ما لا تعرفه عن الخلايا الجذعية 1
اذا كان الانسان يعاني من أحد الأمراض المزمنة التي و بكل أسف لا علاج منها كالفشل الكلوي أو الكبدي ، مرض السكري أو تلف أحد صمامات القلب ،من هنا يعلن الكبد خروجه عن الخدمة و تندد الكلى مطالبة بالتغيير، فلا يكون هناك بديل صحي و مضمون سوى عمليات زرع الاعضاء و هنا تكمن المشكلة.عمليات زرع الاعضاء في حد ذاتها مشكلة معقدة بداية من ايجاد متبرع تنطبق عليه متطلبات التبرع الى أحتمالية رفض الجسم للعضو المنقول إليه.
على الرغم من أن عمليات زراعة الاعضاء هي الحل الامثل في نظر العامة الا ان اتخاذ قرار الزرع ليس هو النهاية السعيدة لرحلة عذاب المريض . اذا تقرر زرع عضو ما في جسم المريض لابد أولا أن يوضع على قائمة انتظار طويلة لا يعلم متى يحين دوره فيها فهناك غيره المئات الذين ينتظروا توفر نفس العضو هذا بخلاف الضوابط الاخلاقية و الدينية التي تضعها بعض الدول حتى الان على شرعية عمليات زرع الاعضاء مما يزيد الامور تعقيدا و من ثم موت المريض لا محالة. حتى و اذا توفر عضو جاهز للزرع فمازالت هناك العديد من القيود التي تفرضها زراعة عضو غريب في جسم المريض. بعد عملية الزرع يبدأ الجسم في ادراك وجود عضو غريب فيعطي أوامره للجهاز المناعي بأن يهاجم العضو الغريب و يقضي عليه. ما أن يتلقى الجهاز المناعي الامر يطلق الاجسام المناعية التي تتعامل مع هذا العضو البرئ على أنه بكتريا ضارة أو فيروس قاتل فتقاتله بضراوة. و من هنا يبدأ الاطباء في الخطة الدفاعية الا و هي استخدام مثبطات للجهاز المناعي و التى بدورها توقفه عن العمل ليعود الى ثباته العميق حتى اذا ما تعود الجسم على عضوه الجديد وما أن تعقد معاهدات السلام ما بين العضو الجديد و الجهاز المناعي يوقف الاطباء هذه المثبطات. هل تظن أن هذه هى النهاية؟ لا أنها مجرد بداية...قد يبدأ العضو بالعمل بهمة و نشاط كأنه جديد و لكن يبدأ هذا النشاط بالتدهور على المدى الطويل و تسقط معاهدات السلام ما بين العضو المزروع و الجهاز المناعي و تنتهي هذه الحرب الطاحنة بخسائر فادحة تودي في النهاية بحياة المريض.كان لابد من أيجاد حل لوقف معاناة المريض و ايجاد سبيل لحل المشكلة من جذورها، قد يكون الحل مازال قيد التطوير الا انه يحمل في طياته الامل في العلاج..."الخلايا الجذعية".
قد ينصب على رؤسنا الان وابل من الاسئلة :من أين تأتي هذه الخلايا السحرية و ما الذي يميزها عن غيرها من الخلايا ؟و لما كل هذا الاهتمام العجيب بها؟ أقول مهلا سوف نجيب عن الاسئلة تباعا. أولا من أين تأتي الخلايا الجذعية؟ سوف أخبرك فتندهش أنك انت نفسك كنت عبارة عن مجموعة من الخلايا الجذعية عند عمر 5 ايام داخل رحم أمك!!نعم في بداية حياتك كجنين تكون عبارة عن كتلة صغيرة من الخلايا الجذعية غير محدد المعالم فلا نستطيع أن نشير الى أعضائك فنقول هذا قلبك و هذه عينك و هذا لسانك و هكذا و لكن ما يتكون لك من أعضاء فيما بعد فالفضل فيه يرجع الى الخلايا الجذعية فهي التي تتحور و تتحول الى كل انواع الخلايا و الاعضاء في جسدك . و بما ان هذه الخلايا العجيبة تنشأ في الجنين فإننا نطلق عليها اسم "الخلايا الجذعية الجنينية" .
خلايا جذعية جنينية
يأتينا سؤال غاضب من بعيد: هل هذا ما تطلقون عليه خلايا جذعية؟ و ماذا في ذلك فقد خرجت من رحم أمي و ما عادت الخلايا الجذعية تنفعني بشئ؟ تمهل قليلا ....ما زالت الخلايا الجذعية جزء لا يتجزأ من خلاياك و هذا ليس لأنها أصل نشأتك في الاساس فحسب و لكن لأنه ما زال بعضها موجود بالفعل في جميع أنحاء جسمك!! و لكن في هذه الحالة نطلق عليها اسم "الخلايا الجذعية البالغة" و توجد هذه الخلايا في المخ و العظام و العضلات و الجلد و حتى في لبن الام !! تكمن أهمية الخلايا الجذعية البالغة في قادرتها على تجديد الخلايا التالفة في العضو مكان منشأ الخلية أي أن الخلايا الجذعية المتواجدة في الكبد فقط تقوم على خدمة الكبد و تجديد خلاياه و كذلك الخلايا الجذعية بالبنكرياس أو الكلى و هكذا بالنسبة لكل عضو و نلاحظ دور الخلايا الجذعية جليا في حالة التعرض للجروح أو القطوع في الجلد فتنطلق الخلايا الجذعية لتقوم بترميم القطع و أصلاح التلف .
ملحوظة: نخاع العظم هو العضو المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم، و المسؤولة عن حمل غازي الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون في الدم
اذا تكلمنا عن مزيا الخلايا الجذعية فإننا نشير الى ميزتين سحريتين هما "التكاثر" و "التمايز". الصفة السحرية الاولى هى أن الخلية الجذعية الواحدة قادرة على ان تتكاثر و تكرر نفسها مكونة نسخا منها مشابهة لها تماما و تتمتع بنفس خصائص الخلية الاصلية. و بعد قدرتها على التكاثر تأتى الميزة السحرية الثانية " التمايز". لكي نفهم معنى التمايز لابد أن نعلم أولا أن الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة بمعنى أنها لا تنتمي الى اي نوع معروف من الخلايا فهي ليست خلايا جلدية أو خلايا عصبية في المخ هي فقط مثل المادة الخام ليست لها خصائص محددة أو دور معروف . فعندما نقول ان الخلايا الجذعية تتمايز فأننا نعني بذلك انها تتخصص لتصبح أحد أنواع الخلايا المعروفة فإنها تتحول الى خلايا كبدية أو عظمية و هكذا و هنا تتجلى قدرة الله في خلقه حيث يبدأ جسمك بمجموعة من الخلايا الجذعية الغير متخصصة ثم تبدأ في التخصص الى أعضاء الجسم المختلفة كل عضو له دوره و كل خلية لها وظيفتها.
نكتفى بهذا القدر، و نكمل باقي الموضوع غداً...لنتعرف على أهمية الخلايا الجذعية و إستخدماتها الهائلة في مجال الطب و العلاج.
اذا كان الانسان يعاني من أحد الأمراض المزمنة التي و بكل أسف لا علاج منها كالفشل الكلوي أو الكبدي ، مرض السكري أو تلف أحد صمامات القلب ،من هنا يعلن الكبد خروجه عن الخدمة و تندد الكلى مطالبة بالتغيير، فلا يكون هناك بديل صحي و مضمون سوى عمليات زرع الاعضاء و هنا تكمن المشكلة.عمليات زرع الاعضاء في حد ذاتها مشكلة معقدة بداية من ايجاد متبرع تنطبق عليه متطلبات التبرع الى أحتمالية رفض الجسم للعضو المنقول إليه.
على الرغم من أن عمليات زراعة الاعضاء هي الحل الامثل في نظر العامة الا ان اتخاذ قرار الزرع ليس هو النهاية السعيدة لرحلة عذاب المريض . اذا تقرر زرع عضو ما في جسم المريض لابد أولا أن يوضع على قائمة انتظار طويلة لا يعلم متى يحين دوره فيها فهناك غيره المئات الذين ينتظروا توفر نفس العضو هذا بخلاف الضوابط الاخلاقية و الدينية التي تضعها بعض الدول حتى الان على شرعية عمليات زرع الاعضاء مما يزيد الامور تعقيدا و من ثم موت المريض لا محالة. حتى و اذا توفر عضو جاهز للزرع فمازالت هناك العديد من القيود التي تفرضها زراعة عضو غريب في جسم المريض. بعد عملية الزرع يبدأ الجسم في ادراك وجود عضو غريب فيعطي أوامره للجهاز المناعي بأن يهاجم العضو الغريب و يقضي عليه. ما أن يتلقى الجهاز المناعي الامر يطلق الاجسام المناعية التي تتعامل مع هذا العضو البرئ على أنه بكتريا ضارة أو فيروس قاتل فتقاتله بضراوة. و من هنا يبدأ الاطباء في الخطة الدفاعية الا و هي استخدام مثبطات للجهاز المناعي و التى بدورها توقفه عن العمل ليعود الى ثباته العميق حتى اذا ما تعود الجسم على عضوه الجديد وما أن تعقد معاهدات السلام ما بين العضو الجديد و الجهاز المناعي يوقف الاطباء هذه المثبطات. هل تظن أن هذه هى النهاية؟ لا أنها مجرد بداية...قد يبدأ العضو بالعمل بهمة و نشاط كأنه جديد و لكن يبدأ هذا النشاط بالتدهور على المدى الطويل و تسقط معاهدات السلام ما بين العضو المزروع و الجهاز المناعي و تنتهي هذه الحرب الطاحنة بخسائر فادحة تودي في النهاية بحياة المريض.كان لابد من أيجاد حل لوقف معاناة المريض و ايجاد سبيل لحل المشكلة من جذورها، قد يكون الحل مازال قيد التطوير الا انه يحمل في طياته الامل في العلاج..."الخلايا الجذعية".
قد ينصب على رؤسنا الان وابل من الاسئلة :من أين تأتي هذه الخلايا السحرية و ما الذي يميزها عن غيرها من الخلايا ؟و لما كل هذا الاهتمام العجيب بها؟ أقول مهلا سوف نجيب عن الاسئلة تباعا. أولا من أين تأتي الخلايا الجذعية؟ سوف أخبرك فتندهش أنك انت نفسك كنت عبارة عن مجموعة من الخلايا الجذعية عند عمر 5 ايام داخل رحم أمك!!نعم في بداية حياتك كجنين تكون عبارة عن كتلة صغيرة من الخلايا الجذعية غير محدد المعالم فلا نستطيع أن نشير الى أعضائك فنقول هذا قلبك و هذه عينك و هذا لسانك و هكذا و لكن ما يتكون لك من أعضاء فيما بعد فالفضل فيه يرجع الى الخلايا الجذعية فهي التي تتحور و تتحول الى كل انواع الخلايا و الاعضاء في جسدك . و بما ان هذه الخلايا العجيبة تنشأ في الجنين فإننا نطلق عليها اسم "الخلايا الجذعية الجنينية" .
خلايا جذعية جنينية
يأتينا سؤال غاضب من بعيد: هل هذا ما تطلقون عليه خلايا جذعية؟ و ماذا في ذلك فقد خرجت من رحم أمي و ما عادت الخلايا الجذعية تنفعني بشئ؟ تمهل قليلا ....ما زالت الخلايا الجذعية جزء لا يتجزأ من خلاياك و هذا ليس لأنها أصل نشأتك في الاساس فحسب و لكن لأنه ما زال بعضها موجود بالفعل في جميع أنحاء جسمك!! و لكن في هذه الحالة نطلق عليها اسم "الخلايا الجذعية البالغة" و توجد هذه الخلايا في المخ و العظام و العضلات و الجلد و حتى في لبن الام !! تكمن أهمية الخلايا الجذعية البالغة في قادرتها على تجديد الخلايا التالفة في العضو مكان منشأ الخلية أي أن الخلايا الجذعية المتواجدة في الكبد فقط تقوم على خدمة الكبد و تجديد خلاياه و كذلك الخلايا الجذعية بالبنكرياس أو الكلى و هكذا بالنسبة لكل عضو و نلاحظ دور الخلايا الجذعية جليا في حالة التعرض للجروح أو القطوع في الجلد فتنطلق الخلايا الجذعية لتقوم بترميم القطع و أصلاح التلف .
ملحوظة: نخاع العظم هو العضو المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم، و المسؤولة عن حمل غازي الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون في الدم
اذا تكلمنا عن مزيا الخلايا الجذعية فإننا نشير الى ميزتين سحريتين هما "التكاثر" و "التمايز". الصفة السحرية الاولى هى أن الخلية الجذعية الواحدة قادرة على ان تتكاثر و تكرر نفسها مكونة نسخا منها مشابهة لها تماما و تتمتع بنفس خصائص الخلية الاصلية. و بعد قدرتها على التكاثر تأتى الميزة السحرية الثانية " التمايز". لكي نفهم معنى التمايز لابد أن نعلم أولا أن الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة بمعنى أنها لا تنتمي الى اي نوع معروف من الخلايا فهي ليست خلايا جلدية أو خلايا عصبية في المخ هي فقط مثل المادة الخام ليست لها خصائص محددة أو دور معروف . فعندما نقول ان الخلايا الجذعية تتمايز فأننا نعني بذلك انها تتخصص لتصبح أحد أنواع الخلايا المعروفة فإنها تتحول الى خلايا كبدية أو عظمية و هكذا و هنا تتجلى قدرة الله في خلقه حيث يبدأ جسمك بمجموعة من الخلايا الجذعية الغير متخصصة ثم تبدأ في التخصص الى أعضاء الجسم المختلفة كل عضو له دوره و كل خلية لها وظيفتها.
نكتفى بهذا القدر، و نكمل باقي الموضوع غداً...لنتعرف على أهمية الخلايا الجذعية و إستخدماتها الهائلة في مجال الطب و العلاج.
Comment