1ـ أشكال المراهقة ومظاهر النمو عندالمراهقين
المراهقة إحدى المراحل العمرية الهامة في حياةالإنسان، وتعني في الأصل اللغوي الاقتراب، ورهقتٌ الشيء رهقاً أي قربتمنه.
والمراهقة كمصطلح تعني فترة الحياة الواقعة بين الطفولة المتأخرةوالرشد، أي أنها تأخذ من سمات الطفولة ومن سمات الرشد وهي مرحلة انتقالية يجتهدفيها المراهق للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار، ويبحث عن الاستقلال الذاتيالذي يتمتع به الراشدون.. فهو موزع النفس بين عالمي الطفولة والرشد.
ويحلوللكثير تسمية المراهقة بمرحلة الولادة الجديدة، أو العاصفة أو فترة الأزمة النفسية؛لأنها إحدى المراحل العمرية الحرجة في حياة الإنسان، وهي فترة من فترات تكاملالشخصية، تكتشف فيها الذات وينقب فيها عن الهوية.
ونستطيع القول أنالمراهقة مرحلة تبدأ بشكل بيولوجي(عضوي) وهو البلوغ، ثم تكون في نهايتها ظاهرةاجتماعية حيث سيقوم المراهق بأدوار أخرى غير ما كان عليه من قبل، وبهذا المعني فإنالمراهقة عملية بيولوجية، نفسية، اجتماعية تسير وفق امتداد زمني، متأثرة بعواملالنمو البيولوجي والفسيولوجي وبالمؤثرات الاجتماعية والحضارية والجغرافية، فقد تبدأفي منطقة جغرافية معينة وفق نسق اجتماعي معين عند عمر التاسعة وتستمر إلى التاسعةعشرة تقريباً، وقد لا تبدأ في منطقة أخرى مختلفة مناخياً وحضارياً إلا عند الثالثةعشرة تقريباً وقد تصل إلى ما بعد الواحدة والعشرين من العمر، ويختلف الذكر عنالأنثى في هذا، حيث تسبقه الأنثى في النمو.
وتأخذ المراهقة في المجتمعاتالمتمدنة أشكالاً مختلفة حسب الوسط الذي يعيشه المراهق كما يلي:
1ـ المراهقةالسوية: المتكيفة الخالية من المشكلات.
2- المراهقة الانسحابية: حيث ينسحبالمراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران ويفضل الانعزال الانفراد بنفسه، حيثيتأمل ذاته ومشكلاته.
3- المراهقة العدوانية: المتمردة حيث يتسم سلوكالمراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى أفراد الأسرة والمدرسة.
- 4 المراهقةالمنحرفة: حيث ينغمس المراهق في ألوان من السلوك المنحرف كالمخدرات والسرقةوالانحلال الخلقي.
هذا وتقسم المراهقة إلي ثلاثة أقسام: مبكرة (تقابلالمرحلة الإعدادية تقريبا) ووسطى (المرحلة الثانوية تقريبا) ومتأخرة (ما بعدالثانوية إلى عمر 21تقريبا)..ولكل قسم مظاهره الخاصة في النمو.
ومنالباحثين من جعلها قسمين فالمبكرة من بداية البلوغ حتى الثامنة عشرة تقريباً، أماالمراهقة المتأخرة فمن الثامنة عشرة إلى عمر الثانية والعشرين تقريباً.
ومنهنا فإن لهذه المرحلة أهميتها الكبيرة والخاصة في تكوين شخصية الإنسان؛ ولذا وجبفهم خصائصها ومتطلباتها ومشكلاتها المتشابكة لنحسن التعامل مع المراهقين بشكل تربويذي أثر إيجابي في النمو.
مظاهر نمو المراهقين بشكل عام:
النمو الجسميوالفسيولوجي والحركي: تمتاز مرحلة المراهقة بتغيرات جسمية سريعة وخاصة في السنواتالثلاث الأولى بسبب زيادة إفراز هرمونات النمو، فمن أهم مظاهر النمو الجسمي زيادةواضحة في الطول، وزيادة في الوزن، نتيجة للنمو في أنسجة العظام والعضلات وكثرةالدهون عند الإناث خاصة، وكذلك نمو الهيكل العظمي بشكل عام.
ومن مظاهرالنمو الفسيولوجي نمو حجم القلب ونمو المعدة بشكل كبير، وهذا ما يبرر إقبال المراهقعلى الطعام بشكل واضح، كما أن حاجته الملحة إلى الغذاء تأتي نتيجة لنموه السريعالذي يستنزف طاقته.
وللنمو الجسمي الفسيولوجي آثار نفسية على المراهق يجبعلى التربويين والوالدين مراعاتها ومنها:
أن التغيرات الجسمية الجنسية تلعبدوراً واضحاً في مفهوم المراهق عن ذاته وبالتالي في سلوكه فتتراوح استجابة الفتاةنحو التغيرات الجسمية ما بين الاعتزاز بأنوثتها وبين الحرج نتيجة هذه التغيراتفتشعر بالقلق والتعب وخاصة أثناء العادة الشهرية رغم اعتزازها بذلك كأنثي. كما أنلشكل جسم الفتى دورا في توافقه النفسي.
الحساسية النفسية والانطباع عنالذات: فظهور حب الشباب مثلاً في هذه المرحلة يثير متاعب نفسية لأنه يشوه منظرالوجه.. كما وأن التبكير والتأخير في النمو الجسمي والجنسي له مشكلات اجتماعيةونفسية، فالنضج المبكر عند الإناث يسبب لهن الضيق والحرج، أما عند الذكور فينتج عنهثقة بالنفس وتقدير مرتفع للذات رغم أن الذكور المتأخرين في النضج يعتبرون أكثرنشاطاً.
أما عن النمو الحركي: فإن المراهق يميل إلي الكسل والخمول أحيانانتيجة التغيرات الجسمية السريعة، وسرعان ما يشعر بالتعب والإعياء عندما يبدي نشاطاًمعيناً.. وتمتاز حركات المراهق بعدم الاتساق وعدم الدقة، ويعود ذلك إلي عدم التوازنبين النضج العضوي والوظيفي مما يؤدي إلى عدم التوازن الحركي، وربما يعود إلى عواملنفسية مثل الحيرة والتردد ونقص الثقة بالذات والتفكير في توقعات الآخرين، وفي نهايةالمراهقة الوسطى (المرحلة الثانوية تقريباً) يبدأ المراهق في التوازن الحركي نتيجةلتحقق النمو العضلي والعصبي والاجتماعي.
النمو العقلي: نمو الذكاء العام،وزيادة القدرة على القيام بكثير من العمليات العقلية العليا كالتفكير والتذكرالقائم على الفهم، والاستنتاج والتعلم والتخيل.
نمو القدرات العقلية الخاصةكالقدرة الرياضية (التعامل مع الأعداد) والقدرة اللغوية والدقة في التعبير والقدرةالميكانيكية والفنية، وتتضح الابتكارات في هذه المرحلة كنتاج للنشاطاتالعقلية.
نمو بعض المفاهيم المجردة كالحق والعدالة والفضيلة ومفهوم الزمنويتجه التخيل من المحسوس إلى المجرد.
نمو الميول والاهتمامات والاتجاهاتالقائمة على الاستدلال العقلي، ويظهر اهتمام المراهق بمستقبله الدراسيوالمهني.
تزداد قدرة الانتباه والتركيز بعد أن كانت محدودة فيالطفولة.
يميل المراهق إلى التفكير النقدي أي أنه يطالب بالدليل على حقائقالأمور ولا يقبلها قبولاً أعمى مسلماً به.
تكثر أحلام اليقظة حول المشكلاتوالتطلعات والحاجات، حيث يلجأ المراهق لا شعورياً إلى إشباعها، ويمكنه نموه العقليمن ذلك حيث يسمح له بالهروب بعيداً في عالم الخيال، فيرى نفسه لاعباً مشهوراً أوبطلاً لا يشق له غبار.
النمو الانفعالي: الرهافة الانفعالية: حيث يتأثربالمثيرات المختلفة فيثور لأتفه الأسباب ويشعر بالحزن الشديد إذا تعرض للإحباط منأبيه أو معلمه.
الحدة الانفعالية (استجابة حادة لبعض المواقف لا تدل علىاتزان) كالصراخ بعنف وشتم الآخرين والاندفاع بتهور فإذا تشاجر مع أحد، اندفع بعنفإلى مصدر الشجار، وإذا قاد السيارة قادها بسرعة شديدة لإظهار قوة و تحديالآخرين.
الارتباك: حيث يخاف ويعجز عند مواجهة موقف معقد، ولا يمكن التصرفحياله كسخرية الآخرين منه أو مغالاتهم في مدحه.
الحساسية الشديدة للنقد: يشعر المراهق بالحساسية الشديدة لنقد الكبار له حتى وإن كان النقد صادقاً وبناءً،ومن أقرب الناس إليه، وخاصة عندما يكون على مسمع من الآخرين، بل ويعتبر النصيحة أوالتوجيه انتقاماً وإهانة، وهذا مما يؤكد عدم نضجه في هذا الجانب.
التقلبالانفعالي: ينتقل المراهق من انفعال إلى آخر بسرعة، فتراه ينتقل من الفرح إلىالحزن، ومن التفاؤل إلى التشاؤم، ومن البكاء إلى الضحك، وتارة يندمج مع الآخرينوتارة يعتزل مجالسهم، ومرة تجده متدينا جداً وأخرى مقصراً.
تطور مثيراتالخوف واستجاباته: حيث تتسع مخاوف المراهقين لتشمل المدرسة والجنس، ومخاوف تتصلبالعلاقات الاجتماعية، ومخاوف عائلية تبدو في القلق على الأهل عندما يتشاجرون أوعندما يمرضون. وقد يحتفظ بعض المراهقين في بدء المراهقة ببعض مخاوف الطفولة كالخوفمن الأشباح والثعابين ونحو ذلك.
سيطرة العواطف الشخصية (الجسم مركز اهتمامه) حيث تظهر في بداية المراهقة مظاهر الاعتزاز بالنفس والعناية بالملبس والأناقةوالوقوف أمام المرآة كثيراً لجذب الانتباه، حيث يتصور دائماً كيف سيكون رد فعلالآخرين تجاهه.
الغضب والغيرة: تعد الغيرة والغضب من الانفعالات الشائعة فيفترة المراهقة حيث تظهر في غيرة المراهق من زملائه الذين حققوا قدرة على جذب أفرادالجنس الآخر أو ربما إخوانه الذين حققوا نجاحات في الدراسة أو الرياضة أو الأنشطةالأخرى، ويعبر المراهق عن غيرته في الغالب بالهجوم الكلامي بطريقة خافته أو علنية،
ويعبر عن الغضب بالتبرم والهجوم اليدوي والكلامي خاصة عندما ينتقد أو يقدم لهالنصح بكثرة، أو عند تعدي الآخرين على ما هو ملك له أو عندما ننكر حقه في التعبيرعن آرائه في الأسرة أو المدرسة.
النمو الاجتماعي: حياة المراهق الاجتماعيةمليئة بالغموض والصراعات والتناقضات لأنه انتقل من عهد الطفولة إلى مجتمع الكباروإنما يحدث هذا إذا كان بمعزل عن الاختلاط بهم ومعرفة قيمهم وعاداتهم واهتماماتهم،وما الذي يعجبهم وما الذي لا يعجبهم، ويعيش صراعاً بين أراء أقرانه وأراء أسرتهوبين الرغبة في الاستقلال عن الوالدين وبين حاجته إلى مساعدتهما له. وبين الرغبة فيإشباع الدافع الجنسي وبين القيم الدينية والاجتماعية التي تحدد الطريق المشروع لهذاالإشباع، فيعيش متناقضات تبدو في تفكيره وسلوكه إذ يقول ولا يفعل، ويألف وينفر فينفس الوقت، ويخطط ولا ينفذ، ويريد الامتثال لقيم الجماعة ويسعى في نفس الوقت إلىتأكيد ذاته.
ويمكن تحديد مظاهر النمو الاجتماعي للمراهق فيمايلي:
الميل إلى الاستقلال والاعتماد على النفس، ويظهر ذلك في محاولاتالمراهق اختيار أصدقائه ونوع ملابسه، ودراسته، وتحديد ميوله بنفسه.
الميلإلى الالتفاف حول ثلة معينة، حيث يندمج مع مجموعة من الأصدقاء صغيرة العدد ويبديالولاء والانتماء والتقيد بآرائهم والتصرف وفق أهدافهم ويصبحوا جماعة مرجعية لهيحكم من خلالهم على أفعاله وأقواله حيث يجد الراحة والمتعة والفهم لسلوكه من قبلهم،ويجد لديهم التقدير وإظهار المهارات وتأكيد الذات واكتشاف القدرات واكتسابالمعلومات التي يعجز عن اكتسابها من الآباء والمعلمين بسبب ضعف العلاقة بين المراهقوأسرته في هذه المرحلة، كما تتسع دائرة العلاقات الاجتماعية حيث يصبح أكثر اتصالاًمع الآخرين.
الميل إلى مقاومة السلطة الو الدية والمدرسية ويظهر ذلك في رفضالمراهق لأوامر الوالدين والمعلمين إذا اصطدمت بأوامر الثلة، وينتقد الوالدينوأسلوب حياتهما وطريقة تفكيرهما. ويعبر المراهق الولد عن تمرده بالعداء أو الخروجمن المنزل، أما البنت المراهقة فهي أكثر قبولاً للسلطة الو الدية.
المنافسة: يقارن المراهق نفسه بغيره في محاولة للحاق بالآخرين أو التفوق عليهم.
الميلإلى الجنس الآخر والاهتمام به: يتحول المراهق من النفور من الجنس الآخر إلى الميلإليه والاهتمام به، ويظهر ذلك في محاولته جذب الانتباه إليه عن طريق أناقة المظهرالشخصي أو امتلاك أشياء مثيرة.
ومع هذه التغيرات التي تبدو وكأنها معقدةيحتاج المراهق إلى حسن التوجيه والإرشاد لتخطي هذه المرحلة بسهولة ويسر وينتقل منهابسلاسة إلى مرحلة الرجولة والكمال دون حدوث أي خلل أو انتكاسات أو منعطفات غيرمحمودة تؤثر على حياته المستقبلية،
المراهقة إحدى المراحل العمرية الهامة في حياةالإنسان، وتعني في الأصل اللغوي الاقتراب، ورهقتٌ الشيء رهقاً أي قربتمنه.
والمراهقة كمصطلح تعني فترة الحياة الواقعة بين الطفولة المتأخرةوالرشد، أي أنها تأخذ من سمات الطفولة ومن سمات الرشد وهي مرحلة انتقالية يجتهدفيها المراهق للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار، ويبحث عن الاستقلال الذاتيالذي يتمتع به الراشدون.. فهو موزع النفس بين عالمي الطفولة والرشد.
ويحلوللكثير تسمية المراهقة بمرحلة الولادة الجديدة، أو العاصفة أو فترة الأزمة النفسية؛لأنها إحدى المراحل العمرية الحرجة في حياة الإنسان، وهي فترة من فترات تكاملالشخصية، تكتشف فيها الذات وينقب فيها عن الهوية.
ونستطيع القول أنالمراهقة مرحلة تبدأ بشكل بيولوجي(عضوي) وهو البلوغ، ثم تكون في نهايتها ظاهرةاجتماعية حيث سيقوم المراهق بأدوار أخرى غير ما كان عليه من قبل، وبهذا المعني فإنالمراهقة عملية بيولوجية، نفسية، اجتماعية تسير وفق امتداد زمني، متأثرة بعواملالنمو البيولوجي والفسيولوجي وبالمؤثرات الاجتماعية والحضارية والجغرافية، فقد تبدأفي منطقة جغرافية معينة وفق نسق اجتماعي معين عند عمر التاسعة وتستمر إلى التاسعةعشرة تقريباً، وقد لا تبدأ في منطقة أخرى مختلفة مناخياً وحضارياً إلا عند الثالثةعشرة تقريباً وقد تصل إلى ما بعد الواحدة والعشرين من العمر، ويختلف الذكر عنالأنثى في هذا، حيث تسبقه الأنثى في النمو.
وتأخذ المراهقة في المجتمعاتالمتمدنة أشكالاً مختلفة حسب الوسط الذي يعيشه المراهق كما يلي:
1ـ المراهقةالسوية: المتكيفة الخالية من المشكلات.
2- المراهقة الانسحابية: حيث ينسحبالمراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران ويفضل الانعزال الانفراد بنفسه، حيثيتأمل ذاته ومشكلاته.
3- المراهقة العدوانية: المتمردة حيث يتسم سلوكالمراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى أفراد الأسرة والمدرسة.
- 4 المراهقةالمنحرفة: حيث ينغمس المراهق في ألوان من السلوك المنحرف كالمخدرات والسرقةوالانحلال الخلقي.
هذا وتقسم المراهقة إلي ثلاثة أقسام: مبكرة (تقابلالمرحلة الإعدادية تقريبا) ووسطى (المرحلة الثانوية تقريبا) ومتأخرة (ما بعدالثانوية إلى عمر 21تقريبا)..ولكل قسم مظاهره الخاصة في النمو.
ومنالباحثين من جعلها قسمين فالمبكرة من بداية البلوغ حتى الثامنة عشرة تقريباً، أماالمراهقة المتأخرة فمن الثامنة عشرة إلى عمر الثانية والعشرين تقريباً.
ومنهنا فإن لهذه المرحلة أهميتها الكبيرة والخاصة في تكوين شخصية الإنسان؛ ولذا وجبفهم خصائصها ومتطلباتها ومشكلاتها المتشابكة لنحسن التعامل مع المراهقين بشكل تربويذي أثر إيجابي في النمو.
مظاهر نمو المراهقين بشكل عام:
النمو الجسميوالفسيولوجي والحركي: تمتاز مرحلة المراهقة بتغيرات جسمية سريعة وخاصة في السنواتالثلاث الأولى بسبب زيادة إفراز هرمونات النمو، فمن أهم مظاهر النمو الجسمي زيادةواضحة في الطول، وزيادة في الوزن، نتيجة للنمو في أنسجة العظام والعضلات وكثرةالدهون عند الإناث خاصة، وكذلك نمو الهيكل العظمي بشكل عام.
ومن مظاهرالنمو الفسيولوجي نمو حجم القلب ونمو المعدة بشكل كبير، وهذا ما يبرر إقبال المراهقعلى الطعام بشكل واضح، كما أن حاجته الملحة إلى الغذاء تأتي نتيجة لنموه السريعالذي يستنزف طاقته.
وللنمو الجسمي الفسيولوجي آثار نفسية على المراهق يجبعلى التربويين والوالدين مراعاتها ومنها:
أن التغيرات الجسمية الجنسية تلعبدوراً واضحاً في مفهوم المراهق عن ذاته وبالتالي في سلوكه فتتراوح استجابة الفتاةنحو التغيرات الجسمية ما بين الاعتزاز بأنوثتها وبين الحرج نتيجة هذه التغيراتفتشعر بالقلق والتعب وخاصة أثناء العادة الشهرية رغم اعتزازها بذلك كأنثي. كما أنلشكل جسم الفتى دورا في توافقه النفسي.
الحساسية النفسية والانطباع عنالذات: فظهور حب الشباب مثلاً في هذه المرحلة يثير متاعب نفسية لأنه يشوه منظرالوجه.. كما وأن التبكير والتأخير في النمو الجسمي والجنسي له مشكلات اجتماعيةونفسية، فالنضج المبكر عند الإناث يسبب لهن الضيق والحرج، أما عند الذكور فينتج عنهثقة بالنفس وتقدير مرتفع للذات رغم أن الذكور المتأخرين في النضج يعتبرون أكثرنشاطاً.
أما عن النمو الحركي: فإن المراهق يميل إلي الكسل والخمول أحيانانتيجة التغيرات الجسمية السريعة، وسرعان ما يشعر بالتعب والإعياء عندما يبدي نشاطاًمعيناً.. وتمتاز حركات المراهق بعدم الاتساق وعدم الدقة، ويعود ذلك إلي عدم التوازنبين النضج العضوي والوظيفي مما يؤدي إلى عدم التوازن الحركي، وربما يعود إلى عواملنفسية مثل الحيرة والتردد ونقص الثقة بالذات والتفكير في توقعات الآخرين، وفي نهايةالمراهقة الوسطى (المرحلة الثانوية تقريباً) يبدأ المراهق في التوازن الحركي نتيجةلتحقق النمو العضلي والعصبي والاجتماعي.
النمو العقلي: نمو الذكاء العام،وزيادة القدرة على القيام بكثير من العمليات العقلية العليا كالتفكير والتذكرالقائم على الفهم، والاستنتاج والتعلم والتخيل.
نمو القدرات العقلية الخاصةكالقدرة الرياضية (التعامل مع الأعداد) والقدرة اللغوية والدقة في التعبير والقدرةالميكانيكية والفنية، وتتضح الابتكارات في هذه المرحلة كنتاج للنشاطاتالعقلية.
نمو بعض المفاهيم المجردة كالحق والعدالة والفضيلة ومفهوم الزمنويتجه التخيل من المحسوس إلى المجرد.
نمو الميول والاهتمامات والاتجاهاتالقائمة على الاستدلال العقلي، ويظهر اهتمام المراهق بمستقبله الدراسيوالمهني.
تزداد قدرة الانتباه والتركيز بعد أن كانت محدودة فيالطفولة.
يميل المراهق إلى التفكير النقدي أي أنه يطالب بالدليل على حقائقالأمور ولا يقبلها قبولاً أعمى مسلماً به.
تكثر أحلام اليقظة حول المشكلاتوالتطلعات والحاجات، حيث يلجأ المراهق لا شعورياً إلى إشباعها، ويمكنه نموه العقليمن ذلك حيث يسمح له بالهروب بعيداً في عالم الخيال، فيرى نفسه لاعباً مشهوراً أوبطلاً لا يشق له غبار.
النمو الانفعالي: الرهافة الانفعالية: حيث يتأثربالمثيرات المختلفة فيثور لأتفه الأسباب ويشعر بالحزن الشديد إذا تعرض للإحباط منأبيه أو معلمه.
الحدة الانفعالية (استجابة حادة لبعض المواقف لا تدل علىاتزان) كالصراخ بعنف وشتم الآخرين والاندفاع بتهور فإذا تشاجر مع أحد، اندفع بعنفإلى مصدر الشجار، وإذا قاد السيارة قادها بسرعة شديدة لإظهار قوة و تحديالآخرين.
الارتباك: حيث يخاف ويعجز عند مواجهة موقف معقد، ولا يمكن التصرفحياله كسخرية الآخرين منه أو مغالاتهم في مدحه.
الحساسية الشديدة للنقد: يشعر المراهق بالحساسية الشديدة لنقد الكبار له حتى وإن كان النقد صادقاً وبناءً،ومن أقرب الناس إليه، وخاصة عندما يكون على مسمع من الآخرين، بل ويعتبر النصيحة أوالتوجيه انتقاماً وإهانة، وهذا مما يؤكد عدم نضجه في هذا الجانب.
التقلبالانفعالي: ينتقل المراهق من انفعال إلى آخر بسرعة، فتراه ينتقل من الفرح إلىالحزن، ومن التفاؤل إلى التشاؤم، ومن البكاء إلى الضحك، وتارة يندمج مع الآخرينوتارة يعتزل مجالسهم، ومرة تجده متدينا جداً وأخرى مقصراً.
تطور مثيراتالخوف واستجاباته: حيث تتسع مخاوف المراهقين لتشمل المدرسة والجنس، ومخاوف تتصلبالعلاقات الاجتماعية، ومخاوف عائلية تبدو في القلق على الأهل عندما يتشاجرون أوعندما يمرضون. وقد يحتفظ بعض المراهقين في بدء المراهقة ببعض مخاوف الطفولة كالخوفمن الأشباح والثعابين ونحو ذلك.
سيطرة العواطف الشخصية (الجسم مركز اهتمامه) حيث تظهر في بداية المراهقة مظاهر الاعتزاز بالنفس والعناية بالملبس والأناقةوالوقوف أمام المرآة كثيراً لجذب الانتباه، حيث يتصور دائماً كيف سيكون رد فعلالآخرين تجاهه.
الغضب والغيرة: تعد الغيرة والغضب من الانفعالات الشائعة فيفترة المراهقة حيث تظهر في غيرة المراهق من زملائه الذين حققوا قدرة على جذب أفرادالجنس الآخر أو ربما إخوانه الذين حققوا نجاحات في الدراسة أو الرياضة أو الأنشطةالأخرى، ويعبر المراهق عن غيرته في الغالب بالهجوم الكلامي بطريقة خافته أو علنية،
ويعبر عن الغضب بالتبرم والهجوم اليدوي والكلامي خاصة عندما ينتقد أو يقدم لهالنصح بكثرة، أو عند تعدي الآخرين على ما هو ملك له أو عندما ننكر حقه في التعبيرعن آرائه في الأسرة أو المدرسة.
النمو الاجتماعي: حياة المراهق الاجتماعيةمليئة بالغموض والصراعات والتناقضات لأنه انتقل من عهد الطفولة إلى مجتمع الكباروإنما يحدث هذا إذا كان بمعزل عن الاختلاط بهم ومعرفة قيمهم وعاداتهم واهتماماتهم،وما الذي يعجبهم وما الذي لا يعجبهم، ويعيش صراعاً بين أراء أقرانه وأراء أسرتهوبين الرغبة في الاستقلال عن الوالدين وبين حاجته إلى مساعدتهما له. وبين الرغبة فيإشباع الدافع الجنسي وبين القيم الدينية والاجتماعية التي تحدد الطريق المشروع لهذاالإشباع، فيعيش متناقضات تبدو في تفكيره وسلوكه إذ يقول ولا يفعل، ويألف وينفر فينفس الوقت، ويخطط ولا ينفذ، ويريد الامتثال لقيم الجماعة ويسعى في نفس الوقت إلىتأكيد ذاته.
ويمكن تحديد مظاهر النمو الاجتماعي للمراهق فيمايلي:
الميل إلى الاستقلال والاعتماد على النفس، ويظهر ذلك في محاولاتالمراهق اختيار أصدقائه ونوع ملابسه، ودراسته، وتحديد ميوله بنفسه.
الميلإلى الالتفاف حول ثلة معينة، حيث يندمج مع مجموعة من الأصدقاء صغيرة العدد ويبديالولاء والانتماء والتقيد بآرائهم والتصرف وفق أهدافهم ويصبحوا جماعة مرجعية لهيحكم من خلالهم على أفعاله وأقواله حيث يجد الراحة والمتعة والفهم لسلوكه من قبلهم،ويجد لديهم التقدير وإظهار المهارات وتأكيد الذات واكتشاف القدرات واكتسابالمعلومات التي يعجز عن اكتسابها من الآباء والمعلمين بسبب ضعف العلاقة بين المراهقوأسرته في هذه المرحلة، كما تتسع دائرة العلاقات الاجتماعية حيث يصبح أكثر اتصالاًمع الآخرين.
الميل إلى مقاومة السلطة الو الدية والمدرسية ويظهر ذلك في رفضالمراهق لأوامر الوالدين والمعلمين إذا اصطدمت بأوامر الثلة، وينتقد الوالدينوأسلوب حياتهما وطريقة تفكيرهما. ويعبر المراهق الولد عن تمرده بالعداء أو الخروجمن المنزل، أما البنت المراهقة فهي أكثر قبولاً للسلطة الو الدية.
المنافسة: يقارن المراهق نفسه بغيره في محاولة للحاق بالآخرين أو التفوق عليهم.
الميلإلى الجنس الآخر والاهتمام به: يتحول المراهق من النفور من الجنس الآخر إلى الميلإليه والاهتمام به، ويظهر ذلك في محاولته جذب الانتباه إليه عن طريق أناقة المظهرالشخصي أو امتلاك أشياء مثيرة.
ومع هذه التغيرات التي تبدو وكأنها معقدةيحتاج المراهق إلى حسن التوجيه والإرشاد لتخطي هذه المرحلة بسهولة ويسر وينتقل منهابسلاسة إلى مرحلة الرجولة والكمال دون حدوث أي خلل أو انتكاسات أو منعطفات غيرمحمودة تؤثر على حياته المستقبلية،
Comment