ليس كل إنسان قادراً أن يصبح ملحناً موسيقياً، أو كاتباً، أو رساماً، ولكنه يستطيع أن يفهم ويحب الجميل، فالحاجة إلى الجمال والانسجام مغروسة في طبيعة الإنسان ذاتها.
والأطفال منذ نعومة أظفارهم ينجذبون إلى كل ما يبدو لهم جميلاً، ساطعاً، جذاباً بشكله ولونه، لذا فمن المستحسن، ومن المفيد أن يهتم صانعو لعب الأطفال بألوانها وبنيتها لأنها الأشياء الأولى التي تقع في حوزتهم.
فالقدرة على الإحساس بالجمال تجعل الإنسان أغنى روحياً، وأنقى قلباً، وأطيب نفساً، والفنّ لا يقدم للإنسان المتعة والفرح فقط، ولكنه يحفزه على القيام بالأعمال الطيبة والنبيلة، وليس عبثاً أن يسمى الفنّ "مدرسة المشاعر".
إنّ القدرة على الإحساس بالشيء الجميل وفهمه لا تأتي من تلقاء نفسها، بل يجب أن تطوّر لدى الطفل وكلما كان ذلك التطوير مبكراً كانت النتائج أفضل، وإنَّ عدم القدرة على ملاحظة الجمال، واللامبالاة نحو الأعمال الفنية، وغياب الرؤية الجمالية لدى الشبان والشابات متأتية من الآباء والأمهات لم يولوا هذا الجانب ما يستحق من الانتباه والاهتمام.
غالبية الآباء والأمهات تهتم في كيفية مساعدة الأطفال في أن يحبوا الجميل على الرغم من أنها عملية كثيرة التعقيد، وهي غير ممكنة دون إثارة العواطف عند الأطفال، لأنه مهما أطنبنا في الحديث مع الأطفال عن محتوى العرض المسرحي مثلاً، وعن الوسائل والمسائل الفنية فإنهم غير قادرين على تكوين فكرة سليمة عن ذلك العرض إلاّ إذا شاهدوه وتحسسوه، إذ من خلال الانطباع الشخصي فقط، ومن خلال التأثر والمشاركة العاطفية يمكن أن يفهم الفن ويُحب، فعليكم أيها الآباء أن توفروا لأطفالكم فرح هذه التأثرات، وألاّ تحجبوهم عن معاشرة الفن، والتلذذ بقربه ومعه.
يقول بعض السيكولوجيين:
"إنَّ التأثرات لدى الأطفال- بعكس الكبار- متوهجة جداً، وانفعالية، وغنية بالصور. وتلك خاصية الطفولة فيجب الاستفادة منها".
إنَّ من الضروري جداً تطوير الحاجة والتعود لدى الأطفال على التأمل في ما شاهدوه، والعودة إليه مرة أخرى، والتفكير فيه، ويجب أن تنمى لدى الفتيان والفتيات القدرة على النفاذ إلى عمق فكرة الأعمال الفنية، والحصول على المتعة منها.
فاللذة التي تثيرها الفنون في النفس لذة حقيقية نشعر بها وإن كنا لا نلمسها، وتقدير الجمال أمر متغلغل في صميم حياة الفرد وفي أخلاقه، وبمقتضاه يمكن تحديد نوع التفكير والسلوك في مختلف الناس.
ترمي التربية الجمالية إلى "إنماء" عاطفة الجمال الكامنة في النفس من خلال تقديرنا للجمال، وابتكارنا له، وفضلاً عن تنميتها للقدرة على تقدير الجمال تعمل التربية الجمالية على تشجيع الأطفال على الابتكار والإبداع إذا وجد فيهم هذا الاستعداد.
كما أنَّ التربية الجمالية تناهض غيرها من أنواع التربية"عقلية كانت، أو خلقية، أو بدنية، لما لها من أثر جميل في الحياة"، فالحياة تصبح جافة، تبعث على الملل إذا خلت من الفنون الجميلة كالرسم، والتصوير، والموسيقا، والشعر، والآداب، فهي التي تهذب الحياة وترقيها، وهي وسيلة من وسائل التعبير عن النفس وما فيها من انفعالات، بل هي مرآة ينعكس عليها كل ما في النفس من رغبات كامنة.
ونظراً لما للتربية الجمالية من فوائد قيِّمة، وآثار حسنة، فقد اهتم بها المربون بوجه عام، ونظرت إليها التربية الحديثة نظرة تقدير، وذلك لتأثيرها المادي في نواحي التعليم المختلفة، وقديماً قال روسو:
"إنَّ الغرض الأساسي من تربية "إميل" هو أن أعلِّمه كيف يشعر، ويحب الجمال في كل أشكاله، وأن أثبّت عواطفه وأذواقه، وأن أمنع شهواته من النزول إلى الخبيث والرذيل، فإذا تمّ ذلك وجد إميل طريقه إلى السعادة ممهداً وأملي الوحيد أن يجد هذا في المنزل".
أما تولستوي فيعتبر أن الفن وسيلة لنقل الشعور إلى الآخرين، ووسيلة للجمع بين الناس بشعور واحد يساعدهم على الحياة والتقدم والرقي أفراداً وجماعات. جميلٌ من الآباء والأمهات أن يذهبوا مع أطفالهم لمشاهدة عروض مخصصة للأطفال، وزيارة المعارض الفنية، والاستماع إلى المقطوعات الموسيقية والمناقشات التي تتعلق بالموسيقى، والأجمل من هذا هو إعداد الأطفال، وتهيئتهم لتقبل الجميل، وإثارة حبهم نحوه.
المدرسة رديف للبيت ومتممة له، ومن أهم نواحي العمل المدرسي أن نهيئ للتلاميذ الفرص، وأن نشجعهم بكل الوسائل والطرق الممكنة لخلق الجمال، وإنماء قوة التقدير، وقد قال بستالوتزي في هذا المجال:
"إن الطبيعة مملوءة بمناظر الفتنة، ولكن المدارس لم تصنع شيئاً لتوقظ في الأطفال هذه العاطفة."
فمهمة التربية إذاً لا تقتصر على تزويد الطفل بالمعلومات والمعارف، والتمسك بالعادات الصالحة المرغوب فيها فحسب، ولكن مهمتها أيضاً أن تنمِّي القدرة على التقدير، والتمتع بكل ما هو جميل سواء أكان ذلك في الأدب، أو الموسيقى، أو التصوير، ولا يكفي أن يكون الإنسان قادراً على كسب لقمة العيش بل ينبغي أن يتمتع بالحياة.
والأطفال منذ نعومة أظفارهم ينجذبون إلى كل ما يبدو لهم جميلاً، ساطعاً، جذاباً بشكله ولونه، لذا فمن المستحسن، ومن المفيد أن يهتم صانعو لعب الأطفال بألوانها وبنيتها لأنها الأشياء الأولى التي تقع في حوزتهم.
فالقدرة على الإحساس بالجمال تجعل الإنسان أغنى روحياً، وأنقى قلباً، وأطيب نفساً، والفنّ لا يقدم للإنسان المتعة والفرح فقط، ولكنه يحفزه على القيام بالأعمال الطيبة والنبيلة، وليس عبثاً أن يسمى الفنّ "مدرسة المشاعر".
إنّ القدرة على الإحساس بالشيء الجميل وفهمه لا تأتي من تلقاء نفسها، بل يجب أن تطوّر لدى الطفل وكلما كان ذلك التطوير مبكراً كانت النتائج أفضل، وإنَّ عدم القدرة على ملاحظة الجمال، واللامبالاة نحو الأعمال الفنية، وغياب الرؤية الجمالية لدى الشبان والشابات متأتية من الآباء والأمهات لم يولوا هذا الجانب ما يستحق من الانتباه والاهتمام.
غالبية الآباء والأمهات تهتم في كيفية مساعدة الأطفال في أن يحبوا الجميل على الرغم من أنها عملية كثيرة التعقيد، وهي غير ممكنة دون إثارة العواطف عند الأطفال، لأنه مهما أطنبنا في الحديث مع الأطفال عن محتوى العرض المسرحي مثلاً، وعن الوسائل والمسائل الفنية فإنهم غير قادرين على تكوين فكرة سليمة عن ذلك العرض إلاّ إذا شاهدوه وتحسسوه، إذ من خلال الانطباع الشخصي فقط، ومن خلال التأثر والمشاركة العاطفية يمكن أن يفهم الفن ويُحب، فعليكم أيها الآباء أن توفروا لأطفالكم فرح هذه التأثرات، وألاّ تحجبوهم عن معاشرة الفن، والتلذذ بقربه ومعه.
يقول بعض السيكولوجيين:
"إنَّ التأثرات لدى الأطفال- بعكس الكبار- متوهجة جداً، وانفعالية، وغنية بالصور. وتلك خاصية الطفولة فيجب الاستفادة منها".
إنَّ من الضروري جداً تطوير الحاجة والتعود لدى الأطفال على التأمل في ما شاهدوه، والعودة إليه مرة أخرى، والتفكير فيه، ويجب أن تنمى لدى الفتيان والفتيات القدرة على النفاذ إلى عمق فكرة الأعمال الفنية، والحصول على المتعة منها.
فاللذة التي تثيرها الفنون في النفس لذة حقيقية نشعر بها وإن كنا لا نلمسها، وتقدير الجمال أمر متغلغل في صميم حياة الفرد وفي أخلاقه، وبمقتضاه يمكن تحديد نوع التفكير والسلوك في مختلف الناس.
ترمي التربية الجمالية إلى "إنماء" عاطفة الجمال الكامنة في النفس من خلال تقديرنا للجمال، وابتكارنا له، وفضلاً عن تنميتها للقدرة على تقدير الجمال تعمل التربية الجمالية على تشجيع الأطفال على الابتكار والإبداع إذا وجد فيهم هذا الاستعداد.
كما أنَّ التربية الجمالية تناهض غيرها من أنواع التربية"عقلية كانت، أو خلقية، أو بدنية، لما لها من أثر جميل في الحياة"، فالحياة تصبح جافة، تبعث على الملل إذا خلت من الفنون الجميلة كالرسم، والتصوير، والموسيقا، والشعر، والآداب، فهي التي تهذب الحياة وترقيها، وهي وسيلة من وسائل التعبير عن النفس وما فيها من انفعالات، بل هي مرآة ينعكس عليها كل ما في النفس من رغبات كامنة.
ونظراً لما للتربية الجمالية من فوائد قيِّمة، وآثار حسنة، فقد اهتم بها المربون بوجه عام، ونظرت إليها التربية الحديثة نظرة تقدير، وذلك لتأثيرها المادي في نواحي التعليم المختلفة، وقديماً قال روسو:
"إنَّ الغرض الأساسي من تربية "إميل" هو أن أعلِّمه كيف يشعر، ويحب الجمال في كل أشكاله، وأن أثبّت عواطفه وأذواقه، وأن أمنع شهواته من النزول إلى الخبيث والرذيل، فإذا تمّ ذلك وجد إميل طريقه إلى السعادة ممهداً وأملي الوحيد أن يجد هذا في المنزل".
أما تولستوي فيعتبر أن الفن وسيلة لنقل الشعور إلى الآخرين، ووسيلة للجمع بين الناس بشعور واحد يساعدهم على الحياة والتقدم والرقي أفراداً وجماعات. جميلٌ من الآباء والأمهات أن يذهبوا مع أطفالهم لمشاهدة عروض مخصصة للأطفال، وزيارة المعارض الفنية، والاستماع إلى المقطوعات الموسيقية والمناقشات التي تتعلق بالموسيقى، والأجمل من هذا هو إعداد الأطفال، وتهيئتهم لتقبل الجميل، وإثارة حبهم نحوه.
المدرسة رديف للبيت ومتممة له، ومن أهم نواحي العمل المدرسي أن نهيئ للتلاميذ الفرص، وأن نشجعهم بكل الوسائل والطرق الممكنة لخلق الجمال، وإنماء قوة التقدير، وقد قال بستالوتزي في هذا المجال:
"إن الطبيعة مملوءة بمناظر الفتنة، ولكن المدارس لم تصنع شيئاً لتوقظ في الأطفال هذه العاطفة."
فمهمة التربية إذاً لا تقتصر على تزويد الطفل بالمعلومات والمعارف، والتمسك بالعادات الصالحة المرغوب فيها فحسب، ولكن مهمتها أيضاً أن تنمِّي القدرة على التقدير، والتمتع بكل ما هو جميل سواء أكان ذلك في الأدب، أو الموسيقى، أو التصوير، ولا يكفي أن يكون الإنسان قادراً على كسب لقمة العيش بل ينبغي أن يتمتع بالحياة.
Comment