في وقت ما منذ ما يقرب من 2250 عام عانى مصري قديم في عصر البطالمة نطلق على موميائه اليوم إسم "M1" ، من مرض مجهول صاحبه ألم شديد في أسفل الظهر.
ومع إنتشار مرضه في مناطق أخرى من جسده ، اضحت حركته صعبة و مضنية.
و بعد وفاته البطيئة متدثرا في آلامه ، سارع أهله بدفع تكلفة تحنيطه بالرغم من أنه ليس من طبقة الصفوة أو الأغنياء إلا أنهم قد ارتؤوا تجهيزه لكي يبعث في حياة أخرى رغدة سعيدة يعوض فيها ما عاناه في الدنيا من آلام مريرة.
ومع إنتشار مرضه في مناطق أخرى من جسده ، اضحت حركته صعبة و مضنية.
و بعد وفاته البطيئة متدثرا في آلامه ، سارع أهله بدفع تكلفة تحنيطه بالرغم من أنه ليس من طبقة الصفوة أو الأغنياء إلا أنهم قد ارتؤوا تجهيزه لكي يبعث في حياة أخرى رغدة سعيدة يعوض فيها ما عاناه في الدنيا من آلام مريرة.
أما الرغد و السعادة فقد كانا من نصيب الفريق البحثي القائم على مومياء "M1"، و بعد قرون طويلة مرت على تحنيطه يرسلون بتحياتهم إلى ذويه في "العالم الآخر" فلولا إتخاذهم قرار تحنيط "M1" لم يكن الباحثون ليتعرفوا على أقدم حالة من سرطان البروستاتا في مصر القديمة و ثاني أقدم حالة في التاريخ.
سعادة الفريق البحثي كانت لأن إكتشافهم هذا بمثابة الضربة القاضية لضحض النظرية القائلة بأن مرض السرطان من صنع الإنسان الحديث و ما في ذلك من إلقاء باللوم على الثورة الصناعية و تبعاتها .
و للسرطان تاريخ...
إن تاريخ مرض السرطان موغل في القدم أكثر مما نتخيل، حتى أنه يعود إلى ما قبل التاريخ، في عصر سادت فيه الأرض زواحف عملاقة إسمها الديناصورات!
تخبط "جروجوصورس"- آكل اللحم- كثيرا و أصيب بالعديد من الكسور و الجروح الغائرة المندملة كما كان واضحا على هيكله العظمي البالغ من العمر 72 مليون عام و المكتشف سنة 1997 ، لم يكن ذلك لضعف الجروجوصورس المسكين و قلة حيلته بين أقرانه آكلي اللحم ،إنما إصابته بورم ضخم بحجم كرة البيسبول في المخ أفقده السيطرة على إتزانه و من ثم تعرضه الدائم للإصابات البالغة.
لم يكن هذا الإكتشاف الأول و لا الأخير لأورام سرطانية في الديناصورات، وجد دكتور "روتشيلد" أن ظاهرة مرض السرطان في الديناصورات تستحق بحث موسع و شامل ، فحمل معه جهاز المسح بأشعة أكس و سافر إلى شمال أمريكا بصحبة فريقه البحثي من جامعة أوهايو لإجراء مسوح على 10000 فقرة ظهرية لأكثر من 700 عينة من المتحف لأنواع مختلفة من الديناصورات.
و بالفعل كانت نتيجة المسح إكتشاف 29 ورم عظمي من 97 و هو العدد الكلي لعينات ديناصورات "هيدروصوراس" آكلة العشب.
أما الأسباب وراء إصابة الديناصورات بالسرطان في هذه الحقبة البعيدة من الزمن هو لغز تعددت فيه النظريات ، أكثر هذه النظريات جموحا تلك التي فسرت الوفاة الجماعية و المفاجأة للديناصورات.
مع دراسة علماء الفلك لعمق كوننا وجدوا أن كوكب الأرض قد تعرض لكميات متغيرة من الإشاعات القادمة من الفضاء على مدار عمرها و بناءا على تلك الملاحظة ، رجحت إحدى النظريات المتحمسة أن أوراما سرطانية سببتها إشعاعات متأينة من الفضاء ربما قضت على الديناصورات عن آخرها! لم تبقى تلك النظرية طويلا على الساحة العلمية إذ سقطت سقطة مدوية بدفعة من دراسة حديثة أجراها "روتشيلد"، قارن فيها ما بين معدل حدوث مرض السرطان في فقاريات العصر الحالي و معدل حدوثه في العينات الـ 700 التي أجرى عليها دراسته السابقة و كانت النتيجة أن معدل الحدوث واحد تقريبا و لم يختلف من ملايين السنين عن الآن.
رؤية ساخرة: التدخين هو السبب وراء إصابة الديناصورات بمرض السرطان!!
إختفت الديناصورات من على وجه الأرض و إختلفت الآراء حول السبب ، و لكنها أفسحت المجال لظهور أشكال جديدة للحياة على كوكب الأرض و من أهمها ظهور الإنسان و بقي السرطان عاملا مشتركا.
تناولت البرديات المصرية القديمة وصفا لمرض السرطان، وتعد بردية "إيبرس" (1500 قبل الميلاد) كتابا متكاملا لأنواع الأورام المختلفة مع العلاجات المتاحة لكل نوع لكن معظم تلك العلاجات معتمدة على السحر و الرقيات.
بردية إيبرس
إحتوت الكتابات الإغريقية منذ القرن الخامس قبل الميلاد عن مرض السرطان، و شارك العالم الإغريقي "أبقراط" الملقب بـ "أبو الطب" بالنصيب الأكبر آنذاك فقد لاحظ طبيعة الورم السرطاني و ميز شكله على هيئة "سرطان البحر Carcino" و من هنا جاءت تسميته، كما ميز الإغريق ما بين الأورام الحميدة و الخبيثة.
و كما شهَدت الأدبيات العلمية القديمة المتمثلة في البرديات و الكتابات على إنتشار مرض السرطان قديما ، شهَدت مومياءاتهم أيضا على ذلك.
فحصت جمعية علم الأمراض القديمة التي تأسست في سبعينات القرن الماضي ، مئات المومياءات المصرية القديمة كما درس نادي الأمراض القديمة التابع لجامعة فيرجينا مئات أخرى من المومياءات من تشيلي و بيرو ، فكانت النتيجة إكتشاف العديد من الأورام السرطانية الحميدة في الأيدي و الأرجل و بعض الأورام التي أصابت الأعصاب.
كانت الأورام الخبيثة أيضا لها نصيب من الإكتشاف، في مومياء طفل من تشيلي يرجع تاريخها إلى عام 003-600 م. و مؤخرا كان إكتشاف العالم "زيمرمان" في 2003 لحالة سرطان المستقيم في مومياء مصرية قديمة تعود إلى العصر البطلمي وُجدت في الواحات الداخلة.
السرطان: مرض قديم أم حديث أم شئ فيما بينهما؟!
العنوان السابق كان لمقال نشره "زيمرمان" في 2010 تناول فيه تاريخ مرض السرطان و خلص في نهاية مقاله أن السرطان مرض حديث النشأة من صنع الإنسان! وأن الأورام المكتشفة في المومياءات القديمة هي حالات أغلبها غير مؤكد أما المؤكد منها إن دل على شئ فهو يدل على ندرة المرض قديما لأن مسبباته غير موجودة في الطبيعة، فبيد الحداثة و التطور تعاظم مرض السرطان و أصبح المسئول
الثانى عن موت البشر بعد الأمراض القلبية في العالم الحديث.
لقي مقال زيمرمان نقدا واسعا من جموع العلماء و المتخصصين، لأن رؤية زيمرمان لعدم وجود أي مسببات في الطبيعية قادرة على حث مرض السرطان للظهور و هو رأي خاطئ تماما.
الديناصورات آكلة العشب "هيدروصوراس" ربما أصيبت بالسرطان لأكلها من أوراق الأشجار من فئة الصنوبريات المحتوية على مواد مسرطنة.
الأشعة فوق البنفسجية تنبعث من الشمس منذ بدء الخليقة و سرطان الجلد نتيجة طبيعية للتعرض لها، كذلك إستنشاق الدخان و مخلفات الإحتراق (السناج الأسود) مسبب للسرطان، ناهيك عن الإصابة بالعدوى من الفيروسات المنشرة حولنا و التي تصيب بسرطانات في الكبد و الحوض.
لذا فإن الإنسان القديم لم يكن بمعزل عن المواد المسرطنة كما هو الحال مع الإنسان الحديث.
يعاني البشر اليوم من تبعات التطور فوجدت المواد المسرطنة لها مكانا في البيئة المحيطة و الطعام.
بالرغم من هذه الحقيقة فإن حدوث مرض السرطان في عصرنا الحديث يعتمد بشكل أساسي على نمط و أسلوب حياة الفرد ، إلى جانب العوامل الطبيعية الخارجة عن إرادتنا بالطبع . لكن ذلك الأمر و لحسن الحظ يمكن لكل فرد التحكم فيه ، التدخين كمثال مسئول عن ربع حالات الإصابة بالسرطان حول العالم ، و منعه نهائيا يمكن أن يخفض الإصابة بالمرض. إنتهاج الإنسان لأسلوب حياة صحي قائم على نظام غذائي سليم و تجنب السمنة بممارسة الرياضة بشكل دائم و الإبتعاد قدر الإمكان عن مسببات السرطان المعروفة مثل التدخين و تناول المشروبات الكحولية و التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ، تجعله بمأمن من المرض.
الخلاصة: السرطان مرض قديم
الحضارات القديمة لم تكن متطورة بالشكل الكافي في مجال إكتشاف و علاج الأمراض فكان متوسط حياة الفرد آنذاك لا يتعدى 40-50 عام. بالتالي لم يكن مرض السرطان سمة ظاهرة ، حيث أن السرطان مرض مرتبط بالتقدم في العمر لأن الوقت عامل رئيسي يحتاجه المرض لكى يتكاثر و يثبت دعائمه في جسم الإنسان لذلك يزداد حدوثه فيما بعد الـ 50 من العمر مع إمكانية حدوثه لمن هم دون هذا السن بالطبع.
قُدر عمر مومياء المصرى القديم "M1" عند وفاته بنحو 51 إلى 60 ، لذا فهو قد نجى من الموت في سن صغيرة لكنه كبر في السن ليواجه الموت بالسرطان. فإذا كانت الفرصة سانحة للإنسان القديم أن يعيش لفترات أطول ، فإن معدل إصابته بمرض السرطان سوف تكون مساوية لقرينه الإنسان الحديث.
إن مرض السرطان قديم قدم الزمان و إكتشاف إصابة مومياء "M1" بسرطان البروستاتا كان بفضل جهاز المسح المقطعي الجديد البالغ الدقة الذي لم يستخدم قبل سنة 2005 ، و هو قادر على كشف أورام بقطر أقل من 1 مليمتر و هذه التقنية لم تكن متوفرة لزيمرمان و من قبله من علماء الأمراض القديمة الذين فاتهم إكتشاف الأورام في المومياءات و بقايا الديناصورات بالرغم من وجودها تحت أنوفهم مباشرة و في ذلك ضحض علمي و مباشر للقائل بأن السرطان مرض حديث من صنع البشر.
سعادة الفريق البحثي كانت لأن إكتشافهم هذا بمثابة الضربة القاضية لضحض النظرية القائلة بأن مرض السرطان من صنع الإنسان الحديث و ما في ذلك من إلقاء باللوم على الثورة الصناعية و تبعاتها .
و للسرطان تاريخ...
إن تاريخ مرض السرطان موغل في القدم أكثر مما نتخيل، حتى أنه يعود إلى ما قبل التاريخ، في عصر سادت فيه الأرض زواحف عملاقة إسمها الديناصورات!
تخبط "جروجوصورس"- آكل اللحم- كثيرا و أصيب بالعديد من الكسور و الجروح الغائرة المندملة كما كان واضحا على هيكله العظمي البالغ من العمر 72 مليون عام و المكتشف سنة 1997 ، لم يكن ذلك لضعف الجروجوصورس المسكين و قلة حيلته بين أقرانه آكلي اللحم ،إنما إصابته بورم ضخم بحجم كرة البيسبول في المخ أفقده السيطرة على إتزانه و من ثم تعرضه الدائم للإصابات البالغة.
لم يكن هذا الإكتشاف الأول و لا الأخير لأورام سرطانية في الديناصورات، وجد دكتور "روتشيلد" أن ظاهرة مرض السرطان في الديناصورات تستحق بحث موسع و شامل ، فحمل معه جهاز المسح بأشعة أكس و سافر إلى شمال أمريكا بصحبة فريقه البحثي من جامعة أوهايو لإجراء مسوح على 10000 فقرة ظهرية لأكثر من 700 عينة من المتحف لأنواع مختلفة من الديناصورات.
و بالفعل كانت نتيجة المسح إكتشاف 29 ورم عظمي من 97 و هو العدد الكلي لعينات ديناصورات "هيدروصوراس" آكلة العشب.
أما الأسباب وراء إصابة الديناصورات بالسرطان في هذه الحقبة البعيدة من الزمن هو لغز تعددت فيه النظريات ، أكثر هذه النظريات جموحا تلك التي فسرت الوفاة الجماعية و المفاجأة للديناصورات.
مع دراسة علماء الفلك لعمق كوننا وجدوا أن كوكب الأرض قد تعرض لكميات متغيرة من الإشاعات القادمة من الفضاء على مدار عمرها و بناءا على تلك الملاحظة ، رجحت إحدى النظريات المتحمسة أن أوراما سرطانية سببتها إشعاعات متأينة من الفضاء ربما قضت على الديناصورات عن آخرها! لم تبقى تلك النظرية طويلا على الساحة العلمية إذ سقطت سقطة مدوية بدفعة من دراسة حديثة أجراها "روتشيلد"، قارن فيها ما بين معدل حدوث مرض السرطان في فقاريات العصر الحالي و معدل حدوثه في العينات الـ 700 التي أجرى عليها دراسته السابقة و كانت النتيجة أن معدل الحدوث واحد تقريبا و لم يختلف من ملايين السنين عن الآن.
رؤية ساخرة: التدخين هو السبب وراء إصابة الديناصورات بمرض السرطان!!
إختفت الديناصورات من على وجه الأرض و إختلفت الآراء حول السبب ، و لكنها أفسحت المجال لظهور أشكال جديدة للحياة على كوكب الأرض و من أهمها ظهور الإنسان و بقي السرطان عاملا مشتركا.
تناولت البرديات المصرية القديمة وصفا لمرض السرطان، وتعد بردية "إيبرس" (1500 قبل الميلاد) كتابا متكاملا لأنواع الأورام المختلفة مع العلاجات المتاحة لكل نوع لكن معظم تلك العلاجات معتمدة على السحر و الرقيات.
بردية إيبرس
إحتوت الكتابات الإغريقية منذ القرن الخامس قبل الميلاد عن مرض السرطان، و شارك العالم الإغريقي "أبقراط" الملقب بـ "أبو الطب" بالنصيب الأكبر آنذاك فقد لاحظ طبيعة الورم السرطاني و ميز شكله على هيئة "سرطان البحر Carcino" و من هنا جاءت تسميته، كما ميز الإغريق ما بين الأورام الحميدة و الخبيثة.
و كما شهَدت الأدبيات العلمية القديمة المتمثلة في البرديات و الكتابات على إنتشار مرض السرطان قديما ، شهَدت مومياءاتهم أيضا على ذلك.
فحصت جمعية علم الأمراض القديمة التي تأسست في سبعينات القرن الماضي ، مئات المومياءات المصرية القديمة كما درس نادي الأمراض القديمة التابع لجامعة فيرجينا مئات أخرى من المومياءات من تشيلي و بيرو ، فكانت النتيجة إكتشاف العديد من الأورام السرطانية الحميدة في الأيدي و الأرجل و بعض الأورام التي أصابت الأعصاب.
كانت الأورام الخبيثة أيضا لها نصيب من الإكتشاف، في مومياء طفل من تشيلي يرجع تاريخها إلى عام 003-600 م. و مؤخرا كان إكتشاف العالم "زيمرمان" في 2003 لحالة سرطان المستقيم في مومياء مصرية قديمة تعود إلى العصر البطلمي وُجدت في الواحات الداخلة.
السرطان: مرض قديم أم حديث أم شئ فيما بينهما؟!
العنوان السابق كان لمقال نشره "زيمرمان" في 2010 تناول فيه تاريخ مرض السرطان و خلص في نهاية مقاله أن السرطان مرض حديث النشأة من صنع الإنسان! وأن الأورام المكتشفة في المومياءات القديمة هي حالات أغلبها غير مؤكد أما المؤكد منها إن دل على شئ فهو يدل على ندرة المرض قديما لأن مسبباته غير موجودة في الطبيعة، فبيد الحداثة و التطور تعاظم مرض السرطان و أصبح المسئول
الثانى عن موت البشر بعد الأمراض القلبية في العالم الحديث.
لقي مقال زيمرمان نقدا واسعا من جموع العلماء و المتخصصين، لأن رؤية زيمرمان لعدم وجود أي مسببات في الطبيعية قادرة على حث مرض السرطان للظهور و هو رأي خاطئ تماما.
الديناصورات آكلة العشب "هيدروصوراس" ربما أصيبت بالسرطان لأكلها من أوراق الأشجار من فئة الصنوبريات المحتوية على مواد مسرطنة.
الأشعة فوق البنفسجية تنبعث من الشمس منذ بدء الخليقة و سرطان الجلد نتيجة طبيعية للتعرض لها، كذلك إستنشاق الدخان و مخلفات الإحتراق (السناج الأسود) مسبب للسرطان، ناهيك عن الإصابة بالعدوى من الفيروسات المنشرة حولنا و التي تصيب بسرطانات في الكبد و الحوض.
لذا فإن الإنسان القديم لم يكن بمعزل عن المواد المسرطنة كما هو الحال مع الإنسان الحديث.
يعاني البشر اليوم من تبعات التطور فوجدت المواد المسرطنة لها مكانا في البيئة المحيطة و الطعام.
بالرغم من هذه الحقيقة فإن حدوث مرض السرطان في عصرنا الحديث يعتمد بشكل أساسي على نمط و أسلوب حياة الفرد ، إلى جانب العوامل الطبيعية الخارجة عن إرادتنا بالطبع . لكن ذلك الأمر و لحسن الحظ يمكن لكل فرد التحكم فيه ، التدخين كمثال مسئول عن ربع حالات الإصابة بالسرطان حول العالم ، و منعه نهائيا يمكن أن يخفض الإصابة بالمرض. إنتهاج الإنسان لأسلوب حياة صحي قائم على نظام غذائي سليم و تجنب السمنة بممارسة الرياضة بشكل دائم و الإبتعاد قدر الإمكان عن مسببات السرطان المعروفة مثل التدخين و تناول المشروبات الكحولية و التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ، تجعله بمأمن من المرض.
الخلاصة: السرطان مرض قديم
الحضارات القديمة لم تكن متطورة بالشكل الكافي في مجال إكتشاف و علاج الأمراض فكان متوسط حياة الفرد آنذاك لا يتعدى 40-50 عام. بالتالي لم يكن مرض السرطان سمة ظاهرة ، حيث أن السرطان مرض مرتبط بالتقدم في العمر لأن الوقت عامل رئيسي يحتاجه المرض لكى يتكاثر و يثبت دعائمه في جسم الإنسان لذلك يزداد حدوثه فيما بعد الـ 50 من العمر مع إمكانية حدوثه لمن هم دون هذا السن بالطبع.
قُدر عمر مومياء المصرى القديم "M1" عند وفاته بنحو 51 إلى 60 ، لذا فهو قد نجى من الموت في سن صغيرة لكنه كبر في السن ليواجه الموت بالسرطان. فإذا كانت الفرصة سانحة للإنسان القديم أن يعيش لفترات أطول ، فإن معدل إصابته بمرض السرطان سوف تكون مساوية لقرينه الإنسان الحديث.
إن مرض السرطان قديم قدم الزمان و إكتشاف إصابة مومياء "M1" بسرطان البروستاتا كان بفضل جهاز المسح المقطعي الجديد البالغ الدقة الذي لم يستخدم قبل سنة 2005 ، و هو قادر على كشف أورام بقطر أقل من 1 مليمتر و هذه التقنية لم تكن متوفرة لزيمرمان و من قبله من علماء الأمراض القديمة الذين فاتهم إكتشاف الأورام في المومياءات و بقايا الديناصورات بالرغم من وجودها تحت أنوفهم مباشرة و في ذلك ضحض علمي و مباشر للقائل بأن السرطان مرض حديث من صنع البشر.