تعد الملاريا من أكثر الأمراض خطورة في العالم، إذ يصاب بها ما يقرب من 500 مليون شخص كل سنة. في مدينة هامبورغ يسعى باحثون ألمان إلى تطوير لقاح مضاد لهذا المرض، الذي لم تسلم منه بعض الدول العربية أيضا.
يشير تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2009 إلى أن معدل الإصابة بمرض الملاريا في البلدان العربية يصل إلى 3500 حالة من كل 100ألف شخص، وتصل نسبة الإصابة في السودان إلى 75 في المائة، كما ينتشر المرض في اليمن حيث تهطل أمطار موسمية في الصيف وتكثر المستنقعات، التي تمثل بيئة مثالية لبعوضة "الأنوفيلة"، التي تنقل طفيليّ الملاريا المعروف باسم "البلازموديوم".
وقبل عشر سنوات اِلتزمت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتقليص عدد إصابات مرض الملاريا إلى النصف بحلول نهاية عام 2010. لكن حصيلة مكافحة هذا المرض متواضعة، نظرا لأن الميزانية المالية المخصصة لمكافحة هذا المرض منخفضة. كما لم يتم إلى الآن تطوير لقاح فعّال لمكافحة المرض ولا تتوفر مصادر مالية كافية لمكافحة عواقبه الوخيمة.
عدوى الملاريا في المختبر
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: مايا كونو تريد في المخبر معرفة المزيد عن طرق اختراق طفيليات الملاريا لخلايا الدم الحمراء. في مختبر صغير في مدينة هامبورغ تقوم باحثة اسمها مايا كونو بمحاكاة عدوى الملاريا في المختبر في إطار تحضيرها للدكتوراه في علوم الأحياء في معهد "برنهارد نوخت" المتخصص في طبّ المناطق الاستوائية. تلبس مايا قفازيها وتنقل بعناية أوعية فحص صغيرة موضوعة داخل خزانة زجاجية خاصة. الأوعية تلمع باللون الأحمر، فهى تحتوي على دم بشري وطفيليات ملاريا وهي محفوظة في خزانة فحص دافئة تصل درجة الحرارة فيها إلى37 درجة مئوية تحتوي على خليط غازي مشابه لسوائل جسم الإنسان.
وبصوت ناعم توضّح الباحثة كونو آلية انتشار المرض بالقول: "تغزو الطفيليات خلايا الدم الحمراء تدخلها وتتغذى على صبغة الدم، وهي الهيموغلوبين الموجودة داخل الخلايا الحمراء". وبعد مدة 48 ساعة تتمزق الخلية الحمراء وتخرج منها طفيليات جديدة. وتستطرد مايا: "بالنسبة لي كان من المهم معرفة كيف يمكن بالضبط غزو الطفيليات للخلايا الحمراء. فبطريقة ما يستطيع الطفيليّ التفريق بين الخلايا الحمراء والبيضاء“.
البروتينات هي مفتاح فهم المرض
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: أوعية فيها عينات من دم الإنسان المطعمة بطفيليات الملاريا موضوعة في خزانة دافئة تحاكي حرارة دم الإنسان وسوائله.
البروتينات تلعب دورا في تعرُّف الطفيليات على الخلايا الحمراء، لذلك يعول الباحثون على إمكانية وقف آلية عمل البروتينات، لأنه يجعل غزو الطفيليات للخلايا الحمراء مستحيلا. لكن مايا تضيف مبتسمة: "للأسف هناك عدد كبير من هذه البرويتينات".
يذكر أن الأبحاث التي أجريت في الــ 20 سنة الماضية تمكنت في الكشف عن 50 نوعا من البروتينات المرتبطة بالملاريا. وقد تمكنت مايا خلال بحث الدكتوراه التي تجريه في هامبورغ من اكتشاف 20 بروتينا جديدا، وهو ما يمثل نجاحا كبيرا لهذه العالمة الصغيرة.
أخطاء في تشخيص الملاريا
لكن البحوث العلمية وحدها لا تكفي لوحدها من أجل مكافحة الملاريا، إذ تلعب السياسات الصحية دورا هاما أيضا في هذا الإطار، بحسب البروفيسور رولف هورستمان، مدير معهد "برنهارد نوخت"، الذي يؤكد أن مرض الملاريا يعد من أمراض الفقراء في المقام الأول ويقول في حوار مع دويتشه فيله: "المرضى في إفريقيا لا يمكنهم تحمل نفقات المستشفيات والأدوية". ويضيف: "وإذا تمكنوا من الذهاب إلى الطبيب فإنه كثيرا ما يتم تشخيص المرض بشكل غير صحيح. فإذا كان المريض يعاني من إرتفاع حاد في درجة الحرارة كأحد أعراض أحد الأمراض الخطيرة، فإنه يتم غالبا تشخيص المرض على أنه مرض الملاريا".
Bildunterschrift: تحت المجهر: بهذه الطريقة تنتشر طفيليات الملايا في خلايا الدم
بالإضافة إلى ذلك فإنّ عينات الدم المأخوذة في أفريقيا لا تعبّر بالضرورة عن تشخيص حقيقي للملاريا، لأن 50 في المائة من السكان من غير المصابين بمرض الملاريا، يحمِـلـون بالفعل طفيليات الملاريا. لذلك يعتبر المختصون العلاج الطبي الخاطئ في بلدان أفريقية مثل تنزانيا أو الكاميرون جزءً من الحياة اليومية.
كما يلفت البروفيسور هورستمان الإنتباه إلى أن التعاطي مع تداعيات الملاريا يشبه الحلقة المفرغة: "حتى الأشخاص الكبار من الفئة العمرية العاملة والمنتجة في المجتمعات الأفريقة يصابون بالملاريا بشكل دائم، وهذا يجعلهم أقل كفاءة في العمل، وهذه حلقة مفرغة، فمن جهة المجتمع فقير ولا يستطيع تحمل تكاليف علاج المرض، ومن جهة أخرى تساهم الملاريا في جعل المجتمع أكثر فقرا".
أيغول تشيميتشيوغلو /د\ب\25
وقبل عشر سنوات اِلتزمت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتقليص عدد إصابات مرض الملاريا إلى النصف بحلول نهاية عام 2010. لكن حصيلة مكافحة هذا المرض متواضعة، نظرا لأن الميزانية المالية المخصصة لمكافحة هذا المرض منخفضة. كما لم يتم إلى الآن تطوير لقاح فعّال لمكافحة المرض ولا تتوفر مصادر مالية كافية لمكافحة عواقبه الوخيمة.
عدوى الملاريا في المختبر
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: مايا كونو تريد في المخبر معرفة المزيد عن طرق اختراق طفيليات الملاريا لخلايا الدم الحمراء. في مختبر صغير في مدينة هامبورغ تقوم باحثة اسمها مايا كونو بمحاكاة عدوى الملاريا في المختبر في إطار تحضيرها للدكتوراه في علوم الأحياء في معهد "برنهارد نوخت" المتخصص في طبّ المناطق الاستوائية. تلبس مايا قفازيها وتنقل بعناية أوعية فحص صغيرة موضوعة داخل خزانة زجاجية خاصة. الأوعية تلمع باللون الأحمر، فهى تحتوي على دم بشري وطفيليات ملاريا وهي محفوظة في خزانة فحص دافئة تصل درجة الحرارة فيها إلى37 درجة مئوية تحتوي على خليط غازي مشابه لسوائل جسم الإنسان.
وبصوت ناعم توضّح الباحثة كونو آلية انتشار المرض بالقول: "تغزو الطفيليات خلايا الدم الحمراء تدخلها وتتغذى على صبغة الدم، وهي الهيموغلوبين الموجودة داخل الخلايا الحمراء". وبعد مدة 48 ساعة تتمزق الخلية الحمراء وتخرج منها طفيليات جديدة. وتستطرد مايا: "بالنسبة لي كان من المهم معرفة كيف يمكن بالضبط غزو الطفيليات للخلايا الحمراء. فبطريقة ما يستطيع الطفيليّ التفريق بين الخلايا الحمراء والبيضاء“.
البروتينات هي مفتاح فهم المرض
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: أوعية فيها عينات من دم الإنسان المطعمة بطفيليات الملاريا موضوعة في خزانة دافئة تحاكي حرارة دم الإنسان وسوائله.
البروتينات تلعب دورا في تعرُّف الطفيليات على الخلايا الحمراء، لذلك يعول الباحثون على إمكانية وقف آلية عمل البروتينات، لأنه يجعل غزو الطفيليات للخلايا الحمراء مستحيلا. لكن مايا تضيف مبتسمة: "للأسف هناك عدد كبير من هذه البرويتينات".
يذكر أن الأبحاث التي أجريت في الــ 20 سنة الماضية تمكنت في الكشف عن 50 نوعا من البروتينات المرتبطة بالملاريا. وقد تمكنت مايا خلال بحث الدكتوراه التي تجريه في هامبورغ من اكتشاف 20 بروتينا جديدا، وهو ما يمثل نجاحا كبيرا لهذه العالمة الصغيرة.
أخطاء في تشخيص الملاريا
لكن البحوث العلمية وحدها لا تكفي لوحدها من أجل مكافحة الملاريا، إذ تلعب السياسات الصحية دورا هاما أيضا في هذا الإطار، بحسب البروفيسور رولف هورستمان، مدير معهد "برنهارد نوخت"، الذي يؤكد أن مرض الملاريا يعد من أمراض الفقراء في المقام الأول ويقول في حوار مع دويتشه فيله: "المرضى في إفريقيا لا يمكنهم تحمل نفقات المستشفيات والأدوية". ويضيف: "وإذا تمكنوا من الذهاب إلى الطبيب فإنه كثيرا ما يتم تشخيص المرض بشكل غير صحيح. فإذا كان المريض يعاني من إرتفاع حاد في درجة الحرارة كأحد أعراض أحد الأمراض الخطيرة، فإنه يتم غالبا تشخيص المرض على أنه مرض الملاريا".
Bildunterschrift: تحت المجهر: بهذه الطريقة تنتشر طفيليات الملايا في خلايا الدم
بالإضافة إلى ذلك فإنّ عينات الدم المأخوذة في أفريقيا لا تعبّر بالضرورة عن تشخيص حقيقي للملاريا، لأن 50 في المائة من السكان من غير المصابين بمرض الملاريا، يحمِـلـون بالفعل طفيليات الملاريا. لذلك يعتبر المختصون العلاج الطبي الخاطئ في بلدان أفريقية مثل تنزانيا أو الكاميرون جزءً من الحياة اليومية.
كما يلفت البروفيسور هورستمان الإنتباه إلى أن التعاطي مع تداعيات الملاريا يشبه الحلقة المفرغة: "حتى الأشخاص الكبار من الفئة العمرية العاملة والمنتجة في المجتمعات الأفريقة يصابون بالملاريا بشكل دائم، وهذا يجعلهم أقل كفاءة في العمل، وهذه حلقة مفرغة، فمن جهة المجتمع فقير ولا يستطيع تحمل تكاليف علاج المرض، ومن جهة أخرى تساهم الملاريا في جعل المجتمع أكثر فقرا".
أيغول تشيميتشيوغلو /د\ب\25
Comment