ما لا تعرفه عن الخلايا الجذعية 2
هنا حان الوقت لكي نفهم الأهمية العظيمة للخلايا الجذعية و كيف تكون الحل للمشكلة التي بدأنا بها في الجزء الأول...بعد أن نعرف قصة المريضة "كلوديا كستللو".
عانت كلوديا من تلف في أحدى قصبتيها الهوائيتين جراء اصابتها بمرض الدرن ، و هو ما أدى بدوره إلى قلة الهواء الداخل الى رئتها، و كما عرفنا من قبل عمليات الزرع ليست هي الحل المثالي.في نوفمبر 2008 أصبح لدى كلوديا قصبة هوائية جديدة و الفضل في ذلك يرجع الى الخلايا الجذعية.أخذت القصبة الهوائية من متبرع متوفي و تم غسلها بمحلول كيميائي للتخلص من كل خلايا المتبرع الاصلي للحد من تأثير الاجسام المناعية كما ذكرنا سابقا و ما تبقى منه فقط هو الهيكل الكولاجيني للقصبة و قد أستخدم هذا الهيكل كدعامة. في المرحلة التالية تم استخراج نوعين من الخلايا من جسم كلوديا نفسه، أولا خلايا جذعية من نخاعها العظمي و ثم تم تحفيز هذه الخلايا لكي "تتكاثر" و "تتمايز" الى الخلايا المحيطة بالقصبة الهوائية أما النوع الاخر من الخلايا فهو مجموعة من الخلايا من القصبة الهوائية المريضة نفسها و هي خلايا سهلة النمو. تم زرع النوعين المذكورين من الخلايا في الهيكل الكولاجيني و تركت في حضانة حيوية لفترة ثم أصبحت القصبة الجديدة جاهزة للزرع و بدون أي خوف من مضاعفات رفض الجسم لها و كانت هذه هي أول عملية زرع ناجحة من نفس خلايا جسم المريضة. لم يكن هذا أول تنبؤ بنجاح الخلايا الجذعية.
في أبريل 2007 قام فريق من الاطباء بقيادة دكتور مجدي يعقوب بإنماء صمام لقلب بشري باستخدام الخلايا الجذعية. يبلغ عدد المرضى المحتاجين لعمليات استبدال صمامات قلبية خلال عام 2010 حوالي 600000 مريض. بالتالي نشأت الحاجة الى توفير صمامات قلبية دون اللجوء الى الزرع من متبرع.
القفزة التالية في ابحاث الخلايا الجذعية الخاصة بالقلب أن قام فريق من باحثين بمعامل جامعة منيسوتا ببناء قلب نابض كامل لأحد فئران التجارب. تم بناء هذا القلب بطريقة مشابهة لبناء القصبة الهوائية لكلوديا كستلو . أخذ قلب من فأر و غسل تمام من كل خلاياه و تبقى فقط هيكل جيلاتيني حقن به خلايا جذعية لفأر أخر و في خلال أسبوع كان لديهم قلب كامل نابض بالحياة.و تظل الاضواء مسلطة على أبحاث الفئران حيث تمكن علماء أمريكيون من علاج فئران مشلولة جزئيا و عودتها للسير مجددا باستخدام خلايا جذعية جنينية . يهدف العلماء الى استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض أخرى مثل مرض السكري بإعادة انماء خلايا البنكرياس القادرة على افراز مادة الانسولين من جديد لدى مرضى السكري.
تجارب بناء قلب فأر نابض
يواجه العلماء في أبحاث الخلايا الجذعية بعض المشكلات مع الخلايا البالغة لأنها ذات قدرات محدودة على التجدد والتحول الى خلايا متخصصة.لذا يميل العلماء الى استخدام الخلايا الجنينية في أبحاثهم لأنها ذات قدرات هائلة على التحول و التخصص الى 220 نوع مختلف من الخلايا بسهولة .و لكن تكمن المشكلة في الناحية الاخلاقية و الاجتماعية حيث انه معنى أخذ خلايا جنينية هو قتل جنين عمره لا يتعدى 5 أيام. لذا فالمبدأ مرفوض أخلاقيا و مع ذلك يصر العلماء على أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية و لكنهم يحاولون التملص من جريمتهم الاخلاقية هذه عن طريق عمليات استنساخ خلايا جنينية في المعمل باستخدام الحمض النووي لنفس جسم المريض المراد زرع الخلايا فيه و بذلك نحد من عمليات القتل الجائر للأجنة و يطلق على عمليات الاستنساخ هذه اسم" الاستنساخ العلاجي" .
في أكتوبر 2010 تم إعطاء الإشارة الخضراء لإجراء أول عملية مصرح بها لإستخدام الخلايا الجذعية الجنينية، من أجل علاج مريض من إصابة في الحبل الشوكي أدت به إلى الشلل.بالطبع واجهت هذه العملية الكثير من الإعترضات من جهات عديدة أولها الجماعات المعارضة للإجهاض لأن هذه العملية تقوم على تدمير جنين، كما تعرضت العملية لتأجيلات عديدة إلى أن تمت الموافقة لإجراءها في أكتوبر الماضي. قام الأطباء بحقن ملايين الخلايا في الحبل الشوكي للمريض آملين أن تقوم الخلايا بوظيفتها فتعمل على ترميم الخلايا العصبية و تعيد بناء غطائها الخارجي و من المتوقع أن يستعيد المريض قدرته الحركية في وقت قريب إذ ان فئران التجارب التي تعاني من الشلل ، قد أجريت لهم نفس العملية و تماثلوا الشفاء في مدة شهر تقريبا.
على الرغم من زيادة طلب الباحثين على الخلايا الجنينية، إلا أن آخرين قبلوا التحدي و بدأوا في تطويع المتاح من الخلايا لكي تؤدي الغرض دون الحاجة للجوء إلى الخلايا الجنينية المحظورة أو الخلايا البالغة المحدودة القدرات. من أحدث الأبحاث في هذا المجال، هو بحث أوجد تقنية لتحويل خلايا جلد إلى خلايا معوية! بعد أخذ شريحة رفيعة من الجلد تعمل هذه التقنية الجديدة على تحويل الخلايا الجلدية إلى خلايا "محَفزة" تحمل نفس صفات الخلايا الجنينية من ناحية "التكاثر" و التمايز" تماما، و من هنا تستطيع هذه الخلايا التحول إلى أي نوع كان ، و بسهولة تتحول إلى خلايا أمعاء دقيقة تستخدم لإستبدال الخلايا المعطوبة لدى المرضى الذين يعانوا من إلتهابات في الأمعاء. تكمن الطفرة الحقيقية في تقنية أخرى توصل إليها علماء كنديين، تقوم بتحويل الخلايا الجلدية إلى خلايا دم مباشرة دون المرور بمرحلة الخلايا "المحفزة" تلك!! و هي طريقة أسهل و أفضل و يمكنها أن تحل مشكلة نقص أكياس الدم و علاج أمراض مثل الأنيميا و ووقف الحاجة إلى عمليات زرع نخاع العظام .
اذا نظرنا الى الابحاث الواعدة في مجال الخلايا الجذعية نجد الكثير منها يوحي بالامل ،ليست كبديل للاعضاء الحيوية فحسب بل أيضا في التجارب المعملية للعقاقير الطبية بتجربتها على الخلايا الجذعية بدلا من تجارب الفئران أو الانسان. كما أنها تعطي نظرة شاملة عن الكيفية التي تعمل بها خلايا أجسامنا في الصحة و في الامراض أيضا كما في حالات الأمراض الرواثية أو التشوهات الجينية التي من الممكن أن تؤثر على الخلايا فتحولها من خلايا سليمة صحيحة إلى خلايا سرطانية خبيثة، كل هذا و أكثر تمكننا الخلايا الجذعية من دراسته و إستكشافه. و قد تتمكن الخلايا الجذعية يوم ما من علاج أمراض تستعصي علينا اليوم مثل مرض الزهايمر و السرطان و مرض باركنسون(الشلل الرعاش).
المحير في أمر الخلايا الجذعية أن دورها عظيم و اذا كانت تقوم بهذا الدور كاملا داخل جسم الانسان لم أحتاج على علاج أو زراعة أعضاء من الاساس فلما لا تقوم بدورها التقويمي هذا داخل جسم الانسان على أكمل وجه؟ فإذا ما تعرض عضو ما الى الخطر فتنطلق لتعالجه و ترمم خلاياه؟ فهذا ما يحير العلماء و يبحثون من أجل ايجاد حل و هذا الحل يتمثل فى "حقنة سحرية" تعطيها للمريض فتأمر الخلايا الجذعية لكي تنطلق الى العضو المعني، فتقوم بإصلاح التالف و تعيد العضو كالجديد مرة أخرى. أصبح هذا الحلم قابل للتحقق فعلا عندما توصل باحثون بريطانيون إلى دواء يحقن للمريض لكي يحفز الجسم على إنتاج الخلايا الجذعية لكي تقوم بترميم العظم المكسور و الأربطة المتمزقة أو الخلايا القلبية التالفة.و للخالق حكمته ففي داخل جسمك ينشأ المرض و من داخل جسمك أيضا ينشأ العلاج من "خلاياك الجذعية".
هنا حان الوقت لكي نفهم الأهمية العظيمة للخلايا الجذعية و كيف تكون الحل للمشكلة التي بدأنا بها في الجزء الأول...بعد أن نعرف قصة المريضة "كلوديا كستللو".
عانت كلوديا من تلف في أحدى قصبتيها الهوائيتين جراء اصابتها بمرض الدرن ، و هو ما أدى بدوره إلى قلة الهواء الداخل الى رئتها، و كما عرفنا من قبل عمليات الزرع ليست هي الحل المثالي.في نوفمبر 2008 أصبح لدى كلوديا قصبة هوائية جديدة و الفضل في ذلك يرجع الى الخلايا الجذعية.أخذت القصبة الهوائية من متبرع متوفي و تم غسلها بمحلول كيميائي للتخلص من كل خلايا المتبرع الاصلي للحد من تأثير الاجسام المناعية كما ذكرنا سابقا و ما تبقى منه فقط هو الهيكل الكولاجيني للقصبة و قد أستخدم هذا الهيكل كدعامة. في المرحلة التالية تم استخراج نوعين من الخلايا من جسم كلوديا نفسه، أولا خلايا جذعية من نخاعها العظمي و ثم تم تحفيز هذه الخلايا لكي "تتكاثر" و "تتمايز" الى الخلايا المحيطة بالقصبة الهوائية أما النوع الاخر من الخلايا فهو مجموعة من الخلايا من القصبة الهوائية المريضة نفسها و هي خلايا سهلة النمو. تم زرع النوعين المذكورين من الخلايا في الهيكل الكولاجيني و تركت في حضانة حيوية لفترة ثم أصبحت القصبة الجديدة جاهزة للزرع و بدون أي خوف من مضاعفات رفض الجسم لها و كانت هذه هي أول عملية زرع ناجحة من نفس خلايا جسم المريضة. لم يكن هذا أول تنبؤ بنجاح الخلايا الجذعية.
القصبة الهوائية الجديدة لكلوديا
في أبريل 2007 قام فريق من الاطباء بقيادة دكتور مجدي يعقوب بإنماء صمام لقلب بشري باستخدام الخلايا الجذعية. يبلغ عدد المرضى المحتاجين لعمليات استبدال صمامات قلبية خلال عام 2010 حوالي 600000 مريض. بالتالي نشأت الحاجة الى توفير صمامات قلبية دون اللجوء الى الزرع من متبرع.
القفزة التالية في ابحاث الخلايا الجذعية الخاصة بالقلب أن قام فريق من باحثين بمعامل جامعة منيسوتا ببناء قلب نابض كامل لأحد فئران التجارب. تم بناء هذا القلب بطريقة مشابهة لبناء القصبة الهوائية لكلوديا كستلو . أخذ قلب من فأر و غسل تمام من كل خلاياه و تبقى فقط هيكل جيلاتيني حقن به خلايا جذعية لفأر أخر و في خلال أسبوع كان لديهم قلب كامل نابض بالحياة.و تظل الاضواء مسلطة على أبحاث الفئران حيث تمكن علماء أمريكيون من علاج فئران مشلولة جزئيا و عودتها للسير مجددا باستخدام خلايا جذعية جنينية . يهدف العلماء الى استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض أخرى مثل مرض السكري بإعادة انماء خلايا البنكرياس القادرة على افراز مادة الانسولين من جديد لدى مرضى السكري.
تجارب بناء قلب فأر نابض
يواجه العلماء في أبحاث الخلايا الجذعية بعض المشكلات مع الخلايا البالغة لأنها ذات قدرات محدودة على التجدد والتحول الى خلايا متخصصة.لذا يميل العلماء الى استخدام الخلايا الجنينية في أبحاثهم لأنها ذات قدرات هائلة على التحول و التخصص الى 220 نوع مختلف من الخلايا بسهولة .و لكن تكمن المشكلة في الناحية الاخلاقية و الاجتماعية حيث انه معنى أخذ خلايا جنينية هو قتل جنين عمره لا يتعدى 5 أيام. لذا فالمبدأ مرفوض أخلاقيا و مع ذلك يصر العلماء على أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية و لكنهم يحاولون التملص من جريمتهم الاخلاقية هذه عن طريق عمليات استنساخ خلايا جنينية في المعمل باستخدام الحمض النووي لنفس جسم المريض المراد زرع الخلايا فيه و بذلك نحد من عمليات القتل الجائر للأجنة و يطلق على عمليات الاستنساخ هذه اسم" الاستنساخ العلاجي" .
في أكتوبر 2010 تم إعطاء الإشارة الخضراء لإجراء أول عملية مصرح بها لإستخدام الخلايا الجذعية الجنينية، من أجل علاج مريض من إصابة في الحبل الشوكي أدت به إلى الشلل.بالطبع واجهت هذه العملية الكثير من الإعترضات من جهات عديدة أولها الجماعات المعارضة للإجهاض لأن هذه العملية تقوم على تدمير جنين، كما تعرضت العملية لتأجيلات عديدة إلى أن تمت الموافقة لإجراءها في أكتوبر الماضي. قام الأطباء بحقن ملايين الخلايا في الحبل الشوكي للمريض آملين أن تقوم الخلايا بوظيفتها فتعمل على ترميم الخلايا العصبية و تعيد بناء غطائها الخارجي و من المتوقع أن يستعيد المريض قدرته الحركية في وقت قريب إذ ان فئران التجارب التي تعاني من الشلل ، قد أجريت لهم نفس العملية و تماثلوا الشفاء في مدة شهر تقريبا.
على الرغم من زيادة طلب الباحثين على الخلايا الجنينية، إلا أن آخرين قبلوا التحدي و بدأوا في تطويع المتاح من الخلايا لكي تؤدي الغرض دون الحاجة للجوء إلى الخلايا الجنينية المحظورة أو الخلايا البالغة المحدودة القدرات. من أحدث الأبحاث في هذا المجال، هو بحث أوجد تقنية لتحويل خلايا جلد إلى خلايا معوية! بعد أخذ شريحة رفيعة من الجلد تعمل هذه التقنية الجديدة على تحويل الخلايا الجلدية إلى خلايا "محَفزة" تحمل نفس صفات الخلايا الجنينية من ناحية "التكاثر" و التمايز" تماما، و من هنا تستطيع هذه الخلايا التحول إلى أي نوع كان ، و بسهولة تتحول إلى خلايا أمعاء دقيقة تستخدم لإستبدال الخلايا المعطوبة لدى المرضى الذين يعانوا من إلتهابات في الأمعاء. تكمن الطفرة الحقيقية في تقنية أخرى توصل إليها علماء كنديين، تقوم بتحويل الخلايا الجلدية إلى خلايا دم مباشرة دون المرور بمرحلة الخلايا "المحفزة" تلك!! و هي طريقة أسهل و أفضل و يمكنها أن تحل مشكلة نقص أكياس الدم و علاج أمراض مثل الأنيميا و ووقف الحاجة إلى عمليات زرع نخاع العظام .
اذا نظرنا الى الابحاث الواعدة في مجال الخلايا الجذعية نجد الكثير منها يوحي بالامل ،ليست كبديل للاعضاء الحيوية فحسب بل أيضا في التجارب المعملية للعقاقير الطبية بتجربتها على الخلايا الجذعية بدلا من تجارب الفئران أو الانسان. كما أنها تعطي نظرة شاملة عن الكيفية التي تعمل بها خلايا أجسامنا في الصحة و في الامراض أيضا كما في حالات الأمراض الرواثية أو التشوهات الجينية التي من الممكن أن تؤثر على الخلايا فتحولها من خلايا سليمة صحيحة إلى خلايا سرطانية خبيثة، كل هذا و أكثر تمكننا الخلايا الجذعية من دراسته و إستكشافه. و قد تتمكن الخلايا الجذعية يوم ما من علاج أمراض تستعصي علينا اليوم مثل مرض الزهايمر و السرطان و مرض باركنسون(الشلل الرعاش).
المحير في أمر الخلايا الجذعية أن دورها عظيم و اذا كانت تقوم بهذا الدور كاملا داخل جسم الانسان لم أحتاج على علاج أو زراعة أعضاء من الاساس فلما لا تقوم بدورها التقويمي هذا داخل جسم الانسان على أكمل وجه؟ فإذا ما تعرض عضو ما الى الخطر فتنطلق لتعالجه و ترمم خلاياه؟ فهذا ما يحير العلماء و يبحثون من أجل ايجاد حل و هذا الحل يتمثل فى "حقنة سحرية" تعطيها للمريض فتأمر الخلايا الجذعية لكي تنطلق الى العضو المعني، فتقوم بإصلاح التالف و تعيد العضو كالجديد مرة أخرى. أصبح هذا الحلم قابل للتحقق فعلا عندما توصل باحثون بريطانيون إلى دواء يحقن للمريض لكي يحفز الجسم على إنتاج الخلايا الجذعية لكي تقوم بترميم العظم المكسور و الأربطة المتمزقة أو الخلايا القلبية التالفة.و للخالق حكمته ففي داخل جسمك ينشأ المرض و من داخل جسمك أيضا ينشأ العلاج من "خلاياك الجذعية".
Comment