معظم الولادات بالغرب هي ولادات طبيعية و لا تحتاج الولادة لتخدير عام و يرافق اقتراب الولادة في سوريا تهويل من الامها من قبل الاطباء رغم ان الاطباء حول العالم ينصحون بالطبيعية لكن في سوريا حيث كل شيء تجارة
من دون أي تفكير أو حساب للمضاعفات التي قد تحدث بعدها.. أصبحت العمليات القيصرية اليوم هي الخيار الأول بالنسبة للكثير من السيدات الحوامل وهذا يعود إلى مخاوف واعتقادات غير أكيدة حول الآلام المصاحبة للولادة الطبيعية..
وعلى الجانب الآخر نجد أن الكثير من الأطباء أصبحوا ينصحون أو بالأحرى يفرضون على مريضاتهن إجراء القيصرية تحت ذرائع متعددة لضمان أجر يزداد أضعافاً مضاعفة فضلاً عن الراحة التي يوفرها هذا النوع من الولادات للطبيب حيث يجريها بناء على موعد يحدده مسبقاً بناء على أجندة وقته على عكس الولادة الطبيعية التي تأتي في أي لحظة..
وقالت زينب التي ولدت طفلتها الأولى بعملية قيصرية "طلبت من طبيبي أن تكون الولادة الأولى لي قيصرية هرباً من الآلام (طلق الولادة) والتي تستمر لساعات طوال وأحياناً لأيام إضافة إلى آلام أخرى، في حين أنا أسمع دوماً بأن الولادة القيصرية تخفف الكثير من آلام الولادة وتبقى أضمن وأسهل على الحامل من الولادة الطبيعية", مضيفة "أنا أثق بطبيبي الجديد وهو الذي نصحني بالولادة القيصرية وشجعني على إجرائها".
فيما يقول زوجها رائد محي الدين "أشعر بالسرور والفرح لا سيما أني رزقت بطفلي الأول، لكن بخصوص الولادة أنا صراحة لا أفهم كثيراً بهذه الأمور ولكني أسمع دائماً بأن الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية ولكن الطبيب المشرف على زوجتي نصحنا بالعملية القيصرية لوجود نزيف لدى زوجتي وتقدم الخلاصة على الجنين".
أما السيدة لينا وهي على سرير الشفاء وبعد ولادتها بساعات قالت "كنت أتمنى الإجراء الجراحي لأني كنت خائفة جداً من الآلام الشديدة التي تصاحب الولادة الطبيعية، وطلبت عدة مرات من طبيبي أن يجري لي العملية القيصرية، إلا انه رفض ذلك ونصحني بالولادة الطبيعية لأنها تبقى أفضل لصحة الجنين الأم", مضيفة "الولادة الطبيعية أكثر أماناً وصحة للمرأة وتشعرها بارتباطها بطفلها منذ اللحظة الأولى وتساعدها على ممارسة حياتها وإرضاع طفلها بصورة طبيعية بوقت قصير".
الولادة الطبيعية بكل أوجاعها أفضل من القيصرية
وعلى الجانب الآخر نجد سيدات يفضلن الولادة الطبيعية وتقول رنا سليمان وهي أم لطفلين "لماذا افتح بطني وأتعرض للتشويه؟ ولماذا ارفض نعمة الله علي وهي الولادة الطبيعية وبرأيي يجب عدم اللجوء للعمليات القيصرية إلا عند الضرورة القصوى لان هذه العمليات ستتكرر كلما تكرر الحمل عند السيدة وأنا أعرف أن الولادة الطبيعية بكل أوجاعها أفضل من القيصرية", لافتة إلى أن "من إيجابيات الولادة الطبيعية عدا عن فوائدها الجسدية للأم توفّر جزء جيد من تكاليف الولادة لان اجر الولادة القيصرية أصبح يصل هذه الأيام إلى مبلغ 30 ألف ليرة سورية وأكثر ولا سيما إن كانت الولادة في مشفى خاص".
الألم ممزوجاً بطعم الأمومة
فيما تتحدث أم باسم وهي أم لأربعة أطفال "جميع ولاداتي كانت طبيعية والحمد لله, فرغم آلام المخاض التي شعرت بها إلا أن رؤية أطفالي بين يدي بعد الولادة كانت تنسيني كل الآلام بولاداتي, وحينها تشعر الأم بطعم الألم ممزوجاً بالأمومة وتعرف تماماً ماذا تعنيه كلمة أم", مضيفة "في أيامنا هذه أصبحت النساء والأطباء معاً يلجئون للعمليات القيصرية مباشرة لأن الأم تظنها أسهل كما أن مردودها المادي نسبة للطبيب يكون أعلى بضعفين مقارنة مع الولادة الطبيعية".
قيصرية تحت الطلب
وحول أسباب تضاعف عدد الولادات القيصرية مقابل الطبيعية قالت الأستاذة في كلية الطب في جامعة دمشق والتي تعمل في مشفى التوليد الجامعي د.سوزان الطبري لسيريانيوز "في السنوات الأخيرة بتنا نشهد ارتفاعاً في الطلب على العمليات القيصرية فللأسف الشديد أصبحت السيدة هي من يطلب هذا النوع من العمليات وأغلب الأطباء لا يمانعون في ذلك كون تلك العمليات أسهل وأربح بالنسبة لهم, وبالتالي فإن السيدة التي تضع مولودها الأول بعملية قيصرية ستكون أغلب حمولها القادمة عبارة عن عمليات قيصرية لان احتمال الولادة الطبيعية يصبح ضئيل جداً وهذا بدوره ضاعف عدد الولادات القيصرية الناتجة حتماً عن الولادة الأولى".
التسعيرة أصبحت عرف وتتراوح مراوحة كبيرة جداً حسب المشفى
وعن مساهمة العملية القيصرية بالتخفيف من الآلام كما هو شائع بين الكثير من السيدات توضح د.الطبري "موضوع الآلام ذو حساسية وهو نسبي يختلف من أم لأخرى والكثير من السيدات تعتقد أن القيصرات المبرمجة تخلو من المضاعفات، وأنا أقول هذا خطأ لان كل العمليات لها مضاعفاتها, ولكن الكثير من السيدات تظن أن القيصرية تخلو من الألم بسبب العامل النفسي الهام والذي يتعلق بالخوف من الولادة الطبيعية وتأثير البيئة التي تعيش فيها عليها من قبل جاراتها وأقربائها الذين ينصحون عن جهل وسوء دراية بالقيصرية", لافتة إلى أن "هناك اتجاه في الغرب لتحديد نوع الولادة من قبل السيدة وأنها تتوقع أن هذا الاتجاه في طريقه إلى الدول العربية".
ولفتت د.الطبري إلى أن "التسعيرة أصبحت تتبع أهواء وأمزجة الأطباء والمشفى الذي تجري فيه السيدة العملية رغم وجود تسعيرة محددة من قبل وزارة الصحة ولكن لا أحد يلتزم بها", مشيرة إلى أن "التسعيرة أصبحت عرف وتتراوح مراوحة كبيرة جداً حسب المشفى فهناك مشافي تطلب أسعار متوسطة وهناك أسعار عالية جداً".
استطبابات مطلقة وأخرى نسبية
أما عن الحالات التي توجب اللجوء للعملية القيصرية قال د. ط, ف والذي يعمل كمشرف على أحد المراكز الصحية في ريف دمشق لسيريانيوز "هناك استطبابات مطلقة للعمليات القيصرية وهناك استطبابات نسبية لهذا الموضوع وسأتحدث عن الحالات التي توجب الولادة القيصرية وأهمها وجود ضيق في الحوض لدى السيدة أو سرطان في عنق الرحم أو جين معترض أو عدم تناسب حجم الجنين مع الحوض, أو عدم تقدم الجنين أو في حال وجود المجيئات المعيدة وفي حال وجود توتر شرياني لدى الأم أو ارتفاع الضغط أو السكر في الدم, وقد يلجأ الطبيب إلى هذه العملية حتى ولو لم يوجد أي سبب في حال خوفه من الولادة الطبيعية".
"الحمل العزيز" يوجب العملية القيصرية
من جهة ثانية أوضح د. ط,ف أن "الحالة الوحيدة التي ينصح فيها فوراً بالعملية القيصرية ودون حتى وجود المشاكل السالفة الذكر لدى الأم هي تأخر سن الزواج وولادة المولود الأول في سن تتعدى ال37 عاماً وهنا تسمى هذه الحالة ب(الحمل العزيز) فتأخر سن الزواج يؤدي بالنتيجة إلى تأخر الحمل وبالتالي العملية القيصرية هنا أفضل وأضمن بكثير فلا مجال للمخاطرة بهذا الحمل الأول وخاصة أن هناك احتمال كبير بالإصابة بالعقم لدى السيدة".
وحول وجود جولات لوزارة الصحة أو لجان لمتابعة العمليات أردف "القرار النهائي يعود للطبيب المشرف على الحامل ولا احد يستطيع أن يقيّم نوع العملية التي تحتاجها غير هذا الطبيب ولكن هذا الأمر قد يترك مجالاً للكثير من الأطباء الذين يسعون للراحة والربح المادي المضاعف لاختيار العمليات القيصرية رغم عدم حاجة السيدة لها", لافتاً إلى أن "للعمليات القيصرية الكثير من المضار والتي تزيد أضعافاً مضاعفة عن الطبيعية من أهمها المكوث الطويل في المشفى والنزيف الدموي المستمر والاختلاطات التخديرية, كما تبقى الانتفاخات البطنية والآلام المبرحة لأسبوعين تقريباً".
ممارسات خاطئة من قبل الطبيب.. والحساب غائب
وأضاف د.ط,ف "هناك زيادة واضحة في عدد العمليات القيصرية وبصراحة تفاجئت هذا العام عندما اطلعت على كشوف وزارة الصحة حيث كانت النسب أكثر من 50% في محافظات مثل حمص وطرطوس وغيرها وهنا تتفوق المشافي الخاصة بالنسب المرتفعة للولادات القيصرية على المشافي العامة", لافتاً إلى أن "هناك طريقة ممارسة خاطئة من قبل بعض الأطباء الذي لا يحاسبهم أحد وتلاعب بالتسعيرة التي يجب أن تترواح كما حددتها وزارة الصحة بين 16 ألف للعلمية القيصرية و7 آلاف ليرة سورية للولادة الطبيعية".
استغلال المريضة دون مبرر طبي أمر مرفوض تماماً
نقيب أطباء سورية د. وائل حلقي أوضح أن "المريضة قد تطلب من طبيبها إجراء العملية القيصرية خوفاً من الولادة الطبيعية وخاصة إن كانت حاملاً بمولودها الأول, أو قد يكون هناك حالات تستدعي إجراء عملية قيصرية, ولكن على الطبيب هنا أن يشرح الوضع تماماً للسيدة ومدى الحاجة لعملية قيصرية أو ولادة طبيعية مع توضيح أبعاد إجراء القيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية", وتابع "قد يكون هناك نزوف نسائية سابقة أو مشاكل مرضية متنوعة تضطر المريض لإجراء عملية قيصرية وليس ولادة طبيعية, أما بشكل عام فإن استغلال المريضة دون أن يكون هناك حاجة مرضية ملحة أو دون مبرر طبي فهذا أمر مرفوض تماماً".
القيصرية متفوقة دوماً في المشافي الخاصة والصورة معكوسة في المشافي العامة
وبحسب الأرقام التي نشرتها صحيفة الثورة المحلية في (27/10/2010) حول المشافي الخاصة التي تعنى بالولادة بصورة متخصصة, نجد أن عدد عمليات القيصرية يفوق عدد الولادات الطبيعية وذلك خلال الربع الأخير من عام 2010, حيث أجرى المشفى العربي 52 قيصرية بينما عدد الولادات الطبيعية 19 ولادة, وفي مشفى الحياة كان عدد القيصريات 61 وعدد الولادات الطبيعية 34 ولادة, وفي أحد المشافي الخاصة قدموا إحصائية مفادها أن عدد العمليات القيصرية التي أجروها خلال ذلك الربع هو 49 عملية و 23 ولادة طبيعية.
إحصائيات وزارة الصحة
ولدى مراجعة مديرية التخطيط في وزارة الصحة أشارت الأرقام إلى أن عدد العمليات القيصرية التي أجريت في المشافي الخاصة بدمشق خلال عام 2009 بلغ العمليات القيصرية 4745 عملية بينما كان عدد الولادات القيصرية ,4304 وفي حمص 8913 قيصرية، و1898 طبيعية، وفي اللاذقية 1158 طبيعية و3334 قيصرية، وفي طرطوس 805 طبيعية، و3690 قيصرية، وتشير الأرقام في بقية المحافظات مثل حماة, دير الزور, درعا, الحسكة إلى أن عدد الولادات القيصرية تفوق على عدد الطبيعية أيضاً.
بينما نجد الصورة معكوسة تماما فيما لو تابعنا احصائيات الربع الثاني لعام 2010 في المشافي العامة ففي دمشق 431 عملية قيصرية مقابل 1959 ولادة طبيعية, وفي ريف دمشق 1056 قيصرية، 4346 ولادة طبيعية وفي طرطوس 650 قيصرية مقابل 921 طبيعية، أما في اللاذقية 501 قيصرية مقابل 816 طبيعية، وكذلك تفوق عدد الولادات الطبيعية في المشافي العامة في بقية المحافظات على الولادات القيصرية, وفي مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي بدمشق من تاريخ 1/1/2010 وحتى 30/9/2010 بلغ عدد الولادات الطبيعية ضمن تلك الفترة 6413 وعدد الولادات القيصرية 2651.
أروى الباشا - سيريانيوز
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=126286
من دون أي تفكير أو حساب للمضاعفات التي قد تحدث بعدها.. أصبحت العمليات القيصرية اليوم هي الخيار الأول بالنسبة للكثير من السيدات الحوامل وهذا يعود إلى مخاوف واعتقادات غير أكيدة حول الآلام المصاحبة للولادة الطبيعية..
وعلى الجانب الآخر نجد أن الكثير من الأطباء أصبحوا ينصحون أو بالأحرى يفرضون على مريضاتهن إجراء القيصرية تحت ذرائع متعددة لضمان أجر يزداد أضعافاً مضاعفة فضلاً عن الراحة التي يوفرها هذا النوع من الولادات للطبيب حيث يجريها بناء على موعد يحدده مسبقاً بناء على أجندة وقته على عكس الولادة الطبيعية التي تأتي في أي لحظة..
وقالت زينب التي ولدت طفلتها الأولى بعملية قيصرية "طلبت من طبيبي أن تكون الولادة الأولى لي قيصرية هرباً من الآلام (طلق الولادة) والتي تستمر لساعات طوال وأحياناً لأيام إضافة إلى آلام أخرى، في حين أنا أسمع دوماً بأن الولادة القيصرية تخفف الكثير من آلام الولادة وتبقى أضمن وأسهل على الحامل من الولادة الطبيعية", مضيفة "أنا أثق بطبيبي الجديد وهو الذي نصحني بالولادة القيصرية وشجعني على إجرائها".
فيما يقول زوجها رائد محي الدين "أشعر بالسرور والفرح لا سيما أني رزقت بطفلي الأول، لكن بخصوص الولادة أنا صراحة لا أفهم كثيراً بهذه الأمور ولكني أسمع دائماً بأن الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية ولكن الطبيب المشرف على زوجتي نصحنا بالعملية القيصرية لوجود نزيف لدى زوجتي وتقدم الخلاصة على الجنين".
أما السيدة لينا وهي على سرير الشفاء وبعد ولادتها بساعات قالت "كنت أتمنى الإجراء الجراحي لأني كنت خائفة جداً من الآلام الشديدة التي تصاحب الولادة الطبيعية، وطلبت عدة مرات من طبيبي أن يجري لي العملية القيصرية، إلا انه رفض ذلك ونصحني بالولادة الطبيعية لأنها تبقى أفضل لصحة الجنين الأم", مضيفة "الولادة الطبيعية أكثر أماناً وصحة للمرأة وتشعرها بارتباطها بطفلها منذ اللحظة الأولى وتساعدها على ممارسة حياتها وإرضاع طفلها بصورة طبيعية بوقت قصير".
الولادة الطبيعية بكل أوجاعها أفضل من القيصرية
وعلى الجانب الآخر نجد سيدات يفضلن الولادة الطبيعية وتقول رنا سليمان وهي أم لطفلين "لماذا افتح بطني وأتعرض للتشويه؟ ولماذا ارفض نعمة الله علي وهي الولادة الطبيعية وبرأيي يجب عدم اللجوء للعمليات القيصرية إلا عند الضرورة القصوى لان هذه العمليات ستتكرر كلما تكرر الحمل عند السيدة وأنا أعرف أن الولادة الطبيعية بكل أوجاعها أفضل من القيصرية", لافتة إلى أن "من إيجابيات الولادة الطبيعية عدا عن فوائدها الجسدية للأم توفّر جزء جيد من تكاليف الولادة لان اجر الولادة القيصرية أصبح يصل هذه الأيام إلى مبلغ 30 ألف ليرة سورية وأكثر ولا سيما إن كانت الولادة في مشفى خاص".
الألم ممزوجاً بطعم الأمومة
فيما تتحدث أم باسم وهي أم لأربعة أطفال "جميع ولاداتي كانت طبيعية والحمد لله, فرغم آلام المخاض التي شعرت بها إلا أن رؤية أطفالي بين يدي بعد الولادة كانت تنسيني كل الآلام بولاداتي, وحينها تشعر الأم بطعم الألم ممزوجاً بالأمومة وتعرف تماماً ماذا تعنيه كلمة أم", مضيفة "في أيامنا هذه أصبحت النساء والأطباء معاً يلجئون للعمليات القيصرية مباشرة لأن الأم تظنها أسهل كما أن مردودها المادي نسبة للطبيب يكون أعلى بضعفين مقارنة مع الولادة الطبيعية".
قيصرية تحت الطلب
وحول أسباب تضاعف عدد الولادات القيصرية مقابل الطبيعية قالت الأستاذة في كلية الطب في جامعة دمشق والتي تعمل في مشفى التوليد الجامعي د.سوزان الطبري لسيريانيوز "في السنوات الأخيرة بتنا نشهد ارتفاعاً في الطلب على العمليات القيصرية فللأسف الشديد أصبحت السيدة هي من يطلب هذا النوع من العمليات وأغلب الأطباء لا يمانعون في ذلك كون تلك العمليات أسهل وأربح بالنسبة لهم, وبالتالي فإن السيدة التي تضع مولودها الأول بعملية قيصرية ستكون أغلب حمولها القادمة عبارة عن عمليات قيصرية لان احتمال الولادة الطبيعية يصبح ضئيل جداً وهذا بدوره ضاعف عدد الولادات القيصرية الناتجة حتماً عن الولادة الأولى".
التسعيرة أصبحت عرف وتتراوح مراوحة كبيرة جداً حسب المشفى
وعن مساهمة العملية القيصرية بالتخفيف من الآلام كما هو شائع بين الكثير من السيدات توضح د.الطبري "موضوع الآلام ذو حساسية وهو نسبي يختلف من أم لأخرى والكثير من السيدات تعتقد أن القيصرات المبرمجة تخلو من المضاعفات، وأنا أقول هذا خطأ لان كل العمليات لها مضاعفاتها, ولكن الكثير من السيدات تظن أن القيصرية تخلو من الألم بسبب العامل النفسي الهام والذي يتعلق بالخوف من الولادة الطبيعية وتأثير البيئة التي تعيش فيها عليها من قبل جاراتها وأقربائها الذين ينصحون عن جهل وسوء دراية بالقيصرية", لافتة إلى أن "هناك اتجاه في الغرب لتحديد نوع الولادة من قبل السيدة وأنها تتوقع أن هذا الاتجاه في طريقه إلى الدول العربية".
ولفتت د.الطبري إلى أن "التسعيرة أصبحت تتبع أهواء وأمزجة الأطباء والمشفى الذي تجري فيه السيدة العملية رغم وجود تسعيرة محددة من قبل وزارة الصحة ولكن لا أحد يلتزم بها", مشيرة إلى أن "التسعيرة أصبحت عرف وتتراوح مراوحة كبيرة جداً حسب المشفى فهناك مشافي تطلب أسعار متوسطة وهناك أسعار عالية جداً".
استطبابات مطلقة وأخرى نسبية
أما عن الحالات التي توجب اللجوء للعملية القيصرية قال د. ط, ف والذي يعمل كمشرف على أحد المراكز الصحية في ريف دمشق لسيريانيوز "هناك استطبابات مطلقة للعمليات القيصرية وهناك استطبابات نسبية لهذا الموضوع وسأتحدث عن الحالات التي توجب الولادة القيصرية وأهمها وجود ضيق في الحوض لدى السيدة أو سرطان في عنق الرحم أو جين معترض أو عدم تناسب حجم الجنين مع الحوض, أو عدم تقدم الجنين أو في حال وجود المجيئات المعيدة وفي حال وجود توتر شرياني لدى الأم أو ارتفاع الضغط أو السكر في الدم, وقد يلجأ الطبيب إلى هذه العملية حتى ولو لم يوجد أي سبب في حال خوفه من الولادة الطبيعية".
"الحمل العزيز" يوجب العملية القيصرية
من جهة ثانية أوضح د. ط,ف أن "الحالة الوحيدة التي ينصح فيها فوراً بالعملية القيصرية ودون حتى وجود المشاكل السالفة الذكر لدى الأم هي تأخر سن الزواج وولادة المولود الأول في سن تتعدى ال37 عاماً وهنا تسمى هذه الحالة ب(الحمل العزيز) فتأخر سن الزواج يؤدي بالنتيجة إلى تأخر الحمل وبالتالي العملية القيصرية هنا أفضل وأضمن بكثير فلا مجال للمخاطرة بهذا الحمل الأول وخاصة أن هناك احتمال كبير بالإصابة بالعقم لدى السيدة".
وحول وجود جولات لوزارة الصحة أو لجان لمتابعة العمليات أردف "القرار النهائي يعود للطبيب المشرف على الحامل ولا احد يستطيع أن يقيّم نوع العملية التي تحتاجها غير هذا الطبيب ولكن هذا الأمر قد يترك مجالاً للكثير من الأطباء الذين يسعون للراحة والربح المادي المضاعف لاختيار العمليات القيصرية رغم عدم حاجة السيدة لها", لافتاً إلى أن "للعمليات القيصرية الكثير من المضار والتي تزيد أضعافاً مضاعفة عن الطبيعية من أهمها المكوث الطويل في المشفى والنزيف الدموي المستمر والاختلاطات التخديرية, كما تبقى الانتفاخات البطنية والآلام المبرحة لأسبوعين تقريباً".
ممارسات خاطئة من قبل الطبيب.. والحساب غائب
وأضاف د.ط,ف "هناك زيادة واضحة في عدد العمليات القيصرية وبصراحة تفاجئت هذا العام عندما اطلعت على كشوف وزارة الصحة حيث كانت النسب أكثر من 50% في محافظات مثل حمص وطرطوس وغيرها وهنا تتفوق المشافي الخاصة بالنسب المرتفعة للولادات القيصرية على المشافي العامة", لافتاً إلى أن "هناك طريقة ممارسة خاطئة من قبل بعض الأطباء الذي لا يحاسبهم أحد وتلاعب بالتسعيرة التي يجب أن تترواح كما حددتها وزارة الصحة بين 16 ألف للعلمية القيصرية و7 آلاف ليرة سورية للولادة الطبيعية".
استغلال المريضة دون مبرر طبي أمر مرفوض تماماً
نقيب أطباء سورية د. وائل حلقي أوضح أن "المريضة قد تطلب من طبيبها إجراء العملية القيصرية خوفاً من الولادة الطبيعية وخاصة إن كانت حاملاً بمولودها الأول, أو قد يكون هناك حالات تستدعي إجراء عملية قيصرية, ولكن على الطبيب هنا أن يشرح الوضع تماماً للسيدة ومدى الحاجة لعملية قيصرية أو ولادة طبيعية مع توضيح أبعاد إجراء القيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية", وتابع "قد يكون هناك نزوف نسائية سابقة أو مشاكل مرضية متنوعة تضطر المريض لإجراء عملية قيصرية وليس ولادة طبيعية, أما بشكل عام فإن استغلال المريضة دون أن يكون هناك حاجة مرضية ملحة أو دون مبرر طبي فهذا أمر مرفوض تماماً".
القيصرية متفوقة دوماً في المشافي الخاصة والصورة معكوسة في المشافي العامة
وبحسب الأرقام التي نشرتها صحيفة الثورة المحلية في (27/10/2010) حول المشافي الخاصة التي تعنى بالولادة بصورة متخصصة, نجد أن عدد عمليات القيصرية يفوق عدد الولادات الطبيعية وذلك خلال الربع الأخير من عام 2010, حيث أجرى المشفى العربي 52 قيصرية بينما عدد الولادات الطبيعية 19 ولادة, وفي مشفى الحياة كان عدد القيصريات 61 وعدد الولادات الطبيعية 34 ولادة, وفي أحد المشافي الخاصة قدموا إحصائية مفادها أن عدد العمليات القيصرية التي أجروها خلال ذلك الربع هو 49 عملية و 23 ولادة طبيعية.
إحصائيات وزارة الصحة
ولدى مراجعة مديرية التخطيط في وزارة الصحة أشارت الأرقام إلى أن عدد العمليات القيصرية التي أجريت في المشافي الخاصة بدمشق خلال عام 2009 بلغ العمليات القيصرية 4745 عملية بينما كان عدد الولادات القيصرية ,4304 وفي حمص 8913 قيصرية، و1898 طبيعية، وفي اللاذقية 1158 طبيعية و3334 قيصرية، وفي طرطوس 805 طبيعية، و3690 قيصرية، وتشير الأرقام في بقية المحافظات مثل حماة, دير الزور, درعا, الحسكة إلى أن عدد الولادات القيصرية تفوق على عدد الطبيعية أيضاً.
بينما نجد الصورة معكوسة تماما فيما لو تابعنا احصائيات الربع الثاني لعام 2010 في المشافي العامة ففي دمشق 431 عملية قيصرية مقابل 1959 ولادة طبيعية, وفي ريف دمشق 1056 قيصرية، 4346 ولادة طبيعية وفي طرطوس 650 قيصرية مقابل 921 طبيعية، أما في اللاذقية 501 قيصرية مقابل 816 طبيعية، وكذلك تفوق عدد الولادات الطبيعية في المشافي العامة في بقية المحافظات على الولادات القيصرية, وفي مشفى التوليد وأمراض النساء الجامعي بدمشق من تاريخ 1/1/2010 وحتى 30/9/2010 بلغ عدد الولادات الطبيعية ضمن تلك الفترة 6413 وعدد الولادات القيصرية 2651.
أروى الباشا - سيريانيوز
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=126286
Comment