بحسب بندكتس السادس عشر
بقلم روبير شعيب
روما، الاثنين 8 فبراير 2010 (Zenit.org). – " فقط من خلال جعل المسيح محور الوجود الشخصي وفي حياة الثنائي، يمكن عيش الحب الأصيل وتقديمه للآخرين"،هذا ما قاله بندكتس السادس عشر لدى لقائه صباح اليوم في الفاتيكان بالمشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري للعائلة، الذي يفتتح اليوم الاثنين ويستمر حتى نهار الأربعاء 10 فبراير الجاري.
موضوع هذه الجمعية التاسعة عشرة هو حقوق الطفل، في الذكرى العشرين للشرعة الدولية حول التدابير لحماية الطفل، التي تبنتها الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989.
مدح البابا خلال خطابه الدور الذي يلعبه المجلس الحبري للعائلة، إذ يسهم من خلال مبادراته العديدة في تعزيز الوعي للدور الأساسي الذي تلعبه العائلة في حياة الكنيسة والمجتمع. وذكر من بين هذه المبادرات مشروع "العائلة كعنصر فاعل في التبشير"، الذي يسعى إلى جمع خبرات فعالة من مختلف مجالات العمل التبشيري الذي تقدم فيه العائلة اسهامها.
كما ولفت إلى التزام المجلس في إعداد دليل للاستعداد للزواج، الذي هو أمر ضروري جدًا في أيامنا أكثر منه من أي وقت مضى، بحسب ما أوضح البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي "تدبير شؤون العائلة".
مراحل ثلاث للإعداد إلى الزواج
وشرح البابا أن المجلس يهدف في دليله إلى تقديم ثلاث مراحل في الإعداد للإجابة على الدعوة الزوجية.
الإعداد البعيد يتعلق بالأطفال، المراهقين والشباب. وتشمل العائلة، الرعية والمدرسة، كأماكن يتعلم فيها المرء أن يفهم الحياة كدعوة إلى الحب، تندرج في إطار حالة البتولية المكرسة لأجل ملكوت الله أو حالة الزواج، وكلتا الحالتين هما دومًا دعوة إلى الحب. في هذه المرحلة أيضًا تظهر الحياة الجنسية كقدرة علائقية إيجابية يجب دمجها في الحب الأصيل.
الإعداد القريب، هو المرحلة الثانية، ويرتبط بالخطوبة التي يجب أن تضحي فيها المسيرة مسيرة إيمان وحياة مسيحية تؤدي إلى معرفة معمقة لسر المسيح والكنيسة، ومعنى نعمة ومسؤولية الزواج (تدبير شؤون العائلة، 66). وتمنى البابا أن يكون هذا الزمن، الذي يلتقي فيه الخطاب بالمنشئين والكهنة المعدين زمنًا يتم التركيز فيه على تنمية العلاقة الشخصية مع الرب يسوع، خصوصًا عبر الإصغاء لكلمة الله، والتقرب من الأسرار وبشكل خاص الافخارستيا.
وقال الأب الأقدس: "فقط من خلال جعل المسيح محور الوجود الشخصي وفي حياة الثنائي، يمكن عيش الحب الأصيل وتقديمه للآخرين: من أقام في، وأقمت أنا فيه، يحمل ثمرًا وفيرًا، من دوني لا تستطيعون شيئًا (يو 15، 5)".
الإعداد المباشر هو المرحلة الثالثة، وهي مرحلة تتضمن امتحان الخطاب بحسب الحق القانوني، كما وتتضمن تعليمًا على سر الزواج ومعناه، بما في ذلك الرياضة الروحية التي تسبق الزواج، والحرص على أن يتم فهم الاحتفال بالزواج كهبة للكنيسة بأسرها، تهدف إلى نمو الكنيسة الروحي.
حقوق الطفل، وبيئة نموه الطبيعية
وعلى صعيد آخر، تحدث البابا عن موضوع حقوق الطفل، فقال: "ألكنيسة، منذ عصور، اقتداءً بالمسيح، قد عززت الدفاع عن كرامة وحقوق القاصرين، واعتنت بهم بأشكال متنوعة".
وتأسف البابا أن بعض أبناء الكنيسة، تصرفوا خلال تاريخها بشكل لا يطابق التزامها واغتصبوا حقوق الأطفال. وصرح بأن الكنيسة لن تنفك تدين وتستنكر هذه التصرفات.
كما وصرح أن تصرف يسوع مع الأطفال لطالما كان حافزًا يدفع الكنيسة إلى التصوف نحوهم باحترام وحنان. فكلمات يسوع عن ملكوت الله الذي يعطى لمن يصير كالأطفال فقط، وتنبيهه القاسي لمن يشكك الأطفال يلزمنا بألا ننقص يومًا في الاحترام نحوهم.
وأوضح البابا أن الكنيسة لم تتردد في قبول شرعة حقوق الطفل التي أصدرتها الأمم المتحدة. مذكرًا بأن هذه الشرعة تنص في مقدمتها على أن العائلة هي "البيئة الطبيعية لنشأة ورخاء كل أعضائها وبشكل خاص الأطفال"، وأضاف: "إن العائلة المبنية على رجل وامرأة هي العون الأكبر الذي يمكننا أن نقدمه للأطفال".
"فالأطفال بحاجة أن ينالوا الحب من أم وأب يحبان بعضهما، وهم بحاجة إلى السكن، النمو والعيش مع والديهم، لأن صورتي الأم والأب هما متكاملتان في تربية الأطفال وبناء شخصيتهم وهويتهم".
وفي هذا الإطار، دعا بندكتس السادس عشر إلى تحريض الأهل على ألا يغيب عن نظرهم المعاني العميقة وأسرارية علاقتهم الزوجية، وإلى تعزيزها بقوة كلمة الله، الصلاة، الحوار المتواصل، تقبل أحدهما الآخر، والغفران المتبادل"، لافتًا إلى أن المناخ العائلي غير الصافي، انفصال الزوجين أو الطلاق هي عوامل سلبية جدًا بالنسبة للأبناء.
بقلم روبير شعيب
روما، الاثنين 8 فبراير 2010 (Zenit.org). – " فقط من خلال جعل المسيح محور الوجود الشخصي وفي حياة الثنائي، يمكن عيش الحب الأصيل وتقديمه للآخرين"،هذا ما قاله بندكتس السادس عشر لدى لقائه صباح اليوم في الفاتيكان بالمشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري للعائلة، الذي يفتتح اليوم الاثنين ويستمر حتى نهار الأربعاء 10 فبراير الجاري.
موضوع هذه الجمعية التاسعة عشرة هو حقوق الطفل، في الذكرى العشرين للشرعة الدولية حول التدابير لحماية الطفل، التي تبنتها الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989.
مدح البابا خلال خطابه الدور الذي يلعبه المجلس الحبري للعائلة، إذ يسهم من خلال مبادراته العديدة في تعزيز الوعي للدور الأساسي الذي تلعبه العائلة في حياة الكنيسة والمجتمع. وذكر من بين هذه المبادرات مشروع "العائلة كعنصر فاعل في التبشير"، الذي يسعى إلى جمع خبرات فعالة من مختلف مجالات العمل التبشيري الذي تقدم فيه العائلة اسهامها.
كما ولفت إلى التزام المجلس في إعداد دليل للاستعداد للزواج، الذي هو أمر ضروري جدًا في أيامنا أكثر منه من أي وقت مضى، بحسب ما أوضح البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي "تدبير شؤون العائلة".
مراحل ثلاث للإعداد إلى الزواج
وشرح البابا أن المجلس يهدف في دليله إلى تقديم ثلاث مراحل في الإعداد للإجابة على الدعوة الزوجية.
الإعداد البعيد يتعلق بالأطفال، المراهقين والشباب. وتشمل العائلة، الرعية والمدرسة، كأماكن يتعلم فيها المرء أن يفهم الحياة كدعوة إلى الحب، تندرج في إطار حالة البتولية المكرسة لأجل ملكوت الله أو حالة الزواج، وكلتا الحالتين هما دومًا دعوة إلى الحب. في هذه المرحلة أيضًا تظهر الحياة الجنسية كقدرة علائقية إيجابية يجب دمجها في الحب الأصيل.
الإعداد القريب، هو المرحلة الثانية، ويرتبط بالخطوبة التي يجب أن تضحي فيها المسيرة مسيرة إيمان وحياة مسيحية تؤدي إلى معرفة معمقة لسر المسيح والكنيسة، ومعنى نعمة ومسؤولية الزواج (تدبير شؤون العائلة، 66). وتمنى البابا أن يكون هذا الزمن، الذي يلتقي فيه الخطاب بالمنشئين والكهنة المعدين زمنًا يتم التركيز فيه على تنمية العلاقة الشخصية مع الرب يسوع، خصوصًا عبر الإصغاء لكلمة الله، والتقرب من الأسرار وبشكل خاص الافخارستيا.
وقال الأب الأقدس: "فقط من خلال جعل المسيح محور الوجود الشخصي وفي حياة الثنائي، يمكن عيش الحب الأصيل وتقديمه للآخرين: من أقام في، وأقمت أنا فيه، يحمل ثمرًا وفيرًا، من دوني لا تستطيعون شيئًا (يو 15، 5)".
الإعداد المباشر هو المرحلة الثالثة، وهي مرحلة تتضمن امتحان الخطاب بحسب الحق القانوني، كما وتتضمن تعليمًا على سر الزواج ومعناه، بما في ذلك الرياضة الروحية التي تسبق الزواج، والحرص على أن يتم فهم الاحتفال بالزواج كهبة للكنيسة بأسرها، تهدف إلى نمو الكنيسة الروحي.
حقوق الطفل، وبيئة نموه الطبيعية
وعلى صعيد آخر، تحدث البابا عن موضوع حقوق الطفل، فقال: "ألكنيسة، منذ عصور، اقتداءً بالمسيح، قد عززت الدفاع عن كرامة وحقوق القاصرين، واعتنت بهم بأشكال متنوعة".
وتأسف البابا أن بعض أبناء الكنيسة، تصرفوا خلال تاريخها بشكل لا يطابق التزامها واغتصبوا حقوق الأطفال. وصرح بأن الكنيسة لن تنفك تدين وتستنكر هذه التصرفات.
كما وصرح أن تصرف يسوع مع الأطفال لطالما كان حافزًا يدفع الكنيسة إلى التصوف نحوهم باحترام وحنان. فكلمات يسوع عن ملكوت الله الذي يعطى لمن يصير كالأطفال فقط، وتنبيهه القاسي لمن يشكك الأطفال يلزمنا بألا ننقص يومًا في الاحترام نحوهم.
وأوضح البابا أن الكنيسة لم تتردد في قبول شرعة حقوق الطفل التي أصدرتها الأمم المتحدة. مذكرًا بأن هذه الشرعة تنص في مقدمتها على أن العائلة هي "البيئة الطبيعية لنشأة ورخاء كل أعضائها وبشكل خاص الأطفال"، وأضاف: "إن العائلة المبنية على رجل وامرأة هي العون الأكبر الذي يمكننا أن نقدمه للأطفال".
"فالأطفال بحاجة أن ينالوا الحب من أم وأب يحبان بعضهما، وهم بحاجة إلى السكن، النمو والعيش مع والديهم، لأن صورتي الأم والأب هما متكاملتان في تربية الأطفال وبناء شخصيتهم وهويتهم".
وفي هذا الإطار، دعا بندكتس السادس عشر إلى تحريض الأهل على ألا يغيب عن نظرهم المعاني العميقة وأسرارية علاقتهم الزوجية، وإلى تعزيزها بقوة كلمة الله، الصلاة، الحوار المتواصل، تقبل أحدهما الآخر، والغفران المتبادل"، لافتًا إلى أن المناخ العائلي غير الصافي، انفصال الزوجين أو الطلاق هي عوامل سلبية جدًا بالنسبة للأبناء.
Comment