كانوا يمارسون الرياضة)
ثم متابعة وضعهم الصحي على مدى 14 عاماً.
كخلاصة: تبين لها أن 252 رجلاً و135 امرأة أصيبوا بداء باركنسون أثناء إجراء البحث:
نتيجة تطابقت تماماً مع التوقعات.
فضلاً عن ذلك، تبين للباحثين أن ممارسة الرياضة بانتظام منذ الطفولة تخفض إلى حد كبير خطر الإصابة بهذا المرض.
لكنهم أشاروا إلى أنهم ما زالوا يجهلون الدور المحدد الذي تؤديه الرياضة على صعيد الوقاية منه.
هل تتمثل فاعلية الرياضة في مكافحة الجذور الحرة بشكل أفضل وتأمين حماية أفضل لخلايا الدماغ المنتجة للدوبامين؟
أثناء هذا البحث، ظهر تأثير الرياضة الإيجابي لدى الرجال أكثر منه لدى النساء وحتى يومنا لا يعرف أحد السبب.
فحص دم لاكتشافه؟
راهناً، يستند تشخيص داء باركنسون بشكل أساسي إلى اختبار سريري للتأكد من العوارض.
بيد أن مجموعة من الباحثين اقترحت حديثاً ابتكار فحص دم للتمكن من تشخيص المرض بشكل أدق ومتابعته بشكل أفضل، وذلك بالنظر إلى صعوبة تشخيص هذا المرض التنكسي العصبي واحتمال الخطأ الكبير الوارد.
وها هم الباحثون يسعون الآن إلى اكتشاف مؤشرات دم خاصة مسؤولة عن الإصابة بداء باركنسون ما سيفسح في المجال أمام معالجة هذا المرض بشكل أفضل.
ماذا عن عملية الأيض؟
لتحديد الخصائص الدقيقة المرتبطة بعملية الأيض وعلاقتها بالإصابة بداء باركنسون، استند الباحثون إلى تقنية حديثة نوعاً ما لتحليل خصائص آلاف البروتينات الموجودة في الدم.
وبذلك، تمكنوا من التعرف إلى نمط أيض معين ومختلف جداً لدى المرضى المصابين بهذا الداء مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
وعلى رغم أنه ما من جزيئة معينة تسمح وحدها برصد داء باركنسون، ظهرت مجموعات معينة من البروتينات التي تبين أنها علامة فارقة تؤكد الإصابة به.
في مرحلة مبكرة
أثبتت دراسة أجريت حديثاً أن التحفيز الدماغي العميق في مرحلة مبكرة يحسّن صحة مرضى داء باركنسون.
كذلك تبين أن هذا التحفيز الدماغي إلى جانب علاج بالأدوية يفضي إلى نتائج أفضل حتى بالنسبة إلى المرضى الذين لم يبلغوا بعد مراحل متقدمة وبالنسبة إلى المصابين بهذا الداء منذ أقل من 10 سنوات.
وقد تابع الباحثون في إطار هذه الدراسة حالة 20 مريضاً بداء باركنسون في مرحلة مبكرة على مدى 18 شهراً.
وتوزّع المرضى ضمن مجموعتين وتلقوا إما تحفيزاً عميقاً للدماغ في مرحلة مبكرة وإما علاجاً بالأدوية.
بخلاف عمليات التقييم السابقة لفائدة التحفيز الدماغي العميق عند الإصابة بمرض باركنسون، كان المرضى في هذه الدراسة الجديدة ما دون الخامسة والخمسين عندما بدأت، ما زالوا يذهبون إلى عملهم وقد شُخصت إصابتهم بداء باركنسون قبل 5 إلى 10 سنوات.
لم يظهروا إلا عوارض خفيفة إلى معتدلة، لكن كانت لديهم مضاعفات خطيرة على صعيد الحركة رغم حصولهم على علاج بالأدوية.
في هذه المرحلة من المرض، لا يخضع المرضى للتحفيز الدماغي العميق إلا في حالات نادرة.
تحسّن ملحوظ
قُيِّمت صحة هؤلاء المرضى استناداً إلى مقياس PDQ-39 الخاص بمرض باركنسون.
وقد لاحظ الباحثون أن التحفيز الدماغي العميق أدى إلى تحسن صحة 24 في المئة منهم وخفف حدة العوارض المرتبطة بالحركة بنسبة 69 في المئة.
كذلك، تمكّن المرضى من خفض كمية الأدوية التي يتناولونها بنسبة 57 في المئة بشكل عام.
أما لدى المجموعة الأخرى، فلم يلاحظ الباحثون أي تحسن على المستوى الصحي، تفاقمت العوارض المرتبطة بالحركة بنسبة 29 في المئة وزاد استهلاك الأدوية بنسبة 12 في المئة.
بصيص أمل
بالنظر إلى الأبحاث الطبية التي نُشرت حديثاً، يتلقى المرضى عموماً التحفيز الدماغي العميق بعد 14 عاماً من تشخيص إصابتهم للمرة الأولى، أي عندما يعجز العلاج بالأدوية عن تحسين عوارضهم. فضلاً عن ذلك، في هذه المرحلة، تتراجع صحة السواد الأعظم منهم إلى حد كبير.
كذلك، ثبتت فاعلية التحفيز الدماغي الكبيرة في علاج المصابين بداء باركنسون في المراحل الأولى مقارنة بالعلاج بالأدوية وحده.
لا يظهر التحسن على مستوى الحركة وحسب، بل على المستوى العصبي النفسي أيضاً وعلى صعيد الصحة عموماً.
ما زال على الباحثين أن يثبتوا على نطاق أوسع صحة هذه المقاربة التي تستند إلى التحفيز الدماغي المبكر في علاج داء باركنسون.
Comment